rafedy
07-05-2010, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جلست السمكة الحكيمة مع بناتها الصغار تحكي لهن شيئاً من خبرتها في الحياة .. فالتفتت إليها ابنتها الصغرى وقالت في براءة الصغار : لماذا لا نعيش يا أمي على اليابسة كباقي المخلوقات ؟!. فقالت لها الأم : اسمعي يا صغيرتي : إن الله تعالى حينما خلق المخلوقات لم يخلقهم على شاكلة واحدة ولا على نسق متشابه .. بل خلقهم متنوعين متباينين .. فمنهم من يعيش على الأرض .. ومنهم من يطير في الهواء .. ومنهم من يحيا في الماء .. كل ذلك ليتم الإبداع ويتكامل الجمال في الكون .. فلو خلق الله الحياة والأحياء على نسق واحد لملها الناس .. ولما تم جمالها ... فنظرت الابنة الوسطى إلى أمها وقالت : يا أمي .. لماذا يأكل السمك الكبير السمك الصغير ؟! .
قالت لها الأم الحكيمة : وهذا يا ابنتي من حكمة الخالق الحكيم.. أن يسخر بعض المخلوقات لبعض فيجعل هذا طعاماً لذاك .. وهذا يخدم ذلك .. فلو جعل كل المخلوقات على طبقة واحدة لما وجد السلطان من يخدمه .. ولا المريض من يطببه .. ولا المتعلم من يعلمه .. ولا الصياد ما يأكله.. وحينما وصل الحديث إلى ذكر الصياد .. نظرت الابنة الكبرى إلى أمها .. وقالت لها : أمي .. من هو الصياد الذي طالما سمعت عنه من صديقاتي .. ؟ وطالما يقلن لي : احذري من الصياد.. وشبكة الصياد .. وحيل الصياد .. عند ذلك نظرت السمكة الحكيمة .. وقالت : يا ابنتي سؤالك عن الصياد أهاج شجوني وأحزاني .. فكم من صديقاتي اختفين ولم نعثر لهن على أثر .. وحينما كنا نسأل يقال لنا ربما وقعن في شبكة الصياد .. فازداد فضول الابنة وقالت لأمها : ألم تشاهدي هذا الصياد يا أمي ؟ قالت : بلى يا ابنتي .. لقد خُدعت مرة والتقمت الطُعم .. وجذب الصياد شبكته ولكن لحسن حظي .. سقطت من الشبكة وهو يخرجها .. ردت الابنة .. صفي لنا هذا الصياد يا أمي .. قالت الأم : الصياد رجل فارع الطول وافر العضلات له شاربان كبيران .. يمسك بالشبكة أو\" بالسنارة \" ويضع في آخرها طُع ماً .. وبجواره مكتل يضع فيه الأسماك التي يخرجها من الماء .. ثم بجواره وعاء كبير به مادة ثقيلة يسمونها الزيت ويشعل تحت هذا الزيت ناراً حتى يسخن بشدة ثم يأخذ السمكة ويرميها في هذا الوعاء المظلم فتقعقع عظامها .. ويذوب لحمها .. وبعدها يرمي ما تبقى من عظامنا لحيوانات صغيره لديه تسمى القطط .. فقالت الابنة باستغراب ولماذا لم تحذري صديقاتك بما رأيت من ظلم وقسوة هذا الصياد.. ردت الأم حذرتهن كثيراً وقلت لهن : إن السمكة العاقلة لا تقع ولو نصبت لها شباك من حرير . . لكنهن يقلن دعينا نجرب .. ولن يغني حذر من قدر .. وهكذا تأخذهن التجربة إلى هلاكهن .. ولا يتعظن بمن يخلص النصح لهن .. تماماً كبني الإنسان .. جاء التحذير لهن من الدنيا وفتنتها .. لكن يقلن دعنا نجرب ..فيا بُنياتي .. كن من الخطر على بصر.. ومن العدو على حذر .
