مصطفى سعيد العرب
16-05-2010, 09:56 AM
مساجد الصفيح
مصطفى سعيد العرب/ البحرين
m.arab63*********** (m.arab63***********)
أن ترى مسجدا (خمس نجوم) وبالقرب منه مسجد (ربع نجمة) بل بلا نجمة !تلك إذن قسمة ضيزى .مما يعني ان هناك خللا فاضحا وخطأ كبيرا، في الآلية التي سمحت لذلك المسجد ان يكون تحفة اسلامية فنية تسر الناظرين،واجبرت – تلك الآلية- المسجد الآخر على ان يكون مجرد مسجد من صفيح(كبينة)يستثير فضول الناظرين، ويزيد من حيرة الحائرين!!؟
اقول هذا مع ايماني التام والراسخ،من ان المصلي سوف تقبل صلاته حتى ولو صلى تحت ظل نخلة إذا كانت نيته خالصة لله تعالى،ولن يقبل الله صلاته مالم يتطهر من ذنوبه حتى ولو صلى تحت استار الكعبة،فضلا عن صلاته بأحسن لباس وفي أفخم المساجد.إذ جاء في الحديث الشريف "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم و قلوبكــم".هذا مع احترامي لكل منارة يرفع منها اسم الله سبحانه وتعالى،ولكل بناء شيد بإسم الاسلام واهله.
فمن غير المعقول ولا المقبول، ان تسمح الوزارة المعنية بالمساجد ببناء عدد من المساجد لطائفة معينة،فيما تمنع بناء مسجد واحد للطائفة الاخرى منذ 26 سنة في نفس المنطقة .مثال ذلك،فقد تم تخصيص ارضين قبل ايام لمسجد وجامع في منطقة الحجيات في الرفاع للطائفة السنية الكريمة،بينما تحرم منطقة البحير في الرفاع ايضا هذه السنين الطويلة من بناء مسجد واحد فقط للطائفة الشيعية!!.
وعليه، قد اتفهم حالة واحدة من مساجد الصفيح،كمسجد فاطمة الزهراء(ع) في مدينة زايد.فبعد اتصال بإدارة الاوقاف الجعفرية،تبين ان هذا المسجد مرخص منذ زمن بعيد،لكن ليس هناك المال الكافي لبناءه،ولم يتقدم احد للتبرع للبناء.في مقابل ذلك،لا افهم السبب في تأخيرخمسة مساجد(كبائن) للطائفة الشيعية في مدينة حمد؟.فقد جاء في صحيفة الوسط عدد 2663 مانصه" تعطل جهات حكومية في مقدمتها وزارة العدل والشئون الاسلامية ووزارة الاسكان بناء نحو 5 مساجد تعود لفئة واحدة هي(مسجد الامام الحسن العسكري(ع) ومسجد سلمان المحمدي،ومسجد أم البنين،ومسجد أبو طالب،ومسجد لم يطلق عليه الاهالي اسما حتى الان)منذ عشرين سنة في مناطق مختلفة من مدينة حمد".
بل أني اتسائل بتعجب كبير،عن عدد المساجد القليل للطائفة الشيعية في مدينة حمد،فهناك 10 مساجد للطائفة الاخيرة نصفهم من الصفيح،مقابل مايربو على 30 مسجد للطائفة الاخرى في نفس المنطقة،وكلها تحتل أماكن مهمة واساسية وظاهرة من المدينة،فيما المساجد العشرة الاخرى ففي اطراف المدينة أو في اماكن خلفية!.بل ان أول مسجد افتتح للطائفة الشيعية في نفس المدينة كان في سنة 1993 وهو مسجد فاطمة الزهراء(ع) وذلك بعد انتظار عشر سنين!؟
ربما يقول قائل،ان الوزارة المعنية قد اعطت ترخيص في سابق الايام لبناء 13 مسجدا للطائفتين في انحاء متفرقة.نقول هذا صحيح،لكن فلننظر الى المساجد الخمسة (المرخصة)للطائفة الشيعية، فثلاثة منها قديمة يراد هدمها وإعادة بناءها،وهي في منطقة النعيم وكرباباد والهملة،أما المسجدين الاخيرين (كبائن من صفيح) تنتظر رخصة البناء منذ زمن طويل،وهي واحد في اسكان دمستان ومسجد ابي طالب في مدينة حمد.
