المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب جهاد النفس من تأليف الاستاذ/ مظاهري..


فاطمه مصطفى
01-04-2010, 10:04 PM
http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-a99266f069.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أحب أن تطلعوا على تفاصيل الكتاب الذي
وددت ان أنقله لكم لشديد إعجابي به وبما يحتويه


" جهاد النفس "كتاب تعليمي
من تأليف الأستاذ : مظاهري
ترجمة / لجنة الهدى


.........

- البحث الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ربِّ إشرح لي صدري ، ويسر لي أمري )
(وأحلل عقدةِّ من لساني ، يفقهوا قولي

إن عملكم ودوركم في المجتمع أيها المعلمون
الأعزاء يرضي الله ، إذ يعتبر القرآن الكريم
عملكم عمل الله ودوركم بإذن الله أيضاً، حيث
تشير أول سورة نزلت على الرسول الأكرم (ص)
:إلى هذه الحقيقه

( بسم الله الرحمن الرحيم ، إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم )

في هذه السورة المباركة ، يورد القرآن إحدى صفات
الله وهذه الصفه هي التعليم ، أي نفس العمل
الذي تقومون به
( علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) .


إنّ هذا العمل بأمر الله ومن أولى الصفات
التي وردت في القرآن بإعتبارها ميزة للنبي الأكرم (ص)، ومن هنا يظهر أن صفة التعليم هي أفضل صفات الله .

إن عملكم ودوركم في المجتمع ، عمل النبياء ووضيفتهم حيث نقرأ في آياتٍ كثيره من بينها سورة الجمعه:


(هو الذي يبعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من
قبللفي الضلالٍ مبين )

لماذا بُعث النبي ؟

لقد بُعث النبي بمعجزه
أي أنه جاء بالقرآن

لماذا بُعث ؟ ولماذا جاء القرآن ؟ هل كانت البعثة النبويه ونزول القرآن من أجل التعليم والتربيه ام من أجل التربيه
والتعليم؟

هذه الآيه التي تكررت في القرآن الكريم تقول :عملكم هو عمل النبي (ص) ودوركم في المجتمع يشبه دور الأنبياء (ع) .


( ومن أحياها كانما أحيا الناس جميعاً ) فحسب التفسير المنقول عن الإمام الصادق (ع) أن هذه الآية تعني أنه لو
أستطاع شخص ما ان يهدي شاباً وأن يخرجه من
الضلال إلى الصراط المستقيم ، ثم يصنع منه إنساناً ،
فكأنما أحيا الدنيا كلّها .
ولو شاهدتم طفلاً صغيراً يحتضر ، ونقلتموه بواسطة
المركبه التي بحوزتكم إلى المستشفى ثم تحسّنت حالته ،
ستشعرون بإرتياح بالغٍ في ضميركم والناس سيكرمونكم
، ويشجعونكم كما أنكم ستحوزون مكانه عظيمه عند
الباري عزّ وجلّ ، لأنكم تمكنتم من إنقاذ طفلٍ من الموت


فالقرآن يبين أنه لو أستطت ان تُحي طفلاً من الناحيه
المعنويه ، وأن تهدي شخصاً ما غلى الصراط المستقيم ،
وبإختصار لو إستطعت أن تصنع إنساناً ، فإن ثواب ذلك
ليس بإحياء شخص واحد فحسب ، بل كأنك أحييت
الناس جميعاً .

فمثلاً: إذ كان عدد سكان الكرة الأرضيه
أربع مليارات من السكان ، وكان بإمكانكم
أن تربوا إنساناً واحداً فكأنكم أحييت ثلاث
مليارات من السكان المحتضرين .

أيُّ أجر في الإسلام يمكن أن يكون أفضل من هاذا ؟
إنّ الرآن هو الذي يحدد لكم هاذا الأجر .

