شهيدالله
15-04-2010, 01:35 PM
تقديم
ان هدف الاسلام الاساسي ليس مجموعة من التصرفات والافعال والمواقف، والحركات فقط وانما هو بناء الانسان الصالح بكل ما يعنيه الانسان من الفكر، والروح، والوجدان والسلوك. ان الاسلام يهدف الى ايجاد اطروحة جديدة للانسان تختلف عن كل الاطروحات الوضعية المعروفة للانسان في مختلف الحضارات،منهج وصيغة كاملة شاملة.. وبهذا يختلف الاسلام عن مجموعة من انظمة الارض الوضعية التي لا تريد سوى ان تؤكد سلطتها وسيطرتها السياسية، والاجتماعية على الناس. وعلى حرية الفرد المجتمع وتنطلق من الرغبات والميول لاغير ..ينظر الاسلام الى الشخصية الانسانية وحدة متكاملة يؤثر كل جانب منها، وكل جزء في الجانب الآخر، والاجزاء الاخرى، ومن هنا فهو يرى ان من غير الممكن ان نؤمن جانباً من الشخصية الانسانية دون تأمين كافة الجوانب الاخرى، ليس من الممكن للاسلام ان يحكم السلوك الاجتماعي، والسياسي للناس دون ان يغير من مضمونهم العاطفي، والانفعالي، والوجداني، ودون ان يغير من مفاهيمهم الحياتية الخاطئة ورؤاهم الفكرية المنحرفة حول الكون، والحياة
ولعل الاسرة النواة الاولى للمجتمع والخط الدفاعي البنائي الاول للفرد نال اهتمام كبير في ادبيات الفكر الاسلامي ونظام الحقوق والاداريات وبشكل خاص المراة وهي العنصر الاساسي في التنشاة الاممية والاسلام هو الذي أنصف المرأة ورفع مكانتها وكشف تدليس وكذب المغتربين السطحيين الذين يتباكون على حقوق المرأة متهمين الإسلام بشأنها لمحاولة جعلها متعة وأداة عمل وآلة انتاج تحت شعارات العلم والتقدم ويجردوها من كل القيم والمثل التي ميزها بها الإسلام الحنيف
والسيدة العالمة الشهيدة المظلومة بنت الهدى كانت من ابرز زينبيات العصر فكرا وممارسة وتضحية وشهادةجعلت شرارات الثورة تشتعل في قلوب المؤمنين بعد ضمورطويل الامد الى حين القاء بالمهدي ع لنستمع لها وهي تتحدث عن المراة في الاسلام.........
لواءمحمدباقر
(((((المرأة هي المدرسة الأولى في الحياة ،)))))
من كتاب المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته
- الشهيدة بنت الهدى رض
المرأةهي أحد العنصرين الأساسيين في تكوين المجموعة البشرية . فنحن حينما نذكر المرأة نرى أنها مدرسة نشء ومربية أجيال . وحينما نأتي لنتحدث عن دورها في المجتمع نلاحظ أنها في الواقع نقطة لانطلاق المجموعة البشرية ، ولولاها لما كان هناك بشر على وجه الأرض . ونظرا لكونها المعهد الفطري للوليد ولكون صدرها هو واهب الحياة للجيل اهتم الإسلام بأن يلقي الضوء في شريعته وأحكامه على المرأة ومكانتها في المجتمع والحياة ، وأن يرتفع بها إلى مصاف الرجل لها ما له وعليها ما عليه ، بعد أن كانت المرأة مهضومة الحق في جميع الأنظمة الدولية التي وجدت قبل الإسلام . حتى أن كثيرا من الأمم كان قد راج فيها وأد البنات خوفا من عار وجودهن على وجه الأرض . وكان العلماء وزعماء الديانات يبحثون ويتناقشون على طول قرون عديدة في أن المرأة هل هيإنسان أو غير إنسان ، وهل تحمل روحا أم لا ، وكانت الديانة الهندوكية مثلا قد سدت أبواب تعليم كتبهم المقدسة على المرأة لعدم جدارتها لذلك . والديانة البوذية لم يكن فيها سبيل لنجاة لمن اتصل بامرأة . وأما في الديانات النصرانية واليهودية فقد كانت المرأة هي مصدر الإثم ومرجعه فيهما . وكذلك اليونان فلم يكن للمرأةعندهم أي نصيب من العلم والحضارة ولا ثقافة ولا حقوق مدنية ، وعلى مثله كانت الحال فيالروم وفارس والصينوما عداها من مراكز الحضارة الإنسانية . وكان نتيجة لهذا المقت العام الذي كانت تشعر به المرأة أنها نسيت أن لها مكانة اجتماعية وأن لها كيانا خاصا . ولكن الإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء لكي يعطي الصنفين الذكر والأنثى حقه في الحياة ، وهو الدين الوحيد الذي أصلح عقلية الصنفين وبعث في الأذهان فكرة إعطاء حقوق المرأة وحفظ كرامتها . ومن ناحية أخرى فتح أمامها أبواب العلم والمعرفة وأباح لها أن تتعلم ما تشاء من العلوم المقدسة كقراءة القرآن ودراسته وتفسيره إذا أمكنها ذلك . وقد جاء في الروايات عن رسول الله ( ص )
أنه قال : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة .وقد أشاد القرآن بالمرأة وخصها في آيات كثيرة تبين مكانتها في المجتمع
( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ).
( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ).
وذلك لكي تشعر المرأة المسلمة بمسؤوليتها في المجتمع ولكي يشعر المجتمع بوجودها وباعتبارها عضوا أساسيا في حياته ، ولكي لا تستغل إمكانياتها العاطفية والتكوينية استغلالا ظالما . وعلى هذا الأساس فإن المرأة المسلمة قد حصلت في ظل الإسلام على حقوق وإمكانيات لم تحصل عليها أية امرأة سواها في شتى القوانين والتشريعات . وقد أرتفع الإسلام بالمرأة لحسابها الخاص ولمجرد كونها إنسانه وأعطاها حقها الطبيعي في كل أدوار حياتها الإجتماعية ، ونحن الآن في صدد إعطاء فكرة مختصرة عن المرأة في تشريعات الإسلام ومفاهيمه المرأة جاء في الروايات الواردة عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام رواية يحدد فيها مفهومه ومفهوم الإسلام عن المرأة فيقول
: ( المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح )
وهو يقصد بها أن يقرر أن الإنسانية في نظر الإسلام لها قيمة واحدة وميزان واحد للكرامة بقطع النظر عن كل الصفات الطبيعية التي يتميز بها الأفراد . وهذا الميزان الوحيد في نظر الإسلام هو الصلاح والتقوى ، والأفضلية عند الإسلام هي أفضلية العمل الصالح . فمهما كان الصلاح هنا متوفرا كانت الإنسانية أفضل وأكمل . ومهما أبتعد الإنسان عنه خسر بذلك كرامته في مفهوم الإسلام كائنا من كان . فلا الرجل بما هو رجل يفضل المرأة ، ولا المرأة بما هي امرأة تفضل الرجل . ولا يتعارض هذا معالوظائفالتي وزعت على الرجل والمرأة في الأسرة الإسلامية ولا مع القيمومة التي أعطيت للرجل على المرأة فيها . فإن هذه القيمومة التي اضطلع الرجل بموجبها بإدارة معاش البيت والحفاظ على وحدته لا تعبر إلا عن توزيع طبيعي للوظائف في مجتمع صغير وهو الأسرة المتكونة من أب يعيل ويحافظ وأم تلد وتربي فهي ليست قيمومة أفضلية وإلا لكان كل رجل قيما على المرأة التي يعايشها وإن كانت أمه أو أخته وليس الأمر كذلك . .هذا بعض ما عناهالإمام الصادق ( ع )في قوله إن المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح . وقد أراد الإمام أيضا أن يفتح أمام المرأة مجالا يمكنها فيه من أن تسمو بصلاحها على ألف رجل غير صالح ، وأن تثبت للمجتمع أنها مؤهلة للتفوق على الرجال إذا تقدمت عليهم بالتقوى والصلاح ، وانعكس ذلك في مختلف حقول حياتها العائلية والاجتماعية . ولا يكفي أن تكون صالحة في بعض تلك الحقول دون بعض بل المرأة الصالحة هي التي أنشرح صدرها للإسلام ولتعاليمه فطهرت روحياتها من عوامل الشر وعقمت فكرتها من شوائب الأهواء الشيطانية وحسنت سيرتها في محيطها الخاص ومحيطها العام ، وأغلقت أمام عواطفها جميع أبواب الحسد والرياء والمكر والخداع ، وفتحت مشاعرها لتلقى كل ما هو خير وسليم ، وسلم منها المجتمع وسلمت منه لا تظلم مسكينا ولا تهضم حقا ولا تعتدي على أحد ولا تظن بأحد السوء . وتحمل أختها المسلمة على سبعين محمل من الخير كما قد أوصاها به الله ورسوله . هذه هي المرأة الصالحة التي جعل منها الإمام خيرا من ألف رجل غير صالح . وهذا هو مفهوم