huseinalsadi
28-06-2010, 10:13 AM
بســم الله الرحمن الرحـــيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على محمد وآله أجمعـــــــين
دنيـــا ألعاشقـين
مثل هذه ألدنيا كمثل بستان كبير قد زرعت فيه شتى
أصناف ألاشجار وألأزهار , فيها الشجرة ألعملاقـة
والشجيرة ألصغيرة , فيها الورود والازهار , وفيهـا
ألشوك وألعاقول , فيها مايملأ شذى عطره كل مكان
وفيها ماتنفر من رآئحته الطباع , فيها تلك ألألوان
ألأخآذة وفيها , وفيها ما تكتئب منه ألنفوس,فيهـا
الصغير وألكبير , وألنافع وألضار , المثمر وألعقيم
فسبحان من جمع تلك ألمتناقضات في تلك أللوحة
ولكن كل هذه ألمتناقضات على كثرتها ربما لاتثير
أهتمامات ألناظرين , ولكن ما أن تقع عينك على
تلك ألورود ألأخآذة وتقترب منها فتخطف روحك
تلك الرياحين لاتلبث ألا هنيئة حتى تسرح في عالم
أللامحسوس تهيم في ذلك ألعالم
, عالم ألجمال الخلاب.
هنا في هذه الدنيا نجد هذا ألجمال ايضا"جمال من نوع
خاص , جمال لاتلحق به كل تلك ألصور ألاخآذة ألتي
شهدناها في ذلك ألبستان , وذلك جمال.............
ألعاشقـــــــين
ذلك العالم السحري كل شيء فيه جميل ..جميل ..جميل
ترى ألعشق الحقيقي .. ترى ألصفآء ألروحي .. تـرى
ألوفآء ألأزلي .. ترى ألنعيم ألسرمدي .. ترى .. ترى
ترى .. ألمعشـــــوق الأوحـــــــدي
هؤلآء صفوة من صفوة اناس هاموا في عشق محبوبهم
تفانوا في حبه , أفنوا أعمارهم في خدمته , سهـروا
ألليالي طلبا" لقربه ومودته , أذبلوا ألشفاه بذكــره
وشكره , ابعدوا ألقريب , وقربوا البعيد طلباً لمحبته
ساروا في دروب الوحشة طلبا" لأنسِه وقربــــهِ
أهملوا الدموع على الوجنات في ظلمات الدجى شوقا"
وفرقا"لنيل نفحات من تلك اللحظات التي تفرد بها
العشاق دون غيرهم , لحظات َتسموا فيها ارواحهم
الى عِليين مفارقة ًتلك السجون التي تسمى ألاجساد
لتقف في تلك الحضرة القدسية ألسرمدية النورانية
ألبهية الجلالية , صعدت تلك الارواح مفارقة تلك
ألأجساد لتذهب الى من أشتاقت قربه ووده ومحبته
تقف في تلك أللحظات ألعشقية ألمهيبة التي طالماتمنتها
فسجدت تعظيما" لذلك الحبيب القدسي
, ليفيض
عليها من رشفات ألشوق والمحبة ويزيدها بالمحبة
أحراقا"وبالقرب أشراقا" حتى تهيم في لجج تلك البحور
ألاحدية ألاوحدية السرمديةالصمديةحتى يخرجها من
تلك البحوروعليها آثار القرب من محبته ورحمتــه
شيئا" فشيئا" تعود تلك ألارواح ألى ما منه رحلت
فترى عليها أطياف ألشوق والغرام وقد افاض عليها
الحبيب بما أفاض من عطاياه ومننه لا تعلم نفس ما
أخفي عنها من قرة أعين وهكذا قطعوا تلك الديار
المقفرة التي تسمى الدنيا قطعوها سيرا" الى الحبيب
لايأبهون بصحاريها ولاجبالها ووديانها و لايأبهون
بعقاربها ولا أفاعيها بل لايرون لهم أثرا" لايرون
الا ذلك المعشوق الذي هاموافيه ومن اجلــه
وبذلك تميزوا عن غيرهم من العشاق ألآخرين
فهؤلاء هم
عشــاق في الدنيـــا
وأولئك هم
عشـــاق ألدنيـــا
فطوبـــى لهم وحسن مــآب
لقد جآءفي حديث ألمعراج
ألرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال:
يارب ماأول ألعبادة ؟
قال يا أحمد :أول ألعبادة ألصمت ,وألصوم, وقال:
هل تعلم ياأحمد ما ميراث ألصوم :
قال : لا يارب ,
قال : ميراث ألصآئم قلة ألأكل وقلة ألكلام, والعبادة الثانية الصمت
ويورث ألصمت الحكمة , وتورث الحكمة ألمعرفة , وتورث المعرفة
أليقين , فأذا أستيقن ألعبد لايبالي كيف اصبح بعسر ام بيسر ,
فهذا مقام الراضين, فمن عمل برضاي ألزمته خصال ثلاث :
أعرّفه شكرا" لا يخالطه ألجهل , وذكرا" لايخالطه ألنسيان
ومحبة لا يؤثر على محمبتي حبّ ألمخلوقين , فأذا أحبني أحببته
وحَبّبتَهُ ألى خلقي ,وأفتح عين قلبه ألى جلالي وعظمتيـــي
فلا أخفي عليه علم خاصة خلقي فأناجيه في ظلم ألليل , ونور
ألنهار حتى ينقطع حديثه مع ألمخلوقين , ومجالسته معهــــم
وأسمعه كلامي وكلام ملآئكتي , وأعرفه سري ألذي سترته عن خلقي
... ولأجعلن ملك هذا ألعبد فوق ملك ألملوك حتى يتضعضع له كل
ملك ويهابه كل سلطان جآئر , وجبار عنيد , وتمسح له كل سبعٍ ضار
, ولأشوقن اليه ألجنة ومافيها , ولأستغرقن عقله و بمعرفتي , ولأقومن له
مقام عقله , ولأهونن عليه الموت وسكرآته , ومرارته , وفزعه حتى يساق
ألى الجنة ســــوقا"
وأذا نزل به ملك الموت يقول له : مرحبا" و وطوبى لك , طوبى لك
طوبى لك, أن الله تعالى أليك مشتاق , أعلم ياولي الله أن ألأبواب ألتي
كان يصعد منها عملك تبكي عليك , وأن محرابك ومصلاك يبكيان عليك
فيقول : أنا راضٍ برضوان الله , وكرامته
ويخرج روحه عن جسده كما تخرج ألشعرة من العجين , وأن ألملآئكة
يقومون عند رأسه بيدي كل ملك كأس من مآء ألكوثر , وكأس من الخمر
يسقون روحه حتى تذهب سكرته ومرارته, ويبشرونه بالبشارة العظمى
, ويقولون له : طبت وطاب مثواك , أنك تقدم على العزيز الكريم
الحبيب ألقريب
,فتطير الروح من ايدي الملآئكة فتصعد الى الله تعالى في
اسرع من طرفة عين , ولا يبقى حجاب , ولا ستر بينهما وبين الله تعالى
والله عزّوجلّ أليها لمشتاق , وعن يمين العرش ثم يقال لها :
ايتها الروح كيف تركت الدنيا ؟
فتقول :
الهي وسيدي وعزتك وجلالك لا علم لي بالدنيا , انا منذ خلقتني الى هذه
الغاية خآئف منك ,
فيقول الله تعالى:
صدقت , كنت بجسدك في الدنيا , وبروحك معي , فأنت بعيني اعلم سرّك
وعلانيتك ,اعطك وتمنّ عليّ فأكرمك , هذه جنتي فتبجح فيها , وهذا جواري
فأسكنه .
فتقول الروح :
الهي عرّفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك , وعزتك وجلالك لو كان
رضاك في أن أقطعَ
أرباً أرباً أو أقتل سبعين قتلة بأشد ما يقتل به الناس
لكان رضاك أحبّ اليّ .
فقال الله عزّ وجلّ :
وعزتي وجلالي , لا أحجب بيبي وبينك في وقت من ألأوقات حتى تدخل
عليّ أيّ وقت شئت , وكذلك أفعل بأحبآئي .
وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه مني وينظر بقلبه الى عظمتي وجلالي
ان أدنى ما أعطي الزاهدين في ألآخرة مفاتيح الجنان كلها حتى يفتحوا أيَّ
بابٍ شآءوا , ولا احجب عنهم وجهي , ولأنعمنهم بأنواع ألتلذّذ منكلامي
وأفتح لهم أربعة أبواب : باب تدخل عليهم الهدايامنه بكرةً وعشياً .. وباب
ينظرون منه أليّ كيف شآءوا ...
ولأرفعنّ الحجب لها دوني ..ولايلي قبض روحه غيري .. فأقول عند قبض روحه:
مرحباً وأهلاً بقدومك عليّ
أخواني عذراً فلقد أنهملت ألدموع وأشتاقت ألروح للقآء الحبيب ولا
طاقة لنا على ألاكمال