مشاهدة النسخة كاملة : بحث \كيف نكسب الآخرين ؟؟
حوزة البتول العلمية
15-06-2010, 07:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنا أن نقدم لكم عدة بحوث متميزة
لطالباتنا العزيزات من
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/79a1c5a404.jpg (http://www.jannatalhusain.info/2010/)
وأول بحث نقدمه لكم
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/33ae63f1bf.jpg (http://www.jannatalhusain.info/2010/)
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/11f0a988ba.jpg (http://www.jannatalhusain.info/2010/)
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/e383bef9e0.jpg (http://www.jannatalhusain.info/2010/)
المقدمة ..
إنه قد لا يخفى على القارئ ما يعانيه المتدبر في نهج البلاغه وهو يحاول الاقتراب من مقام الإمام علي عليه السلام ،، كمقام الامام علي عليه السلام ...
ذلك المقام الذي طالما أدهش العقول ،، وأذهل البصائر ،، وحيرا الألباب ...
فليس "لأحد بعد النبي الأعظم صلى الله عليه وآلهِ وسلم من مقام يشبه مقام رجل اقترنت حياته كلها بحياة ذلك النبي العظيم ،، منذ ولادته وعلى امتداد إيام نشأته ،، ومنذ فجر الإسلام ومبعث النبي وعلى امتداد أيام دعوته وفصول جهاده وحتى لحظاته الأخيرة بل حتى توديع جثمانه الطاهر ،، بل بعد ذلك الى يوم الدين إذ به قد امتد نسل النبي من ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ،، بل حتى في يوم الدين وبعده في مقام الخلود تقترن الشخصيتان في أعظم مقام عند الله تعالى ...
شرف كبير للإنسانية أن تنهل من معين تعاليم الاسلام ومنها حكم سيد البلغاء وإمام المتقين وباب مدينة علم النبي المصطفى صلى الله عليه وآلهِِِ وسلم ...
وعندما نقرأ هذه الدعوة وغيرها من كتاب إمامنا في كيفية التعامل مع محيطنا الأجتماعي ندرك كم نحن بحاجة الى وضع كل تصرفاتنا وسلوكنا في ميزان هذا النهج بحيث نضمن سلامة مسيرة حياتنا فيما لو حاولنا وسعينا للاقتداء بهذه المدرسه العزيزة ،،،
فعلى الأنسان أن يكون قريب من الناس بل هو روحهم يحن اليهم ويحنون عليه ,,,
والامام علي عليه السلام هو قائد هذة المسيره الذي يحيا في تفاصيل حياة الاوفياء والمحبين نموذج يعلمنا المعامله الحسنة للقريب والبعيد ...
وهو الذي اعتبر " أن الايمان بالانسان هو البعد الارضي للايمان بالله تعالى " فكانت الانسانيه محور العلاقه مع الاخرين ...
وهذا نهج الانبياء والائمة عليهم الصلاة والسلام ,، فلنصادق ونتأخىء ونتواصل ونخالط لله وفي سبيل الله عزّ وجل .
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين ,،،
وصلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآلِ محمد ...
والسلام عليه وعليهمْ ورحمة الله وبركاته ...
قال امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام
(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ)
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد وعجل فرجهمْ ياكريمْ ...
يتبع ..
حوزة البتول العلمية
15-06-2010, 07:45 AM
كيف نكسب الآخرين ؟
بحسن المعاشرة ...
كسب الآخرين مثل بناء الدار ..
فكما أنك تبني دارك لبنة فلبنة ،، وحجراً فوف حجر ،،
كذلك أنت بحاجة إلى بناء علاقاتك مع الناس لبنة فلبنة ،،
وحجراً فوق حجر ...
وأمور مثل أن تحترم الناس ،، وأن تمنحهم التقدير ، وأن تترك عتابهم ، وأن تعرف كيف تتصرف مع أخطائهم ،، هي بمثابة الأحجارفي بناء العلاقة مع الآخرين ،، وهذا يوضحه الإمام علي عليه السلام لنا في حكمته ...
قال امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام
(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ )
قال عليه السلام :
(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ)
اللغة
( خالطه ) مخالطة و خلاطا : عاشره ( حنّ ) حنينا إليه : اشتاق المنجد .
