المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (700 عام) على رحيل الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني (636 - 681هـ)


سلامه999
28-06-2010, 08:18 PM
رحيل الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني (636 - 681هـ)

هو شيخ المشايخ ذو المقام الشامخ ومن له في كل علم قدم راسخ، الحكيم المتأله العارف المتكلم، فقيه الفلاسفة فيلسوف الفقهاء أستاذ العلماء، كثير المناقب متعدد المواهب، العالم الرباني والعارف الصمداني، كمال الدين الشيخ ميثم ابن الشيخ علي ابن الشيخ ميثم ابن المعلّى البحراني.

مولده ووفاته:







مولده ووفاته:

ولد في سنة 636هـ كما ذكر الشيخ سليمان الماحوزي، واختلف في سنة وفاته فقد ذكرت أكثر المصادر أنه توفي سنة 679هـ، وهو خطأ كشف خطأه تاريخ فراغ الشيخ ميثم من كتابه الشرح الصغير للنهج سنة 681هـ، ولا شك أن الأولى بالتشكيك تأريخ الوفاة، دون تأريخ الفراغ من تأليفه لكتابه، يقول الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه الأنوار الساطعة: لكن التاريخ مخدوش لأن فراغ ابن ميثم من الشرح الصغير لنهج البلاغة كان في 681هـ فالصحيح من تاريخ وفاته هو ما ذكره صاحب كشف الحجب وهو 699 ظاهرا.

وذلك لاحتمال حدوث تصحيف السبعين عن التسعين في الحروف، وبمقتضى هذا التاريخ يكون عمره 63 سنة.

أما إذا قلنا بأن تاريخ وفاته سنة 679 فذلك يقضي بأن يكون عمره 43 سنة.

وذكر بعض من ترجم له أنه توفي سنة 689هـ من غير ذكر مستند عليه سوى استبعاد التاريخ الأول بعد اكتشاف عدم صوابيته.

لكن القدر المتيقن أنه توفي بعد سنة 681هـ.

وكذلك جرى الإختلاف في مكان مرقده، فمنهم من قال دفن في (الدونج) إحدى قرى الماحوز ومنهم من قال في (هرته) من قرى الماحوز وتفرد الكفعمي في وفيات العلماء بالقول أنه مات في دار السلام بغداد وهو مستبعد حيث لا يوجد له قبر أو مزار، وفي هرته هو الأشهر عند أكثر المترجمين له لوجود عدة قرائن، ولذهاب أكثر المترجمين له بالقول أنه دفن في الماحوز وإنما التردد حاصل بين قرى الماحوز، والمشهور هو هرته.

ويبدو أن مردّ الإختلاف والإلتباس في موضع مرقده بين الدونج وهرته هو وجود قبر جده الشيخ ميثم بن المعلى في الدونج في مقبرة تسمى (مساجد عنان) الى جانب مرقد الشيخ سليمان الماحوزي "ره"، حيث يحتمل وقوع بعض من ترجم له في الخلط بينهما.

فالغالب على الظن أنه ولد في الماحوز لوجود قبر أبيه وجده فيها، وأنه دفن فيها في قرية هرتا لوجود قبره فيها.

يقول الشيخ يوسف البحراني رحمه الله وأسكنه الفسيح من جناته في كتابه لؤلؤة البحرين 261: وقبر الشيخ المذكور الآن في بلادنا البحرين في قرية (هلتا) المقصود بها (هرتا) من إحدى القرى الثلاث من (الماحوز) المتقدم ذكرها وقبر جده مثيم في قرية (الدونج) وقد قبر شيخنا الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني صاحب الرسالة المذكورة، في قربه لأنه من قرية الدونج كما تقدم ذكر ذلك في صدر الإجازة عند ذكر ترجمته، ونقل بعض أن قبره في نواحي العراق والأول أشهر.

الفيلسوف المتكلم:

يلحظ المتصفح في كتب التاريخ الاسلامي ومن له اطلاع بتاريخ الفلسفة أن الفلسفة قد ازدهرت في البلدان الإسلامية في القرن السابع وراجت بضاعتها، وبرع فيها في ذلك الوقت مجموعة لا بأس بها من العلماء أمثال الفخر الرازي (ت 606هـ)، و نصير الدين الطوسي (ت 672هـ)، وابن سعادة البحراني، وكمال الدين علي بن سليمان الستري، والشيخ ميثم.

ويعتبر الشيخ ميثم فيلسوفا متكلما وعارفا من الطراز الأول، مزج بين المفاهيم الفلسفية والقواعد الكلامية من خلال مصنفاته وأفكاره وآرائه التي نقض بها آراء ونظريات الكثير من الحكماء والفلاسفة لا سيما كتابه شرح نهج البلاغة الذي اقترن باسمه واحتل مكانة عظيمة في الفكر الاسلامي على مر القرون.

وهو الناقد والباحث والمبدع الذي استطاع ان يبدع في شتى العلوم كالفلسفة والعرفان والأدب والمنطق والكلام، وصارت كتبه أنموذجا وأصلا من أصول تلك العلوم و تداولتها أندية العلم شرحا وتحقيقا وتحشية وتدقيقا.

كتبه:

وعرف بالعالم الرباني كما عرف بالفيلسوف والمتكلم لاشتهار آرائه الحكمية والكلامية، ولما تفوّق به في مناقشة المفكرين والمتكلمين من أصحاب المذاهب الأخرى وقوة بيانه وسطوع برهانه في كل كتبه:

1. شرح النهج.

2. غاية المرام.

3. شرح المائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام.

4. النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة.

5. المعراج السماوي.

التي تشهد له بالتبرّز والتميّز والإحاطة بآراء العلماء وأقوال المذاهب، كما كان له أسلوبه الخاص المحكم في النقض والإبرام، والذي عادة ما يعتمد بشكل أساسي على القسمة المنطقية والأسلوب العقلي حيث يذكر كل الوجوه المحتملة في المسألة موضوع البحث ويبطلها ويعيّن الوجه الصحيح منها، و يستعرض أدلة المذاهب بشيء من التفصيل ثم يردها ويفنّدها الدليل تلو الدليل بالأسلوب الكلامي والأدلة العقلية والنقلية، الأمر الذي ينم عن إحاطته بمختلف الآراء وموارد الإجماع ونقاط الإختلاف وقد قيل: إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس، كما تدل على عمق فكره ونضوج رأيه.

ومما يدلل على براعة قلمه وقيمة تصنيفاته وآرائه اهتمام كبار العلماء بها وتداولها في الأوساط العلمية والمراكز الدراسية بالشرح والتعليق والإختصار والتحقيق، فإن كتابه شرح نهج البلاغة الكبير اختصره العلامة الحلي وكذلك نظام الدين الجيلاني باسم أنوار الفصاحة.

أما شرحه الوسيط أو الصغير والذي أسماه اختيار مصباح السالكين فقد شرحه الفاضل المقداد السيوري (ت 826هـ).

أقوال بعض العلماء في الشيخ ميثم البحراني:

يقول الشيخ سليمان الماحوزي في السلافة البهية: وفي الحقيقة من اطلع على شرح نهج البلاغة الذي صنفه للسلطان خواجة عطا ملك الجويني، وهو عدة مجلدات، شهد له بالتبريز في جميع الفنون الإسلامية الأدبية والحكمية والأسرار العرفانية. اه

ويقول المحدث ابن أبي جمهور الاحسائي: وكذلك الشيخ كمال الدين ميثم البحراني عطر الله مرقده فإنه في تحقيق حكمة الفلاسفة ونحوها أجلّ شأنا من أفلاطون وأرسطو ونحوهما من أساطين الحكماء، ومن طالع شرحه الكبير على كتاب نهج البلاغة علم صحة هذا المقال.

وأما ما ذكر من التأويلات التي ينطبق ظاهرها على لسان الشريعة فإنما هي في ظاهرالمقال أو عند التحقيق حكاية لأقوال الحكماء والصوفية ومن قال بمقالاتهم، وليس هو قولا له في تلك التأويلات البعيدة.

كما ولع آل الجويني بشرحه للنهج فطلبوا منه أن يعمل له شرحا ثانيا ثم ثالثا وهما عبارة عن اختصار للشرح الكبير.

هذا الكتاب كتاب لا نظير له في بحث أمثاله في سائر الكتب

فكان كالروض ضاهى عُرفها أبدا عُرْف الغواني معان فيه كالضرب

وكان تحسر عنه العين إن نظرت ولا شبيه له في العجم والعرب.

كما أن كتابه (قواعد المرام في علم الكلام) أصبح من أهم الكتب الكلامية التي تدرس في المدارس العلمية، ومن العلماء الأجلاء الذين درسوا هذا الكتاب كما يذكر المؤرخون هو العلامة الفذ الشهيد الأول رحمه الله.

يقول عنه صاحب أنوار البدرين: وهو كتاب عجيب محكم الأدلة.

أما كتابه (أصول البلاغة) فقد أثنى عليه الشريف الجرجاني على جلالة قدره في هذا العلم.

أساتذته:

ومما يدلل على مكانته العلمية أيضا تتلمذه على أيدي أساتذة عظام كمثل :

1. نصير الدين الطوسي.

2. والشيخ جمال الدين علي بن سليمان الستري.

3. والشيخ محمد بن جهم الأسدي الحلي.

4. والحكيم المتأله الشيخ أحمد بن سعادة.

تلامذته:

كما تتلمذ على يديه عدد من العلماء الأفذاذ:

1. الخواجة نصير الدين الطوسي (ره).

2. العلامة الحلي "ره" (ت 726هـ).

3. السيد عبد الكريم بن طاووس ره (ت 699هـ).

الشيخ مثيم والتسامح المذهبي:

لقد كان الشيخ ميثم رجل تقريب ووحدة، وقد عرف بالتسامح المذهبي والإعتدال في الطرح، ويستشف ذلك من خلال طريقته في ذكر أئمة المذاهب ومناقشة أفكارهم، فحينما يذكرهم ويستعرض آراءهم كان يذكرهم باحترام وتقدير، وحينما يطرح أفكارهم فإنه يطرحها بدقة وأمانة ويناقشها بحيادية وموضوعية تامة دون أدنى إساءة أو جرح، على سبيل المثال فهو حينما يذكر الفخر الرازي مثلا كان يقول: قال الإمام رحمه الله، وكما يقول الباحث مصطفى الشيبي: " فإن ميثما البحراني هو أول من اقتبس من حجة الإسلام الغزالي من بين علماء الشيعة.

حتى أن بعض علماء الشيعة انتقد شرحه على نهج البلاغة لإكثاره الإقتباس من المجاميع الحديثية السنية.

ويبدو أن التسامح المذهبي كان ظاهرة وسمة لتلك الفترة نتيجة لغياب التعصب المذهبي في تلك الفترة.

وربما يكون السبب في ذلك هو انهيار الدولة العباسية سنة 655هـ /1257م على يد المغول وهجومهم الواسع على حواضر الدولة الإسلامية من غير تمييز بين مذاهبها مما استدعى أن يتوحد المسلمون أمام هذا العدو الغاشم ولو بنحو غير مرسوم ومنظّم في بعض البلاد الإسلامية والذي ساعد بدوره إلى ذوبان الكثير من التشنّج الطائفي السابق.

وربما كان لإسلام وتشيع بعض ملوك التتر بعض الأثر في ميلان المسلمين الى التسامح وذوبان حالة التعصب المذهبي في تلك البلدان.

فامتاز القرن السابع الهجري ومن بعده القرن الثامن وربما جزء من التاسع بحالة الإعتدال المذهبي الى حد ما في بعض البلدان الإسلامية، حتى أن الكثير من علماء تلك الفترة لا سيما في إيران والعراق لا يعرف حقيقة مذهبهم، وانتشرت رؤية (التسنن الشيعي) _ إذا صح التعبير _ في تلك البلدان حتى أن بعض العلماء كالملا حسين كاشفي صاحب كتاب (روضة الشهداء) رمي بالتسنّن في سبزوار بينما رمي بالتشيع في هرات.

ونتيجة لذلك فقد صُنفت في تلك الفترة الكثير من الكتب والرسائل المستقلة وغير المستقلة في مناقب أهل البيت والأئمة الاثني عشر عليهم السلام، ككتاب (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد المعتزلي (ت 655)هـ، وكتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان المعروف بتعصبه الذي لم يمنعه من الترجمة للأئمة عليهم السلام في كتابه (ت 681هـ)، وكتاب (الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة) لابن صباغ المالكي (ت 855هـ).

وهذه الرؤية لم تقتصر على المصنفات والكتب بل تعدتها الى نقوش المباني، ففي ايران لا زالت بعض النقوش على بعض المساجد والآثار التي تضم اسماء الخلفاء الى جانب أسماء الأئمة الاثني عشر ماثلة للآن، وفي الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة لا زالت هذه التركيبة من الأسماء بوصفه أثرا باقيا منذ العصر العثماني.

وهذا ينطبق أيضا على أساتذة وتلامذة بعض فقهاء الطائفة في تلك الفترة حيث يذكر في أحوال العلامة الحلي (ت 726هـ) والشهيد الأول (ت 786هـ) والشيخ البهائي (ت 1030هـ) أنهم وغيرهم قرأوا وتتلمذوا على يد بعض علماء السنة، كما تتلمذ على أيديهم عددا من علماء السنة ولبعض علمائنا الإجازة في رواية صحاحهم ومسانيدهم.

إهداء الكتب والمصنفات الى العلماء والأمراء:

قد أهدى الشيخ ميثم كتابه للوزير عطا ملك الجويني بطلب من الأخير المعروف بحبه للعلم ورعايته للعلماء.

و هذه العادة كانت شائعة عند علمائنا فيما مضى لا سيما في زمن الصفويين وآل الجويني، حيث نجد الكثير من مصنفاتهم وفي تصديرها يشيرون الى انهم صنفوها تلبية لطلب الحاكم والأمير الفلاني، وحاشاهم أن يريدون بذلك التملّق والتزلّف لهم طمعا في الدنيا، وإنما رعاية لبعض المنافع العامة كحصولهم على ما يشبه الإجازة بانتشار الكتاب، أو جلبا لقلوبهم لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، كما أن بعض هذه الكتب ألفت بإيعاز وطلب من بعض الأمراء حيث يطلبون من بعض العلماء المعاصرين لهم بكتابة كتاب في موضوع معين يحتاجون الى معرفته، علاوة على ذلك أن القراء في تلك الأزمان كان أغلبهم من الأمراء والأغنياء الى جانب العلماء، بينما معظم الناس العاديين لا يعلمون القراءة والكتابة الا القليل منهم.

ويزاد عليه أن أولئك الأمراء كانوا على مذهب أهل البيت عليهم السلام مثل ملوك الصفوية والامراء والوزراءا من آل الجويني وآل بويه، كما عرفوا بتقريب العلماء وتعظيم شأنهم.

وإلا فحال الشيخ ميثم في الزهد والتقشّف معروف وكتبه طافحة بهذا المعنى، وقصته مع علماء الحلة أكبر شاهد على ذلك.

لقاؤه بالطوسي:

ربما نستطيع من خلال بعض المعطيات التاريخية الضئيلة التي وصلتنا حول حياة هذين العلَمين أن نحدد فترة اللقاء بينهما، وهي ما بين الفترة 662هـ إلى 672هـ.

وذلك نستفيده من أن عام 672 هـ هو سنة وفاة المحقق الطوسي، فلا بد أنه التقى به قبل هذا التاريخ.

والأمر الثاني، أن المحقق الطوسي في أيام وزارته لهولاكو من سنة 655 هـ كان ملزما بمرافقة هولاكو الى ايران بعد سقوط بغداد في قبضة المغول سنة 656هـ، وبدأ المحقق الطوسي ببناء المرصد الفلكي الشهير في مراغة بأذربيجان سنة 657هـ، ثم أنه كما جاء في الحوادث الجامعة: في سنة 662 وصل الى بغداد لتصفح الأحوال والنظر في أمر الوقوف والبحث عن الأجناد والمماليك ثم انحدر إلى واسط والبصرة وجمع من العراق كتبا كثيرة لأجل الرصد.

والأمر الآخر، أن الشيخ ميثم زار العراق أثناء ولاية علاء الدين عطاء الملك الجويني التي بدأت سنة 661هـ وأهداه كتابه (شرح النهج الكبير) سنة 677هـ.

فلا بد أن يكون التقاؤهما في غضون العشر سنوات الممتدة بين 662 و672هـ. حيث أن المحقق الطوسي في هذه المدة كان يتنقل بين العراق وإيران، وربما يكون في هذه الفترة أيضا حدثت تلك الحادثة التي جمعت الطوسي بالمحقق الحلي، حينما حضر ذات يوم حلقة درسه بالحلة فقطع المحقق الحلي درسه تعظيما له فالتمس الطوسي منه إتمام الدرس فجرى البحث في مسألة التياسر للمصلّي بالعراق..الخ.

فيكون عمر الشيخ ميثم سنة 662 هو 36 سنة، وعمر المحقق الطوسي 65 سنة.

ولذلك يستغرب بل ويستبعد البعض أن يكون المحقق الطوسي قرأ الفقه على الشيخ ميثم وذلك بالنظر الى الفارق الكبير في السن بينهما، وهو 39 سنة تقريبا، اللهم إلا أن يكون العكس، أي أن الشيخ ميثم قرأ الفقه على المحقق الطوسي، أو يكون للشيخ ميثم طرق رواية ليست للمحقق وأراد أن يتبرك بها منه.

ولا يستبعد بأن المحقق هو الذي قرأ الفقه على الشيخ ميثم، لأن المنقول عن المحقق الخواجة نصير الدين الطوسي أنه برع في الحكمة والرياضيات وعلم الهيئة أكثر منه في الفقه كما هو الواضح من قائمة مصنفات الخواجة رحمه الله الى جانب ما عرف به الخواجة نصير الدين من التواضع والأخلاق العالية.

مؤلفاته:

وكان شيخنا رحمه الله من المصنفين المرموقين البارعين المبدعين في مختلف الفنون والعلوم، وبالرغم من تعدد مواهبه وتشعّب اهتماماته العلمية الا أنه استطاع ان يبدع في شتى العلوم والمعارف التي كتب فيها، ومؤلفاته صارت مدار بحث وشرح ودراسة لدى العلماء والباحثين حتى يومنا هذا، وهي ذاخرة بالفوائد اللطيفة والتعليقات الدقيقة، أو كما وصفها صاحب أنوار البدرين: مشبوعة بالتحقيق والتدقيق وحسن التحبير والتعبير. وهي:

1. مصباح السالكين، وهو الشرح الكبير لنهج البلاغة. طبع مؤخرا في بيروت، دار الثقلين الطبعة الأولى 1420هـ /1999م.

2. اختيار مصباح السالكين، وهو الشرح الوسيط أو الصغير لنهج البلاغة، طبع في مشهد المقدسة سنة 1408هـ، تحقيق وتعليق الشيخ الدكتور محمد هادي الأميني.

3. قواعد المرام في علم الكلام، ويسمى (مقاصد الكلام) فرغ منه في 20 ع1 676 هـ.

4. البحر الخضمّ، في الإلهيات.

5. المعراج السماوي، في علم الكلام، ينقل عنه السيد علي خان المدني في تصانيفه كثيرا.

6. النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، فرغ من كتابته 17ذي الحجة 652 هـ ، طبع مؤخرا في سنة 1417 هـ بقم المقدسة تحقيق الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي.

7. استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر.

8. شرح الكلمات المائة، للإمام علي عليه السلام جمع الجاحظ، ويسمّى ب(منهاج العارفين)،ألفه للوزير شهاب الدين مسعود بن كرشاسف، وصفه الشيخ الماحوزي في السلافة: وهو شرح نفيس لم يعمل في فنه مثله. وقيل هو الشرح الثالث للنهج.

9. تجريد البلاغة، في المعاني والبيان، ألفه لنظام الدين أبي المظفر منصور بن علاء الدين عطا ملك الجويني.

الرسائل:

1. رسالة في الوحي والإلهام والفرق بينهما.

2. رسالة في شرح حديث المنزلة.

3. رسالة في آداب البحث.

4. شرح الإشارات. وهو شرح كتاب (إشارات الواصلين) في الكلام والحكمة لشيخه الشيخ كمال الدين (جمال الدين) علي بن سليمان الستري.

وصفه الشيخ سليمان الماحوزي بقوله: وقد أجاد فيه وطبق المفصل وهو عندي قال بعض مشايخنا المعاصرين: لو لم يكن له إلا هذا الكتاب لكفاه دليلا على كمال تبحره.

5. الدر المنثور.

أهم كتبه:

1. كتابه شرح نهج البلاغة الموسوم بـ(منهاج السالكين). وقد مر الكلام عنه تحت عنوان (المتكلم الفيلسوف).

2. النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة.

وهو كتاب يشتمل على أبرز المسائل المتعلقة بموضوع الإمامة وشؤونها المختلفة، في مقدمة وثلاثة أبواب تضمنت: تعريف الإمامة ومذاهب الناس فيها، الشرائط المعتبرة في الإمامة، تعيين الإمام بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وهو أمير المؤمنين عليه السلام والإئمة من ولده عليهم السلام، ورد على شبهات الطوائف الأخرى واستعرض الآراء المختلفة في كل مسألة وناقش المخالفين استدلاليا يعرض الوجوه المحتملة فيها ويعين الصحيح منها ويعززه بالبراهين العقلية والنقلية.

3. غاية المرام في علم الكلام.

4. رسالة في شرح حديث المنزلة. قال عنها صاحب الأنوار: رسالة عجيبة في شرح حديث المنزلة وأنه وحده كاف في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام لم نحتج الى غيره وهو قوله صلى الله عليه وآله في الصحيح المتفق عليه: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي) وما هو بمعناه فأثبت النبي صلى الله عليه وآله له جميع المنازل التي لهارون من موسى عليه السلام ولم يستثن الا النبوة ومن جملة منازل هارون الخلافة يقينا بنص القرآن هو قوله تعالى (اخلفني في قومي).

قصته مع علماء الحلة:

هذه القصة ذكرها أكثر من ترجم له، ونحن نذكرها لما فيها من الفوائد التي يمكن من خلالها معرفة جوانب مهمة من شخصية هذا العلم الفذ وسنسلط الضوء على بعضها بعد سردها، كتب له بعض فضلاء أهل الحلّة يلومونه على انزوائه عن الناس: العجب منك مع شدة مهارتك في جميع العلوم والمعارف وحذاقتك في تحقيق الحقائق وإبداع اللطائف قاطن في ظلول الإعتزال ومخيم في زاوية الخمول الموجب لخمود نار الكمال..

فكتب في جوابهم هذين البيتين:

طلبت فنون العلم ابغي بها العلى فقصّر بي عما سموت به القل

تبين لي أن المحاسن كلها فروع وأن المال فيها هو الأصل

فلما وصل إليهم الكتاب، كتبوا إليه: إنك أخطأت في ذلك خطأ ظاهرا وحكمك بأصالة المال عجب. فكتب في جوابهم هذه الأسطر وهي لبعض الشعراء:

قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأصغريه

فقلت قول إمرء حكيم ما المرء إلا بدرهميه

من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه

وضل في بيته وحيدا يبول سنوره عليه

ثم إنه (ره) لما رأى أن المراسلات لا تنفع عزم العراق لزيارة الأئمة عليهم السلام وفي أحد الأيام لبس أخشن ثيابه وأرثها ودخل بعض المدارس المشحونة بالعلماء فسلم عليهم فرد عليه بعض ولم يجبه آخرون، فجلس في صف النعال ولم يلتفت إليه أحد.

فدار بين العلماء البحث عن مسألة عويصة ومشكلة كانت من مزالّ الأقدام فأجاب عنها بتسعة أجوبة دقيقة جميلة، فتوجه إليه بعضهم مستهزءا وقال له: يا خليلك أخالك طالب علم ؟!

ثم بعد ذلك أحضروا الطعام ولم يطعموه بل أردوا له بشيء قليل من الطعام في صحن وإجتمعوا هم على المائدة.

فلما انقضى المجلس قام وعاد في اليوم التالي إليهم وقد لبس ملابس فاخرة بهية لها أكمام واسعة وعلى رأسه عمامة كبيرة فلما قرب منهم سلم عليهم، فقاموا تعظيما له واستقبلوه تكريما به واجتهدوا في توقيره وأجلسوه في صدر المجلس المشحون بالعلماء والأفاضل والمحققين.

ولما شرعوا في البحث تكلم معهم بكلمات عليلة لا وجه لها فقابلوا كلماته العليلة بالتحسين وأذعنوا له على وجه التعظيم.

ثم حضرت المائدة فبادروا إليه بأنواع الطعام باحترام وأدب، فالقى الشيخ (قدس الله روحه) كمه في ذلك الطعام وقال: كُل يا كمي كُل يا كمّي !

تعجب واستغرب الحاضرون من فعله هذا ثم استفسروه عن معنى ذلك الخطاب، فقال (ره): إنكم أتيتموني بهذه الأطعمة النفيسة لأجل أكمامي الواسعة لا لنفسي القدسية اللامعة، وإلا فأنا صاحبكم بالأمس لم أر منكم تكريما ولا تعظيما مع إني جئتكم بهيئة الفقراء وسجية العلماء، واليوم جئتكم بلباس الجبارين وتكلمت بكلام الجاهلين فقد رجحتم الجهالة على العلم والغنى على الفقر، وأنا صاحب الأبيات التي في أصالة المال وفرعية الكمال التي أرسلتها وعرضتها عليكم فقابلتموها بالتخطئة وزعمتم إنعكاس القضية.

فاعترفت الجماعة بالخطأ في تخطأتها إليه واعتذرت بما صدر عنها من التقصير في شأنه.

ما يستفاد من قصته مع أهل الحلة:

1. زهد الشيخ ميثم:



نستفيد من قصته السالفة أنه كان على درجة كبيرة من الزهد والعفة والتقشّف وجشوبة العيش والإبتعاد عن أضواء الشهرة ومظاهر الأبهة رغم قربه من الوزير من قِبل التتر علاء الدين الجويني ومن عائلة الجويني التي توارثت الوزارة في عهد المغول، لدرجة أنه كان معروفا بصفة الإنطواء والعزلة عند العلماء، والذي يبدو أيضا أن هذه القصة حدثت بعد انتشار كتبه القيمة كشرح النهج والنجاة يوم القيامة وقواعد المرام بحيث اشتهر وطار صيته وعُرف بتلك الصفات مما جعل علماء الحلة يستغربون منه هذا الخلق على رغم جودة قلمه وعمق فكره ودقة نظره وعلو منزلته العلمية.



كما نستطيع أن نقرأ من خلال هذه القصة إن صفة العزلة والإنطواء لدى الشيخ ميثم لم تكن بسبب الجهل والضعف والخمول _ كما يظن لأول وهلة _ وإنما بسبب الإنقطاع إلى العلم والتحقيق، وكذلك الاستيحاش من الواقع المعاش آنذاك بسبب النظرة السائدة لدى الناس واحترامهم لأصحاب الثروة وذوي المناصب واغترارهم بمظاهر الأبهة والبذخ، لدرجة أن هذه النظرة لم تقتصر على عوام الناس بل سرت الى شريحة العلماء وطلبة الحوزة، فرأى أن العافية في العزلة، تطبيقا لقول أمير المؤمنين عليه السلام: يأتي زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت.

2. الفقيه العلامة:

كما نستفيد من القصة السالفة علو مرتبته العلمية وغزارة علمه وعمق فهمه بحيث يجيب على مسألة عويصة ومشكلة معقّدة تزل فيها أقدام العلماء الأعلام وتضطرب فيها دقائق الأفهام فيجيب عنها بتسعة أجوبة دقيقة ارتجالا.

لذلك لا نستغرب تتلمذ المحقق نصير الدين الطوسي بعظمته على الشيخ ميثم في الشرعيات رغم فارق السن بينهما فلكل واحد تخصصه وخصوصيته.

3. الشيخ ميثم المصلح:

ماذا يعني أن يتجشّم الشيخ ميثم عناء السفر في ظل وسائل المواصلات البدائية القديمة، ويتكبّد المشاقّ ويترك صومعة العلم والمطالعة والتحقيق التي طالما صرف فيها أحلى سني عمره وانشغل بها عن الدنيا ومخالطة الناس ؟

من أجل إثبات حقيقة واقعية مهمة، أو من أجل تلقين الطلبة درسا عمليا في الأخلاق.

إن هذا الموقف العظيم والكبير في مضامينه يوضح مدى استعداد هذا الرجل للإصلاح في المجتمع والأمة من خلال الأساليب العلمية المقنعة والطرق العملية المؤثرة، ولعل له مواقف أخرى لم يرصدها التاريخ.

لساني عن إحصاء فضلك قاصر وفكري عن إدراك كنهك حاسر

جمعت من الأخلاق كل فضيلة فلا فضل إلا عن جنابك صادر

كما ذكر له موقف آخر يصب في هذا المعنى حيث أنه طلب من نصير الدين الطوسي "ره" المساعدة المادية لدعم المتعلمين بصفته وزير هولاكو آنذاك.

وهذا شأن الكثير من أساتذة العلماء الأجلاء حيث يحرصون على دعم طلبتهم وتوفير وسائل العيش لهم لضمان استمراريتهم في طلب العلوم الشرعية والتفرغ والإجتهاد في تحصيلها، كما ذكر في أحوال بعض أجلة علماء الطائفة كالشيخ نور الدين علي الميسي (ت 938هـ) شيخ الشهيد الثاني فقد ذكر أنه كان يحتطب بنفسه ليلا له ولتلاميذه، وكذلك الشيخ عبد الله الستري (ت 1267هـ) الذي علم طلابه صناعة المديد، وكما ذكر عن العلامة الشيخ محمد بن ناصر آل نمر العوامي (ت 1348هـ) حيث أوقف نخيله لإعاشة طلابه من أهالي العوامية.

حسن أخلاقه:

وعرف الشيخ ميثم بمكارم أخلاقه وطيب معشره وحسن ترحيبه وبشاشته يشهد في حقه المؤرخ الفيلسوف عبد الرزاق بن أحمد بن محمد المعروف بـ(ابن الفوطي) (642_723هـ) بعد أن ذكره بلقبه كمال الدين ووصفه بالأديب الفقيه، وقال: قدم مدينة السلام وجالسته وسألته عن مشايخه، كتبت عنه، وكان ظاهر البُشر، حسن الأخلاق.

مراتب الشيخ ميثم:

وكل مرتبة من المراتب الأربع مبدأ لما بعدها، والأولتان من المراتب مجبولتان في الفطرة الإنسانية، بل في الفطرة الحيوانية أيضا، ولذا لم يدع الأنبياء عليهم السلام إليهما، مع أنهما لو توقّفا على الدعوة لزم الدور، لأن صدقهم مبني على معرفة أن هاهنا صانع للخلق أرسلهم، بل الذي دعا إليها الأنبياء عليهم السلام هي المرتبة الثالثة وما بعدها، وهي الواردة في كلمة الإخلاص بقوله صلى الله عليه وآله: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، ثم لما استعدّت أذهانهم لما بعدها من المراتب قال عليه السلام: من قال لا إله إلا الله خالصا دخل الجنة.

وحينئذ فيجوز أن يراد من المعرفة في قوله عليه السلام (أول عبادة الله معرفته) المرتبتان الأولتان، ويجوز أن يراد المعرفة الكاملة، لأنها العلة الغائية، وهي متقدّمة في التصوّر.

تاريخ عمارة المرقد:

يعود بناء الضريح إلى القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، وقد جدّد بناء المسجد بشكله الحالي على الطابع المعماري العربي البحريني التقليدي في الفترة ما بين العام 1987م إلى 1989م، حيث قام بإعداد تصاميمه المعمارية والإنشائية المهندس العالمي يوسف داود الصائغ.

وتقوم إدارة الأوقاف الجعفرية بمتابعة إحتياجات المسجد والمقبرة من ناحية أعمال الصيانة والترميم وغيرها من أمور تشغيلية، وذلك بهدف تهيئتها لخدمة الزوّار، بالإضافة إلى إدارة أوقافه المكوّنة من مبنى سكني بمنطقة السلمانية، وكذلك عقار بمنطقة الجفير وآخر بالماحوز وعدد من مصائد الأسماك (حظور)، وذلك من ناحية تأجيرها وصيانتها وتطويرها.

وتبلغ مساحة الأرض الخاصة بمسجد الشيخ ميثم 2095 متر مربع، أما مساحة مبنى المسجد فتبلغ 418 متر مربع عبارة عن صالة الضريح مقسّمة للرجال والنساء، وكذلك صالة صلاة ملحقة للرجال، وتستوعب جميع تلك الصالات حوالي 275 مصلي ومصلية تقريبا.

وقيل أن أول من بنى مقام الشيخ ميثم هو الشيخ جعفر أبو المكارم في بدايات القرن العشرين وقد كان فيما قبل مجرد قبر مبني فبنى له ضريح ومسجد، وحدثت معه تلك الحكاية المشهورة بعد البناء، قيل: بعد أن فرش المكان بسجاد من الأسل وكان كلما يأتي للصلاة والزيارة يفقد تلك السجاجيد وتكرر ذلك مرات، يقول الشيخ ابراهيم المبارك ره: سمعت من بعض الملازمين له أنه زار مرقد الشيخ ميثم قبل وفاته ببرهة، فلما دخل عنده وجد فراش المسجد قليلا، فقال لمن معه من أهل الماحوز: مالكم أخليتموه من الحصران ؟

فقالوا: إنا كلما فرشناه جاء السرّاق فسرقوها، فاحتد الشيخ جعفر وقال مخاطبا للشيخ ميثم: أفي مثل هذا يكون للحلم موضع ؟ فسوف ترى إذا جاورناك.

فما مضت الأيام حتى دفن الشيخ جعفر هناك، فكأنه إلهام قدسي وفيض إلهي.

مجاوري الشيخ ميثم من العلماء:

وقد دفن في جواره في حجرة بالقرب من مرقده: العالمان الجليلان الشيخ أحمد بن صالح بن طعان، والشيخ جعفر بن الشيخ محمد أبو المكارم، وقد مرت عليك ترجمتاهما.

مما قيل في الشيخ ميثم:

1. المؤرخ الفيلسوف عبد الرزاق بن أحمد بن محمد "ره" (ابن الفوطي) (642_723هـ): ذكره بلقبه كمال الدين ووصفه بالأديب الفقيه، وقال: قدم مدينة السلام وجالسته وسألته عن مشايخه، كتبت عنه، وكان ظاهر البُشر، حسن الأخلاق.

2. فخر الدين بن محمد علي الطريحي "ره" (ت 1085هـ) قال في مجمع البحرين في مادة مثم: ميثم بن علي البحراني شيخ صدوق ثقة له تصانيف منها شرح نهج البلاغة لم يعمل مثله، وله كتاب القواعد في أصول الدين، وله كتاب استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر لم يعمل مثله، وله كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة حسن جدا، وله رسالة في آداب البحث وهو شيخ نصير الدين في الفقه وله مجلس عند المحقق الشيخ نجم الدين (ره) ومباحثه وأقرّا له بالفضل وشيخنا أبو السعادات رضوان الله عليهم أجمعين.

3. المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي "ره" (ت 1104هـ): كان من الفضلاء المدققين متكلما ماهرا.

4. الشيخ سليمان الماحوزي "ره" (ت 1121هـ): هو الفيلسوف المحقق، والحكيم المدقق، قدوة المتكلمين، وزبدة الفقهاء والمحدثين، العالم الرباني، كمال الدين ميثم البحراني، غواص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، ضم إلى إحاطته بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية والأسرار العرفانية. كان ذا كرامات باهرة ومآثر ظاهرة، ويكفيك دليلا على جلالة شأنه، وسطوع برهانه، اتفاق كلمة أئمة الأمصار، وأساطين الفضلاء في جميع الأعصار، على تسميته بالعالم الرباني، وشهادتهم له بانه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق وتنقيح المباني والحكيم الفيلسوف سلطان المحققين، وأستاذ الحكماء والمكلمين، نصير الملة والدين، محمد الطوسي، شهد له بالتبحر في الحكمة والكلام، ونظم غرر مدائحه في أبلغ نظام، وأستاذ البشر، والعقل الحادي عشر، سيد المحققين الشريف الجرجاني على جلالة قدره _ في أوائل فن علم البيان من شرح المفتاح _ قد نقل بعض تحقيقاته الأنيقة، وتدقيقاته الرشيقة، وعبر عنه ببعض مشايخنا ناظما لنفسه في سلك تلامذته، ومفتخرا بالإنخراط في سلك المستفيدين من حضرته، المقتبسين من مشكاة فطرته، والسيد السند الفيلسوف الأوحد، مير صدر الدين الشيرازي أكثر من النقل عنه في حاشية شرح التجريد، سيما في مباحث الجواهر والأعراض، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها_ عطر الله مرقده _ في كتاب (المعراج السماوي) وغيره من مؤلفاته التي لم تسمح بمثلها الأعصار، ما دام الفلك الدوار.

5. السيد محمد باقر الخوانساري "ره" (ت 1313هـ): الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني كان من العلماء الفضلاء المدققين متكلما ماهرا له كتب منها شروح نهج البلاغة كبير ومتوسط وصغير وشرح المائة كلمة.

6. السيد علي أصغر بن السيد محمد شفيع البروجردي (ت 1313هـ): الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم، هو العلامة المشهور الفيلسوف المحقق والحكيم المدقق، قدوة المتكلمين وزبدة الفقهاء والمحدثين، غوّاص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، كان ذا كرامات باهرة ومآثر زاهرة.

7. المولى ملا حبيب الله الشريف الكاشاني "ره" (ت 1340هـ): كمال الدين، ومفيد الدين، وهو ميثم بن علي بن ميثم البحراني، شارح (نهج البلاغة)، كان فيلسوفا، حكيما محققا مدققا وفضله أشهر من أن يذكر، ولكنه كان خاملا غير طالب للشهرة والرياسة.

8. العلامة السيد حسن بن السيد هادي الصدر "ره" (ت 1354هـ): ومنهم الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المعروف بالعالم الرباني، له التبرّز في جميع الفنون الإسلامية والأدبية، والحكمة والكلام، والأسرار العرفانية، اتفقت كلمة الكل على إمامته في الكل.

9. الشيخ عباس القمي "ره" (ت 1359هـ): ميثم بن علي بن ميثم. عالم رباني فيلسوف محدث محقق وحكيم متأله مدقق جامع معقول ومنقول أستاذ الفضلاء الفحول.

المصدر(بتصرف): الاوقاف- المزارات في البحرين - محمد باقر الناصري

للعلم منقول

{ عاشقة 14 معصوم }
28-06-2010, 10:38 PM
رحمه الله عليه


يعطيك العافيه اخوي

سلامه999
29-06-2010, 12:04 AM
شكراا على التواجد