عبود مزهر الكرخي
04-05-2010, 12:39 PM
ماذا بعد الانتخابات؟الجزء الثاني/ ماذا فعل ساستنا العراقيون بعد الانتخابات!!
كنا قد تناولنا في الجزء الأول أداء مفوضية الانتخابات المستقلة وما رافق الانتخابات من سلبيات وأمور كثر اللغط والجدل عليها والتي لا زالت ولحد الآن نتجرع غصص ما جرى من فيها من أمور كثيرة كانت عبئاً ثقيلاً على شعبنا العراقي وبلدنا وشكلت بحد ذاتها نكسة وخيبة أمل كبيرة للمواطن العراقي في مجال العملية الديمقراطية والتي تشهد خطواتها الأولية في هذا المجال ولهذا كانت العملية الانتخابية ومارافقها من كل عوامل سلبية أثرت على كل ما يجري الآن من وضع محبط ومقلق لدى المواطن العراقي والذي نحصد نتائجه الآن.
ولنأتي الآن على ما يجري الآن على الساحة السياسية في بلدنا وخصوصاً ما يقوم ساستنا وأحزابنا من كل أمور هي لا تصب في صالح البلد وفي صالح شعبنا الصابر المجاهد الجريح.
من المعلوم أنه لحد الآن لم يتم المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية وهناك سباق ماراثوني من قبل كل الأحزاب على منصب رئيس الوزراء وكراسي الحكم فعد إن انتهت الانتخابات وظهور النتائج الأولية بدأ المحادثات والسجالات والتصريحات التي لا حصر لها ولا عد حول كيفية الوصول إلى اختيار رئيس الوزراء والتي كانت كل الكتل كلها على طرفي نقيض فيما بينها وبصورة جداً هائلة ونسوا كل ما بشروا من حملهم لهموم الشعب والوطن والخروج بهذا البلد من كل المحن والظروف التي يعيشها بل وأزداد بؤس ومحنة المواطن بما رافقها من فراغ دستوري وأمني جعلت من هذا الأمر إن يزداد العنف والمخففات في بغداد وباقي المحافظات ولكي تحصد أرواح الأبرياء لكي يدفعوا ضريبة الدم نتيجة لتصارع القوى السياسية في العراق والتي كثير منها لها أجندات تتلقاها من الخارج لكي يزيد من مأوساوية الوضع في العراق ولكي يتم خلق حالة من الإحباط النفسي والانكسار لدى الشارع العراقي في عدم جدوى العملية الديمقراطية في البلد وبالتالي ضرب تجربة الحكم الشيعي في العراقي من خلال تجربة الانتخابات ولتكون انجح وسيلة لتقويض هذه التجربة الجديدة وتنفيذ هذه الصفحة بمرافقة عدد الكبير من الصفحات التي يتم تنفيذها في البلد من عنف وخطف وقتل وتشويه للعملية السياسية وبث الإشاعات وبث الفرقة والتشرذم الخ من هذه الصفحات التي يعرفها شعبنا تمام المعرفة والتي يشارك بها كل دول الجوار والمنطقة وبضمنهم المحتل والأدوات موجودة في وجود السياسيين الذين ينفذون وبإخلاص كبير لهؤلاء الجهات المجرمة هذه المخططات الغارقة في وحل الخيانة والغدر وتنفيذها بكل دقة وتفنن في تخريب بلدنا العزيز ولا أدري لماذا هذا التسابق وكل المباحثات التي تجري على كراسي الحكم وصرنا في أيام عديدة نصبّح صباحنا على يوم دامي على أصوات الأنفجارات لكي تحصد العشرات من أبناء وطننا الأعزاء ولانسمع إلا صوت أصدر الاستنكارات والشجب لهذه الانفجارات والتي أكثرها خجولة وبعد هذه التصريحات يتم طي صفحة هذا العنف الدموي لكي يتم الخروج بتصريحات السباق على كرسي رئيس الوزراء وكراسي الحكم اللعينة والتي شكلت وبالاً ونقمة على شعبنا العراقي الجريح وأتساءل لماذا لم يقم أي من هؤلاء الذين فازوا بالانتخابات بزيارة مناطق التفجيرات أو زيارة عوائلهم أو مواساتهم وكذلك زيارة الجرحى وهم هؤلاء الذين بدمائهم تم صعود هؤلاء السياسيين وبفضل أصواتهم كان لهؤلاء شرف الوصول إلى كرسي الحكم الذين كانوا مستقتلين عليه وبذلوا قادتنا الغالي والنفيس في سبيل الوصول على كرسي الحكم الشيطاني ولكنهم نسوا ذلك وقالوا كما في مقولة أحد الحكام الطغاة(أنا ومن بعدي الطوفان) وهم نسوا شعبعم فأكيد إن شعبهم قد نساهم بل أنه سوف لن يلقي لهم بالاً وكما في قوله تعالى ((نسوا الله فنسيهم))فهم نسوا كل حدود الله وهم أكثر ما يكونون بعيداً عن ربهم وشعبهم بالرغم من كل ماتأزروا به من عباءات الدين والشعارات الدينية ودعواهم بالخشوع والدين وركضهم إلى النجف لمقابلة مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف)فهم قد عرفهم شعبهم وأصبحوا سلعة كاسدة ولا تجد لكل ما يروجون من شعارات وخطب وتصريحات من يقيم لها وزناً ويشتريها.