الإسلام عن المرأة بما هي إنسانة لها عملها الصالح الذي يرتفع بها إلى حيثما تشاء تبعا لمدى توفره فيها . والآن فهل لي أن أقول كلمة أخيرة وقبل أن أبدأ بالبحوث الباقية فأقول أن الصلاح بمعناه الحقيقي قلما يتفق لنا نحن بنات حواء ، وإن صادف فاتفق لواحدة منا قام مجتمعها الظالم في إبعادها عنه أو إبعاده عنها بأي سبيل ، وحتى بدون أن تشعر هي أيضا . والذنب في هذا ذنبنا نحن وذنب مجتمعنا الفاسد الذي تنعكس فيه المفاهيم وتنقلب القيم ويتنكر للمثل ، وإلا فإن أبواب الرقي الحقيقي مفتوحة أمامنا لا ترد وافدة ولا تمتنع من قبول قاصدة وإسلامنا يعزز ذلك ويشيد فيه ويدعو إليه المرأة والعمل يقوم تقسيم الوظائف في كل مجتمع ومحيط على أساس تقبل الأشخاص لتلك الوظائف وإمكانياتهم للقيامبها على أحسن وجه . وتقسيم العملهو ضرورة من ضرورات المجتمع في جميع النواحي والمجالات . وتقسيم العمل يؤدي إلى سهولة القيام به مهما كان صعبا ويؤدي أيضا إلى سرعة الإنتاج مهما كان بطيئا وتقسيم العمل والوظائف يساعد المتخصص في كل قسم منه على النبوغ في ذلك القسم والتعمق فيه خلافا لما لو اختلف توزيع العمل وتعاقبت الأعمال المختلفة على العامل فإنه سوف يخسر مرونته وعبقريته التي قد يحرزها في عمل واحد . فإن لكل شخص من الأشخاص استعداده الخاص وطبيعته الخاصة به وتكوينه الفطري والنفسي فنحن لا ينبغي لنا مثلا أن نجعل من فنان مهندسا أو نجعل من مهندس فنانا فإن لكل منهما هوايته واستعداده الخاص ولا ينبغي لأي منهما أن يخالف اتجاهه الطبيعي أو يعاكس أهواءه واستعداده . فنحن إذا أجبرنا العامل الميكانيكي مثلا على أن يكون فنانا وإذا أجبرنا الفنان على أن يكون ميكانيكيا نحكم على مواهب كل من الطرفين بالعدم في الوقت الذي نحصل فيه على أبرع عامل ميكانيكي وعلى أروع فنان لو تركنا كلا منهما يسير وراء هوايته وطبيعته الفطرية . فتقسيم العمل يعتبر من أهم الظواهر الطبيعية ، وقد شمل حتى تكوين الإنسان وتركيبه العضوي ، فإن لكل عضو من أعضاء الإنسان عمله الخاص وفائدته الخاصة وبهذا تكون جميع أعضاء الإنسان متساوية من ناحية الاستهلاك ومتوازية في إنجاز المهام مثلها في ذلك كمثل تقسيم العمل في المعمل الصناعي ، فتقسيم العمل في المعمل الصناعي من شأنه أن يستوجب استعمال كافة الآلات الموجودة في مصنع من المصانع في وقت واحد . ولا شك أن هذا الاستعمال مفيد من عدة نواحي ، فهو مفيد للآلات نفسها إذ أن الحركة أفضل لها من الوقوف ، كما هو مفيد بالنسبة للإنتاج إذ أن العامل الذي يتخصص في إدارة آلة معينة يستطيع أن يحصل على أكبر فائدة مرجوة منها ، وبذلك تصل قوة الإنتاج إلى أقصى درجتها . وحتى على الصعيد الدولي فإنا نجد أن تقسيم العمل قد انتشر بين الدول والأقاليم بل وحتى في الدولة الواحدة نفسها ، وذلك تبعا لصفات السكان فيها واستعدادهم الذاتي لأي أنواع العمل ، وبحسب تربتها ومناخها ونوع المعادن الموجودة فيها ونوعية المحصولات التي تنتجها والقوى المتحركة وتوزيعها . فقد تتخصص بعض الدول في صناعة المنسوجات وبعضها في