![]() |
قبل ما اكتب ردّي اللي ما بعرف ازا رح يكون الأخير في هالموضوع او لأ ... بس بحب أشكرك أين الحق على حوارك و على طولة بالك على تأخري ... و الحقّ يُقال كنت من أكثر الناس احتراما في الحوار معي >>> لهيك بشكرك ... و ما بنكر انّك استفزيتني و أثرت غضبي احيانا ( في هاد الموضوع ... و أكثر في المواضيع الأخرى ) ... لكن لمّا أهدا برجع بلاقي حالي بعذركم ... لأنّو عندكم امور مسلّم بها عن الشيعة و ما بتقدروا ( و ما بدكم ) تغيروها و هالشي بيكون معكم من بداية الحوار ... و للأسف هالحال مع اغلب السنة ... يعني اليوم سمعت كلمتين عن الشيعة من والدي ( طبعا ما بيعرف لا من قريب و لا من بعيد اني تشيّعت او انّي مهتمة بالموضوع ) و سمعت الكلمتين و حسّيت بغصة بقلبي بس ما قدرت افتح تمّي !!! و سمعت كلمتين برضو من أمي ( كمان اليوم ) و امي حاسة و شاعرة بالموضوع ( وصار بينا حوارات سابقا ) و برضو آثرت أسكت ... لأنّي ما بدي أعمل مشاكل في الوقت الحالي اللي فينا مكفينا و لأنو هاي الأمور مسلّمات ما بدهم يغيروها ... و أخي ( شب مو كبير و أصغر مني ) صار بينا مشاكل من هالقصص و حاليا بيجاهد انّو ما يفتح معي الموضوع ( حاسة انو هو و إمي و خواتي متفقين انهم ما يفتحوا معي الموضوع لحتى ما يصير مشاكل ... بس اليوم امي دسّتلي كلمتين .... و لمّا ما ردّيت تسكّر الموضوع ) الخلاصة >>> اني كتير بتضايق من الكلام اللي بتحكوه ... لكن للأسف هاي مسلّمات عندكم ... بتمنى يجي يوم أحاور شخص ممكن يصبر متلك بس يكون بيبحث عن الحق فعلا .... ما بعرف بس حبّيت أكتب لك هالرد قبل ما اكتب تعليقي اللي يمكن يكون الأخير عالآية .... |
اقتباس:
بالعكس اختي الكريمة أنا اللي أشكرك على حوارك الهادف و الصريح و المحترم ..... و سامحيني لو طلعت مني كلمة مسيئة أو محرجة ، صدقيني مو عن قصد أبد .... و انتي يا أخت الكريمة من أكثر الأعضاء تميزا في المنتدى ، تميز في الطرح و رقي في الحوار و أسلوب جميل ... احتمال يكون اليوم آخر يوم أقدر اطول في المنتدى ، و بعدين راح ادخل ساعة ساعتين بالكثير في اليوم ، لأن شهر رمضان الإنسان ما يكون فاضي للنت . انتي عارفة صيام و قيام و حلقات علم و قراءة القرآن ،،، ففي أعمال عظيمة ممكن أسويها ، برغم انه حوار الحق عمل عظيم بس كمان الإنسان يطلب الأجر في أكثر من عمل ...... بالنسبة لموضوع أنه عندي مسلمات بالنسبة للشيعة ، فأنا عندي فكرة أكبر عن الشيعة أكثر منك أنتي رغم انك شيعية .... و مع ذلك دخلت المنتدى لنتحاور بصدق ، و أشوف حجة الشيعة بس لاحظت إنهم يستخدمون أسلوب : أفضل و سيلة للدفاع هو الهجوم .. يأخذون قصاصات من كتب ابن تيمية و ابن حنبل و أحاديث من البخاري و مسلم و أحيانا أحاديث كثيرة أحاديث مالها أصل ، أو ضعيفة .. و في مجموعة من الأحاديث الصحيحة يحطوها بس للأسف يفهموها بجهل عميق جدا .. يعتقدون بها الأسلوب راح يزحزحوا إيماني أو يشوهوا صورة العلماء في نظري .. ما يعرفون أنه لا ترمى إلا الشجرة المثمرة ... كنت بتمنى تكون الحوارات هادفة ، يكلموني من كتبهم ، صحيح أنها مش حجة علي ، بس الحق يظهر .. لا حظي يا مسلمة سنية ، أن الشمس تسطع في السماء نهارا برغم وجود مليارات النجوم و برغم وجود القمر ، بس الشمس نورها تسطع على الجميع .. بس القمر لا يبزغ إلا لما تغرب