المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرق السير إلى الله :: آية الله حسن زاده آملي :: أستاذ السيد الحيدري


جبل النور
28-04-2010, 10:57 AM
http://i188.photobucket.com/albums/z147/edu2net/bsm21.gif

http://i188.photobucket.com/albums/z147/edu2net/adimage.jpg




من أفضل الكتب التي وجدتها في طرق السير إلى الله هو كتاب العلامة الكبير ذو الفنون آية الله الشيخ حسن حسن زاده آملي , تلميذ صاحب الميزان وغيره من عظماء المذهب وأستاذ السيد كمال الحيدري والسيد عادل العلوي والشيخ محمد سند وغيره من علمائنا حفظهم الله

لم أجد الكتاب على النت إلا في موقع واحد وفيه الكثير من الأخطاء الإملائية
والكتاب بشكل عام ليس سهل الفهم على الجميع , ولكن بعض فصوله مناسبة وقيّمة جدًا في تبيين طرق الوصول إلى مرضاة الله ومحبته

سأضع الكتاب كاملاً بعد الانتهاء من تصحيحه
وسأنقل لكم فصلاً أو فصلين منه على عدة أجزاء , سائلاً من الله التوفيق ومنكم الدعاء بالتسديد




القسم الأول ( البقية تأتي في المشاركات التالية قريباً إن شاء الله )



طرق السير إلى الله



1-القرآن الكريم صورة الإنسان الكامل الكُتبيّة، أعني أنه صورة الحقيقة المحمّدية صلى الله عليه وآله وسلم {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} ، {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة} فبقدر ما قرُبْتَ منه قربت من الإنسان الكامل، فانظر إلى حظّكَ منه فإن حقائق آياته درجاتُ ذاتِك ومدارجُ عُروجِكَ، ومن وصيّة إمام الثقلين أبي الحسنين علي عليه السلام لابنه محمد ابن الحنفية عليه السلام كما رواه صدوق الطائفة المحقة في الفقيه (الوافي ص 64 ج 14):

((وعليك بتلاوة (بقراءة –خ) القرآن والعمل به، ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه، والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك، فإنه عهد من الله تعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر في كل يوم في عهده ولو خمسين آية، واعلم أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارْقَ ، فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه)).

وانظر بنور العقل والعلم إلى ما أفاضه ولي الله الأعظم في كلامه هذا فإن محاسنه ولطائفه فوق أن يحوم حولها العُراة.


وقد روى علم الهدى الشريف المرتضى في الغرر والدرر عن نافع عن أبي إسحاق الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن هذا القرآن مأدبه الله، فتعلموا مأدبته ما استطعتم، وإن أصفر البيوت لَجَوْفٌ أصفر من كتاب الله تعالى)) (المجلس 26 منه، ص 354 ج 1 من طبع مصر).


قلت: تعبير القرآن (( بمأدبة الله )) تُدرَك حلاوته ولا تُوصَف.
قال الشريف علم الهدى: المأدبة في كلام العرب هي الطعام يصنعه الرجل ويدعو الناس إليه فشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يكتسبه الإنسان من خير القرآن ونفعه وعائدته عليه إذا قرأه وحفظ بما يناله المدعو من طعام الداعي وانتفاعه به، يقال: قد أدب الرجل يأدب فهو آداب إذا دعا الناس إلى طعامه، ويقال للمأدبة: المدعاة، وذكر الأحمر أنه يقال فيها أيضا مأدَبة بفتح الدال، وقد روي هذا الحديث بفتح الدال ((مأدبة)) وقال الأحمر: المراد بهذه اللفظة مع الفتح هو المراد بها مع الضم.
وقال غيره: المأدبة بفتح الدال مفعلة من الأدب، معناه أن الله تعالى أنزل القرآن أدبا للخلق وتقويما لهم وإنما دخلت الهاء في مأدبة ومأدبة والقرآن مذكر لمعنى المبالغة كما قالوا هذا شراب مَطْيَبَةٌ للنفس. وكما قال عنترة: والكفر مَخْبَئَةٌ لنفس المُنعم)) انتهى ما أردنا من نقل كلامه قدس سره.


