![]() |
طرائف حزينة
________________ نعم عنوان اخر غريب يصب في خانة قصص التنمية البشرية ولكن نبداها بطرفة اذ ان احد الرعاة كان لديه ثلاث غنمات فقال للناس قال هن ثلاث لا ينقصن ولا يزيدن فقال له الناس صلي لانك قاطع صلاة صلى اول يوم ماتت واحده قال بلاء ونصبر صلى ثاني يوم ماتت الثانية فترك الصلاة وثالث يوم جاءت النعجة الثالثة تلعب بجانبه تنطحه وهو قد ضاقت به الدنيا برحبها فقال لتلك النعجة ( تسكتين او اصلي ركعتين الحقي بوصيحباتك النعجات ) اذ ان هذا المسكين لم يصبر عله رب العباد اختبره بالاثنين ليزده في الثالث وتصور ان صلاته يه سبب لموت حيواناته نعود من هذه الطرفة الى واقعنا اذ ذات يوم ذهب جماعة من الاساتذة الى محافظة العمارة اغلبهم من كلية الزراعة وكلية الطب البيطري وهنالك رأوا شخصا لا يصلي وهو يملك حيوانات وابقار وجاموس رزقه الله بغير حساب تكلموا معه وجدوا انه كان يصلي ويقطعها المهم قنع هذا الرجل وحتى حين صلاة الظهر صلاها الرجل وصلى العصر فكان هنالك استاذ مرح كما يمسى عادة عندنا بجنوب العراق اختبئ خلف كومة من الحشيش وحين انتهى ذاك صاحبنا من الصلاة فقال يا الله هذه صلاتي تقبلها او لا تقبلها فهناك قام هذا الاستاذ باطلاق العنان لصوته قائلا للرجل من خلف الحشائش ليست مقبولة ليست مقبوله ليست مقبولة فما كان من هذا الرجل الذي صلى لتوه بان تعصب وحمق وصار يطلق العنان للسان وهو يقول قبلتها لو ما قبلتها ما تهمني بشي ( طبعا هنا يخاطب الله عز وجل ) ولكن لا يعلم ان الصوت هو صوت استاذ جاء من الجامعة فسبحان الله لحظة واحده اذا جاءنا صوت لا نعلم مصدره هببنا نتهم الله عز وجل لنستفيد ونتعلم الا نحكم بمجرد سماع شي بل علينا ان نتمعن ونفحص وندقق في هذا الكلام وهذا الامر وحكاية اخرى من الطرائف المبكية وهي وقعت لمقرب جدا مني اذ الحمد لله والشكر وفقه الله للذهاب الى الحج في احدى سني الحصار الاقتصادي على العراق وفي زمن الطاغية صدام اللعين ومن المعروف في حينها لا طيارات تاخذ الحجاج بل بالنقل البري وحيث السيارات التي تاخذ الحجاج وهنالك سيارات حمل تنقل اغراض ومتاع وحاجيات ومشتريات الحجاج التي اشتروها من مكة والمدينة المنورة وصادف ان اقاربي هذا حين استقبل في طريق عودته من الحج قد ضاعت اغراضه ومشترياته ما بين سيارات الحمل واخذ الغضب منه ماخذه واخذ يتكلم بعصبيه وغيره من الكلام واخذ يسب ويشتم هذا العائد للتو من بيت الله الحرام ولم يكتفي بالسب والشتم بل تعداه الامر الى ان سب وشتم الله عز وجل فاي حج هذا الحج واي توبه واي غفران قد حصله هذا الرجل الكبير من اجل بعض الاغراض حتى رد عليه رجل كبير غاضبا منه قال له بعد هذا السب لما ذهبت للحج اصلا يا حجي طارت حجتك وسبحان الله مرة دقائق بسيطة حتى وجد اغراضه فاقول لا تدع اشياء تافه بسيطة قليلة الثمن تحرمك مما هو نفيس واغلى واثمن ولا تدع غضبك يقودك الى الهاوية والتهلكة والخسران المبين فان الغضب مفتاح كل شر حميد الغانم |
الذلة
رجل كبير بالعمر امضى من عمره حوالي عشرين سنة ونيف في تدخين السيكارة هي السيكارة صديقته التي لا يفارقها منذ شبابه قضى طورا كبيرا من حياته وشبابه في صحبتها بحيث ادمنها ليله ونهاره نومه باءت كل محاولات الناس الاهل الاقارب الاصدقاء لقطع السيكارة وتركها لم تنفع كل المحاولات بل العكس صار اكثر عنادا وتمسكا بها لا يفارقها بل عاند اكثر واكثر مع الايام وبدلا من العلبة الواحده للسيكارة صار يشرب علبتين واكثر وبات الامر مقززا من خلال الرائحه الكريهة كثرة المصاريف وكذلك غبار السيكارة الذي ثقب دشداشته الجديده استمر الحال اكثر من عشرين سنة وتشاء الاقدار ان يذهب الى العاصمة بغداد جلس في احدى المقاهي الشعبية نعم جاءته الذلة للسيكارة تلك التي كسرت كل ارادته وجعلته عاجزا تماما امامها كان يحمل علبه السكائر بجيبه او كما يحلو للعراقين باكيت الجكاير والطريف كلمه باكيت هي قريبة جدا من كلمة pocket التي تعني جيب ولكن صادف لم يكن يحمل اعواد الثقاب معه فصار صاحبنا كالمدمن على المخدرات وذهب يطلب من الجالسين في المقهى عوج ثقاب وصار كالمستعطي يتوسل لا لقمة عيش او رغيف خبز او ورقة نقد بل يستعطي عود ثقاب سبحان الله هذا الرجل الكبير بالعمر الوقور صار عود ثقاب بسيط يذله ويذهب بكرامته شيئا فشيئا وطلب من رجل جالس هناك عود ثقاب واحد ليشعل سيكارته ويشفي غليله نعم كان مع هذا الرجل اعواد ثقاب اخذ الشخاطة كما نسميها بالعراقي رماها بوجهه قائلا له او متشمتا او مذلا له وباللهجة العراقية ( هم شايف نفسه مدخنجي وما شايل شخاطه ) كسرت تلك الكلمات كل كرامته ولم تبقي منها شيئا في تلك اللحظة امسك بعلبة الكبريت لم يشعل سيكارته وقف مفكرا هي لحظة تفكير تعادل الدهر فقرر قراره الاخير اعاد علبه الكبريت الى صاحبها شكره على علبه الكبريت وشكره شكرا اخر قال شكرا لك اخي لانك ايقظتني من سباتي العميق اخذ السيكارة من يده كسرها قطعها ورماها اخذ علبه السكائر داسها برجله قائلا ليس منا من لديه حاجة تذله وليس انا من تذلني سيكارة او عود ثقاب هنا والراوي لهذه الحكاية هو نفس الشخص وحكاها بعد سنين وسنين طوال وطوال ولم يرجع لتلك السيكارة مجددا ------------------------- لنتعلم ان نفكر لحظة واحده ونتخذ قرارا صائبا ينقذنا طول العمر وان نتعلم الا تكون لنا حاجة مهما كانت بسيطة تذلنا حميد الغانم |
