نووورا انا
27-04-2010, 11:36 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
فدك:
قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. أفاءها الله على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سنة سبع من الهجرة صلحاً… فهي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فيها عين فوّارة ونخيل كثيرة. ـ معجم البلدان 4 / 238 ـ .
بعد أن أصبحت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه: (فآتِ ذا القربى حقّه) ـ الروم / 38 ـ فجعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدكاً طعمة لفاطمة (عليها السلام) بأمر الله هذا. وقد تتابعت عليها الاحداث الاتية:
1 ـ كانت بيد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من سنة سبع من الهجرة النبوية وخلال حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحتى تولى أبوبكر الخلافة تديرها بواسطة وكيل لها فيها، توزّع ثمارها وما تنتجه على فقراء المسلمين.
2 ـ لما تولى أبوبكر الخلافة… سلبها من فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحجة أنها فيء المسلمين.
3 ـ وهبها معاوية الى مروان بن الحكم ليغيظ بذلك آل الرسول ـ ومعنى ذلك أنها لم تكن قطعة أرض وإنما معناها أكثر قيمة واهمية منها.
4 ـ وهبها مروان الى ابنه عبدالعزيز، فورثها ابنه عمر منه ولما ولي الامر عمر بن عبدالعزيز ردّ فدكاً الى أبناء فاطمة وعلي (عليهما السلام).
5 ـ لما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبوالعباس السفاح الخلافة.
6 ـ دفعها أبو العباس السفاح الى ولد علي مرة ثانية الى أن ولي الامر المنصور.
7 ـ لما خرج بنو الحسن على المنصور قبض فدكاً منهم. فرجعت بيد بني العباس.
8 ـ لما استوى الامر للمأمون ردّ فدكاً الى ابناء فاطمة و علي (عليهما السلام) بعد أن استوثق عنها من القضاة في دولته وكتب لهم بذلك كتاباً فقام دعبل الشاعر وأنشد:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا
بردّ مأمونٍ هاشمٍ فدكا
راجع معجم البلدان 4: 238، الكشاف للزمخشري: 2/ 661 تفسير فتح القدير للشوكاني 3: 224
السر في قصة فدك
لماذا لم يعترف القوم بحق الزهراء، وهي بنت نبيهم؟ ولماذا هذا التنكيل والتوهين لها؟ وما قيمة فدك أمام ما يملكه الخليفة من سيطرة ومال وأطيان تابعة للدولة الاسلامية؟ ولماذا… ولماذا… أسئلة كثيرة وكثيرة.
والجواب: لم تكن فدك هي المقصودة، ولم يكن الارث المادي هو المعني بذلك، وإنما كان القوم يرمون الى أبعد وأبعد من ذلك… فإن اعترفوا اليوم بفدك للزهراء، وان الزهراء (سلام الله عليها) معصومة، وأن قولها حجة فلا يمكن أن تنطق أو تعمل بما لا يرضي الله (سبحانه وتعالى)، فسوف تأتيهم غداً مطالبة بحق بن عمّها ناصبة الدليل الالهي على مكانته، ذاكرة الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الدالة على منزلته، فما يكون موقفهم حينذاك؟!؟! وكيف ينفذون مقولتهم عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ لا تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم. وعندئذٍ ستذهب كل أفعالهم وخططهم ادراج الرياح فلا يبقى معنىً للسقيفة، ولا يبقى سبب للهجوم على الدار وكسر ضلع الزهراء وإسقاط محسن (سلام الله عليهما). ولا يستطيع من يدافع عنهم من ايجاد الوسائل والتبريرات لذلك.
مطالبة الزهراء (ع) بفدك
لما استقام الامر الى الخليفة ابي بكر، بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها.
فجاءت فاطمة الزهراء (عليها السلام) الى أبي بكر، ثم قالت: لم تمنعني ميراثي يا أبا بكر من أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأمر الله تعالى؟
فقال لها أبوبكر؛ هاتي على ذلك بشهود!!!
عندما قال أبوبكر لفاطمة الزهراء (عليها السلام): هاتي على ذلك بشهود!
فجاءت بأم أيمن ـ بركة بنت ثعلبة؛ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أم أيمن أمي بعد أمي، وكان يكرمها ويزورها ـ .
فقالت له أم ايمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجّ عليك بما قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنشدك بالله، ألست تعلم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «ام أيمن إمرأة من أهل الجنة».
فقال: بلى.
قالت: «فأشهد أن الله عزّوجلّ أوحى الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (فآت ذا القربى حقه) فجعل فدكاً لفاطمة بأمر الله تعالى».
ثم شهد علي (عليه السلام) بمثل ما شهدت به أم أيمن.
فكتب أبوبكر لها كتاباً ودفعه إليها.
دخل عمر… فرأى الكتاب بيد فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقال: ما هذا الكتاب؟
فقال: إن فاطمة ادّعت في فدك، وشهدت لها ام أيمن وعلي، فكتبت لها.
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ـ عليها السلام ـ فتفل فيه و مزّ قه!!! وقال… هذا فيء للمسلمين، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جعله لها، وإلا فلا حق لها فيه!!
عجيب هذا الامر!! وأكثر من عجيب… خليفة يأمر بأمر، وأحد أصحابه يتفل بالكتاب و يمزّقه بمرأى وبمسمع من الخليفة!!! فهل هناك عجب أكثر من هذا؟!