فيا إخوان الصفاء هَلُمّوا إلى مأدبة إلهيّة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين و إلى مأدبة ليس وراءها أدب ومؤدب وماذا بعد الحق إلا الضلال.
وفي ((فلاح السائل)) للسيد الأجل ابن طاووس قدس سره: فقد روى أن مولانا وإمامنا الصادق عليه السلام كان يتلو القرآن في صلاة فغشي عليه فلما أفاق سئل مما الذي أوجب ما انتهت حالك إليه؟.. فقال عليه السلام ما معناه: ((ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مُشافهةً ممن انزلها على المكاشفة والعيان، فلم تقم القوة البشرية بمكاشفة الجلالة الإلهية)).


واعلم أن القرآن محيط لا نفاد له كيف لا وهو مجلى الفيض الإلهي وقد تقدم في الرسالة عن الإمامين الأول والسادس عليهما السلام: ((أن الله عز وجل تجلى لخلقه في كلامه ولكن لا يُبصرون)). قال الطريحي رحمة الله عليه في مادة (جمع) من مجمع البحرين: ((وفي الحديث أُعطيتُ جوامع الكَلِم)) يريد به القرآن الكريم لأن الله جمع بألفاظه اليسيرة المعاني الكثيرة حتى روي عنه أنه قال: ما من حرف من حروف القرآن إلا وله سبعون ألف معنى، انتهى.



وقلت: إذا كان شكل واحد هندسي يعرف عند أهله بالشكل القطاع يفيد (497664) أحكام هندسية كما برهن في محله فلا بعد أن يكون لكل حرف من القرآن سبعون ألف معنى. ويطلب الكلام في القطاع في رسالتنا المعمولة في ((معرفة الوقت والقبلة)).



يا عباد الرحمن!.. هذه آيات آخر ((الفرقان)) من القرآن الفرقان لا تَلُكْها بين فكّيْكَ بل تدبّر فيها حق التدبر فإن كل آية منها دستورٌ برأسِهِ , مَن عمل به فاز ونجا.



{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً * والذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنم إنَّ عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومُقاما * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس الّتي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يَلْقَ أثاما * يُضاعَف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلاّ من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا * والّذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مروا كراما * والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها صما وعميانا * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما * خالدين فيها حَسُنَتْ مستقرا ومقاما * قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذَّبتم فسوف يكون لزاما}.

جبل النور
28-04-2010, 11:04 AM
2- المحافظة على الطهارة :


روى الديلمي رضوان الله عليه في الموضعين كتابه ((إرشاد القلوب)) أحدهما في أواخر الباب الثالث عشر، وثانيهما في أواخر الباب العشرين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله تعالى: ((من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني ، ومن أحدث وتوضأ ولم يصلّ ركعتين فقد جفاني، ومن صلى ركعتين ولم يدعني فقد جفاني ومن أحدث وتوضأ وصلى ركعتين ودعاني فلم أجبه فيما يسأل من أمر دينه ودنياه فقد جفوته ولست بربّ جاف)).


واعلم يا حبيبي أن الوضوء نور، والدوام على الطهارة سبب لارتقائك إلى عالم القدس، هذا الدستور العظيم النفع مُجرّب عند أهله جدًا فعليك بالمواظبة عليها , ثم عليك بعُلُوّ الهِمّة وكِبَر النفس فإذا صليت الركعتين فلا تسأله تبارك وتعالى إلا ما لا يَبيد ولا يَنفد ولا يفنى، فلا تطلب منه إلا إياه وليكن لسان حالك هكذا:

نحن لا نطلب منك إلا حلاوة الإيمان بك فأعطي

الذات الآنية إلى الذي لم يذق طعم عشقك



فإن من ذاق حلاوة محبته تعالى يجد دونها تفها، على أن ما يطلب مما سواه كل واحد منها مظهر اسم من أسمائه فإذا وجد الأصل كان فروعه حاضرة عنده، وقلت في أبيات، ما ترجمته:

لماذا يهوى الزاهد الجنة ولما هو غافل عن خالق الجنة؟..

وقال العارف المتأله صدر الدين الدزفولي قدس سره، ما ترجمته:

الزاهد يا ربي، يريد منك حور الجنان فهيئ له القصور ويفرّ إلى جنتك بعشقه إليك فاعطف عليه


فإذا صليت فقل ساجدا: ((اللهم ارزقني حلاوة ذكرك ولقائك، والحضور عندك)) ونحوها.


