المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيعـة والحرب الاهلية اللبنانية


*سماء العشق*
08-04-2010, 10:08 PM
الشيعـة والحرب الاهلية اللبنانية


*يختلف في تاريخ بدء الحرب الاهلية في لبنان ولكن يتفق الكثيرون أنها بدأت في 13 إبريل 1975 م حيث كان هناك محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الماروني بيير الجميل، وبعدها حصلت مجزرة عين الرمانة التي هوجم فيها أحد الحافلات المدنية وفيه ركاب فلسطينيون مما أدى إلى مصرع 27 شخصا.

*فور إنطلاق شرارة الحرب الاهلية اللبنانية يوم 13 نيسان / أبريل 1975م أجتمع الامام موسى الصدر بقادة المقاومة الفلسطينية وقادة الاحزاب بهدف خنق الفتنة ولتهدئة الوضع ، ووجه نداءاً عاماً استنكر فيه "المجزرة الرهيبة" التي جرت على يد ميليشيا حزب الكتائب في (عين الرمانة) في ضاحية بيروت الجنوبية والتي قتل فيها ركاب سيارة (اوتوبيس) بينهم عناصر من المقاومة الفلسطينية الذين كانوا يجتازون المنطقة عائدين الى أمكنتهم في (تل الزعتر) قادمين من مسيرة فدائية في بيروت لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لشهداء الثورة الفلسطينية في عملية الخالصة (كريات شمونة) ، وهي المجزرة التي ادت الى إشعال شرارة الحرب الاهلية اللبنانية.
وحذّر الامام موسى الصدر من مؤامرات العدو ومخططات الفتنة واعلن في حسم ووضوح : "أن الثورة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية تنطلقان من مبدأ واحد وتسيران في طريق واحد نحو هدف واحد وتتصديان لعدو واحد".
* ومن أقوال الامام السيد موسى الصدر وهو يتحدث عن بداية الحرب الاهلية : (وانتقلت المعارك من تل الزعتر ، الحي الذي يضم مجموعة من أبناء هذه الطائفة ـ أي الطائفة الشيعية ـ الى جانب المخيم الفلسطيني ، انتقلت الى الشياح والنبعة وبعض الاحياء الشيعية الاخرى. والاصابات التي اصيب ابناؤنا بها في الارواح والممتلكات والاشغال تفوق اصابات جميع الطوائف ، وان استعدادات ابنائنا للدفاع عن انفسهم أقل من اية فئة اخرى. ان استمرار انفجار الوضع قد يؤدي الى سقوط لبنان والى تحجيم المقاومة الفلسطينية والى الحاق الضرر الكبير بالقضية العربية).
* وعندما قررت "الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية" التي يرأسها كمال جنبلاط وتضم الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والحزب القومي الاجتماعي وتنظيمات اخرى "تشكيل قيادة وحدة لمتابعة تطورات المعركة على أساس موقف وطني واحد" وأعلن كمال جنبلاط أمين عام الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية بتاريخ 26 / 4 / 1975م مقررات الجبهة المتضمنة العمل على عزل حزب الكتائب سياسياً ومقاطعته. في هذا الوقت دعا الامام موسى الصدر لتجنب المعركة والانفصام في الوطن وتعريض الثورة الفلسطينية للخطر ، كما دعا لمد الجسور بين مختلف الطوائف اللبنانية بواسطة المثقفين والمفكرين ولقاءات الرؤساء الدينيين ، ووجّه الامام موسى الصدر الدعوة لعدد كبير من نخبة المثقفين والمفكرين اللبنانيين ، أجتمع منهم (77) شخصاً من مختلف الطوائف في مركز المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يوم 16 / 4 / 1975م وحضر جانباً من اجتماعهم هانيء الحسن ممثلاً عن المقاومة الفلسطينية حيث عرض وجهة نظر الثورة الفلسطينية. ثم انبثق عن الاجتماع قرار تشكيل لجنة سميت "لجنة التهدئة الوطنية" تابعت العمل اليومي للتهدئة ، فغطّت فراغاً في السلطات اللبنانية ، وعملت على إحياء لجنة التنسيق المشتركة بين الحكومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ، وعقدت اجتماعات متواصلة درست فيها اسباب المحنة وعرضت الحلول الآنية والبعيدة المدى ، ونادت بإيجاد سلطة موثوق بها قادرة على النهوض بمسؤولياتها ولقد لقيت هذه المبادرة من الامام موسى الصدر وأعمال "لجنة التهدئة الوطنية" ترحيباً وتجاوباً لدى الاوساط كافة من مختلف الطوائف ، وشدد الامام موسى الصدر في هذه الاجتماعات على ضرورة التعايش الاسلامي ـ المسيحي ، وعلى التعايش اللبناني ـ الفلسطيني.