الشمس و يستغل القمر الفرصة فيظهر في الليل و يخدع الناس بأنه جميل و منير و خلاب ....!!! الشمس ما تحتاج إنه القمر يختفي عشان يظهر ، بس القمر يحتاج إنه الشمس تغرب عشان يظهر .. انتي عارفة ليه ؟؟! لأن نور الشمس نور حقيقي نابع من الشمس ، بس القمر نور زائف مقتبس و مأخوذ من نور الشمس ... على العموم ،،، ما أدري لو فهمتي الصورة ، لكن زبدة الكلام ، إنه المذهب الحق مش محتاج يقول أنه مذهب الفلاني باطل أربع و عشرين ساعة ، ممكن بكل بساطة يعرض نفسه بكتبه و معتقداته بالحجة الراسخة من غير التطرق إلى علماء المذاهب الثانية و معتقداتهم .. نصيحة محب مخلص لله تعالى ،،، فكري جيدا في حياتك و معتقداتك ... الدنيا قصيرة و الإنسان راح يحاسب على كل عمل ... لا تبني معتقداتك على قصص تاريخية ... و الله إني لك ناصح أمين ... ولك الشكر مرة ثانية على الحوار النافع الهادف ،، و هداني الله و إياك إلى الصراط المستقيم |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف ولا جديد السلفي يكذب ....... اقتباس:
احاديث البخاري ومسلم مالها اصل ؟!!!!! وحلقات العلم هههههههههههههههههههه اقتباس:
ومن نثبت المذهب الشيعي من كتب السنه يصبح قصص تاريخه يا شيخ والله فعلا ام محمد عدها صبر عليك فقط هذا الموضوع ارجع اقراه وشوف كم مره ناقضت نفسك وختامها البخاري ومسلم يجمع احاديث مالها اصل ......... شوفوا يا خلق الله العقيده الباطنية كيف تكون |
قال تعالى : " يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً " اليوم هنا لا اختلاف فيه >>> هو يوم القيامة ندعو كل اناس بامامهم >>> الباء هنا تعني المنادة بذلك الامام >>> فيقال يا أمّة فلان ... و يا شيعة فلان ... و يا متّبعين فلان ... >>> و لا أدري كيف يتناسب القول مع تفسيرك بأنه كتاب الأعمال !!!! فكيف ينادى الانسان بكتاب أعماله ؟؟؟ هل يقال يا فلان ياللي كتابك اسمو .... ( هل لكتاب الأعمال اسم ؟؟؟!!!) تفضّل تعال بهذا الكتاب الخاص بك ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! للمفسرين عدّة أقوال في تفسير كلمة امام في هذه الآية و كانت للذكر لا للحصر هذه التفاسير : 1- الامام المقتدى به ( سواء كان امام حق أو امام ضلال ) 2- كتاب الأعمال 3- اللوح المحفوظ 4- الأنبياء 5- الكتب السماوية طبعا أنا تبنّيت الرأي الأول ... و تبنّيت أنت الرأي الثاني و ذكرت الرأي الرابع ... أولا سأذكر سبب عدم اقتناعي بالتفاسير الأربعة الأخيرة ... ثمّ سأحاول توضيح الرأي الذ اقتنعت به ... 2- كتاب الأعمال وضّحت كثيرا بأنّ كتاب الأعمال خاص بالشخص على أعماله ... و الآية تقول ندعو كلّ امة بامامها >>> و اراها أكثر من واضحة >>> فلماذا لم يقل الله تعالى : كلّ انسان ؟؟؟!!!! انّما قال كلّ امّة ... أمّة ... أمّة >>> هل الأمّة تدل على انسان واحد ؟؟؟!!!!! 