بناء الذات هي قصة اخترناها من ارض الواقع وقعت في دولة الكويت اذ صادف ان ذهب قسم من اعضاء احد المجالس البلديه هنالك ولمده خمسه ايام حيث ان الدورة هي دورة ادارية لمعرفة ادارة المجالس والصلاحيات التشريعية والتنفيذية والتقاطعات الحاصلة بينهم وهي معضلة المعاضل في العراق الجديد اذ كل يقول صلاحياتي وليس لك من الامر وهكذا ذهبنا نحن مجموعة من اعضاء المجالس في حينها الى دولة الكويت تعرقلنا هناك على الحدود بسبب تشابه اسماء او عذر واهي لا علاقة له من قريب او بعيد المهم كان هو ان يتعطل بعض الاعضاء استغرق الامر ست ساعات تقريبا لغرض انهاء الاشكالات ودخل اعضاء المجلس الكويت ومن كان معهم وصلنا الى وجهتنا هناك على ساحل البحر حيث ارقى الفنادق السياحية والمطاعم والاماكن الترفيهية وعلى الرغم من برودة الجو الا اننا تمتعنا بالساحل ومناظره الجميله بعد رحلة تعب وعناء مر اليوم الاول بلقاء الكادر المتخصص لاعطاء الدورة الادارية امراة بريطانية حاصلة على شهادة الدكتوراه ولديها مكتب استشارات مر اليوم الثاني والثالث والرابع كله دورات من الصباح الى المساء تطرقنا الى التخطيط الاداري والخطة الخمسية والخطة القصيرة المدى وطويله المدى وهكذا فعلا استفدنا وافدنا في هذا المجال وطرحت مجموعه من الافكار البناءه ونوعية المشاريع والمشاكل والحلول في اليوم قبل الاخير تمرضت الدكتورة المحاضرة واصيبت بمغص معوي حاد وهو اليوم الاخير من الدورة كانت مريضه والالام القوية تاخذها يمينا ويسارا ولكنها اخذت ورقة وقلم وبقيت تلقي المحاضرة وتكمل المنهج وتسال ونجيب ونسال فتجيب موقف غريب سالناها لما على الرغم من كل الاوجاع والالام قالت هو اخر يوم وعلي ان اكمل واجبي على الرغم من الالم ( لنتعلم كيف نكمل ما بداءناه على رغم الوجع ) ونكمل حكايتنا حين حل الليل وحان يوم غدا الرجوع الى العراق جاء كبيرنا وقال علينا ان نزور ونعاود الدكتورة المحاضرة كما علمنا نبينا الاكرم فعلا تجمعنا وذهبنا هناك طرق باب الغرفة او بالاحرى البيت السياحي فتح لنا الباب محاضر اخر ولم يكن معنا مترجم لذا وقعت الترجمة من مسؤوليتي لمعرفتي البسيطة باللغة الانكليزية نزلت من الطابق الثاني ولكن الالام لازالت مستمرة تطمئنا عليها نحن الزائرون ما يقارب 12 فردا وهكذا جرت العاده عندنا ودعناها وعدنا الى غرفنا في الفندق وفي اليوم الاخير حان وقت العوجة في الساعة العاشرة الاغرب ان الدكتورة المحاضرة البريطانية جاءت في الساعة الثامنة صباحا لتودعنا سالتني قالت لما كلكم زرتموني وانا مريضة ليلة البارحة اجبتها انها احدى عاداتنا التي ورثناها عن اباءنا وابائهم ومستمرة ليومنا هذا قالت لقد اثر بي هذا الشي كثيرا وكثيرا ورجائي ان تحافظوا على هذه العادة كما نسميها في جنوب العراق أي المعاودة والتكرار وعدم الانقطاع السؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة عنوان القصة مع ما ذكرنا اعلاه سياتي الجواب في الاسطر اللاحقة اذ كما قلنا حان وقت الرحيل وصادف ان تاتي سيارتين لنا لذا كان التجمع في اقرب جناح من الفندق كان يسكنه زملاءنا مررنا بالجناح الثاني اذا بنا نفاجئ ان بعض اعضاء المجلس من كان ينادي ويصمم ويخطط ويبني ويجيب ويدرس ويرشد قام بتحضير الشاي لا اشكال ولكن الاشكال حين تنتهي من طبخ الشاي العراقي المعروف عن الشاي العراقي بان يحضر مباشرة أي اقصد دون الاكياس المعلبة الصغيرة او ليبتون كما نسميه هنا وبعد الانتهاء اقصد بعد انتهاء اعضاء المجلس رموا فضلات الشاي ( او كما نسميه ايضا البثل) (على الرغم من وجود حاويات النفايات والاكياس وبقربهم على بعد متر او اقل ) رموه في المغاسل وسدوا مجاري المياه ولاتفتح الا بالتنظيف المهم قام احد زملاءنا بتنظيف المغاسل ولملمة البثل ورميه في اكياس الازبال ليعود المنظر جميلا نظيفا وقال هذا الزميل حتى لا اكون قدوة سيئة تمثل بلدي في الخارج فانظف ما قمت به انا لا اعند على غيري ركبنا سيارتنا وعدنا الى العراق ليقوم هؤلاء الذين رموا الاوساخ بغير موضعها الصحيح ببناء مدينتهم وكيف لهم ذلك وهم لك يبنوا انفسهم حتى ( ومن لم يكن قادرا على بناء نفسه وذاته كيف يبني غيره ) ولنتعلم كيف تلك مع مرضها ووجعها اكملت واجبها واحسنت فيه وكيف بعض الاناس يهدمون ما يبني الغير لانه داخله خاو بالي لا بناء فيه ولا عمران حميد الغانم |
الاصدقاء والخيانة منذ ايام كنت اقلب صفحات كتاب عن تربية النفس البشرية واحاديث اهل البيت في هذا المضمار وحقيقة كان الكتاب رائعا ومربيا ومهذبا للنفس وكان الكاتب ذا قدرة على الاستنباط من القران الكريم والجمع مع احاديث اهل البيت عليهم السلام وهنا مر علي حديث الاصدقاء نفس واحده في اجساد متفرقة رائع هذا الحديث وجميل جدا بما يحمله من معاني كبيرة وسامية ولكن هنا استطرق قصه وقعت في احدى مدارس جنوب العراق بين صديقتين بلغ من القرب بينهما كانهما اختان واكثر والصداقة التي جمعت بينهما صارت نموذجا يحتذى به لمن حولهن علما ان هاتين الصديقتين معلمتان تعملان في مدرسة واحده الاولى هي مديرة المدرسة والثانية هي معاونتها ومن المعروف في العراق ان استلام الراتب يكون من قبل ثلاثة اشخاص لا شخص واحد وعلى الجميع الحضور على المصرف ولكن احيانا يمكن لشخصين الحضور والثالث يوقع على ظهر الصك او الشيك الخاص بالراتب وحيث ان المعلمتان الصديقتان