عبد العباس الجياشي
20-05-2010, 01:34 AM
نظرة الصحابة لأنفسهم لا تناسب القدسية:
فإن من يقرأ تاريخ الصحابة، وما شجر بينهم، وصدر عنهم، يعلم علم اليقين أنه لا أساس لهالة التقديس الجماعي التي يحاول أن يحيطهم بها بعض الناس. بل يظهر له أن الصحبة ـ حتى بنظر الصحابة أنفسهم ـ غير عاصمة عن الذنوب، ولا مانعة من العيوب، وأنها لا تحجز بعضهم عن النيل والطعن في البعض الآخر، وعن سبه ولعنه. بل شاع طعن بعضهم في بعض، ونيله منه، وتهمته، وشتمه، ولعنه، من دون أن تمنعهم الصحبة من ذلك.
ما حدث بين الصحابة في أمر عثمان
فقد بات من مسلمات التاريخ ما حدث منهم في أمر عثمان من طعن بعضهم في بعض قولاً وعملاً. وكان من أشد الطاعنين على عثمان والمؤلبين عليه طلحة والزبير وعائشة. وقد رووا أن طلحة منع من إدخال الماء عليه(1)، ومن دخول الناس عليه وخروجهم منه(2).
وقال ابن أبي الحديد: ((روى المدائني في كتاب مقتل عثمان أن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام... وأن حكيم بن حزام أحد بني أسد بن عبد العزى وجبير بن مطعم بن الحارث بن نوفل استنجدا بعلي(عليه السلام) على دفنه، فأقعد طلحة لهم في الطريق ناساً بالحجارة... وروى الواقدي قال: لما قتل عثمان تكلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بدير سلع. يعني مقابر اليهود))(3).
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الإمامة والسياسة ج:1 ص:38 في (حصار أهل مصر والكوفة عثمان ).
أنساب الأشراف ج:5 ص:71) (في مسير أهل الأنصار إلى عثمان واجتماعهم إليه مع من اجتمع من أهل المدينة).
2 ـ تاريخ الطبري ج:2 ص: 668 ـ 669 في ذكر (الخبر عن قتله (عثمان) وكيف قتل).
3- شرح نهج البلاغة ج:10 ص:6 ـ 7 في (ذكر ما كان من أمر طلحة مع عثمان).
فإن من يقرأ تاريخ الصحابة، وما شجر بينهم، وصدر عنهم، يعلم علم اليقين أنه لا أساس لهالة التقديس الجماعي التي يحاول أن يحيطهم بها بعض الناس. بل يظهر له أن الصحبة ـ حتى بنظر الصحابة أنفسهم ـ غير عاصمة عن الذنوب، ولا مانعة من العيوب، وأنها لا تحجز بعضهم عن النيل والطعن في البعض الآخر، وعن سبه ولعنه. بل شاع طعن بعضهم في بعض، ونيله منه، وتهمته، وشتمه، ولعنه، من دون أن تمنعهم الصحبة من ذلك.
ما حدث بين الصحابة في أمر عثمان
فقد بات من مسلمات التاريخ ما حدث منهم في أمر عثمان من طعن بعضهم في بعض قولاً وعملاً. وكان من أشد الطاعنين على عثمان والمؤلبين عليه طلحة والزبير وعائشة. وقد رووا أن طلحة منع من إدخال الماء عليه(1)، ومن دخول الناس عليه وخروجهم منه(2).
وقال ابن أبي الحديد: ((روى المدائني في كتاب مقتل عثمان أن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام... وأن حكيم بن حزام أحد بني أسد بن عبد العزى وجبير بن مطعم بن الحارث بن نوفل استنجدا بعلي(عليه السلام) على دفنه، فأقعد طلحة لهم في الطريق ناساً بالحجارة... وروى الواقدي قال: لما قتل عثمان تكلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بدير سلع. يعني مقابر اليهود))(3).
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الإمامة والسياسة ج:1 ص:38 في (حصار أهل مصر والكوفة عثمان ).
أنساب الأشراف ج:5 ص:71) (في مسير أهل الأنصار إلى عثمان واجتماعهم إليه مع من اجتمع من أهل المدينة).
2 ـ تاريخ الطبري ج:2 ص: 668 ـ 669 في ذكر (الخبر عن قتله (عثمان) وكيف قتل).
3- شرح نهج البلاغة ج:10 ص:6 ـ 7 في (ذكر ما كان من أمر طلحة مع عثمان).