بشأن قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ)
عن الباقر عليه السلام : لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلام جمع بنيه حسنا و حسينا و ابن الحنفية و الأصاغر من ولده ، فوصّاهم و كان في آخر وصيته « عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم و إن فقدتم بكوا عليكم ، يا بني إنّ القلوب جنود مجنّدة تتلاحظ بالمودة و تتناجى بها و كذلك هي في البغض ، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ، و إذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه »
« خالطوا النّاس مخالطة » قد عرفت أنّ في رواية اخرى : « عاشروا الناس بالمعروف معاشرة »
فبأعتقادنا أنّ الإنسان إذا أراد أنْ يخالط الناس بهذه الطريقة التي وصفها أمير المؤمنين عليه السلام فعليه أن يكون حكيماً، والسبيل إلى ذلك كما قال الشاعر:
وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادِّخارَهُ ... وأُعْرِضُ عن شتمِ اللئيمِ تكرُّما
معنى الشطر الأول والثاني من البيت :
إذا بلغتني كلمة قبيحة عن رجل كريم قالها فيَّ غفرتها له لأجل كرمه وحسبه وأبقيت على صداقته وادخرته ليوم أحتاج إليه فيه؛ لأن الكريم إذا صدر منه قبيح ندم على ما فعل ومنعه كرمه أن يعود إلى مثله ..
وإذا بلغتني كلمة قبيحة عن رجل لئيم فلا أرد عليه لأجل أن أكون كريماً...
وقيل: عدم الرد على اللئيم أفضل عقوبة له ، كما قال الشاعر:
وما شئ أحب إلى سفيه * إذا سب الكريم من الجواب
متاركة السفيه بلا جواب * أشد على السفيه من السباب
فقد قال فيه الشرّاح :
1 - هذا بيان جامع لأدب المعاشرة و الخلطة مع الناس ، و المقصود أن تكون المخالطة ودّيّة و على قصد الاعانة للناس و جلب قلوبهم و التفاني في مصالحهم بحيث يحسّوا من فقده فقد محبّ و معين فيبكوا من فقده و فراقه ، و إذا كان حيّا يشتاقون إلى لقائه .
2 - فرق بعيد بين النفاق و حسن المعاشرة ، فالنفاق أن تضمر البغض و تظهر الحب ،
أما حسن المعاشرة فهي أن تحسن و لا تسي ء ، و تحب و لا تكره ، و تعين و لا تخذل . .
و بهذا تكون محبوبا عند الناس يبكون عليك إن مت ، و يحنون عليك إن غبت . قال سبحانه ( و قولوا للناس حسناً) .
و قديما قيل :
أحبب لغيرك ما تحب لنفسك . . و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف .
و من أقوال الإمام : أسوأ الناس حالا من لم يثق بأحد لسوء ظنه ، و لم يثق به أحد لسوء فعله .
و قال : القريب من قربته الأخلاق ، و الغريب من لم يكن له حبيب .
3 - وفى الحديث الاول من الباب الاول من كتاب العشرة من الكافي 635 عن الامام الصادق (ع) قال: (عليكم بالصلاة في المساجد، وحسن الجوار للناس واقامة الشهادة وحضور الجنائز، انه لا بد لكم من الناس، ان أحدا لا يستغني عن الناس حياته، والناس لابد لبعضهم من بعض) .
وفي الحديث الثاني من الباب عن معاوية بن وهب قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام: كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس ؟ قال: فقال: (تؤدون الامانة إليهم وتقيمون الشهادة لهم وعليهم وتعودون مرضاهم وتشهدون جنائزهم) .
وفي الحديث الثالث من الباب عنه (ع): (عليكم بالورع والاجتهاد، واشهدوا الجنائز، وعودوا المرضى، واحضروا مع قومكم مساجدكم، وأحبوا للناس ماتحبون لانفسكم أما يستحيي الرجل منكم ان يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره ).
وفي الحديث الرابع من الباب عن معاوية بن وهب قال: قلت له: كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا.
قال: (تنظرون الى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون، فو الله انهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدون الامانة إليهم) .
لم يخلق الله الإنسان عبثاً ،بل خلقه لهدف ، ومن نِعَم الله علينا أنَّ الله تعالى أخبرنا عن الغاية والغرض من خلق الإنسان ،
لأنَّه إن لم يخبرنا بذلك لكنَّا نحتار في معرفة السبب ،
ولذهبت بالناس الظنون يميناً وشمالاً، ولكن الله المنعم المتفضل علينا أخبرنا بذلك في كتابه الكريم ،
فقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات: 56
فصيغة الإستثناء المفرغ في إصطلاح النحاة كما في هذه الآية الكريمة تفيد معنى الحصر،
أي: إنَّ السبب الوحيد في خلق الجن والإنس هو ليعبدوا الله فقط.
فإذا كان ذلك فيجب علينا أن نعرف أوَّلاً معنى العبادة، لنتمكن من أداء حقها كما يريده الله تعالى منَّا،
فالعبادة يقسمها العلماء والمراجع إلى قسمين كما هو واضح في رسائلهم :
فالقسم الأول هو العبادات ..
ونستطيع أن نسميه حقوق الله كالصلاة والصوم والزكاة والخمس ونحوها،
والقسم الثاني هو المعاملات ..
