تشرين ربيعة
12-05-2010, 05:01 AM
طوزخورماتو … وكربلاء … وفضائية توركمن إيلي
توركيش محمد عبد الله *
طوزخورماتو هذه المدينة التركمانية الأصيلة … التركمانية في كل مفرداتها ، في هوائها ومائها وأحيائها وأسواقها وبيوتاتها مهما تقادم الزمن ومهما تغيرت الظروف والحكومات والانظمة ستبقى هذه المدينة تحافظ على أصالتها التركمانية رغم ما تحاك من مؤامرات ودسائس لتغيير ديموغرافيتها …
لقد حاول الاعداء اثبات عكس ذلك وطمس هويتها التركمانية بشتى الطرق والوسائل ، فحاولوا تغيير اسماء الشوارع والاحياء والانهار بترجمتها الى لغاتهم واستقدموا من أجل ذلك مستوطنيهم من كل فج عميق ليزرعوهم بين ساكنيهم الاصليين ، ولكن أبى الله تعالى إلا ّ أن يخيب مسعاهم فبقيت هذه المدينة تتنفس بتركمانيتها العريقة ، ولم تستسلم لأعدائها ومخططاتهم الدنيئة في سبيل تعريبها وتكريدها .
في هذه الايام المباركة شاء الله ان لا أشد ّ الرحال الى كربلاء المقدسة لحضور مراسيم أربعينية الإمام الحسين ( ع ) ، تلك المراسيم التي توجه لأحيائها ملايـيــن العراقيـيــن وآلاف المسلمين من جميع أنحاء العالم ، وكان للتركمان حظ وفير من التواجد في حضرة سيد الشهداء – ع – .
وما كنت أتوقع أن أرى طوزخورماتو ، أبان زيارة الأربعين بالصورة التي رأيتها فلقد كانت الأسواق مهجورة والحوانيت مقفلة والشوارع خالية من السيارات والمارة ، وذلك لسفر غالبية أهالي طوزخورماتو الى كربلاء المقدسة … لقد تيقنت واطمئن قلبي مثلما كنت أعرف أن هذه المدينة لايمكن تهميش التركمان فيها لأنهم اصحابها وسكانها الاصليون ، وعلى الاعداء ان يعرفوا ذلك ويحسبوا له ألف حساب حين يعمدون الى تغيير واقعها ، وإن نسوا ذلك يوما ً ما فما عليهم إلا ّ أن يتذكروا أيام الاربعينية وان التركمان هم الرقم الاصعب في أية معادلة يراد لها أن تعبث بتاريخ وجغرافية هذه المدينة .
وقبل ان أختم مقالي أود أن أوجه عتابا ً صغيرا ً ( بمحتواه ) وكبيرا ً ( بمعناه ) الى فضائية توركمن أيلي الموقرة فلقد عرضت وقائع الاربعينية في يوم (20) صفر نقلا عن فضائية العراقية ولم تجشم نفسها بتغطية تلك الوقائع من خلال كوادرها ببت مباشر مثل غيرها من الفضائيات المختلفة أقلا ً لنقل مشاركات التركمان في هذه المناسبة العزيزة وباعداد كبيرة تربو على مئة الف تركماني رددوا من اللطميات والقصائد التركمانية التي نالت اعجاب الملايين من الزوار واثبتوا مدى تمسكهم بمبادى الثورة الحسينية وحبهم لوطنهم العراق ولكن فضائيتنا اغفلت ذلك وكان بوسعها ان توظفه لصالح التركمان إعلاميا ً .
انني اسأل المسؤولين في الفضائية هل ان الحفلة التي احيتها فضائية توركمن ايلي في البصرة قبل اشهر وأرسلت بسيارتها ( البث المباشر ) مع كوادرها لتقطع ما يقارب ألف كيلومتر لتنقل لقاءات مع مطربي بصراويـيـن غير مشهورين على متن سفينة في شط العرب !!! أقول هل أن تلك الحفلة أهم من التظاهرات المليونية والتواجد التركماني الغفير في يوم الاربعين ؟ !!! وهل تلك اللقاءات مع المطربين أهم من لقاءات تجريها مع الالاف التركمان المشاركين في زيارة اربعينية الامام الحسين – ع - ؟؟ !!
وأقول لايكفي لفضائيتنا الموقرة أن تعرض بعد انتهاء تلك المراسيم بعض اللقاءات المبتورة مع عدد قليل من التركمان ومن خلال نشرة الاخبار ولعدة دقائق كأن ذلك شأن عارض لا أهمية له من الناحية الاعلامية والسياسية ، وخاصة نحن مقبلون للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة
______________________________
* كاتب وناقد عراقي تركماني من طوز خورماتو
توركيش محمد عبد الله *
طوزخورماتو هذه المدينة التركمانية الأصيلة … التركمانية في كل مفرداتها ، في هوائها ومائها وأحيائها وأسواقها وبيوتاتها مهما تقادم الزمن ومهما تغيرت الظروف والحكومات والانظمة ستبقى هذه المدينة تحافظ على أصالتها التركمانية رغم ما تحاك من مؤامرات ودسائس لتغيير ديموغرافيتها …
لقد حاول الاعداء اثبات عكس ذلك وطمس هويتها التركمانية بشتى الطرق والوسائل ، فحاولوا تغيير اسماء الشوارع والاحياء والانهار بترجمتها الى لغاتهم واستقدموا من أجل ذلك مستوطنيهم من كل فج عميق ليزرعوهم بين ساكنيهم الاصليين ، ولكن أبى الله تعالى إلا ّ أن يخيب مسعاهم فبقيت هذه المدينة تتنفس بتركمانيتها العريقة ، ولم تستسلم لأعدائها ومخططاتهم الدنيئة في سبيل تعريبها وتكريدها .
في هذه الايام المباركة شاء الله ان لا أشد ّ الرحال الى كربلاء المقدسة لحضور مراسيم أربعينية الإمام الحسين ( ع ) ، تلك المراسيم التي توجه لأحيائها ملايـيــن العراقيـيــن وآلاف المسلمين من جميع أنحاء العالم ، وكان للتركمان حظ وفير من التواجد في حضرة سيد الشهداء – ع – .
وما كنت أتوقع أن أرى طوزخورماتو ، أبان زيارة الأربعين بالصورة التي رأيتها فلقد كانت الأسواق مهجورة والحوانيت مقفلة والشوارع خالية من السيارات والمارة ، وذلك لسفر غالبية أهالي طوزخورماتو الى كربلاء المقدسة … لقد تيقنت واطمئن قلبي مثلما كنت أعرف أن هذه المدينة لايمكن تهميش التركمان فيها لأنهم اصحابها وسكانها الاصليون ، وعلى الاعداء ان يعرفوا ذلك ويحسبوا له ألف حساب حين يعمدون الى تغيير واقعها ، وإن نسوا ذلك يوما ً ما فما عليهم إلا ّ أن يتذكروا أيام الاربعينية وان التركمان هم الرقم الاصعب في أية معادلة يراد لها أن تعبث بتاريخ وجغرافية هذه المدينة .
وقبل ان أختم مقالي أود أن أوجه عتابا ً صغيرا ً ( بمحتواه ) وكبيرا ً ( بمعناه ) الى فضائية توركمن أيلي الموقرة فلقد عرضت وقائع الاربعينية في يوم (20) صفر نقلا عن فضائية العراقية ولم تجشم نفسها بتغطية تلك الوقائع من خلال كوادرها ببت مباشر مثل غيرها من الفضائيات المختلفة أقلا ً لنقل مشاركات التركمان في هذه المناسبة العزيزة وباعداد كبيرة تربو على مئة الف تركماني رددوا من اللطميات والقصائد التركمانية التي نالت اعجاب الملايين من الزوار واثبتوا مدى تمسكهم بمبادى الثورة الحسينية وحبهم لوطنهم العراق ولكن فضائيتنا اغفلت ذلك وكان بوسعها ان توظفه لصالح التركمان إعلاميا ً .
انني اسأل المسؤولين في الفضائية هل ان الحفلة التي احيتها فضائية توركمن ايلي في البصرة قبل اشهر وأرسلت بسيارتها ( البث المباشر ) مع كوادرها لتقطع ما يقارب ألف كيلومتر لتنقل لقاءات مع مطربي بصراويـيـن غير مشهورين على متن سفينة في شط العرب !!! أقول هل أن تلك الحفلة أهم من التظاهرات المليونية والتواجد التركماني الغفير في يوم الاربعين ؟ !!! وهل تلك اللقاءات مع المطربين أهم من لقاءات تجريها مع الالاف التركمان المشاركين في زيارة اربعينية الامام الحسين – ع - ؟؟ !!
وأقول لايكفي لفضائيتنا الموقرة أن تعرض بعد انتهاء تلك المراسيم بعض اللقاءات المبتورة مع عدد قليل من التركمان ومن خلال نشرة الاخبار ولعدة دقائق كأن ذلك شأن عارض لا أهمية له من الناحية الاعلامية والسياسية ، وخاصة نحن مقبلون للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة
______________________________
* كاتب وناقد عراقي تركماني من طوز خورماتو