رغم دوران الارض حول نفسها يومياً ,,, إلا إنني أشعر بحنين يجرفني الى الجانب الاخر منها على مدار الساعة |
أني أقرأ عقولهم يا صديقي كما أقرأ كتاباً أحفظ فيه كل جملة و فاصلة و ما بعد نهايات الاسطر .. |
تلكْ الأشياءْ المُختبئة ..
في جوف الصدرّ .. تكاد تنتزعُ الروح مِنـي .. رُحماك ياربْ .. ! |
حتماً ستكون معي عندما أطأ السحاب غداً ,, فليس من أحد غيرك يستحق |
يتقاطر الدمْ من وريدي ..
يسقط من سفح هاوية الحنين .. إلى هُناك .. حيث الغياب .. والفقدّ .. ! |
بينما كانت السيارة تنزلق بنا على سفح وادٍ عميق ,, في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقد غلف الظلام الدامس كل أركان المكان المهجور من حولنا و الخالي من أية أشارة لوجود الحياة على مدى دائرة محيطها عشرات الاميال ,, التصقت فراشة ليل كبيرة على زجاج السيارة الامامي و كأنها ترتمي على كنفٍ دافئ يحميها من البرد القارس ,, فما كان من السائق الا أن يتمتم بلهجته المبهمة " سبحان الله أنه قدرها الذي ساقها الينا وسط كل هذا الظلام باحثة عن النور " .. فأجبته و أنا أحدق في عالم السواد اللامتناهي المُطبِق على كل ماحولي " بل لربما هو قدري الذي ساقني في طريقها " |
نتعلقُ بأوهام ..
ونخاف من شوارع مهترئة .. قدّ تلوكْ خُطانا .. ! |
أتدري إن استمر هذا الزحام المريب طويلاً ,, سوف الملم كل أوراق الخريف و أرحل الى حيث الجانب الاخر من اللامكان ,, عندها فقط سوف تشعر أن الوحدة أقسى من أن تصلب واقفاً ,, فمشكلتي يا صاحبي أنني لا أحب رياح الخريف إذا ما أكتنزت غباراً من هنا وهناك و جاءت به الى حديقة بيتي ,, و لا تؤنسني أبداً تراكمات الكائنات الضارة حول أوراق البنفسج ,, و لا تريحني أصوات الباعة المتجولين في الباب الشرقي المتكالبين على نهش وجوه المارة ليعرضوا بضائعهم المعتقة حد التخمر .. |
لربما خطأ مني ,, لست من عشاق الزحام حتى على الاضرحة المقدسة ,, و لطالما أديت الزيارة من بعيد كي لا أزاحم أحداً |
كن معي دوما كما وعدتني ,, ليولد الصباح من جديد ,, و لنرسم خطانا على الدرب الطويل دون خوف من أن يمحيها الغرباء |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 09:30 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024