هشام حيدر
11-05-2010, 06:37 PM
يقال...
والعهدة على الراوي وليس العاني ......ان احد القادة (الوطنيين )الشراكسة قد قال مؤخرا ( لم نبق الحكم بايديهم زمن علي اربع سنوات فكيف بقي بايديهم كل هذه المدة؟)!
مع ان الحكم الان ليس( بايدينا) كشيعة ولاحتى بيد حزب شيعي لوحده وان كان حزب الدعوة هو المتنفذ الان !
لكن ليس هذا موضوعي الان بقدر مااريد الاشارة اليه من ترابط وتسلسل بين ماحدث زمن علي ع ويحدث في العراق منذ 2003 ومنذ 2005 تحديدا!
بغياب اصحاب المشروع او اصحاب (الحل والعقد)كما يسميهم البعض فرضت قضية الشورى ودخلت الامة الاسلامية في (فراغ دستوري) لحين حسم قضية الخليفة من قبل اهل الشورى الجالسين والسيوف على رقابهم رغم وصفهم بانهم (الستة الذين مات رسول الله ص وهو راض عنهم) وقد قيل لاحقا ان الله عزوجل قد رضي اصلا عن الجميع !
ورغم هذا الوصف كذلك ... وصفهم من رشحهم للخلافة ونسبهم لدخول هذه اللجنة باوصاف لاتؤهل خمسة منهم لان يكونوا رعاة غنم فضلا عن ان يكونوا رعاة للامة باستثناء علي ع وماقيل عن دعابة فيه !
كانت نتيجة الشورى محسوبة ومحسومة وكانت نتيجة النتيجة محسوبة كذلك فقد تنبأ واضع الشورى بان احدهم سيتولى الامر فيحمل بنو ابيه على رقاب الناس فيستاثروا ويستبدوا حتى تصل الامة الى حالة من التململ والتذمر يوصلها لاحقا الى ذبح الخليفة على فراشه !
وهكذا كان !
وجدت الامة ان الخيار الذي حادت عنه قبل عقدين ونيف هو الخيار الامثل وانها ماوصلت الى ماوصلت اليه الا بانحرافها عنه فتزاحمت على باب من جلس في بيته يكفي الامة شر(دعابته) مطالبين اياه بتولي زمام الامور وانقاذ الامة من الانهيار الذي اريد لها ان تصل اليه !
كان شعار علي ع هو (لاسالمن ماسلمت امور المسلمين ومالم يكن فيها جور الا علي خاصة) وكان هذا الشعار يخدم اهداف ومبادىء علي ع وخصومه في نفس الوقت !
لم يجبر احدا على بيعته كما فعلوا ولم يفرض الاقامة الجبرية على احد كما فرضوا اذ لم يرض ان ابي طالب ان يبيع دينه بدنيا غيره فما نفع المرء ان يربح العالم ويخسر نفسه !
في ذات الوقت كانت الامة قد تحولت الى عبيد و (لاتشتري العبد الا والعصا معه.....) كما يقول ابو الطيب ..وعلي ع لايحمل عصا ولادرة بيده بل يحمل مسحاة يعمر بها ارضا له يجده فيها من ياتي طالبا خليفة المسلمين متزلفا باحثا عن منصب وجيه فصدم البعض به وهويطفيء سراجا يتقد بزيت بيت المال واكتوى اخر بحديدته المستعرة!
لم يكن لعلي جهاز اعلام يطبل له ولا جهاز امن او مخابرات يغتالون القادة ليلا ويقيدون القضية ضد الجن لذا عمل المنافقون بكل حرية ودون خوف فالبوا وحضروا واستحضروا احقاد الجاهلية وثاراتها فاشعلوا الحروب والفتن هنا وهناك بينما كان الناس يظنون انهم سيعيشون بدعة ورخاء زمن علي بدلا من استئثار عائلة او نخبة فصدموا بما لم يتوقعوا وملوا واسفوا وندموا ورؤا لاحقا ان القضية عبارة عن( صراع على الزعامة بين هاشم وامية) وان بني هاشم بالمثل والقيم التي يحملونها لايتم لهم امر وبما ان معاوية لايمانع ان صام الناس اوصلوا فليتنحى علي عن الخلافة ليحقق معاوية رغبته وهدفه ويعيش الناس بسلام وامان ويصلي اهل الكوفة بمسجدهم ويجلس اهل الشام على ابواب حاناتهم !