ونستطيع أن نسميه حقوق الناس كالبيع والشراء والزواج ونحوها،
ونلاحظ أنَّ الله تعالى قد شدد على حقوق الناس أكثر من حقوق الله كالصلاة ، والصوم ، ومثال ذلك الصلاة التي هي عمود الدين والحد الفاصل لأنها إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ردَّ ما سواها،
فنجد أن تاركها يحكم عليه الشرع بحكم أسهل من حكمٍ يتعلق بحقوق الناس ، لأنَّ تارك الصلاة يطلب منه الحاكم الشرعي التوبة ،
فإن كرر تركها يطلب منه التوبة أيضاً وهكذا حتى يستتاب ثلاث مرات فإن لم يتب يضرب ضرب تعزير بالسوط أي ضرب تأديب كخمسة عشر صوت مثلاً بالقدر الذي يراه الحاكم رادعاً له، ولايبلغ الضرب أقلّ الحد ،
وأمَّا السارق فتقطع يده ، لأن ذنبه يتعلق بحق من حقوق العباد، لذا كانت عقوبته أشد ، فحقوق العباد عقوبتها أشد من حقوق الله ..
ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله:
( إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنى ان الرجل قد يزنى فيتوب فيتوب الله عليه وان صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه )
وفى خبر معاذ الطويل المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله الحفظة يصعد بعمل العبد وله نور كشعاع الشمس حتى إذا بلغ السماء الدنيا والحفظة تستكثر عمله وتزكية فإذا انتهى إلى الباب قال الملك بالباب اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه انا صاحب الغيبة امرني ربى ان لا ادع عمل من يغتاب الناس يتجاوزني إلى ربى.
معاشرة الناس ومداراتهم والتزاور والتآلف ..
وهو الأهتمام بالناس وحسن معاملتهم وتحمّل أذاهم والإختلاط بهم وزيارتهم ومداراتهم والسؤال عن أحوالهم ونشر الألفة والمحبة بينهم وعدم مخالطة ومعاشرة الكفار والفسّاق والفجّار إذا أصروا على الكفر ومعصية الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ( أسعد الناس من خالط كرام الناس ).
آداب معاشرة الناس ..
• أن يتعامل الإنسان مع الاخرين ويكون نفسه ولا يحاول أن يغيّر من شأنه تملقاً ومجاملة ولمحاولة سد النقص الذي فيه بطرق غير طبيعية بل يجب عليه أن يكون هو نفسه مقتنعاً بنفسه ويحاول أن ينمي مواهبه ويزيد من أمواله بالمثابرة والتعليم والتعليم والنشاط والهمة الحقيقية بالتوكل على الله عز وجل فالاعتماد على النفس شيء جيد والقناعة كنز لا يفنى فإذا لم تستطع أن تكون شمساً كن نجمة وحاول أن لا تقلد الآخرين وكن نفسك فأنت تملك من القدرة والمواهب ما يغنيك عن ذل التقليد والاهانة .
• لا تتسرّع في الحكم على الآخرين وأعط مجالاً للتبرير ومجالا للتوبة فكثيرا ما تكون الأمور خلاف ظواهرها وكما يقال عندما تعلم كل شيء تعفو عن كل شيء والإنسان العظيم يظهر عظمته بتعامله بحكمة مع الآخرين .
• امنح الآخرين الفرصة لكي يحصلوا على ما يريدون ويقولوا ما يريدون حتى تعرفهم أكثر وتختار منهم من تحب لكي يكون لك صديقاً أو جاراً أو زميلاً في العمل أو غير ذلك .
• كل إنسان تلتقي به له ميزة معينة وفي كثير من الاحيان يفوقك في صفة من صفاته وتفوقه في صفة من صفاتك فلا تستصغر أحداً قد تحتاج إليه يوماً ليساعدك .
• اهتم بالآخرين وساعدهم وأحبهم مخلصا لله عز وجل وليس من أجل أن يعطوك شيئاً أو يبادلوك نفس الشعور وان فعلت ذلك فسوف تتوجه القلوب اليك .
• كن لينّاً باسماً مع الآخرين واستخدم معهم الذوق في الكلام ( السلام عليكم , من فضلكم , عفواً , تفضلوا . في أمان الله , شكراً جزيلاً وغيرها من الكلمات الطيبة اللطيفة .
• ساعد الآخرين خصوصا في الصعوبات والمشاكل كما تتوقع ان يساعدوك ان اصابتك الصعوبات .
• احترام آراء الآخرين ولا تخبر انساناً انه مخطىء ولكن أثبت له انه مخطأ دون أن يشعر حتى لا تدخل العصبية والعناد في تأزيم الموقف .وحاول ان تستميل الناس إلى فكرتك ورأيك عن طريق جعل الآخرين يعتقدون أن هذه الفكرة هم مصدرها ومبتكرها بلطف شديد وبدوافع نبيلة هم يحبونها .
