بنت الهدى/النجف
23-04-2010, 12:56 AM
ثمة حقائق في مسيرة ال الفقاهة والشهادة من اسرة الامام الحكيم لا يمكن انكارها او اغفالها وربما لم تتضح بعد ابعادها وملامحها وهي حقائق ينبغي الوقوف عندها قليلاً لكي تتضح طبيعة الدور التضحوي لهذه الاسرة الكريمة وما صنعته في خدمة العراق ونجاحها في حقن دماء العراقيين.
سنشير الى بعض مواقف هذه الاسرة المجاهدة التي قدمت نفسها في طريق الخلاص وانقاذ العراقي وكانت رمز التضحية والفداء والايثار.
ولعل الموقف الشجاع والمبدئي للامام محسن الحكيم (قدس) في مواجهة الانظمة المستبدة التي حاولت تطويع الفتوى الفقهية لتحقيق اغراضها البوليسية لقمع الاخوة الكرد وتحريمه قتال الاخوة الكرد يعبر عن منتهى التضحية والايثار والشجاعة وربما يجد لو التمس الامام محسن الحكيم (قدس) لنفسه الاعذار والمبررات الشرعية كالتقية وغيرها لاجاز مقاتلة الاخوة الكرد لكنه لم يضع امامه الا الموقف الشرعي التأريخي الذي لا يقبل التقية او التورية او التمويه لشعوره ان المجاملة في الدماء لا تليق به ولا تجوز لغيره من مراجع الدين.
والمفارقة ان الذين وقفوا مع الانظمة الحاكمة في بغداد في تلك الفترة كانوا من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الذين يعيبون على اتباع اهل البيت العمل بالتقية بينما وقفوا في خدمة تلك الانظمة وامتنع الامام محسن الحكيم (قدس) الانصياع لمزاج السلطات البوليسية الحاكمة.
ولابد من الاشارة العابرة الى نقطة هامة في هذا السياق لكي لا تلتبس الامور عند القارىء ويتوهم ان التقية جائزة في هذا المجال فان من الواضح جداً ان اعتقادنا بالتقية لا يتعدى مجال الدماء والفروج فلا تقية في الدماء.
والموقف الاخر للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم عندما واجه السلطة الحاكمة في بغداد في نهاية الستينات فنأى بنفسه عن توريط اتباع ومقلدي والده الامام محسن الحكيم (قدس) في هذه الازمة خاصة انه تيقن ان النظام الحاكم يخطط لاعتقاله بعد الصاق التهم البائسة بحقه كتهمة الجاسوسية فحاول مواجهة السلطة بنفسه لكي يحقن دماء اتباع اهل البيت في العراق فخرج من العراق دون ان يخلف وراءه المئات بل الالاف من الضحايا والشهداء.
ولعل موقف شهيد المحراب في عهد المعارضة وحرصه على اهمية الحفاظ على سلامة العراقيين رغم بشاعة ووحشية النظام الصدامي وطبيعة المواجهة العنيدة مع العصابة الصدامية لكنه كان يفكر اولاً بحماية العراقيين في كل حركته السياسية والجهادية فقد اقترح عليه احد القادة الميدانيين في فيلق بدر بتحرير محافظة ميسان واحداث انتفاضة شعبية مسلحة في سنة 1999 بعد الاتفاق مع ضباط عراقيين في الجيش العراقي فوافق شهيد المحراب على هذا المقترح وابدى وضع كل الامكانات والقدرات في تحقيق هذا الهدف لكنه اشترط على القائد الميداني شرطاً لكي يدعمه بقوة وكان شرطه هو الحفاظ على سلامة المواطنين من اهالي العمارة من ردود فعل النظام التي تعقب الانتفاضة المفترضة وتأكيده بان تحقيق الهدف لا يكفي بل الحفاظ على الهدف وحقن دماء الناس في محافظة ميسا ن فليس من الصحيح ان نعلن الانتفاضة وننسحب ونترك اهالي العمارة امام مطرقة مدفعية ودبابات النظام الصدامي.
