al-baghdady
18-04-2010, 06:04 PM
هالك الدليل يا سعود الفيصل على ارتباط أياد علاوي بالسعودية
د. حامد العطيه
١٨/٠٤/٢٠١٠ الأحد ٠٥-جماد أول-١٤٣١ هـ
اضطرني البحث عن لقمة العيش في أيام الغربة المريرة للعمل في السعودية، وتطلب تنفيذي لدراسة خاصة بوزارة خارجيتها لقاء الأمير سعود الفيصل، ودعيت مع صاحب العمل إلى منزل سعود الفيصل الواقع بالقرب من المستشفى الملكي التخصصي في الرياض، حيث استقبلنا عند المدخل الرئيسي مسئول الأمن، وهو بريطاني الجنسية، واقتادنا إلى صالة استقبال القصر، كنت اغالب شعور الغضب والمرارة والسخط على من ألجاني للعمل لمصلحة هذا الرجل الذي سعت حكومته والكثيرين من شعبه لتدمير العراق وبث الفرقة الطائفية بين اهله وتجويعهم وتشريدهم، فالسعودية ومنذ تاسيسها على يد جده عبد العزيز وهي تعمل وفقاً لسياسة "اللهم حوالينا ولا علينا" وهي كلمات حق قالها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، واراد بها آل سعود باطلاً، فما قصد الرسول الكريم بقوله هو الدعاء لله لينزل المطر على المناطق المحيطة بالمدينة المنورة لا عليها، حتى تكون نعمة من دون ابتلاء، اما آل سعود فهم يتمنون بتردادهم ذلك أن ينزل الخراب بجيرانهم، ويلتهون بمصائبهم وخلافاتهم، فيأمنون ويخلو لهم الجو.
قاعة الاستقبال في قصر سعود الفيصل مليئة بالتحف، من لوحات فنية وفخاريات وتماثيل، وكلها قبيحة، وتنم عن ذوق سيء، والطاولات مكتظة بالمجلات الإنجليزية المصورة، وهي ليست كما تتوقع في مواضيع السياسة والدبلوماسية، بل في الديكور والتصميم الداخلي وغيرها من أصناف المجلات، التي عادة ما تقتنيها سيدات القصور الفارهة، المعروفات بالإسراف والتبذير، واللواتي لا هم لهن سوى ارتداء الملابس الفاخرة والحلي الثمينة، واقتناء الديكورات الفخمة والتحف النادرة وغيرها من أنواع الترف الأخرى.
أثناء مناقشة تقرير الدراسة الذي أعددته كان سعود الفيصل ينزه نفسه عن المسئولية عن أوضاع وزارته السيئة - علماً بأن وزارته تعد من أردأ الوزارات السعودية وأكثرها تخلفاً – ملقياً باللائمة على الأدنى منه على الهيكل الإداري، فقلت له: هل بينت لهم مطالبك واحتياجاتك وملاحظاتك ليدركوا ما عليهم القيام به؟ أحابني بنظرة شزر، فكان مثل قوم نبي العرب في القدم صالح عليه السلام والمخاطبين على لسانه في القرآن الكريم: [يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي
وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِين] (الأعراف:79)
لعل البعض منكم يقول بأن احفاد عيد العزيز أفضل من أبناءه، لذا سأطيل عليكم بخلاصة تجربتي في اعداد دراسة اخرى، لأميرة سعودية ايضاً، هي ابنة سعود الفيصل، تمتلك هذه الأميرة مؤسسة نشر، تعثرت مالياً فاستدعوني لتقييم اوضاعها واقتراح الحلول، اكتشفت بأنها وقعت ضحية لمشروع فاشل، هو طبع ونشر وتوزيع قاموس للمترادفات باللغة العربية، دفعت الأميرة ثمنه مقدماً مبلغ مليون دولار للمؤلف، بالإضافة إلى راتب شهري قدره عشرة الاف دولار، ناهيك عن تكلفة النشر والإعلان، التي بلغت مئات الألاف من الريالات السعودية، وتبين فشل المشروع الذريع بعد توزيع القاموس، حيث لم يتعدى مجموع النسخ المباعة منه سوى المئات. بعد تشخيصي المشكلة أعددت تقريراً بالنتائج والحلول، من أبرزها إنهاء العلاقة مع مؤلف القاموس، وإيقاف راتبه الشهري، واعتماد خطة لتسويق القاموس، وقواعد وإجراءات للنشر. ماذا تعتقدون كان جزائي مقابل الجهد الذي بذلته والمقترحات التطويرية التي قدمتها؟ بعد مطالبات دامت سنين لم أحصل نتيجتها على ريال واحد، ولو اكتفت الأميرة بذلك لسامحتها لكنها أنكرت تماماً قيامي بالمهمة، لا تعجبوا فمن قبل كان مسيلمة الكذاب نبي أهل اليمامة.
