فاطمه مصطفى
13-04-2010, 01:29 AM
http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-a99266f069.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البحث الثاني / الذنب وتهذيب الغرائز
( رب إشرح لي صدري ،ويسر لي امري
،واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )
كنت أنوي التحدث معكم عن موضوع معين ،لكن وبسبب ذكرى عاشوراء أرجأت هذا الموضوع ،
إذ ينبغي أن نعيش هذه الأيام بكل وجودنا وشعورنا ،
ولذلك فإن بحثنا سيكون عن مؤدي نصيحة الإمام
الحسين (ع) ،لولا وضحتم هذه النصيحه
لأصدقائكم وفكرتم فيها
نحن لدينا روايات قليله عن الإمام الحسين
(ع) وسبب قلةِ هذه الروايات هو أجواء الكبت
والقمع والإستبداد التي تميزت بها مرحلة هذا
الإمام الشهيد . لذلك لم يكن هناك أحد يروي
عنه . ولكن بما أن الإمام الحسين (ع) يمتاز
بشفافية خاصه . طبعاً ليس هناك فرق من ناحية
الفضيلة بين المعصومين الأربعة عشر – عليهم
الصلاة والسلام – ولكن الحسين (ع) يمتلك
شفافية خاصه .فمن المعروف أن النبي الأكرم
(ص) قال: " إن للحسين(ع) حرارة
في قلوب الناس لن تبرد أبداً "
بمعنى أن الحسين
(ع) أوقد ناراً في قلوب الناس لن تنطفىء أبداً
هذه النار هي نار العشق والعرفان ، هذه الشفافية
والحلاوة يمتلكها الحسين (ع)
؛ورواياته أيضاً فيها هذه الشفافيه .
من بين الروايات المنقوله عن الإمام الحسين
(ع) رواية سنتحدث عنها هنا :
جاء إعرابي إلى الإمام الحسين
(ع) وقال: "يا ابن رسول الله ، عظني بكلمتين " كأني به اعرابياً عالماً ، أراد جملة بليغه يقتدي بها
في حياته ؛لذلك قال: عظني بكلمتين – فأجابه
الإمام الحسين (ع):
" من حاول أمراً بمعصية
الله كان افوت لما يرجو وأسرع لما يحذر "
ولمعرفة هذه الرواية ينبغي وضع
مقدمة ليتضح النفهوم أكثر.
الإنسان لديه غرائز، ومن وجة نظر الإسلام
يجب تلبيتها وتهذيب هذه الغرائز ، فإذا أراد
شخص أن يقضي على رغباته ،فإن ذلك ممنوع
في الإسلام . القرآن الكريم يبين هذا المنع بالإضافه
إلى أن هذا الأمر ممنوع حسب روايات أهل
البيت وسيرة النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع)
أيضاً .
القرآن الكريم يقول
" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة
ولاتنس نصيبك من الدنيا "
بمعنى
أن الباري عز وجل أغرق عليك نعماً كثيرة
من بينها العمر والسلامه ،واعقل والشباب
،فأستفد منها جميعاً لآخرتك ،ولكن عليك
ألا تنسى نصيبك من الدنيا . اي لاتنسى
الرغبات والغرائز المودوعة فيك
" ولاتنسى نصيبك من الدنيا " .
القرآن الكريم يحتج على الرهبانيه حيث يقول
"قل من حرَّم زينةَ اللهِ التي أخرجَ
لعباده والطيبات من الرزق .... "
بمعنى:
أيها النبي ،قل للذين يفضلون الرهبانيه :
من الذي حرم زينة الدنيا التي خلقها الله لعباده ؟
الرزق الجيد الطيب خلق لكم . المحروم الفيض
الكاشاني عليه الرحمه وهو أحد علماء
الشيعه الكبار وصاحب تفسير الصافي
ينقل رواية عن النبي الأكرم
(ص) حول هذا الموضوع يقول فيها:
أخبروا النبي الأكرم (ص) بأن ثلاثة من
الصحابة اختاروا الرهبانية خوفاً من آية العذاب
النازله ،أحدهم تعهد بأن لايمس إمرأة ،والآخر تعهد
بأن لايأكل طعاماً لذيذاً ،والثالث بأن لايختلط مع الناس
. لقد ترك هؤلاء الحياة وذهبوا إلى الصحراء
وانهمكوا في العبادة ويضيف المرحوم فيض
الكاشاني :وامتعض النبي (ع) جداً لسماعه هذا النبأ . وهرع مسرعاً نحو المسجد على غير عادة كان
ممتعضاً لدرجة لم ينتبه فيها إلى طرف عباءته
الملقى إلى الأرض وفي غير موعد صرخ المؤذن :
" الصلاة جامعة " واجتمع الناس كلهم .