واتم ابن العاص اللعبة برفع المصاحف ولم يسمعوا لعلي ع وهو يقول (انها عدوة فرس) وانى لهم ان يسمعوا وسط ضجيج وسائل الاعلام المضاد والاموال الطائلة المبذولة التي تريك النهار ليلا والليل نهارا و(رب جهم حولاه قمرا قبيح صيراه حسنا) كما يصورون الوضع المعاشي في العراق الان على ان (ثورة الجياع على الابواب) .... فوصل بهم الامر ان رؤا ان عليا ع خارج عن الدين ان لم يقبل بحكم (المصاحف)المرفوعة على اسنة ابن العاص ثم رؤا ان عليا ع قد كفر........ لانه قبل بها !!!
خلقت هذه الفتن اول تنظيم للقاعدة في بلاد الرافدين وصنعت اول المفخخات البشرية حيث اخذ الواحد من هؤلاء الخوارج يدخل الكوفة فيشهر سيفه في سوقها صارخا (لاحكم الا لله ) فيقتل ويجرح حتى يقتل هو!
وسير معاوية ابواقه الى الكوفة تنشر في اسواقها ومنتدياتها ان عليا ....يكذب !!
حتى بات من الصعب الرد على من يقولها ...اين ؟ في الكوفة وليس في الشام التي كان علي ع يلعن على منابرها!!
ومن دمشق (العروبة)ذاتها انطلق بسر ابن ارطاة بجيش زرقاوي يفتك بالقرى والمدن الامنة ولايفرق بين امرأة او رجل وبين طفل وشيخ حتى ضج الناس وانتهى الامر بهم ان يهجموا على رحل الامام الحسن ع الذي تولى بعد ابيه ع ...اما اموال معاوية فقد وصلت الى قائد جيش الحسن ع فاصبح الصبح فاذا به في معسكر معاوية رغم ان بسرا قتل له رضيعين حيث استلهما من حضن امهما ممسكا بهما من قدميهما ضاربا براسيهما الجدار!
انتهى الامر بعملية (مصالحة وطنية) بعد دفع معاوية بورقة بيضاء مختومة للحسن ليكتب شروطه فيها ثم قال ان كل تلك الشروط....تحت قدمي!
وانتهى الامر بان نجحت تلك السياسة الشيطانية بقلب نظام الحكم وكانت السياسة الجديدة بخلاف ماظن الناس كذلك فقد راى معاوية ان الناس ان جلسوا امنين فسينقبون عن مساوئه فراى ان (يجاهد) بهم( دفاعا عن البوابة الشرقية ) فيحمل كل الرجال على الاشتراك بحروب لانهاية لها يكون هم احدهم فيها بطنه وعلف دابته كي يامنهم ويجلس مرتاحا على الكرسي !
ومع فارق بسيط تكرر المشهد بعد 2003 وكاني ارى في مجلس حكم بريمر شورى جديدة وفي مؤتمرات القاهرة ودمشق واسطنبول...سقيفة اخرى!
اما بسر بن ارطاة فقد صنعوا منه نسخا مختلفة مكررة تحمل اسماء عدة من ابي مصعب الزرقاوي الى ابي ايوب المصري وكم من ابن عاص وكم من ابي اشعري يعيثون اليوم في العراق فسادا !
ان خلاصة مايحدث اليوم وسيحدث ليس نتيجة تصارع كتل على كرسي ولاعلاقة له بفراغ دستوري كما تلقننا الفضائيات ومن يردد كلامها دون وعي بعد ان ترك الاخرين يفكرون نيابة عنه ! ولدعواي هذا اسوق بعض الادلة ...
اولا لم نحصل على نتائج نهائية للانتخابات حتى نتحدث عن صراع وتاخر في تشكيل الحكومة !
وثانيا لم تتحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال حتى نبرر الامر بقلة صلاحيات مع ان حكومة التصريف لاتغل يد الرئيس عن ادارة الملف الامني!
وثالثا ارى ان الحكومة الحالية حكومة مطلقة الصلاحيات وتتمتع بنفوذ قوي شبه مطلق نجحت بالوصول اليه عبر اقصاء الاخرين والنجاح في تنسيب الموالين لها في المناصب الحيوية والحساسة عليه فان اية حكومة مقبلة لن تتمكن من الحصول على هذه الامتيازات على الاقل في المرحلة الاولى من عمرها لانها قد تنجح كما نجح من قبلها بالانفراد والهيمنة لاحقا!
فما علاقة أي فراغ دستوري او أي صراع على السلطة بما يجري ..؟؟ وهل انه يجري للمرة الاولى ام انه مشهد اعتدنا رؤيته بين الحين والاخر..؟؟
هل ان تفجيرات الصالحية المتكررة وضرب الوزارات والسفارات حدثت بسبب الفراغ الدستوري..؟؟
وهل نسينا ضرب قادة القاعدة مؤخرا وقتل البعض واعتقال الاخرين في فترة......الفراغ الدستوري..؟؟
بعيدا عن كل الملابسات والابعاد انا اؤكد ان زر الملف الامني ليس بيد شخص او جهة لاالحكومة ولارئيسها ولا وزرائها الامنيين لاسيما ان اخذنا حجم الهجمات في كل مرة ونوعيتها وتكرارها وتوقيتاتها وخصوصا ماحدث يوم الاثنين الدامي الاخير رغم تبجحات البعض بانهم فازوا لانهم (احكموا ونجحوا في ادارة الملف الامني)....مع اني اراهم يدفنون رؤوسهم بالرمال في ايامنا الدامية!
قد يلومني البعض وينتقدني هنا او في كتابات سابقة بداعي الحرص على (الوحدة) التي فتك بها بعض (الكبار) من قبل وليس قلمي الذي يسعى لتشخيص الخلل اولا ثم محاولة وضع الحلول له لاني اعتقد ان محاولات ستر الداء وكتمانه تؤدي في النهاية الى استفحاله واستحالة علاجه!
لقد وقع البعض في اخطاء مقاطعة العملية السياسية ووقع اخرون في مطبات الانسحاب من الائتلاف وانتهى الامر بغيرهم الى الانقلاب عليه وتهميشه ثم الانشقاق عنه وقد كان قلمي يشخص كل هذا ويدينه بداعي الوحدة ورص الصف واليوم وقبل مطالبتي بالطبطبة على الاكتاف اقول
اننا ان لم نشخص مكمن الداء ونحدد الاخطاء ونبين طرق معالجتها لايمكن لنا الانطلاق والتاسيس على اخطاء الماضي !
ورغم اني لااعلق كل شيء على شماعة التاخر في تشكيل الحكومة اقول ان من اوصلنا الى هذه الازمة السياسية هو من شق الائتلاف اولا ومن دعم المفوضية وحماها ثانيا ومن ادمن الطعون والاعتراضات (القانونية) التي اخرت التصديق على النتائج بداعي اعادة العد والفرز اليدوي ثالثا وماعسانا نقول للكرد وهم يسحبون مطالبهم المماثلة منعا لمزيد من التاخير في التصديق على النتائج ومن ثم تشكيل الحكومة وللحيلولة دون الدخول في ازمة فراغ دستوري؟
ورغم اني قد اوضحت وبينت التسلسل الزمني وتكرار السيناريو الا اني اوضح هنا ان ازمة تشكيل الحكومة ازمة مكررة حدثت عام 2005 و2006 بخلاصة مشابهة تقريبا وفي كل مرة يراد للائتلاف ان ينحني بنفس دواعي ومبررات اليوم ويراد لنفس الاطراف الاخرى ان تلعب نفس الدور تقريبا لكن هذه المرة مهد انشقاق البعض لفرض شخصية ثبت هزالها من قبل ولولا الانشقاق ودور المفوضية المستغلة ماكان لها موطأ قدم بهذه الصورة وهذا الحجم حتى وصل الامر باعلام (التهيئة الذهنية) ان يصور مستقبلنا وكانه معلق على (رجل من القائمتين عظيم)!!
ان سلكنا طريق كربلاء....او طريق (وادي السلام) ايها السادة فان النتيجة في الدنيا واحدة لكنها تختلف في الاخرة !
والتاريخ يعيد نفسه وهاهم يصرخون بنا (الا تنزلون على حكم ابن عمكم ولن يريكم الا خيرا) رغم ان ابناء عمومتنا قد تناوبوا علينا لقرون وعقود قد خلت !
لاتعيدوا اخطاء التجربتين الماضييتين لاننا سنكون مضطرين بعد اربع سنوات للوقوف في نفس المربع الذي نقف فيه الان...ان تمكنا من الوقوف ثانية!
والله كاني ارى ان من اهم اهداف مايجري ومايروج وينظر له هو سحق الائتلاف وتحجيمه وتهميشه من خلال طريقين:
الاول الدفع باتجاه دمج الائتلاف وتغيير اسمه لصهره وتمييعه وتحجيم فرص اتخاذ القرار فيه والوصول به الى التفكك تحت اغلبية كتل اخرى تكون لها اليد الطولى عليه وفقا لما افرزت المفوضية سيئة الصيت فهاهم يقولون ان هذا التحالف لايشكل كتلة لانه ليس اندماجا!
والثاني هو تجيير العملية الانتخابية وفقا للنتيجة التي قدمتها لنا المفوضية المستغلة وحصر الخيارات بعلاوي والمالكي منفردين وهذا ان لم يحصل...فليكن بهما معا!
لقد ظل الائتلاف غصة يتجرعها اولياء عراق مابعد 2003 ولازال مهما حاولوا وبذلوا واجتهدوا ورغم فداحة ماجرى وماسيجري فلاارى مبررا لان نضطر لاعادة السيناريو تحت هذه المبررات المصطنعة وان كانت باهضة التكاليف الا ان ثمن الرضوخ والانحناء لها سيكون افدح من ثمن الف شهر تسلط فيها الامويون على رقاب امة الامة !
اعتقد ان المدة الزمنية التي منحت للقوات الامريكية كانت غير كافية لنا ولهم وحيث ان الوقت في غير صالحهم فاننا سنرى وسنسمع عن ايام وربما اسابيع دامية يجب ان نتهيا لها ونوطن انفسنا على الصبر عليها خيرا من ان نكون مضطرين لاحقا للصبر راغمين على سنوات دامية وقادسيات وانفال ....وحواسم!
والعهدة على الراوي وليس العاني ......ان احد القادة (الوطنيين )الشراكسة قد قال مؤخرا ( لم نبق الحكم بايديهم زمن علي اربع سنوات فكيف بقي بايديهم كل هذه المدة؟)!
مع ان الحكم الان ليس( بايدينا) كشيعة ولاحتى بيد حزب شيعي لوحده وان كان حزب الدعوة هو المتنفذ الان !
لكن ليس هذا موضوعي الان بقدر مااريد الاشارة اليه من ترابط وتسلسل بين ماحدث زمن علي ع ويحدث في العراق منذ 2003 ومنذ 2005 تحديدا!
بغياب اصحاب المشروع او اصحاب (الحل والعقد)كما يسميهم البعض فرضت قضية الشورى ودخلت الامة الاسلامية في (فراغ دستوري) لحين حسم قضية الخليفة من قبل اهل الشورى الجالسين والسيوف على رقابهم رغم وصفهم بانهم (الستة الذين مات رسول الله ص وهو راض عنهم) وقد قيل لاحقا ان الله عزوجل قد رضي اصلا عن الجميع !
ورغم هذا الوصف كذلك ... وصفهم من رشحهم للخلافة ونسبهم لدخول هذه اللجنة باوصاف لاتؤهل خمسة منهم لان يكونوا رعاة غنم فضلا عن ان يكونوا رعاة للامة باستثناء علي ع وماقيل عن دعابة فيه !
كانت نتيجة الشورى محسوبة ومحسومة وكانت نتيجة النتيجة محسوبة كذلك فقد تنبأ واضع الشورى بان احدهم سيتولى الامر فيحمل بنو ابيه على رقاب الناس فيستاثروا ويستبدوا حتى تصل الامة الى حالة من التململ والتذمر يوصلها لاحقا الى ذبح الخليفة على فراشه !
وهكذا كان !
وجدت الامة ان الخيار الذي حادت عنه قبل عقدين ونيف هو الخيار الامثل وانها ماوصلت الى ماوصلت اليه الا بانحرافها عنه فتزاحمت على باب من جلس في بيته يكفي الامة شر(دعابته) مطالبين اياه بتولي زمام الامور وانقاذ الامة من الانهيار الذي اريد لها ان تصل اليه !
كان شعار علي ع هو (لاسالمن ماسلمت امور المسلمين ومالم يكن فيها جور الا علي خاصة) وكان هذا الشعار يخدم اهداف ومبادىء علي ع وخصومه في نفس الوقت !
لم يجبر احدا على بيعته كما فعلوا ولم يفرض الاقامة الجبرية على احد كما فرضوا اذ لم يرض ان ابي طالب ان يبيع دينه بدنيا غيره فما نفع المرء ان يربح العالم ويخسر نفسه !
في ذات الوقت كانت الامة قد تحولت الى عبيد و (لاتشتري العبد الا والعصا معه.....) كما يقول ابو الطيب ..وعلي ع لايحمل عصا ولادرة بيده بل يحمل مسحاة يعمر بها ارضا له يجده فيها من ياتي طالبا خليفة المسلمين متزلفا باحثا عن منصب وجيه فصدم البعض به وهويطفيء سراجا يتقد بزيت بيت المال واكتوى اخر بحديدته المستعرة!
لم يكن لعلي جهاز اعلام يطبل له ولا جهاز امن او مخابرات يغتالون القادة ليلا ويقيدون القضية ضد الجن لذا عمل المنافقون بكل حرية ودون خوف فالبوا وحضروا واستحضروا احقاد الجاهلية وثاراتها فاشعلوا الحروب والفتن هنا وهناك بينما كان الناس يظنون انهم سيعيشون بدعة ورخاء زمن علي بدلا من استئثار عائلة او نخبة فصدموا بما لم يتوقعوا وملوا واسفوا وندموا ورؤا لاحقا ان القضية عبارة عن( صراع على الزعامة بين هاشم وامية) وان بني هاشم بالمثل والقيم التي يحملونها لايتم لهم امر وبما ان معاوية لايمانع ان صام الناس اوصلوا فليتنحى علي عن الخلافة ليحقق معاوية رغبته وهدفه ويعيش الناس بسلام وامان ويصلي اهل الكوفة بمسجدهم ويجلس اهل الشام على ابواب حاناتهم !
واتم ابن العاص اللعبة برفع المصاحف ولم يسمعوا لعلي ع وهو يقول (انها عدوة فرس) وانى لهم ان يسمعوا وسط ضجيج وسائل الاعلام المضاد والاموال الطائلة المبذولة التي تريك النهار ليلا والليل نهارا و(رب جهم حولاه قمرا قبيح صيراه حسنا) كما يصورون الوضع المعاشي في العراق الان على ان (ثورة الجياع على الابواب) .... فوصل بهم الامر ان رؤا ان عليا ع خارج عن الدين ان لم يقبل بحكم (المصاحف)المرفوعة على اسنة ابن العاص ثم رؤا ان عليا ع قد كفر........ لانه قبل بها !!!
خلقت هذه الفتن اول تنظيم للقاعدة في بلاد الرافدين وصنعت اول المفخخات البشرية حيث اخذ الواحد من هؤلاء الخوارج يدخل الكوفة فيشهر سيفه في سوقها صارخا (لاحكم الا لله ) فيقتل ويجرح حتى يقتل هو!
وسير معاوية ابواقه الى الكوفة تنشر في اسواقها ومنتدياتها ان عليا ....يكذب !!
حتى بات من الصعب الرد على من يقولها ...اين ؟ في الكوفة وليس في الشام التي كان علي ع يلعن على منابرها!!
ومن دمشق (العروبة)ذاتها انطلق بسر ابن ارطاة بجيش زرقاوي يفتك بالقرى والمدن الامنة ولايفرق بين امرأة او رجل وبين طفل وشيخ حتى ضج الناس وانتهى الامر بهم ان يهجموا على رحل الامام الحسن ع الذي تولى بعد ابيه ع ...اما اموال معاوية فقد وصلت الى قائد جيش الحسن ع فاصبح الصبح فاذا به في معسكر معاوية رغم ان بسرا قتل له رضيعين حيث استلهما من حضن امهما ممسكا بهما من قدميهما ضاربا براسيهما الجدار!
انتهى الامر بعملية (مصالحة وطنية) بعد دفع معاوية بورقة بيضاء مختومة للحسن ليكتب شروطه فيها ثم قال ان كل تلك الشروط....تحت قدمي!
وانتهى الامر بان نجحت تلك السياسة الشيطانية بقلب نظام الحكم وكانت السياسة الجديدة بخلاف ماظن الناس كذلك فقد راى معاوية ان الناس ان جلسوا امنين فسينقبون عن مساوئه فراى ان (يجاهد) بهم( دفاعا عن البوابة الشرقية ) فيحمل كل الرجال على الاشتراك بحروب لانهاية لها يكون هم احدهم فيها بطنه وعلف دابته كي يامنهم ويجلس مرتاحا على الكرسي !
ومع فارق بسيط تكرر المشهد بعد 2003 وكاني ارى في مجلس حكم بريمر شورى جديدة وفي مؤتمرات القاهرة ودمشق واسطنبول...سقيفة اخرى!
اما بسر بن ارطاة فقد صنعوا منه نسخا مختلفة مكررة تحمل اسماء عدة من ابي مصعب الزرقاوي الى ابي ايوب المصري وكم من ابن عاص وكم من ابي اشعري يعيثون اليوم في العراق فسادا !
ان خلاصة مايحدث اليوم وسيحدث ليس نتيجة تصارع كتل على كرسي ولاعلاقة له بفراغ دستوري كما تلقننا الفضائيات ومن يردد كلامها دون وعي بعد ان ترك الاخرين يفكرون نيابة عنه ! ولدعواي هذا اسوق بعض الادلة ...
اولا لم نحصل على نتائج نهائية للانتخابات حتى نتحدث عن صراع وتاخر في تشكيل الحكومة !
وثانيا لم تتحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال حتى نبرر الامر بقلة صلاحيات مع ان حكومة التصريف لاتغل يد الرئيس عن ادارة الملف الامني!
وثالثا ارى ان الحكومة الحالية حكومة مطلقة الصلاحيات وتتمتع بنفوذ قوي شبه مطلق نجحت بالوصول اليه عبر اقصاء الاخرين والنجاح في تنسيب الموالين لها في المناصب الحيوية والحساسة عليه فان اية حكومة مقبلة لن تتمكن من الحصول على هذه الامتيازات على الاقل في المرحلة الاولى من عمرها لانها قد تنجح كما نجح من قبلها بالانفراد والهيمنة لاحقا!
فما علاقة أي فراغ دستوري او أي صراع على السلطة بما يجري ..؟؟ وهل انه يجري للمرة الاولى ام انه مشهد اعتدنا رؤيته بين الحين والاخر..؟؟
هل ان تفجيرات الصالحية المتكررة وضرب الوزارات والسفارات حدثت بسبب الفراغ الدستوري..؟؟
وهل نسينا ضرب قادة القاعدة مؤخرا وقتل البعض واعتقال الاخرين في فترة......الفراغ الدستوري..؟؟
بعيدا عن كل الملابسات والابعاد انا اؤكد ان زر الملف الامني ليس بيد شخص او جهة لاالحكومة ولارئيسها ولا وزرائها الامنيين لاسيما ان اخذنا حجم الهجمات في كل مرة ونوعيتها وتكرارها وتوقيتاتها وخصوصا ماحدث يوم الاثنين الدامي الاخير رغم تبجحات البعض بانهم فازوا لانهم (احكموا ونجحوا في ادارة الملف الامني)....مع اني اراهم يدفنون رؤوسهم بالرمال في ايامنا الدامية!
قد يلومني البعض وينتقدني هنا او في كتابات سابقة بداعي الحرص على (الوحدة) التي فتك بها بعض (الكبار) من قبل وليس قلمي الذي يسعى لتشخيص الخلل اولا ثم محاولة وضع الحلول له لاني اعتقد ان محاولات ستر الداء وكتمانه تؤدي في النهاية الى استفحاله واستحالة علاجه!
لقد وقع البعض في اخطاء مقاطعة العملية السياسية ووقع اخرون في مطبات الانسحاب من الائتلاف وانتهى الامر بغيرهم الى الانقلاب عليه وتهميشه ثم الانشقاق عنه وقد كان قلمي يشخص كل هذا ويدينه بداعي الوحدة ورص الصف واليوم وقبل مطالبتي بالطبطبة على الاكتاف اقول
اننا ان لم نشخص مكمن الداء ونحدد الاخطاء ونبين طرق معالجتها لايمكن لنا الانطلاق والتاسيس على اخطاء الماضي !
ورغم اني لااعلق كل شيء على شماعة التاخر في تشكيل الحكومة اقول ان من اوصلنا الى هذه الازمة السياسية هو من شق الائتلاف اولا ومن دعم المفوضية وحماها ثانيا ومن ادمن الطعون والاعتراضات (القانونية) التي اخرت التصديق على النتائج بداعي اعادة العد والفرز اليدوي ثالثا وماعسانا نقول للكرد وهم يسحبون مطالبهم المماثلة منعا لمزيد من التاخير في التصديق على النتائج ومن ثم تشكيل الحكومة وللحيلولة دون الدخول في ازمة فراغ دستوري؟
ورغم اني قد اوضحت وبينت التسلسل الزمني وتكرار السيناريو الا اني اوضح هنا ان ازمة تشكيل الحكومة ازمة مكررة حدثت عام 2005 و2006 بخلاصة مشابهة تقريبا وفي كل مرة يراد للائتلاف ان ينحني بنفس دواعي ومبررات اليوم ويراد لنفس الاطراف الاخرى ان تلعب نفس الدور تقريبا لكن هذه المرة مهد انشقاق البعض لفرض شخصية ثبت هزالها من قبل ولولا الانشقاق ودور المفوضية المستغلة ماكان لها موطأ قدم بهذه الصورة وهذا الحجم حتى وصل الامر باعلام (التهيئة الذهنية) ان يصور مستقبلنا وكانه معلق على (رجل من القائمتين عظيم)!!
ان سلكنا طريق كربلاء....او طريق (وادي السلام) ايها السادة فان النتيجة في الدنيا واحدة لكنها تختلف في الاخرة !
والتاريخ يعيد نفسه وهاهم يصرخون بنا (الا تنزلون على حكم ابن عمكم ولن يريكم الا خيرا) رغم ان ابناء عمومتنا قد تناوبوا علينا لقرون وعقود قد خلت !
لاتعيدوا اخطاء التجربتين الماضييتين لاننا سنكون مضطرين بعد اربع سنوات للوقوف في نفس المربع الذي نقف فيه الان...ان تمكنا من الوقوف ثانية!
والله كاني ارى ان من اهم اهداف مايجري ومايروج وينظر له هو سحق الائتلاف وتحجيمه وتهميشه من خلال طريقين:
الاول الدفع باتجاه دمج الائتلاف وتغيير اسمه لصهره وتمييعه وتحجيم فرص اتخاذ القرار فيه والوصول به الى التفكك تحت اغلبية كتل اخرى تكون لها اليد الطولى عليه وفقا لما افرزت المفوضية سيئة الصيت فهاهم يقولون ان هذا التحالف لايشكل كتلة لانه ليس اندماجا!
والثاني هو تجيير العملية الانتخابية وفقا للنتيجة التي قدمتها لنا المفوضية المستغلة وحصر الخيارات بعلاوي والمالكي منفردين وهذا ان لم يحصل...فليكن بهما معا!
لقد ظل الائتلاف غصة يتجرعها اولياء عراق مابعد 2003 ولازال مهما حاولوا وبذلوا واجتهدوا ورغم فداحة ماجرى وماسيجري فلاارى مبررا لان نضطر لاعادة السيناريو تحت هذه المبررات المصطنعة وان كانت باهضة التكاليف الا ان ثمن الرضوخ والانحناء لها سيكون افدح من ثمن الف شهر تسلط فيها الامويون على رقاب امة الامة !
اعتقد ان المدة الزمنية التي منحت للقوات الامريكية كانت غير كافية لنا ولهم وحيث ان الوقت في غير صالحهم فاننا سنرى وسنسمع عن ايام وربما اسابيع دامية يجب ان نتهيا لها ونوطن انفسنا على الصبر عليها خيرا من ان نكون مضطرين لاحقا للصبر راغمين على سنوات دامية وقادسيات وانفال ....وحواسم!