مسفر
12-05-2010, 09:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00
الدم و أمراض الدم :
قبل القرن العشرين كان الاعتقاد السائد هو أن الدم نوع واحد. لذلك كانت نهايات معظم محاولات نقل الدم مأساوية. إحدى أكثر الحوادث شهرة، هي حادثة مرض بابا الفاتيكان في عام 1492م. في هذا العام أصيب البابا بمرض، حار الأطباء في علاجه فاقترح أحدهم نقل دم من ثلاثة شبان أصحاء إلى البابا علها تشفيه. النتيجة، كما هو متوقع، هي أن البابا توفي بعد العملية مباشرة.
توالت المحاولات وكانت معظمها تبوء بالفشل مما أدى إلى تحريم نقل الدم في أوروبا لعقود طويلة لما سببته من وفيات كثيرة. استمر الأمر على ما هو عليه حتى عام 1902م. في هذا العام اكتشف العالم النمساوي كارل لاندشتاينر أن الدم يتكون من فصائل مختلفة رمز لها فيما بعد بΑ وΒ وΑΒ وО. حقق هذا الاكتشاف ما يعتبره الكثير ثورة في علم الطب الحديث استحق عليه كارل لاندشتاينر بجدارة جائزة نوبل للطب عام 1930م.
لم تنحصر أبعاد هذا الاكتشاف على المجال الطبي بل تعدته لتشمل أيضا مجالات أخرى كعلم الطب الجنائي.
فصائل الدم وأهميتها الطبية :
السؤال الأول الذي يتبادر للذهن هو ما الفرق بين فصائل الدم المختلفة؟ ببساطة الفرق هو وجود أو غياب ، ما يمكن تجاوزا تسميتها،"مركبين" Αو Β على سطح كريات الدم الحمراء. إذا كانت الكريات تحمل المركب Α ففصيلة الدم هي Α وإذا كانت تحمل المركب Β ففصيلة الدم هي Β أما إذا كانت تحملهما معا ففصيلة الدم هي ΑΒ. أما إن لم تكن تحمل أيا منهما ففصيلة الدم هي О (О ترمز لكلمة nnhО بالألماني والتي يمكن ترجمتها إلى: لا شيئ).
لو أن قصة فصائل الدم انتهت عند هذا الحد لما كانت مهمة لهذه الدرجة. لكن سبب أن نقل دم غير متطابق يؤدي عادة للوفاة، هو أن نقل كريات دم حمراء تحمل مركبا لا تحمله خلايا دم المستقبل، يؤدي إلى تفاعلات خطيرة بسبب أن الجسم يتعرف على هذه الخلايا على أنها أجسام غريبة وبالتالي يجب محاربتها، كما يحدث مثلا مع البكتيريا. لكن على النقيض مما يحدث عادة عند مهاجمة البكتيريا، فإن هذه الحرب المناعية قوية لدرجة أنها لا تنتهي بتكسير الخلايا الغريبة المنقوله والقضاء عليها فقط بل أيضا تدمير ساحة المعركة، والساحة هنا هي الشخص مستقبل الدم.
لتوضيح الأمر أكثر فإن الشخص الذي فصيلة دمه Α لا يحتوي جسمه على المركب Β. لذى عند ما يتم نقل دم فصيلته Β إلى شخص فصيلة دمه Α سيتم التعرف على هذه الكريات الحمراء على أنها أجسام غريبة وبالتالي سيتم محاربتها الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات تودي بحياة الشخص. هذه هي الفكرة الأساسية خلف أهمية تطابق الدم. إذا وضعنا هذه الفكرة في مخليتنا سنستطيع وببساطة تحديد فصيلة الدم المناسبة لكل شخص.
هل هناك فصائل دم أخرى؟
نعم فسطح خلايا الدم الحمراء يمكن أن يحمل عدد كبير من" المركبات" الأخرى غير Α وΒ لكن أهميتها أقل لكون أن عدم تطابقها لا يؤدي لمضاعفات خطيرة كما هو الحال معΑوΒ.
المجموعة الثانية في الأهمية هي العامل الريزيسي Rh وهي ببساطة التي تحدد علامة السالب أو الموجب التي نجدها تكتب بجانب فصيلة الدم. أما لماذا شخص يحمل علامة الموجب بجانب فصيلة دمه وأخر يحمل علامة السالب فهو إما لوجود (+) أو عدم وجود(-) مركب يعرف بRh على سطح الخلايا الحمراء. عادة، لا يتم نقل دم (+) لشخص (-) لكن يمكن أن يتم العكس. ذلك لأن الخلايا فاقدة المركب لا تؤدي إلى أي مضاعفات (كما هو الحال مع فصيلة الدم О).
