المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث الثاني / الذنب وتهذيب الغرائز .. للكاتب الاستاذ / المظاهري ..~


فاطمه مصطفى
13-04-2010, 01:29 AM
http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-a99266f069.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


البحث الثاني / الذنب وتهذيب الغرائز
( رب إشرح لي صدري ،ويسر لي امري
،واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )
كنت أنوي التحدث معكم عن موضوع معين ،لكن وبسبب ذكرى عاشوراء أرجأت هذا الموضوع ،
إذ ينبغي أن نعيش هذه الأيام بكل وجودنا وشعورنا ،
ولذلك فإن بحثنا سيكون عن مؤدي نصيحة الإمام
الحسين (ع) ،لولا وضحتم هذه النصيحه
لأصدقائكم وفكرتم فيها
نحن لدينا روايات قليله عن الإمام الحسين
(ع) وسبب قلةِ هذه الروايات هو أجواء الكبت
والقمع والإستبداد التي تميزت بها مرحلة هذا
الإمام الشهيد . لذلك لم يكن هناك أحد يروي
عنه . ولكن بما أن الإمام الحسين (ع) يمتاز
بشفافية خاصه . طبعاً ليس هناك فرق من ناحية
الفضيلة بين المعصومين الأربعة عشر – عليهم
الصلاة والسلام – ولكن الحسين (ع) يمتلك
شفافية خاصه .فمن المعروف أن النبي الأكرم
(ص) قال: " إن للحسين(ع) حرارة
في قلوب الناس لن تبرد أبداً "
بمعنى أن الحسين
(ع) أوقد ناراً في قلوب الناس لن تنطفىء أبداً
هذه النار هي نار العشق والعرفان ، هذه الشفافية
والحلاوة يمتلكها الحسين (ع)
؛ورواياته أيضاً فيها هذه الشفافيه .
من بين الروايات المنقوله عن الإمام الحسين
(ع) رواية سنتحدث عنها هنا :
جاء إعرابي إلى الإمام الحسين
(ع) وقال: "يا ابن رسول الله ، عظني بكلمتين " كأني به اعرابياً عالماً ، أراد جملة بليغه يقتدي بها
في حياته ؛لذلك قال: عظني بكلمتين – فأجابه
الإمام الحسين (ع):
" من حاول أمراً بمعصية
الله كان افوت لما يرجو وأسرع لما يحذر "
ولمعرفة هذه الرواية ينبغي وضع
مقدمة ليتضح النفهوم أكثر.
الإنسان لديه غرائز، ومن وجة نظر الإسلام
يجب تلبيتها وتهذيب هذه الغرائز ، فإذا أراد
شخص أن يقضي على رغباته ،فإن ذلك ممنوع
في الإسلام . القرآن الكريم يبين هذا المنع بالإضافه
إلى أن هذا الأمر ممنوع حسب روايات أهل
البيت وسيرة النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع)
أيضاً .

القرآن الكريم يقول
" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة
ولاتنس نصيبك من الدنيا "
بمعنى
أن الباري عز وجل أغرق عليك نعماً كثيرة
من بينها العمر والسلامه ،واعقل والشباب
،فأستفد منها جميعاً لآخرتك ،ولكن عليك
ألا تنسى نصيبك من الدنيا . اي لاتنسى
الرغبات والغرائز المودوعة فيك
" ولاتنسى نصيبك من الدنيا " .
القرآن الكريم يحتج على الرهبانيه حيث يقول
"قل من حرَّم زينةَ اللهِ التي أخرجَ
لعباده والطيبات من الرزق .... "
بمعنى:
أيها النبي ،قل للذين يفضلون الرهبانيه :
من الذي حرم زينة الدنيا التي خلقها الله لعباده ؟
الرزق الجيد الطيب خلق لكم . المحروم الفيض
الكاشاني عليه الرحمه وهو أحد علماء
الشيعه الكبار وصاحب تفسير الصافي