3-الجوع :


قال عز من قائل: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 32] , واعلم حبيبي أن فضول الطعام يُميت القلب بلا كلام، ويُفضي إلى جُموح النفس وطُغيانها، والجوع مِن أجَلّ خِصال المؤمن، ونِعم ما قال يحيى بن معاذ: ((لو تشفعت بملائكة سبع سماوات، وبمائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي وبكل كتاب وحكمة ووليّ على أن تصالحك النفس في ترك الدنيا والدخول تحت الطاعة لم تجبك، ولو تشفعت إليها بالجوع لأجابتك وانقادت لك)) نقل قوله هذا أبو طالب المكي في علم القلوب ص 215 من طبع مصر

.
في الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام: ((إن البطن ليطغى من أكله، أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل إذا خفّ بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا امتلأ بطنه)).


4- قِـلة الكلام:


إياك وفضول الكلام , فقد روى شيخ الطائفة الناجية في أماليه بإسناده عن عبد الله بن دينار عن أبي عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، إن ابعد الناس من الله القلب القاسي)) وقد جعله الشيخ قدس سره الخبر الأول من كتابه الأمالي فلا بد في عمله هذا من عناية خاصة في ذلك، وقد رواه الكليني رضوان الله عليه في باب الصمت وحفظ اللسان من أصول الكافي (ص 94 ج 2 من المعرب) بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ((كان المسيح عليه السلام يقولن: لا تكثروا)) إلى آخر الخبر.


5- مُحاسبة النفس :



وعليك بالمُحاسبة، ففي باب محاسبة العمل من أصول الكافي (ص 328 ج 2 من المعرب) بإسناده عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه – يعني الإمام الكاظم عليه السلام – قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنا استزاد الله، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه )).


وفي الفصل الخامس من الباب الثاني من ((مكارم الأخلاق)) في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر الغفاري رحمة الله عليه: ((يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه؛ فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه،أمن حِلّ ذلك أم من حرام)).



6- المراقبة:


والمراقبة لله تعالى، وهي العمدة في الباب، وهي مفتاح كل سعادة ومَجلَبَةُ كلّ خير وهي خروج العبد عن حوله وقوته مراقبا لمواهب الحق ومتعرّضًا لنفحات ألطافه ومُعرِضًا عمّا سِواه، ومستغرقًا في بحر هواه ومشتاقا إلى لقائه، وإليه قلبه يَحِنّ، ولديه روحه تئِنّ، وبه يستعين عليه، ومنه يستعين إليه، حتى يفتح الله له باب رحمة لا مُمسِك لها ويُغلق عليه باب عذاب لا مفتح له، بنورٍ ساطع ٍمن رحمة الله تعالى على النفس به يزول عنها في لحظة ما لا يزول بثلاثين سنة بالمجاهدات والرياضات، يبدل الله سيئاتهم حسنات، للذين احسنوا الحسنى وزيادة والزيادة حسنات ألطاف الحق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.


في ساحة القدس يُصبح المسكين سُلطانًا من أجل عملٍ صغير والله عز وجل يعطي من أجل القليل عطاءً كثيرا، فعليك بالمراقبة، وعليك بالمراقبة، وعليك بالمراقبة.

ففي الباب التاسع والثلاثين من ((إرشاد القلوب)) للديلمي رضوان الله عليه: قال الله تعالى: {وكان الله على كل شيء رقيبا}، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: ((اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك)) وهذا إشارة إلى المراقبة، لأن المراقبة ((علم العبد باطلاع الرب عليه في كل حالاته)) وملاحظة الإنسان لهذا الحال هو المراقبة، وأعظم مصالح العبد استحضاره مع عدد أنفاسه أن الله تعالى عليه رقيب ومنه قريب، يعلم أفعاله ويرى حركاته ويسمع أقواله ويطلع على أسراره وأنه ينقلب في قبضته وناصيته وقلبه بيده وأنه لا طاقة له على الستر عنه ولا على الخروج من سلطانه.


قال لقمان لابنه: ((يا بني إذا أردت أن تعصي الله فاطلب مكانا لا يراك فيه)) إشارة منه لأنك لا تجد مكانا لا يراك فيه فلا تعصِهِ وقال تعالى: {وهو معكم أينما كنتم}.


وكان بعض العلماء يرفع شاباً على تلاميذه كلهم، فلامُوه في ذلك فأعطى كل واحد منهم طيرا وقال: اذبحه في مكان لا يراك فيه أحد، فجاؤوا كلهم بطيورهم وقد ذبحوها، فجاء الشاب بطيره وهو غير مذبوح، فقال له: لِم لم تذبحه؟.. فقال: لقولك لا تذبحه إلا في موضع لا يراك فيه أحد، ولا يكون مكان إلا يراني الواحد الأحد الفرد الصمد، فقال له: أحسنت. ثم قال لهم: لهذا رفعته عليكم وميزته منكم.



