المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كلام له عليه السلام بعد النهروان


نسايم
18-05-2010, 03:28 AM
اللهم صل على محمد وال محمد

و من كلام له عليه السلام بعد النهروان
فَقُمْتُ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَ تَطَلَّعْتُ حِينَ تَقَبَّعُوا وَ نَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا وَ مَضَيْتُ بِنُورِ اَللَّهِ حِينَ وَقَفُوا وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلاَهُمْ فَوْتاً فَطِرْتُ بِعِنَانِهَا وَ اِسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا كَالْجَبَلِ لاَ تُحَرِّكُهُ اَلْقَوَاصِفُ
وَ لاَ تُزِيلُهُ اَلْعَوَاصِفُ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مَهْمَزٌ وَ لاَ لِقَائِلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ اَلذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ اَلْحَقَّ لَهُ وَ اَلْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ اَلْحَقَّ مِنْهُ رَضِينَا عَنِ اَللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ أَ تَرَانِي أَكْذِبُ عَلَى ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ وَ اَللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ فَلاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا طَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي وَ إِذَا اَلْمِيثَاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي

أقول : قال الصاحب بن عبّاد مخاطبا له عليه السلام مشيرا إلى نحو ما عدّده عليه السلام من صفاته :




أيا ابن عم رسول اللّه أفضل مـن
سـاد الأنـام و سـاس الهاشمينـا
يا بدرة الدين يا فرد الزمان أصـخ
لمدح مولى يـرى تفضيلكـم دينـا
هل مثل سيفك في الإسلام لو عرفوا
و هـذه الخصلـة الغـرّاء تكفينـا
هل مثل علمك إن زلّوا و إن وهنوا
و قد هديت كما أصبحـت تهدينـا
هل مثل قولـك إذ قالـوا مجاهـرة
لو لا علـي هلكنـا فـي فتاوينـا
هل مثل جمعـك للقـرآن تعرفـه
لفظا و معنـى و تأويـلا و تبيينـا
هل مثل صبرك إذ خانوا و إذ فشلوا
حتى جرى ما جرى في يوم صفّينا
هل مثل بذلك للعاني الأسير و لـل
طّفل الصغير و قد أعطيت مسكينـا




« فقمت بالأمر حين فشلوا » بالكسر : أي جبنوا . روى الطبري : أنّ يوم احد لمّا قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية أبصر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم جماعة من مشركي قريش . فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم كرارا و قتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي . فقال جبرئيل عليه السلام يا رسول اللّه : انّ هذه للمواساة . فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم : إنّه منّي و أنا منه ، فقال جبرئيل : و أنا منكما ،
فسمعوا صوتا : لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي .
و روى أيضا أن أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك انتهى إلى عمر بن الخطاب و طلحة بن عبيد اللّه في رجال من المهاجرين و الأنصار و قد ألقوا بأيديهم . فقال : ما يجلسكم قالوا : قتل محمّد رسول اللّه . قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ، ثم استقبل القوم فقاتل إلى أن قال .
و فشا في الناس أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة :
ليت لنا رسولا إلى عبد اللّه بن ابيّ . فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان . يا قوم انّ محمّدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم .
قال أنس بن النضر : يا قوم إن كان محمّد قد قتل فإنّ ربّ محمّد لم يقتل ،
فقاتلوا على ما قاتل عليه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلم . اللّهم إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء ،
و أبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء ثمّ شدّ بسيفه فقاتل حتّى قتل إلى أن قال فقال اللّه عزّ و جلّ للّذين قالوا : انّ محمّدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم و ما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئا .
« و تطلّعت حين تقبّعوا » يقال : قبع القنفذ إذا أدخل رأسه في جلده .
قال القمّي : كانت راية قريش يوم احد مع طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار ، فبرز و نادى : يا محمّد تزعمون أنّكم تجهّزونا بأسيافكم إلى النار ،
و نجهّزكم بأسيافنا إلى الجنّة ، فمن شاء أن يلحق بجنّته فليبرز إليّ . فبرز إليه أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال له طلحة : من أنت يا غلام ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب ،
قال : قد علمت يا قضيم أنّه لا يجسر علي غيرك
سئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن معنى قول طلحة له عليه السلام : يا قضيم فقال : إن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لمّا كان بمكّة ، و لم يجسروا عليه لمكان أبي طالب يغرون به صبيانهم . فكانت صبيانهم إذا خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم يرمونه بالحجارة و التراب .
فشكا ذلك إلى علي عليه السلام . فقال له : بأبي أنت و امّي إذا خرجت فأخرجنى معك .
فخرج معه ، و تعرّض الصبيان للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم كعادتهم ، فحمل عليهم علي عليه السلام و كان يقضمهم في وجوههم و آنافهم و آذانهم فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم و يقولون : قضمنا علي ، قضمنا علي فسمّى لذلك القضيم .
« و نطقت حين تعتعتوا » التعتعة التردد في الكلام من حصر أوعيّ ،
و قال الشاعر :