صناعة المواد الكيميائية مثلا وقد تتخصص غيرها في تربية الأغنام أو زراعة القطن أو إنتاج النفط بناء على استعداد الدولة وإمكانياتها . ولا شك أن تقسيم العمل بين الأفراد في جميع المجالات له أثر كبير في حياتنا الاجتماعية فعلاوة على المزايا العديدة التي يتضمنها فإنه يحكم الروابط بين الأفراد ويشعر الإنسان بحاجته إلى أخيه الإنسان وبأنه لن يستطيع أن ينتج بنفسه كافة الأشياء اللازمة له فهو مضطر إلى أن يعتمد على غيره في الحصول عليها . وعلى هذا فإن كل واحد من المجموعة البشرية يشعر بأنه مشدود جذريا إلى أخيه الإنسان وهذا الشعور يولد التقارب اللا اختياري في المجتمع . فإذا كان تقسيم العمل شاملا لكل المجالات في جميع الأحوال ، وإذا كانت الحياة قائمة على أساس تقسيم العمل في جميع نواحيها ، فمن الطبيعي جدا أن يأخذ الإسلام بهذا المبدأ في تقسيم العمل بين المرأة والرجل فيسند لكل منها الدور الذي هو أكثر كفاءة للقيام به . فإن لكل من المرأة والرجل مزاجا خاصا وتكوينا معينا لا ينبغي لأي منهما أن ينحرف عنه أو ينفصل منه . فتوزيع المهام إذا بين الرجل والمرأة لا يقوم على أساس تسخير أحدهما للآخر بل على أساس تقسيم العمل وإعطاء كل منهما نوع المهمة التي تنسجم مع طبعه ومزاجه . ولولا توزيع هذه الوظائف والتهيئة التكوينية لهذا التوزيع لما أمكن للبشرية أن تعيش على وجه الأرض فكما أن علىالمرأة أن تقوم بوظائفها الطبيعية في الحياةكذلك على الرجل أيضا أن يقوم بمهامه بالنسبة للمجتمع والحياة ، ويكون إنجاز هذه الوظائف الطبيعية على سبيل التعاون والتكافؤ لا على سبيل التسخير والاستخدام . هذا هو التقسيم السماوي للوظائف البشرية دون استغلال من أحد الطرفين .وهكذا شاءت العدالة الربانية أن تجعل البشر متساوين في الوظائف متكافئين في الأعمال دون ظلم أو إجحاف . وتقسيم الوظائف على هذا النحو يحفظ لكل من الطرفين مكانته الاجتماعية ويحافظ في الوقت نفسه على كيانه الخاص ، ويجعلهما معا خادمين للمجتمع على صعيدين متساويين ، وكل حسبما تفرضه عليه طبيعته ويدله إليه تكوينه . ولذلك فقد أسند للمرأة خدمة المجتمع في داخل البيت وأسند للرجل خدمة المجتمع في خارج البيت . وذلك لأن المرأة بطبيعتها الأنثوية الرقيقة أجدر بإدارة البيت الذي يقوم على الحب والعطف والحنان . ولكن هذا التوزيع العادل للوظائف أخذ يستغل من قبل بعض دعاة الشر لإبرازه في صورة معاكسة تماما للواقع تنتج عنه تصورات خاطئة عن أن المرأة في الإسلام لا تعد إلا كونها أداة عمل وآلة إنتاج تحت سيطرة الرجل . وكان نتيجة لهذه الدعايات السامة أن أخذت المرأة المسلمة تستشعر بنقطة ضعف موهومة وصارت تحاول أن تمحو عنها هذا النقص . وبما أن الوسيلة الوحيدة التي تمكنها من ذلك هي عدالة السماء وتفهمها الواقعي للحكمة العادلة في هذا التوزيع ، وبما أنها قد انصرفت عن هذه الناحية بعد أن توهمت اليأس منها ، فإنها لن تتمكن من الاهتداء إلى ما تسعى ، مهما حاولت ذلك ومهما بذلت في سبيل ذلك الغالي والرخيص من عزتها وكرامتها وطهرها الغالي الثمين .