فدك:
قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. أفاءها الله على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سنة سبع من الهجرة صلحاً… فهي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فيها عين فوّارة ونخيل كثيرة. ـ معجم البلدان 4 / 238 ـ .
بعد أن أصبحت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه: (فآتِ ذا القربى حقّه) ـ الروم / 38 ـ فجعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدكاً طعمة لفاطمة (عليها السلام) بأمر الله هذا. وقد تتابعت عليها الاحداث الاتية:
1 ـ كانت بيد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من سنة سبع من الهجرة النبوية وخلال حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحتى تولى أبوبكر الخلافة تديرها بواسطة وكيل لها فيها، توزّع ثمارها وما تنتجه على فقراء المسلمين.
2 ـ لما تولى أبوبكر الخلافة… سلبها من فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحجة أنها فيء المسلمين.
3 ـ وهبها معاوية الى مروان بن الحكم ليغيظ بذلك آل الرسول ـ ومعنى ذلك أنها لم تكن قطعة أرض وإنما معناها أكثر قيمة واهمية منها.
4 ـ وهبها مروان الى ابنه عبدالعزيز، فورثها ابنه عمر منه ولما ولي الامر عمر بن عبدالعزيز ردّ فدكاً الى أبناء فاطمة وعلي (عليهما السلام).
5 ـ لما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبوالعباس السفاح الخلافة.
6 ـ دفعها أبو العباس السفاح الى ولد علي مرة ثانية الى أن ولي الامر المنصور.
7 ـ لما خرج بنو الحسن على المنصور قبض فدكاً منهم. فرجعت بيد بني العباس.
8 ـ لما استوى الامر للمأمون ردّ فدكاً الى ابناء فاطمة و علي (عليهما السلام) بعد أن استوثق عنها من القضاة في دولته وكتب لهم بذلك كتاباً فقام دعبل الشاعر وأنشد:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا
بردّ مأمونٍ هاشمٍ فدكا
راجع معجم البلدان 4: 238، الكشاف للزمخشري: 2/ 661 تفسير فتح القدير للشوكاني 3: 224
السر في قصة فدك
لماذا لم يعترف القوم بحق الزهراء، وهي بنت نبيهم؟ ولماذا هذا التنكيل والتوهين لها؟ وما قيمة فدك أمام ما يملكه الخليفة من سيطرة ومال وأطيان تابعة للدولة الاسلامية؟ ولماذا… ولماذا… أسئلة كثيرة وكثيرة.
والجواب: لم تكن فدك هي المقصودة، ولم يكن الارث المادي هو المعني بذلك، وإنما كان القوم يرمون الى أبعد وأبعد من ذلك… فإن اعترفوا اليوم بفدك للزهراء، وان الزهراء (سلام الله عليها) معصومة، وأن قولها حجة فلا يمكن أن تنطق أو تعمل بما لا يرضي الله (سبحانه وتعالى)، فسوف تأتيهم غداً مطالبة بحق بن عمّها ناصبة الدليل الالهي على مكانته، ذاكرة الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الدالة على منزلته، فما يكون موقفهم حينذاك؟!؟! وكيف ينفذون مقولتهم عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ لا تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم. وعندئذٍ ستذهب كل أفعالهم وخططهم ادراج الرياح فلا يبقى معنىً للسقيفة، ولا يبقى سبب للهجوم على الدار وكسر ضلع الزهراء وإسقاط محسن (سلام الله عليهما). ولا يستطيع من يدافع عنهم من ايجاد الوسائل والتبريرات لذلك.
مطالبة الزهراء (ع) بفدك
لما استقام الامر الى الخليفة ابي بكر، بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها.
فجاءت فاطمة الزهراء (عليها السلام) الى أبي بكر، ثم قالت: لم تمنعني ميراثي يا أبا بكر من أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأمر الله تعالى؟
فقال لها أبوبكر؛ هاتي على ذلك بشهود!!!
عندما قال أبوبكر لفاطمة الزهراء (عليها السلام): هاتي على ذلك بشهود!
فجاءت بأم أيمن ـ بركة بنت ثعلبة؛ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أم أيمن أمي بعد أمي، وكان يكرمها ويزورها ـ .
فقالت له أم ايمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجّ عليك بما قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنشدك بالله، ألست تعلم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «ام أيمن إمرأة من أهل الجنة».
فقال: بلى.
قالت: «فأشهد أن الله عزّوجلّ أوحى الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (فآت ذا القربى حقه) فجعل فدكاً لفاطمة بأمر الله تعالى».
ثم شهد علي (عليه السلام) بمثل ما شهدت به أم أيمن.
فكتب أبوبكر لها كتاباً ودفعه إليها.
دخل عمر… فرأى الكتاب بيد فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقال: ما هذا الكتاب؟
فقال: إن فاطمة ادّعت في فدك، وشهدت لها ام أيمن وعلي، فكتبت لها.
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ـ عليها السلام ـ فتفل فيه و مزّ قه!!! وقال… هذا فيء للمسلمين، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جعله لها، وإلا فلا حق لها فيه!!
عجيب هذا الامر!! وأكثر من عجيب… خليفة يأمر بأمر، وأحد أصحابه يتفل بالكتاب و يمزّقه بمرأى وبمسمع من الخليفة!!! فهل هناك عجب أكثر من هذا؟!