Sale7 Raslan
04-04-2010, 06:46 PM
تضعون هذه الاية في منتداكم
ووالله ياله من شرف
ولكنها تعتبر اكبر الادلة عندكم علي اصل من اصول الدين وهو الامامة
قال تعالى: (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
انه ما سئل شيعي عن دليل معتقدكم في الامامة
الا وقلتم بهذه الايه وغيرها
ولكن هذه هي السائدة
علي العموم
أصول الدين وأساسياته التي انبنى عليها لا يصح أن تكون في طبيعتها قابلة للخطأ والصواب
وإلا فسد الدين واختل من الأساس لأن أصوله صارت ظنية مترددة بين أن تكون حقاً وأن تكون باطلاً
وما ذاك بدين
فإن الدين مبناه على القطع واليقين
إذن يجب أن يكون الدليل الأصولي مما لا يمكن أن يتطرق إليه الخطأ
هذا في اصول الدين
وطبعا الامامة عندكم من اصول واركان الدين
وليس من مصدر بهذا الشرط إلا القرآن الذي تعهد الله بحفظه بنفسه
لكن آيات القرآن تنقسم إلى قسمين
1* قسم صريح لا يحتـمل إلا معنىً واحداً هو الآيات المحكمات
2* وقسم يحتمل وجهين مختلفين فصاعداً هو الآيات المتشابهات
فبما ان الامامة هي اصل الدين وركن عظيم من اركان الدين عندكم
فيجب أن يكون دليل الأصل من قسم الآيات الصريحة المحكمة
ولا يصح أبداً أن يكون من قسم الآيات الظنية المتشابهة
ولذلك ذم الله الذين يتبعون المتشابه والاعتماد عليه فقال
فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه
بعد ان قال تعالي قبلها
هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات
آل عمران / 7
وهكذا صارت أصول الدين مصونة عن احتمال الخطأ لسببين
أولهما أن كل آية محفوظة من التحريف لفظاً
ثانيهما إذا كانت صريحة محكمة كانت محفوظة من التحريف معنى
هكذا ثبت أصل التوحيد و نبوة محمد صلي الله عليه وسلم وغيرهما من أصـول الاعتقـاد كذلك الصلاة والصيام وبقية أركان الإسلام وكذلك الانتهاء عن أصول المحرمات كالقتل والزنا والكذب الخ دون لجوء إلى رأي راءٍ أو رواية راو فلا تأصيل بمعزلٍ عن محكم التنزيل
وقبل أن نناقش الآية ودلالتها على ( الإمامة ) من عدمها يجب أن نعرف أن الخلاف في الإمامة خلاف في مسألة أصولية إذ تعتقدون انتم الإمامية أنها كالنبوة أصل من أصول الدين من جحده كفر وبما إن الإمامة جعلت كذلك فيجب إذن أن تكون النصوص القرآنية المتثبتة لها محكمة أي صريحة قطعية في دلالتها وليست متشابهة أي ظنية محتملة وإلا بطل الاحتجاج بها
فهل هذه الآية الكريمة محكمة في دلالتها على ( الإمامة ) حتى يصح بها الاحتجاج ؟ أم هي ظنية متشابهة فيكون الاحتجاج بها لا مستند له إلا الجدل واللجاج ؟
يقول الله عز وجل
] إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [ ( المائدة / 55 ) .
الآية متشابهة وليست محكمة
الدليل على بطلان دلالة هذه الآية الكريمة على (أصل الإمامة) هو عدم امتلاكها لشرط الدليل الأصولي ألا وهو الإحكام والقطع أو الوضوح والصراحة في الدلالة على المراد فالآية متـشابهـة هـذا فـي أحسن أحوالها وليست نصاً في ( الإمامة ) عموماً ولا فـي ( إمامة ) علي أو أحد غيره خصوصاً.