ارتقى النبي (ص) المنبر وقوفاً على السلم
الأول وقال:" أيها الناس أني نبيكم أأكل من
الطعام اللذيذ ،ألمس المرأة ولدي علاقات مع الناس
في المجتمع " فمن رغب عن سنتي فليس مني "
فمن لم يكن هكذا فليس بمسلم .
نظير هذه الآيات والروايات كثيرة في الإسلام ،لذلك
" لارهبانية في الإسلام "
إذاً:خالق هذا العالم منح الإنسان غرائز ورغبات
ينبغي تلبيتها .ولكن السؤال هنا:
كيف يجب تلبية هذه الرغبات ؟
الإنسان يستطيع أن يلبي رغباته عبر طريقين :
الحلال
الذنب
ـ يستطيع الإنسان أن يكدح ويؤدي واجبه
بصورة جيده ثم يحصل على المال ويرضي
غريزة حبهِ للمال عن طريق الحلال
– كما أنه يستطيع أن يواب على دروسه وينال
مكانه إجتماعيه وبذلك يرضي غريزة حبهِ للمال .
وإذا كان ينوي ضمان مستقبل أبنائه عليه أن يكدح
في طريق المعقول والمشروع ليضمن مستقبل أبنائه
وبذلك يرضي غريزة حب البنين
هذا الطريق الأول أما السبيل الآخر
لتهذيب وإرضاء الغرائز ،فهو سبيل الحرام
أحياناً يوفر الشخص المال عن طريق النصب
والإحتيال ،ويوفر ضمان مستقبل أولاده
عن طريق التطفيف والإحتكار . أو إذا أحالوا
واجباً إليه لايؤدي بصورة جيدة ،وقد حذر
القرآن الكريم هؤلاء المطففين . هذا الشخص
أرضى غريزة حب المال وحب الجاه وحب الأبناء
ولكنه أنتهج الطريق الحرام ،إن غرائز ورغبات
كلا الفريقن قد لُبيت ،ولكن هنالك فرق كبير .
فلو لُبيت الغرائز عن الطريق الشرعي والمعقول
فهي مباركة حقاً،إن الإنسان يمكنه أن يصل
أينما يشاء .إن السبيل الحقيقي لتكامل الإنسان
هو أن يرضي ويهذب غرائزه عن طريق الحلال .
هذا هو الطريق من وجهة نظر القرآن والروايات ،
وقد أثبتت التجربة أن لاسبيل للتكمل سوى
هذه الطريق . لكن لوحدث ذلك عن طريق الحرام
فلن يبلغ الهدف المنشود القرآن يقول: لن يبلغ
الهدف المنشود ،والروايات تقول لن يبلغ الهدف
المنشود ،والتأريخ أيضاً يقول لن يبلغ الهدف المنشود
عن طريق الحرام . سأنقل لكم قضية من كربلاء ،
لكي ترون كيف لايبلغ الهدف المنشود
عن طريق الحرام :
كان من المقرر أن يأتي عمر بن سعد إلى إيران
ويصبح والياً على إيران في ذلك العهد
.فحدثت قضية كربلاء .جاء ابن زياد إلى الكوفه
في وقت تزامن مع موعد قدوم عمر بن سعد
إلى إيران .الشورى التي شكلها ابن زياد قالوا له:
عمر بن سعد يستطيع أن يخمد النار التي أضرمها
الإمام الحسين (ع) لذلك استدعى عمر بن سعد ،
وقال له:مهمتك أن تذهب إلى كربلاء
قال:لدي عهد من يزيد بأن اذهب إلى
الري لأحكم هناك .
ابن زياد قال:أن لدي صلاحيات
تامة من قبل يزيد ،عليك أولاً الذهاب إلى
كربلاء للقضاء على الحسين (ع) وبعدها
تذهب لولاية الريّ . فشعر ابن سعد بالخوف
والقلق لأن قتل الإمام الحسين (ع) لم يكن
علاً هيناً – كان عمر ابن سعد رجلاً ماكراً-
ولكن حين تطغى إحدى الغرائز على الإنسان
أو يهيمن الشيطان على الإنسان – سأتحدث
معكم حول هذا الموضوع في المستقبل إن شاء الله –
إنه كان حائراً عن مفترق طريقين ،
العقل يقول :كلا ،
الغريزة و الجانب البهيمي تقول : نعم
. في تلك الجلسه ، طلب مهلة لكي يفكر وفي ليلة
من الليالي استمر يفكر حتى الصباح .
المؤرخون يذكرون نقلاً عن ابنه أنه كانيسير في صحن الدار ويناجي نفسه
: هل أذهب إلى كربلاء وأقتل الحسين (ع) ؟
لوفعلت ذلك سأنال الرئاسه والمال وستقبل عليّ
الدنيا ،ولكن آخرين ستفني حيث جهنم وعذاب
الله وخزي المنقلب إذا لم أذهب إلى كربلاء
،لدي الآخرة وكرامات الجنه ورضا الله
ورسوله ،وبالمقابل لن أحصل على الدنيا .
إنَّ حالة التلكأ من الحلات السيئه للإنسان
وتجرّه شيئاً فشيئاً نحو الكفر وعمر ابن سعد
انتابه هذه الحاله حيث مهّدت الأرضيه لخسرانه
وتعاسته التي أختارها لنفسه . قبل أذان الفجر
تغلّبت نفسه على روحه ،وطغى الجانب البهيمي
على الجانب الملكوتي . ومن أجل أن تطفىء
ضربات الوجدان المعنوي جاء بعذرٍ باهت كروحه .
يقولون هناك قيامة ،سنذهب إلى كربلاء
ونقتل الحسين (ع) ونتّم الأمر،ثم
نعود إلى الري ونتولى الرياسه فيها .
وبعد ذلك نتوب .
قرر أن يذهب إلى كربلاء
،لماذا اتخذوا هذا القرار الخطير؟
لأن غرائز حب المال والجاه وضمان مستقبل
الأولاد ملأته وهو نفسه كان يبحث عن إرضاء
يزيد كافة هذه الغرائز عن طريق الحرام .
وفي الصباح ذهب إلى ابن زياد وقال :
جئتك لأخبرك بأني سأذهب إلى كربلاء .
يتبع ..~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البحث الثاني / الذنب وتهذيب الغرائز
( رب إشرح لي صدري ،ويسر لي امري
،واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )
كنت أنوي التحدث معكم عن موضوع معين ،لكن وبسبب ذكرى عاشوراء أرجأت هذا الموضوع ،
إذ ينبغي أن نعيش هذه الأيام بكل وجودنا وشعورنا ،
ولذلك فإن بحثنا سيكون عن مؤدي نصيحة الإمام
الحسين (ع) ،لولا وضحتم هذه النصيحه
لأصدقائكم وفكرتم فيها
نحن لدينا روايات قليله عن الإمام الحسين
(ع) وسبب قلةِ هذه الروايات هو أجواء الكبت
والقمع والإستبداد التي تميزت بها مرحلة هذا
الإمام الشهيد . لذلك لم يكن هناك أحد يروي
عنه . ولكن بما أن الإمام الحسين (ع) يمتاز
بشفافية خاصه . طبعاً ليس هناك فرق من ناحية
الفضيلة بين المعصومين الأربعة عشر – عليهم
الصلاة والسلام – ولكن الحسين (ع) يمتلك
شفافية خاصه .فمن المعروف أن النبي الأكرم
(ص) قال: " إن للحسين(ع) حرارة
في قلوب الناس لن تبرد أبداً "
بمعنى أن الحسين
(ع) أوقد ناراً في قلوب الناس لن تنطفىء أبداً
هذه النار هي نار العشق والعرفان ، هذه الشفافية
والحلاوة يمتلكها الحسين (ع)
؛ورواياته أيضاً فيها هذه الشفافيه .
من بين الروايات المنقوله عن الإمام الحسين
(ع) رواية سنتحدث عنها هنا :
جاء إعرابي إلى الإمام الحسين
(ع) وقال: "يا ابن رسول الله ، عظني بكلمتين " كأني به اعرابياً عالماً ، أراد جملة بليغه يقتدي بها
في حياته ؛لذلك قال: عظني بكلمتين – فأجابه
الإمام الحسين (ع):
" من حاول أمراً بمعصية
الله كان افوت لما يرجو وأسرع لما يحذر "
ولمعرفة هذه الرواية ينبغي وضع
مقدمة ليتضح النفهوم أكثر.
