عيمي كويتي
10-05-2010, 07:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و على ال محمد
قرات بحث جدا رائع للشيخ حبيب الكاظمي
حيث يتحدث عن فلسفة البلاء و كيفية التعامل معها
و انشاء الله اخواني و خواتي تستفيدون من هذه البحث الرائع عن البلاء
س1/نود إعطاؤنا فكرة مختصرة عن فلسفة البلاء، لنتعلم كيف نوطن أنفسنا على تحمل أنواع البلاءات المختلفة؟..
إن الحياة الدنيا بطبيعتها محدودة الموارد، ومن الطبيعي أن يبتلى الإنسان في كل مرحلة من مراحل حياته بالانتكاسة.. حيث أن البلاء سنّة إلهية، ولو كان معفيا لكان الأنبياء أولى بذلك العفو. حتى النبي الأكرم (ص) لم يحقق كل أمانيه، إذ كان يتمنى دولة إسلامية خالية من المنافقين، والمرجفين، وأعداء الدين، وخالية من اليهود والنصارى.. وكذلك كان كل الأنبياء السلف، فهذا نبي الله نوح (ع) عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً -بنص القرآن الكريم- وما آمن معه إلا قليل.. فإذن، لابد من استيعاب فلسفة البلاء.. ونورد هنا بعض النقاط:
* تصور البعد الزمني: إن الإنسان عندما يحكم على بلاء بحسن أو سوء، عليه أن يتصور أنه سيواجه سلسلة من البلاءات في خط طويل لا نهاية له: هنالك عالم البرزخ، لا ندري كم يمتد من السنين، وعرصات القيامة، واجتياز الصراط، وهنالك موقف الحساب، ودخول الجنة والنار.. فالذي يتذكر كل هذه الأمور.. هل يمكن أن يقيس المحدود باللامحدود؟!.. هل يمكن أن يقيس النهاية باللانهاية؟!..
* مبدأ التكاسر: بمعنى أن الإنسان لو كان لديه شيئاً ثميناً يتضمن ما هو أثمن.. تُرى ماذا عليه أن يعمل، أيحتفظ بالثمين أم يضحي به لأجل ما هو أثمن؟!.. إن الرب جلا وعلا ليس من فعله إلا الجميل، يدبر الأمور بحكمة بحسب ما تقتضيه مصلحة عبده المؤمن.. قد يتأذى الإنسان بنظرته القاصرة عند تعرضه لأمر ما، في حين أنه لو أطلق العنان لبصره، لرأى رحمة الله تعالى في دفع ما هو أشد وأعظم عنه، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ}.. كمثل الذي يبتلى بفقد ابن عزيز، فيصعب عليه هذا الأمر كثيراً، فيغفل أن ما وراء ذلك أسباب وأسباب من الرحمة الإلهية العظمى، كما نقرأ في القرآن الكريم تبرير الخضر (ع) لموسى (ع) في قتله للغلام: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}.
* رفع الدرجات: إن الإنسان بطبعه متثاقل إلى الأرض، يميل إلى الراحة والدعة، قليل الهمة.. والله سبحانه وتعالى كريم يحب عباده، ويريد لهم الدرجات العلا.. وبالتالي، يبتليهم ليعوّض هذا التقصير.
* تكفير الذنوب: ما أحلم الرب بعباده!.. تراه يتصالح مع عبده العاصي بتعريضه لهبَّات بسيطة؛ تكفر له الخطايا، وتقربه لربه، وتوقظه من غفلته، وتذكره بعجزه وضعفه أمام قوة المقتدر الجبار، وأنه لا حول ولا قوة له إلا بالله العلي العظيم.
* التزهيد في الدنيا، وصلابة الدين، وتربية الروح: إن الله عز وجل يحب أن يسمع صوت عبده المؤمن؛ فيثجه بالبلاء ثجاً؛ حتى لا يركن إلى الدنيا، ويهوى متاعها الزائل.. وبالتالي، فإنه يرتقي به مدارج الكمال .. قال الباقر (ع): (إنّ الله عزّ وجلّ لَيتعاهد المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة.. ويحميه الدنيا، كما يحمي الطبيب المريض).
س2/ هناك أنواع للبلاء منها: الانتقامي، وما يكون رفع للدرجة، وآخر تكفير للسيئات.. كيف لنا أن نميز بين هذه الأنواع؟..
الإنسان إذا ما أصيب ببلاء في نفسه، أو في أهله، والأهم من ذلك في دينه؛ فليعمل جرداً شاملاً لعمله، ولينظر ما هي الأسباب والموجبات.. فإن وجد هنالك ما يوجب هذا البلاء، فهو انتقام وغضب إلهي، كما قال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}.. ومضمون بعض الروايات أن الله عز وجل ليمهل العبد إذا عمل السيئة سبع ساعات حتى يستغفر، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحة، فإذا تاب غفر له، ولم تكتب عليه السيئة.. فإذن، طريقة التخلص من البلاء الانتقامي: هو دراسة موجبات ذلك، ومحاولة التخلص منها بالمحاسبة والمراقبة.