واوقف شهيد المحراب هذه الانتفاضة حفاظاً على اهالي العمارة بعد ان رفض القائد الميداني المذكور هذا الشرط.
يتبع
سنشير الى بعض مواقف هذه الاسرة المجاهدة التي قدمت نفسها في طريق الخلاص وانقاذ العراقي وكانت رمز التضحية والفداء والايثار.
ولعل الموقف الشجاع والمبدئي للامام محسن الحكيم (قدس) في مواجهة الانظمة المستبدة التي حاولت تطويع الفتوى الفقهية لتحقيق اغراضها البوليسية لقمع الاخوة الكرد وتحريمه قتال الاخوة الكرد يعبر عن منتهى التضحية والايثار والشجاعة وربما يجد لو التمس الامام محسن الحكيم (قدس) لنفسه الاعذار والمبررات الشرعية كالتقية وغيرها لاجاز مقاتلة الاخوة الكرد لكنه لم يضع امامه الا الموقف الشرعي التأريخي الذي لا يقبل التقية او التورية او التمويه لشعوره ان المجاملة في الدماء لا تليق به ولا تجوز لغيره من مراجع الدين.
والمفارقة ان الذين وقفوا مع الانظمة الحاكمة في بغداد في تلك الفترة كانوا من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الذين يعيبون على اتباع اهل البيت العمل بالتقية بينما وقفوا في خدمة تلك الانظمة وامتنع الامام محسن الحكيم (قدس) الانصياع لمزاج السلطات البوليسية الحاكمة.
ولابد من الاشارة العابرة الى نقطة هامة في هذا السياق لكي لا تلتبس الامور عند القارىء ويتوهم ان التقية جائزة في هذا المجال فان من الواضح جداً ان اعتقادنا بالتقية لا يتعدى مجال الدماء والفروج فلا تقية في الدماء.
والموقف الاخر للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم عندما واجه السلطة الحاكمة في بغداد في نهاية الستينات فنأى بنفسه عن توريط اتباع ومقلدي والده الامام محسن الحكيم (قدس) في هذه الازمة خاصة انه تيقن ان النظام الحاكم يخطط لاعتقاله بعد الصاق التهم البائسة بحقه كتهمة الجاسوسية فحاول مواجهة السلطة بنفسه لكي يحقن دماء اتباع اهل البيت في العراق فخرج من العراق دون ان يخلف وراءه المئات بل الالاف من الضحايا والشهداء.
ولعل موقف شهيد المحراب في عهد المعارضة وحرصه على اهمية الحفاظ على سلامة العراقيين رغم بشاعة ووحشية النظام الصدامي وطبيعة المواجهة العنيدة مع العصابة الصدامية لكنه كان يفكر اولاً بحماية العراقيين في كل حركته السياسية والجهادية فقد اقترح عليه احد القادة الميدانيين في فيلق بدر بتحرير محافظة ميسان واحداث انتفاضة شعبية مسلحة في سنة 1999 بعد الاتفاق مع ضباط عراقيين في الجيش العراقي فوافق شهيد المحراب على هذا المقترح وابدى وضع كل الامكانات والقدرات في تحقيق هذا الهدف لكنه اشترط على القائد الميداني شرطاً لكي يدعمه بقوة وكان شرطه هو الحفاظ على سلامة المواطنين من اهالي العمارة من ردود فعل النظام التي تعقب الانتفاضة المفترضة وتأكيده بان تحقيق الهدف لا يكفي بل الحفاظ على الهدف وحقن دماء الناس في محافظة ميسا ن فليس من الصحيح ان نعلن الانتفاضة وننسحب ونترك اهالي العمارة امام مطرقة مدفعية ودبابات النظام الصدامي.
واوقف شهيد المحراب هذه الانتفاضة حفاظاً على اهالي العمارة بعد ان رفض القائد الميداني المذكور هذا الشرط.
يتبع