ومن علامات المراقبة إيثار ما آثر الله، وتعظيم ما أعظم الله، وتصغير ما صغر الله، فالرجاء يحثّك على الطاعات والخوف يبعد عن المعاصي، والمراقبة تؤدي إلى طريق الحياء وتحمل على ملازمة الحقائق والمحاسبة على الدقائق، وأفضل الطاعات مراقبة الحق سبحانه وتعالى على دوام الأوقات.



ومن سعادة المرء أن يلزم نفسه المحاسبة والمراقبة وسياسة نفسه باطلاع الله ومشاهدته لها، وأنها لا تغيب عن نظره ولا تخرج عن علمه)) انتهى كلامه قدس سره.

قلت: ومن آداب المراقب أن يراقب أعمال الأوقات من الشهور، والأيام، بل الساعات، بل يواظب أن لا يهمل الأنات ويكون على الدوام متعرضا لنفحات أُنسِهِ، ونسائِم قُدسه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرّضوا لها ولا تُعرضوا عنها)).
وللعَلَم الآية الميرزا جواد آقا الملكي التبريزي قدس سره الشريف كتاب في ((مراقبات أعمال السنة)) وهو من أحسن ما صُنع في هذا الأمر فعليك بالكتاب.


وفي خاتمة إرشاد القلوب فيما سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه ليلة المعراج: ((يا أحمد هل تدري أي عيش أهنى وأي حياة أبقى؟.. قال: اللهم لا، قال: أما العيش الهني فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري، ولا ينسى نعمتي، ولا يجهل حقي، يطلب رضاي ليله ونهاره.
وأما الحياة الباقية فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا، وتصغر في عينيه، وتعظم الآخرة عنده، ويؤثر هواي على هواه، ويبتغي مرضاتي، ويعظم حق عظمتي، ويذكر علمي به ويراقبني بالليل والنهار كل سيئة ومعصية، وينفي قلبه عن كل ما أكره، ويبغض الشيطان ووساوسه، ولا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا وسبيلا، فإذا فعل ذلك أسكنت قلبه حبا حتى أجعل قلبه لي وفراغه واشتغاله وهمه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي، وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي وأضيق عليه الدنيا، وأبغض إليه ما فيها من اللذات، وأحذره من الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة، فإذا كان هكذا يفر من النار فرارا وينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن.
يا أحمد لأزينه بالهيبة والعظمة فهذا هو العيش الهني والحياة الباقية، وهذا مقام الراضين.
فمن عمل برضاي الزمه ثلاث خصال: أعرفه شكرا لا يخالطه الجهل، وذكرا لا يخالطه النسيان، ومحبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين، فإذا أحبني أحببته وافتح عين قلبه إلى جلالي، فلا أخفى عليه خاصة خلقي، فأناجيه في ظلم اليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه من المخلوقين ومجالستهم معهم، وأسمعه كلامي وكلام ملائكتي، وأعرفه السر الذي سترته عن خلقي وألبسه الحياء حتى يستحيي منه الخلق كلهم، ويمشي على الأرض مغفورا له، واجعل قلبه واعيا وبصيرا ولا يخفى عليه شيء من جنة و لا نار، وأعرفه بما يمر على الناس في يوم القيامة من الهول والشدة،وما أحاسب له الأغنياء والفقراء والجهّال والعلماء، وأنور في قبره، وأنزل عليه منكرا ونكيرا حتى يسألاه ولا يرى غم الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع حتى انصب له ميزانه وأنشر له ديوانه ثم أضع كتابه في يمينه فيقرأه منشورا ثم لا أجعل بيني وبينه ترجمانا، فهذه صفات المحبين)) الحديث.



فتأمل يا مُريد الطريق إلى الله تعالى في قوله عز وجل لحبيبه خاتم النبيين من الجوائز الكريمة التي أعدها للمراقبين والراضين والمحبين ومن تلك المواهب الجزيلة والعطايا النفيسة العزيزة اليتيمة الثمينة فتحُ عينِ القلب وقد ذكرها لعظم شرفها وعلو رتبتها مرّتين.