فصائل الدم وعلم الجريمة :
لعقود طويلة مضت قبل تطوير اختبارات الحمض النووي، كانت فصائل الدم تلعب دورا هاما في علم الطب الجنائي. فمثلا تحديد فصيلة بقعة من الدم على جسد الضحية قد يساعد في إدانة أو تبرئة المتهم. لو افترضنا مثلا أن فصيلة دم المتهم هي Α وكانت فصيلة بقعة الدم مختلفة، فهذا على الأقل، إن لم يساعد في تبرئة المتهم، سيشير إلى وجود شخص أخر في مسرح الجريمة. في الوقت الحاضر يعتبر تحليل الحمض النووي أكثر دقة ومصداقية من تحليل فصائل الدم، الأمر الذي أدى لتقليل الاعتماد على تحليل فصائل الدم في علم الطب الجنائي.
هناك أيضا استعمالات أخرى لفصائل الدم ليست بالضرورة تتعلق بعلم الجريمة. من أهمها، وبما أن فصائل الدم تحدد وراثيا، هو استخدام فصائل الدم في تحديد الأبوة. لذلك نجد أن فصائل الدم تستخدم في بعض الأحيان لتحديد الأبوة المتنازع عليها أو في المستشفيات عندما يحصل خلط بين الأطفال حديثي الولادة. الجدير ذكره هو أن تحليل فصائل الدم لا يمكن الاعتماد عليه وحدة في كل الأحيان لتحديد الأبوة، الطريقه الادق في تحديد الابوة هي عن طريق الجينات الوراثية المعمول بها حالياً.
وداعا فصائل الدم...
نعم قد نودع يوما فصائل الدم. والسبب أن فريق دنمركي توصل إلى طريقة يتم فيها إزالة المركباتΑوΒ من على سطح الخلايا الحمراء باستخدام انزيم معين مما يجعلها تتشابه مع خلايا الدم الحمراء من فصيلة الدم О وبذلك يمكن نقلها إلى أي شخص بأمان. هذه الدراسة، والتي نشرت في مجلة "نيتشر بايوتكنولوجي" منذ فترة قريبة، قد تساعد في المستقبل (بالطبع بعد إجراء الدراسات اللازمة) إلى حل المشكلة الأزلية في بنوك الدم وهي عدم توفر الكميات اللازمة دائما من كل فصائل الدم، طبعا اذا الطريقه نجحت ستعد انجاز طبي كبير.
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00
الدم و أمراض الدم :
قبل القرن العشرين كان الاعتقاد السائد هو أن الدم نوع واحد. لذلك كانت نهايات معظم محاولات نقل الدم مأساوية. إحدى أكثر الحوادث شهرة، هي حادثة مرض بابا الفاتيكان في عام 1492م. في هذا العام أصيب البابا بمرض، حار الأطباء في علاجه فاقترح أحدهم نقل دم من ثلاثة شبان أصحاء إلى البابا علها تشفيه. النتيجة، كما هو متوقع، هي أن البابا توفي بعد العملية مباشرة.
توالت المحاولات وكانت معظمها تبوء بالفشل مما أدى إلى تحريم نقل الدم في أوروبا لعقود طويلة لما سببته من وفيات كثيرة. استمر الأمر على ما هو عليه حتى عام 1902م. في هذا العام اكتشف العالم النمساوي كارل لاندشتاينر أن الدم يتكون من فصائل مختلفة رمز لها فيما بعد بΑ وΒ وΑΒ وО. حقق هذا الاكتشاف ما يعتبره الكثير ثورة في علم الطب الحديث استحق عليه كارل لاندشتاينر بجدارة جائزة نوبل للطب عام 1930م.
لم تنحصر أبعاد هذا الاكتشاف على المجال الطبي بل تعدته لتشمل أيضا مجالات أخرى كعلم الطب الجنائي.
فصائل الدم وأهميتها الطبية :
السؤال الأول الذي يتبادر للذهن هو ما الفرق بين فصائل الدم المختلفة؟ ببساطة الفرق هو وجود أو غياب ، ما يمكن تجاوزا تسميتها،"مركبين" Αو Β على سطح كريات الدم الحمراء. إذا كانت الكريات تحمل المركب Α ففصيلة الدم هي Α وإذا كانت تحمل المركب Β ففصيلة الدم هي Β أما إذا كانت تحملهما معا ففصيلة الدم هي ΑΒ. أما إن لم تكن تحمل أيا منهما ففصيلة الدم هي О (О ترمز لكلمة nnhО بالألماني والتي يمكن ترجمتها إلى: لا شيئ).
