المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وبعد هذا البحث ركبت السفينة ...


أبو مرتضى عليّ
18-05-2010, 01:48 AM
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خير الخلق أبا القاسم محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللّعن الدّائم على أعدائهم من الأوليـــــــــــن والآخرين وإلى قيام يوم الدّين ..
وبطلب من احد الأفاضل في هذا المنتدى الأغرّ أضع بين أيديكم الكريمة مختصر قصّتي إستبصاري والهداية ..

*** وبعد هذا البحث ركبت السفينة ...***
مع رجاء التثبيت حتّى النهاية منه .

إخوة الإيمان والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .

** هذا البحث المطوّل كان السبيل الهادي إلى حياض سُفن النّجاة "ع" .. حيث أيقنت من بعده ، بأنّ الإسلام أصبح إسلامان : محمّدي، وعمري ، ولكلّ منهما شرائع وأتباع .. ومن يبتغي منكم سُبُلَ النّجاة فعليه :
- قراءة هذا البحث لنهايته ..
- ذو بصيرة حرّة من قيود الموروث..
- الحكم بيننا كتاب الله والمتّفق عليه من السنة الشريفة .**


يقول مولى الموحّدين وقائد الغرِّ المُحجّلين الإمام عليّ –عليه السلام – :

* نفسُ المرء خُطاه إلى أجلــــــه ..

.. من هنا يكون الحرص على عدم إضاعة العمر في لا شيء أو في التوافه .. فبين المرء وأجله مسؤولية الربط التكاملي من استعمال الإنسان لطاقته في الدنيا ، وبين الجزاء الذي سيلاقيه في الآخرة عن كيفية الاستعمال وعن ماهية النتائج .. وهذا ما جاء في دعاء مكارم الأخلاق للإمام السجّاد "ع" ": واستعملني في ما تسألني عنه غدا ..:" والكتاب المقدّس يضع لذلك ثلاث أسئلة سيتعرّض لها الإنسان يوم الجزاء ..
1- قوله تعالى ": فاستمسك بالذي أوحي إليك ، انّك على صراط مستقيم ، وانّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ..:"
هنا يكون التأكيد على التمسّك بكتاب الله تعالى وجعله منهاجا في الحياة .
2 - قوله تعالى ": فلنسألنّ الذين أرسلَ إليهم ، ولنسألن المرسلين .:" وهنا التأكيد على الالتزام بأمر القيادة المنصوص عليها من قبلِ الله تعالى اسمه .. والمتمثلة في الرسول الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم - .
3 - ولو شاء الله لجعلكم أمّة واحدة ، ولكن يُضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ، ولتسألن عما كنتم تعملون .:" وهنا التفويض التام الإنسان على اختيار مسلكه في الحياة والذي يصل به إلى الآخرة .. وحتّى تستقيمَ منافذ الوعيّ والإدراك لسُبُل الخير . لا بدّ من التمسّك بأمر القيادة الشرعيّة جميعها . والمتمثّلة في الرسول الأكرم –صلى الله عليه وآله - وذلك من قوله تعالى "ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .:" .. وبعده يأتي دور قيادة الإمام المنصوص عليه من قبل الرسول عنِ الله تعالى ، ومع الغيبة يكون دور العلماء والمرجعيّة الشريفة .. وعند التمسك بهذه القيم والمبادئ تجد الأمة مسالك النجاة والرشاد والسعادة الأبدية ..
وعلى ضوء ما تقدّم نستطيع أن نقول بأنّ الإنسان محكوم بزمن محدّد لا يستطيع تغييره أو نقيصتهُ ، لذا كان منَ المنطق والعقل أن لا يُبدّده دونَ مُحاسبة النّفس وتوجيهها نحو سبل الخير والفلاح واكتساب الفضائل وترويضها على معاكسة الأهواء والشهوات .. حتّى تكون الجنّة هي المأوى .. ولن يبلغ ذلك الكمال الإنساني من العلم والمعرفة الربّانيّة ، حتّى يبلُغَ مرحلة الانسجام الكامل بين الروح والعقل ، والنفس والوجدان ، والقلب والمشاعر... إلاّ أنّ النّفسَ منْ طبعها الجموح لحنينٍ نحو مُوالاةٍ لماضٍ ورجال ومواقفَ ..وكنت أصدّها تارة وأتجاهلها أخرى ، ولكن كثيرا ما كانت تُساءلني على رجال أثْروا التاريخ الإسلامي بتناقضاتهم ومواقفهم حتى اختلفت فيهم الأمة بين موال ومعاد أو محبّ ومبغض .. وأخصّ بالذكر بطل رزية الخميس
، ومؤسس أركان السقيفة .. عمر بن الخطّاب .

* شيطان كلّ إنسان نفسهُ :

وهذه المرّة ، وكعادتها سألت ، ثمّ كررت السؤال .. لكنّي لم أعِرها اهتماما .. همست ": هل تدّع لنفسك التفوّق في العلم والمعرفة على كلّ منْ أبدا لهم الولاء والانتماء منَ الأمّة في ماضيها وحاضرها . ومن أبد لهم الثناء الجميل على ما قدّموه للإسلام والأمّة من أعمال جليلة وخيّرة كانت السبب في نشر الإسلام وعزّته .. حتى كُتب تاريخهم بأحرف من ذهب ، انحنى لعظمته القاصي والداني ، وسيبقى إشعاعه ما بقيت الأيام والسنين .. بل أين يُتاه بك ، بعد أن كنت من مواليهم وأشياعهم ، وكنت الذاب عن حياضهم وكرماتهم .. بل كنت تهيمُ بحبّهم ، وقد رأيتك تُناجيهم وتٌحابيهم ، وكثيرا ما كنتَ تأنسُ بمجالستهم في رؤياك وأحلامك ، وكان لسانك دائما يتباه بمآثرهم ومناقبهم .. فما حدا ممّا بدا ..؟
ثمَّ إنكفأت للحظات لتدع المجال للحافظة تستشير العقل والوجدان على ما فرّطنا مع سنوات التيه في مُنعطفات التقليد المتداعية ، ومسالك السلف المعتّمة ، حيث طُمست الحقيقة بين ثنايا الأوهام وطيّات الافتراء ، ممّا حال بين البصيرة ورؤية نور الحقيقة ، فتبدّدت معها معالمُ النّجاة ومسالك اليقين .. ولكن أين لها ذلك بعد أن امسكنا بمصابيح الهداية ، وسفن النجاة . فمن الذي يتجرّأ بعد هذا أن يقول بأنَّ الحقّ في ما تركت ، وأن الباطل في ما اتخذت من ولاء لأهل بيت العصمة – صلوات الله عليهم وسلامه- ..
هنا وكزها صوت الضمير ..": لما لا تُحاولي .. وما يضير ..؟ فإنَّ الهدى على انبثاق بين يديك ، فقرّبي وخُذي ممّا أعطيتُ حتّى يُفَجَّرَ النّور على أرجائك .. فتسعدي بذلك وتُسعديني . لكن بحالة اللامبالية استقبلت النصيحة وهي تنازعني قيادها.. عندها جذبتها نحو سوحِ المناظرة وليكن الميزان في ذلك كتاب الله وما اتفقَ عليه من السنّة الصحيحة مع الإجماع والعقل .. لم تنصاع لدعوتي من أوّل وهلة ، بل شككت وتعلّلت وذاك ديدنها ..": وما نفعُ ذلك والأمّةُ لا تمتلك تاريخا يُستفادُ منه في هذا المضمار، وقد لعبت بمنابعه الأهواء السياسية ، والمنازعات السلطويّة ، والتجاذبات المذهبية منْ تحت ضلال السيوف والبيارق [1]، ساندها في ذلك جنود العسل [2] ومهور البغايا [3]. نعم أنَّ كلُّ ما لدينا هو من صنع الحكام والسلاطين .. من أمثال معاوية والمنصور..وأئمة الجور كشريح وابن تيمية .. وأشباه العلماء .. كابن حزم وابن كثير ..ومن هنا ليس بغريب بأن يكون الاعتماد على الأحلام والتخيلات في العديد من مفاصل التاريخ وقد تتهمُ الذاكرة بالنسيان [4]، أو الأذن بالصمم [5]، كما قد يُعطى للجنّ دور في تصفيّة بعض الرموز المعارض للتاريخ السّلطوي وأهله [6]..؟
* من إبتاعَ نفسهُ أعتقهـــا :
وبنظرة المشفق أجبتها ": صَدَقْتِي في كلّ ما أَدّعَيْتِي .. وقد كفيتني مئونة التوضيح ، بل لذلك أعدتُ قراءة التاريخ ، وأبيتُ طاعتك للعودة إلى عقيدة الابتداء ، وموالاة من وال الآباء عن جهل وغباء .. ولكن لا بأس بأن ننظر الجوانب الإيجابية في تاريخ الأمة ، وهو من أغنى تواريخ الأمم على الإطلاق ، بل ويمتاز عليها بالدقة والشموليّة كما يملك من النصوص الصحيحة الشيء الكثير شريطة البحث العميق والتدبر بعيدا عن اللجاج والتعصب .. مع ما يمتلك من قواعد ومنطلقات يستطيع أن يوفّر الباحثُ لنفسه من خلالها وسائل التمييز ما بين الغث والسمين وما بين الحق والباطل والصحيح والسقيم ..وما علينا إلاّ أن نتخذ السبل المجمع عنها لبلوغ الغاية ، بعيدا عن المهاترات والمشاحنات والعناد .. وقد ذكرت لَكِ موازين القسط المعتمدة لدى عشاق الحقيقة والباحثين عن النجاة والسعادة الأبدية .. ولا بأس بأن يكون البحث في الأسانيد المعتمدة ، والتمسّك بما أجمع عليه أكبر عدد من أهل الفرق حتى تكون النتيجة مقبولة لدى الجميع ، ويجب أن تُتّخذَ منَ المبادئ الإسلامية والقرآنية وشخصيّة الرسول الأعظم "ص" الروحيّة والأخلاقية أساسا لتقييم عديد النصوص والحكم عليها أو لها ، ثمّ أخذ بعين الاعتبار مسألة تناقض الأحاديث ومع كونها تتعارض في الزمان والمكان مع شخصيّة السند الراوي للحدث أو التي محطّ البحث ..:"
شعرت عندها وكأنّي بها تريد توضيحا حول الدافع من جعل شخصيّة الرسول الأعظم "ص" بين المقاييس المتّبعة وما الجدوى من ذلك ..؟ فلاطفتها مِنْ همسٍ ..": .. ألا تعلمي بأنّ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - هو الخليفة الشرعي لله على الأرض ، بحيث يُمثّل صفات الإنسانية الفاضلة من علم وعقل وكمال وشجاعة وهدى وتقوى و كمالات رفيعة لا يُرى معها خلل ولا زلل في أعماله وأقواله ، بحيث يكون مبرئ من النواقص ، فكان الأسوة الحسنة للإنسانية جمعاء مدى الدهروذلك من قول الله تعالى": ولكم في رسول الله أسوة حسنة " وقوله تعالــــى ": ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ومن هنا يجب أن يكون حكمه الفصل في ما جاء عنه أو فيه بعد عرضها على موازين العصمة المحمّدية ، وكلّ ما دون ذلك فهو تهيأت وأضغاث أحلام ووسوسة شياطين الإنس والجنّ .. ولا بأس وبعد هذا التوضيح المطول أن نبحث في ما جاء من فضائل ومناقب ولو بشكل مختصر في الخلفاء الثلاثة ، وما مدى صحتها ، والغاية منها .. ولك أن تسألي فيما تبلغين به خيوط المعرفة ، وملامسة الحقيقة :"
.. لكن هذا الواقع الجديد فرض عليها وضعا جرّدها من قصاوة الجموح . مع ما أوقعت بها سياطُ التأنيب من قبل العقل والوجدان والضمير من عذبات العزلة أدّت بها إلى الإنصياع لإرادة الأغلبية ، فسلّمتني قيادها وأعطتني زمامها مع بقايا من التّعنّت ، و منهُ استمدّت أحرف البيان .. ": لو نظرنا للموضوع نظرة شموليّة ، لعلمنا بأنّ خلافة أبي بكر كانت صنيعة عمر ، وكذلك كانت خلافة عثمان وبل حتّى خلافة معاوية ومن جاء بعده .. وبذلك يكون منَ الأجدى أن ننظر في حال الخليفة الثاني عمر ، فهو يُعتبرُ القطب الذي أدارعجلات الأحداث لهيكلة الخلافة " الراشدة " ..
فلو صحّتْ أسس سخصيّته المستمدّة ممّا حباه التاريخ والسيرة من فضائل وكرمات.. صحّ معها ما شيّده بها وعليها . وإن كانت أسسه تلك على جرفٍ هارٍ ، فحتما سينهار ما بناه على رؤوس أصحابه ، ومن والاهم أو تمسّك بحبالهم الثائبة أو إستظلّ بظلهم الزائف .. وليكن البدء من البداية ، حيث إسلام عمر وما جاء فيه من فضائل وكرمات بأمر الله ورسوله ..:

يتبـــــــــــــع - إن شاء الله تعالى -
موفقين وبعين الله تحرسكم
أبو مرتضى عليّ


الفهـــــرس

-- أحداث نتناولها بالتفصيل في الأجزاء القادمة - ان شاء الله - .
1 – ما فعلوه أوّلا مع مالك بن نويرة وعشيرته ، من قتل وتنكيل وهتك الحرمات ..وما فعله عثمان مع أصحاب رسول الله : كأبي ذر وابن مسعود .. ثمّ جرائم معاوية في حقّ أولياء الله كعمر بن حمق الخزاعي الصحابي وحجر بن عدي الكندي الصحابي ومحمّد بن أبي بكر وكيف وضعه في جيفة حمار ثمّ أحرقه ...
2 – كفريات معاوية عندما بلغه إستشهاد الإمام الحسن "ع" قال ": سبحان الله ..؟ إن لله جنودا من العسل ..:"
3 -- وتلك البغيّة التي إشترطت على اللعين إبن ملجم قتل الإمام عليّ "ع" كمهر لزواجها ..
4 -- ما فعله أنس أبن مالك بكتمانه لشهادة يوم الرحبة بدعوة النسيان تارة وكبر السنّ أخرى ..؟ حتى أصابته دعوة الإمام عليّ "ع" كما ذكر ذلك ابن قتيبة في معارفه ص 194، وابن أبي الحديد في نهجه ج1ص362 ..
5 -- وزيد بن الأرقم كتم الحقيقة فأصيب بالعمى ، راجع مناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص23 وشرح النهج لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1ص362 .. ومن رجع عن الإسلام كجرير بن عبد الله البجلي راجع أنساب الأشراف للبلاذري ج2ص156 .
6-- ما فعلوه من مقتل سعد بن عباد الصحابي . وقالوا قتله الجن ..؟ بل من شعراءها ..

النجف الاشرف
18-05-2010, 02:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
مبارك لكم ركوب سفينه النجاة سفينة محمد واله الاطياب الاطهار
والسلام عليكم

المشرف العقائدي
18-05-2010, 02:39 AM
------------------------------------
حياكم الله تعالى أخي الكريم الفاضل
وفقكم الله تعالى وهداكم وأصلح شأنكم كله
متابعين بعناية وشغف
والله المستعان
-------------------------------------

عبد الحسن2
18-05-2010, 03:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك وهنيئا لك هذا الشرف العظيم

عبد محمد
18-05-2010, 03:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

وعجل فرجهم واهلك عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله لكم في فوزكم بمرافقة محمد وآل بيت محمد ص

وولايتهم والبراءة من أعدائهم

متابعين لكم

وفقتم

{ عاشقة 14 معصوم }
18-05-2010, 09:12 AM
ألف مبروووووووك ركوبك سفينه النجاه هنيئا لك اخي فقد حزت على الفوز في الدنيا والآخره ونسأل الله لك ولنا الثبات على ولايه أمير المؤمنين

أبو مرتضى عليّ
18-05-2010, 02:41 PM
أشكر لأهل الفضل والولاء هذا التواصل الكريم والتعقيبات والتبريك ..
أسأل الله من جود فضله أن يُلهمنا الثبات والموفقيّة ..
أبو مرتضى عليّ

ابوعمار5
18-05-2010, 05:40 PM
السلام عليكم الف الف الف مبروك
أبصارك للحق و أهله
ومستحيل ثم مستحيل ثم مستحيل على من يبصر الحق وأهله أن يرجع ألى العماء
وجهالته لأن محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يحكون الانسان بكل مافيه وبذلك الانسان يعرف نفسه
وأذا عرف الانسان نفسه عرف
ربه سبحانه وتعالى وبذلك يتحقق المقصد لدى
الانسان ،وهوالوصول الى أرضاء ربه سبحانه وتعالى والذي لايعرف محمد
وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لن ولن ولن يعرف نفسه ابدا ابدا ابدا ولذلك
لن يعرف ربه سبحانه وتعالى
ولن يقدره حق قدره وهذا ماتبين
لنا من خلال المخالفين لمحمد وآل محمد صلوات وسلامه عليهم أجمعين فنجدمنهم المجسمين
والمجبره والقدريه وغيرهم ولاحول ولا قوة ألا بالله فمبارك لك أخي العزيز أبصارك النور الالهي والعاقبه للمتقين

أبو مرتضى عليّ
18-05-2010, 08:22 PM
كلّ الشكر والفضل لصاحب العزّة والكرامة أخي العزيز أبو عمارة ..
موفق حبيبي لكلّ مكرمة
أبو مرتضى عليّ

أبو مرتضى عليّ
18-05-2010, 08:25 PM
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خير الخلق أبا القاسم محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللّعن الدّائم على أعدائهم من الأوليـــــــــــن والآخرين وإلى قيام يوم الدّين ..

*** وبعد هذا البحث ركبت السفينة ...***

إخوة الإيمان والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .

* ومن باع نفسه أوبقهــا :
.. فقلت دعيني وقبل الولوج في رمالهم المتحرّكة ، أوجّه خطابي للنفوس الباحثة النيّرة ، ومن كانت غايتها الفوز بالدارين بالولاء لله ورسوله "ص" ، تلك التي لا يَعنيها سخط منْ يُرضيه الباطل منْ طبقة السّوقة والدهماء ومعهم المنقادين إنقياد الأعمى لرأي منَ الآراء وممّا ترك الآباء منْ عقيدة إبتداء .. أولئك ليست لهم القدرة في معرفة مقدار الحقّ منَ الباطل ، ولا تُميّزُ الخطأ من الصواب ... فمن يرى في نفسه شيء من تلكم الصفات ، لن يبلغ النهاية المنشودة في الإمساك بحبل الولاء لله ورسوله "ص" ومن إهتدى بهديهم.. وليكفي ناظريه عناء السفر فيما لا ينفعه ، ويبقى متمسّكا بخيوط العنكبوة ، والسير في دروب السّراب حيث ظمإ الأنفس الأبدي .. ولن يكون لها إرتوى إلاّ زُلالٍ عند حياض المصطفى وغدير المرتضى – صلوات الله عليهما وسلامه - .. حياض أعظم شخصيّة عرفتها الإنسانية لأكمل رجل في الكون عقلا وتدبيرا وحكمة وكمالا وعلما .. لا كما كتبهُ تاريخ السماسرة والأهواء حيث جعلوه عاجزا متناقضا ناسيا جاهلا ، ومحتاجا لمن يوجّهه ويرشده – صلى الله عليه وآله - .. ومن نسائه من يصوب أخطائه .. بل المتصفّح لتاريخهم ومجاميع حديثهم يرى المخازي التي تسيء لساحته المقدّسة بغيا من عند أنفسهم ومرضاة لسادتهم وأولياء نعمتهم.. فكانت الخيانة العظمى لتاريخ والأمة ، بل للإنسانية جمعاء . وها نحن نتجرّع غِبَّ ما أسّسوا من خيانات ونهيموا في ما أوجدوا من ظلمات .. – وقد نأتي على بعضها أثناء البحث -.. وبنفس الخطة المرسوم لطمس معالم الدين المحمّدي بالتعتيم والافتراء على شخصه الأقدس . كان لا بدّ لهم من شائن الفعل مع وصيّه الشرعي وعماد نهجه وباب مدينة علمه .. صاحب الغدير .. الإمام المرتضى – عليهما السلام - .. فتعالي بعد هذا الموجز من القول ، نُميط اللثام ، ونرفع الركام ، ونسقط القناع .. حتّى تُبدي لنا الحقيقةُ جمالها ، والرسالة جلالها ، والإنسانية كمالها . . ونستطرد لنستجلي حقيقة ابن الخطاب ونستكشف معالم صرحه المشيد من ولائد الغلو في الفضائل ، وما سوّلت لهم الأهواء والشهوات من نحت المناقب ونقش المكرومات .. و كان صاحبهم في تلك المخازي معاوية ، الذي أغدق عليهم صروح من فضائل و أوسمة في مقابل سبّ الإمام علي "ع" و استنقاصه و النيل من شيعته .. و قد جنّد لذلك جنوده من الوضّاعين و المتزلفين من الصحابة والتابعين على رواية الأخبار القبيحة في علي "ع" بعد أن استمال أطماعهم بأموال المسلمين .. ووضع قواعد شيّد عليها أسس التاريخ والسير النبويّة ، وبناء عليها أركان العقيد المحمدية .. ومنها :
.. ومنهم أبو هريرة الذي بلغت به قلّة الحياء والدين بأن يَجْثُ على ركبتيه في مسجد الكوفة ، ويدَّع زورا وبهتانا بأنّهُ سمع رسول الله "ص" يقول ": إن لكلّ نبي حُرمة ، وإنّ المدينة حرمي ، فمن احدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. وأشهدُ أن عليّا أحدث فيها ..؟ فلما بلغ معاوية قوله ، أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة . .[1] "ولتكن لعنةُ الله على الكاذبين "..

* الضغائن تُورّث كما يُورّثُ المال :
..لذلك فكلُّّ ما عندنا من أحاديث في الفضائل تخصّ " الخلافة الراشدة " فهي من عند معاوية و بعينه . بعد أن منع عمر وقبله أبو بكر جمع الحديث والرواية عن رسول الله صلّى الله عليه و آله – [2] . و قد اقتفى أثر الخليفة جمعٌ و ذهبوا إلى منع عن كتابة السنن .. وهكذا أخليت الساحة لمعاوية فرسم للأمّة طريقها الذي ارتضاه لها .. واقتفت آثره أمراء بني أميّة ، ثمّ بني العباس .. وبذلك كانت الطامة الكبرى على التاريح والأمّة ..– وها هي تنعمُ في بركات غيّهم وضلالهم -- ..؟ ونحن مهما غضضنا الطرف و حملنا النفس على حسن الظن .. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نثق بمن ناصب وحارب و سنَّ شتمَ أمير المؤمنين علي "ع" وأهل بيته الكرام على المنابر .. وكيف يؤتمنُ مثل معاوية على كتابة التاريخنا و سنتنا الشريفة ..؟ بل الواجب يحتّم علينا أن نأخذ الأشياء من منابعها الصافية و لن تكون دون أهل الكساء و سفينة النجاة - عليهم السلام – مع اعتمادنا في ذلك : هديُ القرآن وجعله حكما مع العقل في واقعية سليمة تأخذ بنا نحو روح الإسلام ومبادئه الشامخة بشموخ شخصيّة النبي الأكـــــرم – صلى الله وآله وسلم - . . . .": ... وقــــل الحـــــقّ من ربّك فمن شــــاء فليؤمـــــن ومن شـــاء فليكفــــــــــر ..:"

وحتّى اللقاء ، نستودعكم الله
والسّلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما

أبو مرتضى عليّ
الفهـــــرس
1- على ما رواه الجاحظ في كتابه الردّ على الإماميّة : إنّ قوما من بني أميّة قالوا لمعاويّة ": يا أمير المؤمنين قد بلغت ما أملت فلو كففت عن هذا الرجل.:" فقال ": لا والله حتى يربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلا ..:"
2- روى أبو الحسن المدائني في كتاب الأحداث : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام المجاعة أن برئت الذمّةُ ممن يروي شيئا في فضل أبي تُراب – عليّ "ع"-- وأهل بيته. فقامت الخطباء في كلّ كور وعلى كلّ منبر يلعنون عليّا "ع" ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته "ع" .. وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الأفاق أن لا يُجيزُ لأحدٍ من شيعة عليّ "ع" شهادة . وكتب إليهم أن أنظروا من قِبلكم من شيعة عثمان ومحبِّيه وأهل ولايته ، فادنوا مجالسهم وقرّبوهم واكرموهم .. فليس يجدُ إمرؤ من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة ، إلاّ كتب إسمه وقرَّبهُ وشفّعهُ فلبثوا بذلك حينا .. ثمّ كتب إلى عمّاله إنَّ الحديث في عثمان قد جهر وفشا في كلّ مصر وكلّ وجه وناحية . فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والشيخين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تُراب إلاّ وائتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّ ذلك أحبُّ إلي وأقرُّ لعيني وادحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشدُّ عليهم من مناقب عثمان وفضله . فقرأت كتبه على الناس ، فرويت أحاديث كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها .. ووُجِّهَ النّاسُ في رواية ما يجري هذا المجرى حتّى أشْدوا بذكر ذلك على المنابر والقِيَ إلى معلّمي الكتّاب ، فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع ، حتّى رووه وتعلّموه كما يتعلّمون القرآن ، وحتى علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله .. 1-- شرح النهج ج4 ص63 و شيخ المضيرة أبو هريرة 236 وقبول الأخبار لأبي القاسم البلخي .. 2 -- كنز العمال ج 10 ص 292 و وجامع بيان العلم لإبن عبد البرّ 1 ص 77 ..

أبو مرتضى عليّ
18-05-2010, 08:26 PM
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خير الخلق أبا القاسم محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللّعن الدّائم
على أعدائهم من الأوليـــــــــــن والآخرين وإلى قيام يوم الدّين ..
إخوة الإيمان والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .

يقول هارون الأمّة -- عليه االسّلام -- ": .. أنظروا أهل بيت نبيّكم فألزموا سمتهم واتبعوا أثرهم ، فلن يُخرجوكم من . هدى ، ولن يُعيدوكم في ردا ..:"


--- بحث في الخلافة " الراشدة "
ما أراد الله ورسوله .. وكرهته قريش وعمر ..

.. وعود إلى بدء لتصفُّحِ ما جاء به التاريخ وكتب السيرة والحديث من فضائل ومناقب - لو شاء الله لعمر أن يُبعث لأنكرها واستنكرها - ، لما فيها من مغالاة وتطاول على ساحة الرسول الأكرم "ص" ، بل وتجاسُر على قداسته – صلى الله عليه وآله – مثلُ فريتهم بأن رسول الله "ص" قال ": .. لو كان الله مهلكنا ، ما نجا إلآّ عمر ..:" ؟ لها الله وهكذا أخذتهم سُفنِ الأهواء عبر أمواج الضلالة وأعماق الباطل .. ظنّا منهم بأن شمس الحقيقة لن تُشرق يوما ، لتزيل ضباب الباطل وتقشّع من أفق العقيدة السمحاء عتمة الافتراء وما أوحت به شياطين الإنس والجنّ لبعضها من سفاسف القول أدّت بشيعتهم ومواليهم لتعصّب والتحجّر والجهل .. مع قلوب لا يفقهون بها وبصيرة عمياء وعقول ملئت غباء .. [ .. بل ها هم القتلة منهم يجددون تارات أسلافهم ، ويتّخذون من اسمه عنوانا للواء ضلالهم وبغيهم في بلاد الرافدين لمقاتلة الموالين لأهل البيت –عليهم السلام - .. فكما أرعب أسلافهم طفولة زينب والحسين "ع" بالهجوم على بيتهم .. فهاهم الأحفاد ينحرونها في بغداد الجديدة مستمدّين فتاوى الكفر والفجور من أئمة الضلال الأحياء منهم والأموات .. بل وحتّى الصلاة غدروا بها في مساجد المسيب ولاهور.. فإلى الله المشتكى .] وهذا في الواقع ليس بغريب على من قرأ التاريخ .. فقد جمع أسلافهم الحطب حول بيت الزهراء وعلي والحسن والحسين وزينب – سلام الله عليهم لإحراقهم بالنار..
. فالشيء من مأتاه لا يُستغرب .. فهم ذريّة بعضها من بعض ..والله المستعان عمّا يؤفكون .
ثم تعالوا بها لنبحث – ولو باختصار – فيما جاء به التاريخ عن عمر ولعمر من سيرة وأفعال . مع الاعتماد على ما اعتمدوا هم عليه في بناء شخصيته الوهمية من كتب ومراجع .. وعلى طالب الحقيقة أن لا يرُعنّهُ ما يراه من التهويـــل و الإرعاد و الإبراق في تلكم الكتب و المراجع ما دام الحكم بيننا كتاب الله تعالى و سنّة نبيه الصادق الأمين "ص" المجمع عنها . و منهما نجزم بأنّ الهدى و الضلال و السنّة و البدعة ليست موقوفة على جعجعات الأقوال من التأويلاتِ و التمحلات التّي ينصرون بها أفعال أوليائِهم - بل الهدى هديُّ محمّد و آله و السنّة ما هم عليه و من اقتدى بهديهــــم - و ما خالف ذلك فهو ضلال و بدعة و كلّ ضلالة في النار و نِعْمَ القول قولُ شيخنا السيد ابن شهــــاب :