وهم قد صموا أذانهم وسدوا أفواههم وعموا قلوبهم عن شعبهم وأصبحوا فقط يسمعون فقط صوت الكراسي والنفعيات والمصالح الخاصة والمكاسب الضيقة والتي بهذه ممارساتهم فأنهم يسيرون ببلدنا إلى الهاوية وإلى وضع البلد والشعب في وضع لا يحسد عليه ولا يحمد عقباه والتي كل المؤشرات تدلل على صحة قولنا لهذا والذي لا نتمنى إن يسير البلد بهذا المنحى الخطير الذي لا يعلم إلا الله نهاية هذا النفق المظلم الذي يسيرونها بها قادتنا في العملية السياسية وكيف يتم الخروج من عنق الزجاجة التي نحن فيها والتي من خلال استقرائنا للأوضاع هو يكون بعيد المنال وللأسف الشديد.
ومن خلال ما أستجد بعد عملية الانتخابات اتضحت عدة مؤشرات مهمة برزت على الساحة السياسة في العراق ونتيجة السباق المحموم على كرسي رئيس الوزراء والكراسي الأخرى وسوف نعددها ونجملها كما يأتي :
المؤشر الأول : من المعلوم أنه في كل دول العلم ذات التجارب العالمية يوجد لدى الأحزاب الداخلة في العملية الديمقراطية برنامج سياسي واقتصادي يتم الدخول به للانتخابات ويتم أعداده على ضوء ظروف البلد وهو يتضمن تحسين الخدمات وتطوير البنى التحتية والنهوض بالواقع الاقتصادي والسياسي بالبلد وحتى تطوير طموحات والإنسان بصورة عامة ولكن ماذا نلاحظ في بلدنا نلاحظ إن كل الأحزاب والتيارات وتحت مختلف المسميات لا توجد لديهم برنامج سياسي واقتصادي للنهوض بالبلد وانتشاله من هذا الواقع المأساوي وتطوير قدرات شعبنا والنهوض من حالة البؤس والشقاء التي يمر فيها فقط التركيز في هذه المرحلة وحتى دخول الكتل إلى الانتخابات على من سيكون رئيس الوزراء وكذلك دخلت الانتخابات وليس لها برنامج سياسي واقتصادي محددة لكيفية الاضطلاع بمهماتها في حالة فوزها بالانتخابات.
ولنأخذ كمثال على ذلك فكتلة العراقية هي مزيج تضم من المسلمين المتشددين الذين ينضون تحت قائمة الذباحين والقتلة ومعهم البعثيين وكذلك العلمانيين وحتى قسم من الطائفيين والعنصريين أي هنا لا يجمعهم برنامج ورؤية مشتركة لبناء العراق إنما الآن هم أنهم يجاهرون ويصرحون باحقيتهم بتشكيل الحكومة وإن يكون منهم رئيس الوزراء ولكن لم يطرح أي شيء فيما يخص برنامجهم السياسي الاقتصادي.
