(99) إن من الآيات المذهلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، فهل حاولت أن تكتشف ما هي الأسباب التي تجعل رب العالمين يصلي عليك؟.. أوَ ليس من الأسباب الذكر الكثير المذكور في الآية قبلها؟.. أوَ ليس من الأسباب الإكثار من الصلاة على النبي وآله الطاهرين؟.. |
(100)
إن مما يقطع به المتأمل هو أن واقع القرآن الكريم ، ليس ما نجريه على ألسنتنا طلبا لأجر التلاوة فحسب ، وان كانت ظواهر الألفاظ - في مقام الامتثال - حجة على صاحبها ..وذلك لأن المعاني التي أنزلهـا المولى على قلب نبيه (ص) بحقائقها ( الملكوتية ) ، لم يدركها إلا من خوطب بها وهم النبي وآله (عليهم السلام) ..وعليه فان استيعاب هذه المعاني - التي توجب تصدع الجبال لو أنزلت عليها - يحتاج إلى استمداد من الحق ، لتتحقق ( المسانخة ) التي تؤهل القلب لتلقّي مرتبة من تلك المعاني السامية ، وهي مرحلة ( انفتاح ) الأقفال التي يشير إليها القرآن الكريم ..ومن مقدمات هذا الانفتاح: التلاوة الكثيرة ، والتدبر العميق ، والعمل بالمضامين مهما أمكن. يتبع |
(101 )
لا ينبغي الركون لليأس عندما يرى الإنسان غربة الدين في مرحلة من المراحل، فإن المد الإلهي كان في عملية صراع دائم مع الباطل، منذ أن خلق الله تعالى آدم.. فمن كان يصدق في الأيام الأولى لغربة الإسلام، أن يصل نداء التوحيد لشتى بقاع المعمورة؟!.. ومن كان يصدق أن تصل صرخة الحسين (ع) يوم عاشوراء مدوية في عمق التاريخ؟.. |
(103) ومضى أسبوع من الحياة من دون رجعة.. إذ كانت ساعاتها من أعز ما يمتلكه العبد من رأسماله، فهل جلست مع نفسك هنيهة لتنظر ما الجديد فى هذا الاسبوع؟.. إن لم يكن هناك جديد في المعصية لا قدر الله تعالى!.. |
(104)
. . إن من الملفت حقاً، استعداد العباد لعبودية بعضهم بعضاً، مع ما يلازمها من ذلّ واحتقار، لا (يعوّضه) القليل مما يبذل لهم من المتاع، جزاء ذل العبودية لفقيرٍ فانٍ مثلهم.. والحال أنهم لا يعيشون شيئاً من هذا (الإحساس)، تجاه من منه مصدر الوجود، ومن هو صاحب العطاء الذي لا منّـة فيه، ومن إليه المصير.. وقد أفصح عن هذه الحقيقة، عمرو بن العاص -وهو الذي احتمل ذل عبودية غير الحق- حينما قال لمعاوية: (لو أطعت الله كما أطعتك، وجبت لي الجنة)!.. |
( 105 ) . . لا تنس أن للذنوب آثار وضعية في الدنيا قبل الآخرة: ضيقا في المزاج، وحرمانا من الرزق، وكآبة في النفس، بل وحتى سقما في البدن.. فمن أراد الخلاص من المشاكل الدنيوية -وما أكثرها هذه الأيام- فليحسن علاقته بمسبب الأسباب. |
(106)
يبدأ منشأ الفساد في التعامل الشهوي المحرم غالباً من النظر، ولهذا دعا القرآن الكريم كلا من طائفة المؤمنين والمؤمنات إلى غض البصر في سورة النور.. فلو رجع الإنسان إلى عقله، لرأى أن النظر إلى الجنس الآخر، ليس فقط مما لا يسمن ولا يغني من جوع، بل يزيده ميلاً إليه، و كبتا، و حسرة، إذ لا يتيسر له غالبا الوصول إليه!.. . |
(107) حاول بين فترة وأخرى أن تتفحص حال أصدقائك.. فمن رأيت منهم أنه قد يبعدك عن رب العالمين، فاجتنب معاشرته!.. فهل سينجيك يوم العرض الأكبر، عندما يورطك في معصية من المعاصي؟.. عمرك ثمين فلا تبذله لمن لا يستحق ذلك!.. . . |
(108)
ان الحياة تبدو لنا للوهلة الأولى طويلة.. ولكن لنخصم السنوات التي مضت في الغفلات، ثم ساعات النوم وهو (الموت الأصغر) ثم ساعات الانشغال بالأهل والمال والولد.. فيا ترى كم هي خلاصة العمر المفيدة؟.. أعتقد أن الخالص من الحياة قد لا يتجاوز العشر من السنوات التي تمر مر السحاب.. أليس هذا مخيفا؟ |
(109) إن من موجبات توحد الهمّ عند الخلق، هو (الحب) ولو كان في مورد باطل.. فترى العاشق موحد الهمّ، صاحب تركيز في مورد حبه، غير مكترث بغير من يهوى ويحب، ذا همّـة عالية في سبيل الوصول إلى بُـغيته.. ومن هنا قال بعضهم: إن المحب المجازي -لو انقلب على واقعه- لسهل عليه الوصول إلى الحب الحقيقي، لأنه في مرحلة سابقة قد (وحّد) همّـه، وقطع ارتباطه بغير من يهوى، فيبقى استبدال المحبوب الفاني بالمحبوب الباقي، وهي خطوة واحدة.. فمَثَله كَمَثَل من اتخذ معبوداً واحداً غير الحق، ثم انقطع إلى الحق المتعال في (حركة) واحدة، خلافاً لمن أنس بآلهة متعددة، فإن الانقطاع عن كل إلـه، يحتاج إلى جهدٍ خاص بازائه. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 10:01 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024