المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من المسؤول عن قتل الشهيد سردشت عثمان؟


تشرين ربيعة
21-07-2010, 07:04 PM
من المسؤول عن إغتيال الصحفي الكوردي (سَردَشت عثمان) ؟


مهدي مجيد عبدالله

(1)

تدل الايام الغابرة و الحاضرة إن إقليم كوردستان العراق لا يوجد فيه سوى مساحة قليلة جدا من الحرية المقيدة المكبلة التي تحدها مئات الخطوط الحمراء لا يتجاوزها أحد إلا و الموت سيكون نصيبا له، أما إذا شاء القدر أن لا يدركه الموت فإن ريشه سينتف ويسلخ جلده في سجون المخابرات و الامن العام.

من المؤكد ان أتباع الفاسدين في كوردستان العراق سيقولون بعكس قولنا هذا ، و اني أعذرهم لأنهم لا يتناول الطعام الا اجوده و في ارقى الاماكن، مطاعم و فنادق 5 نجوم ، أرصدتهم في البنوك لا تقل عن مئات الملايين من الدولارات، و بيوتهم و منازلهم و عقاراتهم تنطاح السماء تقدر بآلاف الهيكتارات. وهم يقبعون في بروجهم العاجية و لا ينزلون الى قاع الذل و الهوان الذي يعيش فيه الشعب سوى لمص دمائه و إبادته و إغتيال شبابه، يفعلون كل هذا و يصولون و يجولون حسب رغباتهم الحيوانية الخبيثة بدون أدنى محاسبة و مراقبة.

قبل أيام طالت يد الارهاب الأصفر اخي و صديقي المغدور (سردشت عثمان) ابن ال22 ربيعا، بعد أن قام بعض الأشخاص يرتدون زي عسكري بإختطافه من أمام كلية الاداب في اربيل (حيث إنه إلى جانب كونه صحفيا مغوارا كان طالبا نشيطا في المرحلة الرابعة \ كلية اللغات \ قسم اللغة الانكليزية\ جامعة صلاح الدين في اربيل) و بعد يومين من هذا الاختطاف وجدت جثته الطاهرة في مدينة الموصل المجاورة لمدينة أربيل، تسكنها ثلاث طلقات نارية غادرة، و قد أنتشر خبر هذه الفاجعة مثل النار في الهشيم محليا و أقليميا و دوليا.

(2)

إثر سماعي و قرأتي الخبر بات إعتقادي يرسخ أكثر بإن محافظات كوردستان الثلاث (السليمانية ، اربيل، دهوك) في طريقها أن تصبح مثل مدن الصين الشعبية في عهد الامبراطور شي تونغ ، حيث كانت هذه المدن تتسم بإنتشار عصابات الخطف الاجرامية وحالات المجاعة و الفقر و العوز، فضلا عن التمايز الطبقي (قلة حاكمة ارهابية تملك ثروات و خيرات الوطن كافة و أكثرية محكومة مضطهدة لا تملك الا القليل بالكاد يكفيها لرمق جوعها و ستر عورتها)، و ليس دبي (يدعي الزعيم الاوحد إنه يسعى لجعل مدينة اربيل مثل مدينة دبي) العامرة الناهضة بإستمرار صوب الحضارة و العمران بسبب حكمة قادتها النزيهين المخلصين الذين لا يسرقون و لا يضطهدون و لا يخونون الشعب و لا يغتالون شبابه و هم في خدمته دوما، ، دبي التي يحكمها محمد بن راشد افتتحت بداية 2010 اطول برج في العالم ربعه مخصص لخدمة الصحفيين و الاعلاميين و وسائل الاعلام المختلفة، ومواطنو هذه المدينة ينعمون بحبوحة من العيش، أما اربيل فقد شهدت أختطاف و أغتيال طالب جامعي وصحفي شاب، شتان ما بين المدينتين وحاكميهما.

هنيأ للشعب الكردي العراقي الصامت القابع في مستنقعات الذل و الهوان اغتيال شبابه الابطال، و مبارك للشعب الاماراتي حثه الخطى نحو العُلى بقيادة شيوخه و أمرائه الابطال.

(3)

جاء في البيان الذي أصدرته القوات الامنية في مدينة اربيل عقب اختطاف و اغتيال سردشت (إن مجهولون يرتدون زي عسكري هم الذين قاموا بكلتا العمليتين – الاختطاف و الاغتيال-) و هذا ما يثير الاستفهام و الأستغراب:

ياترى كيف استطاع هؤلاء أن يختطفوا طالبا من امام جامعته و في توقيت الثامنة و النصف صباحا، حيث تكتظ الجامعة بآلاف الطلاب و يوجد عشرات الحراس الأمنيين على بوابة الدخول؟

ناهيك عن إن الزائر لمدينة اربيل يعرف جيدا إن الشارع المطل على جامعة صلاح الدين مزدحم جدا يحتاج المرء الى عبوره مشيا على الاقدم ما يناهز 10 دقائق و لكي تقطعه بالسيارة تكون سرعتها بطيئة جدا بسبب الازدحام تحتاج الى مايناهز 20 دقيقة؟ اليس هذا وقتا كافيا لملاحقة سيارة الاشخاص الذين قاموا بالاختطاف من قبل حرس الجامعة ؟

و من ثم كيف أستطاع هؤلاء المجهولون أن يخرجوا بالفقيد (سردشت عثمان) الى خارج اربيل و يذهبوا به الى مدينة الموصل، و أربيل مطوقة أمنيا بخندق عرضه 7 متر، و عمقه 10 متر، فضلا عن الاسلاك لشائكةِ و الاف كاميرات المراقبة ؟ ناهيك عن تواجد 10 سيطرات ما بين المدينتين 8 منها تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، تستخدم ارق و احدث وسائل التفتيش من الكلاب البوليسية المدربة و الأجهزة الدقيقة و الحساسة جدا ؟

أسئلة إذا تمت الاجابة عليها ستمهد الطريق للوصول الى الارهابيين الذين اغتالوا الشهيد (سردشت عثمان) ؟

جدير بالذكر ليست هذه هي المرة الاولى التي يغتال فيها الصحفيين القائلين للحق في كوردستان العراق بل هذه المرة الثالثة بعد اغتيال الصحفي الشاب (سوران مامة حمه) و الباحث (الدكتور عبد الستار شريف) ناهيك عن حالات اختطاف و اعتقال كثيرة، أبرزها سجن الباحث و الاكاديمي الكوردي المعروف (الدكتور كمال سيد قادر) مدة (33) إثر كتاباته عدة مقالات انتقد فيها (الملا مصطفى البارزاني) والد (مسعود البارزاني).

بعد الذي ذكرناه ياترى من الذي اغتال الشهيد (سردشت عثمان ) ؟

سؤال اترك اجابته لك صديقي القارئ و للأيام القادمة.


بالنسبة لي يا أستاذ مهدي فالجواب واضح وضوح الشمس ، ولكن بالنسبة للبعض ممن حرمهم الله من رؤية الحقيقة المطموسة في كردستان العراق فليس من جواب ، ذلك لأن وسيلة الإعلام الوحيدة اليي تتفرد بنقل الأخبار لهم تبعد عن كردستان مسافة 500 كيلومتر جنوبا ، ولا داعي للتعمق في تلك النقطة حتى لا أتعرض للشتائم والاتهامات الرخيصة الحقيرة التي لا يجيد البعض سوى الضرب على أوتارها الرديئة