ونأتي الآن إلى حزب الدعوة فهو حزب هل يدعو في دعوته على أسلمة العراق أم دعوة إلى المسلمين ثم لم يوضح هل هو يستند في طروحاته وعلى دعوته على فكر الشهيد الأول السيد (محمد باقر الصدر) وبناء الدولة على ضوء أفكاره وطروحاته في كتاب(اقتصادنا وفلسفتنا) فلا يوجد ماهو موضح في أفكارهم وعقيدتهم لحزبهم لبناء الدولة سياسياً واقتصادياً ولا يوجد لديهم برنامج بهذا الخصوص.
وحتى الائتلاف الوطني العراقي لا يوجد برنامج عمل محدد وإنما يعتمد في مسيرته ودخوله العملية السياسية على أسماء لامعة مثل سماحة السيد عمار الحكيم، ود.عادل عبد المهدي، وباقر جبر الزبيدي وغيرهم .
وهذا يندرج على باقي الأحزاب التي نلاحظ إن برامجها منصبة على كيفية تولي وترشيح السياسيين للمناصب الحكومية وأعضاء البرلمان وهذا المبدأ لا يجوز في العملية الديمقراطية التي نريد نرفع لوائها في العراق الجديد والتي لاينطبق الموجود في بلدنا مع كل ماهو موجود في العالم من تجارب ديمقراطية فمثلاً حزب العمال البريطاني يفتخر ومنذ الستينيات انه أصدر قانون التامين الصحي لشعبه ويجعله شعاراً له في كل انتخابات يدخل فيها ويعمل بكل إمكاناته لرفع نوعية ومستوى الخدمات للبريطانيين. وهذا الرئيس أوباما فاز في الانتخابات لأنه وعد الأمريكيين بتخفيض الضرائب والاهتمام بقطاع الخدمات وبالذات التعليم والصحة ووعوده بأنهاء الوجود العسكري في العراق واللجوء إلى سياسة السلم والاعتدال وقد جعله ذلك لأن يفوز وإن يكون اول رئيس زنجي يصعد إلى رئاسة الجمهورية في أمريكا.
فمن هنا يجب التوجه للشعب والالتصاق بهم لاالجري والبحث عن كرسي العراقي البسيط بالتالي شعبنا الصابر المجاهد الجريح وإن يسارعوا بخدمة شعبهم الذي عاني ما عانى من صراعاتهم ومهاتراتهم لأن شعبنا عندما أعطاهم ثقته لهؤلاء لكي يتم خدمتهم وهذا ما تنص كل الأديان والشرائع السماوية والالحكم والتصارع وكسر العظام التي تجري الآن وبلا رحمة بين الكتل يكتوي بنارها المواطن قوانين الوضعية إلا توجد مقولة في العالم كله إن رئيس الجمهورية هو أكبر خادم للشعب نزولاً إلى أدنى مستوى في الدولة ولكن هذا المبدأ ومع الأسف الشديد غائب عن ذهن قادتنا السياسيين الذي يعتبرون عملهم هو تشريفي وليس تكليفي ولنا في أسوة عظيمة في رجل الدولة الأول في العالم سيدي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الذي كان في أخر الليل من خلافته وفي كل يوم يقوم بكنس بيت المال من الأموال ويوزعها على عموم المسلمين وبالذات فقرائهم وهو الذي ساوى في عطائه وعطاء ولاته مع عطاء المسلمين كافة لكي يضمن العدالة في توزيع العطايا ومرتبات المسلمين فنقول لساستنا أين أنتم من عدالة أمير المؤمنين وزهده وتقشفه؟ الذي طلق الدنيا ثلاث مرات ولم تغره الصفراء لا البيضاء فأين انتم من ذلك؟ يامن لبستم عباءة الدين وتستترون بكل القيم والمقولات التي لا عد ولا حصر لها عندكم من أعمال ومقولات نبينا الأكرم محمد(ص) مروراً بأمام المتقين أمير المؤمنين إلى أئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم اجمعين) التي تتخذونها كلام فقط ولايتم العمل بها لأي درجة من الدرجات.
