أبو طالب يهدد قريشا :
كانت قريش يؤذون النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشتى أنواع
الأذى ، وكان أبو طالب ، ينهاهم ولا ينتهون ، فخشي أن يحاربهم ، ويدوسهم وهم
سكان بيت الله ، وأهل حرمه ، فيكون سببا إلى سبه ، " لأنه لم يكن يسل في مكة
سيفا إلا فاجر "
، وبذلك أمر الله تعالى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) في سورة
الجحد : * ( قل يا أيها الكافرون ) * إلى آخر السورة . فهدد أبو طالب
قريشا بقوله :
- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص
70 : |
ولولا حذاري أن أجئ بسبة * تنث على
أشياخنا في المحافل
لداستكم منا رجال أعزة * إذا جردوا أيمانهم بالمناصل رجال
كرام غير ميل عوارد * كمثل السيوف في أكف الصياقل
وضرب ترى الفتيان فيه كأنهم * ضواري أسود عند لحم الأكايل
رددناهم حتى تبدد جمعهم * وندفع عنا كل باغ وجاهل
ومنها :
ولكننا نسل كرام لسادة * بهم تعتزى
الأقوام عند المحافل
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل
- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص
71 : |
ومنها :
وقفنا لهم حتى تبدد جمعهم * وحسر عنا
كل باغ وجاهل
شباب من المطلبين وهاشم * كبيض السيوف بين أيدي الصياقل
وهناك أبيات كثيرة على هذه القافية والروية والمعنى ، نذكر
منها هذه الأبيات :
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته
حب الحبيب المواصل
وجدت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
فلما زال في الدنيا جمالا لأهلها * وشينا لمن عادى وزين المحافل
حليما رشيدا حازما غير طائش * يوالي إله الخلق ليس بماحل
- شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام - الحاج حسين الشاكري ص
72 : |
فأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا
حقه غير باطل
ومن أنصف وتأمل هذه الأبيات في مدح النبي ( صلى الله عليه وآله ) قطع بصدق
إسلام أبي طالب وولائه واعترافه برسالاته وإقراره بنبوته .