بارك الله فيك أختي ... و ان كنت اشعر بأنّك لم تفهمي قصدي جيدا ... لكنّي اتوسّم فيك الحيادية في بحثك ... و حتى ان لم يحصل ما اتمنى سأحترم قرارك ... على كلّ سأحاول العودة بأقرب فرصة للرد و التواصل معك ... دمتي في رعاية الله عزيزتي ....
أخي عبد مشكور لكل ما تقدمه و كما قلت لك دائما فأنا أستفيد من حواركما ... جعل الله كل حرف كتبته في موازين حسناتك ... |
الروايات التي تنص على كل إمام بشخصه بعد أن ذكرنا الروايات التي تذكر أسماء الأئمة الطاهرين، نعود ونذكر الروايات الخاصة التي تنص على كل إمام بشخصه، وهي قد تذكر الإمام باسمه وأُخرى بالقرينة والصفة، فإن بعض الروايات تعتمد على ذكر أمر، ذلك الأمر يلازم كونه إماماً كما سيأتي في وصية الإمام الباقر لابنه الصادق (ع) أن يغسله ويجهزه ويكفنه، فإن هذا من النص عليه، لما ثبت عندنا من النصوص والإجماع على أن الإمام لا يتولى تجهيزه إلا إمام مثله عند حضوره، وقد لا ينتبه لمثل هذه الإشارات إلا من كان على مستوى من الإحاطة بتعابير الأئمة، كما نرى أن هشاماً بن الحكم عندما سمع من علي بن يقطين قول الكاظم أن علياً الرضا سيد ولده وأنه قد نحله كنيته، فقد استنتج هشام من ذلك أنه نص عليه بالإمامة من بعده، ومثل ان يعطيه السلاح والكتب، وهكذا ما يرافق إمامتهم من الكرامات مثلما حصل في قضية شهادة الحجر الأسود لعلي بن الحسين بالإمامة في مناقشة محمد بن الحنفية إياه، كما ورد في رواية صحيحة رواها الكليني في الكافي(1)، فإنه بعدما احتج السجاد عليه لأن سلاح رسول الله عنده وأن الحسين قد أوصى إليه دعاه للحجر الأسود ليحتكما إليه فتكلم محمد فلم يحصل على شيء ثم تكلم علي بن الحسين فنطق الحجر بقدرة اللّه (أن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي إلى علي بن الحسين) فانصرف محمد بعد ذلك وهو مؤمن بإمامة علي بن الحسين (ع). وحيث أننا قد ذكرنا في القسم الثاني من الروايات ما ينص على إمامة الأئمة من الإمام أميرالمؤمنين إلى الإمام محمد بن علي الباقر (ع)، فسنتعرض هنا لذكر النصوص في إمامة الأئمة بدئاً من الإمام الصادق، وسنكتفي بنص واحد بالنسبة لكل إمام، وسنذكر نصوصاً متعددة لخاتم الأوصياء والأئمة صاحب الزمان عجل اللّه تعالى فرجه الشريف. جعفر بن محمد الصادق (ع) فمن ما ورد من النص على إمامة جعفر بن محمد الصادق (ع)، الرواية الصحيحة التي نقلها الكليني رحمه اللّه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن عبدالأعلى عن أبي عبداللّه الصادق (ع): «إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهوداً فدعوت له أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبداللّه بن عمر، فقال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب بنيه «يا بُنَيَّ إنَّ اللّهَ اصطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنتُم مُّسلمُونَ»(2) وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة وأن يعممه بعمامته وأن يربع قبره ويرفعه مقدار أربع أصابع وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم اللّه. فقلت له: يا أبت ـ بعدما انصرفوا ـ ما كان في هذا بأن تشهد عليه؟ فقال: يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجّة»(3). وهذا كما تقدم بضميمة ما دلت عليه النصوص، وقام عليه الإجماع أن الإمام عندنا لا يولّى تجهيزه إلا إمام مثله إذا كان حاضراً، وأن والوصية هي من علائم الإمامة ينتج ذلك النص على إمامة الصادق (ع). موسى بن جعفر (ع) ومما ورد في النص على إمامة الإمام موسى بن جعفر (ع)، الصحيحة التي رواها في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن صفوان الجمّال عن أبي عبداللّه، قال له منصور بن حازم: بأبي أنت وأُمي إن الأنفس يغدا عليها ويراح فإذا كان ذلك فمن؟ فقال أبو عبداللّه: «إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن الأيمن ـ فيما أعلم ـ وهو يومئذ خماسي وعبداللّه بن جعفر جالس معنا»(4). علي بن موسى الرضا (ع) ومن النص على إمامة الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، ما ورد في الصحيح عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: «كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد، فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح جالساً فدخل عليه ابنه علي فقال لي: يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي! أما إني قد نحلته كنيتي، فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثم قال: ويحك! كيف قلت؟ فقال علي بن يقطين: سمعت واللّه منه كما قلت. فقال هشام: أخبرك أن الأمر فيه من بعده»(5). فأنت عزيزي القارئ: ترى هنا أن هشاماً بن الحكم لما كان متبحراً في العقائد، وعارفاً بإشارات الأئمة في ما يرتبط بموضوع الإمامة، والصفات التي لابد من توفرها في الإمام، فإنه بمجرد أن سمع تلك الكلمات وضمها إلى الكبريات الموجودة في ذهنه المرتبطة بموضوع الإمامة، فقد انتقل فوراً إلى معنى نص الإمام الكاظم على الرضا (ع)، وإن كانمثل علي بن يقطين على جلالته ربما لم يتوجه إلى ذلك المعنى بنفس السرعة. محمد بن علي الجواد (ع) ومن النص على إمامة محمد بن علي الجواد (ع)، الصحيحة التي نقلها في الكافي أيضاً عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد، قال: سمعت الرضا (ع)، وذكر شيئاً فقال: «ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبو جعفر أجلسته مجلسي وصيرته مكاني. وقال: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة»(6). علي بن محمد الهادي (ع) ومن الروايات التي تنص على إمامة الإمام علي بن محمد الهادي (ع)، ما رواه صحيحاً في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال: «لما خرج من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأُولى من خرجيته، قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى من الأمر من بعدك؟ فكرّ إلي بوجهه ضاحكاً: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة، فلما خرج به الثانية إلى المعتصم، صرت إليه، فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فإلى من الأمر من بعدك؟ فبكى حتى اخضلّت لحيته ثم التفت إلي فقال: عند هذه يخاف علي، الأمر من بعدي إلى ابن علي»(7). الحسن بن علي العسكري (ع) وقد وردت روايات مصرحة بإمامة الإمام الحسن بن علي العسكري (ع)، منها ما رواه في الكافي عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن يحيى بن يسار القنبري، قال: «أوصى أبو الحسن إلى ابنه الحسن قبل مضيه بأربعة أشهر وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي»(8). الحجة بن الحسن العسكري صاحب الزمان عجّل اللّه فرجه الشريف وأما الروايات الواردة في إمامة الإمام الحجة بن الحسن العسكري صاحب الزمان عجل اللّه فرجه الشريف، وفي صفاته وعلامات ظهوره، وما يرتبط بخريطة تحركه بعد الظهور، وأنصاره، فهي كثيرة جداً، حتى لقد أُلفت كتب ومجلدات خاصة في هذا الأمر، وحيث أن بناءنا هو على الاختصار في هذه الرسالة كما ذكرنا في البداية، فسوف نذكر عدة مع عناوينها: في النص عليه صلوات اللّه عليه: ما رواه الصدوق عن محمد بن علي بن ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري قالوا: «عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (»(9)ع). في أن الإيمان بالأئمة كل لا يتجزأ وأن الاعتراف بهم من دون الإمام الحجة لا يساوي شيئاً وهو كإنكار أميرالمؤمنين (ع): ما نقله في كفاية الأثر عن الحسن بن علي عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبدالله عن موسى بن جعفر البغدادي قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري (ع) يقول: «كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ألا إن المقر بالأئمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن أقر بجميع الأنبياء والرسل ثم أنكر نبوة رسول اللّه (ص)، لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوّلنا، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه اللّه»(10). وروى الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبداللّه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبداللّه (ع) أنّه قال في قول اللّه عز وجل «يَومَ يَأتى بَعضُ آيات رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفساً إيمَانُها لَم تَكُن آمَنَت من قَبلُ»(11) فقال (ع): «الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة القائم (عج) فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه (ع)»(12). في أنه أشبه الناس برسول اللّه، وله اسمه وكنيته: ما رواه الصدوق في كمال الدين عن أبيه ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى المتوكل، عن سعد بن عبداللّه وعبدالله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار جميعاً، عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبداللّه البرقي ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب جميعاً، عن أبي علي الحسن بن محبوب السراد عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد (ع) عن آبائه قال: «قال رسول اللّه (ص): المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس خلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(13). في أن من الابتلاء للخلق في زمان غيبته أن يشك البعض في ولادته: ما رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبداللّه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى الكلابي عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبداللّه (ع) يقول: «إن للقائم غيبة قبل أن يقوم. قلت له: ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه، ثم قال: يا زرارة هو المنتظر وهو الذي يشك الناس في ولادته منهم من يقول هو حمل ومنهم من يقول هو غائب، ومنهم من يقول ما ولد ومنهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، غير أن اللّه تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون»(14). ما ورد من النص على أنه قد ولد، وأنه عجل اللّه فرجه يحضر موسم الحج فيعاين الخلق، وقد رآه ـ من جملة من رآه ـ نائبه الخاص (في الغيبة الصغرى) محمد بن عثمان العمري في الموسم متعلقاً بأستار الكعبة. وأهمية مثل هذا النص أنه يؤكد ليس فقط ولادته بل اتصاله بالخلق، وذلك أن قضية المهدي عجل اللّه فرجه قضية اتفاقية بين المسلمين جميعاً لما ورد من النصوص المتواترة عن النبي (ص)، ولكن الخلاف بينهم هو في أنّه هل أنه سيولد في آخر الزمان كما يدعي غير الشيعة؟ أو أنه ولد وأن أباه هو الحسن بن علي العسكري وأنه غائب عن الأنظار بعدما نص عليه أبوه (ع) ورآه خلّص شيعته كما تقدّم في النص الدال على إمامته، وأن له غيبتين: صغرى كان يمارس فيها توجيه العباد عن طريق سفرائه الأربعة الخاصين، وأنه سيظهر عندما يأذن اللّه له كما هو الحق وبه يقول شيعة أهل البيت (ع)؟ فقد روى الشيخ الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن عبدالله بن جعفر الحميري أنه قال: سألت محمد بن عثمان العمري رضي اللّه عنه، فقلت له: رأيت صاحب هذا الأمر؟ قال: «نعم، وآخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام، وهو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني. قال محمد بن عثمان رضي اللّه عنه وأرضاه: ورأيته صلوات اللّه عليه متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: اللهمّ انتقم لي من أعدائك»(15). (1) الكافي 1 / 348. (2) سورة البقرة / 132. (3) الكافي 1 / 307. (4) الكافي 1 / 309. (5) الكافي 1 / 311. (6) الكافي 1 / 320. (7) الكافي 1 / 323. (8) الكافي 1 / 325. (9) كمال الدين 2 / 435. (10) كمال الدين ص291. (11) سورة الأنعام / 158. (12) كمال الدين 2 / 336. (13) كمال الدين 1 / 287. (14) كمال الدين ص1 / 342. (15) الفقيه 2 / 306. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد اخ عبد محمد بارك الله فيك وجزاك كل خير لما قدمته لي من ادله لكن لدي سؤال يوجد حديث للرسول عند اهل السنه بان المهدي اسمه كاسم رسول الله (ص) واسم امه كاسم ام الرسول وابوه كذلك اي يكون محمد بن عبد الله والسنه تعلم انه من نسل فاطمة عليها السلام فما صحة هذا ؟؟؟؟ |
اقتباس:
|
موفقين .. << متابعه .. |
اقتباس:
وعليكم السلام وبارك الله فيك أخت روح فلسطين نعم أهل السنة يعتقدون هذا قي بعض رواياتهم حلافا للشيعة فظهور المهدي المنتظر عجل الله فرجه وارد ومتفق عليه من قبل جميع المسلمين غير أن الخلاف في الآتي: الشيعة تعتقد بولادته وبقائه حيا إلى هذا اليوم السنة تنفي ذلك الشيعة ترى أنه من ولد الإمام الحسبت ع السنة ترى أنه من ولد الإمام الحسن ع اشعة ترى أن أبوه الإمام الحسن العسكري ع الإمام الحادي عشر لأئمة الشيعة السنة تقول والده عبد الله ولا تعرف من هو عبد الله ويتفقا على إسمه ويختلفا في إسم أمه روايات ولادة المهدي جملة من علماء أهل السنة الذين ذكروا ولادة المهدي (ع) في كتبهم عدد الرواة : ( 70 ) - الذهبي - العبر في خبر من غبر - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 31 ).- الذهبي - تاريخ دول الإسلام - الجزء : ( 19 ) - رقم الصفحة : ( 113 ) - ترجمة الإمام الحسن العسكري ( ع ). - الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 119 ) - رقم الترجمة : ( 60 ). - السبط إبن الجوزي - تذكرة الخواص - رقم الصفحة : ( 204 ) - طبعة طهران. - الفخر الرازي الشافعي - الشجرة المباركة في أنساب الطالبية - رقم الصفحة : ( 78 / 79 ). - القندوزي الحنفي - ينابيع المودة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 306 ). - البيهقي الشافعي - شعب الإيمان / على ما في منتخب الأثر - رقم الصفحة ( 324 ). - الحافظ جلال الدين السيوطي - إحياء الميت. - الحافظ أبو نعيم - البيان في آخبار آخر الزمان. - الحافظ أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس - الأربعين / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 27 ). - السالك عبدالرحمن با علوي ( مفتي الديار الحضرمية ) - بغية المسترشدين - رقم الصفحة : ( 296 ) - طبعة مصر. - العارف شمس الدين التبريزي - على ما جاء في المصدر السابق. - المولوي علي أكبر أسد الله المرودي - المكاشفات / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 46 ). - الفاضل البارع عبد الله بن محمد المطيري - الرياض الزاهرة / على ما في منتخب الأثر - رقم الصفحة ( 336 ). - العالم الكامل السيد علي بن شهاب الدين الهمداني - مودة القربى / المودة العاشرة / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 60 ). - الناصر لدين الله المستضئ بنور الله ، وكذا في الخشب الذي جعله في داخل الصفة / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 42 ). - القاضي المحقق بهلول بهجت أفندي - تاريخ آل محمد - رقم الصفحة ( 198 ) ط طهران. - القاضي روزبهان - إبطال نهج الحق. - السيد أبو الحسن اليماني الصنعاني - روضة الألباب لمعرفة الأنساب - رقم الصفحة : ( 105 ). - السيد عطاء الله الدشتكي - روضة الأحباب / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 31 ). - السيد عباس بن علي المكي - نزهة الجليس - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 128 ) - طبعة القاهرة. - السيد نعمة الله الولي - على ما جاء في المصدر السابق. - السيد النسيمي وغيره - على ما جاء في المصدر السابق. - الشيخ العارف سعد الدين المؤيد الجويني - حالات المهدي وصفاته / في مرآة الأسرار / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 53 ). - الشيخ العارف عامر بن عامر البصري - قصيدة ذات الأنوار / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 55 ). - الشيخ الكبير العالم بأسرار الحروف صلاح الدين الصفدي - شرح الدائرة / على ما في ينابيع المودة - الجزء ( 3 ) - رقم الصفحة ( 139 ). - الشيخ أحمد الجامي النامقي - على ما جاء في المصدر السابق. - الشيخ نجم الدين الشافعي - منال الطالب - مخطوط. - إبن صباغ المالكي - الفصول المهمة - رقم الصفحة : ( 274 ) - طبعة الغري. - إبن حجر الهيثمي - الصواعق المحرقة - رقم الصفحة : ( 124 ) - طبعة مصر. - إبن الأثير - الكامل في التاريخ - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 274 ) - في حوادث سنة 260. - إبن خلكان - وفيات الأعيان - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 176 ) - طبعة بولاق بمصر. - إبن الوردي - تاريخ إبن الوردي - في ذيل تتمة المختصر. - أبو نصر بن داود البخاري - سر السلسلة العلوية - رقم الصفحة : ( 39 ). - أبو المجد عبد الحق الدهلوي البخاري - رسالته / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 30 ). - العلامة كمال الدين الشامي الشافعي - مطالب السؤول - رقم الصفحة : ( 89 ) - طبعة طهران. - العلامة المولوي الهندي - وسيلة النجاة - رقم الصفحة : ( 420 ) - طبعة مطبعة كلشن فيض في لكنهو. - العلامة عثمان العثماني - تاريخ الإسلام والرجال - رقم الصفحة : ( 370 ) - مخطوط. - العلامة الحمداوي - مشارق الأنوار - رقم الصفحة : ( 153 ) - طبعة مصر. - العلامة الشبلنجي - نور الأبصار - رقم الصفحة : ( 168 ) - طبعة الشعبية. - العلامة عبدالله الشبراوي الشافعي - الإتحاف بحب الأشراف - رقم الصفحة : ( 68 ) - طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر. - العارف عبدالرحمن ( من مشايخ الصوفية ) - مرآة الأسرار - رقم الصفحة : ( 31 ). - العارف الشهير الشيخ فريد الدين العطار - مظهر الصفات. - العلامة الأبياري - جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي - رقم الصفحة : ( 207 ) - طبعة مصر. - العلامة البدخشي - مفتاح النجا - رقم الصفحة : ( 189 ) - مخطوط. - العلامة شيخ الإسلام أبو المعالي محمد سراج الدين - صحاح الأخبار - رقم الصفحة ( 56 ) ط بومباي. - العلامة محيي الدين بن العربي - الفتوحات. - العلامة