الإنسان لديه غرائز، ومن وجة نظر الإسلام
يجب تلبيتها وتهذيب هذه الغرائز ، فإذا أراد
شخص أن يقضي على رغباته ،فإن ذلك ممنوع
في الإسلام . القرآن الكريم يبين هذا المنع بالإضافه
إلى أن هذا الأمر ممنوع حسب روايات أهل
البيت وسيرة النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع)
أيضاً .
القرآن الكريم يقول
" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة
ولاتنس نصيبك من الدنيا "
بمعنى
أن الباري عز وجل أغرق عليك نعماً كثيرة
من بينها العمر والسلامه ،واعقل والشباب
،فأستفد منها جميعاً لآخرتك ،ولكن عليك
ألا تنسى نصيبك من الدنيا . اي لاتنسى
الرغبات والغرائز المودوعة فيك
" ولاتنسى نصيبك من الدنيا " .
القرآن الكريم يحتج على الرهبانيه حيث يقول
"قل من حرَّم زينةَ اللهِ التي أخرجَ
لعباده والطيبات من الرزق .... "
بمعنى:
أيها النبي ،قل للذين يفضلون الرهبانيه :
من الذي حرم زينة الدنيا التي خلقها الله لعباده ؟
الرزق الجيد الطيب خلق لكم . المحروم الفيض
الكاشاني عليه الرحمه وهو أحد علماء
الشيعه الكبار وصاحب تفسير الصافي
ينقل رواية عن النبي الأكرم
(ص) حول هذا الموضوع يقول فيها:
أخبروا النبي الأكرم (ص) بأن ثلاثة من
الصحابة اختاروا الرهبانية خوفاً من آية العذاب
النازله ،أحدهم تعهد بأن لايمس إمرأة ،والآخر تعهد
بأن لايأكل طعاماً لذيذاً ،والثالث بأن لايختلط مع الناس
. لقد ترك هؤلاء الحياة وذهبوا إلى الصحراء
وانهمكوا في العبادة ويضيف المرحوم فيض
الكاشاني :وامتعض النبي (ع) جداً لسماعه هذا النبأ . وهرع مسرعاً نحو المسجد على غير عادة كان
ممتعضاً لدرجة لم ينتبه فيها إلى طرف عباءته
الملقى إلى الأرض وفي غير موعد صرخ المؤذن :
" الصلاة جامعة " واجتمع الناس كلهم .
ارتقى النبي (ص) المنبر وقوفاً على السلم
الأول وقال:" أيها الناس أني نبيكم أأكل من
الطعام اللذيذ ،ألمس المرأة ولدي علاقات مع الناس
في المجتمع " فمن رغب عن سنتي فليس مني "
فمن لم يكن هكذا فليس بمسلم .
نظير هذه الآيات والروايات كثيرة في الإسلام ،لذلك
" لارهبانية في الإسلام "
إذاً:خالق هذا العالم منح الإنسان غرائز ورغبات
ينبغي تلبيتها .ولكن السؤال هنا:
كيف يجب تلبية هذه الرغبات ؟
الإنسان يستطيع أن يلبي رغباته عبر طريقين :
الحلال
الذنب
ـ يستطيع الإنسان أن يكدح ويؤدي واجبه
بصورة جيده ثم يحصل على المال ويرضي
غريزة حبهِ للمال عن طريق الحلال
– كما أنه يستطيع أن يواب على دروسه وينال
مكانه إجتماعيه وبذلك يرضي غريزة حبهِ للمال .
وإذا كان ينوي ضمان مستقبل أبنائه عليه أن يكدح
في طريق المعقول والمشروع ليضمن مستقبل أبنائه
وبذلك يرضي غريزة حب البنين
هذا الطريق الأول أما السبيل الآخر
لتهذيب وإرضاء الغرائز ،فهو سبيل الحرام
أحياناً يوفر الشخص المال عن طريق النصب
والإحتيال ،ويوفر ضمان مستقبل أولاده
عن طريق التطفيف والإحتكار . أو إذا أحالوا
واجباً إليه لايؤدي بصورة جيدة ،وقد حذر
القرآن الكريم هؤلاء المطففين . هذا الشخص
أرضى غريزة حب المال وحب الجاه وحب الأبناء
ولكنه أنتهج الطريق الحرام ،إن غرائز ورغبات
كلا الفريقن قد لُبيت ،ولكن هنالك فرق كبير .