ان هدف الاسلام الاساسي ليس مجموعة من التصرفات والافعال والمواقف، والحركات فقط وانما هو بناء الانسان الصالح بكل ما يعنيه الانسان من الفكر، والروح، والوجدان والسلوك. ان الاسلام يهدف الى ايجاد اطروحة جديدة للانسان تختلف عن كل الاطروحات الوضعية المعروفة للانسان في مختلف الحضارات،منهج وصيغة كاملة شاملة.. وبهذا يختلف الاسلام عن مجموعة من انظمة الارض الوضعية التي لا تريد سوى ان تؤكد سلطتها وسيطرتها السياسية، والاجتماعية على الناس. وعلى حرية الفرد المجتمع وتنطلق من الرغبات والميول لاغير ..ينظر الاسلام الى الشخصية الانسانية وحدة متكاملة يؤثر كل جانب منها، وكل جزء في الجانب الآخر، والاجزاء الاخرى، ومن هنا فهو يرى ان من غير الممكن ان نؤمن جانباً من الشخصية الانسانية دون تأمين كافة الجوانب الاخرى، ليس من الممكن للاسلام ان يحكم السلوك الاجتماعي، والسياسي للناس دون ان يغير من مضمونهم العاطفي، والانفعالي، والوجداني، ودون ان يغير من مفاهيمهم الحياتية الخاطئة ورؤاهم الفكرية المنحرفة حول الكون، والحياة
ولعل الاسرة النواة الاولى للمجتمع والخط الدفاعي البنائي الاول للفرد نال اهتمام كبير في ادبيات الفكر الاسلامي ونظام الحقوق والاداريات وبشكل خاص المراة وهي العنصر الاساسي في التنشاة الاممية والاسلام هو الذي أنصف المرأة ورفع مكانتها وكشف تدليس وكذب المغتربين السطحيين الذين يتباكون على حقوق المرأة متهمين الإسلام بشأنها لمحاولة جعلها متعة وأداة عمل وآلة انتاج تحت شعارات العلم والتقدم ويجردوها من كل القيم والمثل التي ميزها بها الإسلام الحنيف
والسيدة العالمة الشهيدة المظلومة بنت الهدى كانت من ابرز زينبيات العصر فكرا وممارسة وتضحية وشهادةجعلت شرارات الثورة تشتعل في قلوب المؤمنين بعد ضمورطويل الامد الى حين القاء بالمهدي ع لنستمع لها وهي تتحدث عن المراة في الاسلام.........
لواءمحمدباقر
(((((المرأة هي المدرسة الأولى في الحياة ،)))))
من كتاب المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته
- الشهيدة بنت الهدى رض
المرأةهي أحد العنصرين الأساسيين في تكوين المجموعة البشرية . فنحن حينما نذكر المرأة نرى أنها مدرسة نشء ومربية أجيال . وحينما نأتي لنتحدث عن دورها في المجتمع نلاحظ أنها في الواقع نقطة لانطلاق المجموعة البشرية ، ولولاها لما كان هناك بشر على وجه الأرض . ونظرا لكونها المعهد الفطري للوليد ولكون صدرها هو واهب الحياة للجيل اهتم الإسلام بأن يلقي الضوء في شريعته وأحكامه على المرأة ومكانتها في المجتمع والحياة ، وأن يرتفع بها إلى مصاف الرجل لها ما له وعليها ما عليه ، بعد أن كانت المرأة مهضومة الحق في جميع الأنظمة الدولية التي وجدت قبل الإسلام . حتى أن كثيرا من الأمم كان قد راج فيها وأد البنات خوفا من عار وجودهن على وجه الأرض . وكان العلماء وزعماء الديانات يبحثون ويتناقشون على طول قرون عديدة في أن المرأة هل هيإنسان أو غير إنسان ، وهل تحمل روحا أم لا ، وكانت الديانة الهندوكية مثلا قد سدت أبواب تعليم كتبهم المقدسة على المرأة لعدم جدارتها لذلك . والديانة البوذية لم يكن فيها سبيل لنجاة لمن اتصل بامرأة . وأما في الديانات النصرانية واليهودية فقد كانت المرأة هي مصدر الإثم ومرجعه فيهما . وكذلك اليونان فلم يكن للمرأةعندهم أي نصيب من العلم والحضارة ولا ثقافة ولا حقوق مدنية ، وعلى مثله كانت الحال فيالروم وفارس والصينوما عداها من مراكز الحضارة الإنسانية . وكان نتيجة لهذا المقت العام الذي كانت تشعر به المرأة أنها نسيت أن لها مكانة اجتماعية وأن لها كيانا خاصا . ولكن الإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء لكي يعطي الصنفين الذكر والأنثى حقه في الحياة ، وهو الدين الوحيد الذي أصلح عقلية الصنفين وبعث في الأذهان فكرة إعطاء حقوق المرأة وحفظ كرامتها . ومن ناحية أخرى فتح أمامها أبواب العلم والمعرفة وأباح لها أن تتعلم ما تشاء من العلوم المقدسة كقراءة القرآن ودراسته وتفسيره إذا أمكنها ذلك . وقد جاء في الروايات عن رسول الله ( ص )
أنه قال : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة .وقد أشاد القرآن بالمرأة وخصها في آيات كثيرة تبين مكانتها في المجتمع
( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ).
( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ).
وذلك لكي تشعر المرأة المسلمة بمسؤوليتها في المجتمع ولكي يشعر المجتمع بوجودها وباعتبارها عضوا أساسيا في حياته ، ولكي لا تستغل إمكانياتها العاطفية والتكوينية استغلالا ظالما . وعلى هذا الأساس فإن المرأة المسلمة قد حصلت في ظل الإسلام على حقوق وإمكانيات لم تحصل عليها أية امرأة سواها في شتى القوانين والتشريعات . وقد أرتفع الإسلام بالمرأة لحسابها الخاص ولمجرد كونها إنسانه وأعطاها حقها الطبيعي في كل أدوار حياتها الإجتماعية ، ونحن الآن في صدد إعطاء فكرة مختصرة عن المرأة في تشريعات الإسلام ومفاهيمه المرأة جاء في الروايات الواردة عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام رواية يحدد فيها مفهومه ومفهوم الإسلام عن المرأة فيقول
: ( المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح )
وهو يقصد بها أن يقرر أن الإنسانية في نظر الإسلام لها قيمة واحدة وميزان واحد للكرامة بقطع النظر عن كل الصفات الطبيعية التي يتميز بها الأفراد . وهذا الميزان الوحيد في نظر الإسلام هو الصلاح والتقوى ، والأفضلية عند الإسلام هي أفضلية العمل الصالح . فمهما كان الصلاح هنا متوفرا كانت الإنسانية أفضل وأكمل . ومهما أبتعد الإنسان عنه خسر بذلك كرامته في مفهوم الإسلام كائنا من كان . فلا الرجل بما هو رجل يفضل المرأة ، ولا المرأة بما هي امرأة تفضل الرجل . ولا يتعارض هذا معالوظائفالتي وزعت على الرجل والمرأة في الأسرة الإسلامية ولا مع القيمومة التي أعطيت للرجل على المرأة فيها . فإن هذه القيمومة التي اضطلع الرجل بموجبها بإدارة معاش البيت والحفاظ على وحدته لا تعبر إلا عن توزيع طبيعي للوظائف في مجتمع صغير وهو الأسرة المتكونة من أب يعيل ويحافظ وأم تلد وتربي فهي ليست قيمومة أفضلية وإلا لكان كل رجل قيما على المرأة التي يعايشها وإن كانت أمه أو أخته وليس الأمر كذلك . .هذا بعض ما عناهالإمام الصادق ( ع )في قوله إن المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح . وقد أراد الإمام أيضا أن يفتح أمام المرأة مجالا يمكنها فيه من أن تسمو بصلاحها على ألف رجل غير صالح ، وأن تثبت للمجتمع أنها مؤهلة للتفوق على الرجال إذا تقدمت عليهم بالتقوى والصلاح ، وانعكس ذلك في مختلف حقول حياتها العائلية والاجتماعية . ولا يكفي أن تكون صالحة في بعض تلك الحقول دون بعض بل المرأة الصالحة هي التي أنشرح صدرها للإسلام ولتعاليمه فطهرت روحياتها من عوامل الشر وعقمت فكرتها من شوائب الأهواء الشيطانية وحسنت سيرتها في محيطها الخاص ومحيطها العام ، وأغلقت أمام عواطفها جميع أبواب الحسد والرياء والمكر والخداع ، وفتحت مشاعرها لتلقى كل ما هو خير وسليم ، وسلم منها المجتمع وسلمت منه لا تظلم مسكينا ولا تهضم حقا ولا تعتدي على أحد ولا تظن بأحد السوء . وتحمل أختها المسلمة على سبعين محمل من الخير كما قد أوصاها به الله ورسوله . هذه هي المرأة الصالحة التي جعل منها الإمام خيرا من ألف رجل غير صالح . وهذا هو مفهوم