إلــى الـــتــأويـل و الـتحـريــف لاذوا *** فــذا كـذب يـريـــك و ذا خـــداع
و خـــالـــوا ان فـي الــتـمـويــه فـوزا *** و ان الــحــقّ يــشـرى أو يـبـاع
لـئـن كـان اقــتـفـــاء كـتـــاب ربــــي *** و ســـنـــة مـصـطفــاه و الاتباع
ضـــلالا و ابـــتــداعًـــا ان ديـــنــــي *** و ان رغـــموا ضـلال و ابتـداع

.. ونجعل بحثنا على ثلاث أجزاء :
-- 1 -- من إسلام عمر إلى هجرته .
-- 2 – من المدينة إلى وفاة الرسول الأكرم "ص"
– 3-- ومن السقيفة إلى وفاته . و باسم الله أبدأ من:
** الأحاديث عن إسلام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقول الرسول الأعظم :صلى الله عليه وآله وسلم -- ..
-- أوّلا ": اللهم أعزّ الإسلام بعمر .. أو أيد الإسلام بعمر .:"[10]
-- ثانيا":عن ابن عمر قال : أنّ "ص" قال ": اللهم أعزّ الإسلام بأحبّ الرجلين إليك .. بأبي جهل أو بعمر ابن الخطاب قال : وكان أحبُّهما إليه عمر ...[11]
-- ثالثا ": قالوا أنّ إسلام عمر كان فتحا ، وإنّ هجرته نصرا ، وإنّ إمارته كانت رحمة ، وإنّهُ لمّا أسلم قاتل قريش حتّى صلى المسلمون عند الكعبة .. [12] وقد استغرب الترمذي هذه الأحاديث ، رغم تصحيحه لبعضها ..؟ ولكن هل من مُسائل واضع هذه الأحاديث بما تكون عزّة الفرد ..؟ لنكفيه عبأ الإجابة .. وإنّي وإنْ لا يروقني خدشُ عواطف الرجل بذكر مواقف جبنه وذلّته لكن لن أرضى لنفسي بأن تقف موقف الغباء و التغافل أمام كلّ كبيرة موبقة بدعوى حُرمةِ الصحبة و شعار الصحابة .. [ و إن كانت الفخر كله لو صحّت لصاحبها مع الإلتزم بشرطها و شروطها ...] ألَا ترى أنّ للكعبة و للمسجد حرمة و كذلك للعاملين فيها من سدنةٍ و خدم و من هو بداخلها .. لكن لو أحد من هؤلاء بال فيها أو أحدث عمدًا ، أو سرق أمتعة المصلين .. هل تبقى له حرمة و إن كان بداخلها ، و من ظنّ أنّه يلزمنا احترامه لحرمتها بعدما ارتكب تلكم المعاصي ..
فهو في أقصى درجات الغباوة و أشدّ مراتب العناد و المراغمة و إتباع الهوى.
" و من أظلم ممن إتبع هواه بغير هدى من الله إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين "
... غير أنّي أرى الدفاعة على ساحة الرسول الأعظم "ص" أجلّ وأقدس ، فأقول ": من المتعارف عليه عند العقلاء ، بأن العزّة تكون بالعشيرة ، أو بما يمتلكه ذاك الفرد من شجاعة وشهامة وفضل ومال ... ثمّ ننظر ماذا يمتلك عمر من هذه الصفات والكماليات .. قبل البحث بالسند المفتعل ..
• دع عنك : أظنُّ ، وأحسبُ ، وأرى ..:
-- هذا الأحاديث وحسب مقاييس العقلاء .. لا تصح بل نُجزم بعدم صحّتها وذلك لوجوه :
-1- لأنه لا يمكن بأي شكل أن تكون عزّةُ الإسلام في من ليس له عزّة في نفسه وعشيرته ، - والتي يبتغيها الإسلام في بداية ظهوره - .
-2- لم تكن لعمر مواقف تنمّ على شجاعة أو إباء .. وهذا ابنه عبدا الله يصف حاله عند إعلان إسلامه على ما رواه البخاري في صحيحه حيث يقول ": بينما عمر في الدار خائفا ، إذ جاءه العاص ابن وائل السهمي ... إلى أن قال ": ما بالك .؟ قال ": زعم قومك أنهم سيقتلوني إنْ أسلمت .:" قال : لا سبيل إليك . بعد أن قالها أمِنْتُ .. ثم ذكر إرجاع العاص الناس عنه . وأضاف الذهبي قول عمر ": فعجبتُ من عزّه :"13
فمن يُهددهُ الناس بالقتل ، ويخاف ويختبئ في داره .. فلن يكون عزيزا ولن يُعتزَّ به .. بل عكرمتهم الذي هو من أفاضل التابعين و الثقات الممدوحين ، قد كذّب هذا الحديث و غلّطه ، و عاذ بالله من التقول بهذا اللفظ و نسبته إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله ، و إن لم تصدقني ، فانظر الى الدرر المنتثر للسيوطي ، حيث قال فيه بعد ما سبق من تعديد حديث رواة حديث اللهمّ أعزّ الإسلام :
«... عن عكرمة أنّه سئل عن حديث : ( اللهمّ أيّد الإسلام بعمر ) فقال : معاذ الله ، الإسلام أعزّ من ذلك ، و لكنه قال : ( اللهمّ أعزّ عمر بالدين أو أبا جهل ) .
-- ومن طريف ما رواه الزمخشري من أنَّ ابن مُدركة أغار على سرح قريش في الجاهلية ، فذهب به ، فقال له عمر في خلافته ": لقد إتّبعناك تلك الليلة ، فلو أدركناك .؟ فقال لو أدركتني لم تكن للنّاس خليفة .:"[14] ..

وقد أمهلناه لسنين طويلة في صحبة رسول الله "ص" وآيات كتابه الكريم عساه يتلقف من نبعيهما الزلال نفحات عزّة وبصمات كرامة .. " والعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ." لكن الطبع غلب التطبّع .. وكانت حادثة الحديبية حينما أراد رسول الله "ص" إرساله إلى أشراف قريش برسالة تتعلّق بأمر الذي جاء له ، فرفض ذلك وقال "ص" إني أخاف قريشا على نفسي ، وليس بمكة من بني عديّ أحد يمنعني ..[15]"

هذه بعض شواهد على بأسه وشجاعته .. وأمّا سمو فضله وقدره بين قومه وعشيرته لا يقل شأنا عليها .. على ما جاء في المأثور من كتب أولياءه . -- خطب لنفسه أو لإبنه – حسب الروايتين - بنت نعيم اللحّام ، فردّه نعيم ، وقال له ": لا أدعُ لحمي تُرابا .:" وزوجها النعمان بن عدي بن نضلة .[16]
-- كما كان ردحا من الزمن يرعى الإبل في واد ضجنان – بمكّة – يُرعب ويُتعب إذا عمل ، ويُضربُ إذا قصّرَ [17].
-- وكان مدّة يقف في سوق عكاض وبيده ترع الصبيان به ، وكان يوم ذاك يسمّى عُميْرا .. [18] .
-- وكيف يُعزُّ الإسلام بعمر وقد كان عسيفا ومستهانا به مع الوليد بن المغيرة .. بل لم يكن يوما سيدا في قومه .. [19] أبمثل هذه الملكات تُصان عزّة الإسلام أم بهذه النفسيات تُرفع المقامات .. حتى وإن كانت الرسالة الخاتمة تسير في طورها الأول وكأنّها تحبو ، فلسيت بمثل عمرتمتلك القدرة لتعدو دون أن تتمكّن من صدّها حصون الشرك أو تُثنيها مؤامرات بيت الندوة .. بل بمثل شيخ الأبطح أبو طالب –رض- ، أو حمزة أسد الله ورسوله ، أو صهره وأخاه عليا سيف الله الغالب .. لكن حينما تحكم الأهواء تُفقد موازين القسط ... " إن يتّبعون إلاّ الظنّ وما تهوى الأنفس .. ولقد جاءهم من ربّهم الهدى ."

وإلى لقاء ، نستودعكم الله والسّلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمـــــــــا ..

الفقير لدعائكم أبو مرتضى عليّ



الفهـــــرس

-- أحداث نتناولها بالتفصيل في الأجزاء القادمة - إن شاء الله - .

9-- لنا معا حديث مطوّل في الجزء الثالث – إن شاء الله تعالى - ..
10و11و12و13 – البدء والتاريخ ج5ص88 . جامع الترمذي ج3ص315 . البداية والنهاية لإبن كثير ج3ص79 . تاريخ الإسلام لذهبي ج2ص102 . وتاريخ الخميس والسيرة الحلبية وسيرة ابن هشام ومسند أحمد .. وغيرها كثير.
الدرر المنتثرة للسيوطي : 19 .
14-- ربيع الأبرار للزمخشري جص707 .
15- البداية والنهاية ج 3 ص 168 و عن ابن إسحاق وحياة الصحابة ج2 ص
16 -- نسب قريش لمصعب الزبيري ص380 .
17-- الإستعاب لإبن عبد البر ج2ص428 . الرياض النظرة ج2ص50 . تاريخ أبي الفداء ج1ص165 .
18 -- الإستعاب بهامش الإصابة ج4 ص291 والإصابة 29 .
19 -- المنمّق لإبن الحبيب ص 147 وشرح النهج ج12ص183 ..