ينقل رواية عن النبي الأكرم
(ص) حول هذا الموضوع يقول فيها:
أخبروا النبي الأكرم (ص) بأن ثلاثة من
الصحابة اختاروا الرهبانية خوفاً من آية العذاب
النازله ،أحدهم تعهد بأن لايمس إمرأة ،والآخر تعهد
بأن لايأكل طعاماً لذيذاً ،والثالث بأن لايختلط مع الناس
. لقد ترك هؤلاء الحياة وذهبوا إلى الصحراء
وانهمكوا في العبادة ويضيف المرحوم فيض
الكاشاني :وامتعض النبي (ع) جداً لسماعه هذا النبأ . وهرع مسرعاً نحو المسجد على غير عادة كان
ممتعضاً لدرجة لم ينتبه فيها إلى طرف عباءته
الملقى إلى الأرض وفي غير موعد صرخ المؤذن :
" الصلاة جامعة " واجتمع الناس كلهم .
ارتقى النبي (ص) المنبر وقوفاً على السلم
الأول وقال:" أيها الناس أني نبيكم أأكل من
الطعام اللذيذ ،ألمس المرأة ولدي علاقات مع الناس
في المجتمع " فمن رغب عن سنتي فليس مني "
فمن لم يكن هكذا فليس بمسلم .
نظير هذه الآيات والروايات كثيرة في الإسلام ،لذلك
" لارهبانية في الإسلام "
إذاً:خالق هذا العالم منح الإنسان غرائز ورغبات
ينبغي تلبيتها .ولكن السؤال هنا:
كيف يجب تلبية هذه الرغبات ؟

الإنسان يستطيع أن يلبي رغباته عبر طريقين :
الحلال
الذنب
ـ يستطيع الإنسان أن يكدح ويؤدي واجبه
بصورة جيده ثم يحصل على المال ويرضي
غريزة حبهِ للمال عن طريق الحلال
– كما أنه يستطيع أن يواب على دروسه وينال
مكانه إجتماعيه وبذلك يرضي غريزة حبهِ للمال .


وإذا كان ينوي ضمان مستقبل أبنائه عليه أن يكدح
في طريق المعقول والمشروع ليضمن مستقبل أبنائه
وبذلك يرضي غريزة حب البنين
هذا الطريق الأول أما السبيل الآخر
لتهذيب وإرضاء الغرائز ،فهو سبيل الحرام
أحياناً يوفر الشخص المال عن طريق النصب
والإحتيال ،ويوفر ضمان مستقبل أولاده
عن طريق التطفيف والإحتكار . أو إذا أحالوا
واجباً إليه لايؤدي بصورة جيدة ،وقد حذر
القرآن الكريم هؤلاء المطففين . هذا الشخص
أرضى غريزة حب المال وحب الجاه وحب الأبناء
ولكنه أنتهج الطريق الحرام ،إن غرائز ورغبات
كلا الفريقن قد لُبيت ،ولكن هنالك فرق كبير .
فلو لُبيت الغرائز عن الطريق الشرعي والمعقول
فهي مباركة حقاً،إن الإنسان يمكنه أن يصل
أينما يشاء .إن السبيل الحقيقي لتكامل الإنسان
هو أن يرضي ويهذب غرائزه عن طريق الحلال .
هذا هو الطريق من وجهة نظر القرآن والروايات ،
وقد أثبتت التجربة أن لاسبيل للتكمل سوى
هذه الطريق . لكن لوحدث ذلك عن طريق الحرام
فلن يبلغ الهدف المنشود القرآن يقول: لن يبلغ
الهدف المنشود ،والروايات تقول لن يبلغ الهدف
المنشود ،والتأريخ أيضاً يقول لن يبلغ الهدف المنشود
عن طريق الحرام . سأنقل لكم قضية من كربلاء ،
لكي ترون كيف لايبلغ الهدف المنشود
عن طريق الحرام :
كان من المقرر أن يأتي عمر بن سعد إلى إيران
ويصبح والياً على إيران في ذلك العهد

