المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد عمار الحكيم يهدد بالأنسحاب من الحكومه المقبله اذا لم تكن حكومه خدمه وطنيه


فالكون
22-06-2010, 10:08 PM
http://www.burathanews.com/media/pics/1277202721.jpg



قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم : " نحن منفتحون على أي خيار ، أي شخصية وطنية مقبولة من الأطراف الوطنية يمكن أن تحظى بمقبولية داخل التحالف الوطني وبين الأطراف الوطنية الأخرى يمكن ان نساندها ،
ليس لدينا إصرار على حالة محددة ، ونعتقد ان تشكيل الحكومة هي الخطوة الأساسية التي يجب ان نعتمدها وأن هذه الأزمة تترك آثاراً ومضاعفات خطيرة على الشعب العراقي ولذلك علينا ان نتحلى بالمسؤولية والشجاعة في حلّها " .
جاء ذلك في الحوار الشامل الذي أجراه مراسل قناة العربية الفضائية الاثنين 21\6\2010 ، مع سماحته في مكتبه ببغداد .
كما تم التطرق في هذا الحوار الى العديد من المواضيع في الساحة الوطنية إضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام بالشأن العراقي .
وفيما يلي نص المقابلة التلفزيونية ....
المرجعية ودورها في حماية أبناء الشعب العراقي ..
المراسل / هل كان هناك دفع من المرجعية الدينية لاندماج الائتلافين الوطني ودولة القانون ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / حتى هذه اللحظة ليس هناك من اندماج بل تحالف بين الائتلافين وأعلن عن هذا التحالف بمؤتمر صحفي لمدة عدة أسابيع من تحديد الاسم وكان الحديث عن الاسم الذي يجمع الائتلافين وصادف ان اتفقت اللجان المفاوضة والمختصة بهذا الشأن في اليوم الذي كنت فيه متوجهاً لزيارة الإمام السيد السيستاني وأخبرت وأنا في طريقي لسماحته ولم يجري حديث في اللقاء عن هذا الموضوع ولكن بعد اللقاء وجّه لي سؤال من احد الصحفيين في هذه القضية وقلت إنني أخبرت على ان هناك اتفاق على اسم لهذا التحالف سيعلن في غضون ساعات وبالفعل أعلن في مساء ذلك اليوم ، فالمسألة ليست ذات صلة بالإمام السيد السيستاني من قريب ولابعيد وأيضاً هو ليس اندماج ولم يعلن عنه في ذلك اليوم وإنما حدد الاسم فيه حيث كان قد أعلن عن هذا التحالف قبل عدة أسابيع من هذا التاريخ .
المراسل / كيف تقيّمون دور المرجعية الدينية في العراق اليوم في التحالفات السياسية والاصطفاف والتأثير في المشهد العراقي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / من الواضح ان المرجعية الدينية لها دور الحماية للمشروع السياسي العام في العراق والدفاع عن أبناء الشعب العراقي بكل ألوانهم وأطيافهم وهي التي قررت هذا المنهج بأن لايكون لها موقف في التفاصيل حينما تكون هناك مخاطرة وأزمة سياسية خانقة تكاد ان تعصف بالمشروع السياسي العراقي ، تسعى ان تقدم نصائحها للسياسيين وأما الخوض في التفاصيل فهذه القضية متروكة للأطراف السياسية هذا ما وجدناه في الأزمة الأخيرة ايضاً بحيث ان سماحة الإمام السيستاني لم يبدي رأياً في تفاصيل التحالفات أو في طريقة تشكيل الحكومة وإنما نصح جميع الساسة بالإسراع بتشكيل الحكومة من خلال التفاهم بين الأطراف الفائزة .
التحالفات الوطنية ..
المراسل / إلى أين انتم سائرون في ظل عدم وجود جهة قانونية تصادق على تحالف الائتلاف الوطني ودولة القانون ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لم يرسل طلب إلى المحكمة الاتحادية وإنما أرسلت نسخة من الإعلان الى المحكمة وهي نشرتها على الموقع الرسمي للقضاء ، بحسب التفسير الذي أبدته المحكمة الدستورية أنه أية كتل نيابية تتشكل من تحالفات من الكتل الفائزة يشعر بها رئيس مجلس النواب من دون تحديد هل هو الرئيس الأكبر سناً ، وعلى هذا الأساس سلمت رسالة لرئيس السن وايضاً أرسلت نسخة من هذه الرسالة الى المحكمة الاتحادية والى رئيس الجمهورية للاطلاع وليس للمصادقة .
