Nakheel_Aliraq
25-05-2007, 03:53 PM
اااالزهراء (ع) في سطور -- حلقه اولى -التسميه
بسم الله الرحمن الرحيم
فـاطـمة
http://www.l5s.net/uploads/73dffe7a6e.gif (http://www.l5s.net/)
هو الاسم الجامع للزهراء عليها السلام
((أمالي وخصال الشيخ الصدوق.. عبد العظيم الحسنى عن الحسن بن عبد الله بن يونس
عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء
عند الله عزّ وجلّ فاطمة والصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية
والمحدّثة والزهراء، ثم قال عليه السلام: أ تدري أي شيء تفسير فاطمة؟
قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فُطمت من الشر. قال ثم قال: لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام
تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه))
(بحار الأنوار ج43 ص10 رواية1 باب2).
أقـول:
إنّ الحديث يركّز على أسمائها عند الله، وهذا المقام، أعني مقام عند، هو مقام عظيم لا يناله
أحد إلاّ الأنبياء والأولياء.
وهو نفس المقام المذكور في الآيات الآتية:
{وَمَا ِلأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى }(الليل/19)
وما هي عنده هذه؟ هي نفس عنده في قوله:
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...)(الأنعام/59).
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُوم)(الحجر/21).
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)(الكهف/65)
(اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ...) (البقرة/255).
وأيضاً هناك تأكيد في الحديث على كلمة فاطمة خاصّة ووجه تسميتها بها بأنّها فطمت
عن الشرّ وهذا مفهوم عام يستوعب جميع ما ذكر في وجه تسميتها بهذا الاسم .
وهناك نقطة في الحديث لها غاية الأهميّة وهي قوله عليه السلام:
((لو لا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة
على وجه الأرض آدم فمن دونه)).
وفي حديث آخر:
((عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول لولا أن
الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفو على الأرض)) (بحار الأنوار ج43 ص97 روايه6 باب5)
وهذه الجملة تبيّن عظمة كلّ من فاطمة وعليٍّ عليه السلام فهي عليها السلام
أفضل من جميع نساء العالمين وهو عليه السلام أفضل من جميع الرجال آدم ومن دونه .
ثمّ
إنّ كلمة فاطمة من تجلّيات إسم الله سبحانه وتعالى وهي مشتقة بالإشتقاق الأكبر من فاطر
وفي هذا المجال هناك أحاديث كثيرة نذكر ثلاثة منها كنماذج:
1 ((سلمان الفارسي رضى الله عنه في حديث طويل قال قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم:
يا سلمان فهل علمت مَن نقبائي ومن الإثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي؟ فقلت الله ورسوله
أعلم، قال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ........إلى أن قال: والله الفاطر وهذه فاطمة
والله ذو الإحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين)) (بحار الأنوار ج15 ص9 روايه9 باب1).
2 ((عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى بن أبى طالب
عليه السلام لما خلق الله عز ذكره آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه
جنته وزوجه حواء أمته فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات قال
آدم يا رب من هؤلاء قال الله عز وجل هؤلاء الذين
إذا تشفع بهم إلى خلقي شفعتهم، فقال آدم يا ربّ بقَدَرهم عندك ما اسمهم؟ قال:
أمّا الأول فأنا المحمود وهو محمد والثاني فأنا العالي الأعلى وهذا علي والثالث
فأنا الفاطر وهذه فاطمة والرابع فأنا المحسن وهذا حسن والخامس فأنا ذو الإحسان وهذا حسين))
(بحار الأنوار ج15 ص14 رواية18 باب1)
3 ((العجلى عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن عبد الله بن الفضل
الهاشمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلَّم ذات يوم جالسا وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال:
والذي بعثني بالحق بشيرا ما على وجه الأرض خلق أحب إلى الله عزّ وجل ولا أكرم
عليه منا إن الله تبارك وتعالى شقّ لي إسما من أسمائه فهو
محمود وأنا محمد وشقّ لك يا علي اسماً من أسمائه فهو العلي
الأعلى وأنت علي وشق لك يا حسن اسماً من أسمائه فهو المحسن وأنت حسن وشقّ
لك يا حسين اسماً من أسمائه فهو ذو الإحسان وأنت حسين وشق لك يا فاطمة اسماً من أسمائه
فهو الفاطر وأنت فاطمة ثم قال: اللهم إني أشهدك أني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم
ومحبٌّ لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم وعدو لمن عاداهم وولي لمن والاهم لأنهم مني وأنا منهم))
(بحار الأنوار ج37 ص47 روايه23 باب50).