3- اللوح المحفوظ اللوح المحفوظ فيه علم كلّ شيء >>> فهو للناس كافة ... و لا يخصّ جماعة دون أخرى >>> و عندها لا داعي لمناداة كل امّة بامامها ... و إنّما يُنادى كلّ الناس بامامهم ( اللوح المحفوظ ) و هذا لا يناسب الآية الكريمة ... فالله قادر على قول : ندعو كل الناس بامامهم 4- الأنبياء وردت أقوال كثيرة تُنافي هذا القول ... كقول ابن كثير و قول البغوي ... و غيرهم ممن قال بأنّ امامه ابن حنبل او ابو حنيفة او الشافعي او مالك .... و وردت أقول كثيرة كهذه تشير الى استبعاد هذه الفكرة عند الكثيرين ... عدا عن ذلك هذا القول لا يناسب التفريع القائم في الآية ... فعند اكمال الآية نجد أنّ بعد المنادة على الأمم بأئمّتها تعطى بعضها كتبها بيمينها و بعضها بشمالها ... و لو كان الناس جميعا يتّبعون أئمة الحق ( الأنبياء في هذا القول ) لما كان هناك داعٍ للتفريع في توزيع كتب الأعمال بناءا على الامام المتّبع ... 5- الكتب السماوية الخطاب هنا شامل لجميع الناس من بداية الخلق ... و نجد أنّ اول الكتب السماوية هو كتاب نوح عليه السلام ... و لا كتاب قبله ... فبمن يُدعى الناس الذين عاشوا قبل نوح عليه السلام ؟؟؟!!!! يتبع ان شاء الله |
اقتباس:
آمين >>> ان يهديني الله و ايّاك الى الصراط المستقيم |
اقتباس:
الرد بداخل الإقتباس |
اقتباس:
نيجي للرأي اللي تبنّيتو و دافعت عنّو 1- الامام المقتدى به سواء كان امام حق او امام باطل فيُنادى الناس يوم القيامة تبعا لامامهم في حياتهم .... فمن اتّبع الامام الحق المنصّب من الله تعالى >>> يُنادى باسمه ... و من اتّبع امام الباطل و الكفر >>> يُنادى باسمه و على هذا يكون التفريع >>> فمن اتّبع الامام الحق يؤتى كتابه بيمينه ... و من اتّبع الامام الباطل يؤتى كتابه بيساره قال تعالى في أئمة الحق : " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " و قال تعالى في أئمة الكفر و الضلال : " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون " فامام الحق يدعو الى الهدى ... و امام الباطل يدعو الى النار و تأمّل معي قوله تعالى في هذه الآيات في وصف المشهد : " وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ(17) إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأْغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " هذه الآيات فيها اشارة واضحة على الاتّباع ... و عتاب المتّبِعين يوم القيامة للمتّبعون ... و رميهم أوزارهم على بعض ... و انظر مع في هذه الآية الكريمة : " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ(67)رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا " متى يقولون هذا >>> يوم القيامة ... و فيه بيان جمع التابع بالمتبوع ... و انظر هدانا الله و ايّاك الى قوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " متى يأتي بهم >>> يوم القيامة يُأتى بكل أمّة و عليها شهيد !!! و السلام عليكم |
يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإمَـ'مِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِيَمِينِهِ فَأُولَـ'´نءِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـ'بَهُمْ ولاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * ومَن كَانَ فِي هَـ'ذِهِ أَعْمَي' فَهُوَ فِي الاْخِرَةِ أَعْمَي' وَأَضَلُّ سَبِيلاً. [6] أي أنّ من لم يفتحوا أعين بصائرهم في الدنيا، فقضوها عُمْي لايبصرون شيئاً من الاُمور المعنويّة، أسري شهواتهم وهواجسهم النفسانيّة، سيكونون في الآخرة عُمْي، لايهتدون سبيلاً. وقد وردت في هذه الآيات عبارة و مَن كَانَ فِي هَـ'ذِهِ أَعْمَي' فَهُوَ فِي الاْخِرَةِ أَعْمَي' وأَضَلُّ سَبِيلاً بدلاً من عبارة مَنْ أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِشِمَالِهِ، أي