عاشق القائم
30-03-2010, 07:47 AM
الحرص
الحرص: هو الافراط في حب المال، والاستكثار منه، دون أن يكتفى بقدر محدود. وهو من الصفات الذميمة، والخصال السيئة، الباعثة على الوان المساوئ والآثام، وحسب الحريص ذماً أنه كلما إزداد حرصاً إزداداً غباءاً وغماً.
وإليك بعض ما ورد في ذمه:
قال الباقر عليه السلام: « مثل الحريص على الدنيا، مثل دودة القز كلما ازدادت من القز على نفسها لفاً، كان أبعد لها من الخروج، حتى تموت غماً»(1).
لذلك قال الشاعر:
يفني البخيل بجمع المال مدته*** وللحوادث والأيام ما يدع
كدودة القز ما تبنيه يهدمها*** وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
وقال الصادق عليه السالم: «إن فيما نزل به الوحي من السماء: لو أن لابن آدم واديين، يسيلان ذهباً وفضة، لابتغى لهما ثالثاً، يابن آدم إنما بطنك بحر من البحور، وواد من الأودية، لا يملأه شيء إلا التراب»(2).
(1) الوافي ج 3 ص 152 عن الكافي.
(2) الوافي ج 3 ص 154 عن من لا يحضره الفقيه للصدوق (ره).
وقال عليه السلام: «ماذئبان ضاريان، في غنم قد فارقها رعاؤها أحدهما في أولها والآخر في آخرها، بأفسد فيها من حب المال «الدنيا خ ل» والشرف في دين المسلم»(1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في ضمن وصيته لولده الحسن عليه السلام: «واعلم يقيناً أنك لن تبلغ املك، ولن تعدو أجلك، وأنك في سبيل من كان قبلك، فخفض في الطلب، وأجمل في المكتسب، فانه رب طلب، قد جر الى حرب، فليس كل طالب بمرزوق، ولا كل مجمل بمحروم»(2).
وقال الحسن بن علي عليهما السلام:
«هلاك الناس في ثلاث: الكبر. والحرص. والحسد.
فالكبر هلاك الدين وبه لعن ابليس..
والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة.
والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل»(3).مساوئ الحرص:
وبديهي أنه متى استبد الحرص بالانسان، استرقه، وسبب له العناء
(1) مرآة العقول في شرح الكافي للمجلسي (ره) ج 2 عن الكافي. ص 303.
(2) نهج البلاغة.
(3) كشف الغمة.
والشقاء، فلايهم الحريص، ولا يشبع جشعه إلا استكثار الأموال واكتنازها، دون أن ينتهي الى حد محدود، فكلما أدرك مأرباً طمح الى آخر، وهكذا يلج به الحرص، وتستعبده الأطماع، حتى يوافيه الموت فيغدو ضحية الغناء والخسران.
والحريص أشد الناس جهداً في المال، وأقلهم انتفاعاً واستمتاعاً به ، يشقى بكسبه وادخاره، وسرعان ما يفارقه بالموت، فيهنأ به الوارث، من حيث شقى هو به، وحرم من لذته.
والحرص بعد هذا وذاك، كثيراً ما يزج بصاحبه في مزالق الشبهات والمحرمات والتورط في آثامها، ومشاكلها الأخروية، كما يعيق صاحبه عن أعمال الخير، وكسب المثوبات كصلة الأرحام وإعانة البؤساء والمعوزين، وفي ذلك ضرر بالغ، وحرمان جسيم.علاج الحرص:
وبعد أن عرفنا مساوئ الحرص يحسن بنا أن نعرض مجملاً من وسائل علاجه ونصائحه وهي:
1 - أن يتذكر الحريص مساوئ الحرص، وغوائله الدينية والدنيوية وأن الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب.
2 - أن يتأمل ما اسلفناه من فضائل القناعة، ومحاسنها، مستجليا سيرة العظماء الأفذاذ، من الأنبياء والأوصياء والأولياء، في زهدهم ف
الحياة، وقناعتهم باليسير منها.
3 - ترك النظر والتطلع الى من يفوقه ثراءاً، وتمتعاً بزخارف الحياة والنظر الى من دونه فيهما فذلك من دواعي القناعة وكبح جماح الحرص.
4 - الاقتصاد المعاشي، فإنه من أهم العوامل، في تخفيف حدة الحرص، إذ الاسراف في الانفاق يستلزم وفرة المال، والافراط في كسبه والحرص عليه.
قال الصادق عليه السلام: «ضمنت لمن أقتصد أن لا يفتقر»(1).
_____________________
(1) البحار مج 15 ج 2 ص 199 عن الخصال للصدوق (ره).
