Nakheel_Aliraq
28-05-2007, 04:17 PM
بحث متقدم -----
88888888888888888888888888888888888888888888888888 888888
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)(1).
يتركّز الحديث حول الواجبات والمسؤوليات التي يمكن للمرأة أن تضطلع بها في كل وقت، سواء من ناحية الظروف التي تحيط بواقعنا الراهن، أو ناحية النصوص القرآنية وتلك التي وردت في السنّة النبوية المطهرة، والتي يكاد يجمع على مضمونها المسلمون جميعاً مع قطع النظر عن تفاصيل تلك المضامين في هذا النص أو ذاك.
في مجمل النصوص الواردة في موضوعنا هذا، نرى أن الإسلام أكد كثيراً على شخصية فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ ودورها الكبير في الحياة الإسلامية، فمن خلال آية التطهير مثلت الزهراء ـ عليها السلام ـ المحور في هذه الآية الكريمة، فهي ابنة رسول الله ـ ـ وزوجة الامام علي امير المؤمنين ،
وأم الحسنين عليهما السلام، وهؤلاء الخمسة هم الذين نزلت فيهم آية التطهير هذه، وأكدها رسول الله ـ ـ لأمته في تلاوته ـ ـ لها مرات عديدة على مسامع صحابته، حين كان يطرق باب فاطمة الزهراءـ عليها السلام ـ في رواحه ومجيئه من المسجد أو في ذهابه وإيابه من السفر، أو في المناسبات المختلفة، كان يطرق ـ ـ الباب على فاطمة الزهراء وهو يتلو ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً).
هذا هو نوع من انواع التأكيد على شخصية الزهراءـ عليها السلام ـ المباركة، وكان الحال في آية المودة وآية القربى، وسورة الدهر، وآية المباهلة، وغيرها من الآيات التي تتحدث عن اهل بيت النبي ، نجد فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ هي المحور لكل هذه المضامين، فعندما نتحدث عن المودة في قربى النبي ـ ـ نجد أن الزهراء ـ عليها السلام ـ هي أقرب الناس إليه ، وهكذا في جميع المناسبات.
وتأتي الاحاديث الشريفة الواردة عن النبي الاكرم ، والتي رواها واثبتها الفريقان من الشيعة والسنة، تؤكد ذلك بحيث لا يضاهيه تأكيد ورد عن الرسول ، إلاّ ما ورد عنه ـ ـ في التأكيد على منزلة ودور بعلها علي ، ومكانة ابنيها الحسن والحسين عليهما السلام.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الاحزاب: 33.
فنجد رسول الله ـ ـ يقول: (( إن الله ليغضب لغضب الزهراء ويرضى لرضى الزهراء))، و ((الزهراء سيدة نساء العالمين))، (( فاطمة منّي يرضيني ما أرضاها ويغضبني ما أغضبها))، إلى غير ذلك مما جاء عن رسول الله ـ ـ في مقام التأكيد على هذه الشخصية.
تأکید الرسول صلی الله علیه و آله و سلم علی شخصية الزهراء
هذا الأمر في الحقيقة يثير سؤالاً كبيراً هو
: لماذا قام رسول الله ـ ـ بهذا القدر الكبير من التأكيد على شخصية الزهراء عليها السلام؟.
قد يفهم الإنسان منذ البداية سبب التأكيد الوارد من رسول الله ـ ـ على شخصية الإمام علي ; باعتبار أن علياً ـ ـ أُريد له أن يكون إماماً للمسلمين، وأن يأخذ هذا الموقع المتميّز بين المسلمين في هذه الرسالة الخاتمة رسالة الإسلام، التي امتازت بوجود منصب الإمامة فيها.
وكذلك يفهم تركيز وتأكيد الرسول الأكرم ـ ـ بخصوص الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، باعتبارهما يمثلان امتداد هذه الإمامة، وباعتبار الدور العظيم الذي يمكن أن يقوم به هذا الإمامان في مستقبل الإسلام، كما قام فعلاً بهذا الدور الإمام الحسن ـ ـ والإمام الحسين ، وهو من الأدوار المتميزة في حركة التاريخ الإسلامي.
لكن قد يبدو هذا الأمر غريباً بالنسبة إلى التأكيد بخصوص الزهراء عليها السلام، فهل هذه القصة هي مجرد تعبير عاطفي أصيل؟ أم كان وراء هذا التأكيد أهداف أُخرى مهمة وصالحة؟.
السؤال السابق طرحته لنتبين الدور المتميز الذي يراه الإسلام للمرأة في الحياة الإنسانية والمجتمع الصالح، واراد النبي ـ ـ ومن قبله القرآن الكريم، في نصوصه الشريفة من التي أكدت على شخصية الزهراء عليها السلام، أن يجلي ويوضح هذا الدور في حياة المسلمين والانسانية بصورة عامة;
لأن المرأة قبل الإسلام وفي كل الحضارات السابقة للاسلام، لم يكن لها مثل هذا الدور المتميز الذي رسمه الإسلام لها، سواء في الحضارات الوضعية المادية، كالحضارة الرومانية أو الحضارة الفارسية أو اليونانية، وغيرها من الحضارات التي شهدها التاريخ البشري، أو فيما وصلنا من الرسالات الإلهية الاخرى ايضاً، التي لا يبدو فيها هذا الدور للمرأة بهذه الصورة وهذا الوضوح.
