*سماء العشق*
08-04-2010, 10:21 PM
الشيخ الغديري: أنجدوا الشيعة في باكستان من إرهاب (حرس الصحابة)! مجلة المنبر الالكترونية
أجرى الحوار: عصام الموسوي
http://shiaunion.com/rabita/shia_world/pakistan/pakistan_images/5a.jpg
ليس كل من ادعى الإنسانية إنساناً!
ولكنه من تجرع ألم الصمود في درب الحق.. وذاق مرارة الاضطهاد في سبيل الثبات والرسوخ على المبدأ الحر.. وهذا هو حال إخواننا الشيعة في باكستان، الذين كان حبهم لأهل البيت (عليهم السلام).. وتمسكهم بسبيلهم يدفعهم للمضي قدماً فيه.. رغم العذاب الذي يلاقونه من الحكومة والألم الذي يذوقونه من حزب حرس الصحابة، هذا الحزب الدموي الذي يعمل على قتلهم وتعذيبهم.. هدفه الأول هو طمس هذا الدرب النوراني، والنيل من مذهب أهل العصمة (عليهم السلام).
وإحساساً بمعاناتهم التقت (المنبر) بسماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة الشيخ حسن رضا الغديري ليوضح ملامح هذه المحنة التي تسري بأوصال المجتمع الشيعي في باكستان، فتعرض في حديثه إلى الصعوبات التي يواجهونها من قبل حرس الصحابة والوهابية، وابرز الاحتياجات التي يحتاجونها، وما هو دور إخوانهم الشيعة في شتى أقطار العالم تجاههم.
كما أوضح الشيخ الجليل أهمية الاتحاد الشيعي في زمن غيبة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)، وتعرض لأهم الطرق التي من شأنها أن تنهض بالإنسان المسلم في كل مكان.
ودعا الشيخ الغديري الشيعة في كل العالم للإحساس بمعاناة إخوانهم، والعمل على درء الظلم عنهم مادياً ومعنوياً، ودعاهم أيضاً إلى نبذ الخلاف فيما بينهم والتجرّد من الذات، وهذا هو نص اللقاء:
• المنبر: شيخنا الجليل.. حبذا لو تكرمتم بالإشارة إلى تاريخ الشيعة في باكستان، قبل الاستقلال عن الهند وبعده.
هو تاريخ طويل.. قبل الاستقلال كانت هناك حوارات ومناظرات علنية بين الشيعة والسنة وقد كانت الأولى من نوعها في جميع بلدان العالم، والمسائل البارزة في الحوارات كانت تتضمن أمور الخلافة العقائدية وما أشبه لذا فإن فكرة التشيع انبثقت ونمت من هذه المناظرات. هذا كله قبل الاستقلال، ولكن بعده حدثت بعض المشاكل.
• المنبر: وما هي:
اعتقد السنة أنه باعتبار أن مؤسس باكستان (محمد علي جناح) رجل شيعي فإنه سيوسع رقعة التشيع ويزيد من نفوذ الشيعة، لذا فقد تولد الخوف لديهم، رغم أنه لم يكن شيعياً بمعنى التشيع الحقيقي، ولم يكن ملتزماً، بيد أنه وطني بطبعه، وكان يهدف إلى استقلال المسلمين عن الهندوس بشكل عام.. هو بصراحة شخصية سياسية لا أكثر.
• المنبر: فماذا كان دور المتشددين السنة؟!
لقد بذلوا جهودهم لطمس المذهب الشيعي، وبعد الاستقلال ازدادت النشاطات العلمية.. والاجتماعية الشيعية في باكستان مثل الحسينيات والمراكز الشيعية والمدارس الدينية والحوزات العلمية، إن هذه المراكز تبلغ في باكستان أكثر من مئتي مركز، وفيهما تدرس العلوم الدينية على غرار النجف وقم وكربلاء.
