FUNX
10-08-2006, 07:27 PM
:: لــبــنــان .. ســيــبــقــى مــوحـــداً ::
http://www.wa3ad.org/media/pics/1155163488.jpg
وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم رسالة عبر تلفزيون "المنار" تناول فيها الاوضاع السياسية والامنية وقال فيها:
"مجددا، أخاطبكم ونحن نقترب من نهاية الشهر في هذه الحرب العدوانية الوحشية التي فرضها الصهاينة على لبنان، على كل انسان وحجر وموقع وعنوان في لبنان. وأود كما هي العادة، أن أتطرق إلى العديد من القضايا سواء على المستوى السياسية أو على المستوى الميداني. أود أن أبدأ اليوم بالحديث عن بعض التطورات السياسية، وانتهي بالوضع الميداني. كمقدمة للوضع السياسي والتطورات، ما زلنا نستند الى واقع ميداني صلب وقوي ويشهد له العدو قبل الصديق. لذلك، ما سأتطرق اليه في الوضع السياسي ما زال قائما على الحق وما زال قائما على القوة ايضا التي ما زالت تقاتل وتواجه في الميدان".
منذ بداية هذه المعركة، حرصنا في الأداء السياسي والاعلامي على مراعاة والأخذ في الاعتبار مجموعة من الأساسيات والجوانب المهمة والحساسة. بالنسبة إلينا، وخصوصا ونحن نشارك في المعالجة السياسية أو المواجهة السياسية كما يقال، كنا منذ البداية، نؤكد مبدأ أساسيا هو الحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني والشعبي، وأيضا، التضامن الرسمي على مستوى الدولة ومؤسساتها، وايضا تقوية موقف الدولة، وبالأخص في الحكومة في التفاوض والحفاظ على الحقوق الوطنية. وكما قلت في رسالة سابقة، ايجاد التعاون لتكون هناك إرادة سياسية في مستوى الارادة الجهادية ومستوى إرادة الصمود الشعبي حتى نخرج من هذه المعركة، وقد حافظنا في الحد الأدنى على حقوقنا الوطنية وكرامتنا الوطنية.
لذلك، وفي الأسابيع الماضية، أكدنا مجموعة نقاط، والآن، أود في مقدمة الحديث التأكيد عليها.
أولا: عدم الدخول في أي سجال سياسي أو اعلامي مع أي فريق لبناني أو حزب لبناني أو أي شخصية لبنانية أيا تكن الانتقادات التي توجه أو الكلام الذي يقال وبعضه مؤذ وبعضه للأسف يقول بالضبط ما يقوله المسؤولون الاسرائيليون والصحافة الاسرائيلية، مع ذلك، انا اؤكد على كل اخواني كما أكدت في المراحل الماضية، عدم الدخول في اي سجال سياسي او اعلامي حول هذه المسائل، اولويتنا هي الصمود والتضامن السياسي والشعبي والوطني من اجل مصالح بلدنا وفي شكل عام. اما بعض الحساسيات والهواجس وبعض التفاهات وبعض الاشكال من الطعن في الحقيقة التي لا تخدم مصلحة البلد، علينا ان نتجاوزها.
الامر الثاني: ما طلبناه من النازحين من اهلنا الصامدين الطيبين، وما اؤكده الان هو مراعاة المحيط الذي تتواجدون فيه ان لجهة بعض الشكليات او العادات او التقاليد او الانشطة او الشعارات او الاعلام. ان كل ما يثير اي حساسية مع المحيط الذي تتواجدون فيه، وخصوصا في المحيط الذي يحتضنكم بكرامة وشرف ومسؤولية، من مسؤوليتكم وواجبكم، ايضا، ان تأخذوا هذا الجانب في الاعتبار لان هناك من يحاول بين الحين والاخر ان يثير حساسيات معينة ليبث ضعفا او وهنا او خللا في ساحة صمود النازحين والمهجرين في ساحة الاحتضان الشعبي لهؤلاء، وهذا يخدم الاسرائيلي بالدرجة الاولى لان اي خلل في جبهة الصمود تقرب العدو من تحقيق اهدافه.