أنّ الشمال المقابل لليمين ليس إلاّ الشقاء وعمي الباطنالضلال. تقول الآيات: إنّا ندعوا كلّ جماعة بواسطة إمامهم، وإنّ كتاب من يُعطون كتابهم من جهة أيمانهم كذا وكذا... فالإمام ـإذاًـ غيراليمين وجهة السعادة، وغيرالكتاب وصحيفة الاعمال. وسيُدعي السعداء بواسطة إمامهم، فيصلهم كتابهم من جهة سعادتهم؛ ومثل الإمام مثل المغناطيس الذي يجذب ـ ضمن مجاله المغناطيسيّـ جميع الاشياء المماثلة لطبيعته، وكما يجتذب المغناطيس ذرّات الحديد ولايجتذب ذرّات النحاس والنيكل والخارصين، فإنّ أئمّة الحقّ والعدل يجتذبون أتباع الحقّ والعدل، أمّا أئمّة الباطل فيجتذبون المنحرفين المعتدين أتباع الباطل. ذرّه ذرّه كاندرين ارض و سماست جنس خود را همچو كاه و كهرباست معده نان را ميكشد تا مستقرّ ميكشد مر آب را تفّ جگر چشم جذّاب بتان زين كويهاست مغز جويان از گلستان بويهاست ز انكه حسّ چشم آمد رنگ كش مغز و بيني ميكشد بوهاي خش[7] زين كششها اي خداي راز دان تو به جذب لطف خودمان ده امان[8] وبينما يختلط الجميع في عالم الكثرة والاعتبار في الهيئة الظاهريّة، فإنّهم يفترقون ـ بلحاظ النزعات الباطنيّةـ إلی طوائف وفرق وملل متفاوتة، فتتبع كلّ طائفة إماماً معيّناً. وسيدعو الله تعالي يوم القيامة ـالذي تبرز فيه الحقائق وتتجلّيـ كلّ طائفة بإمامهم، فيصل كتاب السعداء إليهم من جهة السعادة، ويُدعَون بواسطة إمام الحقّ والسعادة. أمّا الاشقياء فيصلهم كتابهم من جهة الشقاء، ويدعون بواسطة إمام الباطل والشقاء.ومن هنا فإنّ إمام الحقّ السعيد له صفة السعادة وهي اليمين، وهذا اليمين ( أي السعادة ) هو نعت الإمام وصفته. لذا فإن تفريع فَمَن أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِيَمِينِهِ هو تفسير لـ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإمَـ'مِهِمْ. تقول الآية: إنّ الإمام باعتباره يمثل مركز اجتذاب مَن يشاكلونه ويماثلونه في السنخيّة، فإنّ مَن لهم سنخيّة مشهودة في الرحمة والعافية سيدعون بواسطة إمام الحقّ. أمّا إمام الباطل الجائر الشقيّ، فإنّه سيدعو بصفة الشقاء من يشاكله ويجانسه فيجمعهم حوله. تقول الآية: بِإِمَـ'مِهِمْ ولا تقول إلی إمامهم. كما تقول في شأن الكتاب: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَي'´ إِلَي' كِتَـ'بِهَا [9] ولاتستخدم تعتبر بكتابها. فهي ـ إذاًـ قد استعملت باء السببيّة بالنسبة إلی الإمام، بينما استعملت لفظ إلی بالنسبة إلی الكتاب. فتكون الدعوة بالإمام غير الدعوة إلی الكتاب. ويستفاد من ورود جملة و مَن كَانَ فِي هَـ'ذِهِ أَعْمَي' في الآية الواردة في سورة الإسراء بدلاً من جملة و أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِشِمَالِهِ أنّ أصحاب الشمال لانور لهم في الآخرة، وأ نّهم وإمامهم عُمْي لايبصرون، التابع والمتبوع من أهل الشقاء عُمْيٌ بأجمعهم. التابع والمتبوع كلّهم يذهبون إلی جهنّم. العالم هناك بالنسبة إلی الاشقياء عالم العمي وفقدان البصيرة والضلال وانعدام النور، وعالم الحرمان من التطلّع إلی آيات الله وجماله. وقد تكرّر في القرآن الكريم تعبير « ضلّ» بالنسبة إلی أهل الشقاء؛ أي أ نّهم سيضيعون ويفنون ويعجزون عن المقاومة في عالم الانوار. وقد جعل العُمْيَ في هذه الآية مقابل أصحاب اليمين ليُفهم أنّ أصحاب اليمين هم أصحاب النور والبصيرة في عالم المعني والتجرّد، إذ إنّهم امتلكوا البصيرة في الدنيا، وستتجلّي هذه البصيرة فيهم يوم القيامة في هيئة إبصار ملكوتيّ. وحين تشرع في التفصيل فتذكر أنّ السعداء يُساقون إلی السعادة بواسطة إمامهم، وتجعل ـفي المقابلـ علی الاشقياء يوم القيامة إمام الباطل وكتاب عماهم، كتاب الشقاء، فيتّضح بجلاء أنّ أئمّة الباطل لانور لهم. |