الإسلام عن المرأة بما هي إنسانة لها عملها الصالح الذي يرتفع بها إلى حيثما تشاء تبعا لمدى توفره فيها . والآن فهل لي أن أقول كلمة أخيرة وقبل أن أبدأ بالبحوث الباقية فأقول أن الصلاح بمعناه الحقيقي قلما يتفق لنا نحن بنات حواء ، وإن صادف فاتفق لواحدة منا قام مجتمعها الظالم في إبعادها عنه أو إبعاده عنها بأي سبيل ، وحتى بدون أن تشعر هي أيضا . والذنب في هذا ذنبنا نحن وذنب مجتمعنا الفاسد الذي تنعكس فيه المفاهيم وتنقلب القيم ويتنكر للمثل ، وإلا فإن أبواب الرقي الحقيقي مفتوحة أمامنا لا ترد وافدة ولا تمتنع من قبول قاصدة وإسلامنا يعزز ذلك ويشيد فيه ويدعو إليه المرأة والعمل يقوم تقسيم الوظائف في كل مجتمع ومحيط على أساس تقبل الأشخاص لتلك الوظائف وإمكانياتهم للقيامبها على أحسن وجه . وتقسيم العملهو ضرورة من ضرورات المجتمع في جميع النواحي والمجالات . وتقسيم العمل يؤدي إلى سهولة القيام به مهما كان صعبا ويؤدي أيضا إلى سرعة الإنتاج مهما كان بطيئا وتقسيم العمل والوظائف يساعد المتخصص في كل قسم منه على النبوغ في ذلك القسم والتعمق فيه خلافا لما لو اختلف توزيع العمل وتعاقبت الأعمال المختلفة على العامل فإنه سوف يخسر مرونته وعبقريته التي قد يحرزها في عمل واحد . فإن لكل شخص من الأشخاص استعداده الخاص وطبيعته الخاصة به وتكوينه الفطري والنفسي فنحن لا ينبغي لنا مثلا أن نجعل من فنان مهندسا أو نجعل من مهندس فنانا فإن لكل منهما هوايته واستعداده الخاص ولا ينبغي لأي منهما أن يخالف اتجاهه الطبيعي أو يعاكس أهواءه واستعداده . فنحن إذا أجبرنا العامل الميكانيكي مثلا على أن يكون فنانا وإذا أجبرنا الفنان على أن يكون ميكانيكيا نحكم على مواهب كل من الطرفين بالعدم في الوقت الذي نحصل فيه على أبرع عامل ميكانيكي وعلى أروع فنان لو تركنا كلا منهما يسير وراء هوايته وطبيعته الفطرية . فتقسيم العمل يعتبر من أهم الظواهر الطبيعية ، وقد شمل حتى تكوين الإنسان وتركيبه العضوي ، فإن لكل عضو من أعضاء الإنسان عمله الخاص وفائدته الخاصة وبهذا تكون جميع أعضاء الإنسان متساوية من ناحية الاستهلاك ومتوازية في إنجاز المهام مثلها في ذلك كمثل تقسيم العمل في المعمل الصناعي ، فتقسيم العمل في المعمل الصناعي من شأنه أن يستوجب استعمال كافة الآلات الموجودة في مصنع من المصانع في وقت واحد . ولا شك أن هذا الاستعمال مفيد من عدة نواحي ، فهو مفيد للآلات نفسها إذ أن الحركة أفضل لها من الوقوف ، كما هو مفيد بالنسبة للإنتاج إذ أن العامل الذي يتخصص في إدارة آلة معينة يستطيع أن يحصل على أكبر فائدة مرجوة منها ، وبذلك تصل قوة الإنتاج إلى أقصى درجتها . وحتى على الصعيد الدولي فإنا نجد أن تقسيم العمل قد انتشر بين الدول والأقاليم بل وحتى في الدولة الواحدة نفسها ، وذلك تبعا لصفات السكان فيها واستعدادهم الذاتي لأي أنواع العمل ، وبحسب تربتها ومناخها ونوع المعادن الموجودة فيها ونوعية المحصولات التي تنتجها والقوى المتحركة وتوزيعها . فقد تتخصص بعض الدول في صناعة المنسوجات وبعضها في