عاشقة أهل البيت
30-05-2007, 04:18 PM
سـر الصمـت
http://gfx1.mail.*********/mail/w1/ltr/i_safe.gif
كانا يتمشيان حين قادهما المشوار إلى أحد الأحياء الراقية، فتباطأت هي أمام فيلا فخمة ثم وقفت وتنهدت لتقول: انظر بالله عليك، تأمل هذا الجمال، انظر، أكاد أرى من هنا الدرج الرخامي في الداخل، تطلع إلى الإضاءة، هل سمعت بفن توزيع الإضاءة؟ جو شاعري حقيقي... الستائر، اللوحات، التحف... هؤلاء هم الذين خلقوا ليتذوقوا الحياة
كان قد سبقها بخطوات وهو يتأفف، فأضافت بصوت أعلى: تعال تأمل هذه الحديقة، ترى، من أين لهم الماء الكافي لسقايتها، هل تقطع عليهم المياه كما يحدث في منطقتنا؟
*********
غمغم بكلام لم تسمعه، وتابعا سيرهما وهي تقول: للبيت الواسع مزايا رائعة قد لا يعرفها سوى أمثالنا، فكم نعاني إذا أراد الولد الدراسة، وأرادت البنت مشاهدة التلفزيون. وكم نكتم أنفاسنا حين تأخذ قيلولتك بعد الظهر، فأي صوت يزعجك بسبب صغر البيت... والمطبخ لا يتسع سوى لاثنين، وفي الصيف لواحد فقط
وأضافت بحنق: حياة خانقة بلا طعم ولا لون ولا آفاق
تجاهل تلميحاتها، وأسرع الخطى ليختصر المشوار عسى أن تمضي ليلتها على خير
*********
ظلت هي تشكو وتتبرم إلى أن آوت إلى فراشها، تقلبت قليلاً، ثم سرعان ما استغرقت في النوم. فحلمت بأنهم انتقلوا إلى بيت جديد، فيلا أنيقة واسعة بثلاثة طوابق كما تتمنى بالضبط
رأت نفسها تنهض من فراشها الوثير عند الظهر لتجد إفطارها قد أحضر لها في الغرفة.. فسألت الخادمة الفلبينية إن كانت ابنتها قد تناولت الإفطار.. ولما لم تلق جواباً.. توجهت إلى غرفة الابنة، ورأت نفسها تمشي مسافة طويلة حتى وصلت إلى باب الغرفة
فتحتها بهدوء، فهالتها سحابة بيضاء تملأ المكان... كانت الابنة جالسة في سريرها تدخن وتشاهد الفيديو
أحست بضيق شديد منعها من الكلام، فهرعت إلى غرفة الابن، ورأت نفسها تركض مسافة أخرى وهائلة إلى أن وصلت.. فتحت الباب فوجدته جالساً مع بعض أصحابه يلعبون الورق على صوت موسيقى صاخبة مجنونة
سدّت أذنيها، وهرعت مرة أخرى إلى غرفتها تبحث عن زوجها، فرأته واقفاً عند الباب.. ولما اقتربت منه أحاطتها رائحة عطر رجولي ثقيل، فقالت له وهي تلهث: أسرع أولادك يضيعون، أنت لا تعرف ماذا يجري في غرفتهم هناك
أجابها بصوت بارد: سأتأخر عن طائرتي، ورائي أعمال مهمة في الخارج، لا وقت لدي لهذه الترهات... أرجوكِ
ومضى دون أن يلتفت وراءه حتى اختفى.. ورأت نفسها تنادي عليه وتبكي وتشهق في حرقة حتى اقتربت من النافذة لشعورها بالاختناق، فلمحت الخادمة الوافدة تتحدث مع صديقتها عند سور الحديقة تاركة خرطوم الماء يتدفق على آخره حتى غمرت المياه الباحة والرصيف والشارع والحي
*********
صاحت في هلع... وظلت تصيح.. وتصيح.. إلى أن أفاقت على صوتها... وأفاق هو أيضاً
*********
لم يسألها عن سبب اضطرابها، فقد نهض متوتراً، متحفزاً متأهباً لمشاحنة لم تتم الليلة الماضية
لكنه دهش حين وجدها تنهض بهدوء، وتنتقل وتعمل بصمت لم يفهمه