س3/ (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل.. يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء).. ما سبب ابتلاء الله للأنبياء بالبلايا الكثيرة؟..
إن بلاء الأنبياء هو رفع للدرجة، ولإثبات صدق العبودية.. ثم إن الأنبياء هم قادة الأمم، فلابد أن يكونوا على مستوى راقٍ جداً من الصلابة والأخلاق الروحية العالية.. لذا نلاحظ بأن الله تعالى يربي أنبياءه، ويصنعهم على عينه؛ لتأهيلهم إلى تحمل أعباء المهمة الرسالية الثقيلة والعظيمة.. إن النبي الأكرم (ص) تعرض لإيذاء قريش ومؤامراتهم في بداية الدعوة، علاوة على الأذى النفسي -أرواحنا له الفداء- حيث وُصف بأنه: شاعر، وكاهن، ومجنون، وينطق عن الهوى.. حتى قال عن نفسه (ص): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت).. من منا يتحمل مثل هذه الأوصاف؟!.. وهنا إشارة إلى أن الإنسان الرسالي الذي يحمل على عاتقه هم الدين، لابد وأن يدفع ضريبة هذا المنصب، بأن يكون على مستوى يعتد به من التحمل والصبر على المخالفين، الذين يكيدون له العداوة، أو الجهال الذين هم دونه في المستوى.
س4/ ما الفرق بين حالة الصبر وحالة الرضا عند نزول البلاء؟..
حالة الصبر: هي الاستسلام للقضاء والقدر، مع وجود الكره الباطني في النفس.
حالة الرضا: هي حالة راقية، وهي أن يوافق ميل العبد ما يرضاه له ربه سبحانه وتعالى.
* ومن الجميل أن نذكر ما نقل عن إبراهيم الخليل (ع): (أنه عندما رمي بالمنجنيق، فتلقاه جبرئيل في الهواء فقال: هل لك من حاجة؟.. فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل!.. فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار، فإنّ خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد.. وأتاه ملك الريح، فقال: لو شئت طيّرت النار، قال: لا أريد.. فقال جبرئيل: فاسأل الله!.. فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي).
* أيضاً مما ينقل عن سيد الشهداء (ع): (أنه كلما اشتد عليه البلاء، أشرق لونه الشريف).
* كذلك سيدتنا زينب (ع) عندما قالت مقولتها الخالدة، التي تنم عن رضاها بما جرى في يوم عاشوراء، وتسليمها لمشية الله تعالى: (ما رأيت إلا جميلا).. رزقنا الله تعالى هذه المرتبة العالية من الرضا والتسليم بمنه وكرمه.
س5/ ما هي الحالة النفسية المطلوبة للإنسان عند نزول البلاء؟..
أريد أن ألفت النظر إلى أمر مهم جداً وهو: أن الحالة النفسية المتميزة التي يعيشها الإنسان عند نزول البلاء مع رب العالمين، لو أن إنساناً احتفظ بهذه الصورة في ذهنه ليتذكرها بعد حين، لوجد معنى هذا القول، وتمنى أن تعود له تلك الحالة الجميلة من القرب والتذلل.
ثم إن الإنسان عليه أن يعيش حالة الرضا والتسليم بما قدره الله تعالى (ولعل الذي أبطأ عني خير لي، لعلمه بعاقبة الأمور).. وعلى أقل التقادير ينبغي الصبر أو التصبر، والتجاوز عن كل ما يسخط الرب جلا وعلا.
س6/ هل من المناسب أن يطلب الإنسان من ربه البلاء؟..
طبعاً لا، فالإنسان المؤمن يطلب من الله تعالى العافية؛ لأن العافية أوسع من البلاء.. والشاهد على ذلك هو هذا المقطع في مناجاة للإمام السجاد (ع) حيث يقول: (وَصُنْ وَجْهِي بِاليَسارِ، وَلا تَبْتَذِلْ جاهِي بالإقتار؛ فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ، وَأَسْتَعْطِيَ شِرارَ خَلْقِكَ.. فَافْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطانِي، وَأُبْتَلِيَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الإعطاء وَالمَنْعِ.. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ!.. وَارْزُقْنِي صِحَّةً فِي عِبادَةٍ، وَفَراغا فِي زَهادَةٍ، وَعِلْماً فِي اسْتِعْمالِ، وَوَرَعا فِي إِجْمالٍ)!..