• المنبر: وماذا عن المشاكل؟
كان للاستعمار الإنجليزي الدور الأكبر في بذر بذرة الخلاف بين المذهبين. وقد حدثت مشاكل مؤسفة وخطيرة بين الشيعة والوهابية في زمن (ضياء الحق) وهو رئيس الجمهورية العسكري المؤسس لحزب (حرس الصحابة) بدعم من دولة خليجية.
• المنبر: نعود إلى وضع الشيعة.. هلا تحدثنا عن نشاطات الشيعة في باكستان؟
الحمد لله.. فإن نشاطات التشيع واسعة جداً. حيث ازدادت رقعته في الآونة الأخيرة.. ففي كل منطقة توجد حسينيات ومدارس دينية، ومن ناحية النشاطات الثقافية فإننا نوفر الكتب التي تساعد الشيعة وتنهض بهم.. كذلك فإن المستشفيات ومراكز التدريب ومؤسسات النشر والتوزيع وبرامج الصدقات والحسنات تحاول أن تغطي الاحتياجات الاجتماعية، إن الشيعة نشطون من هذا الجانب وأيضاً على الصعيد الثقافي فإن الكتب تكون مترجمة للجهات الأربع في باكستان.. حيث أنه في كل ولاية لهجة تختلف عن اللهجة الأم، فضلاً عن ترجمتها للغة الرسمية.
• المنبر: وماذا عن المصاعب التي تواجه الشيعة في باكستان؟
كما ذكرت سابقاً فإن المشاكل كانت متواجدة قبل استقلال البلد وبعده.. ولكنها اشتدت في زمان (ضياء الحق) الذي هو مؤسس حزب حرس الصحابة سرياً بدعم من تلك الدولة الخليجية، والوقائع الدموية المؤسفة كثيرة منذ ذلك الحين وحتى الآن.
• المنبر: هل تتفضلون بذكر أمثلة؟!
حقيقة حدث حادث مؤسف في منطقة (باراجنار) وهي منطقة مستقلة عن الولايات الأربع وجميع سكانها من الشيعة - ولا زال سكانها حتى الآن يواجهون المشاكل مع الوهابية وحرس الصحابة، ولكني أريد أن أشير إلى أنه لا توجد أية مشاكل مع السنة.. عدا الوهابية وحرس الصحابة الذين قتلوا الكثير من الشيعة، من بينهم علماء ومثقفون وشعراء.. وآخرون مهتمون بالشعائر الحسينية، فضلاً عن تهديمهم للمساجد الشيعية والحسينيات. والكثير الكثير من العمليات الإرهابية التخريبية.. لقد بلغ عدد القتلى أكثر من ثلاثمئة شهيد. وأستطيع القول. أنه في فترة من الفترات كان لابد من قتيل لكل يوم، أذكر على سبيل المثال: أنه قبل سنتين كان في لاهور يعقد مجلس حسيني في المقبرة. فشن الوهابيون وحرس الصحابة على المجلس هجوماً دموياً. فقُتل أكثر من عشرين شخصاً، وجُرح الكثير، وقد أسفر هذا الهجوم عن حصول مواجهات عنيفة جداً في المدينة. أيضاً لقد أحرقوا أكثر من أربعة وثلاثين حسينية، ولم يكتفوا عند هذا الحد. بل غيروا سياستهم الآن لسياسة أخرى أكثر شناعة وخبثاً. حيث أنهم الآن يقتلون فرداً واحداً في مدينة معينة. وخلال أسبوع يقتلون آخراً في مدينة بعيدة. وخلال محرم الفائت وبالتحديد يوم السادس من محرم هاجموا حسينية في منطقة (ملهووالي) وقتلوا من الحضور خمسة عشر فرداً. ويؤسفني أن أقول أن جميعهم من السادة، إضافة إلى اغتيالهم ما لا يقل عن عشرين شخصية اجتماعية شيعية.
• المنبر: وهل استمرت هذه الحوادث المزرية إلى الآن؟!
بعد استقرار الحكومة العسكرية برئاسة (جمال بدويز مشرف) توقفت هذه الحوادث نسبياً حيث حققت السلطات مع المنتمين لحزب حرس الصحابة، فمُنعت هذه الحوادث بعد محرم.
• المنبر: كيف واجه الشيعة هذه الحوادث؟
لقد أسس الشيعة منظمة (حرس محمد) وهمت بقتل القتلة من رؤساء حرس الصحابة والاقتصاص منهم، ولكن حكومة نواز شريف تسلطت وهاجمت (حرس محمد) وأخذت كل شبابها وزجتهم في السجون، ففشلت هذه الحركة. ولكن الآن. برغم عدم وجود أية منظمة أو مقاومة. إلا أنه توجد في باكستان (الحركة الجعفرية). وهي حزب شيعي وحيد في باكستان. لكنه يعمل على نشر المذهب. ويركز نشاطاته في الجوانب السياسية والدينية أكثر من كونه يقاوم الهجوم ضدهم. ويتصدى للدفاع عنهم.
• المنبر: قد تفضلتم بذكر نشاطات حرس الصحابة فهل من الممكن أن تعطونا فكرة عن عقائدهم. وعن المسوغات الشرعية التي تبيح لهم ما يقترفون من قتل وإرهاب؟!
يعتقد حرس الصحابة بأن الشيعة كفار! فنحن بنظرهم. نشك بقدرة الله فنطلب من أوليائه حوائجنا، ونحن مشركون، والمشرك بنظرهم لا يجوز قتله، بل يجب قتله! علماً بأن سائر المذاهب لا تقر بقتل المشرك إلا في حالة الحرب. كما أننا في نظر المذهب السني مسلمين. لأننا نشهد الشهادتين. وكما ذكرت سابقاً. فإنه لا مشاكل لدينا مع السنة، بل هم الآن بصدد حمايتنا من الوهابيين وهم يعتقدون أن عقائد الوهابية باطلة.
• المنبر: نعود ونسأل سماحتكم. عن وضع الشيعة في باكستان. نود أن نعلم. ما هي أكثر الفترات السياسية استقراراً للشيعة في باكستان؟
في الواقع. لم تكن فترة حكم (بي نظير بوتو) أو (نواز شريف).. فترة هدنة وسلام. وصراحة لم تمر فترة هدوء للشيعة من بعد استلام (ضياء الحق) مقاليد الحكم. وحتى الآن يشهد الشيعة في باكستان حوادثاً دموية مريعة وفي بداية تقلد (نواز شريف) زمام الحكم.. لاقى الشيعة الاضطهاد. وبعدها حاولت الحكومة تهدئة الأوضاع نسبياً. بيد أن الشيعة مازالوا يعيشون في شقاء. وإن مرت عليهم بعض فترات. لا نستطيع القول أنها جيدة ولا سيئة، ولكني أتسطيع القول بأن أفضل فترة تشهدها الشيعة. هي فترة ما قبل حكم (ضياء الحق).
• المنبر: وحالياً ما هو دور الشيعة السياسي في باكستان؟
هناك حزب واحد وهو الحركة الجعفرية وهو مدعوم من إيران. ولكن هذه الحركة فشلت لأنها لم تحُز على تأييد أكثرية الشيعة. وهذه الحركة الآن انقسمت لثلاث فرق. رئيس هذه الحركة مجملة هو (سيد ساجد نقوي)، وهناك أيضاً (سيد حامد علي موسوي) وهو قائد مستقل للحركة، وفرقة ثالثة يرأسها فرد آخر.
• المنبر: وماذا عن مقاعد الشيعة في البرلمان؟
يؤسفني أن أقول أنه لا يوجد مقعد واحد للشيعة في البرلمان. وحقيقة لم يخض الشيعة الانتخابات إلا مرة يتيمة. ولم يلاقوا النجاح فيها والآن هم في حالة امتناع.
• المنبر: وما سبب هذا الامتناع؟
فكرة خاطئة راجبت بين الأوساط الشيعية تزعم أن الشيعة حزب ديني وليس سياسياً. وهي صراحة فكرة سقيمة. لأن الدين هو الحياة التي تشتمل على السياسة وغيرها. وكما أن (حرس الصحابة) لهم عدة مقاعد في البرلمان، فعلى الشيعة أن يشمّروا عن سواعدهم للمضي قدماً في انتشال أنفسهم من هذا الوضع المتردي.
• المنبر: وماذا عن مجالس سياسية أخرى غير البرلمان؟
هناك مجلس (سده سري) يحوي مقعدين للشيعة. ولكنه ليس ذا وزن سياسي ومن تسنم هذه المراكز من الشيعة. ليس بالشيعي الملتزم، إنما يتعامل مع سلطته بمنطق الحزب الذي ينتمي إليه وهو حزب سياسي على أية حال.
• المنبر: برأيكم ما هي الأدوات والكيفيات الكفيلة بإيجاد صيغة نقاش وتهادن ما بين الشيعة والسنة في باكستان؟
لا يوجد خلاف لدينا بين الشيعة والسنة. ولكن الخلاف بين حزبي حرس الصحابة والوهابية، وقد تمت بعض اللقاءات بين رؤساء الأحزاب لعقد اتفاقية سلام وتعايش، وشاركت الحكومة في هذا الأمر، ولكن - وكما تعلم - فإن لكل جانب شروطه التي من الصعب أن يتنازل عنها.
• المنبر: هل تتكرمون بعرض بعض هذه الشروط؟
لقد اشترط حزب حرس الصحابة عدم ذكر أي من الخلفاء الثلاثة في كتب الشيعة، وعدم التعرض لهم على المنابر، كما اشترطوا عدم ذكر الشهادة الثالثة في الأذان، والويل لمن يوجه انتقاداً لفرد من الصحابة. فعقابه سيكون عقاب من سب الله جل وعلا وسب رسوله (صلى الله عليه وآله)!
• المنبر: وكيف واجه الشيعة هذه الشروط؟
لقد رفضوها قطعاً لأن لا أحد معصوماً غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) ولكن حرس الصحابة متمسكون جداً بموقفهم. ولا سبيل لحل المشكلة. إن وجهة نظر الشيعة هي إعادة قراءة التاريخ الإسلامي لتمييز الحق من الباطل، وهذا ما يرفضه المتشددون الوهابيون.
• المنبر: مناسبة هذا الحديث هل من الممكن أن تتفضلوا بتسليط الضوء حول المجلس الدستوري الإسلامي الذي ضم في عضويته أخيراً العلامة محمد حسين أكبر ودور هذا المجلس في أزمة الشهادة الثالثة للأذان التي شهدتها باكستان؟
لقد ظهر بعض المشاكل من قبل بعض الشيعة الذين شككوا بجزئية الشهادة الثالثة (أشهد أن علياً ولي الله).
• المنبر: هذا معناه أن الشيعة هم أول من طالبوا بمنع هذه الشهادة والتشكيك بجوازها!
نعم مع الأسف، فقد استغل (حرس الصحابة) هذه الثغرة وزاد من تفاقم المشكلة. إن القضية منشؤها كتاب للشيخ محمد حسين النجفي أوضح فيه عدم وجوب الشهادة الثالثة، فوقعت الفتنة في باكستان بين المؤمنين، فبعض منهم كان يصر على شهادة الولاية والآخر لا، بل يدعو إلى إلغائها. ومراجعنا مع الأسف لم يفتوا صراحة في هذا الموضوع، فاتسمت فتاواهم بالإجمال، باستثناء السيد الشيرازي الذي أفتى بكل وضوح أنها جزء لا يتجزأ من الأذان والإقامة. علماً بأن للقضية ثلاثة أبعاد وهي: 1 - الشهادة في الكلمة بحد ذاتها. 2 - الشهادة في الأذان. 3 - الشهادة في التشهد.
• المنبر: وما هي النتيجة التي اتفقوا عليها؟!
بصراحة لاتزال المناقشات جارية.. وقد رحلت المسألة الآن إلى (لندن) حيث البحث والتداول.. ولكن الأكثرية اتفقوا على فتوى المرجع الشيرازي (دام ظله) والتي تؤكد جزيئية هذه الشهادة.
أجرى الحوار: عصام الموسوي
http://shiaunion.com/rabita/shia_world/pakistan/pakistan_images/5a.jpg
ليس كل من ادعى الإنسانية إنساناً!
ولكنه من تجرع ألم الصمود في درب الحق.. وذاق مرارة الاضطهاد في سبيل الثبات والرسوخ على المبدأ الحر.. وهذا هو حال إخواننا الشيعة في باكستان، الذين كان حبهم لأهل البيت (عليهم السلام).. وتمسكهم بسبيلهم يدفعهم للمضي قدماً فيه.. رغم العذاب الذي يلاقونه من الحكومة والألم الذي يذوقونه من حزب حرس الصحابة، هذا الحزب الدموي الذي يعمل على قتلهم وتعذيبهم.. هدفه الأول هو طمس هذا الدرب النوراني، والنيل من مذهب أهل العصمة (عليهم السلام).
وإحساساً بمعاناتهم التقت (المنبر) بسماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة الشيخ حسن رضا الغديري ليوضح ملامح هذه المحنة التي تسري بأوصال المجتمع الشيعي في باكستان، فتعرض في حديثه إلى الصعوبات التي يواجهونها من قبل حرس الصحابة والوهابية، وابرز الاحتياجات التي يحتاجونها، وما هو دور إخوانهم الشيعة في شتى أقطار العالم تجاههم.
كما أوضح الشيخ الجليل أهمية الاتحاد الشيعي في زمن غيبة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)، وتعرض لأهم الطرق التي من شأنها أن تنهض بالإنسان المسلم في كل مكان.
ودعا الشيخ الغديري الشيعة في كل العالم للإحساس بمعاناة إخوانهم، والعمل على درء الظلم عنهم مادياً ومعنوياً، ودعاهم أيضاً إلى نبذ الخلاف فيما بينهم والتجرّد من الذات، وهذا هو نص اللقاء:
• المنبر: شيخنا الجليل.. حبذا لو تكرمتم بالإشارة إلى تاريخ الشيعة في باكستان، قبل الاستقلال عن الهند وبعده.
هو تاريخ طويل.. قبل الاستقلال كانت هناك حوارات ومناظرات علنية بين الشيعة والسنة وقد كانت الأولى من نوعها في جميع بلدان العالم، والمسائل البارزة في الحوارات كانت تتضمن أمور الخلافة العقائدية وما أشبه لذا فإن فكرة التشيع انبثقت ونمت من هذه المناظرات. هذا كله قبل الاستقلال، ولكن بعده حدثت بعض المشاكل.
• المنبر: وما هي:
اعتقد السنة أنه باعتبار أن مؤسس باكستان (محمد علي جناح) رجل شيعي فإنه سيوسع رقعة التشيع ويزيد من نفوذ الشيعة، لذا فقد تولد الخوف لديهم، رغم أنه لم يكن شيعياً بمعنى التشيع الحقيقي، ولم يكن ملتزماً، بيد أنه وطني بطبعه، وكان يهدف إلى استقلال المسلمين عن الهندوس بشكل عام.. هو بصراحة شخصية سياسية لا أكثر.
• المنبر: فماذا كان دور المتشددين السنة؟!
لقد بذلوا جهودهم لطمس المذهب الشيعي، وبعد الاستقلال ازدادت النشاطات العلمية.. والاجتماعية الشيعية في باكستان مثل الحسينيات والمراكز الشيعية والمدارس الدينية والحوزات العلمية، إن هذه المراكز تبلغ في باكستان أكثر من مئتي مركز، وفيهما تدرس العلوم الدينية على غرار النجف وقم وكربلاء.
• المنبر: وماذا عن المشاكل؟
كان للاستعمار الإنجليزي الدور الأكبر في بذر بذرة الخلاف بين المذهبين. وقد حدثت مشاكل مؤسفة وخطيرة بين الشيعة والوهابية في زمن (ضياء الحق) وهو رئيس الجمهورية العسكري المؤسس لحزب (حرس الصحابة) بدعم من دولة خليجية.
• المنبر: نعود إلى وضع الشيعة.. هلا تحدثنا عن نشاطات الشيعة في باكستان؟
الحمد لله.. فإن نشاطات التشيع واسعة جداً. حيث ازدادت رقعته في الآونة الأخيرة.. ففي كل منطقة توجد حسينيات ومدارس دينية، ومن ناحية النشاطات الثقافية فإننا نوفر الكتب التي تساعد الشيعة وتنهض بهم.. كذلك فإن المستشفيات ومراكز التدريب ومؤسسات النشر والتوزيع وبرامج الصدقات والحسنات تحاول أن تغطي الاحتياجات الاجتماعية، إن الشيعة نشطون من هذا الجانب وأيضاً على الصعيد الثقافي فإن الكتب تكون مترجمة للجهات الأربع في باكستان.. حيث أنه في كل ولاية لهجة تختلف عن اللهجة الأم، فضلاً عن ترجمتها للغة الرسمية.
• المنبر: وماذا عن المصاعب التي تواجه الشيعة في باكستان؟
كما ذكرت سابقاً فإن المشاكل كانت متواجدة قبل استقلال البلد وبعده.. ولكنها اشتدت في زمان (ضياء الحق) الذي هو مؤسس حزب حرس الصحابة سرياً بدعم من تلك الدولة الخليجية، والوقائع الدموية المؤسفة كثيرة منذ ذلك الحين وحتى الآن.
• المنبر: هل تتفضلون بذكر أمثلة؟!
حقيقة حدث حادث مؤسف في منطقة (باراجنار) وهي منطقة مستقلة عن الولايات الأربع وجميع سكانها من الشيعة - ولا زال سكانها حتى الآن يواجهون المشاكل مع الوهابية وحرس الصحابة، ولكني أريد أن أشير إلى أنه لا توجد أية مشاكل مع السنة.. عدا الوهابية وحرس الصحابة الذين قتلوا الكثير من الشيعة، من بينهم علماء ومثقفون وشعراء.. وآخرون مهتمون بالشعائر الحسينية، فضلاً عن تهديمهم للمساجد الشيعية والحسينيات. والكثير الكثير من العمليات الإرهابية التخريبية.. لقد بلغ عدد القتلى أكثر من ثلاثمئة شهيد. وأستطيع القول. أنه في فترة من الفترات كان لابد من قتيل لكل يوم، أذكر على سبيل المثال: أنه قبل سنتين كان في لاهور يعقد مجلس حسيني في المقبرة. فشن الوهابيون وحرس الصحابة على المجلس هجوماً دموياً. فقُتل أكثر من عشرين شخصاً، وجُرح الكثير، وقد أسفر هذا الهجوم عن حصول مواجهات عنيفة جداً في المدينة. أيضاً لقد أحرقوا أكثر من أربعة وثلاثين حسينية، ولم يكتفوا عند هذا الحد. بل غيروا سياستهم الآن لسياسة أخرى أكثر شناعة وخبثاً. حيث أنهم الآن يقتلون فرداً واحداً في مدينة معينة. وخلال أسبوع يقتلون آخراً في مدينة بعيدة. وخلال محرم الفائت وبالتحديد يوم السادس من محرم هاجموا حسينية في منطقة (ملهووالي) وقتلوا من الحضور خمسة عشر فرداً. ويؤسفني أن أقول أن جميعهم من السادة، إضافة إلى اغتيالهم ما لا يقل عن عشرين شخصية اجتماعية شيعية.
• المنبر: وهل استمرت هذه الحوادث المزرية إلى الآن؟!
بعد استقرار الحكومة العسكرية برئاسة (جمال بدويز مشرف) توقفت هذه الحوادث نسبياً حيث حققت السلطات مع المنتمين لحزب حرس الصحابة، فمُنعت هذه الحوادث بعد محرم.