وكان الامام موسى الصدر قد اجتمع مع الماروني خريش واتفقا معاً على السعي والعمل بالاشتراك مع كافة رؤساء الطوائف لإعادة المحبة والتعاون المخلص بين جميع اللبنانيين وبينهم وبين الفلسطينيين ، من أجل صون الوحدة الوطنية والثورة الفلسطينية.
* في أوائل شهركانون الاول / ديسمبر 1975م أغارت الطائرات الصهيونية على النبطية في الجنوب وعلى مخيمي البداوي ونهر البارد فقتلت أكثر من 60 شخصاً وجرحت حوالي 200 شخص ، واحدثت دماراً وتشريداً. وقدَّم لبنان شكوى الى مجلس الامن في الموضوع.
وفسّر هذا الاعتداء بانه بداية تدخل صهيوني مباشر في الاحداث الجارية على الساحة اللبنانية.
* وفي يوم 6 / 12 / 1975م في هذا اليوم الذي سمي السبت الاسود ، وقعت على يد ميلشيات حزب الكتائب "مجزرة" لم يسبق لها مثيل منذ بداية الحوداث الدامية في لبنان. قتل في هذه المجزرة أكثر من 200 شخص لبناني معظمهم من المسلمين الشيعة واكثرهم عمال في منطقة المرفأ كانوا في اعمالهم او متجهين إليها. وبعد ذلك بيومين اشتعلت الحرب من جديد في بيروت ، وبعد ثلاثة أيام امتدت الى الضاحية الجنوبية (الشياح ـ عين الرمانة).
ثم تعرضت (حارة الغوارنة) في ايطلياس (سكانها مسلمون شيعة في منطقة مسيحية) لهجوم ادى الى حرق وتهديم جميع مساكنها وقتل بعض السكان وتهجير الباقين.
ثم أعقب ذلك تعرض منطقة (سبنية) لحادث مماثل تكرر في مناطق (رويسات الجديدة ، وعين ياقوت ، والزلقا) الواقعة في محيط مسيحي وهجّر جميع سكانها المسلمين الشيعة.
هذه الاحداث والتطورات الجديدة دفعت الامام موسى الصدر الى عقد مؤتمر صحفي بتاريخ 17 / 12 / 1975 ندد فيه "بمجازر البربرية" واتهم مرتكبيها _بالخيانة العظمى وبخيانة القضاء على الرسالة المسيحية في العالم العربي) وخيانة (السعي الى اقامة اسرائيل ثانية في الشرق). وخيانة (اتهام الديانتين العالميتين : الاسلام والمسيحية بعدم امكانية التعايش). وأعاد الامام موسى الصدر الى الاذهان حادثة (القاع) البلدة المسيحية في منطقة شيعية ، فقال : (عندما حدثت محنة (القاع) ، قطعت اعتصامي وسافرت ليلاً تحت الاخطار الى (القاع) ودخلت الكنيسة واجتمعت بالناس واستنكرت الحادث واعادت المياه الى البلدة ةاعادت الاطمئنان الى النفوس ولن ينزح احد).
* بعد مشاورات بين الحكومتين السورية واللبنانية واتفاق بين الطرفين بعد التشاور مع مختلف الاطراف اللبنانية وفي مقدمتها الامام السيد موسى الصدر ، وجه الرئيس اللبناني فرنجية رسالة الى اللبنانيين بتاريخ 14 / 2 / 1976م سميت "الوثيقة الدستورية" تضمنت نقاط الاصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعهد بها ، وقد التزمت بالمباديء التالية :
ـ المحافظة على تعايش الطوائف اللبنانية ، والعمل على منع تقسيم الوطن مهما كان شكل التقسيم أو نوعه.
ـ المحافظة على التعايش اللبناني - الفلسطيني وصيانة الثورة الفلسطينية.
ـ اعتماد الحوار سبيلاً لحل النزاعات ولتحقيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية ، ورفض القتال وسيلة لهذه الاهداف.
ـ رفض القهر الطائفي ، ورفض القتال بهدف تحقيق انتصار طائفة لبنانية على اخرى.