هذه مقتطفات من محاضرة الشيح حبيب الكاظمي أعلى الله مقامه
اخوكم عيمي
منقول
اللهم صلي على محمد و على ال محمد
قرات بحث جدا رائع للشيخ حبيب الكاظمي
حيث يتحدث عن فلسفة البلاء و كيفية التعامل معها
و انشاء الله اخواني و خواتي تستفيدون من هذه البحث الرائع عن البلاء
س1/نود إعطاؤنا فكرة مختصرة عن فلسفة البلاء، لنتعلم كيف نوطن أنفسنا على تحمل أنواع البلاءات المختلفة؟..
إن الحياة الدنيا بطبيعتها محدودة الموارد، ومن الطبيعي أن يبتلى الإنسان في كل مرحلة من مراحل حياته بالانتكاسة.. حيث أن البلاء سنّة إلهية، ولو كان معفيا لكان الأنبياء أولى بذلك العفو. حتى النبي الأكرم (ص) لم يحقق كل أمانيه، إذ كان يتمنى دولة إسلامية خالية من المنافقين، والمرجفين، وأعداء الدين، وخالية من اليهود والنصارى.. وكذلك كان كل الأنبياء السلف، فهذا نبي الله نوح (ع) عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً -بنص القرآن الكريم- وما آمن معه إلا قليل.. فإذن، لابد من استيعاب فلسفة البلاء.. ونورد هنا بعض النقاط:
* تصور البعد الزمني: إن الإنسان عندما يحكم على بلاء بحسن أو سوء، عليه أن يتصور أنه سيواجه سلسلة من البلاءات في خط طويل لا نهاية له: هنالك عالم البرزخ، لا ندري كم يمتد من السنين، وعرصات القيامة، واجتياز الصراط، وهنالك موقف الحساب، ودخول الجنة والنار.. فالذي يتذكر كل هذه الأمور.. هل يمكن أن يقيس المحدود باللامحدود؟!.. هل يمكن أن يقيس النهاية باللانهاية؟!..
* مبدأ التكاسر: بمعنى أن الإنسان لو كان لديه شيئاً ثميناً يتضمن ما هو أثمن.. تُرى ماذا عليه أن يعمل، أيحتفظ بالثمين أم يضحي به لأجل ما هو أثمن؟!.. إن الرب جلا وعلا ليس من فعله إلا الجميل، يدبر الأمور بحكمة بحسب ما تقتضيه مصلحة عبده المؤمن.. قد يتأذى الإنسان بنظرته القاصرة عند تعرضه لأمر ما، في حين أنه لو أطلق العنان لبصره، لرأى رحمة الله تعالى في دفع ما هو أشد وأعظم عنه، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ}.. كمثل الذي يبتلى بفقد ابن عزيز، فيصعب عليه هذا الأمر كثيراً، فيغفل أن ما وراء ذلك أسباب وأسباب من الرحمة الإلهية العظمى، كما نقرأ في القرآن الكريم تبرير الخضر (ع) لموسى (ع) في قتله للغلام: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}.
* رفع الدرجات: إن الإنسان بطبعه متثاقل إلى الأرض، يميل إلى الراحة والدعة، قليل الهمة.. والله سبحانه وتعالى كريم يحب عباده، ويريد لهم الدرجات العلا.. وبالتالي، يبتليهم ليعوّض هذا التقصير.
* تكفير الذنوب: ما أحلم الرب بعباده!.. تراه يتصالح مع عبده العاصي بتعريضه لهبَّات بسيطة؛ تكفر له الخطايا، وتقربه لربه، وتوقظه من غفلته، وتذكره بعجزه وضعفه أمام قوة المقتدر الجبار، وأنه لا حول ولا قوة له إلا بالله العلي العظيم.
* التزهيد في الدنيا، وصلابة الدين، وتربية الروح: إن الله عز وجل يحب أن يسمع صوت عبده المؤمن؛ فيثجه بالبلاء ثجاً؛ حتى لا يركن إلى الدنيا، ويهوى متاعها الزائل.. وبالتالي، فإنه يرتقي به مدارج الكمال .. قال الباقر (ع): (إنّ الله عزّ وجلّ لَيتعاهد المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة.. ويحميه الدنيا، كما يحمي الطبيب المريض).
س2/ هناك أنواع للبلاء منها: الانتقامي، وما يكون رفع للدرجة، وآخر تكفير للسيئات.. كيف لنا أن نميز بين هذه الأنواع؟..
الإنسان إذا ما أصيب ببلاء في نفسه، أو في أهله، والأهم من ذلك في دينه؛ فليعمل جرداً شاملاً لعمله، ولينظر ما هي الأسباب والموجبات.. فإن وجد هنالك ما يوجب هذا البلاء، فهو انتقام وغضب إلهي، كما قال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}.. ومضمون بعض الروايات أن الله عز وجل ليمهل العبد إذا عمل السيئة سبع ساعات حتى يستغفر، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحة، فإذا تاب غفر له، ولم تكتب عليه السيئة.. فإذن، طريقة التخلص من البلاء الانتقامي: هو دراسة موجبات ذلك، ومحاولة التخلص منها بالمحاسبة والمراقبة.