النقطة الثالثة: فيما يتعلق بمدينة بيروت بالتحديد، كنا تمنينا واعود واتمنى على المنظمات الشبابية والاخوة في الاحزاب والناس عموما، نحن نريد ان نتجنب اي مظاهرات او اعتصامات كبيرة حاشدة حتى لا تتوافر مادة يمكن من خلالها ان يتسرب البعض ليوجد خللا امنيا او لتصبح هناك شعارات أوشعارات مضادة، مما يؤدي الى انقسامات في الشارع، لكن الاهم على هذا الصعيد حرصنا وسعينا ليكون هناك تضامن حكومي وتضامن سياسي في البلد أي على المستويين السياسي والرسمي".
أضاف: "منذ الايام الاولى، لاحظنا ان الاسرائيليين والأميركيين يحرصون ويحرضون على ايقاع الفتنة والشقاق بين اللبنيانيين في داخل الحكومة اللبنانية وبين القوى السياسية، وكشاهد على ذلك، منذ الايام الاولى ونحن نتابع الاعلام الاسرائيلي نجد ان بعض المسؤولين الاسرائيليين وبعض كبار الكتاب من الصحافيين الاسرائيليين يقولون ان هناك جهات حكومية في لبنان كانت تتصل بهم، وتؤكد عليهم ان لا يوقفوا هجومهم، وان يستمروا، وان هذه هي الفرصة الذهبية والتاريخية للقضاء على المقاومة في لبنان، وبالتحديد على "حزب الله" في لبنان. طبعا، نحن لا نصدق هذا الكلام الاسرائيلي ونصنفه في دائرة الايقاع بين اللبنانيين.
كذلك، مثلا شاهد آخر ما صرح به امس او قبل امس جون بولتون المندوب الصهيوني الاميركي في مجلس الامن الدولي لاحدى محطات التلفزة الاميركية عندما سمع بأن الحكومة اللبنانية لديها تحفظات او اعتراضات على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي المقدم من مجلس الامن، فقال انه تفاجأ بموقف الحكومة اللبنانية لانه يقول انه نسق هذا القرار او هذه المسودة مع حكومة لبنان وحكومة اسرائيل، ايضا هذا الكلام، نحن لا نقبل به لان هدفه الايقاع بين القوى المشاركة في الحكومة والايقاع بين المقاومة والدولة، في كل الاحوال، هناك مساع واضحة وجادة على المستوى السياسي وعلى المستوى الاعلامي وعلى المستوى التحريضي تبذل لفك هذا التضامن الذي نشأ، وكان واضحا خلال كل ايام واسابيع الحرب القائمة.
من هنا، تصرفنا وعملنا بمسؤولية عندما قدم رئيس الحكومة خطة النقاط السبع، وتمت مناقشتها في الحكومة. تعاطينا مع هذا الطرح بايجابية، كانت لدينا تحفظات حول بعض النقاط، هناك نقاط قد لا نتحفظ عليها بالمبدأ، ولكن تفصيلها في حاجة الى نقاش، وسجلت هذه الامور في محضر الجلسة، ولكن جميعنا كنا حريصين على ان نقدم موافقة اجماعية على هذه الخطة لنواجه بها العالم، وهذا ما كنت اشرت اليه في رسالة سابقة، وتجاوزنا اعلاميا تحفظاتنا وملاحظاتنا، وقدمت الحكومة اللبنانية خطة من سبع نقاط لتقديم طرح او تصور للمعالجة السياسية لوقف العدوان والحرب، ويمكن الاستناد اليها امام المجتمع الدولي والدول العربية، ثم جاءت الدول العربية لتؤيد وتدعم خطة الحكومة اللبنانية المؤلفة من نقاط سبع, في بعض هذه النقاط، ما يتعلق بانتشار الجيش.
في كل الاحوال، الحكومة اللبنانية قدمت خطة النقاط السبع، ولكن قوبلت من الاميركيين والفرنسيين في مسودة المشروع المقدم إلى مجلس الامن بمشروع قرار اقل ما يمكن ان يقال فيه انه جائر وظالم، ويعطي الاسرائيليين اكثر مما ارادوا واكثر مما طلبوا. وفي كل الاحوال، اكتفينا ونكتفي بالمطالعة الدقيقة والجامعة والقوية والمتينة التي قدمها دولة الرئيس نبيه بري، تعليقا على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي المقدم إلى مجلس الامن.
وكان الرد على خطة النقاط السبع وعلى التضامن اللبناني هذه المسودة المعدة لاتخاذ قرار، والتي ارادت في الحقيقة ان تعطي الاسرائيليين بالسياسة والضغط الدولي ما عجزوا عن أخذه في القتال.
بدأت مساع لبنانية وعربية ودولية في شكل أو بآخر من أجل تعديل مشروع القرار الاميركي - الفرنسي بما يلبي المطالب اللبنانية، كما وردت في خطة الحكومة ذات النقاط السبع.في كل الأحوال أثناء هذا السعي السياسي والدبلوماسي وهذه المعركة السياسية والدبلوماسية الكبيرة سوف يتضح في كل الأحوال من يقف بجانب لبنان ومن يفضل اسرائيل بالمطلق على لبنان. في سياق هذه المساعي السياسية، قيل لنا لو أن الحكومة تبادر وتجتمع وتتخذ قرارا وتعلنه يرتبط بنشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، لأن الجيش اللبناني موجود في الجنوب وموجود في جنوب الليطاني لأن البعض يقول نشر الجيش في الجنوب، نعم الجيش كجيش غير متواجد على مقربة من المنطقة الحدودية حيث تتواجد قوة أمنية لبنان رسمية مؤلفة من قوى الأمن الداخلي وبعض الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش.
إذا أعلنت الحكومة استعدادها لإرسال الجيش اللبناني خمسة عشر ألف جندي للانتشار في كامل هذه المنطقة، فإن هذا سيساعد لبنان كثيرا وسيساعد أصدقاء لبنان كثيرا للضغط في اتجاه تعديل مسودة القرار الذي يعد ويناقش في مجلس الأمن، وسيفتح الطريق أمام معالجة سياسية مناسبة تؤدي الى وقف العدوان على لبنان.
ولكن رغم إعلان الحكومة اللبنانية قرارها واستعدادها، وبالاجماع، والكثيرون الآن توقفوا عند كلمة بالاجماع، المحصلة حتى الآن ان الادارة الاميركية ما زالت مصرة على شروطها ومتمسكة بغطرستها وبغلوائها، وهي اليوم بالتحديد ارسلت السيد ولش بالتزامن مع قرار الحكومة الاسرائيلية المصغرة توسيع العمليات البرية من أجل إرعاب الحكومة اللبنانية واللبنانيين وإخافتهم والضغط عليهم للقبول بالشروط القديمة الجديدة التي جاء بها ولش الى لبنان.
في كل الأحوال في المسألة السياسية نقطة أود أن أعلق عليها وأجيب عنها لأنها طرحت كتساؤل لدى السياسيين ووسائل الاعلام، وهي جديرة بالشرح والتوضيح، وذلك في ما يتعلق بموقفنا من انتشار الجيش في المنطقة الحدودية، نحن في السابق كنا نعترض على نشر الجيش على الحدود ليس شكا في الجيش لا سمح الله لأن هذا الجيش هو جيش وطني، ومنذ سنوات طويلة نمتدحه ونمتدح عقيدته وقيادته وتركيبته، وعبرنا في أكثر من مناسبة عن ثقتنا به قيادة وضباطا وأفرادا، لأن هذا الجيش هو من هذا الشعب، من رجاله وشبابه وأبنائه، ولا يختلف عن حقيقة وجوهر هذا الشعب الأبي والوفي.
وعندما كنا نعترض أو نتحفظ ليس خوفا من الجيش لأن هذا الجيش الوطني لا يمكن أن يخاف منه أبناء شعبه، ولكن الحقيقة كنا نخاف على الجيش من خلال نشره على الحدود الدولية لأن المسألة واضحة تضع جيشا نظاميا على الحدود الدولية مباشرة في مواجهة عدو يعتدي في أي لحظة من اللحظات هو أن تضع هذا الجيش في فم التنين ويقال بالعامية "في بوز المدفع"، جيش لا يملك دبابات ومدرعات ولا سلاح جو ولا غطاء جويا كافيا يمكنه في أي لحظة عدوانية أن يتعرض للتدمير خلال أيام قليلة جدا. المواجهات التي جرت الآن في الجنوب تؤكد هذا المعنى، المقاومة إنما صمدت حتى الآن في عيتا الشعب وكفركلا وعديسة والطيبة وبنت جبيل وعيترون وكل البلدات الأمامية بسبب أنه ليس لها وجود كلاسيكي ونظامي ولها طريقة متمايزة في التواجد ولا تملك أي غطاء جوي، العدو الاسرائيلي يقصف ويضرب ويدمر ولكنه لم يستطع أن ينال من إرادة المجاهدين ولا من قدرتهم على الحركة.
http://www.wa3ad.org/media/pics/1155163488.jpg
وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم رسالة عبر تلفزيون "المنار" تناول فيها الاوضاع السياسية والامنية وقال فيها:
"مجددا، أخاطبكم ونحن نقترب من نهاية الشهر في هذه الحرب العدوانية الوحشية التي فرضها الصهاينة على لبنان، على كل انسان وحجر وموقع وعنوان في لبنان. وأود كما هي العادة، أن أتطرق إلى العديد من القضايا سواء على المستوى السياسية أو على المستوى الميداني. أود أن أبدأ اليوم بالحديث عن بعض التطورات السياسية، وانتهي بالوضع الميداني. كمقدمة للوضع السياسي والتطورات، ما زلنا نستند الى واقع ميداني صلب وقوي ويشهد له العدو قبل الصديق. لذلك، ما سأتطرق اليه في الوضع السياسي ما زال قائما على الحق وما زال قائما على القوة ايضا التي ما زالت تقاتل وتواجه في الميدان".
منذ بداية هذه المعركة، حرصنا في الأداء السياسي والاعلامي على مراعاة والأخذ في الاعتبار مجموعة من الأساسيات والجوانب المهمة والحساسة. بالنسبة إلينا، وخصوصا ونحن نشارك في المعالجة السياسية أو المواجهة السياسية كما يقال، كنا منذ البداية، نؤكد مبدأ أساسيا هو الحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني والشعبي، وأيضا، التضامن الرسمي على مستوى الدولة ومؤسساتها، وايضا تقوية موقف الدولة، وبالأخص في الحكومة في التفاوض والحفاظ على الحقوق الوطنية. وكما قلت في رسالة سابقة، ايجاد التعاون لتكون هناك إرادة سياسية في مستوى الارادة الجهادية ومستوى إرادة الصمود الشعبي حتى نخرج من هذه المعركة، وقد حافظنا في الحد الأدنى على حقوقنا الوطنية وكرامتنا الوطنية.
لذلك، وفي الأسابيع الماضية، أكدنا مجموعة نقاط، والآن، أود في مقدمة الحديث التأكيد عليها.
أولا: عدم الدخول في أي سجال سياسي أو اعلامي مع أي فريق لبناني أو حزب لبناني أو أي شخصية لبنانية أيا تكن الانتقادات التي توجه أو الكلام الذي يقال وبعضه مؤذ وبعضه للأسف يقول بالضبط ما يقوله المسؤولون الاسرائيليون والصحافة الاسرائيلية، مع ذلك، انا اؤكد على كل اخواني كما أكدت في المراحل الماضية، عدم الدخول في اي سجال سياسي او اعلامي حول هذه المسائل، اولويتنا هي الصمود والتضامن السياسي والشعبي والوطني من اجل مصالح بلدنا وفي شكل عام. اما بعض الحساسيات والهواجس وبعض التفاهات وبعض الاشكال من الطعن في الحقيقة التي لا تخدم مصلحة البلد، علينا ان نتجاوزها.
الامر الثاني: ما طلبناه من النازحين من اهلنا الصامدين الطيبين، وما اؤكده الان هو مراعاة المحيط الذي تتواجدون فيه ان لجهة بعض الشكليات او العادات او التقاليد او الانشطة او الشعارات او الاعلام. ان كل ما يثير اي حساسية مع المحيط الذي تتواجدون فيه، وخصوصا في المحيط الذي يحتضنكم بكرامة وشرف ومسؤولية، من مسؤوليتكم وواجبكم، ايضا، ان تأخذوا هذا الجانب في الاعتبار لان هناك من يحاول بين الحين والاخر ان يثير حساسيات معينة ليبث ضعفا او وهنا او خللا في ساحة صمود النازحين والمهجرين في ساحة الاحتضان الشعبي لهؤلاء، وهذا يخدم الاسرائيلي بالدرجة الاولى لان اي خلل في جبهة الصمود تقرب العدو من تحقيق اهدافه.
النقطة الثالثة: فيما يتعلق بمدينة بيروت بالتحديد، كنا تمنينا واعود واتمنى على المنظمات الشبابية والاخوة في الاحزاب والناس عموما، نحن نريد ان نتجنب اي مظاهرات او اعتصامات كبيرة حاشدة حتى لا تتوافر مادة يمكن من خلالها ان يتسرب البعض ليوجد خللا امنيا او لتصبح هناك شعارات أوشعارات مضادة، مما يؤدي الى انقسامات في الشارع، لكن الاهم على هذا الصعيد حرصنا وسعينا ليكون هناك تضامن حكومي وتضامن سياسي في البلد أي على المستويين السياسي والرسمي".
أضاف: "منذ الايام الاولى، لاحظنا ان الاسرائيليين والأميركيين يحرصون ويحرضون على ايقاع الفتنة والشقاق بين اللبنيانيين في داخل الحكومة اللبنانية وبين القوى السياسية، وكشاهد على ذلك، منذ الايام الاولى ونحن نتابع الاعلام الاسرائيلي نجد ان بعض المسؤولين الاسرائيليين وبعض كبار الكتاب من الصحافيين الاسرائيليين يقولون ان هناك جهات حكومية في لبنان كانت تتصل بهم، وتؤكد عليهم ان لا يوقفوا هجومهم، وان يستمروا، وان هذه هي الفرصة الذهبية والتاريخية للقضاء على المقاومة في لبنان، وبالتحديد على "حزب الله" في لبنان. طبعا، نحن لا نصدق هذا الكلام الاسرائيلي ونصنفه في دائرة الايقاع بين اللبنانيين.
كذلك، مثلا شاهد آخر ما صرح به امس او قبل امس جون بولتون المندوب الصهيوني الاميركي في مجلس الامن الدولي لاحدى محطات التلفزة الاميركية عندما سمع بأن الحكومة اللبنانية لديها تحفظات او اعتراضات على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي المقدم من مجلس الامن، فقال انه تفاجأ بموقف الحكومة اللبنانية لانه يقول انه نسق هذا القرار او هذه المسودة مع حكومة لبنان وحكومة اسرائيل، ايضا هذا الكلام، نحن لا نقبل به لان هدفه الايقاع بين القوى المشاركة في الحكومة والايقاع بين المقاومة والدولة، في كل الاحوال، هناك مساع واضحة وجادة على المستوى السياسي وعلى المستوى الاعلامي وعلى المستوى التحريضي تبذل لفك هذا التضامن الذي نشأ، وكان واضحا خلال كل ايام واسابيع الحرب القائمة.
من هنا، تصرفنا وعملنا بمسؤولية عندما قدم رئيس الحكومة خطة النقاط السبع، وتمت مناقشتها في الحكومة. تعاطينا مع هذا الطرح بايجابية، كانت لدينا تحفظات حول بعض النقاط، هناك نقاط قد لا نتحفظ عليها بالمبدأ، ولكن تفصيلها في حاجة الى نقاش، وسجلت هذه الامور في محضر الجلسة، ولكن جميعنا كنا حريصين على ان نقدم موافقة اجماعية على هذه الخطة لنواجه بها العالم، وهذا ما كنت اشرت اليه في رسالة سابقة، وتجاوزنا اعلاميا تحفظاتنا وملاحظاتنا، وقدمت الحكومة اللبنانية خطة من سبع نقاط لتقديم طرح او تصور للمعالجة السياسية لوقف العدوان والحرب، ويمكن الاستناد اليها امام المجتمع الدولي والدول العربية، ثم جاءت الدول العربية لتؤيد وتدعم خطة الحكومة اللبنانية المؤلفة من نقاط سبع, في بعض هذه النقاط، ما يتعلق بانتشار الجيش.
في كل الاحوال، الحكومة اللبنانية قدمت خطة النقاط السبع، ولكن قوبلت من الاميركيين والفرنسيين في مسودة المشروع المقدم إلى مجلس الامن بمشروع قرار اقل ما يمكن ان يقال فيه انه جائر وظالم، ويعطي الاسرائيليين اكثر مما ارادوا واكثر مما طلبوا. وفي كل الاحوال، اكتفينا ونكتفي بالمطالعة الدقيقة والجامعة والقوية والمتينة التي قدمها دولة الرئيس نبيه بري، تعليقا على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي المقدم إلى مجلس الامن.
وكان الرد على خطة النقاط السبع وعلى التضامن اللبناني هذه المسودة المعدة لاتخاذ قرار، والتي ارادت في الحقيقة ان تعطي الاسرائيليين بالسياسة والضغط الدولي ما عجزوا عن أخذه في القتال.
بدأت مساع لبنانية وعربية ودولية في شكل أو بآخر من أجل تعديل مشروع القرار الاميركي - الفرنسي بما يلبي المطالب اللبنانية، كما وردت في خطة الحكومة ذات النقاط السبع.في كل الأحوال أثناء هذا السعي السياسي والدبلوماسي وهذه المعركة السياسية والدبلوماسية الكبيرة سوف يتضح في كل الأحوال من يقف بجانب لبنان ومن يفضل اسرائيل بالمطلق على لبنان. في سياق هذه المساعي السياسية، قيل لنا لو أن الحكومة تبادر وتجتمع وتتخذ قرارا وتعلنه يرتبط بنشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، لأن الجيش اللبناني موجود في الجنوب وموجود في جنوب الليطاني لأن البعض يقول نشر الجيش في الجنوب، نعم الجيش كجيش غير متواجد على مقربة من المنطقة الحدودية حيث تتواجد قوة أمنية لبنان رسمية مؤلفة من قوى الأمن الداخلي وبعض الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش.
إذا أعلنت الحكومة استعدادها لإرسال الجيش اللبناني خمسة عشر ألف جندي للانتشار في كامل هذه المنطقة، فإن هذا سيساعد لبنان كثيرا وسيساعد أصدقاء لبنان كثيرا للضغط في اتجاه تعديل مسودة القرار الذي يعد ويناقش في مجلس الأمن، وسيفتح الطريق أمام معالجة سياسية مناسبة تؤدي الى وقف العدوان على لبنان.
ولكن رغم إعلان الحكومة اللبنانية قرارها واستعدادها، وبالاجماع، والكثيرون الآن توقفوا عند كلمة بالاجماع، المحصلة حتى الآن ان الادارة الاميركية ما زالت مصرة على شروطها ومتمسكة بغطرستها وبغلوائها، وهي اليوم بالتحديد ارسلت السيد ولش بالتزامن مع قرار الحكومة الاسرائيلية المصغرة توسيع العمليات البرية من أجل إرعاب الحكومة اللبنانية واللبنانيين وإخافتهم والضغط عليهم للقبول بالشروط القديمة الجديدة التي جاء بها ولش الى لبنان.
في كل الأحوال في المسألة السياسية نقطة أود أن أعلق عليها وأجيب عنها لأنها طرحت كتساؤل لدى السياسيين ووسائل الاعلام، وهي جديرة بالشرح والتوضيح، وذلك في ما يتعلق بموقفنا من انتشار الجيش في المنطقة الحدودية، نحن في السابق كنا نعترض على نشر الجيش على الحدود ليس شكا في الجيش لا سمح الله لأن هذا الجيش هو جيش وطني، ومنذ سنوات طويلة نمتدحه ونمتدح عقيدته وقيادته وتركيبته، وعبرنا في أكثر من مناسبة عن ثقتنا به قيادة وضباطا وأفرادا، لأن هذا الجيش هو من هذا الشعب، من رجاله وشبابه وأبنائه، ولا يختلف عن حقيقة وجوهر هذا الشعب الأبي والوفي.
وعندما كنا نعترض أو نتحفظ ليس خوفا من الجيش لأن هذا الجيش الوطني لا يمكن أن يخاف منه أبناء شعبه، ولكن الحقيقة كنا نخاف على الجيش من خلال نشره على الحدود الدولية لأن المسألة واضحة تضع جيشا نظاميا على الحدود الدولية مباشرة في مواجهة عدو يعتدي في أي لحظة من اللحظات هو أن تضع هذا الجيش في فم التنين ويقال بالعامية "في بوز المدفع"، جيش لا يملك دبابات ومدرعات ولا سلاح جو ولا غطاء جويا كافيا يمكنه في أي لحظة عدوانية أن يتعرض للتدمير خلال أيام قليلة جدا. المواجهات التي جرت الآن في الجنوب تؤكد هذا المعنى، المقاومة إنما صمدت حتى الآن في عيتا الشعب وكفركلا وعديسة والطيبة وبنت جبيل وعيترون وكل البلدات الأمامية بسبب أنه ليس لها وجود كلاسيكي ونظامي ولها طريقة متمايزة في التواجد ولا تملك أي غطاء جوي، العدو الاسرائيلي يقصف ويضرب ويدمر ولكنه لم يستطع أن ينال من إرادة المجاهدين ولا من قدرتهم على الحركة.