ابو فاطمة العذاري
14-07-2010, 03:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله الطاهرين
من الأمور التاريخية المهمة في تاريخنا الإسلامي والتي نلاحظ ان هناك خللا واضحا َ في الإطلاع عليها عند الكثيرين حتى المثقفين هو عدم إطلاعنا الكافي على التاريخ أمهات الائمه بل يصل الأمر أحيانا ً إلى إننا نجد أن كثير منا لا يعرف مجرد اسم أم احد الائمه فظلا ً عن التعرف على تاريخها وفضائلها وأخلاقها ودورها في نصرة الدين والمذهب وهذا ربما يرجع إلى عدة عوامل أهما عاملين رئيسين أحدهما ايجابي والأخر سلبي :
إما الايجابي: فان قلة الإطلاع إنما سببه إن أجواء التكتم والتستر وعدم البروز الاجتماعي كانت مسيطرة على حياة نساء أهل البيت وذلك لان المرأة من أرحام المعصومين كانت لا تخرج ولا تلتقي مع الناس بل هي منشغلة بعبادتها وبيتها وهو طبعا تشدد عميق بالعفاف والتستر معروف وواضح على نساء وبنات المعصومين (ع) الا اللهم ان تستدعي الضرورة لذلك أي للبروز واللقاء بالنساء من اجل أهداف تتعلق بالمصالح العامة للإسلام والمسلمين كما حصل لعقيلة بني هاشم السيدة زينب وباقي النساء من سبايا كربلاء
أما السلبي : فان هناك إهمالا واضحا وكبيرا لدى المؤرخين والمؤلفين بل حتى الخطباء من التعرض لتاريخ أمهات المعصومين وفضائلهن او ذكر اي شي عنهن وإهمال من المؤمنين عموما في مطالعة هذا الأمر كما هو واضح
ونحن هنا لا نريد ان ندخل في تفاصيل تاريخية بقدر ما نريد ان نسلط الضوء على جوانب مهمة في تاريخ أمهات الأئمة تنفعا في العبرة والموعظة وخصوصا تنفع أخواتنا المؤمنات في أدوارهن الأسرية والاجتماعية ومن تلك الأمور باختصار:
اولا: انه من الثابت ان أمهات الأئمة على درجه عالية من الورع والتقوى وكلهن لهن كرامات عالية عند الله تعالى فانت تلاحظ اننا حين نقرأ الزيارة نقول ،(( اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة )) وكذلك أيضا نجد ان هناك نصوص من الأئمة(ع) في مدح أمهاتهم وزوجاتهم الأمهات للائمة(ع) ومن أمثلة ذلك: ((ما روي عن الإمام الكاظم (ع) انه قال عن زوجته تكتم ام الإمام الرضا (ع) والله ما اشتريت هذه الجارية الا بأمر من الله ووحيه)) وما روي عن النبي في الإشارة الى الإمام محمد الجواد(ع) وأمه السيدة سبيكة فقد قال (ص): (بابي ابن خيرة الإماء النوبية الطيبة) وما روي عن الإمام الهادي (ع) في حق أمه ألسيده سمانة المغربية حيث قال(ع): (( أُمّي عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبّار عنيد ، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام ، ولا تختلف عن أُمّهات الصدّيقين والصالحين ) .
ثانيا: رغم إنهن في عزله عن المجتمع وفي تستر كامل الا ان لهن ادوار كبيرة في نصرة الدين ومساندة أزواجهن وأبنائهن المعصومين ومن ابرز ذلك دور السيدة فاطمة الزهراء ام الحسنين وزوج أمير المؤمنين في نصرة النبي وزوجها أمير المومنين وأيضا من الأدوار الكبيرة مما ذكره السيد الشهيد عن دور السيدة نرجس أم الإمام ألحجه في تحمل المعانات للحفاظ على الإمام القائم (ع) فقد قال في إحدى خطب الجمعة (قد طرق سمعهم ان أمه نرجس حامل عند وفاة أبية هكذا كان يطرق سمعهم فحجزوها في احد البيوت بيت قاضي القضاة ابن ابي الشوارب أربع سنوات عسى أنهم يرون مولودها فيقتلونه او يجهضونها فلم يحصلوا من ذلك على نتيجة بطبيعة الحال لان الإمام كان مولودا قبل وفاة أبية بخمس سنين لكنه احتمال عذبوها هذا العذاب الطويل من اجل احتمال ان تكون حامل او في بدء حملها))
ثالثا: أننا نلاحظ بعد ان نتبع المصادر ان هناك خطأ كبير في تحديد اسم بعض تلك السيدات الجليلات فمثلا يقول بعض المؤرخون عن ام الامام الرضا (ع) اسمها تكتم وبعضهم يقول نجمه ومثلا أيضا قالوا عن ام الهادي يقال سمانه ويقال سوسن وكذلك مثلا ام الجواد يقال سبيكة ويقال در5 ويقال خيزران ويقال ريحان وأيضا قيل ان ام الإمام العسكري يقال سوسن ويقال حديث ويقال سليل وهذا الأمر نلاحظة كثيرا ولعله يرجع لعدة أسباب أهمها :
1- انه خلط تاريخي يشبه كثير من حالات الخلط عند المؤرخين في إحداث و أشخاص التاريخ 0
2- ان الواحدة من تلك السيدات يكون لها اسم وبعد فترة يتغير على يد زوجها او احد الائمه كما حصل للسيدة شهربان والتي كان اسمها شاه زنان وقد غيره الإمام علي (ع) حين أراد ان يزوجها الإمام الحسين (ع) فأصبح شهربانو
3- ان هذا راجع أساسا للعزلة المكثفة وعدم اختلاطهن بالمجتمع فيجهل الناس اسم ام إمامهم ويشتهر عنها كنية معينه مثل ام فروه السيدة فاطمة ام الصادق (ع) وام الحسن السيدة سبيكة أم الإمام الجواد(ع)
4- ان اغلب تلك الأسماء إنما هي ألقاب وصفات للواحدة منهن وليس اسمها الحقيقي فمثلا تسمى السيدة سوسن ام الإمام العسكري بسليل ويتضح معناه بقول الإمام الهادي ((سليل مسلولة من الآفات والعاهات والارجاس والأنجاس)) أي خالصة منها
رابعا: إننا نلاحظ إن هناك اختلاف واضح في أحوالهن القومية فمنهن عربيات ومنهن فارسيات وأخرى من بلاد الروم والعربيات واحدة من المغرب كأم الإمام الهادي (ع) وأخرى من شمال السودان وجنوب مصر كأم الجواد(ع) وهذا طبعا راجح إلى أنهن أتين مع الجواري فيتزوجهن المعصوم بحسب الترتيب الظاهري ألا إننا نستطيع القول ان هذا من تخطيط الهي مهم وعميق ويرجع لأسباب كثيرة منها:
1 ـ ان الله يختار للمعصوم من تستحق ان تكون والدة له فبالتالي يكون ان الواحدة منهن قد وصلت الى درجه استحقاق ذلك عند الله تعالى فيسبب الله لها ان تصل للمعصوم الأب لتزوجها وتحمل بالمعصوم الابن وهذا كان مشهورا جدا ونروي هنا روايتين:
قال محمد ابن الفرج الرخجي دعاني الإمام الجواد (ع) فأعلمني ان قافلة قد قدمت وفيها نحاس ومعه جواري ودفع إلي سبعين دينار وامرني بابتياع جاريه وصفها لي فمضيت وعملت بما امرني فقد كان ينتظر مجيئها لتلد له أفضل من في الأرض من بعده وهو الهادي (ع)0
وروي: حينما جاءوا بالسيدة حميدة للإمام الباقر حمد الله تعالى وسألها ما أسمك؟ فقالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة اخبريني عنك أبكر ام ثيب فقالت بكر فقال : وكيف لا يقع في أيدي النحاسين شي الا أفسدوه فقالت قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله علية رجلا ابيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم مني ففعل بي مرارا (أي حاول ذلك) ففعل الشيخ به مرارا (أي منعه) من التقرب لي فالتفت الباقر الى ولده الصادق وقال : يا جعفر خذها إليك فتزوجها الإمام الصادق فولدت له الإمام الكاظم (ع)0
2- السبب الثاني من تنوع قوميات أمهات الائمه ان هذا يكون سببا لانفتاح حركة الإمام (ع) على شعوب تلك المنطقة وإيجاد أسباب أقوى لهدايتهم لما للتواصل النسبي من فسح مجال اكبر للدعوة الى الله على تلك المجتمعات 0
خامسا: أننا نلاحظ ان تلك السيدات إضافة لبلوغهن درجات عالية بالورع والتقوى فقد كانت الواحدة منهن عالمه بالعلم الديني وذلك بسبب أنها تعايش أكثر من معصوم باعتبارها زوجه المعصوم وام المعصوم وزوجة ابن لمعصوم0
فقد قال الإمام الصادق (ع) عن ام الباقر السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) كانت صديقة لم تدرك في ال الحسن امرأة مثلها وقال الهادي عن زوجته ام العسكري : ((سليل مسلولة من الآفات والعاهات والارجاس والأنجاس))
وروي أن الرضا (ع) قال عن زوجته السيدة سبيكة ا م ولده الجواد (ع) ( قدست ام ولدته قد خلقت طاهرة مطهره ) وكذلك قال عنها العسكري (ع) (( خلقت طاهرة مطهرة )) وهي من أهل بيت يرجعون إلى عائلة ماريه القبطية زوجة النبي (ص) 0
سادسا: قد حصلت على يد تلك السيدات عدة كرامات و معاجز وهذا له دلاله على علو مقامهن الإيماني عند الله تعالى فقد روي عن الباقر(ع) كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هده شديدة فقالت بيدها : لا وحق المصطفى ما إذن الله لك في السقوط فبقى معلقا حتى جازته فتصدق عنها أبي بمائة دينار))
ولعل اشهر شيء روي هنا الكرامة الكبرى التي حصلت لام الإمام علي(ع) السيدة فاطمة بنت أسد حينما انشقت لها جدار الكعبة الشريفة عند ولادة الأمير(ع)
ومما سمعنا وغيره الكثير نعلم أننا أمام مصادر للإشعاع والهداية ونعلم أننا أمام مصدر إيماني ومعرفي كبير وإمام سيدات جليلات لهن اثر كبير وفضل عظيم علينا فلا ينبغي ان نقصر معهن في إحياء ذكرهن ونشر فضائلهن ألان نحيي جميع أمهات ألائمه بالصلاة على محمد وال محمد نسال الله أن يجعلنا خدم لهن و لأزواجهن وابنائهن
ابو فاطمة العذاري0
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله الطاهرين
من الأمور التاريخية المهمة في تاريخنا الإسلامي والتي نلاحظ ان هناك خللا واضحا َ في الإطلاع عليها عند الكثيرين حتى المثقفين هو عدم إطلاعنا الكافي على التاريخ أمهات الائمه بل يصل الأمر أحيانا ً إلى إننا نجد أن كثير منا لا يعرف مجرد اسم أم احد الائمه فظلا ً عن التعرف على تاريخها وفضائلها وأخلاقها ودورها في نصرة الدين والمذهب وهذا ربما يرجع إلى عدة عوامل أهما عاملين رئيسين أحدهما ايجابي والأخر سلبي :
إما الايجابي: فان قلة الإطلاع إنما سببه إن أجواء التكتم والتستر وعدم البروز الاجتماعي كانت مسيطرة على حياة نساء أهل البيت وذلك لان المرأة من أرحام المعصومين كانت لا تخرج ولا تلتقي مع الناس بل هي منشغلة بعبادتها وبيتها وهو طبعا تشدد عميق بالعفاف والتستر معروف وواضح على نساء وبنات المعصومين (ع) الا اللهم ان تستدعي الضرورة لذلك أي للبروز واللقاء بالنساء من اجل أهداف تتعلق بالمصالح العامة للإسلام والمسلمين كما حصل لعقيلة بني هاشم السيدة زينب وباقي النساء من سبايا كربلاء
أما السلبي : فان هناك إهمالا واضحا وكبيرا لدى المؤرخين والمؤلفين بل حتى الخطباء من التعرض لتاريخ أمهات المعصومين وفضائلهن او ذكر اي شي عنهن وإهمال من المؤمنين عموما في مطالعة هذا الأمر كما هو واضح
ونحن هنا لا نريد ان ندخل في تفاصيل تاريخية بقدر ما نريد ان نسلط الضوء على جوانب مهمة في تاريخ أمهات الأئمة تنفعا في العبرة والموعظة وخصوصا تنفع أخواتنا المؤمنات في أدوارهن الأسرية والاجتماعية ومن تلك الأمور باختصار:
اولا: انه من الثابت ان أمهات الأئمة على درجه عالية من الورع والتقوى وكلهن لهن كرامات عالية عند الله تعالى فانت تلاحظ اننا حين نقرأ الزيارة نقول ،(( اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة )) وكذلك أيضا نجد ان هناك نصوص من الأئمة(ع) في مدح أمهاتهم وزوجاتهم الأمهات للائمة(ع) ومن أمثلة ذلك: ((ما روي عن الإمام الكاظم (ع) انه قال عن زوجته تكتم ام الإمام الرضا (ع) والله ما اشتريت هذه الجارية الا بأمر من الله ووحيه)) وما روي عن النبي في الإشارة الى الإمام محمد الجواد(ع) وأمه السيدة سبيكة فقد قال (ص): (بابي ابن خيرة الإماء النوبية الطيبة) وما روي عن الإمام الهادي (ع) في حق أمه ألسيده سمانة المغربية حيث قال(ع): (( أُمّي عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبّار عنيد ، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام ، ولا تختلف عن أُمّهات الصدّيقين والصالحين ) .
ثانيا: رغم إنهن في عزله عن المجتمع وفي تستر كامل الا ان لهن ادوار كبيرة في نصرة الدين ومساندة أزواجهن وأبنائهن المعصومين ومن ابرز ذلك دور السيدة فاطمة الزهراء ام الحسنين وزوج أمير المؤمنين في نصرة النبي وزوجها أمير المومنين وأيضا من الأدوار الكبيرة مما ذكره السيد الشهيد عن دور السيدة نرجس أم الإمام ألحجه في تحمل المعانات للحفاظ على الإمام القائم (ع) فقد قال في إحدى خطب الجمعة (قد طرق سمعهم ان أمه نرجس حامل عند وفاة أبية هكذا كان يطرق سمعهم فحجزوها في احد البيوت بيت قاضي القضاة ابن ابي الشوارب أربع سنوات عسى أنهم يرون مولودها فيقتلونه او يجهضونها فلم يحصلوا من ذلك على نتيجة بطبيعة الحال لان الإمام كان مولودا قبل وفاة أبية بخمس سنين لكنه احتمال عذبوها هذا العذاب الطويل من اجل احتمال ان تكون حامل او في بدء حملها))
ثالثا: أننا نلاحظ بعد ان نتبع المصادر ان هناك خطأ كبير في تحديد اسم بعض تلك السيدات الجليلات فمثلا يقول بعض المؤرخون عن ام الامام الرضا (ع) اسمها تكتم وبعضهم يقول نجمه ومثلا أيضا قالوا عن ام الهادي يقال سمانه ويقال سوسن وكذلك مثلا ام الجواد يقال سبيكة ويقال در5 ويقال خيزران ويقال ريحان وأيضا قيل ان ام الإمام العسكري يقال سوسن ويقال حديث ويقال سليل وهذا الأمر نلاحظة كثيرا ولعله يرجع لعدة أسباب أهمها :
1- انه خلط تاريخي يشبه كثير من حالات الخلط عند المؤرخين في إحداث و أشخاص التاريخ 0
2- ان الواحدة من تلك السيدات يكون لها اسم وبعد فترة يتغير على يد زوجها او احد الائمه كما حصل للسيدة شهربان والتي كان اسمها شاه زنان وقد غيره الإمام علي (ع) حين أراد ان يزوجها الإمام الحسين (ع) فأصبح شهربانو
3- ان هذا راجع أساسا للعزلة المكثفة وعدم اختلاطهن بالمجتمع فيجهل الناس اسم ام إمامهم ويشتهر عنها كنية معينه مثل ام فروه السيدة فاطمة ام الصادق (ع) وام الحسن السيدة سبيكة أم الإمام الجواد(ع)
4- ان اغلب تلك الأسماء إنما هي ألقاب وصفات للواحدة منهن وليس اسمها الحقيقي فمثلا تسمى السيدة سوسن ام الإمام العسكري بسليل ويتضح معناه بقول الإمام الهادي ((سليل مسلولة من الآفات والعاهات والارجاس والأنجاس)) أي خالصة منها
رابعا: إننا نلاحظ إن هناك اختلاف واضح في أحوالهن القومية فمنهن عربيات ومنهن فارسيات وأخرى من بلاد الروم والعربيات واحدة من المغرب كأم الإمام الهادي (ع) وأخرى من شمال السودان وجنوب مصر كأم الجواد(ع) وهذا طبعا راجح إلى أنهن أتين مع الجواري فيتزوجهن المعصوم بحسب الترتيب الظاهري ألا إننا نستطيع القول ان هذا من تخطيط الهي مهم وعميق ويرجع لأسباب كثيرة منها:
1 ـ ان الله يختار للمعصوم من تستحق ان تكون والدة له فبالتالي يكون ان الواحدة منهن قد وصلت الى درجه استحقاق ذلك عند الله تعالى فيسبب الله لها ان تصل للمعصوم الأب لتزوجها وتحمل بالمعصوم الابن وهذا كان مشهورا جدا ونروي هنا روايتين:
قال محمد ابن الفرج الرخجي دعاني الإمام الجواد (ع) فأعلمني ان قافلة قد قدمت وفيها نحاس ومعه جواري ودفع إلي سبعين دينار وامرني بابتياع جاريه وصفها لي فمضيت وعملت بما امرني فقد كان ينتظر مجيئها لتلد له أفضل من في الأرض من بعده وهو الهادي (ع)0
وروي: حينما جاءوا بالسيدة حميدة للإمام الباقر حمد الله تعالى وسألها ما أسمك؟ فقالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة اخبريني عنك أبكر ام ثيب فقالت بكر فقال : وكيف لا يقع في أيدي النحاسين شي الا أفسدوه فقالت قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله علية رجلا ابيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم مني ففعل بي مرارا (أي حاول ذلك) ففعل الشيخ به مرارا (أي منعه) من التقرب لي فالتفت الباقر الى ولده الصادق وقال : يا جعفر خذها إليك فتزوجها الإمام الصادق فولدت له الإمام الكاظم (ع)0
2- السبب الثاني من تنوع قوميات أمهات الائمه ان هذا يكون سببا لانفتاح حركة الإمام (ع) على شعوب تلك المنطقة وإيجاد أسباب أقوى لهدايتهم لما للتواصل النسبي من فسح مجال اكبر للدعوة الى الله على تلك المجتمعات 0
خامسا: أننا نلاحظ ان تلك السيدات إضافة لبلوغهن درجات عالية بالورع والتقوى فقد كانت الواحدة منهن عالمه بالعلم الديني وذلك بسبب أنها تعايش أكثر من معصوم باعتبارها زوجه المعصوم وام المعصوم وزوجة ابن لمعصوم0
فقد قال الإمام الصادق (ع) عن ام الباقر السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) كانت صديقة لم تدرك في ال الحسن امرأة مثلها وقال الهادي عن زوجته ام العسكري : ((سليل مسلولة من الآفات والعاهات والارجاس والأنجاس))
وروي أن الرضا (ع) قال عن زوجته السيدة سبيكة ا م ولده الجواد (ع) ( قدست ام ولدته قد خلقت طاهرة مطهره ) وكذلك قال عنها العسكري (ع) (( خلقت طاهرة مطهرة )) وهي من أهل بيت يرجعون إلى عائلة ماريه القبطية زوجة النبي (ص) 0
سادسا: قد حصلت على يد تلك السيدات عدة كرامات و معاجز وهذا له دلاله على علو مقامهن الإيماني عند الله تعالى فقد روي عن الباقر(ع) كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هده شديدة فقالت بيدها : لا وحق المصطفى ما إذن الله لك في السقوط فبقى معلقا حتى جازته فتصدق عنها أبي بمائة دينار))
ولعل اشهر شيء روي هنا الكرامة الكبرى التي حصلت لام الإمام علي(ع) السيدة فاطمة بنت أسد حينما انشقت لها جدار الكعبة الشريفة عند ولادة الأمير(ع)
ومما سمعنا وغيره الكثير نعلم أننا أمام مصادر للإشعاع والهداية ونعلم أننا أمام مصدر إيماني ومعرفي كبير وإمام سيدات جليلات لهن اثر كبير وفضل عظيم علينا فلا ينبغي ان نقصر معهن في إحياء ذكرهن ونشر فضائلهن ألان نحيي جميع أمهات ألائمه بالصلاة على محمد وال محمد نسال الله أن يجعلنا خدم لهن و لأزواجهن وابنائهن
ابو فاطمة العذاري0