المقربتان الى درجة وصل الامر ان توقع المعاونة عن المديرة حين ذهابها الى المصرف وبموافقة المديرة صديقتها واستمر الحال سنة لا اكثر استمر الحال سنتان اكثر اربع سنوات اكثر بل استمر الحال ست سنوات نعم ستة اعوام أي اثنان وسبعون مرة استملت الراتب وكان الامر عاديا والصداقة مستمرة ولكن واه من هذه ال ( لكن ) صادف ان وقع خلاف بين هذه المديرة وهذه المعاونة اعتذر بين انموذج الصداقة الحية القدوة لكل من حولهم واستمر الخلاف وانقطع الكلام وباءت كل المحاولات للاصلاح بين الاختين الصديقتين المعلمتين المقربتين لم تنجح أي محاولة وما هي الا ايام واذا بالمعاونة تفاجئ بامر القاء قبض صادر من قاض التحقيق ارتعبت تلك المعلمة لم ارتكب أي شئ حطأ لم اقترف ذنبا لم اجني أية جناية صرخت استنجدت استغاثت لم ينفع الامر صادر من القاضي القي القبض عليها قيدت الى قاضي التحقيق انت فلانه انت المعلمة انت معاونة المدرسة هل تعرفين مديرة مدرستك المعلمة صديقتك المقربة فلانه بنت فلان قالت نعم فقال لها القاضي هي تقدمت ضدك بشكوى وهي انتحال شخصيتها وتزوير توقعيها واستلام الراتب باسمها وقع المحذور ولا مناص عرفت ان صديقتها قد غدرت بها وبالفعل ارسلت المعلمة الى خبير الخطوط واثبت ان الخط والتوقيع ليس توقيع مديرة المدرسة بل هو توقيع معاونتها ونعم قيد اهل المصرف الى التحقيق لانهم ساعدوا المعاونه في استلام راتب المعلمين وكثرت التحقيقات والاسئلة والاجوبة وحكم على تلك المعلمة بست سنوات سجن نعم ست سنوات سجن لانتحالها شخصية غيرها وتزوير توقيع شخص اخر وتهدمت عائلتها واطفالها فقدوا من حنان امهم وذلك بسبب حقد أمراة اخرى ظنتها انها صديقتها واختها يوما "أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما , وأبغض بغيضك يوما ما عسى ان يكون حبيبك هونا ما " حميد الغانم لنتعلم اننا يوما وان اردنا ان نساعد غيرنا ولكن بطريق اجازه رب العالمين الينا |
البسيط القاتل يحكى حين كنا طلابا حول اهمية العمل والدقة في أداءه والا نتهاون في أداء الشي ولو كان بسيطا وقد نقول في قرارة انفسنا ان هذا لا يؤثر لا يهم واتذكر كان أحد الخياطين حين يكون هنالك انحرافا بسيطا في مسار الخيط الذي يخطيه يطلب من الصبي او المتعلم ان يفتق ذاك الخيط ويعيده خياطته ولو كان بمقدار سنتمرا واحد وحين سالوه لماذا لا يهم اجاب كي لا يتعلم من الان على الخطأ وحين يكبر تاخذ يده طابع الانحراف فتفسد بضاعته من هنا كانوا زملاءنا من طلبة كلية الطب يرون عن زميل لهم كان ذكيا وبارعا ودارسا ومن الاوائل ام لم يكن الاول في دراسته في كلية الطب وحين حان وقت الاختبار العملي على احد المرضى ساله الاستاذ ما مرضه قال كذا وكذا قال ما علاجه وكمية العلاج فاجاب كذا ملغم من هذا الدواء وكذا ملغم من هذا الدواء ولكن بعد ثواني بسيطة عاد الى الاستاذ وقال لا يا استاذ ان كمية الملغرامات التي وصفتها ضعف الكمية المطلوبة فقال له استاذه الطبيب ان خطاءك هذا وخلال هذه الثوان قد يكون قاتلا ان لم يقتل مريضك حكمة جديرة بالاتباع والدراسة والفهم فربما تكون الثانية الواحده فقط الثانية الواحده كافية لانفجار سيارة مفخخة او تفكيكها وانقاذ عشرات الارواح والعوائل وربما ان كنت في ماء وانفك فوق الماء بمقدار سم واحد او ملمتر واحد فانت حي ولكن لو كان تحت الماء بمقدار ملمتر واحد وحرمت الهواء فانت في ناقوس الخطر او في يد الموت الذي تعددت اسبابه ومن هنا ننطلق الى حكايتنا وهي حول احد الاطباء المشهورين في مجال القلبية والصدرية اختصاص صار مطلوبا في العراق كثيرا نتجية ارتفاع ضغط الدم وكثر الجلطات والسكتات القلبية وغيرها من الهم والغم الذي اصاب هذا الشعب ناهيك عن طبيعة الاكل وما شاكله من مسببات لهذا المرض راجع هذا الطبيب احد المرضى يشكون من الم في صدره متكرر فحصه الطبيب وضع السماعة الطبية واسئلة طبية واخرى تاريخية عن حياته وطعامه فما كان من الطبيب الا ان اخبرك ذاك المريض بان لديك انسدادا بالشرايين وكذا وكذا من تهدل صمام وغيره من امراض القلب وانك ميت بعد ثلاثة اشهر صعق المريض اصيب بالغثيان اين كان باي حال واين اليوم صار الى أي حال فمن حياة الى موت وانتظار الموت من اشد البلاءات هنا المريض لثقته المطلقة بالطبيب لم يراجع طبيبا اخر وقد يكون لجهل هذا المريض ام فطرته وطبيعته ولكنه كان معلما في مدرسة ابتدائية هنا لم يجري هذا الطبيب تخطيط قلب للرجل المريض ( وهذا خطأ بسيط في نظر البعض ولكنه قاتل ) فالحكمة ( الا تبني نتيجتك وحكمك على نقصان معطيات بل عليك ان تلم بكل الجوانب حتى تصدر حكما على الاخرين ) مرت الايام والمريض يتقلب يمينا وشمالا لا ياكل الا القليل القليل او لنقل ترك الطعام وهو ينعى نفسه ويصرخ غدا اموت وغدا اموت وتمر الايام وانقلب بيت الرجل الى حزن ونحيب وبكاء واهل المريض في قلق وخوف فساعة الموت قريبة لابنهم من لاولاده من لزوجته ويمر الشهر الاول والثاني والثالث لم يمت المريض بل بدات الالام تزول رويدا رويدا رجع الى ذاك الطبيب قال له دكتور اخبرتني بانني ساموت بعد ثلاثه اشهر ولم امت فحصه الطبيب اجرى له هذه المرة فحص تخطيط القلب ودقق في المعاينة والفحوصات قال لديه لديك الام بسيطة وانك لن تموت المفروض ان يفرح ذاك المريض المعلم بما قال له الطبيب المصيبة ان المريض نفسه بدأ يشكك بطبيبه نفسه الذي اخبره انه لن يموت قال لا لا دكتور انت قلت ساموت يعني ساموت اجابه الطبيب لا لن تموت قال ساموت وساموت هنا المصيبة تدمرت نفسية الرجل المريض المعلم وانهار عقليا وبدا يردد ساموت وساموت اخذه اهله وزوجته المسكينة الى طبيب اخر واكد ما قاله الطبيب الذي قبله انه يعاني من مرض بسيط غير مميت ولكن المعلم قال ان الطبيب الفلاني اشهر طبيب في القلبية قال ساموت وهكذا عاد الى طبيب وطبيب وطبيب وبقي يقول ساموت ساموت وحيث ان نفسيته وعقليته انهارت اهمل عمله كمعلم وقصر في اداء واجبه تجاه مدرسته وطلبته منح اجازة ومن ثم طرد من الوظيفة ليس من معيل يعيله باع ذهب زوجته واثاث بيته كل هذا يذهب الى طبيب وطبيب والكل يقول لا شي بك ولكن بقي الرجل يكرر ساموت وساموت واخر المطاف ان وضع الرجل في المصحة العقلية وتلك زوجته تنحب وتبكي فلا معيل واطفال عيال صغار يحتاجون الى الطعام الشراب والملبس والالعاب والحماية ويحتاجون الى محنة اب حنون وهم لا يعلمون ان من دمر اباهم وحياتهم هو خطا طبيب نتصوره سهل ولكن جهل ومدمر ولنتعلم ان نكون لطفاء في تعاملنا مع الاخرين وودودين فرسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله ثمرة العقل مداراة الناس وخصوصا من كان منهم مريضا حميد الغانم |
التواضع والرفعة ____________ عن اهل بيت النبي الاكرم محمد صلوات ربي عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين من تواضع لله رفعه وعن الصادق سلام الله عليه ان الحكمة لا تستقر الا في قلب المتواضع من هنا ننطلق لحكايتنا فصادف ان ذهب احد الاطباء الحاصلين على شهادة البورد الامريكي في طب المجتمع ان ذهب الى محافظة ميسان في جنوب العراق او كما درجت العادة هنا ان نسميها العمارة ذهب هذا الدكتور لغرض اكمال معاملة تعيينه كاستاذ في كلية الطب في جامعة ميسان ونعم ذهب هو وابن خاله الذي هو ايضا حاصلة على شهادة البورد العربي في جراحه الاطفال معا ذهبا الى كلية الطب هناك وسرعان ما تحولت معاملة التعيين الى مكتب رئيس جامعة ميسان لغرض التوقيع واكمال المعاملة جلس الاثنان معا في غرفة مدير مكتب رئيس الجامعة بانتظار ان ياتي للدخول عليه او ادخال الاوراق فقال مدير المكتب ان رئيس الجامعة او كما يسمى الدكتور سياتي بعد ربع ساعه جلس الطبيبان الحاصلان على شهادة البورد ينتظران وتحدثا مع مدير المكتب عن الغربة في امريكا وصعوبة الحياة وطبيعة العادات والتقاليد والاعراف مضى الوقت سريعا ودخل رجل قصير القامة بسيط بملابسه وهندامه سلم على الجالسين بيده فردا فردا من اليمين الى الشمال وذهب الى اين لا يعلم احد لاي سبب جاء فهو رجل بسيط لم يكن بفخامة ملابسة او مظهره او كما هو بائن من ماله فهو بسيط متواضع فاذا باحد الجالسين قال هذا هو رئيس الجامعة عجبا ثم عجبا رئيس الجامعة يمر على الجالسين يصافحهم بيده وملبسه البسيط ومظهره المتواضع حتى ان احد الطبيبين قال لو قلت لنا لسلمنا عليه جيدا دقائق اكمل البريد وكان هنالك خطا في معاملة احد المتعيين صححها بسرعه دون تعقيد او روتين ممل او كتابنا وكتابكم وهكذا تمر الايام والايام وهذه الجامعة الفتية التي انشات ليس منذ وقت طويل فهي جامعة فتية بامكانياتها وعمرها وكادرها ولكنها مع الايام احتلت مكانا مرموقا بين جامعات العراق كافة حتى انها تجاوزت وغلبت جامعة البصرة التي هم بالاصل ام لجامعة ميسان كيف ولماذا الجواب ياتي من خلال حديث اهل البيت من تواضع لله رفعه حيث الصدر الرحب للمسؤول وحسن استقباله لرعاياه وسماع النصح والتقبل كان اساسين في نجاح هذه الجامعة الفتية وحيث الروح الشبابية في قيادة العملية الادارية والتعليمية بعيدا عن قسوة القلب ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك من هنا نرى ان هذه الجامعة بداءت تستقطب الكفاءات يوما بعد يوما نكمل قصتنا وتمر الايام والايام فاذا بوزارة التعليم العالي في هذا العام 2013 تكرم نخبة من الاساتذة المتميزين اصحاب المؤلفات والبحوث وبراءات الاختراع فاذا هذا رئيس الجامعة اقصد جامعة ميسان من ضمن المكرمين بل من اوائل المكرمين الاسباب كثرة بحوثه كثرت مرلفاته واعتقد تجاوت العشرين مؤلفا حتى ان احد المدعوين قال ان تاليف كتاب واحد ياخذ الكثير الكثير فكيف بعشرين كتابا وصفق الحضور لهذا الرجل حين اعتلى المنصة ليستلم درع وزارة التعليم العالي وهو هو بسيط بملبسه وهندامه كبير بشخصيته فلنتعلم ان نكون متواضعين مثل هذا الرجل وان المسؤول اذا تواضع ارتفع وارتفع معه كل كادره ومهنته ومكانتهم ولكن نقارن مع رئيس جامعة اخر له صيت كبير بين الاساتذة ومكانة علمية مرموقة مشترك في مؤتمرات وندوات وله بحوث كثيرة عمل بجد وجد ولكن مع الايام تضاربت مصالح الرجل مع بعض العلماء في الجامعة الذين لهم انجازات كبيرة ولي شخصيا تجربة معه لم تكن بالطيبة وغيرها من التجارب ولكن الجامعة التي هو رئيسها لم تحصل على تقييم من ضمن الجامعات المتفوقة بانجازاتها وابداعاتها عجيب فهذا الرجل اقدم من ذاك الرجل وهذا فرع علمي وحاصل على شهادة الدكتوراه من الدول الاوربية وذاك لغة عربية حاصل عليها من العراق وتمر الايام فاذا برئيس الجامعة الحاصل على شهادته من الخارج يصدر به امر وزاري بتنحيه عن رئاسه الجامعة استغرب الجميع لقرار الوزير عجيب وتمر الايام فاذا به يقع بين يدي تقرير حزبي للتعريف لمن هو من خارج العراق تقرير حزبي يكتبه احد اعضاء حزب البعث حول مجموعه من الناس او الشباب او الطلاب او الكسبة كافة شرائح المجتمع دون استثناء والغرض من التقرير ان هؤلاء خونه لصدام حسين نعم فصدام كان بالنسبة للبعثيين فرعون الذي نادى انا ربكم الاعلى هذا التقرير عن مجموعة من الشباب وطبعا التقرير الحزبي نتيجته محتومة السجن في سجون صدام والاعدام وطبعا ارسل التقرير الى الامن العامة ولكن لم يتخذ اجراء بحق هؤلاء الشباب وحسبما اذكر هم ستة من الشبان ورجع صاحبنا طبعا في زمن قبل السقوط وهذا الكلام في التسعينيات من القرن الماضي حين لم يكن رئيس الجامعة بل كان رفيقا عاد وكرر واكد على ان هؤلاء الشباب لم يعتقلوا ولم يسجنوا ولم ولم فسبحان الله لو عرف السبب لبطل العجب فهذا الذي يدعي العلم هو اصلا هو من الذين يقتلون العلم ومن الذين يقتلون اصحاب العلم ومن المنافقين الذي يبطنون شيئا ويظهرون شيئا اخر فسبحان الله هنالك التواضع رفع الجامعة واهلها وهنا النفاق انزل الجامعه ومقامها حميد الغانم |
المعلم ------- يقولون كاد المعلم ان يكون رسولا من هنا ننطلق الى حكايتنا اليوم موقفان اول موقف حدث بين طالب في الصف الاول متوسط ومدرس اللغة العربية الزمن بعد عطلة نصف السنة او كما تسمى العطلة الربيعية في العراق حيث توزيع درجات الطلبة بعد امتحان نصف السنة هذا الطالب الذي حصل معه الموقف مع مدرس اللغة العربية طالب مجد ومواظب على دروسه اليوميه سجل درجاته ممتاز ذكي وخلوق جدا كان معنا في الصف الاول متوسط تفاجئ الجميع اذ ان درجته في مادة اللغة العربية كانت ستين درجه من مائة استغرب الطلبة كلهم فدرجاته جيدة جدا في بقية المواد وهي ذكي وقال قد اجبت جيدا في مادة اللغة العربية سكت هذا الطالب ولم يقل لاستاذ المادة انه هذه الدرجة ليست استحقاقة ولكن كان يومها صدفة احد الطلاب المشاكسين ذهب يتشمت بهذاالطالب المجد ويقول له انا افضل منك وانت كسول وكثير هي كلمات الطلبة المشاكين وسبحان الله ان الشامت لا يظهر شماتته الا حين يضعف القوي والكاسل لا يرى نفسه شاطرا الا حين كبوة المجد والغبي لا يرى نفسه ذكي الا حين هفوة الذكي وكثيرة هي الامثال في حياتنا اليومية نعود الى صاحبنا هذا الطالب المجد من كثرة ما شمت به زميله في الصف تاثر كثيرا قال استاذ ان درجتي هذه ليست استحقاقي فانا متاكد من اجابتي ودرجتي اعلى من ستين وحصل ما توقعه هذا الطالب اذ ثارت ثائرة الاستاذ وبدأ بالكلام الخشن والجارح لهذا الطالب وللامانه استمر الاستاذ غاضبا ما يقارب العشرة دقائق الى خمسة عشر دقيقة صب جم غضبه على هذا الطالب بحيث ان الطالب لا حول ولا قوة له الا السكوت والجلوس في رحلته ولتزداد شماتة الطالب الكسول الذي للامانة ايضا رسب نهاية السنة الدراسية وخرج من الدراسة نهائيا ولم يعد الى دراسته واستمر الحال والصياح على هذا الطالب المسكين ( اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ) واذا منحنا كبر العمر والجسم قوة فلا نظلم الصغار وهذه النصيحة لي قبل غيري انا كاتب هذه السطور ما الذي غير الموقف ام بقي على حاله الاستاذ اسد مفترس ينهش بلحم ضحية ضعيفة مسكين \ نعم تغير الموقف اذ قلنا ان صياح استاذ اللغة العربية مستمر وعال الصوت بحيث ان استاذ اللغة الانكليزية في حينها سمع صوت زميله مرتفع ومستمر جاء وسال زميله لما الصياح من اغضب ما ازعجك ما الذي حصل فاجاب مدرس اللغة العربية هذا الطالب فلان يقول ان درجته اعلى مما اعطيته وانه قد اجاب جيدا ويشكك في تصحيحي للدفتر والمادة كان استاذ اللغة الانكليزية طيب جدا ومحبوب فقال ببساطة وتواضع هل اعطيته دفتره ليرى اجابته حينها يرى انه لم يجب جيدا ولم يقرأ جيدا وهذا استحقاقه ( ثمرة العقل مداراة الناس ) بالفعل بعد كلمات بسيطة وهادئة ذهب استاذ اللغة العربية وعاد يحمل دفاتر كل الطلبة لا دفتر ذاك الطالب وحده المفاجاة وزعت الدفاتر ووصل دفتر ذلك الطالب الى يجه نظر جيدا جمع درجاته لاحظ ان الاستاذ قد نسي ان يضيف درجة الامتحان الشفوي التي هي من ثلاثين درجة وهكذا تصبح درجته الكلية 88 من مائة وبذلك يكون اعلى درجة في الصف فسكت الشامت وخرس وهذا حال الدنيا ان الشامت شماتته قصيرة وترجع غصة في قلبه لان الله موجود وثانيا لم يعتذر ذلك المدرس اقصد مدرس اللغة العربية بل استمر في طغيانه وقال لن تكون اعلى طالب في الصف وقام على فوره بتقليل درجة الطالب بضع درجات ليكون ثاني اعلى درجة في الصف لا الاول سبحان الله العظيم فاين العدل واين كاد المعلم ان يكون رسولا واين نتعلم الاخلاق من المدرس قبل ان نتعلم الدرس الجواب نجده في الموقف الثاني بطلة الموقف معلمة متواضعه كبيرة بالعمر ذات خلق وعلم الزمان بعد سقوط الطاغية صدام 2007 او 2008 في منطقة نائية فقيرة من مناطق البصرة في جنوب العراق الوقت صعب جدا لاي سبب هنالك تسليب وكثير لا يعرف معنة كلمة تسليب هي كلمة عراقية تشير الى حالات الخطف والسلب والنهب وقطع الطرق وهي اشارة ايضا الى كلمة سالب وموجب وهكذا كانت مواظبة طوال فترة السقوط على مدرستها ودروسها المسافة بين بيتها وبين مدرستها مسافة طويلة وتحتاج الى ساعة او اكثر للوصول الى بيتها من مدرستها والعكس والطريق صعب غير امين وخوف ورعب حقيقة وبلاء منذ السقوط الى فترة ليست بالقصيرة واستمرت تلك المعلمة لا اسميها المعلمة بل تلك الام الحنونة على طلبتها في اداء واجبها تجاه مدرستها وطلبتها مواظبة كل يوم بلا انقطاع تخرج من الفجر لتصل الى تلك المدرسة البعيدة ومن ثم تعود متاخرة الى بيتها وراتبها القليل بعد فترى السقوط لم يمنعها من اداء واجبها ودروسها واستمر حالها هكذا ثلاث سنوات او اكثر وذات يوم لم يكن هنالك من سيارات على الطريق لتحملها وتاخرت ساعات وهي تقف منتظرة على حافة الطريق عل سيارة تحملها الى اهلها وزوجها وبيتها وبعد ان تعبت كثيرا جلست على حافة الطريق على التراب حيث فتشت عن طابوقة لتجلس عليها فمع تعب ذيك الدروس والوقوف في الصف اضيف تعب الانتظار الى قارعة الطريق ساعات وجلست ولم تتذمر وهي تحدث نفسها كله في سبيل الواجب والحمد لله ان جعل فينا هكذا انموذج حي نتعلم منه الوفاء في الدرس نكمل حكايتنا وحتى ساعة قريبة من المغرب الحمد لله مرت سيارة حملتها الى بيتها وصلت متاخرة بعد اذان المغرب وسط قلق وخوف الاهل الحمد لله وصل الامر الى اسماع المسؤولين عن هكذا معلمة وفية صادقة امينة وانها عانت ما عانت من الطريق وانها تصرف جل راتبها على اجور النقل الحمد لله وفقت تلك المعلمة بعد فترة قصيرة للانتقال الى مدرسة قريبة من بيتها لتطمئن قلوب اهلها وزوجها وابناءها عليها من خوف الطريق واقول الحمد لله ان لا زال في يومنا معلمة هكذا تعلمنا كيف نعلم وكيف نحب وكيف نتفانى في درسنا ودروسنا وواجبنا ونعم هذه يصدق عليها كاد المعلم ان يكون رسولا حميد الغانم |
حمار مشنوق _________ قد يبدو العنوان غريبا لاول وهلة ولكن مع تكشف اسطر الحكاية نعرف سبب اختيار هذا العنوان ودوره ومربطه في التنمية البشرية تبدأ حكايتنا حين كنا في طريق عودتنا من العمل الى البيت وهو طريق طويل يصل الى ساعة ونصف او ساعتين وحين نصل محطات الطريق حيث ينزل احد الموظفين اوالتدريسين وصلنا الى محطة حيث ينزل احد الموظفين وحرارة ولهيب الشمس القوية المحرقة وخصوصا في العراق وطبيعي فان تظليل زجاج السيارات بالعراق ممنوع لدواعي امنية لذا نتجه الى استخدام الستائر او كما درجنا هنا ان نسميها بالبردة نعود لحكايتنا اثناء وقوف سيارتنا والتي كان فيها ما يقارب العشرين الى خمسه وعشرين زميل في العمل رفع احدهم الستارة من على زجاج السيارة فاذا به يصيح اوووووووووووووه شوفوا شوفوا هذا الحمار شانقينه استغرب الجميع فالحمار جدا غالي هذه الايام وصعد سعره بعد السقوط نظر الجميع من النافذات وفجاءة نزل الجميع الى الشارع عابرين الممر الاول الى الممر الثاني ماذا حصل ما الذي حدث لم يركض الجميع الموقف ليس شنق حمار بل ان الموقف تحول من موقف مضحك الى موقف حزين هز وجدان الجميع اذا تبين ان هذا الحمار المسكين كان يجر عربة فيها حاوية لماء الشرب وحيث ان صاحب العربة لم يكن قد ثبت هذه الحاوية التي هي من سعة الطن الواحد فصادف ان مر ذاك الحمار وعربته وحاوية الماء ذات الطن وصاحب العربة واخوه الصغير الذي كان جالسا في مؤخرة العربة صادف كل هذا ان صعد سطحا مائلا مرتفعا ومع تعب ذاك الحمار في جر كل هذا الثقل وصعوده بدأت حاوية الماء باالانزلاق الى خلف العربة الامر الذي جعل العربة تصبح ككفتي ميزان فارتفع جانب الحمار المسكين الى الاعلى وانخفض الجانب الثاني الاخير الى الاسفل وطبيعي ان الحمار مشدود بحبال قوية الامر الذي جعل تلك الحبال تدور حول رقبته بقوة وتخنقه ولا يكاد يتنفس من شدة الحبل على رقبته وهو يصارع من اجل حياته مرفوعا في الهواء مشنوقا على النفس الاخير وهل انتهى الامر ها هنا كلا والف كلا فالجانب الاخر له موقف اشد واصعب وقلنا ان الطفل الصغير اخو صاحب العربة جالس في مؤخرة العربة وحيث ان العربة نزلت من الاخير الى الارض هذا النزول المفاجئ سبب سقوط الصغير الى الارض ووقوع حافة العربة على قدميه طفل اتذكر في السادسة او الخامسة من عمره ووقعت على قدميه عربه ذات حمل طن كامل وايضا ثقل العربة وثقل الحمار المرتفع كل هذا على قدمي الصغير المسكين وبين ذاك الحمار المسكين الذي يصارع من اجل ذرة هواء يستنشقها وبين هذا الصغير المسكين الذي يصرخ ويصرخ من شدة ثقل على قدميه كان هذا الاخ الكبير محتارا ولا معين الا من شابين كانا بقربه لم يستطيعا ان يرفعا ثقل العربة الى الاعلى لانقاذ الطفل والحمار ها هنا تبين سبب ركض زملاءنا لانقاذ الموقف والحمد لله كان عدد الزملاء كبير وبسرعة انقسموا نصفين نصف رفع مؤخرة العربة لانقاذ الطفل وتخليص قدميه ونصف سحب الحمار الى الاسفل وباقل من دقيقة انتهى موقف العربة لا لم ينتهي اذ ان مربط قصتنا مع الاخ الاكبر طبيعي ان يركض باخيه الى المستشفى ليطمئن على ساقيه علهما تهشما تكسرت العظام وقف متحيرا بين الحمار وبين اخيه بين ان يترك الحمار ها هنا ويذهب الى المستشفى يخاف على حماره من السرقة والضياع وبين خوفه على اخيه الامر الذي جعل احد الزملاء يقول له اذهب باخيك فالحمار لا شي عليه قال هو سبب عيشتنا فلولاه لا نستطيع ان نبيع الماء او نعيش فان ضاع ضعنا موقف يا سبحان الخالق الكريم والفقر والمشاعر الانسانية كيف تتغير وتتاثر وكيف الفقر يجبرنا على اشياء تجاه اخرين قد لا نريدها ولكن نضطر اليها والحمد لله تبرع احد الخيرين قال انا ابقى بجانب الحمار الى حين عودتك من المستشفى ركض صوب اخيه المسكين الذي يصطرخ من الالم وهذا الاخ الكبير المسكين يبكي دمعا وهو يحمل اخيه بين يديه وضعه بالسيارة حمله الى المستشفى تاركا الحمار امانة عند هذا الرجل الخير كما نسميه بالعراق من الخيرين وقلبه بين سبب عيشته وعيشة اهله ورزقهم بواسطة هذه العربة وهذا الحمار وبين وجعه على اخيه والمه وخوفه على ساقيه وخوفه من اين يجلب علاجا لاخيه ودواءا ومن يعينه هذا الفقر الذي جعل طفلا عمره ست او خمس سنوات يعمل في عربه يبيع الماء هذا الفقر الذي جعل الاخ يتحير بين حمار وبين اخيه هذا الفقر الذي يسلبنا احيانا بعض المشاعر رغم ارادتنا فرفقا رفقا بهم فلو كان الفقر رجلا لقتلته حميد الغانم |