• المنبر: كيف واجه الشيعة هذه الحوادث؟
لقد أسس الشيعة منظمة (حرس محمد) وهمت بقتل القتلة من رؤساء حرس الصحابة والاقتصاص منهم، ولكن حكومة نواز شريف تسلطت وهاجمت (حرس محمد) وأخذت كل شبابها وزجتهم في السجون، ففشلت هذه الحركة. ولكن الآن. برغم عدم وجود أية منظمة أو مقاومة. إلا أنه توجد في باكستان (الحركة الجعفرية). وهي حزب شيعي وحيد في باكستان. لكنه يعمل على نشر المذهب. ويركز نشاطاته في الجوانب السياسية والدينية أكثر من كونه يقاوم الهجوم ضدهم. ويتصدى للدفاع عنهم.
• المنبر: قد تفضلتم بذكر نشاطات حرس الصحابة فهل من الممكن أن تعطونا فكرة عن عقائدهم. وعن المسوغات الشرعية التي تبيح لهم ما يقترفون من قتل وإرهاب؟!
يعتقد حرس الصحابة بأن الشيعة كفار! فنحن بنظرهم. نشك بقدرة الله فنطلب من أوليائه حوائجنا، ونحن مشركون، والمشرك بنظرهم لا يجوز قتله، بل يجب قتله! علماً بأن سائر المذاهب لا تقر بقتل المشرك إلا في حالة الحرب. كما أننا في نظر المذهب السني مسلمين. لأننا نشهد الشهادتين. وكما ذكرت سابقاً. فإنه لا مشاكل لدينا مع السنة، بل هم الآن بصدد حمايتنا من الوهابيين وهم يعتقدون أن عقائد الوهابية باطلة.
• المنبر: نعود ونسأل سماحتكم. عن وضع الشيعة في باكستان. نود أن نعلم. ما هي أكثر الفترات السياسية استقراراً للشيعة في باكستان؟
في الواقع. لم تكن فترة حكم (بي نظير بوتو) أو (نواز شريف).. فترة هدنة وسلام. وصراحة لم تمر فترة هدوء للشيعة من بعد استلام (ضياء الحق) مقاليد الحكم. وحتى الآن يشهد الشيعة في باكستان حوادثاً دموية مريعة وفي بداية تقلد (نواز شريف) زمام الحكم.. لاقى الشيعة الاضطهاد. وبعدها حاولت الحكومة تهدئة الأوضاع نسبياً. بيد أن الشيعة مازالوا يعيشون في شقاء. وإن مرت عليهم بعض فترات. لا نستطيع القول أنها جيدة ولا سيئة، ولكني أتسطيع القول بأن أفضل فترة تشهدها الشيعة. هي فترة ما قبل حكم (ضياء الحق).
• المنبر: وحالياً ما هو دور الشيعة السياسي في باكستان؟
هناك حزب واحد وهو الحركة الجعفرية وهو مدعوم من إيران. ولكن هذه الحركة فشلت لأنها لم تحُز على تأييد أكثرية الشيعة. وهذه الحركة الآن انقسمت لثلاث فرق. رئيس هذه الحركة مجملة هو (سيد ساجد نقوي)، وهناك أيضاً (سيد حامد علي موسوي) وهو قائد مستقل للحركة، وفرقة ثالثة يرأسها فرد آخر.
• المنبر: وماذا عن مقاعد الشيعة في البرلمان؟
يؤسفني أن أقول أنه لا يوجد مقعد واحد للشيعة في البرلمان. وحقيقة لم يخض الشيعة الانتخابات إلا مرة يتيمة. ولم يلاقوا النجاح فيها والآن هم في حالة امتناع.
• المنبر: وما سبب هذا الامتناع؟
فكرة خاطئة راجبت بين الأوساط الشيعية تزعم أن الشيعة حزب ديني وليس سياسياً. وهي صراحة فكرة سقيمة. لأن الدين هو الحياة التي تشتمل على السياسة وغيرها. وكما أن (حرس الصحابة) لهم عدة مقاعد في البرلمان، فعلى الشيعة أن يشمّروا عن سواعدهم للمضي قدماً في انتشال أنفسهم من هذا الوضع المتردي.