.فحدثت قضية كربلاء .جاء ابن زياد إلى الكوفه
في وقت تزامن مع موعد قدوم عمر بن سعد
إلى إيران .الشورى التي شكلها ابن زياد قالوا له:
عمر بن سعد يستطيع أن يخمد النار التي أضرمها
الإمام الحسين (ع) لذلك استدعى عمر بن سعد ،
وقال له:مهمتك أن تذهب إلى كربلاء
قال:لدي عهد من يزيد بأن اذهب إلى
الري لأحكم هناك .
ابن زياد قال:أن لدي صلاحيات
تامة من قبل يزيد ،عليك أولاً الذهاب إلى
كربلاء للقضاء على الحسين (ع) وبعدها
تذهب لولاية الريّ . فشعر ابن سعد بالخوف
والقلق لأن قتل الإمام الحسين (ع) لم يكن
علاً هيناً – كان عمر ابن سعد رجلاً ماكراً-
ولكن حين تطغى إحدى الغرائز على الإنسان
أو يهيمن الشيطان على الإنسان – سأتحدث
معكم حول هذا الموضوع في المستقبل إن شاء الله –
إنه كان حائراً عن مفترق طريقين ،
العقل يقول :كلا ،
الغريزة و الجانب البهيمي تقول : نعم
. في تلك الجلسه ، طلب مهلة لكي يفكر وفي ليلة
من الليالي استمر يفكر حتى الصباح .





المؤرخون يذكرون نقلاً عن ابنه أنه كانيسير في صحن الدار ويناجي نفسه


: هل أذهب إلى كربلاء وأقتل الحسين (ع) ؟
لوفعلت ذلك سأنال الرئاسه والمال وستقبل عليّ
الدنيا ،ولكن آخرين ستفني حيث جهنم وعذاب
الله وخزي المنقلب إذا لم أذهب إلى كربلاء
،لدي الآخرة وكرامات الجنه ورضا الله
ورسوله ،وبالمقابل لن أحصل على الدنيا .
إنَّ حالة التلكأ من الحلات السيئه للإنسان
وتجرّه شيئاً فشيئاً نحو الكفر وعمر ابن سعد
انتابه هذه الحاله حيث مهّدت الأرضيه لخسرانه
وتعاسته التي أختارها لنفسه . قبل أذان الفجر
تغلّبت نفسه على روحه ،وطغى الجانب البهيمي
على الجانب الملكوتي . ومن أجل أن تطفىء
ضربات الوجدان المعنوي جاء بعذرٍ باهت كروحه .



يقولون هناك قيامة ،سنذهب إلى كربلاء
ونقتل الحسين (ع) ونتّم الأمر،ثم
نعود إلى الري ونتولى الرياسه فيها .
وبعد ذلك نتوب .

قرر أن يذهب إلى كربلاء
،لماذا اتخذوا هذا القرار الخطير؟
لأن غرائز حب المال والجاه وضمان مستقبل
الأولاد ملأته وهو نفسه كان يبحث عن إرضاء
يزيد كافة هذه الغرائز عن طريق الحرام .
وفي الصباح ذهب إلى ابن زياد وقال :
جئتك لأخبرك بأني سأذهب إلى كربلاء .

يتبع ..~

فاطمه مصطفى
13-04-2010, 02:13 AM
ذهب عمربن سعد إلى كربلاء ،واتم الأملار بشكل مفجع ،الكثير من الأعمال التي ارتكبها عمربن سعد في كربلاء لم يؤمر بها . رأفة الإمام الحسين (ع) لم تستطع ان تغيره . حتى في اليوم التاسع التقى به ،لكن جذابية الإمام الحسين (ع) لم تؤثر فيه لو هُزمت روحنا الإنسانيه سنصبح تُعساء . ستصل التعاسه إلى مدى لاتستطيع جذابية الحسين (ع) نوّه مراراً وقال: سأعطيك بيتاً .