والاستدلال بها على هذه المسألة ظن واحتمال واستنتاج أو استنباط وهذا كله لا يصلح في باب الأصول والقول به اتباع للمتشابه وقد نـُهينا عنه بنص قوله تعالى ] فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلوبهِمْ زَيـْغٌ فَيَتَّبعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ [ ( آل عمران / 7 )
وانتم تقولون ان الامامة شرط وركن واصل من اصول الدين
فهذا يحتاج إلى نص قرآني صريح الدلالة كصراحة قوله تعالى : ] مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ [ ( الفتح / 29 وأمثاله في النص على نبوة محمد صلي الله عليه وسلم مثلاً وإلا بطل الادّعاء وهذه الآية الكريمة ليست صريحة فالاستدلال بها باطل
ولا بد من سرد وتحقيق في سياق واسباب نزول الاية
وردت هذه الآية ضمن حشد من الآيات موضوعها الأساسي هو النهي عن موالاة الكافرين والأمر بموالاة المؤمنين وتبدأ هذه الآيات بالنهي عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء وتتوسط بحصر الموالاة بالفئة المؤمنة وتنتهي - كما بدأت - بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى والكفار :
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوليَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْليَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلّهمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالمِينَ ~ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ~ وَيقولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيمَانِهِمْ إِنهمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ~ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مـِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبـُّهُمْ وَيُحِبـُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللـَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ~ إِنّـَمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ويـُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ~ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ ~ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنينَ [ ( المائدة / 51-57 ) .
تأمل هذه الآيات تجدها تذكر نوعين من الموالاة
: أحدهما منهي عنه والأخر مأمور به
وأصل المعنى اللغوي في كليهما واحد : ( أي لا توالوا الكفار ووالوا المؤمنين )
أي إن المعنى في ( والوا ) المنهي عنه هو المعنى نفسه في ( والوا ) المأمور به لكن لما كان الأول للكفار نـُهي عنه والثاني للمؤمنين اُمر به
فالأمر والنهي ليس لتغاير المعنى في أصله وإنما لتغاير الجهة المتعلقة به وإلا فإن معنى الموالاة واحد فإن كانت الموالاة في جهة الكفار نهي عنها وإن كانت في جهة المؤمنين أمر بها
ولو كان للولاية معنى آخر أخص من معنى التناصر والتحالف - كأن يكون ( الإمامة ) كما تدعون لما اختص النهي باليهود والنصارى فقط لأن ( الإمامة ) – حسب عقيدتكم - منفية أيضاً عن المؤمنين سوى علي فيتعدى نفيها إلى عموم المؤمنين أيضاً فينبغي أن يكون التعبير محصوراً بشخص واحد هو علي رضي الله عنه حتى يكون الكلام فصيحاً دالاً على المراد واضحاً مبينـاً لا لبـس فيه
وبتعبير آخر لو كان الولي معناه الإمام لقال الله i : (لا تتخذوا اليهود والنصارى ولا تتخذوا المؤمنين سوى علي أولياء) أو قال : (لا تتخذوا المؤمنين سوى علي أولياء) دون ذكر اليهود والنصارى على اعتبار أن ذلك منهي عنه من الأساس
كما أن العاقل إذا تكلم كان كلامه مسوقاً لتحقيق غرض وموضوع واحد فإذا تخلل كلامه موضوع أو معنى لا علاقة له به فهذا لا يكون إلا عند المجانين الذين يتكلمون بلا رابط
ويستطيع أي قارئ للآيات السابقة في موضعها من القرآن أن يدرك أنه لا علاقة لمعنى ( الإمامة ) بالغرض الذي سيقت من أجله تلك الآيات بتاتاً ولا يمكن أن نفسّر الآية بـ ( الإمامة ) إلا إذا أقررنا أنه لا علاقة لها بسياق الآيات وأنه يمكن فصلها عنها وإخراجها من مكانها الذي هي فيه وجعلها في موضع آخر بلا فرق وهو أمر واضح البطلان
فإما أن تكون الآية متناسبة في معناها مع بقية الآيات فهي إذن في ولاية النصرة والتحالف والمحبة وإما أن لا يكون هذا موضعها ولا علاقة لها به وهذا باطل بل كفر لكنه لا يستقيم تفسير الآية بـ ( الإمامة ) إلا به ولك الخيار بعد
سبب النزول
ومما يوضح ذلك أكثر معرفة سبب النزول
روى ابن جرير الطبري والبيهقي وكذلك ابن إسحاق في السيرة عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله تشبث بأمرهم عبد الله بن اُبي وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله وكان أحد بني عوف بن الخزرج له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي فجعلهم إلى رسول الله .. وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم .. وقال : يا رسول الله إني أبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم وأتولى الله ورسوله والمؤمنـين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم
ففيه وفي عبد الله بن اُبي نزلت الآية : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَـاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَـاءُ بَعْضٍ [ إلى قوله : ]وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ[ . ولا شك في أن هذا السبب هو أليق بالسياق فالآيات نزلت فيمن تولى الله ورسوله والمؤمنين وتبرأ من حلف الكافرين وهو عبادة بن الصامت فهي تأمرنا بأن نتخذ الله ورسوله والمؤمنين أولياء كما فعل عبادة بن الصامت وتنهانا عن اتخاذ اليهود وإضرابهم أولياء كما فعل ابن سلول
وليس هذا معناه اني ارد او اقلل ممن قال بان هذه الاية نزلت لسبب اخر
ولكن انا اتيك بانسبها للاية والمجموع عليه او الاكثر اختيارا
يتضح من هذا أن لا علاقة للاية بـ ( الإمامة ) أو الخلافة لأنها لم تكن موضع اختلاف وقتها
فعُبادة لم يكن متخذاً اليهود ( أئمة ) أو خلفاء وإنما كان حليفاً لهم ونصيراً فهذا الحلف هو الولاية التي نهى الله أن تتخذ من دون المؤمنين كما هو شأن المنافق عبد الله بن أبي بن سلول الذي تولى اليهود دون المؤمنين أي حالفهم وناصرهم
ولنفترض جدلا ان الاية تتحدث عن الامامة
ما الدليل في الاية بعد ان وضحت لك ما بها
ما الدليل في الاية انها تخص سيدنا علي فقط
مع العلم
ان كلمة الذين امنوا
عائدة علي المؤمنين
اي الجميع
وليس علي وذريته
فقط
واقول عن من فسر ان هذه الاية نزلت في سيدنا علي حينما تصدق بالخاتم
وهو في الحقيقة ليس قولي وانما قول عالم من علمائنا
مع احترامنا للجميع
لا ينفع لسببين أساسيين :
الأول : إن هذا احتجاج بالرواية وليس بالآية وذلك إضافة إلى عدم نهوضه دليلاً في الأصول يعني أن الآية بنفسها دون إسنادها بغيرها غير قادرة على تحقيق المراد
الثاني : إن هذا غايته أن يكون سبباً للنزول وقد تقرر في الأصول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وإلا فلو حصرنا كل آية بسببها لتعطلت أحكام القرآن
وقد ورد - كما أسلفت - أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت ولكنها لا تخصه وحده بل قد يكون غيره أولى منه بها لتحقق الوصف فيه أكثر من تحققه فيمن نزلت فيه
والسلام
ووالله ياله من شرف
ولكنها تعتبر اكبر الادلة عندكم علي اصل من اصول الدين وهو الامامة
قال تعالى: (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
انه ما سئل شيعي عن دليل معتقدكم في الامامة
الا وقلتم بهذه الايه وغيرها
ولكن هذه هي السائدة
علي العموم
أصول الدين وأساسياته التي انبنى عليها لا يصح أن تكون في طبيعتها قابلة للخطأ والصواب
وإلا فسد الدين واختل من الأساس لأن أصوله صارت ظنية مترددة بين أن تكون حقاً وأن تكون باطلاً
وما ذاك بدين
فإن الدين مبناه على القطع واليقين
إذن يجب أن يكون الدليل الأصولي مما لا يمكن أن يتطرق إليه الخطأ
هذا في اصول الدين
وطبعا الامامة عندكم من اصول واركان الدين
وليس من مصدر بهذا الشرط إلا القرآن الذي تعهد الله بحفظه بنفسه
لكن آيات القرآن تنقسم إلى قسمين
1* قسم صريح لا يحتـمل إلا معنىً واحداً هو الآيات المحكمات
2* وقسم يحتمل وجهين مختلفين فصاعداً هو الآيات المتشابهات
فبما ان الامامة هي اصل الدين وركن عظيم من اركان الدين عندكم
فيجب أن يكون دليل الأصل من قسم الآيات الصريحة المحكمة
ولا يصح أبداً أن يكون من قسم الآيات الظنية المتشابهة
ولذلك ذم الله الذين يتبعون المتشابه والاعتماد عليه فقال
فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه
بعد ان قال تعالي قبلها
هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات
آل عمران / 7
وهكذا صارت أصول الدين مصونة عن احتمال الخطأ لسببين
أولهما أن كل آية محفوظة من التحريف لفظاً
ثانيهما إذا كانت صريحة محكمة كانت محفوظة من التحريف معنى
هكذا ثبت أصل التوحيد و نبوة محمد صلي الله عليه وسلم وغيرهما من أصـول الاعتقـاد كذلك الصلاة والصيام وبقية أركان الإسلام وكذلك الانتهاء عن أصول المحرمات كالقتل والزنا والكذب الخ دون لجوء إلى رأي راءٍ أو رواية راو فلا تأصيل بمعزلٍ عن محكم التنزيل
وقبل أن نناقش الآية ودلالتها على ( الإمامة ) من عدمها يجب أن نعرف أن الخلاف في الإمامة خلاف في مسألة أصولية إذ تعتقدون انتم الإمامية أنها كالنبوة أصل من أصول الدين من جحده كفر وبما إن الإمامة جعلت كذلك فيجب إذن أن تكون النصوص القرآنية المتثبتة لها محكمة أي صريحة قطعية في دلالتها وليست متشابهة أي ظنية محتملة وإلا بطل الاحتجاج بها
فهل هذه الآية الكريمة محكمة في دلالتها على ( الإمامة ) حتى يصح بها الاحتجاج ؟ أم هي ظنية متشابهة فيكون الاحتجاج بها لا مستند له إلا الجدل واللجاج ؟
يقول الله عز وجل
] إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [ ( المائدة / 55 ) .
الآية متشابهة وليست محكمة
الدليل على بطلان دلالة هذه الآية الكريمة على (أصل الإمامة) هو عدم امتلاكها لشرط الدليل الأصولي ألا وهو الإحكام والقطع أو الوضوح والصراحة في الدلالة على المراد فالآية متـشابهـة هـذا فـي أحسن أحوالها وليست نصاً في ( الإمامة ) عموماً ولا فـي ( إمامة ) علي أو أحد غيره خصوصاً.
والاستدلال بها على هذه المسألة ظن واحتمال واستنتاج أو استنباط وهذا كله لا يصلح في باب الأصول والقول به اتباع للمتشابه وقد نـُهينا عنه بنص قوله تعالى ] فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلوبهِمْ زَيـْغٌ فَيَتَّبعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ [ ( آل عمران / 7 )
وانتم تقولون ان الامامة شرط وركن واصل من اصول الدين
فهذا يحتاج إلى نص قرآني صريح الدلالة كصراحة قوله تعالى : ] مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ [ ( الفتح / 29 وأمثاله في النص على نبوة محمد صلي الله عليه وسلم مثلاً وإلا بطل الادّعاء وهذه الآية الكريمة ليست صريحة فالاستدلال بها باطل
ولا بد من سرد وتحقيق في سياق واسباب نزول الاية
وردت هذه الآية ضمن حشد من الآيات موضوعها الأساسي هو النهي عن موالاة الكافرين والأمر بموالاة المؤمنين وتبدأ هذه الآيات بالنهي عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء وتتوسط بحصر الموالاة بالفئة المؤمنة وتنتهي - كما بدأت - بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى والكفار :
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوليَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْليَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلّهمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالمِينَ ~ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ~ وَيقولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيمَانِهِمْ إِنهمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ~ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مـِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبـُّهُمْ وَيُحِبـُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللـَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ~ إِنّـَمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ويـُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ~ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ ~ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنينَ [ ( المائدة / 51-57 ) .
تأمل هذه الآيات تجدها تذكر نوعين من الموالاة
: أحدهما منهي عنه والأخر مأمور به
وأصل المعنى اللغوي في كليهما واحد : ( أي لا توالوا الكفار ووالوا المؤمنين )
أي إن المعنى في ( والوا ) المنهي عنه هو المعنى نفسه في ( والوا ) المأمور به لكن لما كان الأول للكفار نـُهي عنه والثاني للمؤمنين اُمر به
فالأمر والنهي ليس لتغاير المعنى في أصله وإنما لتغاير الجهة المتعلقة به وإلا فإن معنى الموالاة واحد فإن كانت الموالاة في جهة الكفار نهي عنها وإن كانت في جهة المؤمنين أمر بها
ولو كان للولاية معنى آخر أخص من معنى التناصر والتحالف - كأن يكون ( الإمامة ) كما تدعون لما اختص النهي باليهود والنصارى فقط لأن ( الإمامة ) – حسب عقيدتكم - منفية أيضاً عن المؤمنين سوى علي فيتعدى نفيها إلى عموم المؤمنين أيضاً فينبغي أن يكون التعبير محصوراً بشخص واحد هو علي رضي الله عنه حتى يكون الكلام فصيحاً دالاً على المراد واضحاً مبينـاً لا لبـس فيه
وبتعبير آخر لو كان الولي معناه الإمام لقال الله i : (لا تتخذوا اليهود والنصارى ولا تتخذوا المؤمنين سوى علي أولياء) أو قال : (لا تتخذوا المؤمنين سوى علي أولياء) دون ذكر اليهود والنصارى على اعتبار أن ذلك منهي عنه من الأساس
كما أن العاقل إذا تكلم كان كلامه مسوقاً لتحقيق غرض وموضوع واحد فإذا تخلل كلامه موضوع أو معنى لا علاقة له به فهذا لا يكون إلا عند المجانين الذين يتكلمون بلا رابط
ويستطيع أي قارئ للآيات السابقة في موضعها من القرآن أن يدرك أنه لا علاقة لمعنى ( الإمامة ) بالغرض الذي سيقت من أجله تلك الآيات بتاتاً ولا يمكن أن نفسّر الآية بـ ( الإمامة ) إلا إذا أقررنا أنه لا علاقة لها بسياق الآيات وأنه يمكن فصلها عنها وإخراجها من مكانها الذي هي فيه وجعلها في موضع آخر بلا فرق وهو أمر واضح البطلان
فإما أن تكون الآية متناسبة في معناها مع بقية الآيات فهي إذن في ولاية النصرة والتحالف والمحبة وإما أن لا يكون هذا موضعها ولا علاقة لها به وهذا باطل بل كفر لكنه لا يستقيم تفسير الآية بـ ( الإمامة ) إلا به ولك الخيار بعد
سبب النزول
ومما يوضح ذلك أكثر معرفة سبب النزول
روى ابن جرير الطبري والبيهقي وكذلك ابن إسحاق في السيرة عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله تشبث بأمرهم عبد الله بن اُبي وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله وكان أحد بني عوف بن الخزرج له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي فجعلهم إلى رسول الله .. وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم .. وقال : يا رسول الله إني أبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم وأتولى الله ورسوله والمؤمنـين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم
ففيه وفي عبد الله بن اُبي نزلت الآية : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَـاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَـاءُ بَعْضٍ [ إلى قوله : ]وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ[ . ولا شك في أن هذا السبب هو أليق بالسياق فالآيات نزلت فيمن تولى الله ورسوله والمؤمنين وتبرأ من حلف الكافرين وهو عبادة بن الصامت فهي تأمرنا بأن نتخذ الله ورسوله والمؤمنين أولياء كما فعل عبادة بن الصامت وتنهانا عن اتخاذ اليهود وإضرابهم أولياء كما فعل ابن سلول
وليس هذا معناه اني ارد او اقلل ممن قال بان هذه الاية نزلت لسبب اخر
ولكن انا اتيك بانسبها للاية والمجموع عليه او الاكثر اختيارا
يتضح من هذا أن لا علاقة للاية بـ ( الإمامة ) أو الخلافة لأنها لم تكن موضع اختلاف وقتها
فعُبادة لم يكن متخذاً اليهود ( أئمة ) أو خلفاء وإنما كان حليفاً لهم ونصيراً فهذا الحلف هو الولاية التي نهى الله أن تتخذ من دون المؤمنين كما هو شأن المنافق عبد الله بن أبي بن سلول الذي تولى اليهود دون المؤمنين أي حالفهم وناصرهم
ولنفترض جدلا ان الاية تتحدث عن الامامة
ما الدليل في الاية بعد ان وضحت لك ما بها
ما الدليل في الاية انها تخص سيدنا علي فقط
مع العلم
ان كلمة الذين امنوا
عائدة علي المؤمنين
اي الجميع
وليس علي وذريته
فقط
واقول عن من فسر ان هذه الاية نزلت في سيدنا علي حينما تصدق بالخاتم
وهو في الحقيقة ليس قولي وانما قول عالم من علمائنا
مع احترامنا للجميع
لا ينفع لسببين أساسيين :
الأول : إن هذا احتجاج بالرواية وليس بالآية وذلك إضافة إلى عدم نهوضه دليلاً في الأصول يعني أن الآية بنفسها دون إسنادها بغيرها غير قادرة على تحقيق المراد
الثاني : إن هذا غايته أن يكون سبباً للنزول وقد تقرر في الأصول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وإلا فلو حصرنا كل آية بسببها لتعطلت أحكام القرآن
وقد ورد - كما أسلفت - أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت ولكنها لا تخصه وحده بل قد يكون غيره أولى منه بها لتحقق الوصف فيه أكثر من تحققه فيمن نزلت فيه
والسلام