• المنبر: وماذا عن مجالس سياسية أخرى غير البرلمان؟
هناك مجلس (سده سري) يحوي مقعدين للشيعة. ولكنه ليس ذا وزن سياسي ومن تسنم هذه المراكز من الشيعة. ليس بالشيعي الملتزم، إنما يتعامل مع سلطته بمنطق الحزب الذي ينتمي إليه وهو حزب سياسي على أية حال.
• المنبر: برأيكم ما هي الأدوات والكيفيات الكفيلة بإيجاد صيغة نقاش وتهادن ما بين الشيعة والسنة في باكستان؟
لا يوجد خلاف لدينا بين الشيعة والسنة. ولكن الخلاف بين حزبي حرس الصحابة والوهابية، وقد تمت بعض اللقاءات بين رؤساء الأحزاب لعقد اتفاقية سلام وتعايش، وشاركت الحكومة في هذا الأمر، ولكن - وكما تعلم - فإن لكل جانب شروطه التي من الصعب أن يتنازل عنها.
• المنبر: هل تتكرمون بعرض بعض هذه الشروط؟
لقد اشترط حزب حرس الصحابة عدم ذكر أي من الخلفاء الثلاثة في كتب الشيعة، وعدم التعرض لهم على المنابر، كما اشترطوا عدم ذكر الشهادة الثالثة في الأذان، والويل لمن يوجه انتقاداً لفرد من الصحابة. فعقابه سيكون عقاب من سب الله جل وعلا وسب رسوله (صلى الله عليه وآله)!
• المنبر: وكيف واجه الشيعة هذه الشروط؟
لقد رفضوها قطعاً لأن لا أحد معصوماً غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) ولكن حرس الصحابة متمسكون جداً بموقفهم. ولا سبيل لحل المشكلة. إن وجهة نظر الشيعة هي إعادة قراءة التاريخ الإسلامي لتمييز الحق من الباطل، وهذا ما يرفضه المتشددون الوهابيون.
• المنبر: مناسبة هذا الحديث هل من الممكن أن تتفضلوا بتسليط الضوء حول المجلس الدستوري الإسلامي الذي ضم في عضويته أخيراً العلامة محمد حسين أكبر ودور هذا المجلس في أزمة الشهادة الثالثة للأذان التي شهدتها باكستان؟
لقد ظهر بعض المشاكل من قبل بعض الشيعة الذين شككوا بجزئية الشهادة الثالثة (أشهد أن علياً ولي الله).
• المنبر: هذا معناه أن الشيعة هم أول من طالبوا بمنع هذه الشهادة والتشكيك بجوازها!
نعم مع الأسف، فقد استغل (حرس الصحابة) هذه الثغرة وزاد من تفاقم المشكلة. إن القضية منشؤها كتاب للشيخ محمد حسين النجفي أوضح فيه عدم وجوب الشهادة الثالثة، فوقعت الفتنة في باكستان بين المؤمنين، فبعض منهم كان يصر على شهادة الولاية والآخر لا، بل يدعو إلى إلغائها. ومراجعنا مع الأسف لم يفتوا صراحة في هذا الموضوع، فاتسمت فتاواهم بالإجمال، باستثناء السيد الشيرازي الذي أفتى بكل وضوح أنها جزء لا يتجزأ من الأذان والإقامة. علماً بأن للقضية ثلاثة أبعاد وهي: 1 - الشهادة في الكلمة بحد ذاتها. 2 - الشهادة في الأذان. 3 - الشهادة في التشهد.
• المنبر: وما هي النتيجة التي اتفقوا عليها؟!
بصراحة لاتزال المناقشات جارية.. وقد رحلت المسألة الآن إلى (لندن) حيث البحث والتداول.. ولكن الأكثرية اتفقوا على فتوى المرجع الشيرازي (دام ظله) والتي تؤكد جزيئية هذه الشهادة.