المراسل / كنتم الأقرب الى التحالف مع القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور أياد علاوي ولكن أعلن تحالفكم مع دولة القانون هناك من يتحدث عن ضغط إيراني الى التحالف الأخير لمنع السيد أياد علاوي من منصب رئاسة الحكومة مما أسرعتم الى اعلان التحالف قبل الجلسة الأولى للبرلمان ، مارأيكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / الحقيقة نحن قريبون من الجميع تحدثنا عن حكومة الشراكة الوطنية والتي يكون الجميع فيها حاضراً ونعتقد ان ليس من مصلحة العراق ان يكسر احد او يهمش احد في هذا البلد ، مصلحتنا ان نكون جميعاً مجتمعين وهذا ما تحدثنا به ونحن قريبون من القائمة العراقية ومن التحالف الكردستاني ولكننا ايضاً قريبون من ائتلاف دولة القانون والجميع يعرف كان هناك محاولات لان تكون القائمتين ضمن قائمة واحدة قبل الانتخابات وايضاً الائتلافين اجريا حوارات طويلة استمرت عدة أشهر وصولاً للإعلان عن هذا التحالف واستغرقت عدة أسابيع حتى يتم تحديد اسم لهذا التحالف ، المسألة لم تكن وليدة ليلة او ضغوط من طرف محدد لاشك ان دول المنطقة إيران وغيرها من الدول المجاورة للعراق لها وجهة نظر للواقع العراقي ولها مصالحها بنظرة معينة ولكننا تواقون دائماً ان ننطلق من المصلحة الوطنية العراقية ومن تقديراتنا للموقف الوطني لحسم هذه الأمور وايضا نجري المشاورات مع مختلف الدول الكريمة ، هناك اتصالات مع دول عربية و دول إسلامية محيطة بالعراق ومع المجتمع الدولي والدول الصديقة للعراق ونعتقد ان إجراء مثل هذه المشاورات أمر مستحسن ولكن الأمر والقرار يجب ان يكون عراقياً اولاً وأخيراً .
التحالف الوطني والشراكة الوطنية ..
المراسل / هناك من يرى في التحالف الذي أعلن بين الائتلاف الوطني ودولة القانون بأنه إعادة إلى المربع الأول أي انه قريب من الائتلاف الموحد الذي كان قبل هذه الانتخابات أي تحالف شيعي شيعي بعيداً عن الشعارات الوطنية التي رفعت من قبلكم كمبدأ الشراكة الوطنية الذي رفع أثناء الانتخابات وبعدها ، ماذا تقول ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نقدر كل القراءات والتحليلات ومن المعروف ان الوطنية والخصوصية هي ليست في صرف الانتماء التي يحملها كلّ منا شئنا ام أبينا ، الوطنية هي بالمناهج والخطط والسلوك والأداء وطبيعة الانفتاح الذي يمارسه الإنسان مع بقية الأطراف ويعزز هذا التوجه ويخدم المواطنين بعيداً عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسياسية ، إذا أردنا ان ننظر الى الشخوص فقط فاننا نجد قوائم أخرى فيها كثافة من الفائزين من لون معين في هذه القائمة او تلك كثافة مذهبية او قومية فهل يتهم جميع العراقيين بأنهم ليسوا وطنيين ، طبعاً هذا ليس بالشيء الصحيح ، الصحيح البرامج والخطط والأداء والسلوك ولو أريد من هذين الائتلافين ان يشكلا حكومة بمعزل عن الآخرين ويستبعدا الأطراف الأخرى لكانت هذه الرؤية صحيحة ولكان هذا التحالف تحالف طائفي ولكن حينما نتحدث عن الشراكة الوطنية والشراكة تتطلب حضور كل الأطراف فبالتالي ان نبدأ بخطوة ونردفها بخطوات لذلك نحن لن نكون شركاء في حكومة تبعد طرفاً فائزاً من أطراف الساحة العراقية لأننا نؤمن إيمان عميق بالشراكة الوطنية .
المراسل / هل تتوقعون استمرار تحالفكم مع ائتلاف دولة القانون خاصة وأنكم حتى هذه الساعة لم تختاروا رئيساً للتحالف ولم يتم التوافق على رئاسة الحكومة ، من هو مرشح الائتلاف الوطني لهذا المنصب ، وما هي الآلية التي ستعملون عليها ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / الحقيقة ان ما نركز عليه دائماً هو البرنامج الذي يمكن ان يحقق نجاحات للحكومة القادمة وان يفي بالمتطلبات التي يتطلع اليها المواطن العراقي الذي يعيش الأزمات الخدمية والأمنية الضاغطة في حياته اليومية ، نبحث عن نجاح واي خطوة تساعد على هذا النجاح وتدعم سنتماشى معها ، التحالف الوطني بني على ثوابت وأسس ومتى ما كانت الأطراف ملتزمة بهذه الثوابت سنكون مصطفين ومتى ما تخلّوا عن هذه الثوابت فلكل حادث حديث ، الأساس هو النجاح والوصول الى حكومة ناجحة والالتزام بالثوابت التي تجمعنا في اطار الحالة الأوسع وهي الحالة الوطنية الاشمل .
ما يرتبط بتسمية رئيس لهذا التحالف طبعاً هناك دراسة لهذا الموضوع وتوجّه الى ان تكون هناك رئاسة دورية للتحالف وهي قضية شكلية بالنسبة لكتلة نيابية ممكن ان تنظم مساراتها بالطريقة التي تراها مناسبة ، موضوع الترشيح لرئاسة الوزراء هي قضية أساسية من القضايا المطروحة اليوم ونحن تعاملنا بمرونة كبيرة وقلنا ان كان هناك تصلب للأطراف على خياراتها فبالإمكان اخذ أكثر من مرشح من التحالف الوطني الى الساحة الوطنية ونشرك شركائنا في الوطن وهم شركائنا الأساسيين ومقتضى الشراكة الحقيقية التي نتحدث عنها في حكومة الشراكة ان نشركهم من الخطوة الأولى ونعرض آرائنا في خياراتنا ولانفرض شخصاً محدداً على الآخرين وان لم يكن من تصلب فيمكن ان نرفع اليد عن كل هذه الأسماء الكريمة ونأتي بمرشح مستقل وشخصية مقبولة وطنية لنسانده جميعاً وليس بالضرورة ان يكون رئيس الوزراء ممثلاً لكيان سياسي محدد يمكن ان يكون شخصية مستقلة يحظى بقبول الجميع وبإسناد جميع الأطراف ، نحن منفتحون على كل هذه الخيارات ونبحثها مع الإخوة في التحالف الوطني والإخوة في الأطراف الوطنية الأخرى ، والائتلاف الوطني ليس لهم مرشح واحد الإخوة في التيار الصدري لهم مرشح والمجلس الأعلى يمكن ان يكون له مرشح ولكننا في المجلس الأعلى حرصنا على ان لانكون طرفاً في الأزمة وان لانكون سبب في المشكلة نريد ان نكون طرف في الحل ولذلك لم نسمي مرشحنا بشكل رسمي حتى هذه اللحظة لدينا مرشح فان كان من تصلب من الأطراف الأخرى فان المجلس له مرشح وان كان من مرونة فيمكن رفع اليد عن كل المرشحين والانتهاء الى شخصية مستقلة تحظى بمقبولية جميع الأطراف الوطنية .
المهم تحقيق النجاح ..
المراسل / سمعت من الإعلام ان هناك تقارب بين العراقية وائتلاف السيد المالكي ، هناك ربما الصدريون سيذهبون مع هذا التحالف لتهميش الائتلاف الوطني وبالتحديد المجلس الأعلى ، وايضاً هناك العكس بان سيكون هناك تحالف بين الائتلاف الوطني والعراقية لتهميش دولة القانون لتمسكها بمرشح واحد وهو السيد المالكي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن مع أي خيار دستوري يعني أي طرف من الأطراف يستطيع ان يوفر الغالبية المطلقة فهو من حقّه ان يشكل حكومة ونحن مع هذه الخيارات ، أما نحن كمجلس أعلى ندخل او لاندخل في أي من هذه الخيارات المعيار في دخولنا وعدمه هو فرص النجاح الحقيقية التي تتوفر للحكومة نحن عزمنا أمرنا في المجلس الأعلى على ان لانكون طرفاً في حكومة ليس لها أفق للنجاح ، ليس المهم من يحكم وليس المهم ان نكون طرفاً في السلطة المهم ان نحقق النجاح لأبناء شعبنا .
المراسل / اذا لم يتم التوافق بينكم على اسم رئيس الوزراء هل تتوقع ان يكون من خارج الائتلاف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن منفتحون على أي خيار ، أي شخصية وطنية مقبولة من الأطراف الوطنية يمكن ان يمارس هذا الدور وتحظى بمقبولية داخل التحالف الوطني وبين الأطراف الوطنية الأخرى يمكن ان نساندها ، ليس لدينا إصرار على حالة محددة ، إن كان من إصرار للآخرين فيمكن ان يكون مرشح المجلس احد الخيارات وان كان مرونة للآخرين فنحن منفتحون على كل الخيارات ونعتقد ان تشكيل الحكومة هي الخطوة الأساسية التي يجب ان نعتمدها ، هذه الأزمة تترك آثاراً ومضاعفات خطيرة على الشعب العراقي ولذلك علينا ان نتحلى بالمسؤولية والشجاعة في حلّها .
المراسل / سماحتكم التقيت بأغلب قيادات الكتل السياسية ولك علاقات جيدة مع الجميع ، أثناء المباحثات أين تجد التصلب ومن يتمسك بالرأي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / القضية ليست سراً والمواقف واضحة أمام وسائل الأعلام وليس المهم من هو متصلب ولكن المهم كيف نعالج التصلب نقف عند المشكلة ونعالج هذه الظواهر الخطيرة لأننا نعتقد انه من الممكن ان تتحول هذه الى سنّة في العمل السياسي والى سابقة في أن تصلب هذا الطرف او ذاك في موقعه وطموحاته الشخصية حتى لو كانت على حساب المصالح العامة فهذا شيء لاينبئ بخير ويجعلنا أمام تشاؤم أمام العملية السياسية والنظام الديمقراطي الذي أوجدناه ، اعتقد ان ماهو اخطر من الإرهاب والقاعدة هو ان يصل الجمهور العراقي الى حالة من الإحباط من النظام الديمقراطي والتعددية السياسية في البلاد او من القوى السياسية التي لها تأريخ نضالي طويل ووقفت وساندت هذا الشعب لعقود طويلة من الزمن ، يرى الشعب اليوم ان هذا الطرف او ذاك الطرف يبحث عن مصالح شخصية او قضايا خاصة ومحاولات وصول للسلطة هذا هو الخطر الكبير الذي علينا ان نتجاوزه .
الولايات المتحدة.. لم تأت بجديد ..
المراسل / اليوم هناك سيناريو كبير مطروح من قبل واشنطن وتحديداً ما نقله مساعد وزير الخارجية الأمريكية الذي التقى بسماحتكم أيضا ، ما هو هذا السيناريو وهل سيحل الأزمة وهل عرض عليكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / في اللقاء الذي تم بيننا لم يتم الحديث عن سيناريو وكان يستشف عن آرائنا ويسألنا عن تصورنا لحل الأزمة ، الولايات المتحدة بحكم قربها من الوضع السياسي العراقي على مدار السنوات الماضية تسعى لتقارب وجهات النظر بين العراقيين ولكن بحسب تقديري لحد الآن لم تأت بجديد ولم تقدم حلول واقعية وجدية لحل الأزمة وهي تستمزج الآراء أكثر من ان يكون لها رؤية واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق حتى هذه اللحظة ، هناك تصريحات متناقضة سلباً او ايجاباً حول اقتراحات او خيارات قد تكون هي أمنيات تقدم من هذا الطرف او ذاك ولكن لم نلمس مشروعاً جدياً واضحاً من خلال اللقاءات التي تمت .
المراسل / القائمة العراقية لازالت حتى اليوم متمسكة بحقها في تشكيل الحكومة لماذا لا تعطون العراقية الفرصة فإذا استطاعت من تشكيل الحكومة فلتشكل وإذا لم تستطيع تكلف القائمة التي تلي العراقية ، هناك من يقول ان هناك خوف لدى التحالف الوطني من قدرة العراقية على تشكيل الحكومة ؟
المهم أن تكون المرجعية قانونية ..
سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد أننا أمام أي خيار دستوري ، اذا كانت الخيارات الدستورية تدفع بأي اتجاه سنقف وندعم الدستور والخيارات الدستورية وحينما نختلف في تفسير بعض المواد فعلينا الرجوع الى المحكمة الاتحادية وهي المرجع في القضايا التي يحيط بها الغموض وتكون مورد الاختلاف بين الأطراف السياسية ، وهذا ما عملنا عليه على مدار السبع سنوات الماضية وسنعمل به لاحقاً ، فإذا كان تفسير المحكمة الاتحادية لصالح أي طرف فسنكون مع هذا الخيار بالتأكيد واعتقد ان طبيعة التفاهمات التي نمتلكها مع كافة الأطراف لاتجعلنا قلقين من أيّ من هذه الخيارات .
المراسل / اليوم الخلاف في تفسير الدستور ، كيف نستطيع عبور مرحلة التفسير ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / دائماً هناك ثوابت نعتمد عليها في نظامنا الديمقراطي وإذا كانت المحكمة الاتحادية وقراراتها ورؤيتها وتفسيراتها تكون مورد تأويل فهذه إشكالية سوف توقعنا في الكثير من المطبات اللاحقة وقد تمكنا من التخلص من الأزمات في ظروف سابقة وكل الأطراف استفادت من هذا الأمر ، حينما نرجع الى مرجعية قانونية متفق عليها كما تبانينا عليها في الدستور وكما هو معمول عليها في كل مكان ، واعتقد ان هذا هو الأساس المهم يمكن لكل منا ان يحصل على مايريد أحياناً ولايحصل على مايريد أحياناً أخرى ولكن المهم ان تكون المرجعية قانونية في كل الأزمات والإشكاليات حينما نختلف .
المراسل / تحدث الدكتور علاوي عن وجود مخطط لاغتياله وهناك تقارير من الجانب الأمريكي وايضاً من قبل أعضاء في الحكومة العراقية ، هذه الإنباء ألا تعود بالعراق الى مربع العنف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان القيادات العراقية تتعرض للاستهداف وان بعض هؤلاء القادة استشهدوا في سنوات سابقة وهذه الأفكار تواجهنا في ساحة حساسة كالوضع العراقي وحينما نستمع الى مخططات من هذا النوع فهي مقنعة وحينما تتأكد من جهات رسمية فتصبح نسبة القلق اكثر لدينا ونحن نتضامن مع أي حالة من هذا النوع ويجب ان نتبانى في ان لاتكون هناك أي ثغرة في نظامنا السياسي وفي منظومتنا الأمنية تسمح بمثل هذه الاختراقات التي تفجر الوضع السياسي وتسيء الى العملية السياسية برمتها وللواقع الأمني في العراق .
الكرد شركاء أساسيون ..
المراسل /عقدت جلسة البرلمان الأولى ولازالت مفتوحة والوفد الكردي يجري مباحثات في بغداد وهناك تصريحات من التحالف الوطني بأن الوفد الكردي هو أقرب من التحالف الوطني ، على أي أساس بنيت هذه التوقعات بأن الكرد أقرب الى تحالفكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بداية لابد من الإشارة الى أن الجلسىة المفتوحة هي واحدة من البدع السياسية التي لا نجد لها أساس في الدستور ويؤسفنا ان تقنّن الأمور وتتحول الى سابقة دون ان يكون لها ما يؤيدها دستورياً ونحن لا نتماشى مع جلسة مفتوحة بهذه الطريقة ولا مع إبقائها مفتوحة الى إشعار غير معلوم والشعب يعيش هذه الظروف الصعبة مما يدعونا إلى الاستعجال بهذا الأمر ، وكذلك ان يتنصل بعض السادة النواب عن أداء القسم واليمين للحفاظ على مواقع تنفيذية كانت لهم في الحكومة السابقة ولفرض تفسيرات بان الحكومة ليست لتصريف الأعمال وما الى ذلك ، هذه ايضاً سابقة لاتتواءم مع تفسيرات صريحة في الدستور ، علينا ان نحافظ على الدستور ونلتزم به مالم يتم تعديل بعض فقراته بإجماع العراقيين وباستفتاء شعبي ، مثل هذه السلوكيات والإجراءات تخاطر بالحفاظ الكامل على الدستور ، من ناحية أخرى نحن في المجلس الأعلى والائتلاف الوطني نجد أنفسنا قريبين من الأطراف السياسية ولا شك ان الإخوة الكرد هم شركاء أساسيين في العملية السياسية فهناك تأريخ نضالي مشترك وهناك عمل كبير لمواجهة الديكتاتورية ونظام صدام في ظروف سابقة ولكن هذه العلاقات ليست بالضد من أطراف أخرى ونعتقد أننا في الفسيفساء العراقي وهذا التنوع الطيب والمهم نجد أنفسنا قريبين من كل الأطراف .
الدستور أساس الحل ..
المراسل / السيد مسعود البارزاني قال بان الأكراد لم يضعوا بيضهم في سلة واحدة حتى الآن وأن لهم مطالب من ضمنها المادة 140، برأيكم كيف يمكن حل وضع كركوك ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد اننا يجب ان ننطلق من الدستور والقوانين النافذة كأساس لوضع الحل ونحن في المجلس الاعلى يحمل نظرية السلة الواحدة لمعالجة الأزمات ومن هنا دعونا الى طاولة مستديرة في الائتلاف الوطني ولا زلنا نعتقد انه المدخل الأساسي والمهم لتجتمع كل الأطراف وتوضع هذه الملفات الساخنة التي ليست من حق طرف واحد أن يبت فيها وإنما هي قضايا وطنية عامة .
ومن هنا فكركوك كركوكية ولا بد ان ينظر لها من هذه الزاوية ، فيها تنوع طيب وفيها حساسيات عديدة وهناك ظروف وحساسيات وطنية وإقليمية ، موضوعة كركوك هي واحدة من الموضوعات الأساسية التي تحتاج إلى توافق وطني والى ملاحظة المصالح الحقيقية لأبناء هذه المحافظة وللعراقيين جميعاً وللأوضاع الإقليمية والدولية حتى نستطيع ان نضع الحلول والمعالجات الناجحة والمناسبة .
المراسل / من يؤيد الطاولة المستديرة ومن يعارضها ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / الطاولة المستديرة هي طاولة الشجعان ، نحن بحاجة الى شخصيات تلتزم بالشجاعة في نكران الذات والشجاعة في الحوار مع الرأي الآخر والشجاعة في تغليب المصالح الوطنية العامة والشجاعة في مواجهة المجهول ولكن يبدو ان بعض السياسيين يتخوفون من الجلوس على الطاولة خشية من ان يصارحوا او يواجهوا بمعلومات او قضايا أساسية ، لاحظنا ان بعض الأطراف سارعوا في التعبير عن انسجامها مع هذه الفكرة فيما تردد آخرون عن القبول مما جعل هذا المشروع متلكأ حتى الآن . وانا لا زلت على عقيدة بأن طاولة مستديرة يشهد عليها أطراف يمكن ان تمثل مدخلاً مهماً لتوحيد الرؤية في البرنامج الذي يعتمد من الحكومة للسنوات الأربع القادمة في تحديد الاولويات المطلوبة وفي وضع المعايير والمواصفات للشخصيات التي ترشح للمواقع السيادية وفي النظر في مثل هذه الملفات الساخنة والمعقدة والتي تحتاج لتوافق وطني لمعالجتها ضمن السلة الواحدة .
الخدمات قضية مخجلة ومحرجة ..
المراسل / هناك تذمر شعبي واسع في الشارع العراقي بسبب التأخير في تشكيل الحكومة ، ونحن نسأل سماحتكم كسياسي وقيادي في الصف الأول في العراق متى تشكل الحكومة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / حقيقة هو مخجل ومحرج ان تمر هذه الشهور العديدة ولا نستطيع ان نشكل حكومة والقرار بيد القيادات العراقية اذا اتفقوا وتعاملوا بمرونة فبالإمكان وخلال 48 ساعة ان نشكل حكومة فلا احد يتحدث عن تهديدات أمنية او دخول القاعدة كما تتذرع بها في كل قضية ، أو أوضاع دولية او ما شابه ذلك ، هذا القرار بيد العراقيين اذا ما جلسوا وتحلوا بالمرونة يمكن ان يعالجوا هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن والتصلب من بعض الأطراف هو الذي يؤدي الى هذه المضاعفات .
المراسل / بالنسبة لتظاهرات محافظة البصرة حول تردي الكهرباء ، أنتم متهمون بإثارة هذه التظاهرات ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اذا كنا نحن نمثل الشعب العراقي فهذا شرف وفخر لنا وما نعرفه ان عشرات الألوف من مواطني البصرة على مختلف ألوانهم وأطيافهم خرجوا وعبروا عن وجهة نظرهم ومما يثير الغضب والأسف الشديد أن يكون التعامل معهم بهذه الطريقة ، الحكومة التي تحترم شعبها لا تطلق النار والرصاص الحي في صدورهم واعتقد ان هذه المسيرة جاءت لتعبر عن مطلب حق وأزمة حقيقية خانقة يعيشها المواطنون وإذا ما حصلت بعض التصرفات التي عبرت عن غضب ويأس المواطنين فيجب ان لاتعالج من خلال استخدام النار وقتل الناس بهذه الطريقة ، ما نجده في الدول المتحضرة استخدام خراطيم الماء والغازات المسيلة للدموع وقوات خاصة للتعاطي مع الحالات الغاضبة هي السلوكية المعتمدة وليست الأسلحة المتوسطة والخفيفة تستخدم في صدور المواطنين ، نشعر بأسف كبير من هذا التعامل ونعتقد أننا بحاجة لوقفة جادة وحقيقية أمام هذه السلوكيات .
الرؤية الوطنية التوافقية تسهل تشكيل الحكومة ..
المراسل / هل تتوقعون تشكيل الحكومة في الشهر الثامن ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن ملزمون بنصوص دستورية واضحة تشير الى ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية خلال 30 يوماً من تاريخ انعقاد مجلس النواب وأتمنى ان لانقع في خرق دستوري آخر إضافة للخروقات التي وقعنا بها ونلتزم بهذه المدة الزمنية ، انتخاب الرئيس يسبقه انتخاب رئيس مجلس النواب يلحقه تكليف رئيس الوزراء مما يتطلب سلة واحدة، المشاورات المكثفة التي تجريها الأطراف السياسية في الأيام القليلة المقبلة وما يتم خلال هذه الأيام نتمنى ان تفضي الى رؤية وطنية توافقية تسهل عملية تشكيل الحكومة .
المراسل / هل سيؤثر التأخير في تشكيل الحكومة على موعد الانسحاب الأمريكي من العراق ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نتمنى ان لايؤثر نحن سعداء بان تطبق الاتفاقية بحذافيرها والقوات الأجنبية تخرج من العراق ضمن الجداول الزمنية المحددة ونتمنى ان تكون المؤسسة الأمنية والعسكرية العراقية بمستوى الجهوزية للاضطلاع بمسؤولياتها بالكامل .
المراسل / كلمة أخيرة لسماحتكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بتواضع شديد أقول لجميع الساسة الكرام انزلوا من بروجكم العاجية وانظروا لمحنة هذا الشعب والظروف الضاغطة التي تواجه المواطنين في الخدمات والأمن ، في الحياة اليومية وفرص العمل وفي رغبتهم أن يعيشوا كما يعيش مواطني الدول المجاورة لنا وهي أقل منّا ثروة وإمكانات وفرص وتعاملوا بمرونة فالدنيا لاتنتهي ، إذا لم يحصل أي من الأطراف على ما كان يتمناه من هذا الموقع أو ذاك ويمكن أن نعوض ذلك في السنوات القادمة .
تمنياتي للشعب العراقي أن يكون صبورا وثابتاً ومثابراً ومواصلاً للمشوار .

غرام حسيني
24-06-2010, 01:03 AM
حفظ الله السيد عمار الحكيم ذخراً للعراق والعراقيين.
شكراً للفاضل الاخ فالكون على هذا النقل الموفق