بو هاشم الموسوي
13-06-2010, 11:02 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
تدبّر في سورة النور
قال الله تعالى:
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"(1).
في هذه الآية المباركة مقام من مقامات أهل بيت العصمة عليهم السلام والدّليل الآية الّتي تليها؛ فآيات الكتاب الحكيم تفسّر بعضها البعض؛ فالله تعالى يذكر بعدها:
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ"(2).
وهذه البيوت الّتي رفعها الله تعالى بإذنه وتذكر الله تعالى بالغدو والآصال حقّا هي بيت النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وزوجته الزهراء وأبنائهما الحسن والحسين عليهم السلام.
وفي تفاسير علماؤنا -رضيّ الله عنهم- ما يؤكّد ذلك، فقد ذكر العلامة البحراني (1107 هـ)
"عن أبي جعفر عليه السلام، قال أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) يقول: أنا هادي السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها المصباح، فالمشكاة قلب محمد صلّى الله عليه وآله والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله:
(الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) يقول: إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة، (كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) فأعلمهم فضل الوصي، (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام وهو قول الله عز وجل: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) وهو قول الله عز وجل: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)، (لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) فيقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم عليه السلام وقد قال الله عز وجل (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان المشركين) وقوله عز وجل: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون (يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) يقول: يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ذلك"(3).
وذكر العلامة البحرانيّ أيضاً، وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
"دخلت إلى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب بإصبعيه ويتبسم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟ فقال عليه السلام: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها، فقلت له: أي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال: قوله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ)، المشكاة محمد صلى الله عليه وآله، (فِيهَا مِصْبَاحٌ) أنا، (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) الحسن والحسين، (كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) وهو علي بن الحسين، (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) محمد بن علي، (مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) جعفر بن محمد، (لّا شَرْقِيَّةٍ) موسى بن جعفر، (وَلا غَرْبِيَّةٍ) علي بن موسى الرضا، (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) محمد بن علي، (لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار) علي بن محمد، (نُّورٌ عَلَى نُورٍ) الحسن بن علي، (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) القائم المهدي، (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
والروايات في هذه الآية كثيرة، من أرادها وقف عليها من كتاب البرهان من روايات الخاصة والعامة"(4).
ــــــــــــ
(1) سورة النور، 24 / 35.
(2) سورة النور، 24 / 36 – 38.
(3) هاشم البحراني، اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة، ص245.
(4) هاشم البحراني، المصدر نفسه، ص247 – 248.
اللهمّ صلّ على علّة الإيجاد
محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
تدبّر في سورة النور
قال الله تعالى:
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"(1).
في هذه الآية المباركة مقام من مقامات أهل بيت العصمة عليهم السلام والدّليل الآية الّتي تليها؛ فآيات الكتاب الحكيم تفسّر بعضها البعض؛ فالله تعالى يذكر بعدها:
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ"(2).
وهذه البيوت الّتي رفعها الله تعالى بإذنه وتذكر الله تعالى بالغدو والآصال حقّا هي بيت النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وزوجته الزهراء وأبنائهما الحسن والحسين عليهم السلام.
وفي تفاسير علماؤنا -رضيّ الله عنهم- ما يؤكّد ذلك، فقد ذكر العلامة البحراني (1107 هـ)
"عن أبي جعفر عليه السلام، قال أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) يقول: أنا هادي السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها المصباح، فالمشكاة قلب محمد صلّى الله عليه وآله والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله:
(الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) يقول: إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة، (كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) فأعلمهم فضل الوصي، (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام وهو قول الله عز وجل: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) وهو قول الله عز وجل: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)، (لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) فيقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم عليه السلام وقد قال الله عز وجل (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان المشركين) وقوله عز وجل: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون (يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) يقول: يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ذلك"(3).
وذكر العلامة البحرانيّ أيضاً، وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
"دخلت إلى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب بإصبعيه ويتبسم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟ فقال عليه السلام: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها، فقلت له: أي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال: قوله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ)، المشكاة محمد صلى الله عليه وآله، (فِيهَا مِصْبَاحٌ) أنا، (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) الحسن والحسين، (كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) وهو علي بن الحسين، (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ) محمد بن علي، (مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) جعفر بن محمد، (لّا شَرْقِيَّةٍ) موسى بن جعفر، (وَلا غَرْبِيَّةٍ) علي بن موسى الرضا، (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) محمد بن علي، (لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار) علي بن محمد، (نُّورٌ عَلَى نُورٍ) الحسن بن علي، (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) القائم المهدي، (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
والروايات في هذه الآية كثيرة، من أرادها وقف عليها من كتاب البرهان من روايات الخاصة والعامة"(4).
ــــــــــــ
(1) سورة النور، 24 / 35.
(2) سورة النور، 24 / 36 – 38.
(3) هاشم البحراني، اللوامع النورانيّة في أسماء علي وأهل بيته القرآنيّة، ص245.
(4) هاشم البحراني، المصدر نفسه، ص247 – 248.
اللهمّ صلّ على علّة الإيجاد
محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،