كلام حول الإشتقاق وأنواعه:
1 فإذا كان المشتق والفرع مشتملين على حروف الأصل على الترتيب والنسق يسمّى
اشتقاقاً صغيراً كضرب ونصر من الضرب والنصر.
2 وإن جمع الفرع حروفَ الأصل ولكن لم يُلحظ فيه الترتيب يسمّى بالاشتقاق الكبير مثل: فسر وسفر.
3 وإن لم يشتمل على جميع الأصل ولكن فيه أكثر حروف الأصل يسمّى بالاشتقاق
الأكبر كهضم وخضم ، ونبع ونيع، وقصم وفصم، وفطم وفطر.
قال صاحب المفردات:
أصل فطر الشق طولاً، يقال: فطر فلان كذا فطْراً وأفطر هو فطوراً، وانفطر انفطاراً قال تعالى:
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور)
(الملك/3). أي: اختلال وهيٍ فيه.
قال الإمام الخميني(قدس سرّه):
(وفي الصحاح: الفطرة بالكسر "الخلقة" ويمكن أن تكون الكلمة مأخوذة من "فطر" أي "شقّ"
كأنّ الخلق أشبه بشق ستار العدم وحجاب الغيب، وبهذا المعنى يكون إفطار الصائم: فكأنّه شق
استمراريّة الإمساك) .
أقـول:
وقد استعمل القرآن هذه الكلمة ومشتقّاتها في عشرين مورداً.
الوجه في تسميتها بهذا الإسم:
وبعد وضوح معنى فاطر يتّضح لنا الوجه في تسميتها فاطمة .
وذلك: أنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق إمرأة بهذه المواصفات العظيمة التي منها أنّها حوراء
إنسيّة ، ففطر العدم هذا بخلق فاطمة وتجلّى معنى فاطر في شخصيّتها عليها السلام ومن هذا
المنطلق سمّيت فاطمةُ فاطمة.
http://www.l5s.net/uploads/bd3944a630.jpg (http://www.l5s.net/)
قال الإمام الخميني (قدس سرّه)
(جميع الأبعاد المتصوّرة للمرأة وللإنسان قد تجلّت في الزهراء سلام الله عليها وكانت
متواجدة فيها. لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، هي امرأة روحانيّة، هي امرأة ملكوتيّة، هي
إنسان بجميع معنى الكلمة، إنّها جميعُ نسخة الإنسانية، جميعُ حقيقة
المرأة، جميع حقيقة الإنسان. إنّها ليست امرأة عاديّة، إنّها موجود ملكوتي قد ظهرت في
العالم على صورة إنسان.... إنّها امرأة قد اشتملت على جميع
خواص الأنبياء، هي امرأة لو كانت رجلاً لكانت نبيّاً، امرأة لو كانت
رجلاً كانت في موقع رسول الله صلي الله عليه وآله ....المعنويات،
التجلّيات الملكوتيّة، التجلّيات الإلهيّة، التجليّات الجبروتيّة، والتجليّات الملكيّة
والناسوتيّة كلّها قد اجتمعت في هذا الموجود..
.. إنّ الإنسان موجود متحرّك من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب
وإلى الفناء في الألوهيّة. وقد حصلت للصديقة الطاهرة هذه المعاني
وهذه المسائل. فهي بالحركة المعنوية من مرحلة الطبيعة وبقدرة الله وباليد الغيبيّة وبتربية
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استمرت في طيّ المراتب إلى أن وصلت إلى مرتبة
لم ينلها أحد من الخلق.)
ثمّ إنّ هناك جانبين في خصوص هذا الإسم أعني فاطمة:
الأول : الجانب السلبي أو الجلالي .
الثاني: الجانب الإيجابي أو الجماليّ.
وكلا الجانبين قد بُينّا في الحديث الشريف ولكنْ بنحو كلّيٍّ فقوله عليه السلام:
(أتدرى أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي قال فطمت من الشر)
يشير إلى جانب الجلال في شخصيّتها.
وقوله عليه السلام:
(لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة
على وجه الأرض آدم فمن دونه)
يبيّن جانب الجمال في وجودها عليها السلام .
فهذا الحديث هو الأصل مرتكز فيه جميع المفاهيم المذكورة في الأحاديث الأُخر بنحو التفصيل.
خلاصة الوجوه للإسم فاطمة
1 لأنّ الله فطم من أحبّها عن النار.
2 لأنّها فطمت عن الطمث.
3 لأنّها فطمت بالعلم (أي من الجهل).
والمستفاد من الأحاديث أنّها عليها السلام فاطمة فطمت عن جميع العيوب والنقائص
وهذا يعني طهارتها المطلقة وهي العصمة.
والمهمّ ما في الحديث
(محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال إنا أنزلناه
في ليلة القدر الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة
القدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها) (بحار الأنوار ج43 ص65 رواية58 باب3)
المقارنة بين ليلة القدر وفاطمة الزهراء عليها السلام
1 إنّ ليلة القدر مجهولة للناس من حيث القدر والمنزلة والعظمة كذلك بضعة المصطفى.
2 أنّه كما أنّ ليلة القدر يفرق فيها كلّ أمر حكيم، كذلك بفاطمة يفرق بين الحقّ والباطل.
3 كما أنّ ليلة القدر صارت ظرفاً زمانيّاً لنزول الآيات والسوَر كذلك فاطمة أرضيّة مكانية لنزول جبرئيل .
4 ليلة القدر معراج الأنبياء والأوصياء، وكذلك ولايتها مرقاة لهم (ما تكاملت
النبوّة لنبيٍّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبَّتها).
5 إنّ ليلة القدر منشأ للفيوضات والكمالات، كذلك التوسّل بها وسيلة للبركات ودفع البليّات.
6 إنّ ليلة القدر خير من ألف شهر فهي عليها السلام خير نساء الأولين
والآخرين، بل إنّ فاطمة خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً.
7 إنّ ليلة القدر هي بداية سنة العرفاء بالله كما في الأحاديث الكثيرة وهي
منطلق السير إلى الله فكذلك فاطمة هي منطلق الورود في الولاية والتعلّق بأهل البيت عليهم السلام.
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
فـاطـمة
http://www.l5s.net/uploads/73dffe7a6e.gif (http://www.l5s.net/)
هو الاسم الجامع للزهراء عليها السلام
((أمالي وخصال الشيخ الصدوق.. عبد العظيم الحسنى عن الحسن بن عبد الله بن يونس
عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء
عند الله عزّ وجلّ فاطمة والصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية
والمحدّثة والزهراء، ثم قال عليه السلام: أ تدري أي شيء تفسير فاطمة؟
قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فُطمت من الشر. قال ثم قال: لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام
تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه))
(بحار الأنوار ج43 ص10 رواية1 باب2).
أقـول:
إنّ الحديث يركّز على أسمائها عند الله، وهذا المقام، أعني مقام عند، هو مقام عظيم لا يناله
أحد إلاّ الأنبياء والأولياء.
وهو نفس المقام المذكور في الآيات الآتية:
{وَمَا ِلأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى }(الليل/19)
وما هي عنده هذه؟ هي نفس عنده في قوله:
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...)(الأنعام/59).
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُوم)(الحجر/21).
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)(الكهف/65)
(اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ...) (البقرة/255).
وأيضاً هناك تأكيد في الحديث على كلمة فاطمة خاصّة ووجه تسميتها بها بأنّها فطمت
عن الشرّ وهذا مفهوم عام يستوعب جميع ما ذكر في وجه تسميتها بهذا الاسم .
وهناك نقطة في الحديث لها غاية الأهميّة وهي قوله عليه السلام:
((لو لا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة
على وجه الأرض آدم فمن دونه)).
وفي حديث آخر:
((عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول لولا أن
الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفو على الأرض)) (بحار الأنوار ج43 ص97 روايه6 باب5)
وهذه الجملة تبيّن عظمة كلّ من فاطمة وعليٍّ عليه السلام فهي عليها السلام
أفضل من جميع نساء العالمين وهو عليه السلام أفضل من جميع الرجال آدم ومن دونه .
ثمّ
إنّ كلمة فاطمة من تجلّيات إسم الله سبحانه وتعالى وهي مشتقة بالإشتقاق الأكبر من فاطر
وفي هذا المجال هناك أحاديث كثيرة نذكر ثلاثة منها كنماذج:
1 ((سلمان الفارسي رضى الله عنه في حديث طويل قال قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم:
يا سلمان فهل علمت مَن نقبائي ومن الإثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي؟ فقلت الله ورسوله
أعلم، قال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ........إلى أن قال: والله الفاطر وهذه فاطمة
والله ذو الإحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين)) (بحار الأنوار ج15 ص9 روايه9 باب1).
2 ((عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى بن أبى طالب
عليه السلام لما خلق الله عز ذكره آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه
جنته وزوجه حواء أمته فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات قال
آدم يا رب من هؤلاء قال الله عز وجل هؤلاء الذين
إذا تشفع بهم إلى خلقي شفعتهم، فقال آدم يا ربّ بقَدَرهم عندك ما اسمهم؟ قال:
أمّا الأول فأنا المحمود وهو محمد والثاني فأنا العالي الأعلى وهذا علي والثالث
فأنا الفاطر وهذه فاطمة والرابع فأنا المحسن وهذا حسن والخامس فأنا ذو الإحسان وهذا حسين))
(بحار الأنوار ج15 ص14 رواية18 باب1)
3 ((العجلى عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن عبد الله بن الفضل
الهاشمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلَّم ذات يوم جالسا وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال:
والذي بعثني بالحق بشيرا ما على وجه الأرض خلق أحب إلى الله عزّ وجل ولا أكرم
عليه منا إن الله تبارك وتعالى شقّ لي إسما من أسمائه فهو
محمود وأنا محمد وشقّ لك يا علي اسماً من أسمائه فهو العلي
الأعلى وأنت علي وشق لك يا حسن اسماً من أسمائه فهو المحسن وأنت حسن وشقّ
لك يا حسين اسماً من أسمائه فهو ذو الإحسان وأنت حسين وشق لك يا فاطمة اسماً من أسمائه
فهو الفاطر وأنت فاطمة ثم قال: اللهم إني أشهدك أني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم
ومحبٌّ لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم وعدو لمن عاداهم وولي لمن والاهم لأنهم مني وأنا منهم))
(بحار الأنوار ج37 ص47 روايه23 باب50).
كلام حول الإشتقاق وأنواعه:
1 فإذا كان المشتق والفرع مشتملين على حروف الأصل على الترتيب والنسق يسمّى
اشتقاقاً صغيراً كضرب ونصر من الضرب والنصر.
2 وإن جمع الفرع حروفَ الأصل ولكن لم يُلحظ فيه الترتيب يسمّى بالاشتقاق الكبير مثل: فسر وسفر.
3 وإن لم يشتمل على جميع الأصل ولكن فيه أكثر حروف الأصل يسمّى بالاشتقاق
الأكبر كهضم وخضم ، ونبع ونيع، وقصم وفصم، وفطم وفطر.
قال صاحب المفردات:
أصل فطر الشق طولاً، يقال: فطر فلان كذا فطْراً وأفطر هو فطوراً، وانفطر انفطاراً قال تعالى:
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور)
(الملك/3). أي: اختلال وهيٍ فيه.
قال الإمام الخميني(قدس سرّه):
(وفي الصحاح: الفطرة بالكسر "الخلقة" ويمكن أن تكون الكلمة مأخوذة من "فطر" أي "شقّ"
كأنّ الخلق أشبه بشق ستار العدم وحجاب الغيب، وبهذا المعنى يكون إفطار الصائم: فكأنّه شق
استمراريّة الإمساك) .
أقـول:
وقد استعمل القرآن هذه الكلمة ومشتقّاتها في عشرين مورداً.
الوجه في تسميتها بهذا الإسم:
وبعد وضوح معنى فاطر يتّضح لنا الوجه في تسميتها فاطمة .
وذلك: أنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق إمرأة بهذه المواصفات العظيمة التي منها أنّها حوراء
إنسيّة ، ففطر العدم هذا بخلق فاطمة وتجلّى معنى فاطر في شخصيّتها عليها السلام ومن هذا
المنطلق سمّيت فاطمةُ فاطمة.
http://www.l5s.net/uploads/bd3944a630.jpg (http://www.l5s.net/)
قال الإمام الخميني (قدس سرّه)
(جميع الأبعاد المتصوّرة للمرأة وللإنسان قد تجلّت في الزهراء سلام الله عليها وكانت
متواجدة فيها. لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، هي امرأة روحانيّة، هي امرأة ملكوتيّة، هي
إنسان بجميع معنى الكلمة، إنّها جميعُ نسخة الإنسانية، جميعُ حقيقة
المرأة، جميع حقيقة الإنسان. إنّها ليست امرأة عاديّة، إنّها موجود ملكوتي قد ظهرت في
العالم على صورة إنسان.... إنّها امرأة قد اشتملت على جميع
خواص الأنبياء، هي امرأة لو كانت رجلاً لكانت نبيّاً، امرأة لو كانت
رجلاً كانت في موقع رسول الله صلي الله عليه وآله ....المعنويات،
التجلّيات الملكوتيّة، التجلّيات الإلهيّة، التجليّات الجبروتيّة، والتجليّات الملكيّة
والناسوتيّة كلّها قد اجتمعت في هذا الموجود..
.. إنّ الإنسان موجود متحرّك من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب
وإلى الفناء في الألوهيّة. وقد حصلت للصديقة الطاهرة هذه المعاني
وهذه المسائل. فهي بالحركة المعنوية من مرحلة الطبيعة وبقدرة الله وباليد الغيبيّة وبتربية
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استمرت في طيّ المراتب إلى أن وصلت إلى مرتبة
لم ينلها أحد من الخلق.)
ثمّ إنّ هناك جانبين في خصوص هذا الإسم أعني فاطمة:
الأول : الجانب السلبي أو الجلالي .
الثاني: الجانب الإيجابي أو الجماليّ.
وكلا الجانبين قد بُينّا في الحديث الشريف ولكنْ بنحو كلّيٍّ فقوله عليه السلام:
(أتدرى أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي قال فطمت من الشر)
يشير إلى جانب الجلال في شخصيّتها.
وقوله عليه السلام:
(لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة
على وجه الأرض آدم فمن دونه)
يبيّن جانب الجمال في وجودها عليها السلام .
فهذا الحديث هو الأصل مرتكز فيه جميع المفاهيم المذكورة في الأحاديث الأُخر بنحو التفصيل.
خلاصة الوجوه للإسم فاطمة
1 لأنّ الله فطم من أحبّها عن النار.
2 لأنّها فطمت عن الطمث.
3 لأنّها فطمت بالعلم (أي من الجهل).
والمستفاد من الأحاديث أنّها عليها السلام فاطمة فطمت عن جميع العيوب والنقائص
وهذا يعني طهارتها المطلقة وهي العصمة.
والمهمّ ما في الحديث
(محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال إنا أنزلناه
في ليلة القدر الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة
القدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها) (بحار الأنوار ج43 ص65 رواية58 باب3)
المقارنة بين ليلة القدر وفاطمة الزهراء عليها السلام
1 إنّ ليلة القدر مجهولة للناس من حيث القدر والمنزلة والعظمة كذلك بضعة المصطفى.
2 أنّه كما أنّ ليلة القدر يفرق فيها كلّ أمر حكيم، كذلك بفاطمة يفرق بين الحقّ والباطل.
3 كما أنّ ليلة القدر صارت ظرفاً زمانيّاً لنزول الآيات والسوَر كذلك فاطمة أرضيّة مكانية لنزول جبرئيل .
4 ليلة القدر معراج الأنبياء والأوصياء، وكذلك ولايتها مرقاة لهم (ما تكاملت
النبوّة لنبيٍّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبَّتها).
5 إنّ ليلة القدر منشأ للفيوضات والكمالات، كذلك التوسّل بها وسيلة للبركات ودفع البليّات.
6 إنّ ليلة القدر خير من ألف شهر فهي عليها السلام خير نساء الأولين
والآخرين، بل إنّ فاطمة خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً.
7 إنّ ليلة القدر هي بداية سنة العرفاء بالله كما في الأحاديث الكثيرة وهي
منطلق السير إلى الله فكذلك فاطمة هي منطلق الورود في الولاية والتعلّق بأهل البيت عليهم السلام.
منقول