باقر علم النبيين
28-05-2007, 04:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدّقا ً لما بين يديه إنّ الله بعباده لخبير ٌ بصير* ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابق ٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفوز الكبير* جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلــّـون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)). ســـورة فــاطر آية31 > 33
فإيراث العلم تركه عند الغير ليقوم بأمره بعده. كما أنّ الكتاب هنا جاء بمعنى المعارف القرآنية. أما الإصطفاء فهو مأخوذ ٌ من صفوة الشيء أي خلوّه من الشوائب فالمصطفون هم المعصومون الذين لا مكان في وجودهم لذنبٍ ولا لمعصيةٍ ولا لإثمٍ إلاّ أنّ كلمة المصطفين جاءت بصيغة مفعول ٍ في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الله هو الذي عصمهم واختارهم واستخلصهم لنفسه. ولكنّ الآية القرآنية بعد أن ذكرتْ أنّ هناك مصطفون بعد رسول الله , استدركتْ لتوضّح بأنّ الإصطفاء هنا جاء من باب التعبير عن الجزء بالكل أي أنها عبّرتْ عن الذرية التي ينحدر منها المصطفون بأنها ذرية ٌ مصطفاة ٌ بالرغم من وجود الظالمين لأنفسهم والمقتصدين فيها وهذا الأسلوب شائعٌ في القرآن الكريم كما في قوله تعالى(( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين)) سورة البقرة آية 47 وقد أشار القرآن إلى نوع هذا التفضيل في قوله تعالى(( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ً وآتاكم ما لم يُؤتِ أحدا ً من العالمين)) سورة المائدة آية 20 فالتفضيل هنا للأنبياء من بني إسرائيل على غيرهم من العالمين لا أنّ كلّ فردٍ من بني إسرائيل مفضّلٌ على غيره من العالمين كما أنّ بني إسرائيل لم يكونوا جميعا ً ملوكا ً وإنما البعض منهم فالآيات هنا وكما قلنا قد عبّرتْ عن الجزء بالكل. كما أنّ هذه الأصناف الثلاثة هي نفسها التي وردتْ في قوله تعالى(( وكنتم أزواجا ً ثلاثة* فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة* وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون* أولئك المقربون)). ومن هذا البيان تبطل شبهة أنّ قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) نازلة ٌ في الأمة الإسلامية جميعا ً إذ كيف يكون ذلك والآية تتحدّث عن وجود صنف الظالمين لأنفسهم وهم أصحاب المشئمة الذين يكون مصيرهم النار بينما الآية القرآنية التي بعدها تتحدّث بأنّ هؤلاء المصطفين الذين أورثوا الكتاب جميعهم في الجنة وذلك في قوله تعالى(( جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلـــّون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)) هذا بالإضافة إلى أنّ معنى الإصطفاء لا ينسجم مع صنف الظالمين لأنفسهم وصنف المقتصدين الذين خلطوا عملا ً صالحا ً وآخر سيّئا ً. إذا ًومما سبق يتحصّل لدينا أنّ المصطفين الذين أورثوا الكتاب بعد رسول الله(ص) هم السابقون بالخيرات بإذن الله دون غيرهم . وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة:
1ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( ولد فاطمة(ع) والسابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام)). الكافي ج1 ص215
2ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هي لنا خاصة ً...)). وسائل الشيعة ج27 ص200
3ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة)) إلى أن قال(( فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم)). وسائل الشيعة ج27 ص72
4ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي وفاطمة(ع))). مستدرك الوسائل ج17 ص332
5ـ عن الصادق(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هم آل محمد والسابق بالخيرات هو الإمام)). بحار الأنوار ج23 ص217
قال تعالى(( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدّقا ً لما بين يديه إنّ الله بعباده لخبير ٌ بصير* ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابق ٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفوز الكبير* جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلــّـون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)). ســـورة فــاطر آية31 > 33
فإيراث العلم تركه عند الغير ليقوم بأمره بعده. كما أنّ الكتاب هنا جاء بمعنى المعارف القرآنية. أما الإصطفاء فهو مأخوذ ٌ من صفوة الشيء أي خلوّه من الشوائب فالمصطفون هم المعصومون الذين لا مكان في وجودهم لذنبٍ ولا لمعصيةٍ ولا لإثمٍ إلاّ أنّ كلمة المصطفين جاءت بصيغة مفعول ٍ في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الله هو الذي عصمهم واختارهم واستخلصهم لنفسه. ولكنّ الآية القرآنية بعد أن ذكرتْ أنّ هناك مصطفون بعد رسول الله , استدركتْ لتوضّح بأنّ الإصطفاء هنا جاء من باب التعبير عن الجزء بالكل أي أنها عبّرتْ عن الذرية التي ينحدر منها المصطفون بأنها ذرية ٌ مصطفاة ٌ بالرغم من وجود الظالمين لأنفسهم والمقتصدين فيها وهذا الأسلوب شائعٌ في القرآن الكريم كما في قوله تعالى(( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين)) سورة البقرة آية 47 وقد أشار القرآن إلى نوع هذا التفضيل في قوله تعالى(( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ً وآتاكم ما لم يُؤتِ أحدا ً من العالمين)) سورة المائدة آية 20 فالتفضيل هنا للأنبياء من بني إسرائيل على غيرهم من العالمين لا أنّ كلّ فردٍ من بني إسرائيل مفضّلٌ على غيره من العالمين كما أنّ بني إسرائيل لم يكونوا جميعا ً ملوكا ً وإنما البعض منهم فالآيات هنا وكما قلنا قد عبّرتْ عن الجزء بالكل. كما أنّ هذه الأصناف الثلاثة هي نفسها التي وردتْ في قوله تعالى(( وكنتم أزواجا ً ثلاثة* فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة* وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون* أولئك المقربون)). ومن هذا البيان تبطل شبهة أنّ قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) نازلة ٌ في الأمة الإسلامية جميعا ً إذ كيف يكون ذلك والآية تتحدّث عن وجود صنف الظالمين لأنفسهم وهم أصحاب المشئمة الذين يكون مصيرهم النار بينما الآية القرآنية التي بعدها تتحدّث بأنّ هؤلاء المصطفين الذين أورثوا الكتاب جميعهم في الجنة وذلك في قوله تعالى(( جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلـــّون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)) هذا بالإضافة إلى أنّ معنى الإصطفاء لا ينسجم مع صنف الظالمين لأنفسهم وصنف المقتصدين الذين خلطوا عملا ً صالحا ً وآخر سيّئا ً. إذا ًومما سبق يتحصّل لدينا أنّ المصطفين الذين أورثوا الكتاب بعد رسول الله(ص) هم السابقون بالخيرات بإذن الله دون غيرهم . وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة:
1ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( ولد فاطمة(ع) والسابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام)). الكافي ج1 ص215
2ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هي لنا خاصة ً...)). وسائل الشيعة ج27 ص200
3ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة)) إلى أن قال(( فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم)). وسائل الشيعة ج27 ص72
4ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي وفاطمة(ع))). مستدرك الوسائل ج17 ص332
5ـ عن الصادق(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هم آل محمد والسابق بالخيرات هو الإمام)). بحار الأنوار ج23 ص217