الحرص: هو الافراط في حب المال، والاستكثار منه، دون أن يكتفى بقدر محدود. وهو من الصفات الذميمة، والخصال السيئة، الباعثة على الوان المساوئ والآثام، وحسب الحريص ذماً أنه كلما إزداد حرصاً إزداداً غباءاً وغماً.
وإليك بعض ما ورد في ذمه:
قال الباقر عليه السلام: « مثل الحريص على الدنيا، مثل دودة القز كلما ازدادت من القز على نفسها لفاً، كان أبعد لها من الخروج، حتى تموت غماً»(1).
لذلك قال الشاعر:
يفني البخيل بجمع المال مدته*** وللحوادث والأيام ما يدع
كدودة القز ما تبنيه يهدمها*** وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
وقال الصادق عليه السالم: «إن فيما نزل به الوحي من السماء: لو أن لابن آدم واديين، يسيلان ذهباً وفضة، لابتغى لهما ثالثاً، يابن آدم إنما بطنك بحر من البحور، وواد من الأودية، لا يملأه شيء إلا التراب»(2).
(1) الوافي ج 3 ص 152 عن الكافي.
(2) الوافي ج 3 ص 154 عن من لا يحضره الفقيه للصدوق (ره).
وقال عليه السلام: «ماذئبان ضاريان، في غنم قد فارقها رعاؤها أحدهما في أولها والآخر في آخرها، بأفسد فيها من حب المال «الدنيا خ ل» والشرف في دين المسلم»(1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في ضمن وصيته لولده الحسن عليه السلام: «واعلم يقيناً أنك لن تبلغ املك، ولن تعدو أجلك، وأنك في سبيل من كان قبلك، فخفض في الطلب، وأجمل في المكتسب، فانه رب طلب، قد جر الى حرب، فليس كل طالب بمرزوق، ولا كل مجمل بمحروم»(2).
وقال الحسن بن علي عليهما السلام:
«هلاك الناس في ثلاث: الكبر. والحرص. والحسد.
فالكبر هلاك الدين وبه لعن ابليس..
والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة.
والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل»(3).مساوئ الحرص:
وبديهي أنه متى استبد الحرص بالانسان، استرقه، وسبب له العناء
(1) مرآة العقول في شرح الكافي للمجلسي (ره) ج 2 عن الكافي. ص 303.
(2) نهج البلاغة.
(3) كشف الغمة.
والشقاء، فلايهم الحريص، ولا يشبع جشعه إلا استكثار الأموال واكتنازها، دون أن ينتهي الى حد محدود، فكلما أدرك مأرباً طمح الى آخر، وهكذا يلج به الحرص، وتستعبده الأطماع، حتى يوافيه الموت فيغدو ضحية الغناء والخسران.
والحريص أشد الناس جهداً في المال، وأقلهم انتفاعاً واستمتاعاً به ، يشقى بكسبه وادخاره، وسرعان ما يفارقه بالموت، فيهنأ به الوارث، من حيث شقى هو به، وحرم من لذته.
والحرص بعد هذا وذاك، كثيراً ما يزج بصاحبه في مزالق الشبهات والمحرمات والتورط في آثامها، ومشاكلها الأخروية، كما يعيق صاحبه عن أعمال الخير، وكسب المثوبات كصلة الأرحام وإعانة البؤساء والمعوزين، وفي ذلك ضرر بالغ، وحرمان جسيم.علاج الحرص:
وبعد أن عرفنا مساوئ الحرص يحسن بنا أن نعرض مجملاً من وسائل علاجه ونصائحه وهي:
1 - أن يتذكر الحريص مساوئ الحرص، وغوائله الدينية والدنيوية وأن الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب.
2 - أن يتأمل ما اسلفناه من فضائل القناعة، ومحاسنها، مستجليا سيرة العظماء الأفذاذ، من الأنبياء والأوصياء والأولياء، في زهدهم ف
الحياة، وقناعتهم باليسير منها.
3 - ترك النظر والتطلع الى من يفوقه ثراءاً، وتمتعاً بزخارف الحياة والنظر الى من دونه فيهما فذلك من دواعي القناعة وكبح جماح الحرص.
4 - الاقتصاد المعاشي، فإنه من أهم العوامل، في تخفيف حدة الحرص، إذ الاسراف في الانفاق يستلزم وفرة المال، والافراط في كسبه والحرص عليه.
قال الصادق عليه السلام: «ضمنت لمن أقتصد أن لا يفتقر»(1).
_____________________
(1) البحار مج 15 ج 2 ص 199 عن الخصال للصدوق (ره).