وبإختصار أي شيء كان يطلبه ،كان الحسين
(ع)يقول: سوف أوفر لك إلى أن قال صراحةً: أريد حكم الري ، فقال الإمام الحسين (ع) : أرجو أن لاتأكل من قمح الري وأن يقطعوا رأسك في فراشك . فأجاب ابن سعد مستهزءاً: هذا هو مايكفينا .بإختصار لم يقبل بنصائح الإمام الحسين (ع) وأتمم الأمر كا أراد أبن زياد وبعد مقتل الإمام (ع) جاء إلى الكوفة . ومكث فيها أياماً بسبب وجود السبايا من آل بيت النبي (ص) وما نجم عن قضيتهم من هيجانٍ شعبي إلى حين إرسالهم إلى الشام وعندما خفتت الضوضاء ، جاء عند ابن زياد – هنا تجد رواية الإمام الحسين (ع) مصداقها البارز – " من حاول أمراً بمعصية الله فهو أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر "





كل من يريد أن يحصل على شيء عن طريق الحرام يواجه الإحباط واليأس ،وتراه مسرعاً باتجاه العكس ماكان يروم . قال لإبن زياد: أني مستعد للذهاب لري . فقال ابن زياد: سمعت أنَّ لك جلسات مع الإمام الحسين (ع) في كربلاء . مامناسبة الجلسات الخصوصية مع عدونا ؟ أنَّ ابن زياد بالذات لايعرف ماذا يقول . إنها نبوءة الإمام الحسين (ع) تريد أن تتحقق .






أن الباري عزّ وجلّ يسلّط الأعداء على بعضهم البعض .قال عمربن سعد: كانت لدي جلسات أو لم تكن ،انت اردت أن أقتل الإمام الحسين (ع) وأنا قتلته ،وأسرت عائلته وسلمتها لك وقد أرسلتهم إلى الشام ،فماذا تريد مني بعد كل هذا ؟



قال إبن زياد: كان يجب عليك ألا تعقد جلسات خصوصية مع عدونا . وفي أثناء الحوار قال لعمر بن سعد: أعطني عهد حكم الري . أعطى ابن سعد عهد يزيد إلى ابن زياد فأخذه ومزقه ورماه جانباً .



قال عمربن سعد: ياابن زياد ،لقد حطمتني قال: أخرجوه فمسكوه وألقوا به خارجاً . كان دائماً يقول : " خسر الدنيا والآخرة ،ذلك الخسران المبين "






بمعنى: "أصبحت تعيساً في الدنيا ،وخسرت الآخرة ياله من خسران مبين "






وتدريجياً أصبح مجنوناً . عندما يأتي إلى البيت كانت زوجته وأولاده يؤنبونه ،قالوا له: لقد حطمتنا ،وكنت السبب في بؤسنا .بسبب عملك الشنيع ،لانستطيع الخروج من البيت . عندما كان يسير في الزقاق كان الأطفال يرشقونه بالحجارة . كان هنال حمّام بالقرب من داره ،وفي هذا الحمّام بابان يدخل منإحداهما إلى الحمّام كان يواجه إستهزاء من قبل الموجودين وكانوا يضربونه بحيث يهرب من الباب الآخر وبناء على الأوامر تمت مصادرة فراشه . الشيء الوحيد الذي بقى يردده دائماً: "خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران النبين "







ثم جاء دور المختار ،كانت زوجة عمرابن سعد أخت المختار . لذلك عندما ثار المختار ،تمكنت هذه الزوجه أن تحصل من أخيها كتاباً بعدم التعرض لأبن سعد لكن المختار يعلم أن عمر بن سعد ارتكب جريمه ويجبأن ينال جزاءه لذلك كتب في المكتاب عدم التعرض " عمربن سعد في أمان " " مالم يحدث حدثاً " المعنى الظاهر للعبارة أن عمر بن سعد ،طالما يتآمر فهو في أمان .






ثار المختار لينتقم لدم الإمام الحسين (ع) من المشاركين في مأساة كربلاء ،ليشفي بهذا العمل غليل الزهراء – عليها السلام-






والشيعه . كان يفكر دائماً في كيفية إنزال العقاب بعمر بن سعد . أحياناً كان عمر بن سعد يشارك في مجلس المختار . في أحد الأيام أمر المختر بذبح اثنين من أولاده أمام عينيه . قال عمر بن سعد: إن رؤية هذا المشهد يؤلمني جداً . قال المختار: عندما قطعوا رأس علي الأكبر أم الإمام الحسين (ع) ألم يكن ذلك مؤلماً؟ .