وبما إن الموضوع قد أصبح طويلاً فلنا وقفة أخرى مع هذا الموضوع لإكمال أهم المؤشرات التي طفت على الساحة السياسية في العراق إن كان لنا في العمر بقية أنشاءالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنا قد تناولنا في الجزء الأول أداء مفوضية الانتخابات المستقلة وما رافق الانتخابات من سلبيات وأمور كثر اللغط والجدل عليها والتي لا زالت ولحد الآن نتجرع غصص ما جرى من فيها من أمور كثيرة كانت عبئاً ثقيلاً على شعبنا العراقي وبلدنا وشكلت بحد ذاتها نكسة وخيبة أمل كبيرة للمواطن العراقي في مجال العملية الديمقراطية والتي تشهد خطواتها الأولية في هذا المجال ولهذا كانت العملية الانتخابية ومارافقها من كل عوامل سلبية أثرت على كل ما يجري الآن من وضع محبط ومقلق لدى المواطن العراقي والذي نحصد نتائجه الآن.
ولنأتي الآن على ما يجري الآن على الساحة السياسية في بلدنا وخصوصاً ما يقوم ساستنا وأحزابنا من كل أمور هي لا تصب في صالح البلد وفي صالح شعبنا الصابر المجاهد الجريح.
من المعلوم أنه لحد الآن لم يتم المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية وهناك سباق ماراثوني من قبل كل الأحزاب على منصب رئيس الوزراء وكراسي الحكم فعد إن انتهت الانتخابات وظهور النتائج الأولية بدأ المحادثات والسجالات والتصريحات التي لا حصر لها ولا عد حول كيفية الوصول إلى اختيار رئيس الوزراء والتي كانت كل الكتل كلها على طرفي نقيض فيما بينها وبصورة جداً هائلة ونسوا كل ما بشروا من حملهم لهموم الشعب والوطن والخروج بهذا البلد من كل المحن والظروف التي يعيشها بل وأزداد بؤس ومحنة المواطن بما رافقها من فراغ دستوري وأمني جعلت من هذا الأمر إن يزداد العنف والمخففات في بغداد وباقي المحافظات ولكي تحصد أرواح الأبرياء لكي يدفعوا ضريبة الدم نتيجة لتصارع القوى السياسية في العراق والتي كثير منها لها أجندات تتلقاها من الخارج لكي يزيد من مأوساوية الوضع في العراق ولكي يتم خلق حالة من الإحباط النفسي والانكسار لدى الشارع العراقي في عدم جدوى العملية الديمقراطية في البلد وبالتالي ضرب تجربة الحكم الشيعي في العراقي من خلال تجربة الانتخابات ولتكون انجح وسيلة لتقويض هذه التجربة الجديدة وتنفيذ هذه الصفحة بمرافقة عدد الكبير من الصفحات التي يتم تنفيذها في البلد من عنف وخطف وقتل وتشويه للعملية السياسية وبث الإشاعات وبث الفرقة والتشرذم الخ من هذه الصفحات التي يعرفها شعبنا تمام المعرفة والتي يشارك بها كل دول الجوار والمنطقة وبضمنهم المحتل والأدوات موجودة في وجود السياسيين الذين ينفذون وبإخلاص كبير لهؤلاء الجهات المجرمة هذه المخططات الغارقة في وحل الخيانة والغدر وتنفيذها بكل دقة وتفنن في تخريب بلدنا العزيز ولا أدري لماذا هذا التسابق وكل المباحثات التي تجري على كراسي الحكم وصرنا في أيام عديدة نصبّح صباحنا على يوم دامي على أصوات الأنفجارات لكي تحصد العشرات من أبناء وطننا الأعزاء ولانسمع إلا صوت أصدر الاستنكارات والشجب لهذه الانفجارات والتي أكثرها خجولة وبعد هذه التصريحات يتم طي صفحة هذا العنف الدموي لكي يتم الخروج بتصريحات السباق على كرسي رئيس الوزراء وكراسي الحكم اللعينة والتي شكلت وبالاً ونقمة على شعبنا العراقي الجريح وأتساءل لماذا لم يقم أي من هؤلاء الذين فازوا بالانتخابات بزيارة مناطق التفجيرات أو زيارة عوائلهم أو مواساتهم وكذلك زيارة الجرحى وهم هؤلاء الذين بدمائهم تم صعود هؤلاء السياسيين وبفضل أصواتهم كان لهؤلاء شرف الوصول إلى كرسي الحكم الذين كانوا مستقتلين عليه وبذلوا قادتنا الغالي والنفيس في سبيل الوصول على كرسي الحكم الشيطاني ولكنهم نسوا ذلك وقالوا كما في مقولة أحد الحكام الطغاة(أنا ومن بعدي الطوفان) وهم نسوا شعبعم فأكيد إن شعبهم قد نساهم بل أنه سوف لن يلقي لهم بالاً وكما في قوله تعالى ((نسوا الله فنسيهم))فهم نسوا كل حدود الله وهم أكثر ما يكونون بعيداً عن ربهم وشعبهم بالرغم من كل ماتأزروا به من عباءات الدين والشعارات الدينية ودعواهم بالخشوع والدين وركضهم إلى النجف لمقابلة مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف)فهم قد عرفهم شعبهم وأصبحوا سلعة كاسدة ولا تجد لكل ما يروجون من شعارات وخطب وتصريحات من يقيم لها وزناً ويشتريها.