محمد بن يوسف الزرندي - معراج الوصول / على ما في منتخب الأثر - رقم الصفحة ( 337 ). - العلامة الحسن بن همدان الحضيني - الهداية / على ما في منتخب الأثر - رقم الصفحة ( 338 ). - العلامة الشيخ أحمد الفاروقي النقشبندي - المكاتب - الجزء ( 3 ) - رقم الصفحة ( 123 ). - العلامة أبو الوليد محمد بن سختة الحنفي - روضة الناظر - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 294 ) ، على ما في منتخب الأثر. - العلامة الميبدي - شرح الديوان - رقم الصفحة ( 123 ) ، الطبعة القديمة. - العلامة أمير خواند - روضة الصفا - الجزء ( 3 ) . - العلامة محمد بن العلي الجويني - تاريخ المنصوري - مخطوط. - العلامة محمد بن العلي الجويني - تاريخ المنصوري / مخطوط. - العلامة نصر بن علي الجهضمي - على ما في النجم الثاقب - رقم الصفحة ( 18 ). - أحمد القرماني الحنفي - أخبار الدول وآثار الأول - الفصل : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 353 / 354 ). - جلال الدين الرومي - على ما جاء في المصدر السابق. - جمال الدين الحسيني المعروف ( بإبن عنبه ) - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب - رقم الصفحة : ( 199 ). - خير الدين الزركلي - الأعلام - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 80 ) - ترجمة الإمام المهدي ( ع ). - سراج الدين الرفاعي ثم المخزومي - صحاح الأخبار - رقم الصفحة : ( 55 ) - طبعة بومباي 1306. - شمس الدين بن طولون الدمشقي - الشذرات الذهبية - رقم الصفحة : ( 117 ) - طبعة بيروت. - شمس الدين بن عمر الهندي المعروف بملك العلماء - هداية السعداء / على ما في كشف الأستار - رقم الصفحة ( 37 ). - عبدالوهاب الشعراني - اليواقيت والجواهر - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 143 ). - علي بن محمد العلوي - المجدي في أنساب الطالبيين - رقم الصفحة : ( 130 ). - محمد خواجة باساري البخاري - فصل الخطاب على ما في ينابيع المودة - رقم الصفحة : ( 387 ) - طبعة إسلامبول. - محمد أمين السويدي - سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب - رقم الصفحة : ( 366 ) - طبعة دار الكتب العلمية بيروت. - محمد الكنجي الشافعي - كفاية الطالب - رقم الصفحة : ( 458 ) - طبعة الغري. - محمد ويس الحيدري السوري - الدرر البهية في أنساب الحيدرية والأويسية - رقم الصفحة : ( 130 ). - نور الدين الدشتي الحنفي - شواهد النبوة - رقم الصفحة : ( 21 ) - طبعة بغداد. من أهل السنة من قالوا بولادة المهدي (ع) توجد عدد : ( 40 ) من الروايات أكتفي بواحدة الذهبي- العبر في خبر من غبر - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 31 ) - وفيها [ أي : في سنة 256 ه ] ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني ، أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة ، وتلقبه بالمهدي ، والمنتظر ، وتلقبه بصاحب الزمان ، وهو خاتمة الاثني عشر . وهذا الإختلاف لا يغير من الجوهر شيء فخروج المهدي عجل الله فرجه وارد وإن إختلفت التسميات وغيرها |
نعم اخ عبد محمد
اعلم ما تعتقدة الشيعة وما تعتقدة السنه لكن احببت التاكد ان كان ذلك الحديث صحيح ام لا فيبقى من ضمن روايات السنه المخالفه للشيعه علما اني قرات روايات السنه المتعلقة به وبانه سيولد اما الشيعه تنتظر خروجه من حيث اختفى من السرداب ومن يعتقد بانه كيف له ان يبقى كل تلك السنين ولم يمت فيكون الرد متل قصة اصحاب الكهف بانهم عاشو سنين وهم على حالهم ويبقى سؤالي هنا المهدي عليه السلام اختفى بالسرداب وهو باي عمر؟ وعندما يخرج باي عمر سيكون هل سيكون شيخا ام شابا ؟كما ورد عن الرسول (ص)بانه سيكون شاب وهنا اريد ان اسال يقال عند الشيعة بان هناك صيحه قبل خروج المهدي ما صحة ذلك وما هي تلك الصيحة وهل عندما يخرج المهدي ع سيكون معه شي من اثر الرسولصلى الله عليه واله ليدل عليه ويعرففونه الناس ام انه هو من سيعلمهم بذلك؟ وسؤال ايضا هل صحيح كما تقول السنه في احاديثها عن رسول الله (ص) بان الله سيصلح قلبه في ليلة؟؟ لما تختلف روايات السنه والشيعة عن المهدي ع مع ان الايمان بوجوده ميقن من كليهما؟؟ |
قضية أختفاء الإمام المهدي بالسرداب قضية مفبركة
حيث فيها سوء فهم فالإمام المهدي عجل الله قرجه الشريف إختفى من السرداب لا في السرداب وذلك عندما تم الهجوم عليه لإعتقاله ما هي علاقة سرداب الغيبة بالامام المهدي ( عليه السلام ) ؟ الاجابة للشيخ صالح الكرباسي يتصور البعض خطأً بأن الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه ) يعيش داخل سِرداب [1] في مدينة سامراء الواقعة في العراق . لكن الحقيقة هي أن علاقة السرداب المذكور بقضية الإمام المهدي ( عليه السلام ) و غيبته جاءت نتيجةً لإحدى المحاولات الفاشلة لإغتيال الإمام المهدي ( عليه السلام ) في زمن أحد الحكام العباسيين و هو المعتضد . أما قصة هذه المحاولة فهي كالتالي : أمر المعتضد العباسي بإعتقال الإمام المهدي ( عليه السلام ) فهجمت مفرزة عسكرية على دار الإمام و إقتحم الجنود الدار لتنفيذ أوامر المعتضد ، و لدى دخولهم الدار كان صوت الإمام ( عليه السلام ) منبعثاً من السرداب و هو يتلو القرآن الكريم ، فسمعوا صوته و توجهوا الى السرداب . فأمر أمير العسكر بتطويق مدخل السرداب و أطرافه ، و أمر جنده بالإنتظار ريثما يطلب من قيادته ارسال عدد أكبر من الجنود حتى يتسنى له إقتحام السرداب و القبض على الإمام ، لكن الإمام ( عليه السلام ) خرج من السرداب و مرَّ عليهم و لم يعترضه أحد من الجنود ، فلما غاب الإمام أمر أمير الجند بالنزول الى السرداب . فقال بعض الجنود : أليس هو مرَّ عليك ؟ قال : ما رأيت ! و لِمَ تركتموه ؟ قالوا : إنا حسبنا أنك تراه . و هكذا مكَّنَ اللهُ الإمام المهدي ( عليه السلام ) من الخروج من السرداب رغم محاصرته . [1] السِردابُ بناءُ تحت الأرض يستخدمه الناس في المناطق الحارة في الساعات الحارة من فصل الصيف . هذا ارابط مفيد حول سؤالك C:\********s and Settings\CompuNet\Desktop\Aqaed171.html |
((الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر عليه السلام حقيقة ثابته)). نسبه الشريف : هو الإمام الثاني عشر من أئمة الشيعة الأثنى عشرية - اعزهم الله تعالى وأيدهم بنصره ، وخذل اعدائهم - الطاهرين ، وخاتم المعصومين المرضيين ، أمل المظلومين من البشر والخلف الحي المنتظر ، ولي العصر وحجة الدهر ، الإمام المفدى صاحب العصر والزمان ، سيف الله المسلول وفلذة كبد البتول (ع) شريك القرآن ، ومنتظر أهل الإيمان ، أرواح العالمين فداه ، عجل الله تعالى له ولنا فرجه ، وبلغه مناه ، الإمام محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب سلام الله تعالى عليهم أجمعين . فنسبه الشريف لأبيه هو نسب آبائه الأطهار الذين عرفتهم . بدءاً بأبيه الإمام الحسن العسكري (ع) ، وانتهاءً - صعودا- إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم الصلاة السلام ، وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله . أما أمه الجليلة فهي أم ولد يقال لها " نرجس " ، وقيل بل هذا اسمها في الإسلام ، وهو في الأصل "مليكة" ، وهي بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم ، وهي من ولد الحواريين ، تنسب إلى وصي المسيح (ع) " شمعون " واحد أبرز حوارييه . وقد حدثت أنها رأت في المنام محمدأ (ص) نبي المسلمين يخطبها من المسيح (ع) ووصيه شمعون (رض) لولده الإمام الحسن العسكري (ع) ووافق شمعون ووافقت هي . وقد تعلق قلبها بالإمام (ع) بعد هذا المنام وهي ببلاد الروم ، وهو (ع) في سامراء ، إلى أن شاء الله تعالى أن يوجه أبوها جيشاً إلى العراق لمحاربة المسلمين ، وأن تكون هي في ذلك الجيش متنكرة فيه بزي الخدم ، وأن تقع في الأسر ، وتكون في غنيمة شيخ من المسلمين عرضها للبيع ، ولكنها كانت تمتنع عن الظهور لتُعرض للبيع ، وترفض أن يلمسها أو يمسها أحد من الراغبين في الشراء ، رغم كثرة الراغبين لشراءها لِما رأوا فيها من العفة والحياء . وقد وجه الإمام الهادي (ع) ، أحد خاصته من سامراء إلى بغداد مع كتاب منه (ع) باللغة الرومية ، وأوصاه بتسليمها إياه بعد أن وصف للرسول المكان والشيخ البائع والأسيرة الجليلة ، وحمّله مائتين وعشرين ديناراً ، ليدفعها ثمناً لها . فلما ناولها الكتاب بلغتها الرومية بكت نرجس وهددت الشيخ بان تقتل نفسها إن لم يبعها لصاحب الكتاب ، فساوم الرسول الشيخ البائع ، حتى توقف عند الثمن الذي أرسله الإمام الهادي (ع) فدفعه إليه ، ونقلها بتجليل واحترام إلى سامراء . فلما دخلت على الإمام الهادي (ع) رحب بها كثيراً ، ثم بشرها بولد يولد لها من ابنه ابي محمد العسكري (ع) يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، ثم أودعها عند أخته " حكيمه " بنت الإمام الجواد (ع) لتُعلمها الفرائض والأحكام ، فبقيت عندها أياماً ، وهبها الإمام الهادي (ع) بعدها ابنه الإمام الحسن العسكري (ع) فتزوجها الإمام (ع) ولما دخل بها حملت بالحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف . مولده الشريف عليه السلام : ولد الحجة المهدي (عج) في " سر من رأى " أي سامراء ليلة النصف من شهر شعبان المعظم ، من سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة النبوية الشريفة وقبل أن يصل المهتدي العباسي للملك بشهر تقريباً ، أي في ملك المعتمد ،وقبل استشهاد الإمام العسكري بخمس سنوات كما جاء في أكثر الروايات ، ويكون تاريخ سنة ولادته بحساب الجمل " نور" إذا كانت سنة ولادته ست وخمسين بعد المائتين ، ولكن المشهور هو القول الأول . كنيته وألقابه عليه السلام : هو سمي جده المصطفى (ص) فهو رابع المحمدين في المعصومين ( رسول الله - ص- والإمام الباقر -ع- والإمام الجواد -ع- وهو -ع- ) عليهم الصلاة والسلام . وفي الإخبار نهيٌ عن ذكر أسمه الشريف وعن التصريح بأسمه في زمن غيبته ، بل يذكر (ع) بكنيته ولقبه . إجلالاً لشأنه ، واحتراماً لعظيم مقامه . ولكن يستفاد من كلام السيد الخوئي ( قده ) أن النهي في عدم ذكر اسمه الشريف أنما هو خاص بزمان الغيبة الصغرى ، ولا يعم زماننا . أما كنيته فهي كنية جده رسول الله (ص) فهو أبو القاسم ، وذكرت له كنية : أبو جعفر " أيضاً . وأما القابه فكثيرة جداً ، منها : المهدي وهو أشهرها المنتظر القائم الحجة صاحب العصر والزمان الخاتم صاحب الدار صاحب الأمر والخلف الصالح والناطق الثاير المأمول الوتر الدليل المعتصم المنتقم الكرار صاحب الرجعة البيضاء الدولة الزهراء الوارث سدرة المنتهى الغاية القصوى غاية الطالبين فرج المؤمنين منتهى العبر كاشف الغطاء الأذن السامعة اليد الباسطة ، وغيرها . إمامته عليه السلام : ذكرنا سابقاً أن الإمام الحسن العسكري (ع) لم يُخلف غير الإمام صاحب العصر (عج) ، فلما ولد (ع) حجبه عن الناس وعن اعين الظالمين ، وكان يبالغ كثيراً في ستره وابعاده عن متناول الأخصام إلى أن استشهد الإمام العسكري (ع) وكان الإمام المهدي (عج) يومئذِ في الخامسة من عمره الشريف . حينئذٍ انتقلت الإمامة إليه (ع) وهو في هذا السن الصغير وأتاه الله الحكمة والكرامة وفصل الخطاب ، وكان ذلك سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية الشريفة . وقد نص أبوه الإمام العسكري (ع) على إمامته (ع) من بعده بل إن جده الإمام الهادي (ع) حين نص على إمامة ولده أبي محمد الحسن العسكري (ع) فذكر أن الإمام بعده هو ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن ملئت ظلماً وجوراً . لذا ،لما استشهد والده الإمام العسكري (ع) أجمع الشيعة بعده ،استناداً إلى أنه لا بد لكل زمان من إمام ،واستناداً إلى الحديث الذي صحَّ عند جميع المسلمين على تفرق مذاهبهم واختلاف آرائهم أن رسول الله (ص) قال ونصه : { من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية } . وأجمعوا على إمامته (ع) بعد أبيه الإمام العسكري (ع) ،وأنه هو الإمام الثاني عشر ، وأنه هو المهدي المنتظر الذي بشَّر به النبي (ص) والأئمة (ع) من بعده وأنه هو إمام زماننا الحاضر وكل زمان أت،إلى أن يظهر سلام الله تعالى عليه،ويُعم الأمن والسلام ، وينشر الإسلام على الأرض قاطبة ، ويقيم العدل والأحسان فيها . وبعد استشهاد الإمام العسكري (ع) قام الإمام المهدي (ع) بتجهيزه وتغسيله وصلى عليه ، وآخر مرة شوهد في دار والده (ع) ، ثم غاب عن انظار الأشرار . ولئن غاب الإمام منذ ذلك - وما يزال - عن الأبصار فإن غيابه ، إنما هو كا ستتار الشمس وراء الغيم ، وإذا عجزت العين المجردة عن رؤيتها ، فإن ذلك لعجزها عن اختراق الحُجُب . وهذا لا يعني أن الشمس غير موجودة ، وفائدتها غير معلومة ، فكذلك الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن الدلائل على إمامته (ع) ما روي عن عبدالله بن عمر قال : سمعت الحسين بن علي -(ع) - يقول : ( لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي ، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كذلك سمعت رسول الله يقول ) . وروي عن الإمام الباقر (ع) عن أبيه وجده عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) {المهدي من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً }. وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخرج في اخر الزمان رجلٌ من ولدي ، اسمه كاسمي ، وكنيته ككنيتي ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، فذلك هو المهدي . وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه ، يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ، ويتولى الأئمة الهادية من قبله ، أولئك رفقائي وذو ودي ومودتي } . وهناك روايات وأحاديث كثيرة العدد مختلفة النصوص ، رواهما الفريقان ، وللمزيد تراجع المصادر السنية على الخصوص : صحيح البخاري ج 4 ، كتاب بدء الخلق ، باب نزول عيسى (ع) . صحيح مسلم ج 8 مسند أبي داود : كتاب المهدي سنن الترمذي ج 2 سنن المصطفى ج 2 ينابيع المودة للقندوزي الحنفي شرح النهج لابن أبي الحديد . أوصافه عليه السلام : نقلت المصادر عن أوصافه عليه السلام أنه ممتلئ الجثة ، طويل القامة ، وجهه كأنه كوكب دري ، أقنى الأنف ، ضخم العينين ، كثب اللحية ، على خده الأيمن خال أسود ، وعلى يده خال . نوابه عليه السلام : للإمام الحجة (ع) صاحب الزمان غيبتان : الغيبة الأولى وتسمى بالغيبة الصغرى. الثانية تسمى الغيبة الكبرى . بدأت الغيبة الصغرى: من استشهاد الإمام العسكري (ع) وقيل من يوم مولد الإمام المهدي (عج) سنة 255هـ ،واستمرت حتى وفاة السفير الرابع سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ،ودامت ما يقرب من تسعٍِ وستين سنةً ، وانقطعت الصلة المباشرة بينه وبين مواليه وشيعته وبدأت الغيبة الكبرى: بالانقطاع التام ،لا صلة شخصية ولا واسطة سفير،بل بالنائب العام وهو المرجع الأعلم من المجتهدين - قدس الله اسرار الماضين منهم وأعلى مقامهم ، وأنار الله برهان الباقين منهم. لقد كان للإمام (ع) خلال غيبته الصغرى أربعة نواب (أو سفراء) على الترتيب والبدل ، بمعنى أنه عند انقضاء أجل كل منهم ونفاذ عمره ، كان يوصي إلى الأخر ، بناء على تعيين الإمام وبامر منه (ع) فيقيمه مقام نفسه في النيابه والسفارة والوساطة بين الناس وإمامهم (ع) ، وهؤلاء النواب مدفونون كلهم في العراق ببغداد ولكل منهم مزار مخصوص : أما هؤلاء النواب الأربعة فهم : الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي،الذي كان وكيلاً عن الإمام الهادي (ع) ، ثم عن ابنه الإمام الحسن العسكري (ع) ثم صار نائباً للخلف المنتظر (ع) عدة سنوات ، حتى مضى إلى رحمة ربه ، وكان جليل القدر جداً ، ورفيع الشان تحقيقاً . حضر تغسيل الإمام العسكري عند وفاته(ع) وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأموراً بذلك ، وكانت توقيعات صاحب اللأمر الحجة (ع) تخرج على يده ، ويد ابنه محمد إلى الموالين من الشيعة،وخواص أبيه بكل مسألة وكل ما يهم أمر المسلمين . يقع قبره في الجانب الغربي من بغداد ، شارع الميدان جهة الجنوب من مسجد الذرب . الثاني: ابنه محمد بن عثمان بن سعيد العمري،الذي كان أيضاً وكيلاً كابيه ثم صار نائباً بعد أبيه عن الحجة (ع)،إلى أن توفى (رض) في اخر جمادى الأول من سنة خمس وثلاثمائه من الهجرة المباركة ، وكانت أيام نيابته ونيابة أبيه قريباً من خمس وأربعين سنة . يعرف (رض) بالخلاني،والشيعة مجتمعة على ثقته وعدالته وأمانته،وكانت التوقيعات تخرج من الإمام (ع) على يده إلى الشيعة في كل مهمة ، ويقع قبره الشريف في الجانب الشرقي من بغداد . الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح بن ابي بحر النوبختي،الذي قام بامر النيابة إحدى وعشرين سنة إلى أن توفى في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة،ودفن في النوبختيه ، في الجانب الشرقي من بغداد في سوق الشورجه - حالياً . وكان(رض) موضع ثقة الجميع،أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث . الرابع: أبو الحسن علي بن محمد السمري (رض) وقد قام بالأمر ثلاث سنين فقط وتوفى في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة للهجرة وقبره في الجانب الغربي من بغداد . وكانت قد خرجت لأبي الحسن السمري قبل وفاته بأيام،رقعة توقيع من ناحية الإمام المقدسه ، أخبره فيها بوفاته خلال مدة وجيزة من يوم إلى ستة أيام ، ثم نهاه عن الوصية في هذا الأمر إلى أحد بعده،ومنعه من تسميت نائب أخر ( خامس ) للإمام (ع) وهذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري،أعظم الله أجر اخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة . فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفترٍ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وروي أنه في اليوم السادس حضر الموالون الشيعة وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال : لله امرٌ هو بالغه .. وبوفاة هذا النائب الجليل انتهت الغيبة الصغرى التي استمرت ما يقرب تسع وستين سنة ، وبدأت الغيبة الكبرى إلى يومنا هذا،حتى يأذن الله تعالى . اسلوب السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى: اضطلع السفراء في الغيبة الصغرى بمهمة قيادة قواعد الإمام (ع) من الناحية الفكرية والسلوكية ، طبقاً لتعليمات الإمام (ع) والتوسط بينه وبينها في في ايصال التبليغات واخراج التوقيعات ، وحل مشاكلها وتذليل العقبات التي تصادفها . وقد اعتمدت تحركاتهم ونشاطاتهم على السرية التامة دون أن يثيروا السلطات عليهم ، ولكي تنفسح لهم أكبر الفرص وأوسع المجالات للعمل تحت قيادة الإمام (ع) دون أن يقعوا تحت طائلة المطاردة والتنكيل. وكانوا يقومون بأعمال تجارية ،كالبيع والشراء في السمن أوالمواشي أو بقية أنواع التجارة لتغطية أعمالهم ، حتى لا يتسرب لأحد الشك في الأموال التي تصل إليهم من الشيعة ، وهم بدورهم يوصلونها إلى الإمام (ع) . ولعل الدوافع التي دفعت السفراء إلى هذا الأسلوب من العمل ،الأسباب التالية: 1.خوف السلطة من العلويين،ومحاولة مطاردة واضطهاد عدد كبير من قادتهم وكبرائهم . 2.الجو القلق والمطرب الذي عاشته قواعد الإمام (ع) الشعبية بشكل عام . والسفراء الأربعة بنحو خاص،إلى درجة ان عثمان بن سعيد ، السفير الأول للإمام (ع) كان ينقل المال في جراب من الدهن لشعوره بضغط السلطات ومطاردتهم له،ولما ينتظره من العقاب الصارم لو عرفت به الدولة أو حصلت تجاهه على مستمسك خطير . 3.المطاردة الجادة والدائبة للإمام المهدي (ع) ومحاولة القاء القبض عليه ، وحملات التفتيش المنظمة لداره ، فإذا كانت الدولة تقف من الإمام (ع) هذا الموقف ، فكيف إذاً تقف تجاه قواعده ومواليه ؟! . أهداف السفارة في الغيبة الصغرى: هناك هدفان رئيسيان ترمي إليها السفارة عن الإمام (ع) هما: أولاً : تهئية أذهان الأمة وتوعيتها لمفهوم الغيبة الكبرى ، وتعويد الناس تدريجياً على الأحتجاب ، وعدم مفاجأتهم بالغيبة دون سابق مقدمات ، ولربما ادى الأحتجاب المفاجئ إلى الإنكار المطلق لوجود الإمام المهدي (عج) . ومن هنا جاء تخطيط الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام بالأختفاء التدريجي عن وسط الأمة ، وضاعفه الإمام العسكري (ع) على نفسه ، كما أن الإمام المهدي (ع) نفسه تدرج في عمق الاحتجاب كما بينا ، فكانت فترة السفارة أيضاً إحدى الفترات المرحلية لتهئية الأذهان بشكلها المتدرج . ثانياً : قيام السفارة برعاية شؤون القواعد الشعبية الموالية للإمام (ع) والتوسط بينها ،لتمضية شؤونها ومصالحها بعد اختفاء الإمام عن مسرح الحياة ، بغيبة الكبرى . الغيبة الكبرى: سميت غيبة الإمام (ع) بعد وفاة نائبه أبي الحسن السمري (رض) الغيبة الكبرى ، لشدتها وفرط فوتها على شيعته واتباعه وكبرها في نفوسهم بسبب انقطاعه (ع) عنهم ، أو لأنها أكبر زمناً من الفترة الأولى ، التي كان له فيها نواب عنه ، وتنتهي الغيبة الكبرى هذه بظهوره عليه السلام ، بعد طول الأمد ، وقسوة القلب ، وبعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجورا ، فيخرج (ع) لينصر فيها الحق ، ويقر السلام ، ويملأها قسطاً وعدلا . أما موعد ظهوره فلا يعلمه إلا الله تعالى ، ومن ادعى معرفته لذلك ، بمثل حساب النجوم أو غيره ، فهو كاذب،لا يعبأ بكلامه.بل أن مشاهدته (ع) قطعية عن معرفه متعذرة أيضاً ، فكل من ادعى المشاهده عن معرفة ، مثل حدوث الوقائع الحتمية التي لا بد ان تحدث قبل ظهوره ، كخروج السفياني ، وسماع الصيحة السماوية وغيرها ، فهو كذاب ولا يؤخذ بكلامه . المهدوية والإسلام: لم يختلف المسلمون قاطبة في عقيدتهم بالإمام المهدي (ع) من حيث الكبرى أعني من حيث كون النبي (ص) قد بشر بخروج مصلح يقال له المهدي من نسله (ص) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا . بل إن الديانات السماوية كاليهودية والنصرانية ، وكبار العلماء كما جاء ذلك في الزبور والتوراة المتداولين . أما في الإسلام ففلسفتها كبيرة جداً خاصة عند الشيعة،مما ورد ذلك عن أئمتهم (ع) عن الرسول (ص) . نعم من حيث الصغرى ، اختلف الشيعة والسنة في ذلك ، بمعنى من هو ، وهل هو من صلب الإمام الحسن أ م الحسين (ع) ، وهل وُلِد ام لا ، وغير ذلك من المفصلات . وكثيراً ما يشنع الغير في هذا المعتقد على الشيعة الإمامية ، وما كتب كاتباً عن الشيعة إلا واتخد من عقيدتهم بالمهدي وسيلة للسخرية والتهريج ، ووضع للفكر حواشي ورتب عليها لوازم واشرع سلاحه ، وتفهيق بكلامه ، وصال وجال ، وكانه اكتشف كشفاً ضخماً ، وأنه وحده العبقري ، وأن غيره الأخرين بلهاء . أن فكرة الإمام المهدي (ع) في نطاق العقيدة الدينية ، بغض النظر عن تفاصيلها ، موضع اتفاق جمهور المسلمين ، فإن روايات المهدي وانتظار الفرج على يديه وظهوره ليملأ الأرض عدلاً ، وردت عند كل من الشيعة والسنة كماً، وممن رواها من أئمة السنة : احمد بن حنبل في مسنده الترمذي في سننه وأبو داوود في سننه وابن ماجة في سننه والحاكم في مستدركه والبغوي في مصابيحه وابن الأثير في جامع الأصول ومحي الدين ابن العربي في الفتوحات المكية وتذكرة الخواص لابن الجوزي والحموي في فوائذه وابن حجر في صواعقه والقندوزي الحنفي في ينابيعه . وقد الف عدة علماء من السنة كتباً مستقلة حول الإمام المهدي (ع) ومنها : 1-البيان في أخبار صاحب الزمان ، للكنجي الشافعي . 2- عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر للشيخ جمال الدين يوسف الدمشقي . 3- مهدي آل الرسول ، لعلي بن سلطان محمد الهروي الحنفي . 4- كتاب المهدي تأليف أبي داود . 5- علامات المهدي لجلال الدين السيوطي . 6- مناقب المهدي للحافظ أبي نعيم الأصفهاني . 7- القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر . 8- البرهان في علامات مهدي اخر الزمان لعلي المتقي . 9- أربعون حديثاً لأبي العلاء الهمداني . 10- الحلية في نعت المهدي لأحمد بن عبدالله أبو نعيم . 11- مشكاة المصابيح لمحمد بن ابراهيم الحموي . 15- جواهر العقدين للسمهوري . نعم انفردت الشيعة الإمامية - اعزهم الله تعالى - عن بقية فرق المسلمين بقولهم انه ابن الحسن العسكري(ع)، وانه ولد وغاب عن الأنظار،وهو الحق وكثيراً ما شنع عليهم بسبب ذلك وسوف ننظر حول ذلك ، وننظر كذلك في شبهاتها . لم ينكر بعض علماء السنة ولادة المهدي وحياته وغيبته وعدم وفاته (ع)،ومن هؤلاء العلماء الذين يعتقدون بأن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر من أئمة اهل البيت ، وانه ولد ، وانه لا يزال حياً وسيظهر في اخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلا ، وينصر الله به دينه ، وهم بذلك يوافقون أقوال الشيعة الإمامية ، منهم :1- محي الدين ابن العربي في الفتوحات المكية . 2- سبط الجوزي في تذكرة الخواص . 3- عبدالوهاب الشعراني في عقائد الأكابر . 4- ابن الخشاب في تواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم . 5- محمد البخاري الحنفي في فصل الخطاب . 6- أحمد ابراهيم البلاذي في الحديث المتسلسل . 7- ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة . 8- العارف عبدالرحمن في مرآة الأسرار . 9- كمال الدين بن طلحه في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول . 10- القندوزي الحنفي في ينابيع المودة . ولو تتبع الباحث،لوجد في علماء السنة والجماعة أضعاف من ذكرنا،يقولون بولادة المهدي،وبقائه حياً حتى يظهره الله تعالى . وبعد هذا لم يبقَ معنا من أهل السنة إلا المنكرون لولادته وبقائه حياً ، بعد اعترافهم بصحة الأحاديث . وهؤلاء ليسوا حجة على غيرهم من القائلين منها . طول عمر الإمام عليه السلام : نحن نرى أن طول عمر الإنسان ليس من الأمور المستحيلة وقد يتساءل بعض المخالفين والمعاندين والمشككين عن امكتنية ان يعيش بشر هذه القرون ، فنقول بصريح العبارة نعم ، إن هذا هو معتقدنا في إمامنا المنتظر سلام الله تعالى عليه ، وإن هذه كرامة له من الله تعالى خصه بها ، وما إطالة العمر وإبقاء إمامنا (ع) حياً طوال تلك القرون ، بمعجز للقادر المتعال جل جلاله وعلا مكانه وتعالى شأنه ، ولا يصعب عليه ، فالمنكر لطول عمره الشريف ، والمستنكر أن يبقى (ع) حياً كل هذه القرون ، إنما ينكر قدرة الله تعالى ، وينقض قوله عز وجل في كتابه الكريم بوقوع مثل هذه المعجزة والكرامة . إذاَ فنحن نؤمن تصديقاً منا بقدرة الله تعالى ، وبأنه جل جلاله - لمصالح ولحكمة تقتضيها بعض الأعصار - يطيل أعمار بعض من رسله ، وأوليائه وأخيار عباده . وهناك الكثير ممن عاش عمراً طويلاً ، وقد صرح الله تعالى في كتابه وصرح رسوله (ص) في هديه . ومن أُولئك : 1- النبي نوح (ع) عاش 2500 سنة منها 850 سنة قبل أن يبعثه الله نبياً ، و950 سنة وهو في قومه يدعوهم إلى الله تعالى ويعلمهم ويرشدهم ، و700 سنة بعدما نزل من السفينة ونضب الماء وجف . 2- النبي ادريس (ع) عاش 965سنة . 3- النبي آدم أبو البشر (ع) عاش 930 سنة . 4- النبي هود (ع) عاش 962 سنة ، وكان زمان دعوته 670 سنة . 5- النبي سليمان بن داوود (ع) عاش 712 سنة . 6-عوج بن عناق عاش 3600 سنة ولد في حجر ادم ، وعناق أمه ، وقتله موسى بن عمران . 7- بختنصر عاش 1507 سنوات . 8- ذو القرنين عاش 1500 سنة . 9-أهل الكهف 309سنوات أحياء نيام ، بنص القرآن الكريم ، عدا السنوات التي عاشوها قبل دخولهم الكهف. 10- بقاء النبي عيسى (ع) حياً منذ ولادته إلى الأن ، وينزل ويصلي خلف المهدي (ع) 11- بقاء الخضر حياً إلى الآن بل وإلياس كذلك ، ويدعي بعض المشككين أن الخضر مات ولم يعيش إلى الأن ، ولعمري إن ذلك جهل بالروايات ، وعلى فرض موته ، فإنه كان ياتي إلى الرسول (ص) وكان الخضر (ع) هو صاحب موسى (ع) وقد نص القرآن بذلك في قوله تعالى (( فوجدا عبداً من عبادنا اتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدُنا علماً )) سورة الكهف اية 65 فيتضح مدى طول عمره منذ زمن النبي موسى (ع) أو قبله إلى زمن الرسول (ص) ، ويستغرب ذلك في المهدي (ع) ، وقد قال ابي جرير الطبري : الخضر والياس باقيان يسيران في الأرض . 12- بقاء الدجال حياً كما ورد في حديث تميم الداري والحاسة والدابة التي كلمتهم ، وهو حديث صحيح ذكره مسلم في صحيحه ، وتراه ايضاً في عقد الدرر الفصل الرابع من الباب الثاني عشر صفحة 293 . وروى مسلم في صحيحه : " كلما كان في الأمم السالفه يكون في هذه الأمة مثله ، حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة " . 13- طول عمر ابليس اللعين ولا يستغرب من بقائه حياً وهو مخلوق قبل أدم (ع) ومازال يواكب مسيرة البشر من أول خلقته إلى يوم فنائه ، ومع ذلك فهو مخفي ، وهو يرى الناس ولا يرونه ، وذلك بنص القرآن الكريم ببقائه إلى يوم البعث . ومن الغريب عدم استغرابهم من معيشة شجرة الصنوبر في أمريكا والتي يبلغ عمرها 4900 سنة ، وشجرة العرعر التي تعيش مدة 2000 سنة . فإذا كانت هذه أعمار الأشجار ، فما بالك بالإنسان الذي هو أكرم من بقية المخلوقات ، بل أيهما أشد غرابة وأبعد بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ مدة طويلة . أم بقاء أشخاص نيام في مكان واحد لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنظفون بل يتقلبون فقط ، وهم أهل الكهف ؟!. بل أن الروايات تصرح بان سلمان الفارسي (رض) من أوصياء عيسى (ع) ، وقد دل الدليل على طول عمر الإمام المهدي (ع) وحياته حتى يظهر . إن من استبعد بقاءه (ع) وتعميره وغيبته ، فإن ذلك فسفطة ظاهرة ، لا تعارض في الأذلة ، فقد اتفقوا على بقاء ما ذكرنا أو جلهم ، ثم انكروا جواز بقاء المهدي (ع) ، لأنهم إنما انكروا بقاءه من وجهين أحدهما طول الزمان ، والثاني أنه في سرداب من غير أن يقوم أحد بطعامه وشرابه ، وهذا ممتنع عادة . أما عن الجواب عن طول الزمان فمن حيث النص والمعنى : أما النص: فما ورد من الأخبار على أنه لا بد من وجود المهدي (ع) وعيسى (ع) والدجال في آخر الزمان ، وأنهم ليس فيهم متبوع غير المهدي ، بدليل أنه إمام الأمة في آخر الزمان وأن عيسى يصلي خلفه ، ويصدقه في دعواه . أما من يرجع إلى المعنى: أنه في مقدور الله تعالى ، وانه عن وجه الحكمة واما في أولوية بقاء المهدي من الأخرين - اعني عيسى (ع) والدجال - فالمهدي أولى منها لأنه إمام آخر الزمان ، فيكون بقاؤه مصلحة للمكلفين ولطفاً في بقائه من رب العالمين . ونعرف ذلك من الدليل العقلي وهو دليل اللطف وحاصله : أن العقل يحكم بوجوب اللطف على الله تعالى ، وهو فعل ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية . ويوجب إزاحة العلة وقطع العذرة بما لا يصل إلى حد الإلجاء لئلا يكون للناس على الله حجة ، فكما أن العقل حاكم بوجوب إرسال الرسل ، وبعثة الأنبياء ليبينوا للناس ما أراد الله منهم ، وللحكم بينهم بالعدل ، كذلك يجب نصب الإمام ليقوم مقامهم ، تحقيقاً لنفس العلة ، فإن الله لا يخلي الأرضى من حجة إما من قائم مشهور ، أو غائب مستور وليس زمان بأولى من زمان في ذلك . ولا يعبأ بمن نفى حكم العقل بوجوب اللطف على الله ، فإن أولئك لا عقل لهم ، ولم يعوا الحكمة من إرسال الله تعالى الرسل . والدجال ، إذا بقى فبقاؤه مفسدة للعالمين ، لما ذكر من ادعاء ربوبيته ، وفتكه بلأمة ، ولكن في بقائه ابتلاء من الله رب العالمين ليعلم المطيع من العاصي والمحسن من المسئ ، وهو عالم بذلك قبل وقوعه ولكن حتى تكون تلك الحكمة حجة على المكلف . واما بقاء عيسى فهو سبب إيمان أهل الكتاب به ، والتصديق بنبوة سيد الأنبياء (ص) ويكون تبياناًً لدعوى الإمام عند أهل الإيمان ومصدقاً لما دعا إليه أهل الطغيان ، بدليل صلاته خلفه ونصرته إياه ، ودعائه إلى الملة المحمدية التي هو إمام فيها ، فصار بقاء الإمام المهدي (ع) أصلاً وبقاء الأثنين فرعاً على بقائه ، فكيف يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما ؟! ولو صح ذلك ، لصح وجود المسبب من دون وجود السبب وذلك محال . وإنما قلنا أن بقاء المهدي أصل لبقاء الأثنين ، فلأنه لا يصح وجود عيسى (ع) منفرداً غير ناصر لملة الإسلام ، وغير مصدق للإمام ، لأنه لو صح ذلك لكان منفرداَ بدولةٍ ودعوة ، وذلك يبطل دعوة الإسلام ، من حيث أراد أن يكون تبعاً فصار متبوعاً ، وأراد أن يكون فرعاً فصار أصلاً والنبي (ص) يقول " لا نبي بعدي" ، فلا بد أن يكون له عوناً وناصراً ومصدقاً ، وإذا لم يجد من يكون له عوناً ومصدقاً لم يكن لوجوده تأثيراً ، فثبت أن وجود المهدي (ع) أصل لوجوده . وكذلك الدجال اللعين لا يصح وجود في آخر الزمان ، ولا يكون للأمة إمام يرجعون إليه لأنه لو كان كذلك لم يزل الإسلام مقهوراً ودعوته باطلة ، فصار وجود الإمام (ع) أصلاً لةجوده على ما قلناه . وأما بقاؤه في السرداب - على حد زعمهم - من غير أحد يقوم بطعامه وشرابه فبقاء عيسى (ع) في السماء من غير أحد يقوم بطعامه وشرابه وهو بشر مثل المهدي (ع) ، فلما جاز بقاؤه في السماء والحالة هذه فكذلك المهدي (ع) . فإن قلت إن عيسى (ع) يغذيه رب العالمين من خزانة غيبه ، قلت : لا تفنى خزائنه بانضمام المهدي (ع) إليه بغذائه . ثم إننا لا نقول بوجود الإامام المهدي (ع) في السرداب ، وإنما نعظم شان السرداب لأنه بيت من بيوت الأئمة (ع) ، وخروج الإمام لا يكون منه ، بل بين الركن والمقام في مكة المكرمة ، فافهم . إذاً يعلم أن البقاء في المدة الطويلة لا ينحصر في المهدي (ع) بل كان في غيره وخاصة في الخضر (ع) الذي هو أطول عمراً من الأخرين ، وإنما أخره سبحانه وتعالى حسبما يراه من المصلحة ، ولعلمه تعالى بأنه ستأتي نفوس يتبعون الشهوات ، ويوقعون في أذهان بسطاء العقول الشبهات ، ويستشكلون في طول عمره الشريف ، فأرغم الله تعالى أنوفهم ، إظهاراً لقدرته الكاملة ، وإتماماً للحجة ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حيَّ عن بينة ، ولله الحجة البالغة ، وبيده أزمة الأمور وهو القادر على كل شيئ ، وعلى هذا فلا وجه لاستبعادهم لطول عمره ، وتفي الأمكان . ويمكن الجواب عن ( نفي الامكان ) بجواب أخر ، يتوقف على بيان مقدمة مختصرة ، ليتضح ما هو المقصود من الجواب ، فنقول : يمكن أن نفسر ( الامكان ) في قولنا بالامكان أن يعيش الإنسان قروناً كثيرة كما هو الكلام في المهدي (ع) على ثلاثة معان : الأول الأمكان العملي الثاني:الأمكان العلمي الثالث : الأمكان المنطقي أو ما يسمى الفلسفي . والمقصود من الامكان العملي: أن يكون الشيئ قابلاً لأن يحققه الإنسان ، ( ولو في بعض أفراده ) ، في الخارج فعلاً ، كالصعود للقمر ، واليوم أصبح ممكناً عملاً ، فيعبر عنه أنه ممكن عملاً . والمقصود من الامكان العلمي هو أنه لا يوجد لدى العلم مبرراً لرفضه ، كالصعود إلى كوكب الزهرة مثلاً ، فإن الصعود إليه وإن لم يكن فعلاً ميسوراً ، لكنه ممكن ، لأنه ليس الفارق بينه وبين الصعود للقمر إلا درجة مثلاً ، ويتحقق ذلك بعد تذليل الصعاب الإضافية التي حصلت بسبب بعد الزهرة الشاسع عن الأرض وقربها من الشمس . والمقصود بالأمكان الفلسفي ، أن لا يوجد لدى العقل ما يوجب الحكم با ستحالتة ، كتقسيم عدد الفرد ( الشخص ) إلى اثنين بالتساوي من دون كسر ، فإن العقل يرفض مثل ذلك ، ويحكم باستحالته لأنه تناقض ، والتناقض مستحيل عند العقل . إذا عرفت تفسير الأمكان بالمعاني الثلاث ، فنقول : إن طول عمر الإنسان قروناً كثيرة ممكن بالمعاني الثلاثة : أما بالأمكان المنطقي: فلأنه لا يلزم من هذا الافتراض أي تناقض بوجوب الحكم با ستحالته عند العقل ، وبعبارة أخرى افتراض ذلك لا يكون من قبيل تقسيم عدد الفرد إلى اثنتين بالتساوي من غير كسر . كما لا يوجد علمياً اليوم ما يبرر رفضه من الناحية النظرية كما نص على ذلك الأطباء المتخصصون ، فلا يتطلب إلا تذليل الصعاب الإضافية ، فحينئذٍ يتضح لك أن العلم من الناحية النظرية لا يجد مبرراً لرفضه . أما الامكان العملي: فإن العلم وإن كان لا يزال جاداً وسائراً في طريق الأمكان النظري إلى إمكان عملي ، وبعد لم يصل إليه ، إلا أنه قد تحقق ذلك أي طول العمر فصار ممكناً عملياً في غير المهدي كنوح (ع) ، فيكون كذلك بالنسبة للمهدي (ع) ولا استغراب ، فإن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد . نعم الأستغراب من جهة أنه كيف يتحقق ذلك - أي طول العمر للمهدي (ع) - قبل وصول العلم في تطوره إلى مستوى القدرة الفعلية . فالجواب أن الأستغراب في غير محله ، بعد ما ثبت عملياً في نظائره (ع) من العمرين ( عمر نوح والخضر ) ، فهو نظير من يسبق العلم في