حقيقة الإمام المبين والكتاب المبين
بينما يلحق المؤمنون ذوو العمل الصالح بأئمّتهم في عالم النور ويُعطَون كتابهم من جانب اليمين بسبب الإمام الحقّ، حيث يُستنسخ لهم نسخة من عالم الوجود وكتاب التكوين تدلّ علی حقيقة العمل وجلوته الملكوتيّة، فيحيطون بكلّ أعمالهم، ويُوفّي كلّ امري ما عمل من أعماله الموجودة بأجمعها في الكتاب المبين والإمام المبين، سواءً في ذلك أعمال الصالحين أم أعمال الطالحين. وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ. [18] ولإيضاح هذا المطلب نقول: إنّ لدينا جسداً وروحاً، وهذا الجسد وهذه الروح ليسا في معزل عن بعضهما، بل هما أمران مرتبطان يُقال لمجموعهما « أنا ». وحين نقول: « هيّي فراشاً للنوم لانّ السيّد حسن يريد النوم!» فإنّ هذا الفراش إنّما يبسط لجسده، وهو ـمن ثمّـ فراشه المبسوط لاجل استراحة جسده وسلامته. ثمّ نقول: « اقرأ القرآن ليستفيد السيّد حسن منه » ونقصد بطبيعة الحال روحه التي ترتاح لذلك. فنحن ندعوها « السيّد حسن » بلحاظ العلاقة بين الروح والجسد. أي أنّ لفظ « الإنسان » يُطلق علی كلّ واحد من مراتب النفس ودرجاتها النازلة من الجسد والقوي. إنّ الكتاب المبين يمثل نقلاً من عالم الوجود، ونسخة حقيقيّة وواقعيّة منه، لكنّ هذه النسخة تشير إلی حقيقة عالم الوجود. أي أنّ هذه الموجودات الخارجيّة تمثّل قالب هذا الكتاب، أمّا روحه فالإمام المبين ( أي مقام الولاية ) الذي يجسّد روح وحقيقة جميع الموجودات علی نحو التجرّد والانبساط. ولو مثّلنا لذلك، فإنّ لنا روحاً ولهذا العالم روح، فحقيقتنا هي روح بدننا، أمّا حقيقة جميع العوالم التي أوجدها الله تعالي فليست إلاّ الإمام، وهو معني الاسماء الحسني الكلّيّة الإلهيّة. فعالم الوجود ـ إذاًـ له روح ونفس هي الولاية والإمام، وهي معني و كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ. أي أنّ الإمام المبين هو روح جميع الموجودات. ومهما عملتم من عمل فإنّ الارض ستستلمه وتسجّله، لانّ روحها تحت سيطرة الإمام المبين والكتاب المبين. وبصورة عامّة فإنّ الإنسان لم يُستثنَ من سلسلة الموجودات الكائنة التي تشكّل هذا الكتاب، فهو وأفعاله جزء من هذا الكتاب. وعليه أن لايرتكب حتّي الذنب الصغير، إذ سيأتي يوم ويري هذه الذنوب والمعاصي الصغيرة التي لميأبه لها ولميعبأ بها، وقد تراكمت في ذلك الكتاب المبين فصارت أشبه بالتلّ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.