المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكرد الفيلية: عراقيون رغم أنف العرقيين جميعا!


ابن اربيل
05-04-2010, 06:20 PM
أنت كردي فيلي، إذن أنت غير موجود!
هذه المعادلة الوجودية الظالمة كانت وما زالت القانون الأساسي المسيّر لنظرة الحاكم العراقي الى هذه الشريحة المظلومة من أبناء العراق.
لقد أخرجهم الحاكم العربي، المتباهي بعثمانيته، من محميته الوطنية، وجعلهم "بدون" مرة، ومرة أخرى جعلهم أكرادا من الدرجة الثانية، أقل كردية من الكردي البهدناني أو السوراني. لأنهم، في تقديره العرقي، أقل عثمانية منه.
والكردي لا يعترف بكرديتهم أيضا. لأنهم أدنى منزلة وأقل نقاء من كردي الجبل، يشوب كرديتهم كدر التفريس. فهم في نظر الهرر البيض، القيادات الكردية الحاكمة، قطط الكرد السود، الأقل منزلة وحظا من الجميع.
وحتى الإيراني، تهمة الفيلي الأبدية، يتنكر لهم، ويصفهم بالعراقيين، تقليلا من شأنهم.
هل رأيتم أو سمعتم شريحة حاق بها الخذلان بقدر ما حاق بالفيلي!
ما الذي يميز الكردي الفيلي عن غيره من المقهورين؟
في الفرهود الذي تعرض له اليهود قتل، في أعلى تقدير صهيوني، مئة وخمسون يهوديا، لكن حادثة الفرهود أضحت جزءا من تاريخ الأدب والثقافة والسياسة وحتى من تاريخ علم الكلام. أما دماء الكردي الفيلي ووجوده وتاريخه فتشبه العدم.
الفيلية هم الشريحة الوحيدة في التاريخ العراقي التي نهبت وسفرت ودمرت علنا، رسميا وشرعيا. (لاحظوا جيدا جدا غرابة المأساة: لم يشمل الفيلون أجمع بمكرمات الطاغية. ففيليو السلطة البعثية وحلفاؤها السمان ظلوا يمارسون خدماتهم الجليلة رغم تدمير أبناء جلدتهم أمام أنظارهم!! هذا لتذكير من يتباكى الآن عليهم بدموع التماسيح المفترسة!!) حينما بدأت السلطة الديكتاتورية حملة تنظيف المجتمع عرقيا كانوا هم الهدف الأول، وحينما بدأت عمليات خلع الفيلي من بيته ووجوده التاريخي، جرى انتهاب مزدوج للملكية والمواطنة والأرواح، لم تشارك فيه السلطة فحسب، بل شارك فيه نهابون متطوعون، جذبتهم رائحة الدم المراق والحق المهدور، فراحوا يشاركون في عمليات الافتراس البشعة، بضمائر مستريحة.
وحتى موت الكردي الفيلي لا يشبه غيره من الموت. فكل الشرائح استدلت على مظلومياتها حسيّا من طريق تجميع بقايا قتلاها، عدا الكردي الفيلي. مئات الشباب الفيلي البريء، الذين ساقهم الطاغية الى المجهول، لم يعثر أحد على بقاياهم، حتى هذه اللحظة، وقد حيكت عنهم الأساطير.
كأنهم لا يريدون للفيلي أن يكون موجودا، لا حيا ولا ميتا.
أي ظلم هذا؟
واليوم يقف الكرد الفيليون، قطط العراق السود، مجددا أمام الظلم. لكن المأساة الآن غدت أعمق وأبشع، فالذي يتلاعب بوجودهم هو من جاء باسمهم.
القادة الطائفيون العرب نسوا شأن الفيلية مع أو لحسة لمرق السلطة.
القادة الكرد، الذين تدخلوا في كل شادرة وواردة، وهددوا مرة بالانفصال إذا لم تزاد مالية رئاسة الجمهورية، ينظرون بسلبية وشراهة الى وصمة التبعية، التي تلحق بالكردي الفيلي، والتي أعيد تثبيتها رسميا، مرة أخرى، في عهد العراق الجديد، الحر!
كثيرون يتساءلون لماذا؟
الجواب نجده في محاكمات صدام. قضية الكرد الفيليين، التي تفوق قضية الدجيل بآلاف المرات في بشاعتها ولا شرعيتها وعمقها، لم تدرج في قائمة المحاكمات؟ لماذا مرة أخرى؟
لأن من قام بها- ولا أعني الشرطة وقوات الداخلية- وإنما الجهاز العسكري المختص بقضية الفيليلة، باعتبارهم عنصر مساس بالأمن الوطني، أي جهاز المخابرات، هو المحميّ الآن أكثر من شرائح المجتمع المظلومة. أولئك أثمن من آلاف الكرد الفيليين، في حسابات القتلة.
هذا الجهاز، بدءا من قيادته العليا، حتى أصغر شرطي فيه، يعمل بكامل طاقمه وأقسامه: شعبة فلسطين واسرائيل، شعبة ايران، شعبة أمريكا، شعبة أوروبا، شعبة العالم العربي، شعبة آسيا وأفريقية، شعبة المعسكر الاشتراكي، وغيرها من الشعب، تعمل بكامل طواقمها وأفرادها منذ اليوم الأول لسقوط الصنم حتى هذه الحظة، تحت أمرة المخابرات الأمريكية، باستقلال مطلق عن الحكومة العراقية، ماليا واداريا وفنيا ووطنيا ( أي يمكن أن يتجسسوا على العراق وعلى أعلى سلطة فيه، وهم يفعلون ذلك؛ لأن رصد الآخر، العدو، جزء من مهام الشعبة الجديدة، المستحدثة : شعبة العراق)
الجزء الآخر من هذه القوات ذهب للعمل تحت أمرة القادة الأكراد شخصيا، أو في جهاز المخابرات الكردي فرع الخارج والعلاقات الدولية (لأن العراق جزء من الخارج)!
كيف تحاكم هؤلاء، ومن يحاكمهم؟
الكردي الفيلي لا يريد محاكمة أحد، رغم أنه يملك حقا دستوريا في فعل ذلك أكثر من غيره؛ ولا يريد أن يستدل على أبنائه المذوّبين في غياهب العدم، رغم أنهم زهرات هذا المجتمع، التي يجب أن نقاتل من أجل معرفة مصائرها وإعادتها الى بيتها الوطني؛ لكنه يريد لمن تبقى منهم مواطنة عادلة تسقط عنهم هذه التهمة الشوفينية القذرة، التي استخدمها الحكام جميعا ضدهم، ويريد أن تعاد حقوقهم المادية والاجتماعية والدستورية التي اغتصبت علنا، وكنّا جميعا، جميعا من دون استثناء، شهودا جبناء في وقائعها، إن لم نكن مشاركين فيها.
آن الأوان أن يكون الفيلي عراقيا أصيلا، كعهدنا به، عراقيا له وجود دستوري كالآخرين. وآن الأوان أن يكف الحكّام عربا أو كردا عن هذه اللعبة القذرة، لعبة الاستهانة بوجود البشر، ولعبة استغلال مصائرهم لإغراض سياسية.