صناعة المواد الكيميائية مثلا وقد تتخصص غيرها في تربية الأغنام أو زراعة القطن أو إنتاج النفط بناء على استعداد الدولة وإمكانياتها . ولا شك أن تقسيم العمل بين الأفراد في جميع المجالات له أثر كبير في حياتنا الاجتماعية فعلاوة على المزايا العديدة التي يتضمنها فإنه يحكم الروابط بين الأفراد ويشعر الإنسان بحاجته إلى أخيه الإنسان وبأنه لن يستطيع أن ينتج بنفسه كافة الأشياء اللازمة له فهو مضطر إلى أن يعتمد على غيره في الحصول عليها . وعلى هذا فإن كل واحد من المجموعة البشرية يشعر بأنه مشدود جذريا إلى أخيه الإنسان وهذا الشعور يولد التقارب اللا اختياري في المجتمع . فإذا كان تقسيم العمل شاملا لكل المجالات في جميع الأحوال ، وإذا كانت الحياة قائمة على أساس تقسيم العمل في جميع نواحيها ، فمن الطبيعي جدا أن يأخذ الإسلام بهذا المبدأ في تقسيم العمل بين المرأة والرجل فيسند لكل منها الدور الذي هو أكثر كفاءة للقيام به . فإن لكل من المرأة والرجل مزاجا خاصا وتكوينا معينا لا ينبغي لأي منهما أن ينحرف عنه أو ينفصل منه . فتوزيع المهام إذا بين الرجل والمرأة لا يقوم على أساس تسخير أحدهما للآخر بل على أساس تقسيم العمل وإعطاء كل منهما نوع المهمة التي تنسجم مع طبعه ومزاجه . ولولا توزيع هذه الوظائف والتهيئة التكوينية لهذا التوزيع لما أمكن للبشرية أن تعيش على وجه الأرض فكما أن علىالمرأة أن تقوم بوظائفها الطبيعية في الحياةكذلك على الرجل أيضا أن يقوم بمهامه بالنسبة للمجتمع والحياة ، ويكون إنجاز هذه الوظائف الطبيعية على سبيل التعاون والتكافؤ لا على سبيل التسخير والاستخدام . هذا هو التقسيم السماوي للوظائف البشرية دون استغلال من أحد الطرفين .وهكذا شاءت العدالة الربانية أن تجعل البشر متساوين في الوظائف متكافئين في الأعمال دون ظلم أو إجحاف . وتقسيم الوظائف على هذا النحو يحفظ لكل من الطرفين مكانته الاجتماعية ويحافظ في الوقت نفسه على كيانه الخاص ، ويجعلهما معا خادمين للمجتمع على صعيدين متساويين ، وكل حسبما تفرضه عليه طبيعته ويدله إليه تكوينه . ولذلك فقد أسند للمرأة خدمة المجتمع في داخل البيت وأسند للرجل خدمة المجتمع في خارج البيت . وذلك لأن المرأة بطبيعتها الأنثوية الرقيقة أجدر بإدارة البيت الذي يقوم على الحب والعطف والحنان . ولكن هذا التوزيع العادل للوظائف أخذ يستغل من قبل بعض دعاة الشر لإبرازه في صورة معاكسة تماما للواقع تنتج عنه تصورات خاطئة عن أن المرأة في الإسلام لا تعد إلا كونها أداة عمل وآلة إنتاج تحت سيطرة الرجل . وكان نتيجة لهذه الدعايات السامة أن أخذت المرأة المسلمة تستشعر بنقطة ضعف موهومة وصارت تحاول أن تمحو عنها هذا النقص . وبما أن الوسيلة الوحيدة التي تمكنها من ذلك هي عدالة السماء وتفهمها الواقعي للحكمة العادلة في هذا التوزيع ، وبما أنها قد انصرفت عن هذه الناحية بعد أن توهمت اليأس منها ، فإنها لن تتمكن من الاهتداء إلى ما تسعى ، مهما حاولت ذلك ومهما بذلت في سبيل ذلك الغالي والرخيص من عزتها وكرامتها وطهرها الغالي الثمين .