لو أن قصة فصائل الدم انتهت عند هذا الحد لما كانت مهمة لهذه الدرجة. لكن سبب أن نقل دم غير متطابق يؤدي عادة للوفاة، هو أن نقل كريات دم حمراء تحمل مركبا لا تحمله خلايا دم المستقبل، يؤدي إلى تفاعلات خطيرة بسبب أن الجسم يتعرف على هذه الخلايا على أنها أجسام غريبة وبالتالي يجب محاربتها، كما يحدث مثلا مع البكتيريا. لكن على النقيض مما يحدث عادة عند مهاجمة البكتيريا، فإن هذه الحرب المناعية قوية لدرجة أنها لا تنتهي بتكسير الخلايا الغريبة المنقوله والقضاء عليها فقط بل أيضا تدمير ساحة المعركة، والساحة هنا هي الشخص مستقبل الدم.
لتوضيح الأمر أكثر فإن الشخص الذي فصيلة دمه Α لا يحتوي جسمه على المركب Β. لذى عند ما يتم نقل دم فصيلته Β إلى شخص فصيلة دمه Α سيتم التعرف على هذه الكريات الحمراء على أنها أجسام غريبة وبالتالي سيتم محاربتها الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات تودي بحياة الشخص. هذه هي الفكرة الأساسية خلف أهمية تطابق الدم. إذا وضعنا هذه الفكرة في مخليتنا سنستطيع وببساطة تحديد فصيلة الدم المناسبة لكل شخص.
هل هناك فصائل دم أخرى؟
نعم فسطح خلايا الدم الحمراء يمكن أن يحمل عدد كبير من" المركبات" الأخرى غير Α وΒ لكن أهميتها أقل لكون أن عدم تطابقها لا يؤدي لمضاعفات خطيرة كما هو الحال معΑوΒ.
المجموعة الثانية في الأهمية هي العامل الريزيسي Rh وهي ببساطة التي تحدد علامة السالب أو الموجب التي نجدها تكتب بجانب فصيلة الدم. أما لماذا شخص يحمل علامة الموجب بجانب فصيلة دمه وأخر يحمل علامة السالب فهو إما لوجود (+) أو عدم وجود(-) مركب يعرف بRh على سطح الخلايا الحمراء. عادة، لا يتم نقل دم (+) لشخص (-) لكن يمكن أن يتم العكس. ذلك لأن الخلايا فاقدة المركب لا تؤدي إلى أي مضاعفات (كما هو الحال مع فصيلة الدم О).
فصائل الدم وعلم الجريمة :
لعقود طويلة مضت قبل تطوير اختبارات الحمض النووي، كانت فصائل الدم تلعب دورا هاما في علم الطب الجنائي. فمثلا تحديد فصيلة بقعة من الدم على جسد الضحية قد يساعد في إدانة أو تبرئة المتهم. لو افترضنا مثلا أن فصيلة دم المتهم هي Α وكانت فصيلة بقعة الدم مختلفة، فهذا على الأقل، إن لم يساعد في تبرئة المتهم، سيشير إلى وجود شخص أخر في مسرح الجريمة. في الوقت الحاضر يعتبر تحليل الحمض النووي أكثر دقة ومصداقية من تحليل فصائل الدم، الأمر الذي أدى لتقليل الاعتماد على تحليل فصائل الدم في علم الطب الجنائي.
هناك أيضا استعمالات أخرى لفصائل الدم ليست بالضرورة تتعلق بعلم الجريمة. من أهمها، وبما أن فصائل الدم تحدد وراثيا، هو استخدام فصائل الدم في تحديد الأبوة. لذلك نجد أن فصائل الدم تستخدم في بعض الأحيان لتحديد الأبوة المتنازع عليها أو في المستشفيات عندما يحصل خلط بين الأطفال حديثي الولادة. الجدير ذكره هو أن تحليل فصائل الدم لا يمكن الاعتماد عليه وحدة في كل الأحيان لتحديد الأبوة، الطريقه الادق في تحديد الابوة هي عن طريق الجينات الوراثية المعمول بها حالياً.
وداعا فصائل الدم...
نعم قد نودع يوما فصائل الدم. والسبب أن فريق دنمركي توصل إلى طريقة يتم فيها إزالة المركباتΑوΒ من على سطح الخلايا الحمراء باستخدام انزيم معين مما يجعلها تتشابه مع خلايا الدم الحمراء من فصيلة الدم О وبذلك يمكن نقلها إلى أي شخص بأمان. هذه الدراسة، والتي نشرت في مجلة "نيتشر بايوتكنولوجي" منذ فترة قريبة، قد تساعد في المستقبل (بالطبع بعد إجراء الدراسات اللازمة) إلى حل المشكلة الأزلية في بنوك الدم وهي عدم توفر الكميات اللازمة دائما من كل فصائل الدم، طبعا اذا الطريقه نجحت ستعد انجاز طبي كبير.