Nakheel_Aliraq
28-05-2007, 05:08 PM
الصديقة الطاهرة (عليها السلام) والشبح النوري
هل يجوز الاعتقاد بأنّ الصدّيقة الطاهرة السيّدة الزهراء (عليها السلام) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، في مجالس متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟
بسمه تعالى; الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعدّدة في زمان واحد لا مانع منه، فإنّ صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، واللّه العالم.
أنوار فاطمة (عليها السلام) قبل خلق الوجود
شكّك بعض المؤلّفين في هذه المقالة: إنّ أهل البيت بضمنهم فاطمة (عليها السلام)خُلقوا أنواراً قبل خلق الوجود، وذكر أنّ الروايات في هذا الباب ضعيفة السند، فما رأيكم في هذه المسألة؟ وهل هي من الأمور المجمع عليها من الشيعة أو من الأمور المشهورة الثابتة بنصوص معتبرة؟
بسمه تعالى; قد ورد في الأخبار الكثيرة أنّ اللّه خلق نور فاطمة (عليها السلام) من نوره قبل خلق آدم،يحتمل الكذب والوضع في جميعها، كما ورد في معاني الأخبار بسند معتبر عن سدير عن الإمام الصادق (عليه السلام)(15) صحّة مثل هذه الأمور، والاعتقاد بذلك ـ وإن لم يكن واجباً ولم يكن من ضروريات المذهب ـ من كمال الاعتقاد، فمن اكتسبه من مصادره باليقين والاطمئنان فقد فاز به.
شبح الزهراء (عليها السلام) النوري قبل خلق آدم (عليه السلام)
شكّك أحدهم في الروايات الواردة في أنّ نور فاطمة (عليها السلام) قد خُلق قبل أن يخلق اللّه الأرض والسماء، ما رأيكم بذلك؟ علماً بأنّ التشدّد السندي لا يخرج بعض الروايات من دائرة الاعتبار، كما نرى ذلك في رواية سدير الصيرفي التي يذكرها الشيخ الصدوق في معاني الأخبار (ص 396 باب نوادر المعاني، ح 35).
بسمه تعالى; ورد في بعض النصوص ومنها معتبر أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله المعصومين ومنهم الزهراء (عليها السلام)كانوا موجودين بأشباحهم النورية قبل خلق آدم (عليه السلام) ، وخلقتهم المادّية متأخّرة عن خلق آدم كما هو واضح، واللّه العالم.
خلق فاطمة (عليها السلام)
ما رأيكم فيمن يقول عن الزهراء (عليها السلام) وطبيعة ذاتها الشريفة، وكذا عن السيدة زينب وخديجة الكبرى ومريم وامرأة فرعون، ما نصّه: «وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء، فإنّنا لا نجد هناك خصوصيّة إلاّ الظروف الطبيعية التي كفلت لهنّ إمكانات النموّ الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النموّ الذاتي . . . ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميّزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادية; لأنّ ذلك لا يخضع لأيّ إثبات قطعي . . .»!!
بسمه تعالى; هذا القول باطل من أساسه، فإنّ خلقة الزهراء (عليها السلام) كخلقة الأئمة (عليهم السلام) قد تمّت بلطف خاص من اللّه سبحانه وتعالى، لعلمه بأنّهم يعبدون اللّه مخلصين له الطاعة، ولا غرابة في اختصاص خلقة الأولياء بخصوصيات تتميّز عن سائر الخلق كما يشهد به القرآن الكريم في حقّ عيسى بن مريم (عليه السلام)، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المشتملة على الصحيح ما يدلّ على امتياز الزهراء (عليها السلام) نحو ما ورد عند العامّة والخاصّة من تكوُّن نطفتها من ثمر الجنّة، وما ورد في تحديثها لأمّها خديجة وهي جنين في بطنها، وما ورد من نزول الملائكة عليها كما في صحيح أبي عبيدة عن الصادق (عليه السلام) أنّ فاطمة مكثت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً، وقد دخل عليها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزائها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه وما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك.
وما جرى عليها من الظلم أمر متواتر إجمالاً بلا حاجة للاستدلال عليه كما يشهد له خفاء قبرها إلى الآن ودفنها ليلاً! وما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها، وإنكار ظلامتها، فهو مشمول الحكم بكتب الضلال.
مرتبة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
أين تقع رتبة الزهراء بين سائر الأئمة؟
روي أن الإمام العسكري قال في الزهراء (هي حجة علينا)، ما المراد بالحجة؟
هل الحديث الدال على أن الزهراء كُفء عليّ يدل على اتحاد الرتبة؟
هل حديث «روحي التي . . .» يدل على اتحاد رتبة الزهراء (عليها السلام) مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
ورد في زيارة الباقر (عليه السلام) : «يا ممتحنة امتحنك اللّه الذي خلقك قبل أن يخلقك»، ما المراد بذلك؟
بسمه تعالى; مما روى عن الإمام العسكري (عليه السلام) كان عند الأئمة مصحف فاطمة (عليها السلام) وهو حجة على الأئمة في بعض أمورهم; لأن فيه علم ما كان وما يكون، كما في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام)«وعندنا مصحف فاطمة . . .»، وأما كمالات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وأميرالمؤمنين (عليه السلام) والزهراء (عليها السلام) كل في رتبة مقام نفسه تامة، إلاّ أن رتبة أحدهم بالإضافة إلى الآخر مختلفة، فرتبة النبوة متقدمة على رتبة الوصاية، ورتبة الوصاية متقدمة على رتبة الكفاءة المذكورة في الحديث الوارد في حقها، فكما لا يعني قوله تعالى في آية المباهلة (وأنفسنا وأنفسكم)، ثبوت النبوة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) كذلك لا يعني الحديث المذكور في حق الزهراء (عليها السلام) وانها كُفء لعلي (عليه السلام) وان علياً (عليه السلام) كُفء لها (عليها السلام) لا يدل على أن لها (عليها السلام) رتبة الوصاية، وكذا ما ورد في حقها من قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحق الزهراء (عليها السلام) وانها روحه التي بين جنبيه لا يدل على أن لها (عليها السلام) رتبة النبوة. وأما الامتحان المذكور في زيارة الزهراء (عليها السلام)فالمراد به علم اللّه بما يجري عليها وصبرها على جميع الابتلاءات السابقة على وجودها المادي الخارجي ممّا أوجب إعطاءها المقام الخاص بها كما هو جار في سائر الأئمة (عليهم السلام) ، ويدل على ذلك جملة من الأدلة منها ما ورد في حقهم في دعاء الندبة المعروف المشهور، واللّه العالم.
الزهراء (عليها السلام) وأحزانها
ذكر بعض المؤلّفين: أنّ بعض الحديث عن أحزان الزهراء (عليها السلام) غير دقيق، أتصوّر أنّ الزهراء (عليها السلام)لا شغل لها في الليل والنهار إلاّ البكاء، ولا أتصوّر أنّ الزهراء (عليها السلام) تبكي حتّى ينزعج أهل المدينة من بكائها، مع فهمها لقضاء اللّه وقدره، وأنّ الصبر من القيم الإسلامية المطلوبة حتّى لو كان الفقيد في مستوى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم).
فهل كثرة بكاء الزهراء (عليها السلام) وزين العابدين (عليه السلام) أمر ثابت عند الشيعة أو لا؟
وهل كان بكاؤهما عاطفياً محضاً أو كان وظيفة يمارسها المعصوم لهدف من الأهداف؟ وعلى فرض كونه عاطفيّاً فهل يتنافي مع التسليم لقضاء اللّه وقدره، خصوصاً مع كون الفقيد هو المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
بسمه تعالى; ليس المراد ببكاء الزهراء (عليها السلام) ليلاً ونهاراً استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر، كما أنّ البكاء اظهاراً للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء اللّه وقدره، والصبر عند المصيبة، فقد بكى النّبي يعقوب (عليه السلام) على فراق ولده يوسف حتى ابيضّت عيناه من الحزن، كما ذكر في القرآن، مع كونه نبيّاً معصوماً.
وبكاء الزهراء (عليها السلام) على أبيها كما كان أمراً وجدانياً لفراق أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)فقد كان اظهاراً لمظلوميتها ومظلوميّة بعلها (عليه السلام) وتنبيها على غصب حقّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الخلافة، وحزناً على المسلمين من انقلاب جملة منهم على اعقابهم، كما ذكرته الآية المباركة (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)بحيث ذهبت أتعاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تربية بعض المسلمين سدى.
كما أنّ البكاء على الحسين (عليه السلام) من شعائر اللّه، لأنّه إظهار للحق الذي من أجله ضحّى الحسين (عليه السلام)بنفسه، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أميّة، ولذلك بكى زين العابدين (عليه السلام) على أبيه مدّة طويلة، إظهاراً لمظلومية الحسين (عليه السلام) وانتصاراً لأهدافه. ولا يخفى أنّ بكاء الزهراء وزين العابدين (عليهما السلام) فترة طويلة من المسلّمات عند الشيعة الاماميّة.
الزهراء (عليها السلام) وضلعها المكسور
لقد ناقشني أحد الأخوة حول مظلومية الزهراء (عليها السلام) وكسر ضلعها فقال: إن كسر الضلع لم يثبت عن طريق الأئمة (عليهم السلام)، ما هو رأيكم؟
بسمه تعالى; مظلومية الزهراء (عليها السلام) من المسلمات ولا يحتاج ثبوتها إلى أزيد من أنها أوصت بدفنها ليلاً لئلاّ يحضر جنازتها من ظلمها وأخفي قبرها، واللّه العالم.
نعود اليكم لاحقا بالحلقه الثانيه ان شاء الله
هل يجوز الاعتقاد بأنّ الصدّيقة الطاهرة السيّدة الزهراء (عليها السلام) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، في مجالس متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟
بسمه تعالى; الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعدّدة في زمان واحد لا مانع منه، فإنّ صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، واللّه العالم.
أنوار فاطمة (عليها السلام) قبل خلق الوجود
شكّك بعض المؤلّفين في هذه المقالة: إنّ أهل البيت بضمنهم فاطمة (عليها السلام)خُلقوا أنواراً قبل خلق الوجود، وذكر أنّ الروايات في هذا الباب ضعيفة السند، فما رأيكم في هذه المسألة؟ وهل هي من الأمور المجمع عليها من الشيعة أو من الأمور المشهورة الثابتة بنصوص معتبرة؟
بسمه تعالى; قد ورد في الأخبار الكثيرة أنّ اللّه خلق نور فاطمة (عليها السلام) من نوره قبل خلق آدم،يحتمل الكذب والوضع في جميعها، كما ورد في معاني الأخبار بسند معتبر عن سدير عن الإمام الصادق (عليه السلام)(15) صحّة مثل هذه الأمور، والاعتقاد بذلك ـ وإن لم يكن واجباً ولم يكن من ضروريات المذهب ـ من كمال الاعتقاد، فمن اكتسبه من مصادره باليقين والاطمئنان فقد فاز به.
شبح الزهراء (عليها السلام) النوري قبل خلق آدم (عليه السلام)
شكّك أحدهم في الروايات الواردة في أنّ نور فاطمة (عليها السلام) قد خُلق قبل أن يخلق اللّه الأرض والسماء، ما رأيكم بذلك؟ علماً بأنّ التشدّد السندي لا يخرج بعض الروايات من دائرة الاعتبار، كما نرى ذلك في رواية سدير الصيرفي التي يذكرها الشيخ الصدوق في معاني الأخبار (ص 396 باب نوادر المعاني، ح 35).
بسمه تعالى; ورد في بعض النصوص ومنها معتبر أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله المعصومين ومنهم الزهراء (عليها السلام)كانوا موجودين بأشباحهم النورية قبل خلق آدم (عليه السلام) ، وخلقتهم المادّية متأخّرة عن خلق آدم كما هو واضح، واللّه العالم.
خلق فاطمة (عليها السلام)
ما رأيكم فيمن يقول عن الزهراء (عليها السلام) وطبيعة ذاتها الشريفة، وكذا عن السيدة زينب وخديجة الكبرى ومريم وامرأة فرعون، ما نصّه: «وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء، فإنّنا لا نجد هناك خصوصيّة إلاّ الظروف الطبيعية التي كفلت لهنّ إمكانات النموّ الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النموّ الذاتي . . . ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميّزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادية; لأنّ ذلك لا يخضع لأيّ إثبات قطعي . . .»!!
بسمه تعالى; هذا القول باطل من أساسه، فإنّ خلقة الزهراء (عليها السلام) كخلقة الأئمة (عليهم السلام) قد تمّت بلطف خاص من اللّه سبحانه وتعالى، لعلمه بأنّهم يعبدون اللّه مخلصين له الطاعة، ولا غرابة في اختصاص خلقة الأولياء بخصوصيات تتميّز عن سائر الخلق كما يشهد به القرآن الكريم في حقّ عيسى بن مريم (عليه السلام)، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المشتملة على الصحيح ما يدلّ على امتياز الزهراء (عليها السلام) نحو ما ورد عند العامّة والخاصّة من تكوُّن نطفتها من ثمر الجنّة، وما ورد في تحديثها لأمّها خديجة وهي جنين في بطنها، وما ورد من نزول الملائكة عليها كما في صحيح أبي عبيدة عن الصادق (عليه السلام) أنّ فاطمة مكثت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً، وقد دخل عليها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزائها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه وما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك.
وما جرى عليها من الظلم أمر متواتر إجمالاً بلا حاجة للاستدلال عليه كما يشهد له خفاء قبرها إلى الآن ودفنها ليلاً! وما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها، وإنكار ظلامتها، فهو مشمول الحكم بكتب الضلال.
مرتبة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
أين تقع رتبة الزهراء بين سائر الأئمة؟
روي أن الإمام العسكري قال في الزهراء (هي حجة علينا)، ما المراد بالحجة؟
هل الحديث الدال على أن الزهراء كُفء عليّ يدل على اتحاد الرتبة؟
هل حديث «روحي التي . . .» يدل على اتحاد رتبة الزهراء (عليها السلام) مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
ورد في زيارة الباقر (عليه السلام) : «يا ممتحنة امتحنك اللّه الذي خلقك قبل أن يخلقك»، ما المراد بذلك؟
بسمه تعالى; مما روى عن الإمام العسكري (عليه السلام) كان عند الأئمة مصحف فاطمة (عليها السلام) وهو حجة على الأئمة في بعض أمورهم; لأن فيه علم ما كان وما يكون، كما في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام)«وعندنا مصحف فاطمة . . .»، وأما كمالات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وأميرالمؤمنين (عليه السلام) والزهراء (عليها السلام) كل في رتبة مقام نفسه تامة، إلاّ أن رتبة أحدهم بالإضافة إلى الآخر مختلفة، فرتبة النبوة متقدمة على رتبة الوصاية، ورتبة الوصاية متقدمة على رتبة الكفاءة المذكورة في الحديث الوارد في حقها، فكما لا يعني قوله تعالى في آية المباهلة (وأنفسنا وأنفسكم)، ثبوت النبوة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) كذلك لا يعني الحديث المذكور في حق الزهراء (عليها السلام) وانها كُفء لعلي (عليه السلام) وان علياً (عليه السلام) كُفء لها (عليها السلام) لا يدل على أن لها (عليها السلام) رتبة الوصاية، وكذا ما ورد في حقها من قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحق الزهراء (عليها السلام) وانها روحه التي بين جنبيه لا يدل على أن لها (عليها السلام) رتبة النبوة. وأما الامتحان المذكور في زيارة الزهراء (عليها السلام)فالمراد به علم اللّه بما يجري عليها وصبرها على جميع الابتلاءات السابقة على وجودها المادي الخارجي ممّا أوجب إعطاءها المقام الخاص بها كما هو جار في سائر الأئمة (عليهم السلام) ، ويدل على ذلك جملة من الأدلة منها ما ورد في حقهم في دعاء الندبة المعروف المشهور، واللّه العالم.
الزهراء (عليها السلام) وأحزانها
ذكر بعض المؤلّفين: أنّ بعض الحديث عن أحزان الزهراء (عليها السلام) غير دقيق، أتصوّر أنّ الزهراء (عليها السلام)لا شغل لها في الليل والنهار إلاّ البكاء، ولا أتصوّر أنّ الزهراء (عليها السلام) تبكي حتّى ينزعج أهل المدينة من بكائها، مع فهمها لقضاء اللّه وقدره، وأنّ الصبر من القيم الإسلامية المطلوبة حتّى لو كان الفقيد في مستوى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم).
فهل كثرة بكاء الزهراء (عليها السلام) وزين العابدين (عليه السلام) أمر ثابت عند الشيعة أو لا؟
وهل كان بكاؤهما عاطفياً محضاً أو كان وظيفة يمارسها المعصوم لهدف من الأهداف؟ وعلى فرض كونه عاطفيّاً فهل يتنافي مع التسليم لقضاء اللّه وقدره، خصوصاً مع كون الفقيد هو المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
بسمه تعالى; ليس المراد ببكاء الزهراء (عليها السلام) ليلاً ونهاراً استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر، كما أنّ البكاء اظهاراً للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء اللّه وقدره، والصبر عند المصيبة، فقد بكى النّبي يعقوب (عليه السلام) على فراق ولده يوسف حتى ابيضّت عيناه من الحزن، كما ذكر في القرآن، مع كونه نبيّاً معصوماً.
وبكاء الزهراء (عليها السلام) على أبيها كما كان أمراً وجدانياً لفراق أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)فقد كان اظهاراً لمظلوميتها ومظلوميّة بعلها (عليه السلام) وتنبيها على غصب حقّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الخلافة، وحزناً على المسلمين من انقلاب جملة منهم على اعقابهم، كما ذكرته الآية المباركة (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)بحيث ذهبت أتعاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تربية بعض المسلمين سدى.
كما أنّ البكاء على الحسين (عليه السلام) من شعائر اللّه، لأنّه إظهار للحق الذي من أجله ضحّى الحسين (عليه السلام)بنفسه، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أميّة، ولذلك بكى زين العابدين (عليه السلام) على أبيه مدّة طويلة، إظهاراً لمظلومية الحسين (عليه السلام) وانتصاراً لأهدافه. ولا يخفى أنّ بكاء الزهراء وزين العابدين (عليهما السلام) فترة طويلة من المسلّمات عند الشيعة الاماميّة.
الزهراء (عليها السلام) وضلعها المكسور
لقد ناقشني أحد الأخوة حول مظلومية الزهراء (عليها السلام) وكسر ضلعها فقال: إن كسر الضلع لم يثبت عن طريق الأئمة (عليهم السلام)، ما هو رأيكم؟
بسمه تعالى; مظلومية الزهراء (عليها السلام) من المسلمات ولا يحتاج ثبوتها إلى أزيد من أنها أوصت بدفنها ليلاً لئلاّ يحضر جنازتها من ظلمها وأخفي قبرها، واللّه العالم.
نعود اليكم لاحقا بالحلقه الثانيه ان شاء الله