جلست السمكة الحكيمة مع بناتها الصغار تحكي لهن شيئاً من خبرتها في الحياة .. فالتفتت إليها ابنتها الصغرى وقالت في براءة الصغار : لماذا لا نعيش يا أمي على اليابسة كباقي المخلوقات ؟!. فقالت لها الأم : اسمعي يا صغيرتي : إن الله تعالى حينما خلق المخلوقات لم يخلقهم على شاكلة واحدة ولا على نسق متشابه .. بل خلقهم متنوعين متباينين .. فمنهم من يعيش على الأرض .. ومنهم من يطير في الهواء .. ومنهم من يحيا في الماء .. كل ذلك ليتم الإبداع ويتكامل الجمال في الكون .. فلو خلق الله الحياة والأحياء على نسق واحد لملها الناس .. ولما تم جمالها ... فنظرت الابنة الوسطى إلى أمها وقالت : يا أمي .. لماذا يأكل السمك الكبير السمك الصغير ؟! .
قالت لها الأم الحكيمة : وهذا يا ابنتي من حكمة الخالق الحكيم.. أن يسخر بعض المخلوقات لبعض فيجعل هذا طعاماً لذاك .. وهذا يخدم ذلك .. فلو جعل كل المخلوقات على طبقة واحدة لما وجد السلطان من يخدمه .. ولا المريض من يطببه .. ولا المتعلم من يعلمه .. ولا الصياد ما يأكله.. وحينما وصل الحديث إلى ذكر الصياد .. نظرت الابنة الكبرى إلى أمها .. وقالت لها : أمي .. من هو الصياد الذي طالما سمعت عنه من صديقاتي .. ؟ وطالما يقلن لي : احذري من الصياد.. وشبكة الصياد .. وحيل الصياد .. عند ذلك نظرت السمكة الحكيمة .. وقالت : يا ابنتي سؤالك عن الصياد أهاج شجوني وأحزاني .. فكم من صديقاتي اختفين ولم نعثر لهن على أثر .. وحينما كنا نسأل يقال لنا ربما وقعن في شبكة الصياد .. فازداد فضول الابنة وقالت لأمها : ألم تشاهدي هذا الصياد يا أمي ؟ قالت : بلى يا ابنتي .. لقد خُدعت مرة والتقمت الطُعم .. وجذب الصياد شبكته ولكن لحسن حظي .. سقطت من الشبكة وهو يخرجها .. ردت الابنة .. صفي لنا هذا الصياد يا أمي .. قالت الأم : الصياد رجل فارع الطول وافر العضلات له شاربان كبيران .. يمسك بالشبكة أو\" بالسنارة \" ويضع في آخرها طُع ماً .. وبجواره مكتل يضع فيه الأسماك التي يخرجها من الماء .. ثم بجواره وعاء كبير به مادة ثقيلة يسمونها الزيت ويشعل تحت هذا الزيت ناراً حتى يسخن بشدة ثم يأخذ السمكة ويرميها في هذا الوعاء المظلم فتقعقع عظامها .. ويذوب لحمها .. وبعدها يرمي ما تبقى من عظامنا لحيوانات صغيره لديه تسمى القطط .. فقالت الابنة باستغراب ولماذا لم تحذري صديقاتك بما رأيت من ظلم وقسوة هذا الصياد.. ردت الأم حذرتهن كثيراً وقلت لهن : إن السمكة العاقلة لا تقع ولو نصبت لها شباك من حرير . . لكنهن يقلن دعينا نجرب .. ولن يغني حذر من قدر .. وهكذا تأخذهن التجربة إلى هلاكهن .. ولا يتعظن بمن يخلص النصح لهن .. تماماً كبني الإنسان .. جاء التحذير لهن من الدنيا وفتنتها .. لكن يقلن دعنا نجرب ..فيا بُنياتي .. كن من الخطر على بصر.. ومن العدو على حذر .