نأتي الآن لتصريح وزير خارجية السعودية سعود الفيصل بأن بلاده تقف على مسافة واحدة من الأحزاب والجماعات العراقية، وهذا غير صحيح تماماً، والحقيقة هي أنها كانت وما زالت تتبنى حركة الوفاق الوطني ورئيسها علاوي، والمعروف عن الحركة بأنها تأسست بعد حرب الخليج الثانية، وبمباركة المخابرات الأمريكية والبريطانية والسعودية، واختارت الأردن مقراً لها، بدلاً من سورية أو إيران، الراعيين التقليديين الأساسيين للمعارضة العراقية الإسلامية والقومية والوطنية، وهذا مؤشر آخر على هويتها وارتباطاتها، ومن المعروف كذلك استقطاب الحركة لكبار البعثيين من عسكريين ومدنيين، الذين انشقوا عن نظام الطاغية صدام، لا حرصاً على مصالح العراق وشعبه، بل خوفاً من بطشه، وطمعاً بنصيب في الحكم الذي سيأتي من بعده على أيدي الأمريكان وأدواتهم في المنطقة، لذا فقد أخطا اياد علاوي في اختيار تسمية حركته، فهي اسم على غير مسمى، فلا هي وفاقية ولا وطنية.
كنت مقيماً في سورية عند ظهور حركة أياد علاوي، واشيع وقتها بأن الحركة تدفع راتباً شهرياً، قدره مئة دولار، لكل من ينتسب إليها، وهذا مبلغ غير يسير بالنسبة لكثير من العراقيين، الذين عانوا من شظف العيش في الغربة، ولكنه لم يكن كافياً لدفع أعداد كبيرة منهم للإنضمام للحركة. من أين أتت هذه الأموال؟ الكويت والسعودية وأمريكا أمدت بعض المعارضين بالأموال، وكان البعض منهم يجاهر – بل حتى يتفاخر- بذلك.
الشاهد على تبني النظام السعودي لحركة أياد علاوي من أهلها، أي من قائمة العراقية نفسها، وللموضوع قصة، تبدأ بعد قمع الانتفاضة الشعبانية ولجوء الكثيرين ممن شاركوا فيها إلى القوات الأمريكية، التي قامت بتسليمهم للحكومة السعودية، والتي أسكنتهم بدورها في مخيمات رفحة، وكان من ضمن هؤلاء اللاجئين شيخ لقبيلة كبيرة وأفراد أسرته، وبعد أشهر قليلة قرروا مغادرة مخيمات اللاجئين في السعودية، توجه الشيخ إلى بريطانيا، بينما ذهب أقاربه إلى سورية، حيث التقيت بهم، ولا زلت أذكرهم بخير، وكنت في حينها أجمع معلومات لمشروع كتاب عن العراقيين في المهجر باللغة الإنجليزية، لم ينشر لأن الغربيين لا يهمهم مصير العراقيين جميعاً، فاستفسرت من أحد أخوة هذا الشيخ عن سبب مغادرتهم السعودية ومجيئهم إلى سورية فأخبرني بأنهم وبعد معرفة السعوديين لمكانتهم القبلية كانوا محط ترحيب وتكريم بالغ من المسئولين السعوديين، ومن بينهم الأمير سلطان وزير الدفاع وولي العهد حالياً، وقد عرضوا عليهم الانتقال إلى العاصمة الرياض، والإقامة في دارة مخصصة لهم والتكفل بكافة مصاريفهم، وكانوا مستعدين للقبول بذلك لولا أن العرض كان مشروطاً، والشرط هو انضمامهم لحركة الوفاق الوطني برئاسة أياد علاوي، وهو ما رفضه الشيخ، وبعدها بفترة وجيزة غادروا جميعاً السعودية. بعد الاحتلال والاطاحة بنظام البعث الطاغوتي عاد الجميع إلى العراق، وتبدلت المواقف، حيث أصبح الشيخ عضواً في قائمة العراقية، وفاز بمقعد في انتخابات 2005م وفي الانتخابات الاخيرة، لذا فهو الآن من أنصار اياد علاوي، لذا يمكن القول بأن الشهادة على ارتباط السيد أياد علاوي بالنظام السعودي - المعادي للعراق بصورة عامة والشيعة بشكل خاص - هي كما يقال شهادة من أهلها.