• أشر إلى أخطاء الآخرين بشكل غير مباشر وتحدثّ أنت عن أخطاءك حتى يعرف الآخرون تواضعك .
• لا تلقي بالأوامر على الآخرين فلا يوجد أحد يقبل بذلك ولكن قدّم مقترحاتك لهم واستعمل كلمات لا تثير الآخرين .
حاول أن تستمع ألى الآخرين بإهتمام وتركيز كبير وشجّع الآخرين للتحدث معك عن انفسهم ففي ذلك طريق للوصول إلى قلوبهم وكسب مودتهم وصداقتهم
• تجنب الجدال الغير مفيد مع الآخرين ففي ذلك مضيعة للوقت والجهد والتفكيرومجال للغضب والحقد والكراهية .
• عند عرضك لأي اقتراح مع الآخرين خصوصاً إذا كان فيه أخذ وعطاء قليل أو كثير حاول ان تعمل بما تعتقد أنه يرضي جميع الأطراف .
• لا تحقّر ولا تستهين بأحد أبداً من مخلوقات الله عز وجل فهو مثلك مخلوق لم يصنع نفسه وإنما صنعه الله بل احمد الله واشكره على هذه الخلقة .
• ركّز على كسب الأصدقاء المؤمنين وعدم معاداة ولو إنساناً واحداً .
• أن يسلم الناس من يدك ولسانك فلا تسب أحداً ولا تلعن أحداً ولا تؤذي أحداً بأي شكل من الأشكال .
• إبدأ الناس بالسلام دائماً .
• اهتم بزيارة مرضى الناس وتمنى لهم السلامة .
• اهتم بزيارة من يريد السفر فودّعه وتمنّى له السلامة في الطريق وقضاء حوائجه وزره إذا عاد من سفره واحمد الله على سلامته
• دائماً غض النظر عن أعراض الناس في البيوت والشارع والأسواق وغيرها .
• تفانى وأسرع في مساعدة من يطلب منك المساعدة من المسلمين وأعنهم بمالك لسانك ويدك بدون منّة ولا تكبر .
• لا تكثر الكلام مع الناس ولا تغتابهم ولا تعاديهم ولا تتكلم فيما لا يعينك .
• اهتم باقربائك وجيرانك فزرهم واقضي حوائجهم .
• عن الإمام الباقر عليه السلام : وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوه .
فحسن المعاشرة مع الناس لا تعني أن يعصي الانسان ربه من أجلهم ولكن طاعة الله هي المقدّمة في كل الأمور .
• تعامل مع الناس كما قال تعالى : (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ))
• إلبس الملابس المرتبة وتهيأ جيداً إذا أردت مقابلة الناس وخصوصاً أصدقائك .
• لا تتّبع عورات الناس واستر عليهم وادعو لهم بالهداية .
• تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتكون دائم النصيحة للناس .
• شارك في المناسبات الدينية وشارك الناس أفراحهم وعزاهم .
• كن صادق الحديث معهم وصادق الوعد واعفو عنهم وانصحهم لما فيه الخير وصل من قطعك واعطي من حرمك وداريهم وتقبل أعذارهم وحب للناس ماتحب لنفسك .
فمعاشرة الناس من أصعب الإمتحانات التي يمتحن الله العبد فيها، وللمؤمن على أخيه المؤمن حقوق إن لم يؤدّها عوقب عليها يوم القيامة ،،،
و قال صلى الله عليه وآله مررت ليلة اسرى بي على قوم يخشون وجوههم بأظافيرهم فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في اعراضهم .
وقال البراء: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اسمع العواتق في بيوتها فقال يا معشر من امن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته .
وقال سليمان بن جابر أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت علمني خيرا ينفعني الله به قال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تصب من دلوك في اناء المستقى وان تلقى أخاك ببشر حسن وإذا أدبر فلا تغتابه ..
وعن انس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر الربى وعظم الشأن فقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلثين زينة يزينها الرجل وان اربى الربا عرض الرجل المسلم ))
وعلى أيّ حال أرى أن يعاشر الإنسان الناس بما يرضي الله تعالى أمَّا أن يصل الى الغاية التي يجعل الناس ترضى عنه بحيث إِنْ مات مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْه ، وَإِنْ عاش حَنُّوا إِلَيْه،،
فهي غاية صعبة جداً لأنَّ ما يتعرض له الإنسان في الدنيا من تشتت الهم بسبب ملاحظة قلوب الخلق فان رضاء الناس غاية لا تدرك فكل ما يرضى به فريق يسخط به فريق ورضاء بعضهم في سخط بعض ،،
ومن طلب رضاهم في سخط الله تعالى سخط الله عليه وأسخطهم أيضا عليه كما ورد في الاخبار ودلت عليه التجربة ...
(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ)
و لن يتأتى ذلك إلا ..