وهم قد صموا أذانهم وسدوا أفواههم وعموا قلوبهم عن شعبهم وأصبحوا فقط يسمعون فقط صوت الكراسي والنفعيات والمصالح الخاصة والمكاسب الضيقة والتي بهذه ممارساتهم فأنهم يسيرون ببلدنا إلى الهاوية وإلى وضع البلد والشعب في وضع لا يحسد عليه ولا يحمد عقباه والتي كل المؤشرات تدلل على صحة قولنا لهذا والذي لا نتمنى إن يسير البلد بهذا المنحى الخطير الذي لا يعلم إلا الله نهاية هذا النفق المظلم الذي يسيرونها بها قادتنا في العملية السياسية وكيف يتم الخروج من عنق الزجاجة التي نحن فيها والتي من خلال استقرائنا للأوضاع هو يكون بعيد المنال وللأسف الشديد.
ومن خلال ما أستجد بعد عملية الانتخابات اتضحت عدة مؤشرات مهمة برزت على الساحة السياسة في العراق ونتيجة السباق المحموم على كرسي رئيس الوزراء والكراسي الأخرى وسوف نعددها ونجملها كما يأتي :
المؤشر الأول : من المعلوم أنه في كل دول العلم ذات التجارب العالمية يوجد لدى الأحزاب الداخلة في العملية الديمقراطية برنامج سياسي واقتصادي يتم الدخول به للانتخابات ويتم أعداده على ضوء ظروف البلد وهو يتضمن تحسين الخدمات وتطوير البنى التحتية والنهوض بالواقع الاقتصادي والسياسي بالبلد وحتى تطوير طموحات والإنسان بصورة عامة ولكن ماذا نلاحظ في بلدنا نلاحظ إن كل الأحزاب والتيارات وتحت مختلف المسميات لا توجد لديهم برنامج سياسي واقتصادي للنهوض بالبلد وانتشاله من هذا الواقع المأساوي وتطوير قدرات شعبنا والنهوض من حالة البؤس والشقاء التي يمر فيها فقط التركيز في هذه المرحلة وحتى دخول الكتل إلى الانتخابات على من سيكون رئيس الوزراء وكذلك دخلت الانتخابات وليس لها برنامج سياسي واقتصادي محددة لكيفية الاضطلاع بمهماتها في حالة فوزها بالانتخابات.
ولنأخذ كمثال على ذلك فكتلة العراقية هي مزيج تضم من المسلمين المتشددين الذين ينضون تحت قائمة الذباحين والقتلة ومعهم البعثيين وكذلك العلمانيين وحتى قسم من الطائفيين والعنصريين أي هنا لا يجمعهم برنامج ورؤية مشتركة لبناء العراق إنما الآن هم أنهم يجاهرون ويصرحون باحقيتهم بتشكيل الحكومة وإن يكون منهم رئيس الوزراء ولكن لم يطرح أي شيء فيما يخص برنامجهم السياسي الاقتصادي.
ونأتي الآن إلى حزب الدعوة فهو حزب هل يدعو في دعوته على أسلمة العراق أم دعوة إلى المسلمين ثم لم يوضح هل هو يستند في طروحاته وعلى دعوته على فكر الشهيد الأول السيد (محمد باقر الصدر) وبناء الدولة على ضوء أفكاره وطروحاته في كتاب(اقتصادنا وفلسفتنا) فلا يوجد ماهو موضح في أفكارهم وعقيدتهم لحزبهم لبناء الدولة سياسياً واقتصادياً ولا يوجد لديهم برنامج بهذا الخصوص.
وحتى الائتلاف الوطني العراقي لا يوجد برنامج عمل محدد وإنما يعتمد في مسيرته ودخوله العملية السياسية على أسماء لامعة مثل سماحة السيد عمار الحكيم، ود.عادل عبد المهدي، وباقر جبر الزبيدي وغيرهم .
وهذا يندرج على باقي الأحزاب التي نلاحظ إن برامجها منصبة على كيفية تولي وترشيح السياسيين للمناصب الحكومية وأعضاء البرلمان وهذا المبدأ لا يجوز في العملية الديمقراطية التي نريد نرفع لوائها في العراق الجديد والتي لاينطبق الموجود في بلدنا مع كل ماهو موجود في العالم من تجارب ديمقراطية فمثلاً حزب العمال البريطاني يفتخر ومنذ الستينيات انه أصدر قانون التامين الصحي لشعبه ويجعله شعاراً له في كل انتخابات يدخل فيها ويعمل بكل إمكاناته لرفع نوعية ومستوى الخدمات للبريطانيين. وهذا الرئيس أوباما فاز في الانتخابات لأنه وعد الأمريكيين بتخفيض الضرائب والاهتمام بقطاع الخدمات وبالذات التعليم والصحة ووعوده بأنهاء الوجود العسكري في العراق واللجوء إلى سياسة السلم والاعتدال وقد جعله ذلك لأن يفوز وإن يكون اول رئيس زنجي يصعد إلى رئاسة الجمهورية في أمريكا.
فمن هنا يجب التوجه للشعب والالتصاق بهم لاالجري والبحث عن كرسي العراقي البسيط بالتالي شعبنا الصابر المجاهد الجريح وإن يسارعوا بخدمة شعبهم الذي عاني ما عانى من صراعاتهم ومهاتراتهم لأن شعبنا عندما أعطاهم ثقته لهؤلاء لكي يتم خدمتهم وهذا ما تنص كل الأديان والشرائع السماوية والالحكم والتصارع وكسر العظام التي تجري الآن وبلا رحمة بين الكتل يكتوي بنارها المواطن قوانين الوضعية إلا توجد مقولة في العالم كله إن رئيس الجمهورية هو أكبر خادم للشعب نزولاً إلى أدنى مستوى في الدولة ولكن هذا المبدأ ومع الأسف الشديد غائب عن ذهن قادتنا السياسيين الذي يعتبرون عملهم هو تشريفي وليس تكليفي ولنا في أسوة عظيمة في رجل الدولة الأول في العالم سيدي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الذي كان في أخر الليل من خلافته وفي كل يوم يقوم بكنس بيت المال من الأموال ويوزعها على عموم المسلمين وبالذات فقرائهم وهو الذي ساوى في عطائه وعطاء ولاته مع عطاء المسلمين كافة لكي يضمن العدالة في توزيع العطايا ومرتبات المسلمين فنقول لساستنا أين أنتم من عدالة أمير المؤمنين وزهده وتقشفه؟ الذي طلق الدنيا ثلاث مرات ولم تغره الصفراء لا البيضاء فأين انتم من ذلك؟ يامن لبستم عباءة الدين وتستترون بكل القيم والمقولات التي لا عد ولا حصر لها عندكم من أعمال ومقولات نبينا الأكرم محمد(ص) مروراً بأمام المتقين أمير المؤمنين إلى أئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم اجمعين) التي تتخذونها كلام فقط ولايتم العمل بها لأي درجة من الدرجات.
وبما إن الموضوع قد أصبح طويلاً فلنا وقفة أخرى مع هذا الموضوع لإكمال أهم المؤشرات التي طفت على الساحة السياسية في العراق إن كان لنا في العمر بقية أنشاءالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.