16 نيسان 2010م
منقول بتصرف عن موقع المرصد العراقي
د. حامد العطيه
١٨/٠٤/٢٠١٠ الأحد ٠٥-جماد أول-١٤٣١ هـ
اضطرني البحث عن لقمة العيش في أيام الغربة المريرة للعمل في السعودية، وتطلب تنفيذي لدراسة خاصة بوزارة خارجيتها لقاء الأمير سعود الفيصل، ودعيت مع صاحب العمل إلى منزل سعود الفيصل الواقع بالقرب من المستشفى الملكي التخصصي في الرياض، حيث استقبلنا عند المدخل الرئيسي مسئول الأمن، وهو بريطاني الجنسية، واقتادنا إلى صالة استقبال القصر، كنت اغالب شعور الغضب والمرارة والسخط على من ألجاني للعمل لمصلحة هذا الرجل الذي سعت حكومته والكثيرين من شعبه لتدمير العراق وبث الفرقة الطائفية بين اهله وتجويعهم وتشريدهم، فالسعودية ومنذ تاسيسها على يد جده عبد العزيز وهي تعمل وفقاً لسياسة "اللهم حوالينا ولا علينا" وهي كلمات حق قالها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، واراد بها آل سعود باطلاً، فما قصد الرسول الكريم بقوله هو الدعاء لله لينزل المطر على المناطق المحيطة بالمدينة المنورة لا عليها، حتى تكون نعمة من دون ابتلاء، اما آل سعود فهم يتمنون بتردادهم ذلك أن ينزل الخراب بجيرانهم، ويلتهون بمصائبهم وخلافاتهم، فيأمنون ويخلو لهم الجو.
قاعة الاستقبال في قصر سعود الفيصل مليئة بالتحف، من لوحات فنية وفخاريات وتماثيل، وكلها قبيحة، وتنم عن ذوق سيء، والطاولات مكتظة بالمجلات الإنجليزية المصورة، وهي ليست كما تتوقع في مواضيع السياسة والدبلوماسية، بل في الديكور والتصميم الداخلي وغيرها من أصناف المجلات، التي عادة ما تقتنيها سيدات القصور الفارهة، المعروفات بالإسراف والتبذير، واللواتي لا هم لهن سوى ارتداء الملابس الفاخرة والحلي الثمينة، واقتناء الديكورات الفخمة والتحف النادرة وغيرها من أنواع الترف الأخرى.
أثناء مناقشة تقرير الدراسة الذي أعددته كان سعود الفيصل ينزه نفسه عن المسئولية عن أوضاع وزارته السيئة - علماً بأن وزارته تعد من أردأ الوزارات السعودية وأكثرها تخلفاً – ملقياً باللائمة على الأدنى منه على الهيكل الإداري، فقلت له: هل بينت لهم مطالبك واحتياجاتك وملاحظاتك ليدركوا ما عليهم القيام به؟ أحابني بنظرة شزر، فكان مثل قوم نبي العرب في القدم صالح عليه السلام والمخاطبين على لسانه في القرآن الكريم: [يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي
وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِين] (الأعراف:79)
لعل البعض منكم يقول بأن احفاد عيد العزيز أفضل من أبناءه، لذا سأطيل عليكم بخلاصة تجربتي في اعداد دراسة اخرى، لأميرة سعودية ايضاً، هي ابنة سعود الفيصل، تمتلك هذه الأميرة مؤسسة نشر، تعثرت مالياً فاستدعوني لتقييم اوضاعها واقتراح الحلول، اكتشفت بأنها وقعت ضحية لمشروع فاشل، هو طبع ونشر وتوزيع قاموس للمترادفات باللغة العربية، دفعت الأميرة ثمنه مقدماً مبلغ مليون دولار للمؤلف، بالإضافة إلى راتب شهري قدره عشرة الاف دولار، ناهيك عن تكلفة النشر والإعلان، التي بلغت مئات الألاف من الريالات السعودية، وتبين فشل المشروع الذريع بعد توزيع القاموس، حيث لم يتعدى مجموع النسخ المباعة منه سوى المئات. بعد تشخيصي المشكلة أعددت تقريراً بالنتائج والحلول، من أبرزها إنهاء العلاقة مع مؤلف القاموس، وإيقاف راتبه الشهري، واعتماد خطة لتسويق القاموس، وقواعد وإجراءات للنشر. ماذا تعتقدون كان جزائي مقابل الجهد الذي بذلته والمقترحات التطويرية التي قدمتها؟ بعد مطالبات دامت سنين لم أحصل نتيجتها على ريال واحد، ولو اكتفت الأميرة بذلك لسامحتها لكنها أنكرت تماماً قيامي بالمهمة، لا تعجبوا فمن قبل كان مسيلمة الكذاب نبي أهل اليمامة.