اخاطـب جهـرا اذ لهـن تخافـت
و شتّان بين الجهر و المنطق الخفت



و في الآثار أن رجلين اختصما إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في بقرة قتلت حمارا
فقال أحدهما يا رسول اللّه بقرة هذا الرجل قتلت حماري . فقال : اذهبا إلى أبي بكر فاسألاه عن ذلك فجاءا إليه ، و قصا عليه قصّتهما . قال : كيف تركتما النبي و جئتماني ؟ قالا : هو أمرنا بذلك . فقال لهما : بهيمة قتلت بهيمة لا شي ء على ربّها . فعادا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم فاخبراه .
فقال لهما : إمضيا إلى عمر فمضيا ، فقال لهما : كيف تركتما النبي و جئتماني ؟ فقالا : إنّه أمرنا ، قال : كيف لم يأمركما بالمصير إلى أبي بكر ؟ قالا :
قد أمرنا و صرنا إليه ، قال : فما الّذي قال ؟ قالا : كيت و كيت قال : ما أرى إلاّ رأي أبي بكر فعادا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم .
فقال لهما : إذهبا إلى علي بن أبي طالب . فمضيا إليه . فقال عليه السلام : إن كانت البقرة دخلت على الحمار في مأمنه . فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه ، و إن كان الحمار دخل على البقرة في مأمنها فقتلته فلا غرم على صاحبها . فعادا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم ، فأخبراه بقضيّته . فقال عليه السلام : لقد قضى علي بن أبي طالب بينكما بقضاء اللّه تعالى ، ثم قال : الحمد للّه الّذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء .
« و مضيت بنور اللّه حين وقفوا » لما كان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بعزيمة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم على فتح مكّة ، و اعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة لتستميح الناس ، و جعل لها جعلا ان توصله إلى قوم سمّاهم لها من أهل مكّة ، و أمرها أن تأخذ على غير الطريق ، فنزل الوحي بذلك .
فاستدعى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أمير المؤمنين عليه السلام و قال له : إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت اللّه تعالى أن يعمّي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و الحقها و انزع الكتاب منها و خلّها . ثم استدعى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم الزبير و قال : له إمض مع علي في هذا الوجه ، فمضيا و أخذا على غير الطريق ، فأدركا المرأة ،
فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الّذي معها فأنكرته و حلفت أنّه لا شي ء معها و بكت فقال الزبير : ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لنخبره ببراءة ساحتها فقال عليه السلام : يخبرني النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنّ معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت : لا كتاب معها ثم اخترط سيفه
و تقدم إليها فقال : أما و اللّه لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك .
فقالت : إذا كان لا بدّ من ذلك فأعرض بوجهك عنّي فأعرض عليه السلام فكشفت قناعها و أخرجت الكتاب من عقيصتها فأخذه و صار به إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.
« و كنت أخفضهم صوتا » خفض الصوت من ممدوح الصفات و ضدّه من مذمومها قال تعالى حاكيا عن لقمان لابنه : و اغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير » .
« و أعلاهم فوتا » أي : من أن يفوت منه شي ء و يسبق عليه و في النهاية « فاتنى فلان بكذا » اي سبقني به و في ( تفسير القمي ) : كانت هند بنت عتبة قد أعطت في غزوة احد
و حشيا عهدا لئن قتلت محمّدا أو عليّا أو حمزة لأعطينّك رضاك و كان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا فقال لها : أمّا محمّد فلا أقدر عليه و أمّا علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه و لكن أكمن لحمزة إلخ
« كالجبل لا تحرّكه القواصف » أي : الرياح الكاسرة للأشجار .
« و لا تزيله العواصف » أي : الرياح الشديدة الناقلة للأشياء من محلّ إلى محلّ آخر .
« لم يكن لأحد فيّ مهمز » أي : محل عيب قيل للصادق عليه السلام : إنّ قوما هاهنا ينتقصون عليّا عليه السلام قال : بم ينتقصونه لا أبا لهم و هل فيه موضع نقيصة .
و اللّه ما عرض لعليّ عليه السلام أمران قط كلاهما للّه طاعة إلاّ عمل بأشدّهما و أشقّهما و لقد كان يعمل العمل كأنّه قائم بين الجنّة و النّار ينظر الى ثواب هؤلاء فيعمل له و ينظر الى عقاب هؤلاء فيعمل له ، و ان كان ليقوم الى الصلاة
فإذا قال « وجّهت وجهي » تغيّر لونه حتّى يعرف ذلك في وجهه و لقد أعتق ألف عبد من كدّ يده كلهم يعرق فيه جبينه و تحفى فيه كفّه و لقد بشّر بعين انبعثت في ماله مثل عنق الجزور فقال : « بشّر الوارث بشّر الوارث » ثم جعلها صدقة على الفقراء و المساكين و ابن السبيل الخبر .
« و لا لقائل فيّ مغمز » أي : موضع طعن .
و إنّما أراد عمر الغمز فيه عليه السلام كباقي ستة الشورى فلم يجد شيئا ،
فاضطر إلى أن يستهجن فضائله عليه السلام فأخرج حسن خلقه عليه السلام في لباس سوء ،
فسمّاه دعابة و تبعه عمرو بن العاص و أراد معاوية همزة عليه السلام ففضح نفسه و المؤسّسين له فكتب إليه عليه السلام « انك كنت تقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى بايعت أبا بكر » فأجابه عليه السلام : « لقد أردت أن تذمّ فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن ظالمآ.
« الذليل عندي عزيز حتّى آخذ الحق له » روى ابن عبد ربه في ( عقده ) .
و البغدادي في ( بلاغاته ) في وفود سودة بنت عمارة الهمدانية على معاوية قالت له : لا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ، و يبطش بسلطانك ،
فيحصدنا حصد السنبل و يدوسنا دوس البقر و يسومنا الخسيسة و يسلبنا الجليلة ، و هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك . فقتل رجالي و أخذ مالي يقول لي : فوهي بما أستعصم اللّه منه و ألجأ إليه فيه و لو لا الطاعة لكان فينا عز و منعة فإمّا عزلته عنّا فشكر ناك و إمّا لا فعر فناك فقال لها معاوية : أتهدّديني بقومك لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس فأردّك إليه ينفّذ فيك حكمه . قال :
فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول :




صلّى الإله على جسم تضمنه
قبر فأصبح فيه العدل مدفونـا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا
فصار بالحق و الايمان مقرونا



فقال لها : و من ذاك ؟ قالت : علي بن أبي طالب . قال : و ما صنع بك حتّى صار عندك كذلك ؟ قالت : قدمت عليه في رجل ولاّه صدقاتنا قدم علينا من قبله فكان بيني و بينه ما بين الغث و السمين ، فأتيت عليا لأشكو إليه ما صنع .
فوجدته قائما يصلّي . فلما نظر إليّ انفتل من صلاته . ثم قال لي برأفة و تعطف :
ألك حاجة ؟ فأخبرته الخبر . فبكى ثم قال : « اللهم إنّك أنت الشاهد علي و عليهم .
أنّي لم آمرهم بظلم خلقك و لا بترك حقك » .
ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب فكتب فيها « بسم اللّه الرحمن الرحيم قد جاءتكم بيّنة من ربكم ف أوفوا الكيل و الميزان بالقسط
و لا تبخسوا الناس أشياءهم ، و لا تعثوا في الأرض مفسدين . بقية اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين و ما أنا عليكم بحفيظ إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك و السلام » . قالت : فاخذته منه و اللّه ما ختمه بطين و لا خزمه بخزام فقرأته . فقال لها معاوية : لقد لمظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون الخبر .
« و القوي عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه » في ( المناقب ) : أخذ ( علي ) عليه السلام رجلا من بني أسد في حدّ . فاجتمع قومه ليكلّموه فيه ، و طلبوا إلى الحسن عليه السلام أن يصحبهم . فقال : إيتوه فهو أعلى بكم عينا . فدخلوا عليه و سألوه ، فقال : لا تسألوني شيئا أملك إلاّ أعطيتكم . قال : فخرجوا يرون انّهم قد أنجحوا فسألهم الحسن عليه السلام فقالوا : أتينا خير مأتيّ و حكوا له قوله فقال : « ما كنتم فاعلين إذا جلد صاحبكم فاصنعوه » قال : فأخرجه علي عليه السلام فحدّه ثم قال « هذا و اللّه لست أملكه »

