عابر سبيل
08-06-2007, 04:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
في البداية علينا أن نعلم أن الخلافة والإمارة ليست ذات أهمية في نظر أهل البيت عليهم السلام لأنها من حطام الدنيا التي يتكالب عليها أبناء الدنيا والاهتمام بها ليس إلا لأجل إقامة حدود الله سبحانه لذلك قال أمير المؤمنين وسيد الزاهدين كما في نهج البلاغة في خطبة له عليه السلام عند خروجه لقتال أهل البصرة : " قال عبد الله بن العباس دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال عليه السلام : والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا ".
وقال في الخطبة الشقشقية التي فيها ذكر أمر تأمر من سبقه على الناس : " كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}(القصص/83) بلى والله لقد سمعوها ووعوها . ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها . أما والذي فلق الحبة . وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ".
ولذا من الخطل أن نجعل الخلاف والجدل الحاصل بين المذاهب الإسلامية على من المتصدي لتولي أمور الدولة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله مع ما تراه من زهد أمير المؤمنين فيها ، والصحيح أن الخلاف قائم على من يتصدى لإمامة الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله على كل الأصعدة وفي كل الميادين دنيويا وأخرويا وأهمها تبليغ أحكام الدين وتعاليمه للأمة وتصحيح مسيرتها ، وأمر السياسة والحكم تابع لذلك ، وليس بالجوهري ، وعلى أية حال فإن هذه الإمامة الدينية منصب إلهي لا يمكن لأحد أن يسلمه لآخر ولا أن يبايع آخر عليه ، فلو فرضنا أن أمير المؤمنين عليه السلام قد بايع أبي بكر بعد ستة أشهر فهذا لا يعني أنه تنازل عن المنصب الإلهي الذي نصبه الله فيه وهو إمامة الأمة لأنه ليس بيد أمير المؤمنين له رفعه ووضعه ، بل هو بيد الله ومن الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) أخرجه الترمذي بسند صحيح في فضائل أهل البيت.
فلو بايع لكان قد ترك العمل بما زاحمه بعض الناس عليه وهو إدارة شؤون الدولة ، وهو أمر تافه وفرع بسيط من تلك الدوحة الكبيرة وهي الإمامة الدينية ، ومع هذا لا نقول أنه قد بايعه وإنما ترك الإمام أمير المؤمنين مزاحمة أبي بكر والمجاهرة بالمعارضة للكيان القائم بطريق الإنزواء وترك مخالطة الناس والاعتكاف في بيته وعدم مشاركتهم في مجالسهم ، هذا ما حصل ، فواقع الأمر أن أمير المؤمنين ترك تفعيل حالة العصيان المدني التام كما يقال في العرف الحالي ، وهذا الترك للعصيان لا يعني أنه قد رضي أو رضخ أو بايع كما هو واضح ، وإلا لشاركهم في حروبهم وسار تحت لوائهم وهذا لم يحدث مع أنه أسد المعارك وبطل الأبطال ، وعلى أية حال ، فإن خبر البخاري ج5ص82 83 :
" فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها على ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبى بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر ".
هذا الخبر واضح في أن أمير المؤمنين إنما ترك تفعيل هذا العصيان المدني بعد أن رأى أن هذا الأمر صار يؤثر سلبيا على مكانته الإجتماعية وأن الناس بسبب تأثير السلطة صاروا يبتعدون عن مغزى موقفه صلوات الله عليه ولولا هذا الفهم الخاطئ من الناس لما ترك هذا العصيان لهم أبدا.
والحمد لله وحده
منقوووووول
من
البرهان موقع أهل السنة والقرآن (http://albrhan.org/portal/index.php?)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
في البداية علينا أن نعلم أن الخلافة والإمارة ليست ذات أهمية في نظر أهل البيت عليهم السلام لأنها من حطام الدنيا التي يتكالب عليها أبناء الدنيا والاهتمام بها ليس إلا لأجل إقامة حدود الله سبحانه لذلك قال أمير المؤمنين وسيد الزاهدين كما في نهج البلاغة في خطبة له عليه السلام عند خروجه لقتال أهل البصرة : " قال عبد الله بن العباس دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال عليه السلام : والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا ".
وقال في الخطبة الشقشقية التي فيها ذكر أمر تأمر من سبقه على الناس : " كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}(القصص/83) بلى والله لقد سمعوها ووعوها . ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها . أما والذي فلق الحبة . وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ".
ولذا من الخطل أن نجعل الخلاف والجدل الحاصل بين المذاهب الإسلامية على من المتصدي لتولي أمور الدولة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله مع ما تراه من زهد أمير المؤمنين فيها ، والصحيح أن الخلاف قائم على من يتصدى لإمامة الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله على كل الأصعدة وفي كل الميادين دنيويا وأخرويا وأهمها تبليغ أحكام الدين وتعاليمه للأمة وتصحيح مسيرتها ، وأمر السياسة والحكم تابع لذلك ، وليس بالجوهري ، وعلى أية حال فإن هذه الإمامة الدينية منصب إلهي لا يمكن لأحد أن يسلمه لآخر ولا أن يبايع آخر عليه ، فلو فرضنا أن أمير المؤمنين عليه السلام قد بايع أبي بكر بعد ستة أشهر فهذا لا يعني أنه تنازل عن المنصب الإلهي الذي نصبه الله فيه وهو إمامة الأمة لأنه ليس بيد أمير المؤمنين له رفعه ووضعه ، بل هو بيد الله ومن الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) أخرجه الترمذي بسند صحيح في فضائل أهل البيت.
فلو بايع لكان قد ترك العمل بما زاحمه بعض الناس عليه وهو إدارة شؤون الدولة ، وهو أمر تافه وفرع بسيط من تلك الدوحة الكبيرة وهي الإمامة الدينية ، ومع هذا لا نقول أنه قد بايعه وإنما ترك الإمام أمير المؤمنين مزاحمة أبي بكر والمجاهرة بالمعارضة للكيان القائم بطريق الإنزواء وترك مخالطة الناس والاعتكاف في بيته وعدم مشاركتهم في مجالسهم ، هذا ما حصل ، فواقع الأمر أن أمير المؤمنين ترك تفعيل حالة العصيان المدني التام كما يقال في العرف الحالي ، وهذا الترك للعصيان لا يعني أنه قد رضي أو رضخ أو بايع كما هو واضح ، وإلا لشاركهم في حروبهم وسار تحت لوائهم وهذا لم يحدث مع أنه أسد المعارك وبطل الأبطال ، وعلى أية حال ، فإن خبر البخاري ج5ص82 83 :
" فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها على ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبى بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر ".
هذا الخبر واضح في أن أمير المؤمنين إنما ترك تفعيل هذا العصيان المدني بعد أن رأى أن هذا الأمر صار يؤثر سلبيا على مكانته الإجتماعية وأن الناس بسبب تأثير السلطة صاروا يبتعدون عن مغزى موقفه صلوات الله عليه ولولا هذا الفهم الخاطئ من الناس لما ترك هذا العصيان لهم أبدا.
والحمد لله وحده
منقوووووول
من
البرهان موقع أهل السنة والقرآن (http://albrhan.org/portal/index.php?)