(( صور للتوسل ))

صورة ثالثة :
في زمن مضى كان الترحال بوسائل وطرق بدائية
خرج حمد وحيداً الى مزرعته التي تبعد مسيرة ثلاث أيام بلياليها
لتفقد حال مزرعته التي وكل أمر سقيها على الله سبحانه
بواسطة المطر او بما يعرف بالديم
وأثناء مسيرته الشاقه رافقه الوسواس عن يمينه وعن يساره ومن كل جوانبه
و هو ينطلق في ليل بهيم وحده ،
خُيِّل إليه أن كل المَرَدة وقبيلة إبليس تعدو في أثره وتجتهد في طلبه ،
وعندما وصلت روح وساوسه حلقوم صبره وتشبثتْ بتلابيبه ،
ظل يردد أسم المولى ويقرأ ما يحفظ من الآيات ،
ويتوسل بأنبياء الله ورسله وبمحمد المصطفى وأهل بيته الطاهرين
طلبا للنصرة على وساوس الشيطان وما يخيل اليه
حتى هدأ روعه فتصبب عرقاً بارداً ،
وأحس بروحه وكأنها خرقة بالية كانت قد إعتراها التراب ،
فأنزاح عنها الركام وتطاير غباره.

((يتبع))

(( صور للتوسل ))

((خاتمة البحث))

يقيناً أن سلاح المؤمن هو الدعاء والتوسل ،
الذي يخرج من خفايا الروح ،
عندما تدك جحافل الخوف
أو تدوس على النفوس
المضعضعة عساكر الوسواس ،
ليظهر هذا السلاح وقت الشدائد والمحن
ليقف بوجه كل المخاوف
ويبدد كل الوساوس
لتطمئن النفس ويهدأ الروع .
ولكن سرعان ما ينسى الإنسان
هذا السلاح
في غمرة تقلبات الحياة ،
وشدة مصائب الزمان
وتأرجح الأفعال بين الخير والشر.
ثم يغفر الله لهذا الطين الملطخ بالذنوب،
والصلصال المعجون بالخطايا والنسيان
والحمأ المسنون الذي مصيره بين كلمتي
( كُن فيكون ).

((أنتهى))