كيفية مخالطة الناس !!
بحسن خلق مع صدق القول و العمل ،،
فلا تُسىء معاملة الغير،،
أنزل الناس منازلهم ،،
و أحسن إليهم القول ..
حتى إن عشت .. حنوا إليك ...
لا تكن خائنا لمن عاملك بصدق ووفاء ،،
فتقابل ما أحسن به إليك ...
بسوء معاملة و غدر منك ..
حتى إذا مت بكوا عليك ..
كن صادقا في قولك و فعلك ..
لا تقل شيئا و أنت تضمر في نفسك نقيضه ..
لا تكن بأكثر من وجه ،،
بل اجعل باطنك مثل ظاهرك ...
حتى إذا عشت .. حنوا إليك ..
أعطي للناس و لا تنتظر الأخذ ،،
بل احتسب كل ما تفعله عند الله سبحانه ..
فهو الوحيد الذي يجازي بالإحسان إحسانا ،،
بل و لأنه الكريــــــــــــــــم ..
فسيجازيك أضعاف أضعاف إحسانك ..
و هذا يجعلك لا تحزن إن غدر بك أحد ،،
أو أساء إليك أحد ،،
أو لم يعرف قدرك أحد ،،
أو عاملك بعكس ما عاملته ،،
فتعطي و أنت راضي النفس .. مطمئن .. قانع ..
لأنك تعرف ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا )
و أن الله ( يدافع عن الذين آمنوا )
و أنه ( لايحيق المكر السىء إلا بأهله )
وقال صلى الله عليه وآله: ( أسعد الناس من خالط كرام الناس ).
نعم ...
من أراد أن يكون هانئا في علاقاته فليختار ذلك الصديق الذي يخاف الله في تعامله ،،
يتبع ..
حوزة البتول العلمية
15-06-2010, 07:47 AM
اختيار الصديق :
يؤآخيه في الله ويصاحبه على بركة الله ..
يخاف عليه كخوفه على نفسه ..
يعينه في الشدائد ويواسيه في المصائب ..
يتعامل معه بالأمانه ولا يسوؤه بالخيانة ..
يفرح لفرحه ويحزن لحزنه ..
يسر لقربه منه ويحزن لبعده عنه ..
يعفو عنه إذا أخطأ ويستر على أخطائه ..
يوجهه إلى الصواب بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ،،
يبعده عن المعاصي بحسن أخلاقه ،،
يصدقه في الحديث ويصدق معه في حديثه ..
يؤثره على نفسه ويحميه من شر نفسه ..
يتحدث عنه بالخير حاضرا كان أم غائبا..
يكن له خير جليس وصاحب وصديق ..
وخير الأصحاب من يفدي صاحبه بنفسه وهذا ما كان من أمير المؤمنين علي عليه السلام حينما فدى رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه ليلة الهجرة فنال مدح الله له حيث قال تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )(207) البقرة
بل من أسعد الناس مصداقا لحديث رسول الله الذي بدأنا به الموضوع ..
وقال صلى الله عليه وآله: ( أسعد الناس من خالط كرام الناس ).
هناك الكثير من الناس يعتقد بأن الجمال هو جمال المظهر الخارجي ،،
وهو مفهوم خاطئ إن الجمال هو جمال الروح والنفس الطيبة فجمال الروح يعكس على الجمال الخارجي ،،
ربما في بعض الأحيان يكون جمال المظهر الخارجي له تأثير على النفوس ولكن يظل جمال الروح ..
هو العامل الأساسي والمؤثر في نفوس الآخرين فجمال الروح ،،
هو جمال النفس الطيبة والأسلوب المهذب والأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة والتواضع وأن يحب المرء لأخيه مايحب لنفسه وجذب الآخرين بالكلمات الجميلة والمعسولة والكثير ...
غير ذلك والإنسان الذي يتصف بهذه الصفة يكسب محبة الآخرين ومعاملتهم الحسنة ..
ويكون له مركز مرموق وفعال في المجتمع ويستحق المدح والحب من أهله وذويه وكانت حياته طيبة وكريمة وشهد له الناس في حياته وبعد مماته بالخير والصلاح ،،
بعكس ذلك الإنسان الغير سوي القديد المتكبر الذي يستحق الكره والبغض وكانت حياته كريهة مملة وشهد عليه في حياته وبعد مماته بالشر والفساد،،
وحكمة الإمام علي عليه السلام تشهد على ذلك ( خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم )
التعايش مع الآخرين ...
قال تعالى :{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} البقرة
إن الإنسان اجتماعي بطبعه فلا بد له من المخالطة وفي هذه الأزمنة التي تشابكت فيها الأمور وتقاربت المسافات ،،
وتداخلت المصالح وأصبح العالم كقرية واحدة ، فالمسلمون والمؤمنون جزء من هذا العالم لا بد لهم من المخالطة والمعاشرة مع الآخرين ..
وحينئذ يدور الأمر بين الانعزال عن العالم والانكفاء على الذات أو الاجتماع والتعايش معهم بخلق حسن ومعاشرة طيبة .
ولا شك أن الأمر الثاني أفضل وأحسن من الأمر الأول بكثير .
والإسلام دستور الحياة للإنسانية اختاره الله لها وهو أعلم بمصلحة الإنسان من نفسه ويضع الحلول لكل مناحي الحياة ومنها في جانب الاشتراك في الوطن مع الآخرين ،،
ولأجل ذلك أخذ على الإنسان العهد والميثاق على أن يلتزم بالأسس الأولية الضرورية التي يحتاجها في تكوين المجتمع الصالح ويعيش هذا الإنسان مع الآخرين بوئام وانسجام .
الآية المباركة نموذج من النماذج التي يعرضها القرآن الكريم في هذا الجانب وهي :
1-العبادة لله وحده لا شريك له . وهذا عنصر عقائدي لا يمكن التخلف عنه .
2-بر الوالدين والإحسان إليهم ، برين كانا أم فاجرين .
3-الإحسان إلى ذوي القربة .
4-الإحسان إلى اليتامى .
5-الإحسان إلى المساكين . وفي الثلاثة الأخيرة الإحسان إلى ذوي القربى واليتامى والمساكين وإن كان في بعض الحالات قد يكون مستحباً إلا أنه في أكثر الحالات يكون واجباً . وأخذ العهد والميثاق إنما يتناسب مع الواجب لأهميته والحاجة الملزمة إليه .
6-القول الحسن إلى الناس جميعاً .
7-إقامة الصلاة .
8-إيتاء الزكاة .
وذكر بني إسرائيل في الآية وأخذ العهد والميثاق عليهم لم يكن من باب الاختصاص وأن غيرهم غير مطالبين بمواد هذا الميثاق .
ومع أن بني إسرائيل التزموا بهذه المواد وأعطوا العهد والميثاق لله سبحانه إلا أنهم نكثوا أيمانهم إلا قليلاً منهم .
وإذا كان بنو إسرائيل مع الله هكذا فهل يفوا بالعهود والمواثيق مع الفلسطينيين أو مع غيرهم .
أهمية القول الحسن للناس ..
إن القول الحسن للناس أحد مواد هذا العهد والميثاق الذي أخذه الله على عباده وذكر بني إسرائيل من باب المثال لا الاختصاص .
فإن قوله تعالى : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } جاء متوسطا بين أمور واجبة عقائدية أو فقهية أو أخلاقية مما يؤكد على أهميته وأثره في حياة الناس كل الناس .
وقد جاء في تفسير هذه الآية المباركة ( والمعنى قولوا للناس قولا حَسَناً وهو كناية عن حسن المعاشرة مع الناس ، كافرهم ، ومؤمنهم ... )
التعايش في القرآن الكريم ..
وهذا يعني أن القرآن الكريم هو أول من طرح التعايش بين الناس جميعاً على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم ولغاتهم وألوانهم وبلدانهم وطبقاتهم الاجتماعية ،
وأن هذه الاختلافات لا تدعو إلى عدم التعايش وعدم العشرة الحسنة بل تبقى هذه الاختلافات على حالها ،رافدا من روافد المعرفة قال تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات
ويبقى التعايش وحسن المعاشرة على حاله يستفيد من تعدد الثقافات والمعرفة ...
إن هذا المبدأ القرآني هو في الحقيقة مبدأ عالمي لم يقتصره القرآن على خصوص المسلمين أو المؤمنين بل عداه إلى كل الناس على وجه الأرض { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } كما أن هذا يدل على عظمة الإسلام وقوته وشموله وعالميته ،
وقد أكد في هذه الآية على حسن المعاملة لكل الناس حيث جاء فيها كلمة { حُسْناً } وهو مصدر جيء به للمبالغة مثل ما تقول ( زيد عدل ) ومثل قوله تعالى :{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ....} العنكبوت
أي ووصينا الإنسان بوالديه توصية حسنة أو ذات حسن أي أمرناه أن يحسن لوالديه .
موقف أهل البيت عليهم السلام من التعايش ..
أئمة أهل البيت عليهم السلام هم عد ل القرآن الكريم بنص حديث الثقلين المتواتر وأنهم مع القرآن لا يفترقان ، وهم أحق من طبق القرآن كما أنهم هم القوّام به وأعرف بعمومياته وخصوصياته وناسخه ومنسوخه من غيرهم .
وأحاديثهم المتعددة قد أكدت التعايش وحسن المعاشرة مع الآخرين التي ترمي إليه الآية المباركة ليس بين المسلمين فحسب بل مع كل الناس
وإليك بعض هذه الأحاديث المفسرة للآية والمتطابقة معها :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ ..... ( وَ خَالِطُوا النَّاسَ وَ أْتُوهُمْ وَ أَعِينُوهُمْ وَ لَا تُجَانِبُوهُمْ وَ قُولُوا لَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }
حسن المعاشرة نعمة من الله ..
إن نعم الله كثيرة على العبد ظاهرة وباطنة ومن تلك النعم هي حسن المعاشرة مع الآخرين والتعايش معهم والقول الحسن لهم وهذا ما جاء في كتاب مِصْبَاح الشَّرِيعَةِ،،
قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام : ( حُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى فِي غَيْرِ مَعْصِيَتِهِ مِنْ مَزِيدِ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ عَبْدِهِ )
ويواصل هذا الكلام وأن حسن التعايش والمعاشرة كما أنها نعمة من الله على عبده ، أيضا تنم عن حسن السر من العبد مع مولاه ويوجد اتصال وثيق بين الخضوع لله في السر وبين حسن المعاشرة مع الآخرين ..
فيقول الإمام عليه السلام حسب الكلام المنسوب إليه : ( وَمَنْ كَانَ خَاضِعاً لِلَّهِ تَعَالَى فِي السِّرِّ كَانَ حَسَنَ الْمُعَاشَرَةِ فِي الْعَلَانِيَةِ )
ويواصل كلامه وأن المعاشرة يجب أن تكون لله لا لغيره وأن تكون للآخرة لا للدنيا بقوله :
( فَعَاشِرِ الْخَلْقَ لِلَّهِ تَعَالَى وَ لَا تُعَاشِرْهُمْ لِنَصِيبِكَ لِأَمْرِ الدُّنْيَا وَ لِطَلَبِ الْجَاهِ وَ الرِّيَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ لَا تَسْقُطَنَّ بِسَبَبِهَا عَنْ حُدُودِ الشَّرِيعَةِ مِنْ بَابِ الْمُمَاثَلَةِ وَ الشُّهْرَةِ فَإِنَّهُمْ لَا يُغْنُونَ عَنْكَ شَيْئاً وَ تَفُوتُكَ الْآخِرَةُ بِلَا فَائِدَةٍ )
وبصدد طرح مشروع المجتمع الصالح وتوحيده كما تقدم عن الإمام زين العابدين والرضا عليهما السلام فيقول :
( فَاجْعَلْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ وَ الْأَصْغَرَ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ وَ الْمِثْلَ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ وَ لَا تَدَعْ مَا تَعْلَمُ يَقِيناً مِنْ نَفْسِكَ بِمَا تَشُكُّ فِيهِ مِنْ غَيْرِكَ )
وبصدد الحديث عن من يريد هداية الناس ويتحمل المسئولية للمؤسسة الدينية يقول : ( وَ كُنْ رَفِيقاً فِي أَمْرِكَ بِالْمَعْرُوفِ وَ شَفِيقاً فِي نَهْيِكَ عَنِ الْمُنْكَرِ .
وَ لَا تَدَعِ النَّصِيحَةَ فِي كُلِّ حَالٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }
وقال الإمام الصادق (ع) : (ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، ومخالطة من خالطه، ومجاورة من جاوره، ومجاملة من جامله، وممالحة من مالحه)
قول الامام علي عليه السلام : (طوبى لمن يألف الناس ويألفونه على طاعة الله) ولكثرة اهتمام الإسلام بالتحابب والتآخي اعتبر الذين يألفون الناس ويكسبون مودتهم، ويعاشرونهم بالإحسان، أحبّ الناس إلى الله وأكثرهم فضلاً، فقال الرسول الأعظم (إن أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة المفرّقون بين الأخوان)
, إن الإنسان أصلاً مدني بِـطبعه وله الحق أن يأنس مع من يُريد ومن حقه ان يستغني ويكتفي بافراد قلائل فـهذه حالته الطبيعية..
يُذكر لنا عن أهل البيت عليهم السلام : ( ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف )
فالإنسان الذي لايألف الأخرين ويعيش حالة منزوية منطوية ..هو عادة يُتهم بالمرض النفسي وبالعقد ...
الكثير يجهل معالم و معنى كلِـمة صديق ومن هو الصديق ..,!؟
وأنا بتصوري أنه لا تتضح لنا هذه المعالم إلا بأن نولي قضية اتخاذ الصديق اهتماماً يليق
..فلا ندع للزمن أختيار صديقنا ..
بل نختاره بما يُناسب ديننا وعقائدنا وعقولنا وعواطفنا ...
والكثير مِن مما هو كفيل بإيصالنا للصديق الحق ..
وعن ما ذكرتي حول سمو علاقة الصداقة وأنها تصل إلى الأخوة ..
بل ياعزيزتي يُـذكر أنها قد تبلغ أكثر مِـن الأخوة..