وعليكم بنظم امركم
------------------- قد يستغرب البعض من العنوان كقصة من قصص التنمية البشرية ولكن دائما تمر علينا وصية الامام علي سلام الله عليه وهو في اخر لحظات من حياته الشريفة المقدسة النورانية واخر خطاب واخر كلمات للامام علي سلام الله عليه ويوصينا بنظم الامر وبالامس صار في منطقتنا مشاريع ماء كثيرة اقيمت على نهر ليس بالعريض متصل بنهر رئيسي هنا صار اعتراض ان هذا النهر ليس بالعميق وقد ياتي يوم من الايام ان هذا النهر سينخفض منسوبه بشكل كبير وخصوصا مع سدود تركيا ونية سوريا لبناء سدود اخرى وخصوصا مع شحة الامطار في العراق واسباب كثيرة منها عدم الكري كثرة النفايات لم يجد الكلام اذنا تعيه وتستوعبه فاغلب الاحيان التفكير يكون محدودا ليوم او سنة او سنتين ولكن ان يصل التفكير بنا الى خمس وعشرين سنة متقدمة صعب مستصعب نكمل حكاية الامس وزاد عدد مشاريع ماء الاسالة التي تجهز عدد كبير من الاهالي الذين وصلوا ما يقارب العشرين الف وكلها على هذا النهر الصغير وتمر الايام ووقع ما لم يكن في الحسبان انخفض منسوب المياه في العراق بشكل كبير الامر الذي ادى ان انخفاض هذا النهر الصغير او كاد يصل الى الجفاف سارع المسؤولون في المحافظة الى الموارد المائية الى الري الى الزراعة وصلوا الى صيغة حل ان يكروا النهر ولكن حتى يصلوا الى هذه النتيجة مضى الوقت والمشاريع واقفة والاهالي بلا ماء يصل بيوتهم وطبيعي مصائب قوم عند قوم فوائد اذا نشط هنا دور باعة الماء على الاهالي هل تصدقون في العراق بلد النهرين يباع الماء ويشترى نكمل وحتى ذهب طلب من هذه الجهة الى تلك الجهة الى المسؤول والاعلى منه والاعلى ومضت الايام الحمد لله جاءوا بالحفارات ولكن الحفار احتاج الى فترة زمنية حتى يكمل عملية الحفر والطريف في الامر ان الحفر بدا منذ بداية النهر حيث الاتصال بالنهر الرئيس وهكذا حين تم الحفر انسحبت كل المياه من النهر صوب تلك الحفر وزاد من الطين بله واستمر العمل بالحفر اياما واياما والحمد لله بعد انقطاع الماء عادت المشاريع للعمل ولكن بعد ماذا ولماذا الم يكن الاولى التخطيط وتنظيم الامر بحيث يقع اختيار المشروع في المكان المناسب على ان يكون البعد الزمني للمشروع من اهم الابعاد وحغرافية المكان ومن هنا ننتقل الى حكاية اليوم في نظم الامر مسالة مجاري مياه الامطار وصل الامر بالمحافظات الى اغلاق المدارس وتعطيل الدوام الرسمي وهنالك شوارع فاضت وبيوت غرقت وناس شردوا وان كان على مستوى ضيق الا ان هنالك يوجد من هذه المظاهر ومن هنا ننطلق الى نظم الامر حين وضعت الخطة الرئيسة للمشاريع اقصد مشاريع المجاري وضعت وفق منظور ان الامطار في العراق هكذا مستواها لا تزيد عن هذه الكميات الساقطة ولهذا السبب لا نحتاج الى انبوب عريض نحتاج الى انبوب ذو النصف متر صدقوني نعم قطر الانبوب نصف متر على ان يربط بمضخات تسحب المياه ولكن تناسينا شيئا مهما ان هنالك الكثير الكثير من الجهل المنتشر بين الناس بحيث يرمي اجنحه الدجاج بعد تنظيفها في انابيب المجاري وهناك من يرمي نفايات الاكل بل ورايت من يرمي فضلات السمك وما شاكله وطبعا نصف متر قابلة للاغلاق بسرعة وطبعا كمية الاتربة التي سرعان ما تتحول الى طين بمجرد المطر وتجمعها في الانابيب وسرعان وسرعان وقفت مشاريع سحب مياه الامطار وفاضت الشوارع بسرعة وصار الناس يشكون ويشكون فمن نلوم المخطط الذي خطط ليوم او يومين مشروعه ولم يحسب حساب الزمن والتعداد السكاني المتزايد وطبيعة وجغرافية المنطقة اضافة الى كمية الاتربة النازلة على العراق سنوية ام نلوم هذا الجهل الذي جعل الانسان يلقي هكذا نفايات في انابيب سحب المياه ام والف ام تساؤل حقيقة يحتاج منا اجابة ولكن الضحية واحده هو الفقير المسكين الذي لا يملك بيتا يرتفع بضع سنتمرات عن الشارع ومع كل مطرة يصعد الى اعلى السطح ان كان لديه سطح لينام عليه مع اطفاله وعائلته ونكمل هل انتهينا لا الحمد لله وصلنا الى قصة 2013- 2014 وافق المسؤولون على ان شاء الله ممر ثاني لطريقنا مع كثرة الحوادث التي تسببت بموت العديد من الناس والابرياء ووصل الامر الى وقوع حادث تصادم سيارات يوميا وبمعدل حادث لكل يوم اما اصابة او وفيات اطفال نساء شباب شيوخ حدث ولا حرج اين الاشكال تم التوكل على الله وبدأ المشروع وبدات اعمال الدفن الترابي فاذا بالناس تفاجى ان الممر الاول ذو التبليط الجيد قد بدأت شركة اخرة بتبليطه صاح العالم والجاهل الصغير قبل الكبير كيف تبلطون هذا الممر وذاك الممر الترابي لم ينتهي لم يسمع احد من المسؤولين النداء ونكلم حكايتنا اكملوا تبليط الممر الاول وهو المبلط اصلا ممتاز ولكن مع هطول الامطار وكثيرة الاتربة من الممر الثاني والطين وانتقاله الى الممر الحديث التبليط ومعروف ان هذا الطين ان سحق عليه بسيارة ثقيلة جدا سوف يلصق بالشارع التصاقا قويا مما يسبب معرقلات او كما نسميها بالعراقي طسات وكثيرة هي طسات الطرق في العراق وفعلا ضاع مجهود ونقود الممر المبلط مع ضياع تبليطه وكثرة الطسات والاطيان والاتربة على هذا الطريق فالغريب ان من لا يقرا ولا يكتب من هو سائق لم يحصل على شهادة هندسة او تخطيط او ادارة من لم يكن مسؤولا في الاعمار او المشاريع اعترض وبين ووضح هذه الصورة والخلل فما بال المسؤول هنا السؤال عليكم بنظم امركم يا مسؤولين هلا سمعتم هذا من الامام علي سلام الله عليه وقبل ان توافق على مشروع استشر واقرا وتعلم واسال فعلامة العلم السؤال ولكن من الجاني الفساد ام الجهل لكم الحكم ونختم بك يا امير المؤمنين يا سيد الوصيين يا علي بن ابي طالب سلام الله عليك العدل اساس الملك والعدل ان نضع الشي في موضوعه الصحيح فلو وضعنا من هو اهل للتخطيط في موضع التخطيط هل كنا سنقع كما وقعنا اليوم حميد الغانم |
أبو عادل شهد له الجميع بطيبته وابوته ليس فقط لاولاده واقاربه بل لكل من كان معه في الحي شخص بسيط فقير عمره وصل الستين له ولد اعدمه صدام الطاغية اللعين وكثير من هم اعدمهم صدام اللعين بيته بيت متواضع وكما نسميه هنا نازل عن الشارع بمعنى ان مستواه ارض البيت اقل بكثير من الشارع وهذا يسبب مشكلة غرق البيت بالمياه وقت المطر وهي مشكله طالما يعاني منها شتاءا خصوصا في السنوات الاخيرة ومع فقره وهمه على فقد ولده وكان ان غاب مؤذن الجامع في حيهم كان هو يؤذن بدلا عنه مرحا يفرح من حوله وشباب الحي يحبونه هذا الرجل كان كبيرا في العمر الا انه يسير مسافة اربعمائة كيلو متر من بيته الى الامام الحسين كل سنة نعم سار هذه المسافة على قدميه خمس سنوات متتاليات مسافة جد طويله مرهقة متعبة تورم القدمين لها مع ما يحصل من اذى كبير وكبير وتعب وخصوصا لمن بلغ الستين من العمر يقول لي احدهم ممن سار معه من حيهم الى كربلاء سيرا على الاقدام او كما نسميهم المشاية يقول كنا شبابا اقوياء الا ان هذا الرجل كان يسير اقوى منا واسرع منا وكنا لا نستطيع اللحاق به وكثيرا ما كان يبطؤ من سيره كي نتمكن من اللحاق به نعم هذا الجهد الجهيد الذي يبذله مع كبر عمره يقول صاحبي الذي يروي الحكاية يقول كان اولنا نهوضا صباحا يصلي صلاة الليل وكان يفرحنا ويسرنا طوال الطريق مداراة لنا من التعب والعناء يمرح مع هذا ويمرح مع ذاك وكانوا ستى اشخاص اخذوا الطريق سوية وتمر الايام وابو عادل مع اصحابه مستمرون بالمسير ومنهم من تاذى وتورمت قدمه فكان يتاخر بالمسير وابو عادل يسير معه يشجعه يقويه ويعينه احيانا ومنهم من حمل اغراضه ابو عادل بعد ان تعب ومنهم ومنهم وحكينا ان ابو عادل رجل فقير وكان يحمل دشداشة واحدة وتشاء الاقدار ان ذات ليلة يكون مبيته هو واصحابة المشاية في احد البيوتات الا ان هذا البيت له حمام ومغاسل مائلة الارضية قليلا اجلكم الله هكذا هو التواليت ايضا وابو عادل قلنا رجل كبير بالعمر فما كان منه الا هذه الليلة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ان جلس في المرافق الصحية وبسبب قلنا ميلان ارضية المرافق الصحية وقع الى الخلف وتنجست ملابسه لم يعلم احد بهذا لان الجميع نيام ذهب الرجل اقصد ابو عادل وشغل الغساله وشطف ملابسه التي لم يكن يملك غيرها في حينها وسبح بماء بارد نعم كان الوقت شتاءا باردا في النهار فما بالك بمنتصف الليل كيف يكون البرد وما بالك برجل يبلغ الستين من العمر ويسبح بماء بارد في ذاك الوقت اي ارادة قوية عند هذا الرجل اي حب للحسين يحمله واي حياء يملكه الذي جعله لا يوقظ اصحاب البيت ليحموا له الماء ليغسل ملابسه واي صبر صبر هذا الرجل وما انتبه اصحابه الا والرجل يرتجف في فراشه من البرد وقال صاحبي شخينا عليه ان يتمرض وهو بهذا العمر حقيقة خفنا عليه الحمد لله جلسنا صباحا وهو بصحة جيدة وكان يرتدي ملابس احد اصحابه الذين يسيرون معه ولكن والوقت شتاء لم تيبس دشداشة الرجل لم تيبس لان الوقت شتاءا وليلا وكان الرجل الكبير له هيبته ووقاره فلم يقبل ان يسير بملابس النوم التي اخذها من زميله في المسير عرض اصحابه عليه الملابس الا انه ارتدى دشداشته المبلله ووضع فوقها عباءته ولف نفسه وقالها بصمت لا بصوت هيا انطلقوا معي الى الحسين لنسير فما نعانيه الان من برد وجوع وتعب وعناء والم لا ياتي ذرة في بحر جود الحسين وما تحمله من اجلنا من اجل طيب اخلاقنا ونعم سار الرجل وملابسه المبلله وكما نقول بقمة الشتاء وبرودته ويقول صاحبي خفنا عليه اكثر واكثر واستمر الرجل بالمسير والمسير والمسير حتى وصل الى كربلاء الحسين وهي المرة الخامسة التي يسير بها من بيته الذي يبعد اربعمائة كيلو متر او اكثر عن كربلاء الحسين واليوم ضعف هذا الرجل وما عادته اقدامه تعينه على حمله وضعف كثيرا الا انه استمر بالمسير من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة قائلا لاخر سنة من عمري سابق سائرا لك ياحسين وانادي يا حسين لبيك يا حسين -------------- اي وفاء يملكه هذا الرجل اي صبر يملكه هذا الرجل اي قوة يملكه هذا الرجل اي حب يملكه هذا الرجل اي ارادة يملكه هذا الرجل مع ضعفه وكبر سنه الا ان هدفه الوصول الى الحسين رغم كل الامه لنتغلب على صعوبة الطريق الى اهدافنا بارادتنا وحبنا للخير اللهم صلي على محمد وال محمد حميد الغانم |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 07:20 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025