ـ اجازة ممارسة حق الدفاع المشروع عن النفس.
ـ محاربة خطر تقسيم الوطن وخطر الاعتداء عليه وخاصة الاعتداء الصهيوني على جنوبه ، وخطر تصفية الثورة الفلسطينية أو تهديد المقاومة الفلسطينية ، والقتال والاستشهاد في هذا السبيل.
ـ محاربة العدو الصهيوني والتصدي له ، بشكل مستمر بإعتبار أن "إسرائيل" المغتصبة والقائمة على العنصرية الصهيونية ، هي شر مطلق ، ووجودها يشكل استمراراً للعدوان والغصب وتهديداً دائماً للبنان والعرب كافة.
وقد رفض كمال جنبلاط الوثيقة الدستورية المذكورة ، وأصر على مطالبه واهمها مطلبه بعلمنة لبنان رغم معارضة الامام السيد موسى الصدر لذلك وكذلك معارضة مفتي الجمهورية اللبنانية وسائر علماء المسلمين. وأصرّ كمال جنبلاط على الحسم العسكري وتحقيق الانتصار على الفريق الثاني الذي مضى على حكمه 140 سنة.
* في منتصف يناير/ كانون الثاني 1976م حدث انشقاق في الجيش اللبناني بقيادة الملازم أول احمد الخطيب وأسس من وحدات الجيش التي سيطر عليها ما يسمى بـ "جيش لبنان العربي" ، والذي انضم الى تحالف كمال جنبلاط والقوى اليسارية "الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية" ، وفي 5و6 / 6 / 1976م حدث اصطدام ومعارك بين الجيش السوري من جهة وبين المقاومة الفلسطينية وجيش لبنان العربي والاحزاب الوطنية والتقدمية من جهة اخرى ، جرى بعده تصعيد عنيف للحرب الاهلية اللبنانية ، فبدأت حرب (حي النبعة) بتاريخ 23 / 7 / 1976م وامتد القتال الى محافظة الجنوب الشيعية ، الى أن توقف القتال بتاريخ 21 / 10 / 1976م بمبادرة من مؤتمر قمة الرياض ودخول قوات الردع العربية لبنان بموجب مقررات مؤتمر الملوك والرؤساء العرب المتخذ في 26 / 10 / 1976م ، وبقيت منطقة جنوب لبنان الشيعية خارج نطاق قوات الردع العربية خاضعاً لنفوذ المقاومة الفلسطينة.
وظهر الدور الليبي في الحرب الاهلية اللبنانية واضحاً ومباشراً من خلال دعم القذافي لكمال جنبلاط والاحزاب الشيوعية اليسارية وجيش لبنان العربي الذي اصبح يسيطر على جنوب لبنان ، وكان لرئيس الوزراء الليبي عبد السلام جلود دور هام في الحرب الاهلية اللبنانية ، ونذكر بعض التصريحات للقياديين الليبيين :
ـ في 11 / 4 / 1976م كان القذافي يخطب أمام المحتشدين في منطقة (زليطن) الليبية ، ومما قاله عن لبنان : (اننا وقفنا مع القوى التقدمية في لبنان ونحن على استعداد الآن للوقوف مع القوى الوطنية في لبنان وعلى رأسها جيش لبنان العربي ... ان الصراع في لبنان هو صراع ثوري بين القوى الوطنية في لبنان وبين أعداء الشعب اللبناني. واننا نقف مع القوى الوطنية بكل قوة لحسم الصراع لمصلحتها ، وليبيا ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للبنان من أي قوات اخرى ، كما انها ترفض ان يسلم الجيش اللبناني العربي سلاحه حتى لا يكون اعزل في مواجهة قوى اليمين. وليبيا مستعدة لدعم جيش لبنان العربي والقوى الوطنية لحسم هذا الصراع).
ـ وفي 19 / 5 / 1976م صرح الرائد عبد السلام جلود رئيس الوزراء الليبي لوكالة الانباء العراقية : (يجب أن لا نسمح لأية قوى عربية أو أجنبية ان تفرض وصايتها على القوى الوطنية والفلسطينية بهدف منع هذه القوى من استثمار الانتصار العسكري والسياسي في تنفيذ برنامجها السياسي والاجتماعي ... اننا نؤكد رفضنا القاطع لأي ضغط يمارس ضد القوى الوطنية وبهدف منعها من جني ثمار المعركة التي بداها الانعزاليون والتي غيّرت القوى الوطنية مجراها هناك ... وأن ليبيا تعادي كل من يعادي هذه القوى ويقف ضدها).
ـ وقد أقام رئيس الوزراء الليبي عبد السلام جلود 45 يوماً متواصلة في بيروت ودمشق ومعظمها في بيروت للفترة من 6 / 5 / 1976م الى 29 / 6 / 1976م !
ومن الواضح ان الموقف الليبي بدعم القوى اليسارية وجيش لبنان العربي ودعوته لإنهاء الحرب الاهلية بقوة السلاح مخالفة تماماً لمواقف الامام السيد موسى الصدر الذي رفض القتال ورفض القهر الطائفي ورفض انتصار فئة لبنانية على أخرى ، ودعا الى الحوار والى المحافظة على تعايش الطوائف اللبنانية.
* لم تنه مقررات القمة العربية احداث لبنان ، ولم تحقق السلام والوفاق فيه. فتوقف القتال في كل لبنان بإستثناء الجنوب ، وباتت منطقة جنوب لبنان مسرحاً لأحداث خطيرة تهدد مصيره ! وساهمت في هذا الواقع تنظيمات وقوى تعتمد على الدعم الليبي وجاهر القذافي بدعمه لها ومن بينها "جيش لبنان العربي" الذي سارع في بيان له نشر في الصحف اللبنانية بتاريخ 8 / 11 / 1976م ـ تعليقاً على رسالة رئيس الجمهورية اللبنانية الى الشعب اللبناني الداعية لإنهاء القتال واعادة تعمير لبنان ومؤسساته ـ فأعلن في هذا البيان أنَّ "جيش لبنان العربي" سيبقى على أرض الجنوب يمارس "دوراً أبدياً أزلياً" وأن وجوده هناك هو "وجود قومي مقدس نابع من المصلحة العربية العليا".
وارتفع صوت الامام السيد موسى الصدر مجدداً ليحذر هذه المرة من الكارثة في جنوب لبنان ومن خطر تعريضه للاحتلال "الاسرائيلي" ولمشاريع الاستيطان ، وداعياً الدول العربية لإبعاد صراعاتها عن الساحة اللبنانية ومنتقداً بعض هذه الدول (ومنها ليبيا) التي تمول أجنحة لخدمة مصالحها الخاصة داخل المقاومة الفلسطينية.
* وقام الامام السيد موسى الصدر بلفت نظر الملوك والرؤساء العرب المؤتمرين في القاهرة بشكل خاص لقضية جنوبي لبنان ، بغرسال مذكرة خطية سلمت الى سفارات دولهم في القاهرة والى الامانة العامة لجامعة الدول العربية والى الحكومة المصرية في اليوم الاول لإنعقاد المؤتمر بتاريخ 25 / 10 / 1976م. فعرضت هذه المذكرة مشكلة الجنوب بجميع ابعادها ومخاطرها وبكل اخلاص وصراحة ، وناشد الامام السيد موسى الصدر فيها الملوك والرؤساء العرب بقوله : (أيها الحماة للديار) : (انقذوا هذه القطعة الغالية من الانهيار ومن مضاعفة ثروة العدو وامكاناته وانقذوا اهلها الابطال ، السابقين في الجهاد بغخلاص ، المستمرين في رفض التعامل مع "اسرائيل" رغم قسوة الظروف وتوافر الاغراءات وساعدوا سكان الجنوب لكي يتمكنوا من حماية المقاومة الفلسطينية ودعمها الى نهاية الطريق. اجعلوا قضية الجنوب اللبناني قضية لكل العرب مثل قضية فلسطين ، فلا نجاح للثورة الفلسطينية من دون جنوب لبنان. ساهموا في تنمية الجنوب وتحسينه وصيانته واحترام اهله وكونوا من خلال هيئة عربية حاضرين في الساحة لساعدوا السلطة اللبنانية في تحمل اعباء ليست هي اعباء لبنانية محضة وتتبنوا مشاريع تنمية الجنوب بإشرافكم واسمكم).
والواقع أنه لم يكن لهذه المذكرة نتيجة في مؤتمر القمة ، وتوقف القتال في كل المناطق اللبنانية باستثناء الجنوب فكانت كلمة الامام السيد موسى الصدر في مؤتمر صحفي بتاريخ 16 / 11 / 1976م اثر اجتماعه بالرئيس اللبناني الياس سركيس : (عندما يبتسم لبنان ، لا يمكن أن نقبل بوجود مرارة وألم في جزء عزيز منه وهو الجنوب).