س3/ (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل.. يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء).. ما سبب ابتلاء الله للأنبياء بالبلايا الكثيرة؟..
إن بلاء الأنبياء هو رفع للدرجة، ولإثبات صدق العبودية.. ثم إن الأنبياء هم قادة الأمم، فلابد أن يكونوا على مستوى راقٍ جداً من الصلابة والأخلاق الروحية العالية.. لذا نلاحظ بأن الله تعالى يربي أنبياءه، ويصنعهم على عينه؛ لتأهيلهم إلى تحمل أعباء المهمة الرسالية الثقيلة والعظيمة.. إن النبي الأكرم (ص) تعرض لإيذاء قريش ومؤامراتهم في بداية الدعوة، علاوة على الأذى النفسي -أرواحنا له الفداء- حيث وُصف بأنه: شاعر، وكاهن، ومجنون، وينطق عن الهوى.. حتى قال عن نفسه (ص): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت).. من منا يتحمل مثل هذه الأوصاف؟!.. وهنا إشارة إلى أن الإنسان الرسالي الذي يحمل على عاتقه هم الدين، لابد وأن يدفع ضريبة هذا المنصب، بأن يكون على مستوى يعتد به من التحمل والصبر على المخالفين، الذين يكيدون له العداوة، أو الجهال الذين هم دونه في المستوى.
س4/ ما الفرق بين حالة الصبر وحالة الرضا عند نزول البلاء؟..
حالة الصبر: هي الاستسلام للقضاء والقدر، مع وجود الكره الباطني في النفس.
حالة الرضا: هي حالة راقية، وهي أن يوافق ميل العبد ما يرضاه له ربه سبحانه وتعالى.
* ومن الجميل أن نذكر ما نقل عن إبراهيم الخليل (ع): (أنه عندما رمي بالمنجنيق، فتلقاه جبرئيل في الهواء فقال: هل لك من حاجة؟.. فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل!.. فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار، فإنّ خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد.. وأتاه ملك الريح، فقال: لو شئت طيّرت النار، قال: لا أريد.. فقال جبرئيل: فاسأل الله!.. فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي).
* أيضاً مما ينقل عن سيد الشهداء (ع): (أنه كلما اشتد عليه البلاء، أشرق لونه الشريف).
* كذلك سيدتنا زينب (ع) عندما قالت مقولتها الخالدة، التي تنم عن رضاها بما جرى في يوم عاشوراء، وتسليمها لمشية الله تعالى: (ما رأيت إلا جميلا).. رزقنا الله تعالى هذه المرتبة العالية من الرضا والتسليم بمنه وكرمه.
س5/ ما هي الحالة النفسية المطلوبة للإنسان عند نزول البلاء؟..
أريد أن ألفت النظر إلى أمر مهم جداً وهو: أن الحالة النفسية المتميزة التي يعيشها الإنسان عند نزول البلاء مع رب العالمين، لو أن إنساناً احتفظ بهذه الصورة في ذهنه ليتذكرها بعد حين، لوجد معنى هذا القول، وتمنى أن تعود له تلك الحالة الجميلة من القرب والتذلل.
ثم إن الإنسان عليه أن يعيش حالة الرضا والتسليم بما قدره الله تعالى (ولعل الذي أبطأ عني خير لي، لعلمه بعاقبة الأمور).. وعلى أقل التقادير ينبغي الصبر أو التصبر، والتجاوز عن كل ما يسخط الرب جلا وعلا.
س6/ هل من المناسب أن يطلب الإنسان من ربه البلاء؟..
طبعاً لا، فالإنسان المؤمن يطلب من الله تعالى العافية؛ لأن العافية أوسع من البلاء.. والشاهد على ذلك هو هذا المقطع في مناجاة للإمام السجاد (ع) حيث يقول: (وَصُنْ وَجْهِي بِاليَسارِ، وَلا تَبْتَذِلْ جاهِي بالإقتار؛ فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ، وَأَسْتَعْطِيَ شِرارَ خَلْقِكَ.. فَافْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطانِي، وَأُبْتَلِيَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الإعطاء وَالمَنْعِ.. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ!.. وَارْزُقْنِي صِحَّةً فِي عِبادَةٍ، وَفَراغا فِي زَهادَةٍ، وَعِلْماً فِي اسْتِعْمالِ، وَوَرَعا فِي إِجْمالٍ)!..
هذه مقتطفات من محاضرة الشيح حبيب الكاظمي أعلى الله مقامه
اخوكم عيمي
منقول