خادم المرتضى
18-05-2010, 09:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله ما خابت من أنجبت مثلك
نبارك لك أخي أبو مرتضى علي و لنا
ركوبك سفينة النجاة ودخولك باب حطة
وأسأل الله لك و لنا الثبات على ولاية
أهل بيت خير من وطئت المعمورة قدمه
صلى الله عليه و آله الطيبين الاخيار

متابعين لك بشغف

** مسلمة سنية **
18-05-2010, 10:40 PM
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم


هنيئا لكم أخي الكريم هدايتكم للحقّ و أهله ... موالاتكم للأطهار و براءتكم من الظالمين ...

و فقكم الله لكل خير و ثبتكم و ثبتنا على الحق

أبو مرتضى عليّ
19-05-2010, 07:11 PM
كل الشكر والأجر لذوي الفضل والفضيلة على هذا التواصل الكريم
أبو مرتضى عليّ

أحزان الشيعة
19-05-2010, 08:46 PM
اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم والعن عدوهم يا الله

هنيئا لكم يا أخي الفاضل ركوب سفينة النجاة

ثبتنا الله و إياكم على ولاية اهل البيت عليهم السلام

أحسنتم على هذا المجهود الطيب عافاكم الله

3li
19-05-2010, 09:06 PM
مبارك ركم ركوب سفينة النجاة

نسأل اله التوفيق لكم

محمد السواحره
20-05-2010, 10:35 AM
اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد
مبارك لك ركوبك سفينة النجاه

أبو مرتضى عليّ
20-05-2010, 09:04 PM
كل الشكر والأجر لذوي الفضل والفضيلة على هذا التواصل الكريم
أبو مرتضى عليّ

الروح
20-05-2010, 11:38 PM
السلامُ على من ركب سفينة النجاة
وتمسك بالسبب الموصول بين الأرض والسماء
كلما مررت يا أبتي على هذا الموضوع
رغم اني قرأتهُ سابقاً مراراً وتكراراً
ترقرقت دموعي وشحنتني موجةُ البكاء
فهنيئاً لك الركوب الطاهر
وهنيئاً لنا بمن كثر سوادنا شيعة آل محمد

أم عبير
20-05-2010, 11:48 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
مبارك لكم اخي الكريم ركوب سفينة النجاه
ثبتنا الله واياكم على ولاية محمد وآل بيته الاطهار

أبو مرتضى عليّ
21-05-2010, 08:10 PM
كل الشكر والأجر لذوي الفضل والفضيلة على هذا التواصل الكريم
أبو مرتضى عليّ

شيعي خادم الائمة
23-05-2010, 04:17 PM
اللهم صل على محمد وعلى اله محمد وعجل فرجهم

احسنت اخي

والف الف مبرووك لك الالتحاق بسفينة ال البيت سفينة النجاة

ماخاب من تمسك بهم سادتي

أبو مرتضى عليّ
25-05-2010, 05:50 PM
كل الشكر والأجر لذوي الفضل والفضيلة على هذا التواصل الكريم
أبو مرتضى عليّ

أبو مرتضى عليّ
25-05-2010, 05:54 PM
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خير الخلق أبا القاسم محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللّعن الدّائم
على أعدائهم من الأوليـــــــــــن والآخرين وإلى قيام يوم الدّين ..
إخوة الإيمان والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .

يقول هارون الأمّة -- عليه االسّلام -- ": .. أنظروا أهل بيت نبيّكم فألزموا سمتهم واتبعوا أثرهم ، فلن يُخرجوكم من . هدى ، ولن يُعيدوكم في ردا ..:"
--- بحث في الخلافة " الراشدة "
ما أراد الله ورسوله .. وكرهته قريش وعمر ..؟

وأمّا إذا أردنا الحديث على كيفية إسلامه ، فلن نجد لذلك مسلكا واضحا ، ولا سندا راجحا.. فهي كبيت العنكبوت تداخلا وهوانا .. وهذه نبذة مختصرة من تلكم الروايات :

- و في رواية أنّ قريشًا اجتمعت و تشاورت في من يقتل محمّدا فقال : عمر أنا لها فقالوا : أنت لها يا عمر ، فخرج متقلّدًا السيف فالتقى بسعد بن أبي وقّاس و جرت بينهما مشادة حتّى سلّ كلّ منهما سيفه فاخبره سعد بخبر أخته ...
- و في ثانية أنّه كان صاحب خمر في الجاهليّة فقصد ليلة المجلس المألوف له فلم يجد فيه أحدا ، فطلب فلانا الخمّار.. ، فذهب ليطوف ، فوجد محمّدا يصلّي ، فأحبّ الاستماع إليه فدخل تحت ثياب الكعبة و سمع فدخل الإسلام في قلبه ، فلمّا انصرف الرّسول صلّى الله عليه و آله و ذهب إلى داره الّتي يسكنها المعروفة بالرقطاء لحقه في الطريق ، و أسلم ثمّ انصرف إلى بيته [20]
و في العمدة قيل أسلم عمر ثلاثة و ثلاثين رجلا و ستّ نسوة و قال ابن المسيب بعد أربعين و عشر نسوة و قال عبد الله ابن ثعلبة : بعد خمس و أربعين و إحدى عشر امرأة ، و قيل أنّه أسلم تمام الأربعين فنزل قوله تعالى « يـــا أيّها النبيّ حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين » كاد هذا أن يكون مجمع عليه من المؤرخين و المحدّثين .
- إنّهم يقولون إنّه أسلم بعد الهجرة إلى الحبشة حتّى لقد رقّ لهم لمّا رآهم يستعدّون للرحيل حتّى رجوا إسلامه منذئذ. [21]
- إنهم يقولون : إنّه قد أسلم بعد صلاة الظهر فصلّى رسول الله صلّى الله عليه و آله الظهر معلنا تحت حماية عمر ثم صلى الظهر معلنا .[22]، مع أنهم هم أنفسهم يقولون : إنّ صلاة الظهر قد فرضت حين الإسراء و المعراج الذي كان – عندهم – في الثانية عشر أو الثالثة عشرة من العثة ... فكلامهم متناقض و قد وجّه البعض ذلك بأنّ المقصود هو صلاة الغداة أي الصبح كالحلبي و لكنّه توجيه لا يصحّ إذ كيف يؤخر النّبي صلّى الله عليه و آله صلاته عن وقتها بلا عذر ظاهر؟..
- إ نّ عبد الله بن عمر يصرّح : أنه حين أسلم أبوه كان له من العمر ستّ سنين ، و يرى البعض أنّ عمره كان خمس سنين ، و يدلّ على ذلك أنّ ابن عمركان حين إسلام أبيه على سطح البيت و رأى أنّ الناس قد هاجوا ضدّ أبيه ، و حصروه في البيت ، فجاء العاص بن وائل ففرّقهم عنه و قد استفسر بن عمر أباه حينئذ عن بعض الخصوصيات و غدا يتبعه و ينظر ما يفعل يقول : و أنا غلام أعقل ما رأيت ، ممّا يدلّ على أنّ بن عمر كان عند إسلام أبيه مميّزًا مدركا ، وذلك يدلّ على أنّ عمر قد أسلم في السنة التاسعة من البعثة – كما ذهب إليه البعض – لأنّ بن عمر ولد الثالثة من البعثة و تم عمره الخمسة عشر سنة في عام الخندق سنة خمس من الهجرة حيث أجازه صلّى الله عليه و آله فيها كما هو مشهور ... [23] بل نقول إنّه لم يسلم إلاّ قبل الهجرة بقليل و يدلّ على ذلك :
أولا : أنه بلغه أنّ أخته لا تأكل الميتة و واضح أنّ تحريم الميتة إنّما كان في سورة الإنعام التي نزلت في مكّة جملة واحدة و كانت كما تقول بعض الروايات أسماء بنت يزيد الأوسيّة آخذة بزمام ناقته صلّى الله عليه وآله ، و إسلام الأوس و أهل المدينة إنما كان بعد الهجرة إلى الطائف و مجيء نسائهم إلى مكة إنّما كان بعد بيعة العقبة الأولى .[24]
ثانيا : لقد استغرب البعض أن يكون قد أسلم بعد أربعين أو خمس و أربعين ممن أسلم بعد الهجرة إلى حبشة ، و يرد ذلك أنّ الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا أكثر من ثمانين رجلا ...[25]
و إن كان ابن الجوزى يعدّ الذين أسلموا قبل عمر فيذكر أسماء من هاجروا إلى الحبشة ، و يؤيّد ذلك أيضا : تلك الروايات التي تصرح بأنّه أسلم في السنة السادسة من البعثة ، و إنّه رقّ للمهاجرين إلى الحبشة حتّى رجوا إسلامه ... أنّ المهاجرين كانوا حينئذ خمسة و أربعين أو أقل أو أكثر بقليل - و ابن هشام عدّهم نحو سبعين -
و هذا يدل على أنّ عمر قد أسلم قبل الهجرة بقليل ثم هاجر و لعلّه لأجل ذلك لم يتعرض للتعذيب في مكة .
ثالثا : لقد جاء في روايات في إسلام عمر : أنّه دنا من رسول الله صلّى الله عليه و آله و هو يصلي و يجهر بالقراءة فسمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقرأ آيات « و ما كنت تتلو من قبله من كتاب ، و لا تخطّه بيمينك ... حتّى بلغ الظالمون » .. وهذه دعوى بلا علم ، حيث أنّ الآيتان هما من سورة العنكبوت . وهي إمّا آخر ما نزل في مكّة ، أو هي قبل الأخيرة ..[26]
رابعا : لقد روى البخاري في صحيحه " أنّ النّاس يتحدثون عن بن عمر أسلم قبل عمر ... ثم حاول نافع راوي الحديث بأن ابن عمر بايع تحت شجرة قبل أبيه ثم قال فهي التي يتحدث الناس أنّ ابن عمر أسلم قبل أبيه ، و لكنّي أقول لنافع : ألم يكن الناس يعرفون اللغة العربية ؟ فلم لم يقولوا أنّه بايع قبل أبيه و قالوا أسلم قبل أبيه ؟ ...
ثم ألم يكن أحد منهم يعرف هذا الكلام لا يدلّ على ذلك و لا يشير إليه ، فكيف يصحّ أن يكون هو المقصود منه ... و اعتقد أنّ ما بقول النّاس في ذلك الزمان هو الصحيح الظاهر ،
أي أن ابن عمر قد أسلم و هو ابن عشر سنين قبل الهجرة بسير ثمّ أسلــــــــم أبوه و هاجر . [27]..
*** وإنّ أهون البيوت ، لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.. ***

وإلى لقاء ، نستودعكم الله والسّلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمـــــــــا ..

الفقير لدعائكم أبو مرتضى عليّ

الفهـــــرس

20و21و22-- مجمع الزوائد للهيثمي ج9ص91 . تاريخ الطبري حوادث سنة 23 . طبقات لابن سعد ج3ص191 سيرة ابن هشام ج1ص322 . البداية والنهاية لإبن كثير ج3ص31 . السيرة الحلبية ج1ص329و330 السيرة الحلبية لدحلان ص132و137 . شرح النهج للمعتزلي ج12ص182 . أسباب النزول للواحدي وحياة الصحابة ج1ص274-276 والدر المنذور للسيوطي ج3ص200 ... وغيرها من كتب الحديث والتاريخ .
23-- السيرة النبوية لإبن كثير ج2ص39 والبداية والنهاية ج3ص82 . مروج الذهب للمسعودي ج2ص321 .
24-- المصنّف للحافظ عبد الرزاق ج5ص326 . الدر المنثور للسيوطي ج3ص2 عن الطبري وابن مردوبة..
25-- تاريخ عمر بن الحطاب لإبن الجوزي ص28 و29 ..
26– المصنف للحافظ عبد الرزاق ج5 ص326 . وما تقدّم من مصادر في أسلام عمر ..
27– صحيح البخاري ط. مشكول ج 5ص 163 .

ازهار الرحمة
25-05-2010, 10:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله وهنيئاً والف مبروك للأخ المتشيع ركوبه سفينه النجاه سفينه الرسول واهل بيته الكرام

أبو مرتضى عليّ
26-08-2010, 05:31 PM
كلّ الشكر لصاحبة الفضل أزهار على هذا التواصل
ابو مرتضى عليّ

أبو مرتضى عليّ
26-08-2010, 05:37 PM
لا كرامة لكذّاب :


.. كانت الهجرة من مكّة إلى المدينة ، حيث استقرت الرسالة الجديدة وصاحبها الأقدس (ص).. رسالة لم تنزل بعد في إطارها القشيب ، فهي لا تزال معبعض ممن صحب الرسول الأكرم (ص) إلى مقرّه الجديد مجرّد أحاديث مبعثرة ، لمتتمرّس بها النفوس على كفايةٍ و قد اختطفوها كحقّ من حقوقهم ، و مع قلتهمكلٌ استوعب حسب قدرته الذهنيّة ، و غاياته و حاجاته . و لكن صاحبها الأمين (ص) و بعد هجرته المبارك أراد أن يجعل من ذاك الشعور بالانتماء الجديد والذي ينساب ابتداءًا حثيثًا إلى الخواطر، أن يصبح حاجة تنساق إليهاالخواطر و الأفئدة و العقول . فتنقلب بذلك كنفًا يلجؤُ إليه المستظلون وليبرز بين جنباتِ حامليها مفهوم الانتماء إلى مجتمع يكون قادرًا على تحمّلالمسؤولية وحماية الرسالة و الدفاع عنها .. و يكون على مستوى المسؤوليةالمنتظرة

و من هنا إرتأ صلّى الله عليه و آله بناء المسجد ليكون الوسيلةالفضلى للتثقيف الفكري وأجزم بأنه لا زال كذلك لو وعت الأمّة ذلك] ، فهومصدر إلهام فكري مع شعور بالقدسيّة و الارتباط بالله و مع وضع الأحجارالأولى لأسس المسجد أرادوا أن يضعوا معها الأسس الواهميّة للخلافةالراشدة1- و جاءوا بقول إفتراء عن عائشة أنّها قالت : أوّل حجرٍ حمله النبيّ صلّىالله عليه
و آله لبناء المسجد ثمّ أبوبكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ؟ . فقال : ياعائشة ، هؤلاء الخلفاء بعدي .[1] و هذا لا يصحّ بعد أن ضعّفه الذهبيمعلّقًا : لو صحّ هذا لكان نصًا في خلاقة الثلاثة ، لكن من أين لهم ذلك ،لأنّ عائشة لم تكن يومئذٍ دخل بها النبي - صلى الله عليه و آله - فهيمازالت محجوبة صغيرة في جوار أمّها .. كما استغربه ابن الكثير .. و هو منالأصل يخالف عقيدة (( أهل السنة )) في كون رسول الله - صلى الله عليه وآله – نص أو استخلف ..

2 - كما زعموا بأن من وضع التاريخ الهجري هو عمر و ذلك في أيام خلافته عندفتح دمشق أمّا سنة 16 أو 17 هجري ... و لكن ثمّة جواب أوضح و أظهر ، و هوأنه صلى الله عليه و آله قد أمر بالتاريخ من أوّل قدومه للمدينة و جعلمبدآه أول ربيع الأول ...
و استعمله - صلى الله عليه و آله- نفسه حين كتبلنصارى نجران وإلاّ فليُدِلُّونا على الطريقة التي أرّخَ بها النبيّالأكرم (ص) ومن بعده أبا بكر في معاملاتهم ومراسلاتهم و قد قالالسيخاوي فان ثبت فيكون عمر متبعًا لا مبتكرًا [2]
كما ذكروا بأن أمسلمة قالت :
قال رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - : يقتل الحسين ابن علي على رأس ستين من المهاجري .[3
- 3 و يذكرون أن تشريع الأذان كان تبعا لإلهام ربّاني إختصّ به الله تعالىعمرا وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة و قيل في الثانية ... و من رجعإلى الروايات لشهد في ذلك تناقضًا شديد منها:
• كان عمر قد رأه قبل ذلك . فكتمه عشرين يومًا ، ثم أخبره النبيّ - صلىالله عليه و آله - فقال : ما منعك أن تخبرني ؟ قال : سبقني عبد الله بنزيد فاستحيت ، فقال الرسول - صلّى الله عليه و آله - : يا بلال قم فانظرما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله ...؟ [4
• و في رواية أخرى تقول أن جبرئيل أذّن في سماء الدنيا فسمعه عمر و بلال ،فسبق عمر بلالا فاخبر النبي صلى الله عليه و آله ثمّ جاء بلال . فقال له : سبقك بها عمر .
• و في أخرى : إن زيد رآه ، و أخرى تقول : إن سبعة من الأنصار رأوه ، وقيل أربعة عشر.. و رواية تقول إن بلالا كان يقول : (( أشهد أن لا إلاهإلاّ الله حي على الصلاة )) . فقال له عمر : أشهد أن محمّد رسول الله . فقال النبيّ - صلى الله عليه و آله - لبلال :قل كما قال عمر ...؟ إلى غيرذلك من وجوه الاختلاف التي لا مجال لذكرها [4 .و بعد كل ما تقدّم لابدّ أن نقول إنّ حكم النبيّ - صلّى الله عليه و آله - العمل برؤيا ابن زيد يكون كمن نطق عن الهوى...؟ و عدم الاستناد إلى الوحي - و مشورة النبيّ - صلى الله عليه و آله - لأصحابه في أمر ديني مستحيلةلأنّه مستغن عنهم بالوحي - .. فانظر الإمام الصادق – عليه السلام - لمّاسئل : بأنهم يقولون : إن أُبَيُّ ابن كعب الأنصاري رآهُ في المنام ..
فقالعليه السلام : (( كذبوا و الله ، إن دين الله تعالى أعزّ من أن يّرى فيالنوم
و لكنهم لا يأنسوا إلاّ بوضع الأكاذيب و نحت الافتراءات ، عسى أن يرتقوابأوليائهم إلى مراتب من اصطفاهم الله و اجتباهم .. و لكن حين تمسّ سفاسفهمبالشريعة السمحاء . فلا سبيل للتقاضي . فالوضع في أحوج ما يكون عندهاتشديدًا في كشف الحقيقة .. [ و كيف لرسول الله – صلى الله عليه وآله - لوشاء الله له أن يستشير .. أن يلجأ لأمثال عمر في الأمور الشرعيّة مع علمه (ص)بجهله فيها وقلّة علمه .
و قد نبين ذلك لاحقًا - بعد أن استشاره (ص) في ماهو أيسرلعقله وتدبيره ، و لكن صَحِبَت جوابه خيبة الأمل ..على مارواه مسلم في صحيحه : (( أنه حين بلغ النبيّ صلّى الله عليه و آله إقبالأبي سفيان نحو بدر شاور أصحابه ، فتكلّم أبوبكر فاعرض عنه، ثمّ تكلّم عمرفاعرض عنه ..)) [5] فكيف لمن ليس له رأي سديد و فكر رشيد مّما اضطر رسولالله - صلى الله عليه و آله - إلى الإعراض عنه في مسألة تخصّ معركة بدر.. فكيف يكون له رأي في تشريع إلهيّ يخصّ الدّين الخاتم و الشريعة السمحاء..؟ .
ولو اكتفوا بهذا الحدّ في الوضع والكذب على الله ورسوله (ص) .. لأغضضنالطرف ، وتجاهلنا الموضوع .. من أجل الأهمّ والأقدس .. ألا وهي وحدةالأمّة والكلمة ، في ظروف هي في أمسّ الحاجة فيها لرصّ الصفوف ، ولمّالشعث لتّصدّي لما يحاك ضدّها من مؤامرات تمسّ ديننا ومقدّساتنا وأعراضناومصيرنا ..
ولكنّ العقبة المهلكة حينما تصل سجيّة التّعصب الذميم بهم إلىالنيل المباشر من شخص الرسول الأعظم (ص) ، والإساءة الى حضرته المقدّسة . وذلك لا لشيء سوى نحت الفضائل ووضع المناقب لأوليائهم وسادتهم ، مقابلالإساءة الأدبية والمعنوية والدينية .. للحبيب المصطفى (ص) .. ثمّ جاء منبعدهم قوم أغلقوا عقولهم وكلّ المنافذ المؤدية إلى معرفة نور الإيمانوالعقيدة : واللذان لا يتأتّيان من كتم الحقيقة . بل إنهما ينتجان من بحثوتحقيق ونقد علمي خالص .على أن لا ينبعث ذلك من هوى النفس بدافع الحبّوالبغض .. وذلك لهو الصراط المستقيم لمن ابتغى لنفسه الوصول لسعادةالدارين .. ولمن أراد معرفة حقيقة ما أدعيت ، فلينظر بعين البصيرة وروحالإيمان الحقيقية الناصعة بأنوار البرهان ، بعيدا عن أسهم ونبال البهتانوالافتراء.. لهذه الأمثلة:


ظلُّ الأعـــرجِ أعـــوج

1 - الشيطان يهاب عمر و لا يهاب رسول الله – صلّى الله عليه و آله - : علىما أخرج البخاري في صحيحه : قال عن سعد بن أبي و قاص قال : استأذن عمر علىرسول الله – صلّى الله عليه و آله – و عنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهنّ فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب ، فأذن لهرسول الله - صلّى الله عليه و آله - و رسول الله - صلّى الله عليه و آله - يضحك ،فقال عمر : أضحك الله سنّك يا رسول الله .
قال : عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجابقال عمر : فأنت يا رسول الله ، كنت أحقّ أن يهبن ،ثمّ قال عمر: أي عدوّات أنفسهنّ أتهبنني و لاتهبن رسول الله – ص- قلن : نعم ، أنت أفظّ و أغلظ من رسول الله - صلّى الله عليه و آله - .
قال رسول الله - صلّى الله عليه و آله - : و الذي نفسي بيده ما لقيكالشيطان قطّ سالكًا فجًّا إلاّ سلك فجًّا غير فجّك .[6] .. لها الله .
و ما عُزي إليه - صلّى الله عليه و آله - من قوله : (( و الذي نفسي بيدهما لقيك الشيطان قطُّ ، إلاّ سالكً فجًّا غير فجّك ..))فما بال الشيطانيهاب الخليفة فيسلك فجًّا غير فجِّه و لا تروعه عظمة النبيّ - صلّى اللهعليه و آله - و لا قوّة إيمانه ؟ فيسلك في فجِّه فلا يدعه أن ينهي عنالمنكر ، و يحدو بصواحب المنكر إلى أن يتظاهرون به أمامه . بل الشيطانلعنه الله يعرض له - صلّى الله عليه و آله - ليقطع عليه صلاته و إن رجععنه خائبًا كما أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما أخرجا بالإسناد عن أبيهريرة قال صلّى رسول الله صلاة فقال : إنّ الشيطان عرض لي فشدّ عليّبقطع الصلاة عليّ فأمكنني الله منه فذعته الحديث . [ 7
2 - عمر رجل لا يحبّ الباطل ورسول الله – صلى الله عليه وآله - ... ؟ فيماأخرج صاحب حلية الأولياء من طريق الأسود بن سريع قال : أتيت النبي (ص) فقلت : قد حمدت ربي بمحامد ومدح وإيّاك . فقال : إنّ ربّك عزّ وجلّ يحبُّالمدح ،فجعلتُ أنشدُه ، فاستأذن رجل طويل أصلع فقال لي رسول الله (ص) أسكت . فدخل فتكلّم ساعة ثمّ خرج فأنشدته ، ثمّ جاء فسكّتني النبي (ص) فتكلّمثمّ خرج ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فقلت : يا رسول الله من هذا الذي أسكتنيله .؟ فقال هذا عمر ، رجل لا يُحبّ الباطل ..؟ [8.

3 - الشيطان يفرُّ من عمر ويخافه ، ولا يخاف رسول الله – صلى الله عليه وآله - ..؟
- عن بريدة : خرج رسول الله – صلّى الله عليه و آله – في بعض مغازيه ،فلمّا انصرف جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله . إنّي كنت نذرت إنردّك الله صالحًا أن أضرب بين يديك بالدفّ و أتغنّى ؛ فقال رسول الله – صلّى الله عليه و آله - : إن كنت نذرت فاضربي و إلاّ فلا . فجعلت تضربفدخل أبوبكر و هي تضرب ، ثمّ دخل عليّ و هي تضرب ، ثمّ دخل عثمان و هيتضرب ، ثمّ دخل عمر فألقت الدفّ تحت إستها ثم قعدت عليها ، فقال رسول الله – صلّى الله عليه و آله - : إنّ الشيطان ليخاف منك يا عمر . إنّي كنتجلسًا و هي تضرب ، ثمّ دخل عليٌّ و هي تضرب ، ثمّ دخل عثمان و هي تضرب،فلمّا دخلت أنت يا عمر . ألقت الدفّ .
- و في لفظ أحمد : إنّ الشيطان ليفرق منك يا عمر.
- و عن جابر قال : دخل أبوبكر رضي الله عنه على رسول الله – صلّى اللهعليه و آله – و كان يضرب بالدفّ عنده ، فقعد و لم يزجر لما رأى من رسولالله – صلّى الله عليه و آله - ، فجاء عمر رضي الله عنه فلمّا سمع رسولالله صوته كفّ عن ذلك ، فلمّا خرج قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسواالله . كان حلالاً فلمّا دخل عمر صار حراما ؟ فقال عليه السلام : يا عائشة . ليس كلّ النّاس مرخًا عليهم .[9] ..
فهل من مُتفَيْهــق يشرح لنا قولهُ (ص) : إن كنت نذرت فاضرب ، وإلاّ فلا .؟ .. أوليس القائل (ص ": ( لا نذرا في معصيّة ، ولا يمينًا في قطيعة ..)) ,وما معنى قوله (ص) : (( ليس كلّ النّاس مرخا عليهم ..؟) وهل دون الحقّ إلاّ الضلال ..؟ ( ولكن زيّن لهم الشيطان سوء عملهم ، فرأوه حسنـــا ).

4 - في فرار شياطين الإنس و الجنّ من عمر :كما روى الترمذي في فضائل عمر عن عائشة : .. كان رسول الله - صلّى اللهعليه و آله و سلم - جالسًا فسمعنا لغطًا و صوت صبيان ، فقال (ص) : فإذاحبشيّة تزفن و الصبيان حولها فقال : يا عائشة تعالى فانظري ، فجئت فوضعتلحيتي على منكبه - صلّى الله عليه و آله و سلم - ، فجعلت أنظر إليها مابين المنكب إلى رأسه فقال لي : أما شبعت أما شبعت ..؟ قالت : فجعلت أقوللا . لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر ، قالت : فانفض الناس عنها ..
قالت : فقال رسول الله (ص) : إنّي لأنظر إلى شياطين الإنس و الجنّ قد فرّوا منعمر ، قالت فرجعت : ... حديث صحيح غريب من هذا الوجه [10]
- لعنهم الله و أخزاهم ما أجرأهم على الكذب و الافتراء على حضرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم ..

الفهـــــرس :

-- أحداث نتناولها بالتفصيل في الأجزاء القادمة - ان شاء الله - .
1 – ما فعلوه أوّلا مع مالك بن نويرة وعشيرته ، من قتل وتنكيل وهتك الحرمات ..وما فعله عثمان مع أصحاب رسول الله : كأبي ذر وابن مسعود .. ثمّ جرائم معاوية في حقّ أولياء الله كعمر بن حمق الخزاعي الصحابي وحجر بن عدي الكندي الصحابي ومحمّد بن أبي بكر وكيف وضعه في جيفة حمار ثمّ أحرقه ...
2 – كفريات معاوية عندما بلغه إستشهاد الإمام الحسن "ع" قال ": سبحان الله ..؟ إن لله جنودا من العسل3 -- وتلك البغيّة التي إشترطت على اللعين إبن ملجم قتل الإمام عليّ "ع" كمهر لزواجها ..
4 -- ما فعله أنس أبن مالك بكتمانه لشهادة يوم الرحبة بدعوة النسيان تارة وكبر السنّ أخرى ..؟ حتى أصابته دعوة الإمام عليّ "ع" كما ذكر ذلك ابن قتيبة في معارفه ص 194، وابن أبي الحديد في نهجه ج1ص362 ..
5 -- وزيد بن الأرقم كتم الحقيقة فأصيب بالعمى ، راجع مناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص23 وشرح النهج لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1ص362 .. ومن رجع عن الإسلام كجرير بن عبد الله البجلي راجع أنساب الأشراف للبلاذري ج2ص156 .
6 ما فعلوه من مقتل سعد بن عباد الصحابي . وقالوا قتله الجن ..؟ بل من شعراءها ..
7 شرح النهج ج4 ص63 و شيخ المضيرة أبو هريرة 236 وقبول الأخبار لأبي القاسم البلخي ..
8 كنز العمال ج 10 ص 292 و وجامع بيان العلم لإبن عبد البرّ 1 ص 77 ..
أحداث نتناولها بالتفصيل في الأجزاء القادمة - إن شاء الله - .
9 لنا معا حديث مطوّل في الجزء الثالث – إن شاء الله تعالى - ..
10و11و12و13 – البدء والتاريخ ج5ص88 . جامع الترمذي ج3ص315 . البداية والنهاية لإبن كثير ج3ص79 . تاريخ الإسلام لذهبي ج2ص102 . وتاريخ الخميس والسيرة الحلبية وسيرة ابن هشام ومسند أحمد .. وغيرها كثير. الدرر المنتثرة للسيوطي : 19 .

منضبط
26-08-2010, 06:54 PM
شبيك خبل انت

حاط لينا القرآن كامل

حوار المستبصر إن استطعت أو رد عليه

ودع الأسلوب الأموي عنك

عبد محمد

أبو مرتضى عليّ
27-08-2010, 07:22 PM
كلّ الشكر للأخ عبد محمّد على التواصل والتصدّي الجميل
أبو مرتضى عليّ

مستبصرة
28-08-2010, 06:43 AM
اسلوب الطرح مميز وروح صاحبه منطبعة عليه
والمضامين متماسكة والادلة متظافرة ومرتبة
واعجبني كثيرا عناوين الفقرات فهي متوافقة ودالة على المضمون بأشاراتها اللطيفة

ومتابعين ومشجعين لكم إن شاء الله تعالى أخي المؤمن( ابو مرتضى علي)

و(المنضبط) كن اسما على مسمى ولا تكن غير منضبط واستمع القول واتبع احسنه هداك الله ولن تخسر شيئا

أبو مرتضى عليّ
28-08-2010, 02:32 PM
كلّ الشكر والفضل لإبنتي الفاضلة المستبصرة بنور ربّها على هذه الكلمات والتواصل الكريم .. موفقيــــــــــن لكلّ مكرمة .
أبو مرتضى عليّ

أبو مرتضى عليّ
28-08-2010, 02:36 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خير الخلق أبا القاسم محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللّعن الدّائم على أعدائهم من الأولين والآخرين وإلى قيام يوم الدّين ..

إخوة الإيمان والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .
**يقول الحقّ تعالى : (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إنّ الله عليم بما يصنعون ..))

الفرار والتجسس .. خلق الرعاع .

... و تعالى و انظر إلى الصلف و قلّة الحياة ممن ينسب إلى العلم و العلماء و هو يضع الأسس الواهية لهذه الفرية عساه ترفع من شأن إمامه عمر حيث يقول العلامة القاري : .. أو فيه ( أي الحديث ) دليل على عظمـــة خلقــه عليه الصلاة و السلام ، و غلبة صفات الجمال عليه ، كما يدلّ على غلبة نعت الجلال على عمر [11]
وهذا من أهون الأعذار ، حتّى نجعل من أخلاق النبي - صلّى الله عليه و آله و سلم - في مثل أخلاق الفساق ، بل لعلَّ الفُسَّاقَ أيضًا لا يعدون فعل الشياطين من عظمة الأخلاق و أوصاف الجمال ..(( قاتلهم الله أنّى يؤفكون )) ..ولو افترضنا جدلا صحة الفرية ..

* ما ينجو منَ الموت مَنْ خافهُ ، ولا يُعطى البقاء من أحبّهُ

* - معركة أحد : ..هل من مسائل هؤلاء السكارى بهوى الضلالة : ما حكم الفرار من الزحف ..؟ قد لا نختلف بأنه من الكبائر و أنّه عمل من عمل الشياطين .. و لكن في معركة أحد لم يفرّ شيطان الجنّ و الإنس من عمر بل فرّ عمر – كما ذكر ذلك الواقدي : لما صاح إبليس إن محمد قد قتل تفرّق الناس ... إلى أن قال : و ممن فرّ عمر و عثمان [12]
كما ذكر الواقدي : (( أن الرسول الله (ص) لمّا رأى تلك المعارضة (( سيئة الصيت )) من قبل عمر على صلح الحديبيّة .. أقبل على عمر ، و قال له : أنسيتم يوم أحد ، إذ تصعدون و لا تلون على أحد ، و أنا أدعوكم في أخراكم ..))
قالوا وسمع أنس بن النضر : نفر من المسلمين – الذين فيهم عمر و طلحة – يقولون لم سمعوا أن النبيّ - صلّى الله عليه و آله و سلّم - قُتل : ليت لنا من يأتي عبد الله بن أبي سلول ليأخذ لنا أمانًا من أبي سفيان قبل أن يقتلونا ، فقال لهم أنس : يا قوم إن كان محمد قد قتل فإنّ رب محمد لم يقتل ، فقالوا على ما قاتل عليه محمد اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء و أبرء إليك مما جاء به هؤلاء ، ثمّ قاتل حتّى أستشهد رضوان الله و بركاته عليه .[13]
* - فرارهم يوم حنين : و منها : يوم حنين « إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئًا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثمّ وليتم مدبرين ، ثمّ أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين » الذين ثبتوا معه (ص) حين فرّ عنه أصحابه و ولوا الدبر ، و كان فيهم عمر بن الخطاب . كما نص عليه البخاري في حديث أخرجه عن أبي قتادة الأنصاري إذ قال : و انهزم المسلمون – يوم حنين – و انهزمت معهم فإذا عمر بن الخطاب في الناس ، فقالت له : ما شأن الناس ، قال : أمر الله ...[14]
لا يا عمر لم يكن الفرار من الزحف وترك رسول الله (ص) دون نصير إلاّ عليّ (ع) مع بضعة من المؤمنين يواجهون خطر القتل ، والذي يعني قبر الرسالة في مهدها .. من أمر الله تعالى ولا فيه رضاه . ولكن تلك كانت صدمةُ العقل بجهالته ، وصدمةُ القلب بضعف إيمانه ، وصدمة الوعيّ بقصر بصيرته ، وأيُّ عزمٍ يفقدُ هذه المقومات لن تكون له بارقةٌ منَ الشجاعة ، ولا نزوة من إرادة على مقارعة الأبطال ..
* - فرارهم يوم خيبر : و منها : يوم سار النبيّ - صلّى الله عليه و آله و سلّم- إلى خيبر ، فبعث أبا بكر إليها فسار بالناس فانهزم حتّى رجع .. و عن علي (ع)قال : (( سار النبيّ (ص) إلى خيبر ، فلما أتاها بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم ، أو قصرهم ، فلم يلبثوا إن هزموا عمر و أصحابه ، فجاؤا يجبنونه .. و يجبنهم ..؟ وبذلك لا يمكن لشخصيّة عمر ومهما استعير لها من مواقف كي تتباه بها أذنابه وتتوهّم أنّها تستطيل ، ولكنّها تذوب مع أوّل شعاع الحقيقة أو ومضة تمحيص . وأمّا من كانت شخصيّته كريمة المعدن ، مصقولة المزايا ، موزونة العقل .. فمهما عصفت بها ومضات التمحيص ، تتّخذُ منها معاش يومها لغدها ، بذلك يخلدُ ذكرها في لحدها ، ومن كلمات رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – تستمدُّ إشعاع الخلود ..))
لأعطينَّ غدا الراية رجلا يحبُّ الله ورسوله ويُحبُّهُ الله ورسوله ، كرّار غير فرّار .. فتطاول لها القوم ، لكن كان صاحبها عليّ (ع) ، وكان أرمدُ العين ، فتفل فيها (ص) فبرأت ..[15]

.. هذه الأمانةُ لا يقوم بحملها ***** خلقاءُ هابطةٌ وأطلس أرفـــــعُ
.. يــا قالع الباب الذي عن هزّها ***** عجزت أكلفٌّ أربعــون وأربــــعُ
.. يــا أيّهـــا النبأ العظيم فمهتد ***** في حبّهِ وغـــواة قــــوم ضلّلُ
.. وجزاك خيرا عن نبيّك أنــّه ***** ألفاك ناصره الذي لا بخذلُ ..

و كما هو ديدنهم في كلّ كبوة لأحد سادتهم التماس الأعذار السخيفة ، وجاء صاحب النهج هذه المرّة ليكتفي بالقول : .. و أمّا الفرار من الزحف ، فإنّه لا يفرّ إلاّ مُتَحَيِّزًا إلى فئة ، و قد استثنى الله تعالى ذلك ، فخرج به عن الإثم.. [ يعني عمر]. [16] ..
و لكن قد فات المعتزلي : أن ما جرى يوم أحد وحنين وخيبر ..لم يكن الاعتذار عنه بما ذكر – لعدم وجود فئة لهم – و لأنّ الله قد ذمهم على هذا الفرار و علله بأنّ الشيطان قد استزلهم ببعض ما كسبوا..

والسلام في البدء والختام
أبو مرتضى عليّ


الفهرس

[11] - شرح النهج ج15 ص 24 ، المغازي للواقدي ج2 ص 609 ، ودلائل الصدق ج2ص358 ..
[12- 13] - الطبري 1 / 203 – الكامل لابن الأثير 2 – 110 سيرة ابن كثير – 3 – 55 – النهج 14 – 276 و ج 15 – 20 – حياة محمّد هيكل 265 – تفسير الرازي 9 / 67 – الدرّ النثور للسيوطي 2 / 80 – 88 .
[14] - البخاري من تفسير قوله تعالى \": ..ويوم حنين ..:\" و دلائل الصدق ج3 ص 362 ..
[15] - البخلري ج5 ص 23 باب مناقب عليّ . وصحيح مسلم باب مناقب عليّ ج7 ص 122 . مسند أحمد ج5 ص 353 . البداية والنهاية ج4 ص 182 . تاريخ الطبري ج2 ص 300 . حصائص النسائي ص 7 ..
[16] - شرح النهج للمعتزلي 15 – 21 .