|
|
( 1 ) مقدمة شيخ البطحاء أبو طالب مؤمن قريش كان عبد مناف بن عبد المطلب الدرع الواقي للرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ابتداء من حياة أبيه عبد المطلب ، ولقد شمر عن ساعد الجد في الدفاع عن ابن أخيه منذ طفولته وحداثة سنه وبلوغه وحتى قبل بزوغ شمس الرسالة وبعدها إلى يوم وفاته ( عليه السلام )
حيث كان كالسد المنيع يحول بينه وبين المشركين ، تلك القوة الوثنية الهائلة
التي كانت تحكم الجزيرة العربية بالحديد والنار ، وتمسك بمقدراتها ، وبين تحقيق
أهدافها الضالة في وأد رسالة
السماء ومن يؤمن بها في مهدها . ولأبي طالب مواقف مشهورة
ومشهودة في تصديه للدفاع عن الرسالة فوق التصور ، ممنوعا من كل اعتداء ، حتى توفي أبو طالب ( عليه السلام ) ، فقد هاج المشركون في مكة ، وأجمع طواغيت قريش على الفتك به ، وعند ذلك جاء نداء ربه أن " اخرج من مكة فقد مات ناصرك " ( 1 ) ، على رغم كل التضحيات والدفاع عن بيضة الإسلام والمواقف المشهودة التي وقفها أبو طالب دون
تبليغ الرسالة ، نجد تخرصات تصدر من أنفاس مبحوحة تقول إن أبا طالب مات كافرا ،
فمتى كفر هو ؟ ومتى أشرك ؟ حتى يؤمن ويهتدي ، أليس هو من الموحدين وأقواله
وأفعاله
وأشعاره تدل على إيمانه وإسلامه ؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم .
أوصيك يا عبد مناف بعدي * بواحد بعد أبيه فرد
فكفل أبو طالب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأحسن الكفالة
وأحاطه بكل ما يملك من عناية ، ودافع عنه وعن رسالته بكل أولاده وبني عبد المطلب به خيرا ، حتى خمدت أنفاسه . فسلام عليه يوم ولد ، ويوم جاهد ، ويوم مات مؤمنا موحدا ، ويوم يبعث حيا . حسين الشاكري الفاتح من ربيع الثاني 1421 ه
|
|