ذهب المختار إلى داره وطلب اثنين من ضباطه الأذكياء وقال: اذهبواوأتوا بعمر بن سعد . وكونوا على حذر لأنه رجل مخادع ،إذ قال هاتوا ملابسي اريد أن ألبسها ،فإنه يضمر الخداع وعليكم أن تقضوا عليه هناك . بإختصار أعلمهم أنه يريد رأس عمر بن سعد .






هنا ستتحقق لعنة الإمام الحسين (ع) جاء الضابطين كان عمر بن سعد راقداً في فراشه .قالوا له: إنَّ المختار يريدك . فنهض وقال: المختار أعطاني كتاباً بعدم التعرض . قالوا: أرنا ذلك الكتاب ،اخذوا ووجدوا مكتوباً فيه : عمر بن سعد في أمان " مالم يحدث حدثاً " من مادة الحديث ،قال عمر بن سعد: المختار لم يكن يقصد المعنى الثاني :" ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " .






إن آية الله الأراكي الذي كان يصلي في مدرسةالفيضية ،أحياناً يقول هذه الجمله البارزة :" الله يمهل ولايهمل " الباري عز وجل لديه صبر وحلم كثير ولكن ياأعزائي حذارى أن تنخدعوا من حلم الله،الله حليم ، ولكن حينما يأتي دور العذاب ، فإنه شديد العقاب .






قال عمربن سعد للضابطين :المختار لم يكن يقصد المعنى الثاني ،قال الضابطين : نحن هكذا نفهم . قال: هاتوا ملابسي . ماإن قال هاتوا ملابسي ظغلا قطعوا رأسه وجاءوا به إلى المختار :إلحقوه بأبيه . يقول الإمام الحسين (ع): " من حاول أمراً بمعصية الله فهو أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر" لأن من يصح عمر بن سعد ،ويريد أن يرضي غرائزه عن طريق الحرام لن يحصل على مايبتغيه ،ياليت أنه لن يحصل على مايبتغيه فحسب ،بل يحصل على عكس ماينشره ، يحصل على الذل والجنون ،والقتل في الفارش .






ولأن ضمان مستقبل الأولاد عن طريق الحرام يؤدي إلى الذل والهوان .إن القرآن الكريم يقول: " وليخش الذين تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً"







أي: إذا أردت أن تضمن مستقبل أولادك ،وإذا كنت تخشى على مستقبلهم فأتق وقوّ علاقتك بالله . عندما تتحدث أنتبه ماذا تقول . اليس في كلامك لدغة واستغابه وقذف بالناس ، كن على يقين بأن قذفك الناس بالتُّهم سيغدو حية قطاء لضمان مستقبل أولادك ،ولكن كن على ثقه بإن إستغابتك ولدغات كلامك وأكاذيبك وشهادات الزور ستصبح ناراً لضمان مستقبل أولادك . كما أن عكس هذه القضية نراه في قضية حضرة الخضر وحضرة موسى عليهما السلام . قضية عجيبه جداً . وكما قال إستاذنا الكبير ، قائد الثورة الإسلاميه العظيم(قدس الله سره ) الذي كان يقول لي : في هذ الآيات القلاائل يكمن علم بحجم الدنيا . لقد حلّت مسألة الجبر والتفويض التي تعتبر من المسائل الفلسفيه المهمه والمستعصيه ، ففي هذ الآيات نقاط حساسه سيدور حولها بحثنا في هذا المجال.







فعندما وصل موسى (ع) والخضر (ع) إلى تلك القريه ، لم يأذن لهما أهل القرية بالدخول حتى أنهما أعطوا نقوداً وطلباً غذاءً ولكنهم لم يقدموا لهم غذاءً ،فخرجا من القرية متعبين جائعين وصلا إلى جدار مائل . قال الخضر (ع) لموسى (ع) : علينا أن نهدم هذا الجدار ونعيد بناءه : فأمتعض موسى (ع) وقال: انهم لم يقدموا لنا غذاءً وطردونا ،فهل يعقل أن نقدم عملاً حسنا لصالحهم فقوّضاً الجدار وأعادا بناءه كما قاما بأعمال أخرى في طريقهم لا حاجة لنا بذكرها الآن . عندما قررا الإفتراق ،قام خضر (ع) بتوضيح فلسفة أعماله إلى أن وصل الدور إلى القضية الجدار ، فقال:" وأما الجدار ،فكن لغلامين يتيمين "






بمعنى : أن ذلك الجدار كام ملكاً لغلامين يتيمين ، وكان تحته كنز ،" وكان أبوهما صالحاً " بمعنى: أن والد هذين الطفلين كان رجلاً موحداً وكان كلامه ينزل على الآخرين كالماء الزلال ، ليس كلدغة من حية قطاء . لم يكن مقصراً للأخريم ولا أنانياً . لذلك كان لديّ أمر من جانب الباري عزّ وجلّ بتقويذ ذلك الجدار وإعادة بناءه لكي لايندم الجدار قبل أن يكبر الأطفال ولكي لايحصل الآخرين على الكنز الذي تحته .






ماذا تقول لنا هذه الآيه ؟ هذه الآيه تقول لنا : إذا أردت أن ترضي غرائزك إرضها بالطريق المشروع وإذا أردت أن تكون عاقبتك وأولادك على خير ، كن صالحاً كن خيراً وخدوماً وإخدم الله وخلق الله بقدر الإمكان . وكن على يقين إذا أردت الدنيا ، سيعطوك إياها وإذاأردت الآخرة ستنالها أيضاً .






" من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون "







بمعنى: إذا أصبحت إنساناً خيراً وإذا متنت علاقتك بالله ،وإذا لم يكن في حياتك ذنب بالأخص في حق الناس ،فلك في الدنيا حياة طيبة وسعيدة وفي الآخرة أيضاً تنتظرك الجنة الخالدة . الأجر الذي تناله في الآخرة يفوق ماقمت به من العمالوليس هنالك أية نسبة بين أعمالك وذلك الأجر في القرآن الكريم من الآيات نظير هذه الآيه وروايات كثيرة نظير الرواية التي قرأتها .






ولدينا أمثلة عديدة في التأريخ ذكرت لكم عدداً منها ورواية الإمام الحسين (ع) تستند إلى القرآن الكريم وكذلك على الروايات والتأريخ .




إذاً يا أعزائي
إذا أرتم سعادة الديا لتكن لكم علاقة بالله وأن تخلوا حياتكم من الذنوب . كونوا على ثقة أنكم لن تجنوا شيئاً عن طريق الحرام . من الممكن أن يحصل المرء لأيام عدودات على المال و الجاه قد يصبح مصدراً لتعاسته وبؤسه .



أنا وأنتم وشاهدنا البعض مرفهين ولكن نفس هذا الشخص الذي يبدوا أن وضع حياته مستقر ،عندما تنظر إليه بعمق ترى ن حياته ي الموت التدريجي ، إذا كان الموت يشترى ،فهو مستعد لأن يهب كل مايملك ليشتري الموت .






هذا الشخص يتحسر بشكل لم يتحسر مثله اي فقير أو مسكين طوال عمره . لماذا ؟ القرآن الكريم يقول:






" ومن يعرض عن ذكري فلهو حياة ضنكاً "






كل من يعرض عن الله وكل من ليس له علاقة قوية بالله . فإن أول مصيبه أن يحيا حياة تعيسه في الدنيا .






إذاً انتم أعزائي يامن تعشون الإمام الحسين (ع) كلما فكرتم أو تحدثتم او عملتم تذكروا رواية معشوقكم :" من حاول أمراً بمعصية الله فهو أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر"






أنصحكم نصيحه :( وسأتحدث في المستقبل حول ذلك الصورة تفصيليه إن شاء الله ) .






أعزائي ،لقد أكدت في أوقات سابقة : إن عملكم وحرفتكم راقية جداً وهو عمل الله والنبي .






كما أن عبء مسؤوليتكم كبير جداً . الأولاد الذين تشرفون على تعليمهم ، امانه في أيديكم وأرذل الناس هو الذي يخون الأمانه .






هناك رواية عن الإمام الحسين (ع) مامضمونها : لو وضعوا عندي الذي قطع به رأس والدي أمانة فلن أخون وسأرده إلى صاحبه .



عبد الرحمن بن سبابه يقول: عندما توفي والدي كنا في ضنك من العيش فأقرضني أحد أصدقاء والدي قدراً من المال . فاشتغلت في التجارة وعن طريق الكسب الحلال لستطعت أن أوفي قرضي .



وتدريجياً أدخرت كميية من المال ساعدني على أداء فريضة الحج وفي المدينة ذهبت لزيارة الإمام الصادق (ع) فقال الإمام (ع) : كيف حال أبوك ؟ قلت :" إنا لله وإنا إليه راجعون " لقد توفى أبي . قال: ماذا تصنع وكيف جئت إلى هنا ؟ فشرحت له القضية بأني أقترضت مالاً واشتغلت في التجارة .






ماإن سمع الإمام الصادق (ع) بالقضية قال:" ماذا فعلت بمال الناس؟ " قلت : ياابن رسول الله لقد أوفيت قرض وامانة الناس وبعدها جئت إلى خدمتكم "







فسر: الإمام الصادق(ع) كثيراً وقال لي:" عليك بصدق الحديث وأداء الأمانه "






بمعنى : عليك مراعاة أمرين : كن صادقاً ومستقيماً في عملك . إذ كان المرء ذا مصداقيه فسيصبح عزيزاً في المجمع .







2- المواظبة على أداء أمانات الناس :






الأولاد الذين تشرفون على تعليمهم هم أمانه في أعناقكم . عليكم تأدية واجب حفظ الأمانه إذا لم تؤدوا واجبكم بصورة تامه لاسمح الله وتذهبون إلى الصف بدون مطالعه وتخدعون الأولاد وتتلفون وقتكم عبثاً فهذا تطفيف وخيانه في الأمانه والمال الذي تحصلون عليه من هذا الطريق سيصبح نقمة .






وكما نوّهت فيما مر ذكره من حديث الإمام الحسين (ع) :" ستجري مسرعاً نحو الفقر والفاقة بدون أن تشعر " .







يقول القرآن الكريم :" ويل للمطففين ،الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ،وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، ألا يظن أنهم مبعوثون كيوم عظيم " .






الظن بيوم القيامه يبعث على إعادة النظر في التعامل ، فكيف إذا تيقن المرء من ذلك .







تقول الآية :" ويل للمطففين " إن الكاسب المطفف والمجحف والمحتكر في خط واحد . موضف الدائرة الذي يتهاون في عمله مطفف . وأنتم المعلمون أيضاً إذ لم تؤدوا واجبكم والأمانه الملقاة على عاتقكم في نهاية العام الدراسي فإنكم مطففون . أنت أخذت مالاً ولكنك تباطئت في العمل والعطل اللاشرعي لم تؤدِ الأمانة الملقاة علة عاتقك تامة . وكا يقول القرآن الكريم :" إذا إكتالوا على الناس يستوفون وإذا كلوهم أو وزنوهم يخسرون "







استوفيت وخسرت الكيل وإذاً أنت مصداق هذه الآية شئت أم أبيت فويل لك .







إذاً موجز البحث عبارة عن نصيحه مؤداها أن تواظب دائماً في قولك وعملك،قبل أن تفكر وقبل ان تقول تذكر قول الإمام الحسين (ع) :" من حاول أمراً بمعصية الله فهو أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر " .




...............




الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد
وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين

البحث القادم سيكون بعنوان : ( جهاد النفس )مع تحيات : فراشات الزهراء

مريم محمد
15-04-2010, 09:18 AM
بارك الله فيك أخت فاطمة مصطفى على جهودك

متمنين من الله العلي القدير التوفيق في إكمال بحوثنا القادمه ..

فاطمه مصطفى
21-04-2010, 01:46 AM
http://www.mayyar.com/album/data/media/16/8b7f8wcryvu9.gif

شكراً لكِ حضورك عزيزتي مريم ..~
ونتمنى من الجميع القراءة
والاستفادة من هذه البحوث القيمه
موفقين

http://www.mayyar.com/album/data/media/16/8b7f8wcryvu9.gif