ونظير تلك المِنَح السّنيّة ما وَعَد عبادَه في النوافل والفرائض من القرب حيث:

قال تعالى: ((وما يتقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده الذي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته)).


نقله العلامة الشيخ البهائي في كتاب الأربعين، وهو الحديث الخامس والثلاثون منه، بإسناده عن أبان بن تغلب عن الإمام جعفر بن محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: ((لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا رب ما حال المؤمن عندك؟.. قال: يا محمد – إلى قوله: وما يتقرب إلىَّ عبدي)) الخ وقال: وهذا الحديث صحيح السند وهو من الأحاديث المشهورة بين الخاصة والعامة وقد رووه في صحاحهم بأدني تغيير، فراجع إليه.


وقد رواه ثقة الإسلام الكليني قدس سره في باب ((من آذى المسلمين واحتقرهم)) من أبواب الإيمان والكفر (ص 362 ج 2 من المعرب) بطريقين، وروى فيه حديثا ثالثا يقرب منهما معني.

هذا قرب النوافل الذي يدور في ألسنة القوم أي القرب الذي يحصل للعبد من النوافل، وأما قرب الفرائض، فقال عز وجل: ((ما يتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال يتقرب إلي عبدي الفرائض حتى أحبه وإذا أحببته كان سمعي الذي أسمع به، وبصري الذي أبصر به، ويدي الذي أبطش بها)).


فانظر إلى تفاوت القُربين، ففي الأول كان الله العبد وبصره ولسانه ويده، وفي الثاني كان العبد سمع الله تعالى وبصره ويده، فالواجبات أكثر ثوابا وأعلى مرتبة من المندوبات بتلك النسبة بين القُربين.

قال العلامة المحقق نصير الدين محمد الطوسي قدس الله سره: ((العارف إذا انقطع عن نفسه واتصل بالحق رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلقة بجميع المقدورات، وكل علم مستغرقا في علمه الذي لا يعزب عنه شيء من الموجودات، وكل إرادة مستغرقة في إرادته التي لا يتأبى عنها شيء من الممكنات، بل كل وجود وكل كمال وجود فهو صادر عنه، فائض من لدنه فصار الحق حينئذ بصره الذي به يبصر، وسمعه الذي به يسمع، وقدرته التي بها يفعل، وعلمه الذي به يعلم، ووجوده الذي به يوجد فصار العارف حينئذ متخلقا بأخلاق الله بالحقيقة)).


نقلنا كلامه من الرابعة من الرابعة من قرة العيون للفيض رضوان الله عليه وفي الثالثة من السابعة من ذلك الكتاب:


قال بعض العارفين: ((إذا تجلّى الله سبحانه بذاته لأحدٍ يرى كل الذوات والصفات والأفعال متلاشية في أشعّة ذاته وصفاته وأفعاله , يجد نفسه مع جميع المخلوقات كأنها مدبرة لها وهي أعضاؤها لا يلم بواحد منها شيء إلا ويراه مُلمًا به، ويرى ذاته الذات الواحدة وصفته صفتها وفعله فعلها لاستهلاكه بالكلّيّة في عين التوحيد، ولما انجذب بصيرة الروح إلى مشاهدة جمال الذات استتر نور العقل الفارق بين الأشياء في غلبة نور الذات القديمة وارتفع التميز بين القِدَم والحدوث لِزُهُوق الباطل عند مجيء الحق، ويسمى هذه الحالة جَمْعًا، ولصاحب الجمع أن يضيف إلى نفسه كل أثرٍ ظَهَرَ في الوجود وكل صفة وفعل واسم لانحصار الكل عنده في ذات واحدة فتارة يحكي عن هذا وتارة عن حال ذاك ولا نعني بقولنا قال فلان بلسان الجمع إلا هذا)).


ثم قال الفيض بعد نقل كلام هذا العارف: ((ولعل هذا هو السرفي صدور بعض الكمات الغريبة من مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة البيان وغيرها كقوله عليه السلام: ((أنا آدم الأول، أنا نوح الأول، أنا آية الجبار، أنا حقيقة الأسرار، أنا مورق الأشجار، أن مونع الثمار، أنا مجري الأنهار – إلى أن قال عليه السلام: أنا ذلك النور الذي اقتبس موسى منه الهدى، أنا صاحب الصور، أنا مخرج من في القبور أنا صاحب يوم النشور، أنا صاحب نوح ومنجيه، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه أنا أقمت السماوات بأمر ربي)) إلى آخر ما قال من أمثال ذلك صلوات الله وسلامه عليه.