*********
http://gfx1.mail.*********/mail/w1/ltr/i_safe.gif
كانا يتمشيان حين قادهما المشوار إلى أحد الأحياء الراقية، فتباطأت هي أمام فيلا فخمة ثم وقفت وتنهدت لتقول: انظر بالله عليك، تأمل هذا الجمال، انظر، أكاد أرى من هنا الدرج الرخامي في الداخل، تطلع إلى الإضاءة، هل سمعت بفن توزيع الإضاءة؟ جو شاعري حقيقي... الستائر، اللوحات، التحف... هؤلاء هم الذين خلقوا ليتذوقوا الحياة
كان قد سبقها بخطوات وهو يتأفف، فأضافت بصوت أعلى: تعال تأمل هذه الحديقة، ترى، من أين لهم الماء الكافي لسقايتها، هل تقطع عليهم المياه كما يحدث في منطقتنا؟
*********
غمغم بكلام لم تسمعه، وتابعا سيرهما وهي تقول: للبيت الواسع مزايا رائعة قد لا يعرفها سوى أمثالنا، فكم نعاني إذا أراد الولد الدراسة، وأرادت البنت مشاهدة التلفزيون. وكم نكتم أنفاسنا حين تأخذ قيلولتك بعد الظهر، فأي صوت يزعجك بسبب صغر البيت... والمطبخ لا يتسع سوى لاثنين، وفي الصيف لواحد فقط
وأضافت بحنق: حياة خانقة بلا طعم ولا لون ولا آفاق
تجاهل تلميحاتها، وأسرع الخطى ليختصر المشوار عسى أن تمضي ليلتها على خير
*********
ظلت هي تشكو وتتبرم إلى أن آوت إلى فراشها، تقلبت قليلاً، ثم سرعان ما استغرقت في النوم. فحلمت بأنهم انتقلوا إلى بيت جديد، فيلا أنيقة واسعة بثلاثة طوابق كما تتمنى بالضبط
رأت نفسها تنهض من فراشها الوثير عند الظهر لتجد إفطارها قد أحضر لها في الغرفة.. فسألت الخادمة الفلبينية إن كانت ابنتها قد تناولت الإفطار.. ولما لم تلق جواباً.. توجهت إلى غرفة الابنة، ورأت نفسها تمشي مسافة طويلة حتى وصلت إلى باب الغرفة
فتحتها بهدوء، فهالتها سحابة بيضاء تملأ المكان... كانت الابنة جالسة في سريرها تدخن وتشاهد الفيديو
أحست بضيق شديد منعها من الكلام، فهرعت إلى غرفة الابن، ورأت نفسها تركض مسافة أخرى وهائلة إلى أن وصلت.. فتحت الباب فوجدته جالساً مع بعض أصحابه يلعبون الورق على صوت موسيقى صاخبة مجنونة
سدّت أذنيها، وهرعت مرة أخرى إلى غرفتها تبحث عن زوجها، فرأته واقفاً عند الباب.. ولما اقتربت منه أحاطتها رائحة عطر رجولي ثقيل، فقالت له وهي تلهث: أسرع أولادك يضيعون، أنت لا تعرف ماذا يجري في غرفتهم هناك
أجابها بصوت بارد: سأتأخر عن طائرتي، ورائي أعمال مهمة في الخارج، لا وقت لدي لهذه الترهات... أرجوكِ
ومضى دون أن يلتفت وراءه حتى اختفى.. ورأت نفسها تنادي عليه وتبكي وتشهق في حرقة حتى اقتربت من النافذة لشعورها بالاختناق، فلمحت الخادمة الوافدة تتحدث مع صديقتها عند سور الحديقة تاركة خرطوم الماء يتدفق على آخره حتى غمرت المياه الباحة والرصيف والشارع والحي
*********
صاحت في هلع... وظلت تصيح.. وتصيح.. إلى أن أفاقت على صوتها... وأفاق هو أيضاً
*********
لم يسألها عن سبب اضطرابها، فقد نهض متوتراً، متحفزاً متأهباً لمشاحنة لم تتم الليلة الماضية
لكنه دهش حين وجدها تنهض بهدوء، وتنتقل وتعمل بصمت لم يفهمه
*********