منقو و و و و و و و ل

تشرين ربيعة
05-04-2010, 06:25 PM
حياك الله أخي الكريم ابن أربيل

لا تعقيب لي على موضوعك سوى: لكم الله أيها الفيليون

لم ينصفكم أحد من الحكومة المركزية إلى الحكومة الإقليمية

هذا برغم صعود المطالبات من قبل الكتاب والإعلاميين بإنصافكم ، كما في المقال التالي من الكاتب المعروف السيد أحمد العباسي

http://iraqshia.net/vb/showthread.php?p=47914 (http://iraqshia.net/vb/showthread.php?p=47914)

بنت الهدى/النجف
05-04-2010, 07:04 PM
على هذا الرابط ستجد موضوعا مهما انزلته قبل فترة حول حقوق الكرد الفيليين المضيعة.
اتمنى ان تقرأه :
http://shiaee.com/vb/showthread.php?p=1046692

تشرين ربيعة
05-04-2010, 07:37 PM
متى تنصف وتصافح الحكومة الكرد الفيلية؟


بقلم: سيد أحمد العباسي


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ


"وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ"


. سورة البقرة . اية 44 .


لقد عانى الكرد الفيليون ماعانوا طيلة عدة سنوات من التهجير القسري الى الظلم الذي لامبرر له سوى ألأنانية والعقول المتهالكة على الكراسي التي اصبحت لاترى الحقيقة بأم عينها ولكنه في نفس الوقت ترى بوضوح عندما يحين رأس الشهر وتقبض الراتب بالدولار !!

ولو نتطرق قليلا الى لغة الكرد الفيلية وكما هو معلوم فأنهم يتكلمون اللغة الكردية باللهجة الكورانية والبادينية والرية والكوردلاتية وكذلك اللرية أواللكية وهي منتشرة في ألأجزاء الجنوبية من كردستان العراق وحول كرمنشاه في ايران . وأما سبب تسميتهم ( فيلية ) كما قال ياقوت الحموي في معجم البلدان بأن أجسامهم ضخمة كالأفيال .

الكرد الفيليون شريحة مظلومة لاأحد ينكر ذلك . ومن ينكر ذلك فهو أما أعمى أو من الذين اضلوا سبيلا . وقد مارس النظام البائد المقبور معهم اشد وأقسى العقوبات بلا أي سبب سوى أرضاء عقله المريض وحقده الذي لم تسلم منه طائفة في العراق على مختلف انواعها . كان المقبور ينفث سما على الكرد الفيلية الى درجة هجرهم قسرا من بيوتهم ألآمنة وأراضيهم وقراهم وأستحوذ على ممتلكاتهم وقصورهم وكل شيء ألا لأرضاء غروره وسطوته ليس أكثر من ذلك شيء . وقد عاقبه الله على مافعل ولكن ؟

لاتزال الحسرة في صدر كل فيلي وعندما تتحدث مع أي واحد منهم تجد عنده مشاعر فياضة في حبه للوطن وألأرض والتمسك فيهما . الكرد الفيلي دمث ألأخلاق عف اللسان حكيما رصينا ذو احساس مرهف بعضهم متدين والبعض الاخر نتيجة ألأبتعاد عن الوطن وظروف الحياة القاسية أجبرته ان يبتعد عن الدين قليلا ولكن عندما تستنهض فيه الهمم وعندما تكون هناك مناسبة دينية تجده أول من يحضر ويخدم في ذلك المكان الذي تقام فيه المناسبة .

اختلف الكثير وكتب الكثير عن مشكلة ومعاناة الكرد الفيلية وعن مرحلة الصراع التي كانت قائمة بين الدولتين الفارسية والعثمانية . مما تسبب في ترسيم وتقسيم الحدود بينهما في اتفاقية 1639 م التي مرت بمراحل متعددة . وقد كثر الحديث والكتابة عن هذه الأتفاقية الى أن استقرت في اتفاقية قصر شيرين ليتم التصديق عليها في عام 19291216 بين الدولة الفارسية وبين الحكومة العراقية . مما تسبب على أثر توقيع هذه ألأتفاقية تداعيات كثيرة طيلة عدة سنوات !!

وهكذا نرى ألكرد الفيلي تعرض الى اضطهاد عنصري مركب . حيث كان لايستطيع ان يثبت نفسه وهويته بالشكل الصحيح . فأيران تحسبهم من الفرس الجبليين والبدو وهذه مشكلة ظل يعاني منها الكرد الفيلي حتى يومنا هذا . بينما من جهة اخرى في العراق يحسبونهم من الأيرانيين الفرس . ومنهم من ظل معلقا بين ايران والعراق . ومنهم من استقر به المقام هنا وهناك .

ومنهم من هرب في تلك الفترة الصعبة التي اثقلت كاهله وعاش ألأمرين بأن يسجل نفسه ايراني هربا من التجنيد الأجباري العثماني ومن هذه النقطة اصبحت مشكلتهم أكبر مستقبلا !!

وهكذا عاملتهم الحكومات المتعاقبة على أنهم أيرانيين بينما أن الكرد الفيلية هم عراقيين اقحاح ولكن التأريخ لم ينصفهم مما سبب للكثير منهم مشاكل لاحصر لها .

واذا حدث وأن منح الكرد الفيلي الجنسية يسجل فيها انه من التبعية الأيرانية ولايخفى على أحد ان هذه الفقرة كانت مثبتة في اغلب شهادات الجنسية التي منحت لهم . وهكذا اصبح الكرد الفيلي لايستطيع بالتقديم على الوظائف والحصول عليها ان كان في كلية الجيش والشرطة وألأمن وغيرها مما زاد من هموم ومعاناة الذين يرومون التعيين في دوائر الدولة .

وفي اثناء الحرب العراقية ألأيرانية التي طال أمدها الى 8 سنوات قام نظام عفلق المجرم بأبشع حملة تصفية لمن تبقى من الكرد الفيلية . حيث قام بتهجيرهم وأبعادهم من سكنهم وألأستيلاء على اموالهم وسلب كل حقوقهم المدنية والملكية وكأنه كان محضرا لذلك ومستعدا له من سنوات !!

لقد كشر نظام الطاغية المقبور عن اسنانه وعن سوء نيته وحقده الدفين الذي يكشف عن صراعات نفسية معقدة رمى بثقلها على جميع العراقيين بالتساوي ولكن أكثر الظلم الذي وقع كان على شيعة العراق ومنهم الكرد الفيلية الذي مضى على تشتتهم في الدول والمنافي سنين عديدة وهم ينتظرون بارقة أمل من الحكومة الجديدة لكي تعيد لهم حقوقهم ولكن لاحياة لمن تنادي .

وهذا رابط فيه بعض من صور تمزق نياط القلب للظروف القاسية التي مرت على شريحة الكرد الفيلية انظر بنفسك :

www.faylee.org/deportees/page1.htm (http://www.faylee.org/deportees/page1.htm)

وقد طالب الكثير من المتنفذين في مؤسسات الحكومة العراقية من الكرد الفيلية بأن تتعاون الحكومة مع هذا الملف الشائك بحكمة حتى تنقذ من تبقى من الذين لايزالون حتى يومنا هذا في معسكرات أزنا وغيرها من المعسكرات التي يخيم عليها البؤس والحزن وألألم وكثير منهم من مات هناك من شدة البرد القارس وعدم توفر الوقود وصعوبة العلاج كذلك في المستشفيات !!

أما حان الوقت اللآزم يامجلس النواب لكي تقررون نهاية معاناة الكرد الفيليين ؟ ومتى تصافح وتصالح الحكومة العراقية الكرد الفيلية ؟ ألايكفي سنين من الحرمان وألأضطهاد بالبلدان ؟

كتبت هذه القصيدة واسمها : (حانت رجعتك) .

كورد فيلي وعايش بغربه وصبر هذي سنين يمشي بدربه
شريف وأبن ناس اجواد وكلهه تقسي عليه وتحاسبه

ماعنده جريمه وجرموه هواي وشكد من البعث حصل مسبه
ومو عجبه البعث لو رادو يشتمون لأن ولد الشوارع وين تتربه

تيجان الفخر تستاهل من سنين وتكريمك صبح مطلب نطلبه
لأن بالضيم انت العشت والحسرات والنوبه البعث الملكك ينهبه

شما نكتب بحقك بأسمك مقصرين ويعجز قلم يوفي حقك يكتبه
لأن انت ابن كوردستان وانت روحه ومهجته وقلبه

وانت ابن العراق وعلي داحي الباب جذورك بيه تتشلبه
من جد على جد وانت الظلم لاويك يمشي وياك جابك حتى لأوروبه

حقك تأخذه ومن الحكومه البغداد الك بيت وعمل وراتب تنسبه
وتشعل بالفرح شمعه وتحتفل بيك لأن انت فضل مسوي عليهه موعجبه

صار سنين حقك بالخزينه ينام من تكسره بالدولار وتضربه
شوف شكد تطلب الحكومه سنين والبعض رايد حقك يذوبه

انهض وانتفض كوم وثور انتقد كل برلماني بصوتك وكربه
من حقك صوتك اعله صوت يصير كافي البعض صوتك يغيبه

مو كافي تهجرت وضعت بالبلدان انهض للسياسي فهمه وعتبه
انت مو جنت بأيران وسوريه وبغداد وجنت بأوروبه تعاني من غربه

خل صوتك يعله هذا اليوم بالمليان صوت الظلم للباطل يغلبه
أرفع صوتك واحنه كلنه وياك واحنه من نفس الوطن والأرض والتربه

لازم نتحد ونخلي أيد بأيد ونكلب ألأعلام للفيلي فد كلبه
ونخلي ألأمم والدول كلهه وياك وترجع حقوقك كلهه المسلبه

عندك مؤتمر وتكدر تنتفض بيه وتبين للوطن حقك وهذي مو صعبه
وتشرح مطلبك وهذا موقف زين كافي اصوات الفيليه مضطربه

انت ابن العراق وابن كردستان غصبا عاليعجبه واللي ميعجبه
من أربيل للبصره انت تعيش ومن مي دجله تنهل عذبه تشربه

ألك كل الوطن بيبان ومفاتيح وهسه تشوف تأخذ بيتك والله والكعبه
حانت رجعتك بغداد تنده ليك وزور ابو الحاجات وأطلب منه فد طلبه

تشرين ربيعة
05-04-2010, 07:48 PM
بالنسبة للمقال الذي نقله الأخ الكريم ابن أربيل ، كاتب المقال هو الناقد والروائي (سلام عبود) المولود في العمارة عام 1950 والمقيم حاليا في السويد

نور العراق
06-04-2010, 08:33 PM
ما أشد مرارة الظلم !!

تشرين ربيعة
06-04-2010, 09:21 PM
ما أشد مرارة الظلم !!

اى والله ، وخصوصا إن جاءت من ذوي القربى ، أعاننا الله وإياكم على الظلم