نأتي الآن لتصريح وزير خارجية السعودية سعود الفيصل بأن بلاده تقف على مسافة واحدة من الأحزاب والجماعات العراقية، وهذا غير صحيح تماماً، والحقيقة هي أنها كانت وما زالت تتبنى حركة الوفاق الوطني ورئيسها علاوي، والمعروف عن الحركة بأنها تأسست بعد حرب الخليج الثانية، وبمباركة المخابرات الأمريكية والبريطانية والسعودية، واختارت الأردن مقراً لها، بدلاً من سورية أو إيران، الراعيين التقليديين الأساسيين للمعارضة العراقية الإسلامية والقومية والوطنية، وهذا مؤشر آخر على هويتها وارتباطاتها، ومن المعروف كذلك استقطاب الحركة لكبار البعثيين من عسكريين ومدنيين، الذين انشقوا عن نظام الطاغية صدام، لا حرصاً على مصالح العراق وشعبه، بل خوفاً من بطشه، وطمعاً بنصيب في الحكم الذي سيأتي من بعده على أيدي الأمريكان وأدواتهم في المنطقة، لذا فقد أخطا اياد علاوي في اختيار تسمية حركته، فهي اسم على غير مسمى، فلا هي وفاقية ولا وطنية.
كنت مقيماً في سورية عند ظهور حركة أياد علاوي، واشيع وقتها بأن الحركة تدفع راتباً شهرياً، قدره مئة دولار، لكل من ينتسب إليها، وهذا مبلغ غير يسير بالنسبة لكثير من العراقيين، الذين عانوا من شظف العيش في الغربة، ولكنه لم يكن كافياً لدفع أعداد كبيرة منهم للإنضمام للحركة. من أين أتت هذه الأموال؟ الكويت والسعودية وأمريكا أمدت بعض المعارضين بالأموال، وكان البعض منهم يجاهر – بل حتى يتفاخر- بذلك.
الشاهد على تبني النظام السعودي لحركة أياد علاوي من أهلها، أي من قائمة العراقية نفسها، وللموضوع قصة، تبدأ بعد قمع الانتفاضة الشعبانية ولجوء الكثيرين ممن شاركوا فيها إلى القوات الأمريكية، التي قامت بتسليمهم للحكومة السعودية، والتي أسكنتهم بدورها في مخيمات رفحة، وكان من ضمن هؤلاء اللاجئين شيخ لقبيلة كبيرة وأفراد أسرته، وبعد أشهر قليلة قرروا مغادرة مخيمات اللاجئين في السعودية، توجه الشيخ إلى بريطانيا، بينما ذهب أقاربه إلى سورية، حيث التقيت بهم، ولا زلت أذكرهم بخير، وكنت في حينها أجمع معلومات لمشروع كتاب عن العراقيين في المهجر باللغة الإنجليزية، لم ينشر لأن الغربيين لا يهمهم مصير العراقيين جميعاً، فاستفسرت من أحد أخوة هذا الشيخ عن سبب مغادرتهم السعودية ومجيئهم إلى سورية فأخبرني بأنهم وبعد معرفة السعوديين لمكانتهم القبلية كانوا محط ترحيب وتكريم بالغ من المسئولين السعوديين، ومن بينهم الأمير سلطان وزير الدفاع وولي العهد حالياً، وقد عرضوا عليهم الانتقال إلى العاصمة الرياض، والإقامة في دارة مخصصة لهم والتكفل بكافة مصاريفهم، وكانوا مستعدين للقبول بذلك لولا أن العرض كان مشروطاً، والشرط هو انضمامهم لحركة الوفاق الوطني برئاسة أياد علاوي، وهو ما رفضه الشيخ، وبعدها بفترة وجيزة غادروا جميعاً السعودية. بعد الاحتلال والاطاحة بنظام البعث الطاغوتي عاد الجميع إلى العراق، وتبدلت المواقف، حيث أصبح الشيخ عضواً في قائمة العراقية، وفاز بمقعد في انتخابات 2005م وفي الانتخابات الاخيرة، لذا فهو الآن من أنصار اياد علاوي، لذا يمكن القول بأن الشهادة على ارتباط السيد أياد علاوي بالنظام السعودي - المعادي للعراق بصورة عامة والشيعة بشكل خاص - هي كما يقال شهادة من أهلها.
16 نيسان 2010م
منقول بتصرف عن موقع المرصد العراقي