المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))


الروح
19-07-2010, 03:25 AM
عبارة عن قصة فيها فائدة جميلة




((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))




في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا بردمن البائع على تلك التحية،




وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل،




وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم،




إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية.. وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية؟؟




فقال الرجل: وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟




فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟




فقال صاحبنا: لا.




قال: إذن لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟




فسأله صاحبنا: وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟




فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية.




فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟




قال: نعم.




قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟




فسكت الرجل لهول الصدمة.. ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.




فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟




ثم عقب قائلاً: يا سيدي أياً كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن مايجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا،




ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب، وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو المسيطر، وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ،




ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به،




وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق،




ثم أردف قائلاً: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار؟.. فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاه وإن زدنا النار ناراً أو حطباً زدناها اشتعالا،




صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ،




ولمعرفة الصواب.. تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟




فقال: لا.. إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.




لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ! مع أنه بشر.. يتألم كما يتألم البشر، ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر،




ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا،





ويبقى السؤال قائماً: حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم نعلمهم الأدب؟
من ايميلي

سراب الأوهام
20-07-2010, 06:38 PM
موضوع جميل
تسلمي أختي على الموضوع الشيق

نسايم
24-07-2010, 02:31 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم

طرح قيم أختي أم جعفر

بارك الله فيكِ

موفقة لكل خير


وبانتظار المزيد ...

الروح
05-10-2010, 06:35 AM
موضوع جميل
تسلمي أختي على الموضوع الشيق

سلم لنا هذا المرور الكريم
تحياتي وودي

الروح
05-10-2010, 06:37 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم

طرح قيم أختي أم جعفر

بارك الله فيكِ

موفقة لكل خير



وبانتظار المزيد ...

غاليتي وفقكِ اللهُ حيث كنتِ
ولكم نشتاقُ لكِ ولتواجدكِ العطر
رعاكِ ربُّ البيت
مودتي

صبر الحوراء
05-10-2010, 01:28 PM
موضوع ممتاز

http://abeermahmoud07.jeeran.com/621-waitting-AbeerMahmoud.gif

the_chosen_m
09-10-2010, 03:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين

الروح
09-10-2010, 07:51 PM
شكراً لمروركم
الكريم
تحياااتي واماتناني

لمار
10-10-2010, 02:26 AM
بارك الله بكم وجزاكم الجنه
احسنتم اختي

الروح
10-10-2010, 03:21 AM
لمار بارك الله فيكم غاليتي
وكم اشتقنا لعناق حرفك
طبتِ بود