* ولقد استمرت محنة الجنوب وزادت حدة وايلاما وقذارة ، وبدأ الامام السيد موسى الصدر اعتباراً من مطلع سنة 1977م يرفع الصوت عالياً في الداخل والخارج لكشف ما يجري في الجنوب امام الرأي العام المحلي والعربي والدولي توخياً لإنقاذه. ثم تفاعلت الاوضاع في الجنوب ولم تتمكن السلطة اللبنانية الشرعية من بسط سيادتها على أرضه ، وأصبح الكيان الصهيوني يلوح بأنه الحامي للاقليات في لبنان وفي العالم العربي.
* في سنة 1978م قامت مجموعة فلسطينية بعملية فدائية في تل ابيب ، مما ادى الى رد فعل صهيوني عنيف تمثل بغزو جنوب لبنان بـ (30) ألف جندي صهيوني فيما عرف بعملية الليطاني بتاريخ 14 / 3 / 1978م مبرراً ذلك بالرد على ضربات الفصائل الفلسطينية للأراضي الإسرائيلية. وبعد خمسة أيام من الغزو أصدر مجلس الأمن بالأمم المتحدة قراره رقم 425 القاضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتشكيل قوة دولية تشرف على الانسحاب الإسرائيلي وتعيد السلام وتساعد الحكومة اللبنانية في السيطرة على أراضيها. ورفضت "اسرائيل" تنفيذ قرار الامم المتحدة. فأنتفض الامام السيد موسى الصدر في وجه العرب ليقول لهم في كتاب مفتوح نشره في منجلة النهار لبعربي والدولي) بتاريخ 26 / 3 / 1978م : ماذا فعلتم بالجنوب أيها العرب ؟
وفي خطبة الجمعة التي بثتها الاذاعة اللبنانية بتاريخ 31 / 2 / 1978م ونشرتها الصحف اللبنانية في اليوم التالي ، سمع صوت الامام موسى الصدر يدوي بقوله : (من الذي فجر الجبهة في الجنوب ؟ انهم العرب ، أرضنا احتلت ليس بسببنا أبداً ، وايس بإرادتنا أبداً. بل نتيجة تآمر دولي وإهمال عربي... هناك مطامع استيطانية "اسرائيلية" معروفة ... وهناك مطامع استيطانية عربية ناتجة عن الكسل والفرار من الموقف والفرارمن المسؤولية ... ان مسؤولية تحرير أرضنا هي مسؤوليتنا وحدنا ، لا نريد من احد من الاشقاء ولا نريد من المقاومة الفلسطينية أيضاً أن تساهم في معالجة هذا الامر. إنَّ "اسرائيل" تتذرع للاعتداء اذا دخل غير اللبنانيين في سبيل تحرير ارضهم).
* وبعد ان تعاظمت الاخطار في الجنوب وأصبحت تنذر بأوخم العواقب ليس على لبنان وحده بل على المنطقة العربية كلها ، كانت جولة الامام السيد موسى الصدر في بعض البلاد العربية لعرض حقيقة هذه الاخطار وطرح فكرة قمة عربية مصغرة تعالج الوضع. فبعد اجتماعه برئيس الجمهورية اللبنانية انتقل الامام السيد موسى الصدر الى سوريا والاردن والسعودية والكويت ثم الجزائر ، وكانت آخر محطة في رحلته العربية هذه هي (الجماهيرية الليبية) التي بدأ زيارة لها بتاريخ 25 / 8 / 1978م ولم يعد منها !!!
* في سنة 1979م سلم الكيان الصهيوني اراضي الجنوب اللبنانية المحتلة الى حليفه سعد حداد قائد جيش لبنان الجنوبي ليعلن دولة لبنان الحر. ووقعت مصر معاهدة كامب ديفيد للسلام مع الكيان الصهيوني.

صديق المشاعر
09-04-2010, 01:50 PM
الله ينصر الشيعة في العالم ويحقق كل امانيهم ويرزقهم خير الدنيا والاخرة انه لطيف خبير

شكرا لك على الموضوع وبارك الله في جهودك

برق الهواشم
15-04-2010, 02:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد
مواضيع مميزة تترجم شخصية صاحبها وناقلها المميزة
بارك الله فيك سماء العشق والى الامام

سلامه999
07-05-2010, 01:27 AM
يسلموووو

يعطيك العافيه