هشام حيدر
21-05-2010, 09:27 PM
افرزت السنوات الاخيرة عددا من الساسة من مختلف الكتل والمكونات كان اغلبهم ان لم نقل كلهم مجهولين من قبل الشارع العراقي وهذا الامر هو الذي فرض اللجوء الى القائمة المفتوحة في الانتخابات الاخيرة بعد ان كان خيار القائمة المغلقة هو الاصلح سابقا بسبب جهل الناخب بالمرشحين!
وتعد مداخلات هؤلاء تحت قبة البرلمان او من خلال اللقاءات الخاصة التي تجريها بعض الفضائيات او اشتراكهم في بعض البرامج الحوارية من على شاشة الفضائيات ذاتها خير وسيلة للتعرف عليهم بصورة مباشرة على الرغم من ان البعض لايجيد الا التحدث بطلاقة واستخدام المفردات الكبيرة والغريبة على اذن المتلقي وذلك لسببين اولهما هو ان المتحدث اصلا لايجيد شيئا الا هذا والامر الثاني هو معرفته بوجود قاعدة لاتنظر في المضمون بقدر مايجذبها المظهر اللامع والبراق وفي هذا السياق اذكر ان احدهم مرة قال (سمعتوا ......البارحة شلون حجه حجي؟)! فقيل له وماذا قال ؟ فقال (كال حجي هواية بس حجي معدل)! فقيل له ( أي مثلا عن شنو تحدث؟) فقال (اكلكم حجي كبار قابل احنه الدبش نفتهمه)!!!!
وقد نختلف مع بعض هؤلاء الساسة في الخطوط العامة او في بعض التفاصيل لكن بعضهم ينتزع منك الاعجاب والاحترام لهدوئه وعقلانيته في الطرح او من خلال تقبله لطروحات الطرف الاخر والتعاطي معها بروية بعيدا عن التعصب الذي يصل حد الرعونة عند اخرين !
كنت قبل ايام اتابع احد البرامج الحوارية على قناة (الحرة) وكانت طاولة البرنامج قد ضمت عددا من الساسة بينهم نائب عن جبهة التوافق السابقة عن الحزب الاسلامي وهو شخص كنت اكن له قدرا من الاحترام لاتصافه ببعض الاوصاف التي تطرقت اليها انفا!
فاجئني الرجل بطرح غريب بعيد عن المنطق القانوني وهو الاسلامي ورجل القانون .. اذ قال (انا اشكك بسلامة نوايا البعض ممن يطالبون باشراك الجميع في تشكيل الحكومة وقولون انهم لن يشتركوا فيها مالم يشترك فلان او فلان لاني لااعتقد ان نيتهم كانت تتجه لمنع تهميش طرف او اقصائه بقدر ماتتجه لكي لايقال انهم همشوا او اقصوا هذا الطرف او ذاك)!!
كلام الرجل ينطوي على جنبة خطيرة وحقيرة في الوقت ذاته اذ نراه يتعامل مع يتحدث عن قضايا خفية لايحاسب عليها الا رب العباد الا وهي ..النوايا!
وهو بكلامه هذا يؤسس لنسف الثقة بين الجميع لانك حين تضع علامة x على افعال الاخرين مهما كانت موضوعية ومنصفة وعقلانية بحجة الطعن بالنوايا تفتح الباب امام الاخر للطعن بنواياك وعدم التصديق بها لاسيما وانك تمتلك خلفية متراكمة من عدة قرون تاسست على سوء نيتك وعدم ثقتي بك لانك بنيت الدولة تلو الاخرى على جماجم ابائي واجدادي واسست الانظمة المتعاقبة على قاعدة اضطهادي واعتباري مواطنا من الدرجة العاشرة في افضل الاحوال ان لم تنظر الى استقدامي من الهند مع الجاموس !!
وان كانت هناك فرصة للطعن بالنوايا وزرع عدم الثقة فاني اولى بك منها ياهذا سواء نظرت الى دولتك العلمانية او الدينية وحتى في زمن دولة العراق البرلماني الديمقراطي الجديد منذ 2003 وحتى اليوم بدءا بابي مصعب الزرقاوي ومرورا بعدنان الدليمي وحارث الضاري وليس انتهاء بصالح المطلك وظافر العاني وطارق المشهداني !!
لايغرنك جلد الافعى الناعم الاملس ولاهدوئها وسكونها فان انيابها تقودك بلا شك الى ......المقابر الجماعية !
لقد جعلتني اعيد التفكير مرارا وتكرارا بتقييمي للاخرين وفرضت علي ان اتقدم بالاعتذار الى نفسي لاني جعلتها تحترمك يوما !
لاادري ماالذي ذكرني بعد ان ختمت كتابة المقال بحادثة سمعت انها وقعت في الناصرية ابان الحقبة البعثية وكما اذكر فقد قيل انها حدثت في شركة اور حيث كان يعشعش بعض غربان البعض حيث تشاجر احدهم مع زميل له في العمل يبدو انه كان قد امتلاء غيضا منه فما كان الا ان خلع حذائه واخذ يضرب به راس هذا (الرفيق) بعد ان طرحه ارضا وجلس على ظهره!
البعثي.. وكعادته لايجيد الا كتابة التقارير فما كان من صاحبنا الا ان ينظم تقريره بحق زميله ولكي ياخذ التقرير مفعوله كتب فيه مفسرا لنواياه (وقام بضربي على راسي بالحذاء رغم انه يعلم ان راسي يحمل افكار السيد الرئيس ومبادىء الحزب)!!