وقد أجاد في المقام العالم العارف الشهير داود بن محمود القيصري في الفصل الثامن من مقدماته على شرح فصوص الحكم في أن العالم هو صورة الحقيقة الإنسانية بقوله: ((إن الاسم ((الله)) مشتمل على جميع الأسماء وهو مُتجَل ٍفيها بحسب مراتبه فلهذا الاسم الإلهي بالنسبة إلى غيره من الأسماء اعتباران: اعتبار ظهور ذاته في كل واحد من الأسماء، واعتبار اشتماله عليها كلها من حيث المرتبة الإلهية.


فبالأول يكون مظاهرها كلها مظهر هذا الاسم الأعظم لأن الظاهر والمظهر في الوجود شيء واحد لا كثرة فيه ولا تعدد وفي العقل يمتاز كل منهما عن الآخر كما يقول أهل النظر بأن الوجود عين المهية في الخارج وغيره في العقل فيكون اشتماله عليها اشتمال الحقيقة الواحدة على أفرادها المتنوعة.



وبالثاني يكون مشتملا عليها من حيث المرتبة الإلهية اشتمال الكل المجموعي على الأجزاء التي هي عينه بالاعتبار الأول.
وإذا علمت هذا علمت أن حقائق العالم في العلم والعين كلها مظاهر للحقيقة الإنسانية التي هي مظهر للاسم (( الله )) فأرواحها أيضا كلها جزئيات الروح الأعظم الإنساني سواء كان روحا فلكيا أو عنصريا أو حيوانيا وصورها صور تلك الحقيقة ولوازمها لوازمها , لذلك يسمى العالم المفصّل بالإنسان الكبير عند أهل الله، لظهور الحقيقة الإنسانية ولوازمها فيه، ولهذا الاشتمال وظهور الأسرار الإلهية كلها فيها دون غيرها استحقت الخلافة من بين الحقائق كلها ولله در القائل: ((سبحان من أظهر ناسوته)) إلى آخر البيتين المذكورين آنفا.


فأول ظهورها في صورة العقل الأول الذي هو صورة إجمالية للمرتبة العمائية المشار إليها في الحديث الصحيح عند سؤال الأعرابي : أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟.. قال عليه السلام: كان في عماء ما فوقه هواء ولا تحته هواء ، لذلك قال عليه السلام: أول ما خلق الله نوري، وأراد العقل كما أيده بقوله: أول ما خلق الله العقل ثم في صورة باقي العقول والنفوس الناطقة الفلكية وغيرها، وفي صورة الطبيعة والهيو الكلية والصورة الجسمية البسيطة والمركبة بأجمعها.


ويؤيد ما ذكرنا قول أمير المؤمنين ولي الله في الأرضين قطب الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة كان يخطبها للناس: ((أنا نقطة باء بسم الله، أنا جنب الله الذي فرطتم فيه، وأنا القلم، وأنا اللوح المحفوظ، وأنا العرش، وأنا الكرسي، وأنا السماوات السبع والأرضون)) إلى أن صحا في أثناء الخطبة وارتفع عنه حكم تجلي الوحدة ورجع إلى عالم البشرية، وتجلى له الحق بحكم الكثرة فشرع معتذرا فأقر بعبوديته وضعفه وانقهاره تحت أحكام الأسماء الإلهية.


ولذلك قيل: الإنسان الكامل لا بد أن يسري في جميع الموجودات كسريان الحق فيها، وذلك في السَفَر الثالث الذي ((من الخلق إلى الخلق بالحق)) وعند هذا السفر يتم كماله وبه يحصل له حق اليقين.


ومن ههنا يتبين أن الآخِريّة هي عين الأوّليّة، ويظهر سر {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.


قال الشيخ رضي الله عنه في فتوحاته في بيان المقام القطبي: إن الكامل الذي أراد الله أن يكون قطب العالم وخليفة الله فيه إذا وصل إلى العناصر مثلا متنزلاً في السفر الثالث ينبغي أن يشاهد جميع ما يريد أن يدخل في الوجود من الأفراد الإنسانية إلى يوم القيامة وبذلك الشهود أيضا لا يستحق المقام حتى يعلم مراتبهم أيضا فسبحان من دبر كل شيء بحكمته، وأتقن كل ما صنع برحمته)) انتهى كلام القيصري.

جبل النور
28-04-2010, 11:05 AM
7- الأدب مع الله تعالى :


الأدب مع الله تعالى في كل حال، وقد كان بعض مشايخي وهو العالم المتنزه المتأله والحكيم العارف الموحد البارع الآية السيد محمد حسن القاضي الطباطبائي التبريزي الشهير بالإلهي أعلى الله تعالى مقاماته ورفع درجاته وجزاه عني خير جزاء المعلمين كثيرا ما يوصيني فيما يوصي بالمراقبة لله تعالى، والأدب معه، ومحاسبة النفس لا سيما بالأولى منها، ولا أنسى نفحات أنفاسه الشريفة وبركات فيوضاته المُنيفة.
قال عيسى روح الله وكلمته عليه السلام: (لا تقولوا العلم في السماء، من يصعد فيأتي به، ولا في تخوم الأرض، من ينزل فيأتي به، العلم مجعول في قلوبكم، تأدبوا بين يدي الله بآداب الروحانيين ، وتخلقوا بأخلاق الصديقين، يظهر من قلوبكم حتى يعطيكم ويغمركم)


قال الإمام الجواد عليه السلام كما في الباب 49 من إرشاد القلوب للديلمي في الأدب مع الله تعالى: ((ما اجتمع رجلان إلا كان أفضلهما عند الله آدبهما فقيل: يا ابن رسول الله قد عرفنا فضله عند الناس فما فضله عند الله؟.. فقال بقراءة القرآن كما أنزل، ويروى حديثنا كما قلنا، يدعو الله مغرما)).


وفي ذلك الباب: قد روي أن الله تعالى يقول في بعض كتبه: ((عبدي أمِنَ الجميل أن تناجيني وتلتفت يمينا وشمالا ويكلمك عبد مثلك تلتفت إليه وتدني؟.. وترى من أدبك إذا كنت تحدث أخا لك لا تلتفت إلى غيره فتعطيه من الأدب ما لم تعطني فبئس العبد عبد يكون كذلك)).


وفيه أيضا: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى غنم له وراعيها عريان يفلي ثيابه فلما رآه مقبلا لبسها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: امض فلا حاجة لنا في رعايتك، فقال: إنا أهل بيت لا نستخدم من لا يتأدب مع الله ولا يستحي منه في خلوته.


والأدب مع الله بالاقتداء بآدابه وآداب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وهو العمل لطاعته، والحمد لله على السراء والضراء والصبر على البلاء، ولهذا قال أيوب عليه السلام {رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} فقد تأدب هنا من وجهين أحدهما أنه لم يقل أنك أمسستني بالضر، والآخر لم يقل ارحمني بل عرض تعريضا فقال: وأنت أرحم الراحمين وإنما فعل ذلك حفظا لمرتبة الصبر.

وكذا قال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضتُ فهو يشفين} ولم يقل إذا مَرّضتني حفظا للأدب.

وقال أيوب عليه السلام في موضع آخر: {إني مسني الشيطان بنصب وعذاب}، أشار بذلك إلى الشيطان لأنه كان يغري الناس فيؤذونه وكل ذلك تأدب منهم مع الله تعالى في مخاطبتهم.

قلت: وتأدب آدم و زوجه عليه السلام بقولهما: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} وترك إبليس الأدب معه تعالى بقوله: {فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم}.


8- العزلة عن الناس :


والعزلة ، قال الإمام الصادق عليه السلام: ((صاحب العزلة مُتحصّن بحصن الله تعالى ومتحرّس بحراسته، فيا طوبى لمن تفرّد به سرًا وعلانية، وفي العزلة صيانة الجوارح و فراغ القلب وسلامة العيش وكسر سلاح الشيطان والمُجانبة من كل سوء وراحة، وما من نبي ولا وصي إلا واختار العزلة في زمانه إما في ابتدائه وإما في انتهائه)) نقلناه من مصباح الشريعة.


وفي كشكول العلامة البهائي (ص 155 من طبع نجم الدولة) عن سفيان الثوري قال: سمعت الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: ((عَزّت السلامة حتى لقد خَفي مَطلبها فإن تكن في شيء فيُوشَكُ أن تكون في الخُمول، فإن لم تُوجَد في الخمول فيشوك أن تكون في التخلّي وليس كالخمول، وإن لم تكن في التخلي فيوشك أن تكون في الصمت وليس كالتخلي، وإن لم توجد في الصمت فيوشك أن يكون في كلام السلف الصالح، والسعيد مَن وَجَدَ في نفسه خَلوة).


وتأمل في قوله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا}[مريم: 18] ، والعزلة هي ((الخروج عن مخالطة الخلق بالانزواء والانقطاع)) وأصلها عزل الحواس بالخلوة عن التصرف في المحسوسات، فإن كل آفة وفتنة وبلاء ابتلى الروح بها دخلت فيه بروازن الحواس فبالخلوة وعزل الحواس ينقطع مدد النفس عن الدنيا والشيطان وإعانة الهوى والشيطان.



9- التهجّد :


والتهجد، قال الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثـك ربك مقاما محمودا وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا}[الإسراء: 81]، وقال تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون}[الذاريات: 18] ، وقال تعالى: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إنَّ ناشئة الليل هي أشد وطاء وأقوم قيلا إنَّ لك في النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا، وقال تعالى: واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا}[الإنسان: 28].

وروى الشيخ الصدوق قدس سره في باب معنى التوحيد والعدل من كتاب التوحيد ((ص 84) عن سلمان الفارسي رحمه الله تعالى أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله إني لا أقوى على الصلاة بالليل، فقال: لا تعصِ اللهَ بالنهار.


وفيه أيضا: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إني قد حُرِمْتُ الصلاةَ بالليل، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ((أنت رجل قد قيّدتكَ ذنوبك)).


وروى الكليني (ره) في باب الذنوب من كتاب الإيمان والكفر (ص 290 ج 2 من المعرب) بإسناده عن ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ((إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم)).


روى الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في الأمالي بإسناده عن المفضل قال: سمعت مولاي الإمام الصادق عليه السلام يقول: ((كان فيما ناجي الله عز وجل به موسى بن عمران أن قال له: يا ابن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟.. ها انا ذا يا ابن عمران مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة ويكلموني عن الحضور، يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك (عينك – خ ل) الدموع في ظلم الليل وادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا)).







http://i188.photobucket.com/albums/z147/edu2net/03_ya_rab.gif




البقية تأتي إن شاء الله

وفقنا الله للعمل

عاشق الامام الكاظم
28-04-2010, 01:51 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
موضوع قمة الروعة جزاكم الباري عز وجل خير جزاء المحسنين
وجعلنا الله واياكم ممن تنالهم شفاعة ام ابيها

ابوحيدران
23-06-2010, 09:33 PM
لكم التوفيق وسلام من الله عليكم ورحمة ...وبودي اذا كان لديكم اخي معرفه عن( كتاب منازل السائلين )

نووورا انا
24-06-2010, 02:51 AM
احسنتم كثيرا اخي بارك الله بكم وسدد خطاكم
بانتظار القادم

سلامه999
24-06-2010, 11:06 AM
شكرااااا

على الموضوع الجميل

بنت ابوي@
25-06-2010, 01:21 AM
موضوع في قمه الروعه ويستحق التقيم وان شاء الله من المتابعين لتكمله الموضوع
احسنتم وبارك الله فيكم

خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 12:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل

يوسف علي
31-07-2010, 12:45 AM
بارك الله بك اخي الفاضل
واذا سمح وقتك وتوفرت مادة الكتاب لديك فارجو ان تفيدنا بفصل اخر ، مشكورا

ترانيم الملائكة
01-08-2010, 06:12 AM
بارك الله فيك على ما قدمت لنا من

اشراقات نورانية

تحياااااااتي لك ولاعدمنا جديدك

عاشقة النجف
03-08-2010, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..

اللهم عجل لوليك الفرج .. والعافية والنصر ..وامنن علينا برضاه ..

وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه و خيره


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله بكم
موفقين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دمتم بالف عافية


http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/13371_01197113122.gif (http://fashion.azyya.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.r-mbd3.com%2Fvb)

سيدمحمدعلي الموسوي
03-08-2010, 11:07 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من الأولين الى الآخرين
شكرا (جبل النور )
موضوع جميل
وكتاب جميل جداً
ويعتبر من الكتب العرفاية في طريق السير والسلوك
واما الشيخ حسن زاده آملي
نار على علم ومن تلاميذ السيد الطبطبائي (قدس )
ومن العرفانين الكبار في يومنا هذا
ونتمى الأكثر
ونتمنى منك تفاعل أكثرفي منتدى الكتاب
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع