المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابو هرير ......


mhn
22-06-2010, 05:41 PM
دليل لعن أبي هريرة
قلت: أدلة العلماء الذين ردوا روايات أبي هريرة ورفضوها كثيرة وغير ‏قابلة للتأويل.‏
منها: إنه كان موافقا لمعاوية، وهو رأس المنافقين وزعيمهم، الملعون على ‏لسان النبي المأمون (صلى الله عليه وآله).‏
وقد كان أبو هريرة، كما نقل العلامة الزمخشري في " ربيع ‏



الأبرار " وابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " وغيرهما، أنه كان في ‏أيام صفين يصلي خلف الإمام علي عليه السلام ويجلس على مائدة معاوية ‏فيأكل معه، ولما سئل عن ذلك؟ أجاب: مضيرة معاوية أدسم، والصلاة خلف ‏علي أفضل (أتمّ) ولذا اشتهر بشيخ المضيرة.‏
ومنها: إنه روي، كما في كتب كبار علمائكم مثل: شيخ الإسلام الحمويني ‏في " فرائد السمطين " باب 37، والخوارزمي في " المناقب " والطبراني في ‏‏" الأوسط " والكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " والإمام أحمد في " المسند ‏‏" والشيخ سليمان القندوزي في " ينابيع المودة " وأبو يعلى في " المسند " ‏والمتقي الهندي في " كنز العمال " وسعيد ابن منصور في " السنن " ‏والخطيب البغدادي في " تاريخه " والحافظ ابن مردويه في " المناقب " ‏والسمعاني في " فضائل الصحابة " والفخر الرازي في " تفسيره " والراغب ‏الأصفهاني في " محاضرات الأدباء " وغيرهم، رووا عن النبي (صلى الله ‏عليه وآله) أنه قال: علي مع الحق، والحق مع علي، يدور الحق حيثما دار ‏علي عليه السلام.‏
وقال (صلى الله عليه وآله): علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا ‏حتى يردا علي الحوض.‏
وأبو هريرة يترك الحق والقرآن بتركه عليا عليه السلام، ويحارب الحق ‏والقرآن بانضمامه إلى معاوية بن أبي سفيان، ومع ذلك تقولون: هو صحابي ‏جليل وغير مردود وغير ملعون!‏
ومنها: أنه روي في كتب علمائكم، مثل الحاكم النيسابوري في المستدرك ‏‏3/124، والإمام أحمد في " المسند " والطبراني في " الأوسط "، وابن ‏المغازلي في " المناقب " والكنجي الشافعي في " كفاية ‏



الطالب " الباب العاشر، وشيخ الإسلام الحمويني في " الفرائد "، والمتقي ‏الهندي في " كنز العمال " 6/153، وابن حجر في الصواعق: 74 و75.‏
عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: علي مني، وأنا من علي، من سبه فقد ‏سبني، ومن سبني فقد سبّ الله.‏
مع ذلك كله يذهب أبو هريرة إلى معاوية ويجالسه، حتى يصبح من ندماء ‏معاوية الذي كان في السر والعلن، وعلى المنابر، وعلى رؤوس الأشهاد، ‏وفي قنوت الصلوات، وخطب الجمعات، يسبّ ويلعن الإمام عليا والحسن ‏والحسين عليهم السلام.‏
وكان يأمر ولاته الفسقة الفجرة أن يقتدوا به ويفعلوا مثل فعله!‏
وأبو هريرة يركن إليه ويجامله ويجالسه ويؤاكله، ولا ينهاه عن كفره ‏ومنكراته، بل يجعل الأحاديث عن لسان النبي (صلى الله عليه وآله) في ‏تأييده وتصحيح أفعاله المنكرة، ويغوي الناس العوام، ويبعدهم من الإمام، ‏ويحرفهم عن الإسلام، ومع هذا كله لا يسقط عندكم عن درجة الاعتبار؟!!‏
الشيخ عبد السلام: هل من المعقول أن نقبل هذه التهم والمفتريات على ‏صحابي طاهر القلب؟! إنما هي من موضوعات الشيعة!!‏
قلت: نعم، ليس بمعقول أن صحابيا طاهر القلب يقوم بهذه المنكرات، لأن ‏العامل بها كائنا من كان، فإنه آثم قلبه.‏
وكل من يكذب على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ويسب الله ورسوله ‏فإنه كافر ومخلد في جهنم وإن كان من صحابة الرسول (صلى الله عليه ‏وآله)!‏
وبنص الأخبار الكثيرة الواردة في كتبنا وفي كتب كبار علمائكم ‏


الأعلام أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من سبّ عليا فقد سبّني وسب ‏ّالله سبحانه.‏
وأما قولكم: إن هذا الكلام من موضوعات الشيعة، فهو اشتباه محض ، لأنكم ‏تقيسون القضايا على أنفسكم، وأن كثيرا منكم لا يتورعون من الكذب وكيل ‏الاتهامات على شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله) من أجل الوصول إلى ‏غاياتهم الدنيوية، فيغوون بكلامهم الباطل العوام الجاهلين، ولا يخشون يوم ‏الدين ومحاسبة رب العالمين.‏
عبد السلام: إنما أنتم الشيعة كذلك! فأنت أحد علمائهم، وفي مجلسنا هذا لا ‏تتورع عن سبّ الصحابة الكرام، والافتراءات عليهم، فكيف تتورع من ‏الافتراء على علمائنا الأعلام؟!‏
قلت: ولكن التاريخ يشهد على خلاف ما تدعيه، فإن أهل البيت عليهم السلام ‏وشيعتهم منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضطهدون ومشردون ‏ومحاربون!‏
إذ أن حكومة بني أمية حين أسست قررت محاربة آل محمد (صلى الله عليه ‏وآله) وعترته الطاهرة، وأعلنوا على المنابر سبّ علي بن أبي طالب ولعنه، ‏وهو أبو العترة وسيدهم ، بل أمعنوا في السب واللعن حتى سبّوا الحسن ‏والحسين وهما سبطا رسول الله و ريحانتاه وسيدا شباب أهل الجنة.‏
وقاموا بمطاردة الشيعة حتى إذا ظفروا بهم سجنوهم وعذبوهم، وكم قتلوا ‏منهم صبرا تحت التعذيب!!‏
والمؤسف أن بعض علمائكم كانوا يساندون أولئك الظلمة ويفتون بمشروعية ‏تلك الأعمال الجنائية والإجرامية!!‏



وبعضهم يحوكون الأكاذيب والأباطيل بأقلامهم المأجورة فينسبونها على ‏الشيعة على أنها من معتقداتهم! وبناء عليها يحكمون على الشيعة المؤمنين ‏بالكفر والشرك والرفض والغلو، وما إلى ذلك من التهم والأباطيل، ‏فيزرعون في قلوب أتباعهم ، العوام الغافلين، بذور عداوة الشيعة المؤمنين.‏
عبد السلام: إن علماءنا الأعلام كتبوا عن واقعكم ولم ينسبوا إليكم ما ليس ‏فيكم، وإنما كشفوا عن أعمالكم الفاسدة وعقائدكم الباطلة، فاتركوها حتى ‏تسلموا من أقلام علمائنا الكرام.‏
الكلام في ذم أبي هريرة
ولكي يعرف الشيخ أن الشيعة لم ينفردوا في ذم أبي هريرة، بل ‏



كثير من علماء العامة ردوا عليه أيضا ورفضوا رواياته، أنقل بعض ما ‏جاء منهم في هذا المجال:‏
1ـ ابن أبي الحديد، في شرح نهج البلاغة: 4/63 ـ ط دار إحياء التراث ‏العربي، قال: وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى... أن ‏معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة ‏في علي (عليه السلام)‏، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ‏ذلك جعلا وعطايا مغرية، فاختلفوا ما أرضاه ، منهم: أبو هريرة وعمرو بن ‏العاص والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين: عروة بن الزبير...‏
وفي الصفحة 67 من الجزء نفسه ذكر ابن أبي الحديد، أن أبو جعفر قال: ‏وروى الأعمش، قال لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة، ‏جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبته ‏ثم ضرب صلعته مرارا وقال:‏
يا أهل العراق! أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله، وأحرق نفسي ‏بالنار؟!‏
والله لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن لكل نبي حرما، ‏وإن حرمي بالمدينة، ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا، فعليه لعنة ‏الله والملائكة والناس أجمعين.‏
وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها!!‏
فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة.‏
أسألكم أيها المستمعون بالله عليكم! ألا يكفي هذا الخبر وحده لرد أبي هريرة ‏وإسقاط رواياته عن الاعتبار؟! أم أن الشيخ عبد السلام ‏



يعتقد أن أبا هريرة لما كان من الصحابة، فيحق له أن يقول ما يحب ‏ويفتري ويكذب، وله أن يتهم أفضل الخلفاء الراشدين وأكملهم حسب ‏رواياتكم وهو الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وليس لأحد أن يرد عليه ‏ويضعفه أو يطعن فيه؟!‏
الشيخ عبدالسلام: لو فرضنا صدق كلامكم وصحة بيانكم فكل ذلك لا يوجب ‏لعن أبي هريرة؟! وأنا إنما استشكل عليكم وأقول: بأي دليل تلعنون أبا ‏هريرة ؟!‏
قلت: بديل العقل والنقل أنه: لا يسب النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ملعون، ‏وحسب الأخبار والأحاديث المعتبرة المروية عن طرقكم والمسجلة في كتب ‏كبار علمائكم، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:‏
من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله سبحانه وتعالى.‏
وأبو هريرة كان من الذين يسبون عليا (ع)، وكان يجعل الأحاديث في ذمه ‏‏(ع) ليشجع المسلمين الغافلين والجاهلين على سب أمير المؤمنين ‏(عليه ‏السلام)‏.‏
أبو هريرة مع بسر بن أرطأة
2ـ ذكر الطبري في " تاريخه " وابن الأثير في " الكامل " وابن أبي الحديد ‏في " شرح النهج " والعلامة السمهودي وابن خلدون وابن خلكان، وغيرهم: ‏أن معاوية حينما بعث بسر بن أرطأة، الظالم الغاشم، إلى اليمن لينتقم من ‏شيعة الإمام علي (عليه السلام) كان معه أربعة آلاف مقاتل، فخرج من ‏الشام ومر بالمدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف وتبالة ونجران وقبيلة ‏أرحب ـ من همدان ـ وصنعاء ‏



وحضر موت ونواحيها، وقتلوا كل من ظفروا به من الشيعة في هذه البلاد، ‏وأرعبوا عامة الناس، فسفكوا دماء الأبرياء، ونهبوا أموالهم، وهتكوا ‏حريمهم، وقضوا على كل من ظفروا به من بني هاشم حتى لم يرحموا ‏طفلي عبيد الله بن العباس ـ ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ ‏وكان واليا على اليمن من قبل الإمام علي (عليه السلام)‏.‏
وذكر بعض المؤرخين: أن عدد الذين قتلوا بسيوف بسر وجنده في تلك ‏السرية بلغ ثلاثين ألفا!!‏
وهذا غير عجيب من معاوية وحزبه الظالمين، فإن التاريخ يذكر ما هو ‏أدهى وأمر من هذا الأمر.‏
والجدير بالذكر أن أبا هريرة الذي تعظموه غاية التعظيم، ولا ترضون بذكر ‏مثالبه ولعنه كان قد رافق بسرا في رحلته الدموية وحملته الإرهابية الدموية، ‏وخاصة جناياته على أهل المدينة المنورة، وما صنع بكبار شخصيات ‏الأنصار، مثل: جابر بن عبدالله الأنصاري، وأبي أيوب الأنصاري إذ حرقوا ‏داره! وأبو هريرة حاضر وناظر ولا ينهاهم عن تلك الجرائم والجنايات!!‏
بالله عليكم أنصفوا!!‏
أبو هريرة الذي صحب النبي (صلى الله عليه وآله) مدة ثلاث سنوات ‏ويروي خمسة آلاف حديث عنه (صلى الله عليه وآله)، هل من المعقول أنه ‏لم يسمع الحديث النبوي المشهور الذي يرويه كبار العلماء والمحدثين، مثل ‏السمهودي في " تاريخ المدينة " والإمام أحمد بن حنبل في " المسند " وسبط ‏ابن الجوزي في " التذكرة " وغيرهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه ‏قال:‏
" من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة ‏



والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ".‏
وقال (صلى الله عليه وآله): " لعن الله من أخاف مدينتي ـ أي أهل مدينتي ‏ـ ".‏
وقال (صلى الله عليه وآله): " لا يرد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في ‏النار ذوب الرصاص ".‏
فهل من المعقول أن أبا هريرة ما سمع واحدا من هذه الأحاديث الشريفة؟!‏
إنه سمع! ومع ذلك رافق الجيش الذي هاجم المدينة المنورة وأخاف أهلها، ‏ثم وقف بجانب معاوية المارق على إمام زمانه علي بن أبي طالب عليه ‏السلام، وهو يومئذ خليفة رسول الله بحكم بيعة أهل الحل والعقد في المدينة ‏المنورة.‏
فانضم أبو هريرة إلى معاوية مخالفا لأمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن ‏أبي طالب، بل محاربا له عليه السلام، وما اكتفى بكل هذه الأمور المنكرة ‏حتى بدأ يجعل الأحاديث المزورة والأخبار المنكرة في ذم ولي الله وحجته ‏علي بن أبي طالب عليه السلام، برواية يرويها عن رسول الله (صلى الله ‏عليه وآله)، وحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم حاشاه من ذلك كله.‏
والعجيب، أن مع كل هذه الأمور المفجعة والقضايا الفظيعة، قول القائل: إنه ‏لا يجوز لعن أبي هريرة وطعنه، لأنه من صحابة النبي (صلى الله عليه ‏وآله)!‏
وفي منطق أبي هريرة يجوز سب الإمام علي عليه السام ولعنه والعياذ بالله ‏وهو أكرم الصحابة وأفضلهم، وأحب الناس إلى الله ورسوله (صلى الله عليه ‏وآله).‏
الشيخ عبد السلام: الله الله! كيف تقول هكذا في شأن أبي هريرة وهو أعظم ‏راو وأوثق صحابي؟!‏



فالطعن واللعن رأي الشيعة، وأما رأي عامة المسلمين في أبي هريرة، فإنهم ‏يعظموه ويحترموه ويجلوه عن كل ما تقولون.‏
قلت: إن ما قلناه فيه لم يكن رأي الشيعة فحسب، بل هو رأي كثير من ‏علمائكم ورجالكم، حتى الخليفة الثاني عمر الفاروق، فقد ذكر المؤرخون، ‏كابن الأثير في الكامل في حوادث عام 23، وابن أبي الحديد في شرح النهج ‏‏2/104ط مصر وغيرهما، ذكروا: أن عمر بن الخطاب في سنة 21 أرسل أبا ‏هريرة واليا على البحرين، وأخبر الخليفة بعد ذلك بأن أبا هريرة جمع مالا ‏كثيرا، واشترى خيلا كثيرة على حسابه الخاص، فعزله الخليفة سنة23 ‏واستدعاه، فلما حضر عنده، قال له عمر: يا عدو الله وعدو كتابه، أسرقت ‏مال الله؟!‏
فقال: لم أسرق، وإنما هي عطايا الناس لي.‏
ونقل ابن سعد في طبقاته 4/90، وابن حجر العسقلاني في " الإصابة " وابن ‏عبد ربه " العقد الفريد " الجزء الأول، كتبوا: أن عمر حينما حاكمه قال له: ‏يا عدو الله! لما وليتك البحرين كنت حافيا لا تملك نعالا، والآن أخبرت بأنك ‏شريت خيلا بألف وستمائة دينار!!‏
فقال أبو هريرة: عطايا الناس لي وقد أنتجت.‏
فغضب الخليفة وقام وضربه بالسوط على ظهره حتى أدماه! ثم أمر ‏بمصادرة أمواله، وكانت عشرة آلاف دينار، فأوردها بيت المال.‏
وقد ضرب عمر أبا هريرة قبل هذا، كما ذكر مسلم في صحيحه 1/34 قال: ‏في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضرب عمر أبا هريرة حتى سقط ‏



على الأرض على قفاه!‏
ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/360 ط مصر أنه قال أبو جعفر ‏الإسكافي: وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا، غير مرضي الرواية، ضربه ‏عمر بالدرة وقال : قد أكثرت من الرواية، أحرى بك أن تكون كاذبا على ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله).‏
وذكر ابن عساكر في تاريخه، والمتقي في " كنز العمال ": أن الخليفة عمر ‏بن الخطاب زجر أبا هريرة، وضربه بالسوط، ومنعه من رواية الحديث ‏ونقله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال له: لقد أكثرت نقل الحديث ‏عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول الله ‏‏(صلى الله عليه وآله)!! وإذا لم تنته عن الرواية عن النبي (صلى الله عليه ‏وآله) لأنفينك إلى قبيلتك دوس، أو أبعد إلى أرض القردة.‏
ونقل ابن أبي الحديد في شرحه 1/ 360 ط مصر، عن أستاذه جعفر ‏الإسكافي، أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ألا إن ‏أكذب الناس ـ أو قال: أكذب الأحياء ـ على رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) أبو هريرة الدوسي.‏
وذكر ابن قتيبة في " تأويل مختلف الحديث " والحاكم في الجزء الثالث من " ‏المستدرك " والذهبي في " تلخيص المستدرك " ومسلم في صحيحه، ج2 في ‏فضائل أبي هريرة: أن عائشة كانت تقول مرات وكرات: أبو هريرة كذاب، ‏وقد وضع وجعل أحاديث كثيرة عن لسان النبي (صلى الله عليه وآله)!!‏
فأبو هريرة لم يكن مرفوضا وكذابا عندنا فحسب، بل هو مردود ‏



وكذاب عند سيدنا الإمام علي عليه السلام، وعند مولاكم عمر الفاروق، ‏وعند أم المؤمنين عائشة، وعند كثير من الصحابة والتابعين، والعلماء ‏المحققين!!‏
كما إن شيوخ المعتزلة وعلماء المذهب الحنفي كلهم رفضوا مروياته ‏وردوها، وأعلنوا: أن كل حكم وفتوى صدرت على أساس رواية عن طريق ‏أبي هريرة، باطل وغير مقبول.‏
كما أن النووي في " شرح صحيح مسلم " في المجلد الرابع يتعرض لهذا ‏الأمر بالتفصيل.‏
وكان إمامكم الأعظم أبو حنيفة يقول: أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ‏كلهم عندي ثقات وعدول، والحديث الواصل عن طريقهم عندي صحيح ‏ومقبول، إلا الأحاديث الواصلة عن طريق أبي هريرة وأنس بن مالك ‏وسمرة بن جندب، فلا أقبلها، وهي مردودة ومرفوضة.‏
(وصل الحديث إلى هنا فصار وقت صلاة العشاء).‏
وبعد أداء الصلاة وتناول الشاي.‏
قلت: نظرا إلى ما سبق من أقوال العلماء والأئمة حول أبي هريرة ونظرائه، ‏لا بد لنا أن نحتاط في قبول مطلق الأحاديث، والاحتياط الذي هو سبيل ‏النجاة يقتضي التحقيق والتدقيق في ما يروى عن النبي (صلى الله عليه ‏وآله).‏
وكما ورد عنه (صلى الله عليه وآله): كلما حدثتم بحديث عني فاعرضوه ‏على كتاب الله سبحانه، فإذا كان موافقا فخذوه، وإن كان مخالفا لكلام الله ‏تعالى فاتركوه.‏

mhn
22-06-2010, 05:42 PM
هذا المقال
سويتها من كتاب ليالي بيشاور