فالعلاقة بين الأخوة قد تكون مُـجرد أداء لإسقاط الحق الشرعي للأخ
كلامي هذا لا يعني التقليل من شأن علاقة الأخ بالأخ .. لا أبداً ..!
لكني أقصد بأن الإنسان قد يرتبط بصديقه أكثر من أرتباطه بأخيه
لكن علينا أنتقاء هذا الصديق بعناية ..
يذكر لنا الشيخ المـُـربي الفاضل حبيب الكاظمي :
من معايير اختيار الصديق ..
هو اختيار الشخص الأرقى والأعلى منا ! في صفاته وكمالاته .. فقد جاء في الحديث : (إصحب من تتزين به ولا يتزين بك)! ..
وذلك من أجل اكتساب الملكات الحسنة منه بما ينفع العبد في الدنيا و الآخرة .. وقد قال المسيح (ع) ( جالسوا من يذكركم الله َ رؤيتـُه ، ويزيدكم في علمكم منطقـُه)
هذا لا يعـني أننا نقول بأن مُــصادقة من هم في مُـستوانا خطأ , بل هي جيدة لكنها قد لاتؤثر في مجرى حياتك للأفضل .
و ما أجمل قول الأمام علي (ع) في هذا المجال : ( صحبة الولي اللبيب حياة الروح....)
قال الأمير (عليه السلام) : ( كتابك أبلغ ما ينطق عنك(
والصداقة تنمو برعايتها وسقايتها بماء الحبّ والإخلاص ، فأخبر من تحبّه بذلك كما وردت الروايات في ذلك ،
بل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من كان لأخيه المسلم في قلبه مودّة ، ولم يعلمه فقد خانه ».
ترك خيانة الصديق ،،
فإنّ علاقة الصداقة من العلائق المقدّسة ، والخيانة تضرم النار فيها وتحرقها وتفنيها ، والخيانة في عالم الصداقة تعني أن يبطن الصديق لصديقه عكس ما يظهره ، ففي الوجه كالمرآة ، ولكن في الخلف خنجر قتّال ..
قال الإمام الصادق عليه السلام) : المسلم أخ المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغشّه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يكذبه )
فالصديق حقّاً من يصدق معك في كلّ الحالات ، في الغيبة والحضور ، في الظاهر والباطن ، سرّاً وعلناً ، في السرّاء والضرّاء ، في الفقر والغنى ..
قال (عليه السلام) : (لا تغشش الناس فتبقى بغير صديق )
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من أشار على أخيه بأمر يعلم أنّ الرشد في غيره فقد خانه » وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : « من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك »
فإذا أيضاً من أداب الصداقةِ ومقوماتها و عامل لدوامها كتم أسرار الصديق فمن الواجب علينا أن لا نفشي سراً لإخواننّا .
وفي نهاية المطاف علينا إحترام الآخرين وتقديرهم ومعاملتهم بالحسنى .
وصلى الله على محمد وآلِ محمد الطيبين الطاهرين ..
وختاماً ...
فإننا نعترف بالقصور والتقصير في أداء حتى جزء ضئيل من ذلك الحق العظيم العظيم ،،
ونرجو مع ذلك أن تحظى هذه الخدمة المتواضعة بالقبول لدى معادن الكرم وينابيع الفضل والجود والعطاء عليهم أفضل الصلاة والسلام ..
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
تم الإنتهاء من عمل البحث ووضع اللمسات الأخيرة لهذا البحث في الأيام الفاطمية لذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ...
فنسأل الله تعالى أن يتقبله منا بأحسن القبول ويجعله في الباقيات الصالحات ،، وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون ......
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم ...
وفقّ الله الجميع لما يحب و يرضى ...
نسايم
17-06-2010, 09:36 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم
بارك الله فيكم مجهود مبارك
أحسنتم وجعله الله في ميزان أعمالكم
يُنقل للقسم المناسب
موفقين لكل خير
ودمتم بولاء الأطهار...
حوزة البتول العلمية
20-06-2010, 05:21 AM
كل الشكر الجزيل لكِ اختنا الموالية نسايم على تواجدكِ الولائي معنا
موفقين لكل خير إن شاء الله
سلامه999
30-06-2010, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
وفقك الله لكل خير
بارك الله فيك
احسنت وجزاك الله خير على البحث القيم
موفقين
خادم طفل الحسين ع
04-07-2010, 11:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر اختي العزيزة ( حوزة البتول العمية ) على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل
سيدمحمدعلي الموسوي
05-07-2010, 12:01 AM
بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من اللأولين الى الآخرين
شكرا
موضوع جميلوكتاب أجمل ونتمى الأكثرجداً
وموفقين ومسدين
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع
خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر اختي العزيزة (جوزة البتول العلمية ) على هذا الكتاب
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024