[19] روي الكلينيّ في « الكافي » بسنده عن ثعلبة، عن زياد قال: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ (الصَّادِقُ) عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ رَسُولَاللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ فَقَالَ لاِصْحَابِهِ: إئتُوا بِحَطَبٍ! فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ! فَقَالَ: فَلْيَأْتِ كُلُّ إنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا بِهِ حَتَّي رَمُوْا بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْضَهُ علی بَعْضٍ؛ فَقَالَ رَسُولُاللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: هَكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ. ثُمَّ قَالَ: وإيَّاكُمْ وَالمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإنَّ لِكُلِّ شَيءٍ طَالِبَاً، أَلاَ وإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ «مَا قَدَّمُوا ءَاثَـ'رَهُمْ وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ» |
الدعوة إلی الإمام هي غير الدعوة إلی الكتاب
وعليه، فإنّ بحثنا هذا وقولنا بهيمنة أئمّة الحقّ ذوي مقام الولاية علی جميع أئمّة الحقّ وأئمّة الباطل لايتنافي مع ما ذكرنا سابقاً من أنّ الدعوة إلی الكتاب غير الدعوة للإمام. لا نّنا ذكرنا أنّ كلّ أُمّة تُدعي إلی كتابها إنّما تُدعي بواسـطة أئمّة الحقّ أو أئمّة الباطل، وعلّة عدمالمنافاة هي أنّ نسخة من أعمال الافراد سيجري استنساخها من الإمام المبين الذي يمثّل روح الكتاب المبين: هَـ'ذَا كِتَـ'بُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. [30] فأساس ذلك الكتاب الناطق بالحقّ هو اللوح المحفوظ الذي تُستنسخ منه الاعمال، وهو ذلك الاصل المتبوع والإمام المبين ومقتدي البشر الذي تدور علی محوره أُمور العالم، حيث يتسلّم أهل الجنّة وأهل النار كتبهم بواسطة هذا الإمام هذا الكتاب. بَيدَ أنّ ذلك الكتاب الذي يُدعون إليه ليس هذا الكتاب المعيّن، بل نسخة مستنسخة منه تصبح كالطائر الذي يلازم عنق الإنسان، وتدلّ علی ذلك الآية القرآنيّة. وَكُلَّ إِنسَـ'نٍ أَلْزَمْنَـ'هُ طَـ'´نءِرَهُ و فِي عُنُقِهِ. فالناس ـ إذاً ـ يُدعون إلی كتابهم بواسطة الكتاب الاصل الذي يمثّل الإمام المبين روحَه، وهي نكتة جديرة بالتأمّل. وخلاصة الامر أنّ الناس صنفان: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال؛ ولاتعني تسمية أصحاب اليمين أ نّهم يُعطون كتابهم بأيمانهم، كما لاتعني تسمية أصحاب الشمال أ نّهم يعطون كتابهم بشمالهم؛ بل المراد بذلك أنّ كتب الصنف الاوّل تصلهم من جانب السعادة والرحمة والعافية، بينما كتب الصنف الثاني تصلهم من جانب الشقاء والشؤم واللؤم؛ وأنّ صحيفة العمل هي نفس عمل الإنسان الذي جري استنساخه، فيواجه الإنسان بكلّ ما فعله في دار الدنيا. وقد عبّرت الآيات القرآنيّة الواردة في أرجاء القرآن الكريم، والتي تحدّثت عن إعطاء الافراد كتابهم يوم القيامة، عبّرت عن جهة الخير والرحمة باليمين، وعن جهة الذلّ والنكبة والشقاء بالشمال ووراء الظهر، مع أ نّنا نعلم أنّ بعض آيات القرآن قسّمت الناس إلی ثلاثة أقسام، وأنّ هناك فئةً ثالثة غيرالفئتين الاُوليين: وَكُنتُمْ أَزْو ' جًا ثَلَـ'ثَةً * فَأَصْحَـ'بُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَـ'بُ الْمَيْمَنَةِ* وَأَصْحَـ'بُ الْمَشْـَمَةِ مَآ أَصْحَـ'بُ الْمَشْـَمَةِ * وَالسَّـ'بِقُونَ السَّـ'بِقُونَ* أُولَـ'´نءِكَ الْمُقَرَّبُونَ. [31] فالمقرّبون هم الذين سبقوا جميع القوافل وفازوا بقصب السبق عليهم، وهم المقرّبون إلی حريم حضرة الحقّ تعالي. فأصحاب اليمين يُعطون كتابهم عن يمينهم، وأصحاب الشمال يُعطون كتابهم عن شمالهم أو من وراء ظهورهم، أمّا السابقون فليس لديهم كتاب أساساً. ومع أ نّهم سبقوا أصحاب اليمين وحظوا بمقامات القرب الرفيعة، إلاّ أ نّهم لايُعطون كتاباً، وهو ممّا يستدعي العجب، لانّ أصحاب اليمين يحصدون نتائج أعمالهم، ويُوفّون كلّ ما فعلوا في الدنيا، ويرون أنفسهم في المراحل التي اكتسبوا فيها ملكاتهم وصفاتهم. أمّا بالنسبة إلی المقرّبين فليسهناك شيء، من هذا القبيل، فهم لايُعطون كتاباً وصحيفة عمل، ولميرد في القرآن الكريم ما يُشير إلی إعطاء المقرّبين كتاباً. فما هو ـ يا تري ـ ثواب هؤلاء الشرفاء الذين حظوا بقصب السبق من بين جميع أفراد البشر؟ لدينا آيات قرآنيّة استثنت المقرّبين ( أي المخلَصين، بفتح اللام )، وقد ذكرنا بالتفصيل في بعض الابحاث السابقة أ نّهم طائفة مستثناة من كثير من الاُمور، كما أنّ الحكم العامّ للجزاء والثواب والإحسان الذي يُعطي للمحسنين لايشملهم. ونتطرّق فيما يلي إلی ذكر ذلك بإجمال. لدينا الآية القرآنيّة الكريمة: وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَـ'وَ ' تِ وَمَن فِي الاْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَهُ. [32] والآية القرآنيّة: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَـ'وَ ' تِ وَمَن فِي الاْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَهُ. [33] وباعتبار أنّ الآية المباركة: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي' وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَـ'لِ وَالإكْرَامِ،[34] قد ذكرت أنّ جميع من علی الارض فانٍ وميّت إلاّ وجه الله، فيتّضح أنّ الآمنين من الفزع والهلاك المسبّب عن نفخ الصور هم الافراد الذين يدعون بـ « وجه الله ». كما ورد في موضع آخر: فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. [35] أي أنّ العباد الذين أتمّوا دورة الإخلاص وتخطّوا مقام المخلِصين ( بكسر اللام ) وتجاوزوا المجاهدات النفسانيّة فصاروا مطهّرين منزّهين، لاسبيل للشيطان للوصول إليهم. يُضاف إلی ذلك أنّ المخلَصين هم الذين يحمدون الحقّ تعالي كما هو أهله: سُبْحَـ'نَ اللَهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَهِ الْمُخْلَصِينَ. [36] أي أنّ جميع الافراد ـ عدا هذه الفئة ـ لايحمدون الله ولايثنون عليه كما هو أهل له من الحمد والثناء. ولدينا أيضاً: فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَهِ الْمُخْلَصِينَ. [37] أي أنّ جميع الناس يُحضرون للحساب والعرض في محضر الحقّ تعالي عدا عباد الله المخلَصين. وأساساً فإنّ أهوال يوم القيامة وزمن الحساب المتطاول لخمسين ألف سنة، وسائر مواقف القيامة لاتشمل المخلَصين والمقرّبين ولاحضور لهم فيها، وعليه يتّضح أ نّه لا صحيفة أعمال لهم وحين لاتكون لهم قيامة، فلايمين ولاشمال ولاحساب ولاكتاب. لماذا؟ لانّ صحيفة الاعمال تتعلّق بالاعمال، والحساب يتعلّق كذلك بالاعمال. وغالباً ما يكون المقصد من أعمال الناس هو الحصول علی نتيجة وجزاء ذلك العمل ـخيراً كان أو شرّاًـ لذا تعطي لهم صحيفة أعمالهم ليوفّون حقيقتها الملكوتيّة. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 02:52 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025