ربيبة الزهـراء
05-07-2010, 06:51 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الزهراء (عليها السلام) كنز الايمان وجامعة المعرفة
بضعة رسول الله وريحانته، الصدّيقة الطاهرة، حليلة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وصي رسول الله وخليفته، أم الحَسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، تلك هي بعض صفات فاطمة الزهراء بنت الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه وآله) التي انفردت بها دوناً عن نساء العالمين، لكن هناك صفة تميزت من بين ذلك التفرد هي انها حوريّة أنسيّة.
فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، فإنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً. وقوله لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة يعني انها جمال الله وحسنه.
وقد خلق الله سبحانه آدم أبا البشر من ماء وتراب بيد ملائكته، فهو قد خلقه من العناصر المادّية الاربعة ، ولكن خلق فاطمة الزهراء في خلقتها إنما كان من شجرة طوبى في الجنّة التي غرسها الله بيد القدرة المطلقة، فهي من عنصر ملكوتي في صورة إنسان.
وعن العيون وأمالي الشيخ بسندهما، عن النبي قال: لما عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلت فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطتُ الى الارض واقعت خديجة فحمَلَت بفاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت الى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة.
قبسات من سيرتها
عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد قال: ولدت فاطمة في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس و أربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله). أي بعد البعثة بخمس سنين، وقيل ولدت سنة اثنان من الهجرة.
أقامت بمكة ثمان سنين ثم هاجرت الى المدينة و بقيت فيها عشر سنين. تزوجت في السنة الثانية للهجرة وولدت الحسن في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثلاثة وعمرها كان أحد عشر سنة على القول المشهور، وبعد شهر وأيام علقت بالحسين وولدته بعد ستة أشهر وهكذا باقي بناتها والمحسن.
بقيت الزهراء بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما، وقبضت في جمادى الآخرة لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة. حيث كان سبب وفاتها أن قُنفذاً مولى \"الرجل\" لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت جنينها محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، و لم تدعْ أحداً ممن آذاها يدخل عليها، وكان رجلان من اصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) سألا الإمام علي(عليه السلام) أن يشفع لهما، فسألها فأجابت. ولما دخلا عليها قالا: كيف أنتِ يا بنت رسول الله فقالت، بخير بحمد الله، ثم قالت، أما سمعتما النبي وهو يقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى الله؟ قالا بلى. فقالت : والله لقد آذيتماني، فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما.
ما بلغت فاطمة الزهراء التاسعة من العمر حتى بدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي فتقدم سادات المهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي(صلى الله عليه وآله)، ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها راجع الى ربها.
ولمّا خطبها علي(عليه السلام) فوافق النبي (صلى الله عليه وآله) ووافقت فاطمة(عليها السلام) وتمّ الزواج على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما، فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة، وإشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.
لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية، فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام، حتى قال علي(عليه السلام) يصف حياتهما معاً : فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها. وقد أثمر هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم(عليهم السلام).
وتعلق رسول الله بإبنته فاطمة تعلقاً خاصاً، لما كان يراه فيها من وعي وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً الى درجة أنه كان لا يصبر على البُعد عنها، فقد كان إذا أراد السفر جعلها آخر من يودِّع، وإذا قدم من السفر جعلها أول من يلقى.
لقد تميزت مولاتنا الزهراء(عليها السلام) بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره، والتعليق بخطها على هامش آياته المباركة، حتى صار عندها مصحفٌ عُرِفَ بمصحف فاطمة، بمعنى انها كانت تجمع الهوامش والملاحظات والشروح عن الآيات الكريمة الواردة في القران الكريم.
وقد برزت علومها الإلهية في الخُطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) بحضور المهاجرين والأنصار، مطالبة بحقِّها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بُعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها، وبُعدُ مراميها وعمق فهمها للاسلام وأحكامه.
كلُّ ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة، الناسكة الزاهدة الورعة، حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها، ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسه،ا حتى عُرف عنها أنها \"محدَّثة\" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.
فسلام الله على فاطمة الزهراء بنت خير البشر وخاتم النبيين، يوم ولدت ويوم ماتت شهيدة ويوم تبعث حية، وجعلنا الله معها ومع آلها الكرام في الدنيا والآخرة.
الزهراء (عليها السلام) كنز الايمان وجامعة المعرفة
بضعة رسول الله وريحانته، الصدّيقة الطاهرة، حليلة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وصي رسول الله وخليفته، أم الحَسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، تلك هي بعض صفات فاطمة الزهراء بنت الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه وآله) التي انفردت بها دوناً عن نساء العالمين، لكن هناك صفة تميزت من بين ذلك التفرد هي انها حوريّة أنسيّة.
فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، فإنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً. وقوله لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة يعني انها جمال الله وحسنه.
وقد خلق الله سبحانه آدم أبا البشر من ماء وتراب بيد ملائكته، فهو قد خلقه من العناصر المادّية الاربعة ، ولكن خلق فاطمة الزهراء في خلقتها إنما كان من شجرة طوبى في الجنّة التي غرسها الله بيد القدرة المطلقة، فهي من عنصر ملكوتي في صورة إنسان.
وعن العيون وأمالي الشيخ بسندهما، عن النبي قال: لما عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلت فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطتُ الى الارض واقعت خديجة فحمَلَت بفاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت الى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة.
قبسات من سيرتها
عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد قال: ولدت فاطمة في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس و أربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله). أي بعد البعثة بخمس سنين، وقيل ولدت سنة اثنان من الهجرة.
أقامت بمكة ثمان سنين ثم هاجرت الى المدينة و بقيت فيها عشر سنين. تزوجت في السنة الثانية للهجرة وولدت الحسن في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثلاثة وعمرها كان أحد عشر سنة على القول المشهور، وبعد شهر وأيام علقت بالحسين وولدته بعد ستة أشهر وهكذا باقي بناتها والمحسن.
بقيت الزهراء بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما، وقبضت في جمادى الآخرة لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة. حيث كان سبب وفاتها أن قُنفذاً مولى \"الرجل\" لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت جنينها محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، و لم تدعْ أحداً ممن آذاها يدخل عليها، وكان رجلان من اصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) سألا الإمام علي(عليه السلام) أن يشفع لهما، فسألها فأجابت. ولما دخلا عليها قالا: كيف أنتِ يا بنت رسول الله فقالت، بخير بحمد الله، ثم قالت، أما سمعتما النبي وهو يقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى الله؟ قالا بلى. فقالت : والله لقد آذيتماني، فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما.
ما بلغت فاطمة الزهراء التاسعة من العمر حتى بدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي فتقدم سادات المهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي(صلى الله عليه وآله)، ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها راجع الى ربها.
ولمّا خطبها علي(عليه السلام) فوافق النبي (صلى الله عليه وآله) ووافقت فاطمة(عليها السلام) وتمّ الزواج على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما، فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة، وإشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.
لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية، فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام، حتى قال علي(عليه السلام) يصف حياتهما معاً : فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها. وقد أثمر هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم(عليهم السلام).
وتعلق رسول الله بإبنته فاطمة تعلقاً خاصاً، لما كان يراه فيها من وعي وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً الى درجة أنه كان لا يصبر على البُعد عنها، فقد كان إذا أراد السفر جعلها آخر من يودِّع، وإذا قدم من السفر جعلها أول من يلقى.
لقد تميزت مولاتنا الزهراء(عليها السلام) بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره، والتعليق بخطها على هامش آياته المباركة، حتى صار عندها مصحفٌ عُرِفَ بمصحف فاطمة، بمعنى انها كانت تجمع الهوامش والملاحظات والشروح عن الآيات الكريمة الواردة في القران الكريم.
وقد برزت علومها الإلهية في الخُطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) بحضور المهاجرين والأنصار، مطالبة بحقِّها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بُعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها، وبُعدُ مراميها وعمق فهمها للاسلام وأحكامه.
كلُّ ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة، الناسكة الزاهدة الورعة، حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها، ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسه،ا حتى عُرف عنها أنها \"محدَّثة\" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.
فسلام الله على فاطمة الزهراء بنت خير البشر وخاتم النبيين، يوم ولدت ويوم ماتت شهيدة ويوم تبعث حية، وجعلنا الله معها ومع آلها الكرام في الدنيا والآخرة.