القرآن الكريم مثلاً يتحدث عن دور متميز لنساء مهمات في التاريخ الانساني، من قبيل دور امرأة فرعون آسية بنت مزاحم، ودور السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، التي تحدث عنها القرآن الكريم بحديث الاصطفاء والتطهير والموقع الخاص، ولكن يبقى هذا الحديث فيما عرضه القرآن حديثاً يرتبط بالسلوك الشخصي لمريم عليها السلام، وتكاملاتها المعنوية الروحية، وكذلك في السلوك الشخصي والموقف الرسالي ذي الطابع الشخصي لآسية امرأة فرعون.
أما الزهراءـ عليها السلام ـ فإن لوجودها ودورها ـ من خلال نظرة الإسلام وتأكيداته ـ أبعاداً اوسع بكثير من هذا البعد، الذي يمكن أن نراه في شخصية السيدة مريم عليها السلام، من خلال ما تحدث عنها القرآن الكريم، أو نراه في شخصية آسية من خلال ما تحدث عنها القرآن كذلك.
فالزهراءـ عليها السلام ـ حينما يصفها النبي ـ ـ بأنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، على ما ورد عنه ، يراد من ذلك اعطاء وتقديم الأبعاد المتعددة في هذه الشخصية، ومن ثم اعطاء هذه الادوار المتعددة في شخصية المرأة وحركتها في المجتمع والتاريخ، لأن الزهراء هي المثال الصالح لذلك.
وبصورة مختصرة أشير إلى مجموعة من هذه الادوار وعناوينها الرئيسية في شخصية الزهراء عليها السلام، وأترك المجال للتفكير في المقارنة واستنباط الآفاق والتفاصيل، ليُكتشف في هذه الابعاد خصوصية الزهراء عليها السلام، التي لا يمكن أن توجد في النساء التي سبقن الزهراء عليها السلام، ومن ثم معرفة سر كل هذا التأكيد الواسع من قبل رسول الله، وقبله تأكيد القرآن الكريم، على شخصية الزهراء عليها السلام; وذلك لرسم معالم الادوار التي يمكن أن تضطلع بها المرأة في الحياة الانسانية وفي المجتمع الصالح، من خلال تقديم هذا المثل الصالح، وهذه القدوة والأسوة الطاهرة، وهذا النموذج الراقي والكامل للمرأة وأدوارها في المجتمع.
يتبع
88888888888888888888888888888888888888888888888888 888888
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)(1).
يتركّز الحديث حول الواجبات والمسؤوليات التي يمكن للمرأة أن تضطلع بها في كل وقت، سواء من ناحية الظروف التي تحيط بواقعنا الراهن، أو ناحية النصوص القرآنية وتلك التي وردت في السنّة النبوية المطهرة، والتي يكاد يجمع على مضمونها المسلمون جميعاً مع قطع النظر عن تفاصيل تلك المضامين في هذا النص أو ذاك.
في مجمل النصوص الواردة في موضوعنا هذا، نرى أن الإسلام أكد كثيراً على شخصية فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ ودورها الكبير في الحياة الإسلامية، فمن خلال آية التطهير مثلت الزهراء ـ عليها السلام ـ المحور في هذه الآية الكريمة، فهي ابنة رسول الله ـ ـ وزوجة الامام علي امير المؤمنين ،
وأم الحسنين عليهما السلام، وهؤلاء الخمسة هم الذين نزلت فيهم آية التطهير هذه، وأكدها رسول الله ـ ـ لأمته في تلاوته ـ ـ لها مرات عديدة على مسامع صحابته، حين كان يطرق باب فاطمة الزهراءـ عليها السلام ـ في رواحه ومجيئه من المسجد أو في ذهابه وإيابه من السفر، أو في المناسبات المختلفة، كان يطرق ـ ـ الباب على فاطمة الزهراء وهو يتلو ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً).
هذا هو نوع من انواع التأكيد على شخصية الزهراءـ عليها السلام ـ المباركة، وكان الحال في آية المودة وآية القربى، وسورة الدهر، وآية المباهلة، وغيرها من الآيات التي تتحدث عن اهل بيت النبي ، نجد فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ هي المحور لكل هذه المضامين، فعندما نتحدث عن المودة في قربى النبي ـ ـ نجد أن الزهراء ـ عليها السلام ـ هي أقرب الناس إليه ، وهكذا في جميع المناسبات.
وتأتي الاحاديث الشريفة الواردة عن النبي الاكرم ، والتي رواها واثبتها الفريقان من الشيعة والسنة، تؤكد ذلك بحيث لا يضاهيه تأكيد ورد عن الرسول ، إلاّ ما ورد عنه ـ ـ في التأكيد على منزلة ودور بعلها علي ، ومكانة ابنيها الحسن والحسين عليهما السلام.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الاحزاب: 33.
فنجد رسول الله ـ ـ يقول: (( إن الله ليغضب لغضب الزهراء ويرضى لرضى الزهراء))، و ((الزهراء سيدة نساء العالمين))، (( فاطمة منّي يرضيني ما أرضاها ويغضبني ما أغضبها))، إلى غير ذلك مما جاء عن رسول الله ـ ـ في مقام التأكيد على هذه الشخصية.
تأکید الرسول صلی الله علیه و آله و سلم علی شخصية الزهراء
هذا الأمر في الحقيقة يثير سؤالاً كبيراً هو
: لماذا قام رسول الله ـ ـ بهذا القدر الكبير من التأكيد على شخصية الزهراء عليها السلام؟.
قد يفهم الإنسان منذ البداية سبب التأكيد الوارد من رسول الله ـ ـ على شخصية الإمام علي ; باعتبار أن علياً ـ ـ أُريد له أن يكون إماماً للمسلمين، وأن يأخذ هذا الموقع المتميّز بين المسلمين في هذه الرسالة الخاتمة رسالة الإسلام، التي امتازت بوجود منصب الإمامة فيها.
وكذلك يفهم تركيز وتأكيد الرسول الأكرم ـ ـ بخصوص الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، باعتبارهما يمثلان امتداد هذه الإمامة، وباعتبار الدور العظيم الذي يمكن أن يقوم به هذا الإمامان في مستقبل الإسلام، كما قام فعلاً بهذا الدور الإمام الحسن ـ ـ والإمام الحسين ، وهو من الأدوار المتميزة في حركة التاريخ الإسلامي.
لكن قد يبدو هذا الأمر غريباً بالنسبة إلى التأكيد بخصوص الزهراء عليها السلام، فهل هذه القصة هي مجرد تعبير عاطفي أصيل؟ أم كان وراء هذا التأكيد أهداف أُخرى مهمة وصالحة؟.
السؤال السابق طرحته لنتبين الدور المتميز الذي يراه الإسلام للمرأة في الحياة الإنسانية والمجتمع الصالح، واراد النبي ـ ـ ومن قبله القرآن الكريم، في نصوصه الشريفة من التي أكدت على شخصية الزهراء عليها السلام، أن يجلي ويوضح هذا الدور في حياة المسلمين والانسانية بصورة عامة;
لأن المرأة قبل الإسلام وفي كل الحضارات السابقة للاسلام، لم يكن لها مثل هذا الدور المتميز الذي رسمه الإسلام لها، سواء في الحضارات الوضعية المادية، كالحضارة الرومانية أو الحضارة الفارسية أو اليونانية، وغيرها من الحضارات التي شهدها التاريخ البشري، أو فيما وصلنا من الرسالات الإلهية الاخرى ايضاً، التي لا يبدو فيها هذا الدور للمرأة بهذه الصورة وهذا الوضوح.
القرآن الكريم مثلاً يتحدث عن دور متميز لنساء مهمات في التاريخ الانساني، من قبيل دور امرأة فرعون آسية بنت مزاحم، ودور السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، التي تحدث عنها القرآن الكريم بحديث الاصطفاء والتطهير والموقع الخاص، ولكن يبقى هذا الحديث فيما عرضه القرآن حديثاً يرتبط بالسلوك الشخصي لمريم عليها السلام، وتكاملاتها المعنوية الروحية، وكذلك في السلوك الشخصي والموقف الرسالي ذي الطابع الشخصي لآسية امرأة فرعون.
أما الزهراءـ عليها السلام ـ فإن لوجودها ودورها ـ من خلال نظرة الإسلام وتأكيداته ـ أبعاداً اوسع بكثير من هذا البعد، الذي يمكن أن نراه في شخصية السيدة مريم عليها السلام، من خلال ما تحدث عنها القرآن الكريم، أو نراه في شخصية آسية من خلال ما تحدث عنها القرآن كذلك.
فالزهراءـ عليها السلام ـ حينما يصفها النبي ـ ـ بأنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، على ما ورد عنه ، يراد من ذلك اعطاء وتقديم الأبعاد المتعددة في هذه الشخصية، ومن ثم اعطاء هذه الادوار المتعددة في شخصية المرأة وحركتها في المجتمع والتاريخ، لأن الزهراء هي المثال الصالح لذلك.
وبصورة مختصرة أشير إلى مجموعة من هذه الادوار وعناوينها الرئيسية في شخصية الزهراء عليها السلام، وأترك المجال للتفكير في المقارنة واستنباط الآفاق والتفاصيل، ليُكتشف في هذه الابعاد خصوصية الزهراء عليها السلام، التي لا يمكن أن توجد في النساء التي سبقن الزهراء عليها السلام، ومن ثم معرفة سر كل هذا التأكيد الواسع من قبل رسول الله، وقبله تأكيد القرآن الكريم، على شخصية الزهراء عليها السلام; وذلك لرسم معالم الادوار التي يمكن أن تضطلع بها المرأة في الحياة الانسانية وفي المجتمع الصالح، من خلال تقديم هذا المثل الصالح، وهذه القدوة والأسوة الطاهرة، وهذا النموذج الراقي والكامل للمرأة وأدوارها في المجتمع.
يتبع