ايضا،قد يسأل سائل،ان الطائفة الشيعية لديها مئات المساجد في مختلف المناطق فلماذا المطالبة بالبناء إذن؟ الجواب على ذلك نعرفه من نسبة الكثافة السكانية لكل طائفة في مدينة حمد ومدينة عيسى والبحير والمحرق.مثال ذلك، ان ثلثي سكان مدينة حمد هم من الطائفة الشيعية،فيما مساجدهم لا تربو على العشرة،نصفهم من الصفيح كما بينا حسب احصاء الاوقاف الجعفرية وان هناك خمسة مساجد في مدينة عيسى.وحسب إحصاء الاوقاف ايضا،هناك 724 مسجد للاوقاف الجعفرية، بعضها آيل للسقوط ،وإن اكثر من 82 مسجد عبارة عن أكمات تراب.نضيف على ذلك، أن الكثير من هذه المساجد عبارة عن غرف صغيرة لاتزيد مساحتها على 20 الى 30 متر مربع،كمسجد الشيخ راشد في القلعة ومسجد الشمبرية في بني جمرة وامثالها الكثير.لكن جميع هذه المساجد الصغيرة والترابية داخلة في مجموع المساجد للطائفة الذي يبدو انه كبير للوهلة الأولى.
بناء على ماتقدم،فإنه يجدر بي أن أسجل هنا، أنني قد استخدمت على كره مصطلح ( مساجد الشيعة ومساجد السنة) في مقالتي.فنحن لانريد لبحريننا الحبيبة ولا لمجتمعنا ان ينقسم لفسطاطين أو معسكرين،وان لايغدو مصطلح(شيعي سني)هو ثقافتنا السائدة في كل مناحي حياتنا.فما تأسست الطائفية والمذهبية في اي مجتمع إلا وكان هناك ظالم ومظلوم،وكان هناك مكيالين وكان هناك الكره والبغضاء والفرقة والفتن.
لكن ما عساني أن اكتب امام كل هذه المعطيات المرة وهذا التمييز الفاضح والمشهد الصارخ وعدم المساواة المسئ للدولة.فهناك الكثير من آليات الأقصاء في بلدنا،ومنها آلية منع بناء مساجد لطائفة ومكون رئيس للمجتمع البحريني.إذ يبدو للناظر ان هذه الآلية ممنهجة وموضوعة على نار هادئة،بل تتناغم دول عربية مع هذه السياسة الغير عادلة .ففي بلد عربي مجاور هناك 30 مسجد للطائفة الشيعية مع ان نسبتهم تفوق 30 بالمائة،مقابل 1400 مسجد للطائفة السنية.وفي بلد عربي آخر،هناك اكثر من 70 ألف مسجد و 15 الف جامع لطائفة معينة،في الوقت الذي تغلق السلطة عدد من المساجد و تمنع بناء مساجد للطائفة الشيعية،بل تم منع الناس من إقامة صلاة الجماعة في دورهم الخاصة،بعدما هدمت عدد من المصليات في بعض المدن ،فضلا عن بناء مساجد لطائفة معينة في مناطق طائفة اخرى؟.
وعليه،يبدو ان المشهد والمنطق الطائفي والمذهبي هو الدافع الأساس لحرب المساجد إن صح التعبير،مع ان هذه المساجد كلها لله سبحانه وتعالى،يراد منها إعلاء كلمة الله الواحد الاحد،فهي ليست لقبيلة ولا لعشيرة ولا لمذهب بعينه ولا لحزب بل "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا".لكن هناك مساجد بلا مصلين ومصلين بلا مساجد،الأمر الذي يعكس ان هناك من يكيل بمكيالين ويتكلم بلسانين ويبتسم بوجهين،وان التمييز والاقصاء هما سيدا الموقف،وان هناك سياسة غير عادلة لن تطور الوطن ولن يتطور بها.
فكيف لنا والحال هذه، أن نتغنى ونتشدق بأننا اسرة واحدة في وطن واحد، في قبال تلك المعطيات التي هي من إفرازات أفكار ضيقة وعقول مقفلة،وهي ابعد ماتكون عن الاسلام وتعاليمه السمحة.