ويبدو اننا بحاجة اليوم ان نخلع احذيتنا لنضرب بها رؤوس البعض لانها لازالت تحمل (افكار السيد الرئيس...ومبادى الحزب)...الذي لايعرف للمبادىء معنى !!
هشام حيدر
الناصرية
وتعد مداخلات هؤلاء تحت قبة البرلمان او من خلال اللقاءات الخاصة التي تجريها بعض الفضائيات او اشتراكهم في بعض البرامج الحوارية من على شاشة الفضائيات ذاتها خير وسيلة للتعرف عليهم بصورة مباشرة على الرغم من ان البعض لايجيد الا التحدث بطلاقة واستخدام المفردات الكبيرة والغريبة على اذن المتلقي وذلك لسببين اولهما هو ان المتحدث اصلا لايجيد شيئا الا هذا والامر الثاني هو معرفته بوجود قاعدة لاتنظر في المضمون بقدر مايجذبها المظهر اللامع والبراق وفي هذا السياق اذكر ان احدهم مرة قال (سمعتوا ......البارحة شلون حجه حجي؟)! فقيل له وماذا قال ؟ فقال (كال حجي هواية بس حجي معدل)! فقيل له ( أي مثلا عن شنو تحدث؟) فقال (اكلكم حجي كبار قابل احنه الدبش نفتهمه)!!!!
وقد نختلف مع بعض هؤلاء الساسة في الخطوط العامة او في بعض التفاصيل لكن بعضهم ينتزع منك الاعجاب والاحترام لهدوئه وعقلانيته في الطرح او من خلال تقبله لطروحات الطرف الاخر والتعاطي معها بروية بعيدا عن التعصب الذي يصل حد الرعونة عند اخرين !
كنت قبل ايام اتابع احد البرامج الحوارية على قناة (الحرة) وكانت طاولة البرنامج قد ضمت عددا من الساسة بينهم نائب عن جبهة التوافق السابقة عن الحزب الاسلامي وهو شخص كنت اكن له قدرا من الاحترام لاتصافه ببعض الاوصاف التي تطرقت اليها انفا!
فاجئني الرجل بطرح غريب بعيد عن المنطق القانوني وهو الاسلامي ورجل القانون .. اذ قال (انا اشكك بسلامة نوايا البعض ممن يطالبون باشراك الجميع في تشكيل الحكومة وقولون انهم لن يشتركوا فيها مالم يشترك فلان او فلان لاني لااعتقد ان نيتهم كانت تتجه لمنع تهميش طرف او اقصائه بقدر ماتتجه لكي لايقال انهم همشوا او اقصوا هذا الطرف او ذاك)!!
كلام الرجل ينطوي على جنبة خطيرة وحقيرة في الوقت ذاته اذ نراه يتعامل مع يتحدث عن قضايا خفية لايحاسب عليها الا رب العباد الا وهي ..النوايا!
وهو بكلامه هذا يؤسس لنسف الثقة بين الجميع لانك حين تضع علامة x على افعال الاخرين مهما كانت موضوعية ومنصفة وعقلانية بحجة الطعن بالنوايا تفتح الباب امام الاخر للطعن بنواياك وعدم التصديق بها لاسيما وانك تمتلك خلفية متراكمة من عدة قرون تاسست على سوء نيتك وعدم ثقتي بك لانك بنيت الدولة تلو الاخرى على جماجم ابائي واجدادي واسست الانظمة المتعاقبة على قاعدة اضطهادي واعتباري مواطنا من الدرجة العاشرة في افضل الاحوال ان لم تنظر الى استقدامي من الهند مع الجاموس !!
وان كانت هناك فرصة للطعن بالنوايا وزرع عدم الثقة فاني اولى بك منها ياهذا سواء نظرت الى دولتك العلمانية او الدينية وحتى في زمن دولة العراق البرلماني الديمقراطي الجديد منذ 2003 وحتى اليوم بدءا بابي مصعب الزرقاوي ومرورا بعدنان الدليمي وحارث الضاري وليس انتهاء بصالح المطلك وظافر العاني وطارق المشهداني !!
لايغرنك جلد الافعى الناعم الاملس ولاهدوئها وسكونها فان انيابها تقودك بلا شك الى ......المقابر الجماعية !
لقد جعلتني اعيد التفكير مرارا وتكرارا بتقييمي للاخرين وفرضت علي ان اتقدم بالاعتذار الى نفسي لاني جعلتها تحترمك يوما !
لاادري ماالذي ذكرني بعد ان ختمت كتابة المقال بحادثة سمعت انها وقعت في الناصرية ابان الحقبة البعثية وكما اذكر فقد قيل انها حدثت في شركة اور حيث كان يعشعش بعض غربان البعض حيث تشاجر احدهم مع زميل له في العمل يبدو انه كان قد امتلاء غيضا منه فما كان الا ان خلع حذائه واخذ يضرب به راس هذا (الرفيق) بعد ان طرحه ارضا وجلس على ظهره!
البعثي.. وكعادته لايجيد الا كتابة التقارير فما كان من صاحبنا الا ان ينظم تقريره بحق زميله ولكي ياخذ التقرير مفعوله كتب فيه مفسرا لنواياه (وقام بضربي على راسي بالحذاء رغم انه يعلم ان راسي يحمل افكار السيد الرئيس ومبادىء الحزب)!!
ويبدو اننا بحاجة اليوم ان نخلع احذيتنا لنضرب بها رؤوس البعض لانها لازالت تحمل (افكار السيد الرئيس...ومبادى الحزب)...الذي لايعرف للمبادىء معنى !!
هشام حيدر
الناصرية