« أ تراني أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم »انه كلام قاله عليه السلام لمّا تفرّس من جمع انّهم يتّهمونه بالكذب في ما يخبرهم به عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم انه عيّنه خليفته و وصيّه و قائما مقامه و قد رووا أنفسهم ذلك عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم الدار يوم جمع بني عبد المطلب و قال : أيّكم يوازرني على أن يكون خليفتي و يوم تبوك لما قال المنافقون : خلّفه على المدينة استثقالا له ، و يوم غدير خم و قد رووه متواترا و مواقع اخر فكان المنافقون إذا كان عليه السلام يخبرهم بذلك و قد كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم يشير اليه عليه السلام من يوم بعثته إلى ساعة رحلته تصريحا و تلويحا و قولا و عملا ينسبونه إلى الكذب على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم .
و في خبر رواه ( الاحتجاج ) عن عبادة بن الصامت ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال لأبي بكر و عمر : و كأنّي بكما قد سلبتماه ملكه و تحاربتما عليه ، و أعانكما على ذلك أعداء اللّه و أعداء رسوله و كأنّي بكما قد تركتما المهاجرين و الأنصار يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف على الدنيا و لكانّي بأهل بيتي و هم المقهورون المشتّتون في أقطارها و ذلك لأمر قد قضي ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حتّى سالت دموعه ثم قال : يا علي الصبر الصبر حتّى ينزل الأمر .
و في خبر سليم بن قيس أن الأشعث قال لأمير المؤمنين عليه السلام : ما منعك حين بويع أخوتيم ، و أخو عدي ، و أخو اميّة ، أن تقاتل و تضرب بسيفك و أنت لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلاّ قلت فيها قبل أن تنزل عن المنبر « و اللّه إنّي لأولى الناس بالناس ، و ما زلت مظلوما منذ قبض النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم » فقال عليه السلام :
منعني من ذلك أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و عهده إليّ أخبرني بما الامّة صانعة بعده
فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم به قبل ذلك .

« من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » . و قال في الخطبة نفسها : « ان بعض الصحابة تقربوا الى أئمة الضلال و الدعاة الى النار بالزور و البهتان . » و من أقواله : « الايمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و أن تتقي اللّه في حديث غيرك » . و من يتق اللّه في أحاديث الناس العاديين كيف يعصيه في حديث الرسول الأكمل الذي هو وحي منزل .
( فنظرت في أمري فإذا طاعتي سبقت بيعتي ، و اذا الميثاق في عنقي لغيري ) .
يريد ببيعتي مبايعته الخلفاء من قبله ، و بطاعتي طاعته للنبي ( ص ) حيث أوصاه بالصبر و عدم المقاومة ، و المعنى انه ما أعلن الحرب على من اغتصب حقه في الخلافة لأن النبي ( ص ) أوصاه بالصبر على دائه ، و ليس في وسعه إلا أن يسمع و يطيع لأن طاعة الرسول أمانة في عنقه .

جاسم العجمي
20-05-2010, 12:38 AM
بارك الله فيكي

أنشاء الله في ميزان حسناتكي

سيدمحمدعلي الموسوي
20-07-2010, 12:27 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من الأولين الى الآخرين
شكرا أختي العزيزة (نسايم)
كتاب جميل ومميز
ومن أجمل الى أجمل ومن أروع الى أروع
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع