نووورا انا
29-04-2010, 11:30 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
ربما لا يكون أمرؤ معنياً بتزكية نفسه .. لكن ما في داخله من عقائد صالحة يجعله موضعاً لمحبة الله (تبارك و تعالى) .. الذي سيورد عليه من بلاءات الدنيا و من شدائد العيش ما يصفي نفسه و يزكيها.
و على هذا .. فمن الخير للانسان ألا ينظر إلى مصاعب الحياة و مصائب الزمان بأذى و بغير ارتياح . ذلك أن ما يرد على المرء من البلاءات إما أن يكون تكفيراً عن ذنوبه و معاصيه ، أو انها نهج لتزكيته و لإيصاله إلى مقام القـُرب .. مما يجعله في مستوى لائق لأن يلتقي فيه بامام الزمان (عليه السلام ).
جاء في كتاب (مسجد جمكران) رواية عن سيد عبدالرحيم خادم مسجد جمكران – و كان قد كف بصره – قال فيها :
قبيل عام 1323 كان قد تفشى وباء طم الناس . في احد تلك الأيام وجدت في داخل المسجد رجلاً غريباً .. و هو في حالة طيبة من الضراعة و الاقبال . سألته عن اسمه و عما جاء به إلى هذا المكان .
قال : اسمي على اكبر – من طهران . اعمل كاسباً . كان أكثر بيعي لزبائني نسيئة لا نقداً . أما و قد حل بالناس هذا الوباء .. فقد مات كثير منهم ، و ضاعت لذلك أموالي و بقيت صفر اليدين . و قصدت الآن مسجد جمكران ؛ عسى أن يمن عليّ الامام الحجة ابن الحسن (عليه السلام ) بنظرة لطف و احسان .
مكث هذا الرجل في المسجد ثلاثة اشهر صابراً على الجوع و العبادة . و حين انقضت هذه الأشهر قال لي : تحسن حالي نوعاً ما ، و أريد الذهاب إلى كربلاء . و فعلاً مضى إلى كربلاء ماشياً على الأقدام . و بعد ستة أشهر عاد .. و قال : استبان لي أن علي أن انال بـُغيتي في مسجد جمكران . و سلخ هذه المرة ثلاثة اشهر أخرى ، في العبادة و التوسل بأهل البيت (عليهم السلام).
و في السادس من شهر رمضان 1323هـ قر قراره أن يذهب إلى قم ، و منها إلى طهران ؛ إذ أخبرني أنه قد فاز بما جاء من أجله . عندها طلبت منه أن يبيت تلك الليلة في داري ، و يغادر إلى طهران في الصباح.
استجاب لما طلبت . و في تلك الليلة سهرنا في الدار ، فرجوته خلالها أن يقص عليّ حكايته . قال : أحكيها لك أنت وحدك ؛ لأنك قد أحسنت إليّ ، و لأنك خادم مسجد جمكران.
خلال مدة إقامتي في مسجد جمكران اتفقت مع أحد سكنة قرية جمكران أن يؤتيني كل يوم رغيفاً من الخبز ، على أن أدفع له ثمن الخبز كله مرة واحدة فيما بعد .
و ذهبت يوماً إلى قرية جمكران – كالعادة – لأخذ رغيفي ، لكن هذا الرجل قال لي : لن أحول لك خبزاً بعد الآن ؛ فقد تراكم عليك الدّين .
و بقيت مدة .. و ما معي شيئ آكله . حتى أني اضطررت يوماً أن آكل من العشب النابت على حافة ساقة الماء . كانت حالتي الصحية تتردى يوماً بعد يوم . و في إحدى الليالي .. أحسست – و أنا في غرفة من غرف المسجد 0- أن لا طاقة لي على الحركة . لما انتصف الليل .. لاح لي ، من خلال النافذة ، نور ساطع عجيب آت من جهة (جبل الأخوين) . و من فرط هذا النور و شموله أنه كان يضيئ ذلكم الجبل على عظمته و ارتفاعه . كان النور يتضاعف شدة و إضاءة .. حتى فطنت إلى أن رجلاً يقف في تلك اللحظة وراء باب الغرفة ، و أن هذا النور ينبعث منه .
حملت نفسي على أي حال .. و فتحت الباب . وهناك لقيتُ سيداً ذا عظمة و جلال مدهش . دخل الغرفة ، و سلم عليّ . رددت السلام عليه ، و قد أخذتني هيبته حتى بـُهت و لم أقو على النطق بحرف . و ألقي في روعي أنه هو الامام بقية الله (روحي له الفداء).
قال لي (صلوات الله عليه ) : لأنك توسلت بالسيدة فاطمة الزهراء .. فقد استشفعت لك جدتي الصديقة الكبرى فاطمة (عليها السلام) لدى رسول الله صلى الله عليه و آله .. الذي حول إليّ أن أهبك ما أردت . ثم قال : انهض بأسرع ما يمكن وعُد إلى موطنك ، فإن زوجتك و أطفالك بانتظارك ، أنهم في ضائقة ، و قد أُصلح وضعك هناك.
قلت له : سيدي .. إن خادم المسجد كفيف البصر ، أفيمكن أن تمنحه الشفاء ؟
فقال : كلا . صلاحه أن يظل أعمى.
ثم قال لي : تعالى معي إلى المسجد .. نصلي.
قلت : طوع امرك – روحي لك الفداء.
ثم مضيت مع الامام (عليه السلام ) باتجاه المسجد حتى إذا وصلنا قريباً من البئر الكائنة عند باب المسجد (كانت لدى باب المسجد بثر قد حـُفرت ، لـُيلقي الناس فيها ما يكتبون من رسائلهم و عرائضهم للامام (عليه السلام ) ظهر رجل من داخل البئر ، فكلمه الامام بكلمات لم أتبينها .
ثم بدا شخص من داخل المسجد ، حاملاً بيده إناء فيه ماء . ناوله للامام فتوضأ به ، و أعطاني ما فضل منه قائلاً : توضأ أنت أيضاً بهذا الماء , و أطعته .. فتوضأت بالماء . ثم دخلت المسجد مع الامام.
و في الاثناء .. قلت للامام بقية الله (روحي فداه) متى يكون ظهوركم ؟ قال – و قد لحظت تغيراً على سيمائه : أنت لم تصل إلى مستوى أن تسأل هذا السؤال.
قلت : أريد أن أكون من أنصارك يا مولاي.
قال : إنك لكذلك . و لكنك لم تبلغ لأن تسأل عن مثل هذه الأمور.
و عقب هذين السؤالين .. فطنت إلى أن الامام (عليه السلام ) ليس في المسجد – لقد غاب عن نظري لكني أسمع صوته يقول لي : عائلتك تنتظرك . عجل بالذهاب .
يقول هذا الرجل – إن زوجته سيدة هاشمية .
المصدر
الكمالات الروحية
ربما لا يكون أمرؤ معنياً بتزكية نفسه .. لكن ما في داخله من عقائد صالحة يجعله موضعاً لمحبة الله (تبارك و تعالى) .. الذي سيورد عليه من بلاءات الدنيا و من شدائد العيش ما يصفي نفسه و يزكيها.
و على هذا .. فمن الخير للانسان ألا ينظر إلى مصاعب الحياة و مصائب الزمان بأذى و بغير ارتياح . ذلك أن ما يرد على المرء من البلاءات إما أن يكون تكفيراً عن ذنوبه و معاصيه ، أو انها نهج لتزكيته و لإيصاله إلى مقام القـُرب .. مما يجعله في مستوى لائق لأن يلتقي فيه بامام الزمان (عليه السلام ).
جاء في كتاب (مسجد جمكران) رواية عن سيد عبدالرحيم خادم مسجد جمكران – و كان قد كف بصره – قال فيها :
قبيل عام 1323 كان قد تفشى وباء طم الناس . في احد تلك الأيام وجدت في داخل المسجد رجلاً غريباً .. و هو في حالة طيبة من الضراعة و الاقبال . سألته عن اسمه و عما جاء به إلى هذا المكان .
قال : اسمي على اكبر – من طهران . اعمل كاسباً . كان أكثر بيعي لزبائني نسيئة لا نقداً . أما و قد حل بالناس هذا الوباء .. فقد مات كثير منهم ، و ضاعت لذلك أموالي و بقيت صفر اليدين . و قصدت الآن مسجد جمكران ؛ عسى أن يمن عليّ الامام الحجة ابن الحسن (عليه السلام ) بنظرة لطف و احسان .
مكث هذا الرجل في المسجد ثلاثة اشهر صابراً على الجوع و العبادة . و حين انقضت هذه الأشهر قال لي : تحسن حالي نوعاً ما ، و أريد الذهاب إلى كربلاء . و فعلاً مضى إلى كربلاء ماشياً على الأقدام . و بعد ستة أشهر عاد .. و قال : استبان لي أن علي أن انال بـُغيتي في مسجد جمكران . و سلخ هذه المرة ثلاثة اشهر أخرى ، في العبادة و التوسل بأهل البيت (عليهم السلام).
و في السادس من شهر رمضان 1323هـ قر قراره أن يذهب إلى قم ، و منها إلى طهران ؛ إذ أخبرني أنه قد فاز بما جاء من أجله . عندها طلبت منه أن يبيت تلك الليلة في داري ، و يغادر إلى طهران في الصباح.
استجاب لما طلبت . و في تلك الليلة سهرنا في الدار ، فرجوته خلالها أن يقص عليّ حكايته . قال : أحكيها لك أنت وحدك ؛ لأنك قد أحسنت إليّ ، و لأنك خادم مسجد جمكران.
خلال مدة إقامتي في مسجد جمكران اتفقت مع أحد سكنة قرية جمكران أن يؤتيني كل يوم رغيفاً من الخبز ، على أن أدفع له ثمن الخبز كله مرة واحدة فيما بعد .
و ذهبت يوماً إلى قرية جمكران – كالعادة – لأخذ رغيفي ، لكن هذا الرجل قال لي : لن أحول لك خبزاً بعد الآن ؛ فقد تراكم عليك الدّين .
و بقيت مدة .. و ما معي شيئ آكله . حتى أني اضطررت يوماً أن آكل من العشب النابت على حافة ساقة الماء . كانت حالتي الصحية تتردى يوماً بعد يوم . و في إحدى الليالي .. أحسست – و أنا في غرفة من غرف المسجد 0- أن لا طاقة لي على الحركة . لما انتصف الليل .. لاح لي ، من خلال النافذة ، نور ساطع عجيب آت من جهة (جبل الأخوين) . و من فرط هذا النور و شموله أنه كان يضيئ ذلكم الجبل على عظمته و ارتفاعه . كان النور يتضاعف شدة و إضاءة .. حتى فطنت إلى أن رجلاً يقف في تلك اللحظة وراء باب الغرفة ، و أن هذا النور ينبعث منه .
حملت نفسي على أي حال .. و فتحت الباب . وهناك لقيتُ سيداً ذا عظمة و جلال مدهش . دخل الغرفة ، و سلم عليّ . رددت السلام عليه ، و قد أخذتني هيبته حتى بـُهت و لم أقو على النطق بحرف . و ألقي في روعي أنه هو الامام بقية الله (روحي له الفداء).
قال لي (صلوات الله عليه ) : لأنك توسلت بالسيدة فاطمة الزهراء .. فقد استشفعت لك جدتي الصديقة الكبرى فاطمة (عليها السلام) لدى رسول الله صلى الله عليه و آله .. الذي حول إليّ أن أهبك ما أردت . ثم قال : انهض بأسرع ما يمكن وعُد إلى موطنك ، فإن زوجتك و أطفالك بانتظارك ، أنهم في ضائقة ، و قد أُصلح وضعك هناك.
قلت له : سيدي .. إن خادم المسجد كفيف البصر ، أفيمكن أن تمنحه الشفاء ؟
فقال : كلا . صلاحه أن يظل أعمى.
ثم قال لي : تعالى معي إلى المسجد .. نصلي.
قلت : طوع امرك – روحي لك الفداء.
ثم مضيت مع الامام (عليه السلام ) باتجاه المسجد حتى إذا وصلنا قريباً من البئر الكائنة عند باب المسجد (كانت لدى باب المسجد بثر قد حـُفرت ، لـُيلقي الناس فيها ما يكتبون من رسائلهم و عرائضهم للامام (عليه السلام ) ظهر رجل من داخل البئر ، فكلمه الامام بكلمات لم أتبينها .
ثم بدا شخص من داخل المسجد ، حاملاً بيده إناء فيه ماء . ناوله للامام فتوضأ به ، و أعطاني ما فضل منه قائلاً : توضأ أنت أيضاً بهذا الماء , و أطعته .. فتوضأت بالماء . ثم دخلت المسجد مع الامام.
و في الاثناء .. قلت للامام بقية الله (روحي فداه) متى يكون ظهوركم ؟ قال – و قد لحظت تغيراً على سيمائه : أنت لم تصل إلى مستوى أن تسأل هذا السؤال.
قلت : أريد أن أكون من أنصارك يا مولاي.
قال : إنك لكذلك . و لكنك لم تبلغ لأن تسأل عن مثل هذه الأمور.
و عقب هذين السؤالين .. فطنت إلى أن الامام (عليه السلام ) ليس في المسجد – لقد غاب عن نظري لكني أسمع صوته يقول لي : عائلتك تنتظرك . عجل بالذهاب .
يقول هذا الرجل – إن زوجته سيدة هاشمية .
المصدر
الكمالات الروحية