في حرب خيبر ، كان الموقف حساساً جداً ،
وذلك أن المسلمين هُزيموا في اليوم الأول ،
كما هُزيموا في اليومين الثاني والثالث ،
واستشرت حالة الهزيمة بين المسلمين
وهبطت المعنويات بينما إستقوت معنويات
العداء ، وأصبح الإسلام في خطر .
وعندما حان المساء أخبرهم النبي (ص)
أنه سيُعطي الراية غذاً لشخص يحبهُ الله ورسولُه
ويُحبُ الله ورسولَه - من هنا أرجوا ان تقرأوا
التاريخ كي تستوعبوا دروسه وخصوصياته -
وفي الصباح اليوم التالي شعر أمير المؤمنين (ع)
بألم في عينه ، فأستدعاه النبي (ص) وداوى
عينيه بمعجزةٍ حيثُ مسح عيني علي (ع)
بماء من فمه ، فبرأت عيناه وسلمه الرايه ،
وكان الموقف حساساً جداً . أمير المؤمنين على أهبة الإستعداد للدخول في ساحة الحرب حينذاك ،
حيث يريد النبي (ص) - وهو الرجل الأول
في الإسلام- ان يقول جملةِ لرجل الثاني في الإسلام
-علي (ع)- ينبغي أن تكون في مستوى الموقف .
فعندما يريد رئيس ديني أن يقول جملةِ لشخص
سوف يصبح قائداً فيما بعد - هذه الجمله ينبغي
أن تكون بحجم الموقف وأمير المؤمنين (ع)
راكب ، والنبي الأكرم (ص) راجل ، والراية بيد
علي (ع) ، والجيش يستعد للدخول في ساحة الوغى ، والجملة التي قالها النبي الأكرم (ص) آنذاك خير شاهد
لما أريد أن قوله وهي :
" لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك
"مما طلعت عليه الشمس

ياعلي ، إن ماتنوي القيام به مهم جداً ،
لأنك تريد أن تحيي الإسلام ، لكن ينبغي أن
أخبرك أن هناك من هو أهم ، وهو ان يهتدي
شخصاً ما وأن تصنع إنساناً ، غن إستطعت ان
تُربي إنساناً مسلماً وتقدمه إلى المجتمع ، فإن ثواب
ذلك ليس أكثر من هذه الحرب فحسب ، بل

"
خير لك مما طلعت عليه الشمس "

أي أجر ذلك أكبر من الدنيا وما فيها


.


هذا من ناحية الثواب ، فإن عملكم يحظى بهذا

القدر من الثواب . أما من ناحية القيمة ،
انتم الذين تستطيعون أن تبطلوا مفعول قانون
الوراثه والبيئه ، بل ان تبطلوا قانون التغذيه

والتربيه الأسريه .



كما تعلمون أن قانون الوراثه هام جداً ،

بمعنى أن الصفات الظاهريه والصفات المعنويه

للوالدين تنتقل عبر الجينات للأولاد.


فالأب المتكبر يكون ولده وبناته متكبرين ،

وغالباً مايكونون هكذا ، أولاد الانسان الأناني
يكون مثله في الغالب . هذا هو قانون الوراثه

الذي يقره الإسلام أيضاً .


تعلمون ان علماء النفس والأطباء النفسانيين

تحدثوا كثيراً عن هاذا القانون ، كما ان
التجارب أثبتت صحة قانون الوراثه ، وإذا لم
يلتزم الآباء والأمهات بالأجراءات الوقائيه ،
فإن مضاعفاته كبيرة وخطيرة جداً ،والعكس
أيضاً صحيح ، بمعنى إذ كان للأب صفات
جيدة وإذ كانت الأم تحمل صفات جيدة

فستنتقل عادة للأولاد .


كما في العبارة " الشقي من شقي في بطن أمه "



البعض يتصور ان العبارة الجبر ، حيث يفسرها

بشكل بعيد عن الواقع . طبعاً هذه العبارة لا
تعني ذلك ولكنها إشارة إلى قانون الوراثة .
إن قانون التربيه الأُسريه له تأثير كبير أيضاً .
فلو نشأ طفل في عائلته فمن المستبعد ألا يكون
لحن صوته وطرية كلامه شبيهين بهما عند الأب
والأم كما في العادة ، وقانون التربية الأسريه

كقانون الوراثه ، قانون عجيب يُهيء



أما حول قانون البيئه ، فعندما يكون أحدٌ في

البيئه ما فكأنمه يسبح في مياهٍ جاريه بقوة .
إذ أراد أن يتحرك بخلاف حركة التيار ،
فسيواجه صعوبات جمَّه ، وإذ كان سباحاً قد
يتمكن من العوم ، لكن بصعوبه بالغه ،

وعادة يجرفه التيار أينما ذهب .


لذلك فالبيئه تؤثر في التربه وبالأخص لها

تأثير كبير على الأطفال .
تكلمنا عن قانوني الوراثة والتربيه ،،،

سنكمل مع قانون التغذيه ...


القانون الآخر هو قانون التغذيه .

أنكم تعلمون أن علماء النفس تحدثوا بإسهاب حول الغذاء ، وهم يعتقدون بأن نوعية الغذاء لها تأثير كبير

على جمال الأطفال .


عندما تكون الأم حامله فإن الإسلام يأمرها

بعدم تناول الأطعمه المشتبهه ، في المقابل عليها
أن تكثر من تناول الفواكه الطازجه ، كالسفرجل
والتفاح و ....إلخ ، لأنها تؤثر على جمال الطفل ،
وتطبق نفس القاعدة على حليبها ...لوتناولت الأم
أطعمه طازجه ولذيذه ، فإن ذلك له تأثير على
جمال الطفل . الأطعمه الحرام أيضاً تؤثر سلباً ،
ولكن علماء النفس لايعرفون ذلك ، علينا أن
نأخذ هذه الأمور من الإسلام . الأطعمه الحرام
لها تأثير كبير في شقاء الطفل ، والأغذيه المشتبهه
بها تؤثر في شقاء الطفل - أيضاً - . كما أن
الطعام الطاهر والحلال يؤثر منذ إنعقاد النطفه

حتى سن الرشد .


هذه وجة نظر الشرع الإسلامي ،

طبيعي كلكم تعلمون أن هذه القوانين الأربعه

( التي يكفي واحد منها لتوفر أرضية سعادة الأولاد أو شقائهم ، فكيف إذ إجتمعت كلها ؟ فسيكون لها حتماً تأثي بالغ على التربية ) .


ولكن ما يعنينا الآن هو أنه هناك أشياء عديدة

يمكنها أن تبطل مفعول هذه القوانين الأربعه ،
أقصد أنتم المعلمون لا سواكم ، تستيطيعوا إبطال

مفعول جميع هذه القوانين ، وهذه قيمة عملكم .


قدم عمر بن عبد العزيز أحد الخلفاء الأمويين ،

خدمات كثرة لمحبي أهل بيت رسول الله (ص)
خلال فترة خلافته القصيرة ، إذ أفلح في تجسيد
العدالة الإجتماعيه في الإسلام . حتى أن المؤرخيين يذكرون أن فترة خلافته القصيرة لأمد لم يكن هناك
فقيراً واحداً في المجتمع الإسلامي . بحيث كانوا
يكتبون له بأن ليس عندنا فقراء ، فماذا نفعل
ببيت المال ؟ فكان يصدر أوامره بشراء العبيد

وإطلاق سراحهم .


لقد جسد بحق العداله الإجتماعيه والمدرسه


الإقتصاديه في الإسلام .


من ناحية التاريخيه يجب أن نقول أنه

كان رجلاً طيباً ، رغم إغتصابه الخلافه
، لكنه خدم محبي الرسول وأهل البيت (ع)
بالأعمال التي أنجزها . قبل زمن خلافه عمر
بن عبد العزيز كانت الأمور قد أخذت منحنى
خطيراً أصبح فيه لعن أمير المؤمنين علي بن طالب (ع) بعد الصلاة يعدّ عندهم من الواجبات ،
ويذكر المؤرخون بأن شخصاً مسافراً كان
قد نسي لعن علي (ع) بعد الصلاة ، فعاد لإلى
نفس المكان ولعن علياً (ع) وبنى مسجداً

في نفس المكان تكفيراً لذنبه .


وبهذا الوضع الذي كان عليه المجتمع الإسلامي


ألغى عمر بن عبد العزيز هذا اللعن ، إذ كان يقول : إن أصبحت طيباً ، فإن المعلم هومن أوصلني إلى ما انا فيه " وإشارة إلى دور المعلم وما أحدثه من تأثير في كيانه . فإشارة واحدة وشرارة واحده ، على دماغ الطفل من الممكن أن تشعله كشرارة في مخزن البارود .


يقول عمر بن عبد العزيز :


جاءتني شرارة من العلم إلى دماغي .


إنَّ عدالته الإجتماعيه كانت نتيجة لذلك ،

وحبِّه لأمير المؤمنين علي (ع) كان من أجل ذلك .
وما عدا غصبه للخلافه فإن كافة أعماله كانت
حسنه ، ومن هنا لا أريد التطرق لمعالجة قضية

الخلافة في الوقت الحاضر .


شرارة من جانب معلم ، تصنع عمر بن عبد العزيز

كان والده - أي عبد العزيز - خطيب الخلفاء ،
وهاذا يعني عليه أن يصعد المنبر ويلعن علياً (ع) .
يقول عمر بن عبد العزيز : مع أن والدي كان خطيباً لامعاً إلاّ أنه كلّما كان يصل لإلى إسم علي كانت
تنتابه لكنّة لسان . سألته مرة عن سبب هذه
اللكنه فقال : لو علم الناس بفضائل علي (ع)

لما إجتمعوا حولنا .


علي (ع) ينبوع الفضيله .



بناءاً على قانون الوراثه ، رجل كهذا ينبغي

ألا يقدم عمر بن عبد العزيز إلى المجتمع ،
عمر من الناحيه الوراثيه كان سيئاً جداً ،
ومن ناحية الطعام كان يأكل من مال أبٍ
كان يُأمن راتبه من " سبِّ " أمير المؤمنين علي (ع) .
ومن الناحيه العائليه ، كان والده عبد العزيز
خطيب الخلفاء ، نشأ هذا الولد في عائلة أبٍ كهذا .

أما البيئه فإن تربى في بيئه مستهترة .


شرارة من معلم إستطاعت أن تبطل مفعول


كافة القوانين الأربعه . نظير هذا كثير في التاريخ .


ابن يزيد بن معاويه قانون وراثته مثل يزيد

من ناحية الغذاء ، أبٌ سكير ومبِّي كلاب ،
وفي نفس المكان كان يمارس الموبقات .
من ناحية البيئه العائليه فإن وضع معاويه
ويزيد وزبانيته أمرٌ واضح ومعلوم .
فقد ترعرع بين خلفاء بني أميه ،
ولكن معلماً متدنياً وعاقلاً في غضون
أيام معدودات استطاع أن يربيه ، بحيث
أنه عندما مات يزيد ، صعد أبنه المنبر وقال :

لعنّ الله معايه إن كنتم تريدون ولعن الله أبي يزيد . أنا لست خليفة النبي ، لقد إجتمعتم حولي بدون سبب ، إن كنتم تريدون خليفة النبي حقاً ، فإنه الإمام السجاد (ع) في المدينه .


بعد ذلك عندما تتبعوا الجذور ، ليروا كيف

أصبح معاويه بن يزيد هكذا ؟! ... فوصلوا
إلى دور المعلم وتأثيره . فدفن المعلم وهو حياً

كي يلقوا الرعب في نفوس الآخرين .


وهم أيضاً أدركوا أن المعّلم يستطيع

أن يصنع من ابن يزيد بن معاويه إنساناً محباً
لأهل بيت الرسول (ص) بكل معنى الكلمة.

ونظير هذه الأحداث كثيرة في التاريخ .


إلى هنا إستنتجنا بأن قيمة عملكم أنتم أيها

العلماء هي أنكم تستطيعون إبطال مفعول

قوانين علم النفس الثابته .


عملكم لوجه الله ، وهو عمل الأنبياء

وأجركم أيضاً عالٍ جداً . ليس لدينا
اجر اعلى من اجركم . فقيمة عملكم عاليه جداً .
إنكم تستطيعون أن تبطلوا مفعول القوانين

التكوينيه . فعليكم أن تنتبيهوا لأنفسكم .


لأمير المؤمنين (ع) قول يقول فيه :


" وكفى بالمرء جهلاً أن لايعرف قدره "


علينا ان نعرف قدر أنفسنا . يجب أن ننتبه ،

بان كافة المصائب التي تصيب الإنسان سببها
أنه لايعرف قدر نفسه . من الناحية الأساسيه
فإن كافة مصائب اليوم ، سببها أن العالم لم

يعرف حقيقة الإنسان لحد الآن .


على هذا لم يمنحه المكانه والقيمه اللائقه .

أكم ترون عالم اليوم بعلمه ومدنيته لايعترف بقيمة

الإنسان لأنه يجهل قدره .


إذن عليكم أن تعرفوا قدر أنفسكم ،

يجب أن تعرفوا مكانتكم ، لنكم لو علمتم
أن لديكم دَّره فلن تضيعوها دون أن تستفيدوا منها
، إذ كان لدى شخص ما مصباح ، لكنه لايعرف تأثيره ، فأما أنه سيبيعه بثمنٍ بخسٍ أو لايحافظ عليه كما
ينبغي . لكنه لو علم ان لديه حجراً ثميناً فإنه

سيعلم قدره لامحاله .


عملكم أنتم المعلمون كدرةٍ ثمينه ،

لايمكن تحديد سعرها . إذن اعرفوا قدركم
واستفيدوا من عملكم إلى أقصى حد .
إعلموا ان الفُرص تمر مر السحاب فإن

سنحت لكم الفرصه فاغتنموها .


على الإنسان أن يغتنم الفرصه

أو النعمه المتوفره لديه ، يقول القرآن الكريم :

( ثمَّ لتسألن يومئذٍ عن النعيم )


أحد الأسئله التي توجَّه إلى أهل الجحيم ،

هي لماذ لم تعرفوا قدر النعم التي كانت لديكم ،

لمذا لم تغتنموا الفرص ، ولمذا لم تستفيدوا منها ؟!


أنتم المعَّلمون يمكنكم أن تقدموا للمجتمع

أنساناً مفيدين للآخرين ولأنفسهم ، ولكن

كلّما كان العمل راقياً ، كانت المسؤوليه أكبر .


( من قتل نفساً بغير حق أو فسادٍ في الأرضِ فكأنما قتل الناس جميعاً )



حسب التفسير المنقول عن الإمام الصادق (ع)

فإن هذه الآية تعني :إذا حرفتم بواسطة عملكم
وقولكم أحداّ عن الطريق القويم ، أي بدلاً من
أن تربوا الأطفال تربيه إسلاميه ، ينحرف الأطفال

عقائدياً بواسطة أقوالكم وأعمالكم في المدرسه ، فيسيئون الظن بعلماء الدين والإسلام


هل تعرفون مدى الذنب الذي تقترفونه بعملكم هذا ؟



فلو قتل احدكم شخصاً ما بغير ذنب ،


كأنما قتل الناس جميعاً .


فما هي جريمته ؟



يصفه القرآن بأنه قاتل ،


والقاتل مصيره جهنم خالداً فيها .


( ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤهُ جهنم خالداً فيها )



فلو أجهضت سيدة ما ، وقتلت جنينها

وهوفي الشهر الرابع ، فهي قاتله ، فإن ماتت

دون توبه ، فستذهب وتبقى فيها للأبد .


إنها لم تقتل سوى جنيناً في بطنها ،


لكن الإسلام يعتبر ذنبها كبيراً جداً .


فنتيجة الآية التي قرأتها لكم تقول :

إذا حرفت طفلاً مسلماً عن الطريق ،
فإن ذلك ليس قتل نفسٍ فحسب
، بل كأنك قتلت ثلاثة مليارات من نفوس

الكرة الأرضية .


( من قتل نفساً بغير حق أو فسادٍ في الأرضِ فكأنما قتل الناس جميعاً )



حذاري من تربية الطفل على حب الجاه ،

او حب الذات ، وأنتم المعلمون يمكنكم
بواسطة أقوالكم وأفعالكم أن تربوا إنساناً

يضاف إلى المجتمع أو بشراً جاهلاً لايعرف شيئاً .


يقول الإمام الصادق (ع) ناصحاً لأصحابه :


" كونوا دعة الناسِ بأعمالكم ، ولاتكونوا دعاة بألسنتكم "


اللسان له تأثير كبير جداً سواءً على

الأعمال أو التصرفات . عليكم أن تنتبهوا
إلى تصرفاتكم في المدرسة لءلا تترسخ صفة
الرذيله - لاسمح الله - في الطفال الذين

يتخرجون من تحت يديكم .


لو تداعت اعتقادات الطفل نتيحة أقوالكم ،

وتربى على ارتكاب الذنوب فالقرآن يقول :
كأنكم قتلتم العالمين جميعاً ، لذلك يجب أن أقول
: انتم المعلمون تستطيعون أن تقدموا أشخاصاً صالحين أو سيئين إلى المجتمع أنتم تستطيعون أن تبطلوا
مفعول قانون الوراثة . ماتقدم كان يتمحور

في قيمة وأجر المعلم .


أما من ناحية المسؤوليه ،

عليكم الأنتباه لأحاديثكم مع الأطفال في الصف . الموضوع الذي يجب أن انوه به ،
هو أن تعلموا ان هناك واجبٌ كبير
يقع على عاتقكم ، وعليكم تأديته هذا
الواجب الملقى على عاتقه بصوره جيده . لن أنسى عندما كنت في خدمت إستاذنا الجليل الإمام الخميني

( رحمة الله عليه )


جاءت مجموعة من العاملين في شركة النفط ،

وقالوا : جئنا لنرى ماذا تريد الثورة منا ،
لم نأتِ لنقول ماذا نريد من الثورة .
من الواضح أن قائد الثورة العظيم
سرٌ بهذا الكلام الرقيق ، فأجاب سماحته

: الثورة تريد منكم أمرين :


1/


تهذيب النفس ، على الإنسان أن يهذب نفسه وبالأخص المعلم أو المدير أو الشخص الذي

يتعامل مع الشباب واليافعين ، عليه أن يهذب نفسه

أولاً ، ليتمكن من تهذيب الآخرين . لايعقل أن
تستطيع شخص لم يهذب نفسه تهذيب غيره :
(قل كل يعمل على شاكلته ) .
وعلى هذا الأساس جاء تأكيد قائد الثورة

بضرورة تهذيب النفس .



2/ عليك أن تقوموا بالواجب الملقى على عاتقكم بصورة كامله .

كل شخص يقوم بواجب ما ، أنا المعمم
الروحاني لدي واجب . أنتما المعلم والمدير
لديكما واجب ،الكاسب في السوق لديه واجب ، والذي في الجيش والشرطه لديه واجب ،ينبغي
أن يقوم كل شخص بتأدية واجبه دون التدخل في
واجبات الآخرين . من هنا إذا كان السؤال تلك

المجموعه دقيقاً ، فإن جواب سماحتُه يمتاز برقه خاصه .\


إذن الواجب المقى على عاتقكم أيها

المعلمون الأعزاء هو واجب التعليم والتربيه
، أو كما يقول القرآن الكريم التزكيه والتعليم

( ويزكيهم ويعلمهم )


فغالباً ما تقولون بأن التعليم والتربيه ،

ولكن القرآن يجعل التربيه قبل التعليم لأن
الإسلام يعتبر التربيه الإسلاميه وتهذيب

النفس قبل التعليم والتعلم .


إذن هناك واجب ملقى عل عاتقكم ،

وعليكم أن أتنهضوا بهذا الواجب بصورة كامله

.وإذا أراد الإنسان أن يقوم بالواجب بشكل تام عليه أن يبني نفسه ليكون تأثيره بناءً .


هذا البحث ، يحتاج إلى تفصيل والمجال

لا يتسع لذلك . في الختام ، لايجب أن
نقول شيئاً أمام التلاميذ إلا بعد معرفة وتمعن
وإذا تكلمنا دون علم وإتزان فإن الخسارة
ستكون فادحه ، وهنا يكمن الفرق بين
العاقل والأحمق . إذن العاقل هو الذي يفكر

أولاً ثم يتكلم والأحمق يتكلم ثم يفكر .


إن موقعكم أيها المعلمون

- بناءاً على ما أشرنا - هو حساس للغايه . لأن الطلاب يسألون عن أمور مختلفه يطلبونها
من المعلم . خاصه في الأوضاع الراهنه ،
من الممكن أن تطرح أبحاث دينيه أيديولوجية أيضاً

في الصف .


ما أرجوه منكم هو إن كنتم تعلمون

عن الموضوع المسؤول عنه أجيبوا ،

وإن كنتم لاتعلمون قولوا بكل صراحة : "


لانعلم" لأن علمنا - مهما كان كبيراً -

فإنه وكما يقول أنتشاين : "
نسبة علمنا إلى جهلنا ، كنسبة القطرة إلى البحر "
لايمكن ان يكون الإنسان خبيراً في كافة الأعمال .
لذالك في القضايا العقائديه من الممكن أن تجيبوا
الطلاب إجابة لاتكون صحيحه . فيرسخ الجواب
الخاطىء في ذهنه . إنكم تعلمون أن دماغ الطفل
مثل آلة التصوير مايوضع أمامه يلتقط الطفل
الصور منها ، إحذروا ألا تقولوا
- دونما تعلموا - كلاماً في القضايا الإقتصاديه والإجتماعيه وقضايا الإسلام الأخرى ،
بحيث تبنون أساساً خاطئاً في عقل ودماغ الطفل .
قد يصبح الأساس الفكري للطالب خاطئاً
بسبب جوابكم الخاطىء ،

قذ تصدر عنه تصرفات غير لائقه .


لو حصل في ذلك من يتحمل مسؤوليته ؟

لاشك أن المذنب هو من قام بتلك التصرفات أولاً ،

ثم من لقنه المعلومات الخاطئه التي ترسخت في ذهنه وتصرف طبقها .


" من سنَّ سنَّه حسنه عُمل بها من بعده

كان له أجره ومثل أجورهم ومن غير أن
ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن سنَّ سنَّة
سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل

اوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً "


إذ بنى شخصاً مسجداً فالذين يصلون في

ذلك المسجد يحصلون على الثواب الإلهي
؛ وبنفس المقدار سيكتب الثواب لباني
المسجد أيضاً . وإذا بني شخصٍ مكاناً للفحشاء

والمنكر ، فسيكتب الذنب في قائمة أعماله أيضاَ .


لو أبدت معلمةٌ في الصف رأياً

حول الحجاب الإسلامي بدون أن تعي ذلك
، ورسخت تعاليم خاطئه في ذهن الطفل ،
فإن الذنب الأعمال الخاطئة الناجمة عن
هذه التعاليم الخاطئه يقع على عاتق باني

تلك الفكار أيضاً .


مرة اخرى أرجوكم ألا تقولوا نا لاتعلمون

، وإن كنتم لاتدرون قولو - بشجاعه -
لاندري فنحن الطلبه نقول :

" لاندري نصف العلم " هذهِ الحقيقه .


لو قال الإنسان لا أدري سيكون مرتاحاً ،

ولن يتحمل مسؤولية فــ"أنا أدري "
غالباً ماتكون خطأ ، وتنجم عنها المظالم . إن

كنتم تعلمون فقولوا وإن كنتم لاتعلمون قولوا لانعلم .


وعندما تكن لديكم شبهة قولوا أيضاً :

لانعلم . وهنا من الأماكن التي يجب أن

يحتاط فيها المرء .


الإسلام لديه قضايا إقتصاديه واجتماعيه ومعارف

، قضايا إيدولوجيه بالمعنى الخاص والعام -
الإجابة عل كل هذه الأسئله تحتاج إلى خبرة
ووعي يجب أن يستوعب الموضوع لا ان يردد

موضوعاً كالببغاء ففي ذلك مظلمه


.............





أرجوا ان تتمعنوا في هذه الجمله الأخيرة ،


كما أرجوا أن تكون هذه الجلسه مفيدة لي ولكم .


"


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "


تمت بعون الله ورحمته البحث


الأول البحث القادم سيكون


حول " الذنب وتهذيب الغرائز "



تحيات / فراشات الزهراء



http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-a99266f069.png

فلاان
02-04-2010, 12:04 PM
عليكم السلام والرحمة

بارك الله فيكم يا فراشات انا شيعي ورحم الله والديكمـ..
يبي لي انسخه كمفكرة واحفظه بالجوال حت اقرأه براحتي :)


قواكم الله

عبد محمد
02-04-2010, 12:14 PM
جزاكم الله خيرا وضاعف لكم الأجر

عمل موفق أحسنتم الإختيار

فاطمه مصطفى
02-04-2010, 04:39 PM
مشرفنا فلاان ..

مشكور والله يعطيك العافيه اخوي على المرور
وانتظر البحث القادم وان شاء الله يعجبك ..

............

مولاي الفاضل .. عبد محمد

شرفني واسعدني حضوركم المبارك
تمنياتي لكم بالتوفيق

مريم محمد
02-04-2010, 07:20 PM
أخ فلاان ،، عبد محمد

يسعدني تواجدكم العطر
أرجوا ان البحث الأول قد حاز على إستحسانكم .

لنا بحوث أخرى
نتمنا من الله التوفيق

نسايم
03-04-2010, 06:52 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم


بارك الله فيكم


جعله الله في ميزان أعمالكم الصالحة


تقديراً للجهد المبذول في هذا البحث يثبت ثلاثاً


موفقين لكل خير

ودمتم بولاء الأطهار ...

عاشق الأكرف
07-04-2010, 03:47 PM
اختيار موفق فعلا

ويكفي اسم الكتاب وهو جهاد النفس من الغرور والتكبر على الغير وغيرة

وجهاد النفس هو اصعب انواع الجهاد

لان اذا تغلب الانسان على نفسة تغلب على كل شي

معلومات راقية فعلا منكم

اشكركم جزيل الشكر

واشكر الاخت فاطمة على الطرح

موفقين لكل خير :)

فاطمه مصطفى
07-04-2010, 09:24 PM
الغاليه نسـآيـم :

تسلمين والله يعطيكِ العافيه
وشكراً على التثبيت :)

.......

اخوي عاشق الاكرف :

العفو وشكراً لإضافتك الرائعه
وهذا واجبنـآ لـرقي المنتدى للأفضل^^
موفقين

ازهار الرحمة
08-04-2010, 03:31 PM
فلاان ،، عبد محمد،، نسـآيـم،،عاشق الاكرف

واسعدني حضوركم المبارك موفقين لكل خير ،،،،

بحب الله نحيا
20-06-2011, 03:00 AM
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم

جميل جميل

شكرا لكِ أختناا فطومـة


بارك الرحمن بكِ ووفقكِ للجهاد الأكبـر

دُمــتِ ’’

حفيد الكرار
20-06-2011, 12:16 PM
جزاك الله خيراً فعلاً كتاب جهاد النفس لشيخ مظاهري رائع وعندي نسخه من الكتاب واسلوب الشيخ رائع جداً