مصطفى سعيد العرب/ البحرين
m.arab63*********** (m.arab63***********)
أن ترى مسجدا (خمس نجوم) وبالقرب منه مسجد (ربع نجمة) بل بلا نجمة !تلك إذن قسمة ضيزى .مما يعني ان هناك خللا فاضحا وخطأ كبيرا، في الآلية التي سمحت لذلك المسجد ان يكون تحفة اسلامية فنية تسر الناظرين،واجبرت – تلك الآلية- المسجد الآخر على ان يكون مجرد مسجد من صفيح(كبينة)يستثير فضول الناظرين، ويزيد من حيرة الحائرين!!؟
اقول هذا مع ايماني التام والراسخ،من ان المصلي سوف تقبل صلاته حتى ولو صلى تحت ظل نخلة إذا كانت نيته خالصة لله تعالى،ولن يقبل الله صلاته مالم يتطهر من ذنوبه حتى ولو صلى تحت استار الكعبة،فضلا عن صلاته بأحسن لباس وفي أفخم المساجد.إذ جاء في الحديث الشريف "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم و قلوبكــم".هذا مع احترامي لكل منارة يرفع منها اسم الله سبحانه وتعالى،ولكل بناء شيد بإسم الاسلام واهله.
فمن غير المعقول ولا المقبول، ان تسمح الوزارة المعنية بالمساجد ببناء عدد من المساجد لطائفة معينة،فيما تمنع بناء مسجد واحد للطائفة الاخرى منذ 26 سنة في نفس المنطقة .مثال ذلك،فقد تم تخصيص ارضين قبل ايام لمسجد وجامع في منطقة الحجيات في الرفاع للطائفة السنية الكريمة،بينما تحرم منطقة البحير في الرفاع ايضا هذه السنين الطويلة من بناء مسجد واحد فقط للطائفة الشيعية!!.
وعليه، قد اتفهم حالة واحدة من مساجد الصفيح،كمسجد فاطمة الزهراء(ع) في مدينة زايد.فبعد اتصال بإدارة الاوقاف الجعفرية،تبين ان هذا المسجد مرخص منذ زمن بعيد،لكن ليس هناك المال الكافي لبناءه،ولم يتقدم احد للتبرع للبناء.في مقابل ذلك،لا افهم السبب في تأخيرخمسة مساجد(كبائن) للطائفة الشيعية في مدينة حمد؟.فقد جاء في صحيفة الوسط عدد 2663 مانصه" تعطل جهات حكومية في مقدمتها وزارة العدل والشئون الاسلامية ووزارة الاسكان بناء نحو 5 مساجد تعود لفئة واحدة هي(مسجد الامام الحسن العسكري(ع) ومسجد سلمان المحمدي،ومسجد أم البنين،ومسجد أبو طالب،ومسجد لم يطلق عليه الاهالي اسما حتى الان)منذ عشرين سنة في مناطق مختلفة من مدينة حمد".
بل أني اتسائل بتعجب كبير،عن عدد المساجد القليل للطائفة الشيعية في مدينة حمد،فهناك 10 مساجد للطائفة الاخيرة نصفهم من الصفيح،مقابل مايربو على 30 مسجد للطائفة الاخرى في نفس المنطقة،وكلها تحتل أماكن مهمة واساسية وظاهرة من المدينة،فيما المساجد العشرة الاخرى ففي اطراف المدينة أو في اماكن خلفية!.بل ان أول مسجد افتتح للطائفة الشيعية في نفس المدينة كان في سنة 1993 وهو مسجد فاطمة الزهراء(ع) وذلك بعد انتظار عشر سنين!؟
ربما يقول قائل،ان الوزارة المعنية قد اعطت ترخيص في سابق الايام لبناء 13 مسجدا للطائفتين في انحاء متفرقة.نقول هذا صحيح،لكن فلننظر الى المساجد الخمسة (المرخصة)للطائفة الشيعية، فثلاثة منها قديمة يراد هدمها وإعادة بناءها،وهي في منطقة النعيم وكرباباد والهملة،أما المسجدين الاخيرين (كبائن من صفيح) تنتظر رخصة البناء منذ زمن طويل،وهي واحد في اسكان دمستان ومسجد ابي طالب في مدينة حمد.
ايضا،قد يسأل سائل،ان الطائفة الشيعية لديها مئات المساجد في مختلف المناطق فلماذا المطالبة بالبناء إذن؟ الجواب على ذلك نعرفه من نسبة الكثافة السكانية لكل طائفة في مدينة حمد ومدينة عيسى والبحير والمحرق.مثال ذلك، ان ثلثي سكان مدينة حمد هم من الطائفة الشيعية،فيما مساجدهم لا تربو على العشرة،نصفهم من الصفيح كما بينا حسب احصاء الاوقاف الجعفرية وان هناك خمسة مساجد في مدينة عيسى.وحسب إحصاء الاوقاف ايضا،هناك 724 مسجد للاوقاف الجعفرية، بعضها آيل للسقوط ،وإن اكثر من 82 مسجد عبارة عن أكمات تراب.نضيف على ذلك، أن الكثير من هذه المساجد عبارة عن غرف صغيرة لاتزيد مساحتها على 20 الى 30 متر مربع،كمسجد الشيخ راشد في القلعة ومسجد الشمبرية في بني جمرة وامثالها الكثير.لكن جميع هذه المساجد الصغيرة والترابية داخلة في مجموع المساجد للطائفة الذي يبدو انه كبير للوهلة الأولى.
بناء على ماتقدم،فإنه يجدر بي أن أسجل هنا، أنني قد استخدمت على كره مصطلح ( مساجد الشيعة ومساجد السنة) في مقالتي.فنحن لانريد لبحريننا الحبيبة ولا لمجتمعنا ان ينقسم لفسطاطين أو معسكرين،وان لايغدو مصطلح(شيعي سني)هو ثقافتنا السائدة في كل مناحي حياتنا.فما تأسست الطائفية والمذهبية في اي مجتمع إلا وكان هناك ظالم ومظلوم،وكان هناك مكيالين وكان هناك الكره والبغضاء والفرقة والفتن.
لكن ما عساني أن اكتب امام كل هذه المعطيات المرة وهذا التمييز الفاضح والمشهد الصارخ وعدم المساواة المسئ للدولة.فهناك الكثير من آليات الأقصاء في بلدنا،ومنها آلية منع بناء مساجد لطائفة ومكون رئيس للمجتمع البحريني.إذ يبدو للناظر ان هذه الآلية ممنهجة وموضوعة على نار هادئة،بل تتناغم دول عربية مع هذه السياسة الغير عادلة .ففي بلد عربي مجاور هناك 30 مسجد للطائفة الشيعية مع ان نسبتهم تفوق 30 بالمائة،مقابل 1400 مسجد للطائفة السنية.وفي بلد عربي آخر،هناك اكثر من 70 ألف مسجد و 15 الف جامع لطائفة معينة،في الوقت الذي تغلق السلطة عدد من المساجد و تمنع بناء مساجد للطائفة الشيعية،بل تم منع الناس من إقامة صلاة الجماعة في دورهم الخاصة،بعدما هدمت عدد من المصليات في بعض المدن ،فضلا عن بناء مساجد لطائفة معينة في مناطق طائفة اخرى؟.
وعليه،يبدو ان المشهد والمنطق الطائفي والمذهبي هو الدافع الأساس لحرب المساجد إن صح التعبير،مع ان هذه المساجد كلها لله سبحانه وتعالى،يراد منها إعلاء كلمة الله الواحد الاحد،فهي ليست لقبيلة ولا لعشيرة ولا لمذهب بعينه ولا لحزب بل "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا".لكن هناك مساجد بلا مصلين ومصلين بلا مساجد،الأمر الذي يعكس ان هناك من يكيل بمكيالين ويتكلم بلسانين ويبتسم بوجهين،وان التمييز والاقصاء هما سيدا الموقف،وان هناك سياسة غير عادلة لن تطور الوطن ولن يتطور بها.
فكيف لنا والحال هذه، أن نتغنى ونتشدق بأننا اسرة واحدة في وطن واحد، في قبال تلك المعطيات التي هي من إفرازات أفكار ضيقة وعقول مقفلة،وهي ابعد ماتكون عن الاسلام وتعاليمه السمحة.