فلو لُبيت الغرائز عن الطريق الشرعي والمعقول
فهي مباركة حقاً،إن الإنسان يمكنه أن يصل
أينما يشاء .إن السبيل الحقيقي لتكامل الإنسان
هو أن يرضي ويهذب غرائزه عن طريق الحلال .
هذا هو الطريق من وجهة نظر القرآن والروايات ،
وقد أثبتت التجربة أن لاسبيل للتكمل سوى
هذه الطريق . لكن لوحدث ذلك عن طريق الحرام
فلن يبلغ الهدف المنشود القرآن يقول: لن يبلغ
الهدف المنشود ،والروايات تقول لن يبلغ الهدف
المنشود ،والتأريخ أيضاً يقول لن يبلغ الهدف المنشود
عن طريق الحرام . سأنقل لكم قضية من كربلاء ،
لكي ترون كيف لايبلغ الهدف المنشود
عن طريق الحرام :
كان من المقرر أن يأتي عمر بن سعد إلى إيران
ويصبح والياً على إيران في ذلك العهد
.فحدثت قضية كربلاء .جاء ابن زياد إلى الكوفه
في وقت تزامن مع موعد قدوم عمر بن سعد
إلى إيران .الشورى التي شكلها ابن زياد قالوا له:
عمر بن سعد يستطيع أن يخمد النار التي أضرمها
الإمام الحسين (ع) لذلك استدعى عمر بن سعد ،
وقال له:مهمتك أن تذهب إلى كربلاء
قال:لدي عهد من يزيد بأن اذهب إلى
الري لأحكم هناك .
ابن زياد قال:أن لدي صلاحيات
تامة من قبل يزيد ،عليك أولاً الذهاب إلى
كربلاء للقضاء على الحسين (ع) وبعدها
تذهب لولاية الريّ . فشعر ابن سعد بالخوف
والقلق لأن قتل الإمام الحسين (ع) لم يكن
علاً هيناً – كان عمر ابن سعد رجلاً ماكراً-
ولكن حين تطغى إحدى الغرائز على الإنسان
أو يهيمن الشيطان على الإنسان – سأتحدث
معكم حول هذا الموضوع في المستقبل إن شاء الله –
إنه كان حائراً عن مفترق طريقين ،
العقل يقول :كلا ،
الغريزة و الجانب البهيمي تقول : نعم
. في تلك الجلسه ، طلب مهلة لكي يفكر وفي ليلة
من الليالي استمر يفكر حتى الصباح .
المؤرخون يذكرون نقلاً عن ابنه أنه كانيسير في صحن الدار ويناجي نفسه
: هل أذهب إلى كربلاء وأقتل الحسين (ع) ؟
لوفعلت ذلك سأنال الرئاسه والمال وستقبل عليّ
الدنيا ،ولكن آخرين ستفني حيث جهنم وعذاب
الله وخزي المنقلب إذا لم أذهب إلى كربلاء
،لدي الآخرة وكرامات الجنه ورضا الله
ورسوله ،وبالمقابل لن أحصل على الدنيا .
إنَّ حالة التلكأ من الحلات السيئه للإنسان
وتجرّه شيئاً فشيئاً نحو الكفر وعمر ابن سعد
انتابه هذه الحاله حيث مهّدت الأرضيه لخسرانه
وتعاسته التي أختارها لنفسه . قبل أذان الفجر
تغلّبت نفسه على روحه ،وطغى الجانب البهيمي
على الجانب الملكوتي . ومن أجل أن تطفىء
ضربات الوجدان المعنوي جاء بعذرٍ باهت كروحه .
يقولون هناك قيامة ،سنذهب إلى كربلاء
ونقتل الحسين (ع) ونتّم الأمر،ثم
نعود إلى الري ونتولى الرياسه فيها .
وبعد ذلك نتوب .
قرر أن يذهب إلى كربلاء
،لماذا اتخذوا هذا القرار الخطير؟
لأن غرائز حب المال والجاه وضمان مستقبل
الأولاد ملأته وهو نفسه كان يبحث عن إرضاء
يزيد كافة هذه الغرائز عن طريق الحرام .
وفي الصباح ذهب إلى ابن زياد وقال :
جئتك لأخبرك بأني سأذهب إلى كربلاء .
يتبع ..~