|
|
يوم الدار ودعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لقومه : لقد أجمع المؤرخون على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما أمره تعالى أن ينذر الأقربين من عشيرته ، دعا عليا ( عليه السلام ) وقال له : اصنع طعاما واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسا من لبن واجمع لي بني هاشم وعبد المطلب حتى أكلمهم وأدعوهم إلى الإسلام وأبلغهم ما أمرت به . ففعل علي ( عليه السلام ) ما أمره به ، ودعاهم وكانوا يوم ذاك أربعين رجلا ، يزيدون رجلا أو ينقصون ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب ، وبنو عمومته ، فأحضر لهم علي ( عليه
السلام ) الطعام فأكلوا حتى شبعوا . وجاء عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : لقد
كان الرجل الواحد منهم يأكل جميع ما شبعوا كلهم منه ، فلما فرغوا من الأكل
وأراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يكلمهم ، بدره أبو لهب عمه إلى
الكلام ، وقال : ما أشد ما سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم
يكلمهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وبعد أيام قال لعلي لعلي أكلمهم بما أمرني الله فصنع علي ( عليه السلام ) لهم الطعام ، فلما أكلوا وشربوا قال لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما أعلم إنسانا في العرب جاء قومه بمثل ما جئتكم به ، لقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ، فأحجم القوم إلا علي ( عليه السلام ) ، فقام وهو أحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأحمشهم ساقا وقال : أنا يا نبي الله ، فأمره النبي بالجلوس ، وكرر عليهم مقالته ، فلم يستجب له أحد غير علي ( عليه السلام ) .
ولما رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) إحجامهم وإصرار علي ( عليه السلام ) أخذ برقبته وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ( من بعدي ) ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك محمد أن تسمع لابنك وتطيعه .
|
|