اكتشاف دواء للسرطان مثلاً قبل وصول العلم إليه ، وكذلك له نظائر في تشريعات الإسلام ، لم يصل إليها العلم إلا بعد مئات السنين ، فليكن قضية طول عمر الإمام (ع) من هذا القبيل ، وكذلك إسراء النبي (ص) ومعراجه ، وقضية إلقاء نمرود لإبراهيم (ع) في النار ، ولم تمسه (ع) ، وفلق البحر لموسى (ع) بعصا ، وخروج الرسول (ص) من داره وهو محاط بحشود قريش التي ظلت ساعات تتربص لتهجم عليه فستره الله تعالى عن عيونهم . العلم الحديث والهرم : لا يمنع العلم الحديث من بقاء الإنسان حياً ألاف السنين ، إذا لم تعرض له عوارض تقطع حبل حياته ،والمنقول عن العلم الحديث انه إذا توافرت المواد الغدائية اللازمة لأي موجود حي . فإن مرور الزمن لا يؤثر فيه ، وكذلك لا تؤثر فيه الشيخوخة . جاء في مجلة المقتطف رقم 3 صفر ، ص 59 سنة 1390هـ " لكن العلماء الموثوقين يقولون أن كل الأنسجة من جسم الحيوان تقبل البقاء إلى ما لا نهاية ، وانه في الأمكان أن يبقى الإنسان حياً ألوفاً من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته وقولهم هذا ، ليس مجرد ظن بل هو نتيجة علمية بالأمتحان " فأثبت الدكتور " ودن لوميس " وزوجته ، أنه يمكن وضع أجزاء خلوية من جسم جنين طائر في سائل ملحي ، فتبقى حية ، وتوالت التجارب 00000 حتى قام الدكتور " الكسيس كارل " وأثبت منها أن هذه الأجزاء لا تشيخ الحيوان الذي أخدت منه بل تعيش اكثر مما يعيش عادة وقد شرع في التجارب المذكورة في شهر يناير سنة 1912م ، وثبت له: 1- أن هذه الأجزاء الخلوية تبقى حية مالم يعرض لها عارض يميتها ، إما من قلة الغداء ، أو من دخول بعض المكروبات . 2- أنها لا تكتفي بالبقاء حية ، بل تنمو خلاياها ، وتتكاثر كما لو كانت باقية في جسم الحيوان . 3- أنه يمكن قياس نموها وتكاثرها ومعرفة ارتباطها بالغداء الذي يقدم لها . 4- لا تأثير للزمن ، أي أنها لا تشيخ وتضعف بمرور الزمن بل لا يبدو عليها أقل أثر للشيخوخة تنمو وتتكاثر هذه السنة كما كانت تنمو وتتكاثر في السنة الماضية وما قبلها من السنين . مع المنكرين لوجود الإمام المهدي (ع) : إن من ينكر وجود الإمام أو عدم ولادته فإنما هو يكذب الله وسوله . يكذب الله تعالى فيما أوردناه من عدم التصديق والإيمان بقدرته ، بل وما أوردناه من أدلة ، فإن الله تعالى يقول (( فلولا ان كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )) فإن الله تعالى صرح أن يونس (ع) لولا انه كان من المسبحين ،لكان يلبث في بطن الحوت إلى يوم يبعث الله الخلق . بل أنه يكذب الله تعالى في قوله (( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )) فقد صرح الله تعالى بنزول الملائكة في ليلة القدر ، ومن المعلوم أن ليلة القدر في كل سنة ، ولم ولن تنقطع هذه الليلة ، فقد أتى سبحانه وتعالى بالفعل بصيغة المضارع وهذا يدل على الأستمرارية ، فإذاً على من تتنزل الملائكة ؟! طبعاً على حجة الله تعالى المهدي (ع) كما هو الحق . ويكذب رسوله (ص) في الحديث المروي عنه (ص) " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " الذي رواه مسلم في صحيحة ، ج 4 ص 123 ، دار المعارف ، بيروت ، لبنان . ورواه النيسابوري في مستدركه على البخاري ومسلم ج 3 ، ص 27 ، كتاب معرفة الصحابة ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ج 3 ، ص 17 - 26 - 59 ، دار صادر، بيروت ، لبنان ورواه الترمذي ج 5 ص 663 ، دار أحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ورواه علاء الدين الهندي في كنز العمال ج 1 باب 2 الأعتصام بالكتاب والسنة ص 172 ، ط مؤسسة الرسالة بيروت ، رقم 5 سنة 1985 م وهو الحديث رقم 810 و 871 و 872 و 873 . ورواه الطبراني في معجمه الصغير ، والطبري في ذخائر العقبى والحمويني في فرائد السبطين وابن سعد في طبقاته والحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد والسيوطي في أحياء الميت والعسقلاني في المواهب اللذنيه والنبهاني في الأنوار المحمدية والبيهقي في السنن الكبرى والبغوي في مصابيح السنة وابن كثير في تفسيره وابن الأثير في جامع الأصول وابن حجر الهيثمي في صواعقه ط2 سنة 1965 م ، مكتبة القاهرة ، شركة الطباعة الفنية المتحده . عموماً يكذب الرسول (ص) فإن الرسول (ص) قال "لن يفترقا" بصيغة المثنى وهذا يقتضي الملازمة بين الكتاب والعترة ، إذا لم يولد الإمام المهدي (ع) فقد حصل الأفتراق ، وهذا يكذب الحديث ، إذاً لا بد من ثبوت ولادة الإمام كما يشهد له الحديث . انتهى قول احد مجتهدي الخط . فالاعتراض على عمر الإمام (ع) ما يقرب من أثني عشر قرناً في حين أن الإنسان لا يستطيع أن يعمر هكذا ، مبني على الأستبعاد ، وإن العمر الطويل كهذا يستبعد ، لكن الذي يطالع الأخبار الواردة عن الرسول الأعظم (ص) ومن يتدبر القرآن الكريم ، سيلاحظ أن نوع الحياة لبعض الأشخاص ومنهم الغائب ، تتصف بالمعجزة ، خرقاً للعادة ، وطبيعي أن خرق العادة ليس بالأمر المستحيل ولا يمكن نفي خرق العلم عن طريق العلم مطلقاً . لذا لا تنحصر العوامل والأسباب التي تعمل في الكون في حدود مشاهدتنا والتي تعرفنا عليها ، ولا نستطيع نفي عوامل أخرى وهي بعيدة كل البعد عنا ، ولا علم لنا بها ، أو ننا لا نرى أثارها وأعمالها ، أو نجهلها . من هذا يتضح امكان ايجاد عوامل في فرد أو أفراد من البشر بحيث تستطيع تلك العوامل أن تجعل الإنسان يتمتع بعمر طويل جداً قد يصل إلى الألف أو الاف من السنوات فعلى هذا فإن عالم الطب لم ييأس حتى الأن من كشف طرق لإطالة عمر الإنسان . وهو الأعتراض من الذين يعتقدون بالكتب السماوية كاليهودية والمسيحية والإسلام ، وفقاً لكتبهم السماوية ، ويقرون بالمعجزات وخرق العادات التي كانت تتحقق بواسطة أنبياء الله تعالى ، يثير الأعجاب والأستغراب . فبالأمس ينكرون أن تحلق مركبة من حديد وألمنيوم ، وينكرون أن يتكلم الحديد ، ولا يصدقون أن يتحدث الغربي مع الشرقي أو غيرها ، واليوم يصدقونها لأنهم رأوها واحسوا بها ، لكن لم يحسوا بوجود الإمام لأنهم أقفلوا عقولهم ولم يحركوها وأساس معرفة الله العقل . ونضرب مثلاً لجواز غيبة الإمام (ع) ، أورده السيد الجليل ابن طاووس في كشف المحجة ، قال : فأنتم تعلمون أنه لو حضر رجل وقال انا أمشي على الماء ببغداد ، فأنه يجتمع لمشاهدته ، لعل من يقدر على ذلك منهم ، فإذا مشى على الماء وتعجب الناس منه ، فجاء آخر قبل أن يتفرقوا وقال : أنا أمشي على الماء ، فإن التعجب منه يكون أقل من ذلك ، فمشى على الماء فإنَ بعض الحاضرين ربما يتفرقون ، ويقل تعجبهم ، فإذا جاء ثالث ، وقال أنا أيضاً أمشي على الماء ، فربما لا يقف للنظر إليه إلا قليل ، فإذا مشى على الماء سقط التعجب من ذلك ، فإن جاء رابع وذكر أنه أيضاً يمشي على الماء ، فربما لا يبقى أحد ينظر إليه ولا يتعجب منه ، وهذه حالة المهدي (ع) لأنكم رويتم أن أدريس (ع) حي موجود في السماء منذُ زمانه إلى الأن ، ورويتم أن الخضر حي موجود منذ زمان موسى (ع) أو قبله إلى الأن ، ورويتم ان عيسى حي موجود في السماء ، وإنه يرجع إلى الأرض مع المهدي (ع) فهده ثلاثة نفر من البشر قد طالة أعمارهم وسقط التعجب بهم من طول أعمارهم ، فهلاُ كان لمحمد بن عبدالله (ص) أسوة بواحد منهم وان يكون من عترته آية الله جل جلاله في امته بطول عمر واحدٍ من دريته ، فقد ذكرتم ورويتم في صفته أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ، ولو فكرتم لعرفتم ان تصديقكم وشهادتكم أنه يملأ الأرض بالعدل شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً ، أعجب من طول بقائه ، وأقرب إلى أن يكون ملحوظاً بكرامات الله جل جلاله ، لأوليائه ، وقد شهدتم أيضاً له ، أن عيسى بن مريم النبي المعظم (ع) يصلي خلفه مقتدياً به في صلاته ، وتبعاً له ، ومنصوراً به في حروبه وغزواته ، وهذا أيضاً أعظم مقاماً مما استبعد تموه من طول حياته وأما عن صغر سن الإمام عند بلوغه الإمامة: فليس ذلك بمستغرب ، بعد أن ارتفعت حالته ، ودخل تحت القدرة ، وقد اتى الله يحيى (ع) الحكم وهو صبي ، بل ان عيسى (ع) كلم الناس وهو طفل رضيع في المهد ( ويكلم الناس في المهد ) ، بل أن المتدبر في الأية الشريفة ( قال إني عبدالله اتاني الكتاب وجعلني نبياً 0 وجعلني مباركاً أين ما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا 0 وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا ) ، يلاحظ أموراً ، منها : 1- أن الجعل ههنا من الله تعالى ، وليس جعل الناس ، وليس فوق قدرة الله قادر . 2- يلاحظ في الأفعال ( آتاني ، جعلني ، أوصاني ) وغيرها ، أنها جاءت بصيغة الماضي ، فالنبي عيسى (ع) يقول بما معناه أن الله قد جعلني نبياً ، وهو رضيع لم يكمل أياماً ، بدليل قوله تعالى " فأتت به قومها تحمله " مما يدلل على الترتيب فمجرد أن وضعته أتت به قومها ، وعلى هذا فمتى أوصاه الله تعالى بالصلاة والزكاة وبالبر بوالدته وأتاه الكتاب ؟! إذاً لا بد من القول بان الله تعالى قد جعله وأوصاه قبل أن يولد وهو في عالم الذر ، فإذا لم يتعذرعلى الله ذلك ، فمن باب أولى أن يقوم الإمام المهدي (ع) وبقية الإئمة وهم في سنٍ صغير ، كخمس سنوات أو أكثر . لماذا كانت الغيبة ؟! سبق وأن أشرنا إلى أن وجود الإمام أمر ضروري لجهات عديدة منها رفع الأختلافات ، وتفسير وتوضيح القوانين الإلهية والهداية المعنوية والباطنية وغير ذلك ، وأن الله تعالى برحمته قد جعل الإمام أمير المؤمنين (ع) وبعده أحد عشر إماماً من ابنائه ، ومن الواضح ان مهمة كل إمام تشبه من حيث تمام جوانب الإمامة ، وظائف الأئمة الأخرين (ع) وأنه لو لم تكن هناك موانع فإن عليه الظهور للناس ، لكي يستفيدوا منه ، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا كان غائباً .؟ إن الأعتقاد بحكمه الله تعالى يجعل من غير اللازم أساساً أن نعرف فلسة الغيبة ، بعد أن ثبت ثبوتاً قطعياً لا شك فيه فلا يضرنا مطلقاً إذاً ، ان لا نعرف علة الغيبة ، وذلك شبيه بتلك الموارد الكثيرة التي لا نعرف وجه الحكمة فيها ، وإنما يكفينا فقط أن يثبت لدينا بالروايات الصحيحة والبراهين القوية أن الله العظيم أرسل حجته إلى الأمة ، ولكن كانت هناك بعض المصالح التي استدعت أن يبقى وراء ستار الغيبة ويبدو من بعض الروايات أن السبب الأصلي سيعرف بعد ظهوره (ع) . على أنه يمكننا أن نعدد للغيبة بعض الفوائد التي قد تكون بعض الأخبار قد أشارت إليها ومنها : 1- امتحان الأمة لكي تنكشف الفئة التي استبطنت السوء وعدم الإيمان ، وتبدو ظاهرة متميزة عن الفئة التي تمكن الإيمان من أعماق قلوبها وراح يزداد ويتعمق بانتظارها للفرج ، وصبرها في الشدائد ، واعتقادها بالغيب ، وبازدياد الإيمان يرتفع قدرها ، وتحصل على درجات عالية من الثواب . 2- حفظه من القتل إن ملاحظة تاريخ الأئمة (ع) - كما هو تاريخ الأنبياء (ع) - والجور الذي توجه اليهم من قبل خلفاء بتي امية وبني العباس ، ترشدنا الى أن الإمام الثاني عشر لو كان ظاهراً فإنه سيقتل لامحالة كما قتل أباؤه من قبل ، وذلك لأن الأعداء كان قد انتهى الى سمعها أنه سيظهر شخص من أهل البيت (ع) ومن ولد علي وفاطمة (ع) يحطم عروش الظالمين والمستبدين وانه ابن الإمام العسكري (ع) لذا فإن العباسيين لم يدخروا وسعاً في تقصي اخبار هذا الإمام (ع) ولاكن الله تعالى سلمهُ من كيدهم وخيب آمالهم كما فر موسى بن عمران (ع) من مصر ، ووروده على شعيب ، وعتزال نبينا المعظم (ص) في شعب أبي طالب وختفائه أخيراً في الغار حين أرادوا قتله . فكذالك المهدي المنتظر (ع) يخشى القتل لعدم وجود الأسباب العادية لنصرته وتقدمه في دعوته ، فلا مفر له من الأعتزال والغيبة حتى يأتي الله تعالى بأمره . 3- لئلا تكون في عنقه (ع) بيعة لأحد حيث حفظته من بيعة الظالمين والحكام الغاصبين ، وانه سيظهرحين يظهر وليس لأحد بيعة في عنقه ، فيظهر الحق عيناً ، وبلا أي مواريه ويقر في الأرض حكم القسط والعدل . 4- تكميل النفوس وتهذيبها فالناس يختلفون في درجة الأستعداد وتحمل التكاليف ، ومنه منشأ اختلاف درجات الإيمان ، وارتقاء البشر من ناحية العلوم والمعارف ، لتكميل العقول ونضوجها ، وقد ورد في وصف أصحابه أنهم العلماء والنجباء والقضاة والحكام ورهبان الليل وليوث النهار . 5- تأديب الأمة تجاه ما صدر منها تجاه الرسول وآله (ص) وذلك لأن الأمة لم تقم بواجبها تجاه الرسول والإمام من الأمتثال لأوامره ونواهيه ومعاونته ، بل عصته وتجاوزت في ذلك الحد ، بإذائه بكل وسيلة ، فيجوز للإمام تركها واعتزالها ، لتأديبها وتحذيرها لعلها ترجع إلى الصواب وإلى رشدها ، وتدرك فوائد وجود الرسول والإمام بين أظهرها هادياً ومرشداً داعياً . ومن الواضح أن الأعتزال ليس له حد ولا أمد معين بل حده رجوع القوم عن ضلالهم إلى رشدهم ، وتنبيههم بعد غفلتهم ، ويقظتهم بعد رقدتهم . 6-حفظ أوليائه من القتل 7- لمصلحة خفية استأثر الله تعالى بعلمها فوائد وجود الإمام عليه السلام غائباً : ليس المقصود من غيبته (ع) أنه لا يُرى ، بل المراد من ذلك أنه لا يُعرف شخصه . لم يكن هناك أي تقصير من جانب الله الرحيم في مجال العناية والرحمة ، بل إن تقصير الناس أنفسهم هو الذي أوجب غيبة الإمام (ع) وتأخر ظهوره ، ولكننا يجب أن نعلم أن فوائد وجود الإمام لا تنحصر بالإرشادات والهداية الظاهرية إن كان بين الناس ، بل إن هناك فوائد أخرى تكوينية وتشريعية تترتب على وجوده ، وإن كان غائباً عن الناس . واهم فوائد وجوده عليه السلام : 1-كونه (ع) ( واسطة الفيض الأقدس ) ، بمعنى كونه الرابطة بين العالَم والخالق ، فانقطاعه يعني ذلك النبض ، لأن تمام أنواع الفيض الإلهي إنما تنزل على الناس بواسطة الإمام ، كما تتنزل الأوامر والقرارات إلى الموظفين من الرؤساء والوزراء بواسطة المدير . 2- هدايته المعنوية للأفراد اللائقين لذلك ، وإن لم يستطع هؤلاء أن يروه بشخصه المعروف . 3- صيانته للدين وهداية الناس اللائقين ، فالإمام (ع) كالشمس التي يغطيها السحاب ، فكما يستفيد الخلق من الشمس ويستضيؤن بنورها وإن جللها السحاب ، فكذلك يستفيد الخلق ولايته في غيبته . 4-الأعتقاد بالإمام المهدي (عج) يعني ارتباط الناس بعالم الغيب ، وأنه لم ينقطع ، ولا يعني انتظار المسلمين للإمام المهدي (ع) أن يتخلوا عن مسؤلياتهم ، فيضيعوا أحكامهم ، ويتركوا الجهاد ، كما يزعم بعض الجهلة ، بل على المسلمين أن يعملوا على نشر المعارف الإسلامية وإقرار الأحكام الشرعية ، وبعبارة أخرى أن يعملوا على تهئية الأرضية لمساعدة قيامه (ع) ، فيكون الفرد المسلم مستعداً ومنظماً حياته ، بشكل لا يتناقض مع دعوته (ع) ، لكي يكون مؤهلاً للأنخراط في سلك أتباعه وانصاره ، ويقارع أعدائه بكل ثبات . يتبع |
في ذكر من قال بوجود المهدي (عليه السلام) ووافق الشيعة من علماء أهل السنة: وهم كثيرون نذكر منهم جماعة: الأول: أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن أبي الحسن القرشي النصيبـي الشافعي في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول)، وهذا الرجل قد أثنى عليه علماء أهل السنة وذكروه بكل جميل الثاني: أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتابيه (البيان في أخبار صاحب الزمان) و(كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب). الثالث: نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة في معرفة الأئمة) وقد ذكروه في التراجم بكل وصف جميل الرابع: الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي ابن عبد الله البغدادي الحنفي المعروف بسبط ابن الجوزي في (تذكرة خواص الامة في معرفة الأئمة) لأنه إبن بنت العالم الواعظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن التيمي البكري البغدادي الحنبلي المعروف بابن الجوزي. الخامس: الشيخ الأكبر محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي المدفون بصالحية دمشق في (الفتوحات المكية). السادس: نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي، وقيل: الشافعي صاحب شرح كافية إبن الحاجب المشهور في (شواهد النبوة). السابع: الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني المصري العارف المشهور في (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر). الثامن: السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين فضل الله ابن السيد عبد الرحمن المحدث المعروف في (روضة الأحباب في سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والآل والأصحاب). التاسع: الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه بارسا الحنفي في (فصل الخطاب). العاشر: العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفية في (مرآة الاسرار). الحادي عشر: الشيخ حسن العراقي. الثاني عشر: أبو محمد أحمد بن إبراهيم البلاذري في (الحديث المسلسل). الثالث عشر: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الخشاب المعروف بإبن الخشاب في كتاب (تواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم). قد اعترف علماء كثيرون من أهل السنة بولادة الامام المهدي (ع): 1 ـ سهل بن عبد الله البخاري ( ت / 341 هـ ) سر السلسلة العلوية : 39 . 2 ـ الخوارزمي ( ت / 387 هـ ) مفاتيح العلوم : 32 طبعة ليدن / 1895م . 3 ـ يحيى بن سلامة الخصفكي الشافعي ( ت / 568 هـ ) كما في تذكرة الخواص للعلاّمة سبط ابن الجوزي : 360 . 4 ـ عبد الله بن محمد المفارقي ( ت / 590 هـ ) المعروف بابن الأزرق في تاريخ ميافارقين ، كما في وفيات الاعيان لابن خلكان 4 : 176 / 562 . 5 ـ فريد الدين النيشابوري الهمداني ( ت / 627 هـ ) مظهر الصفات كما في ينابيع المودّة 3 : 141 ـ باب 87 . 6 ـ سبط ابن الجوزي ( ت / 654 هـ ) تذكرة الخواص : 363 . 7 ـ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ( ت / 658 هـ ) كفاية الطالب / الصفحة الاخيرة. 8 ـ ابن خلكان ( ت / 681 هـ ) وفيات الاعيان 4 : 176 / 562 . 9 ـ عزيز بن محمد النسفي الصوفي ( ت / 686 هـ ) في رسالته ، كما في ينابيع المودّة 3 : 143 باب 87 . 10 ـ كمال الدين عبد الرزاق الكاشاني ( ت / 730 هـ ) تحفة الإخوان في خصائص الفتيان ، كما في كتاب ( سر جشمه تصوّف در ايران ) لسعيد النفيسي : 216 . 11 ـ الجويني الحموئي الشافعي ( ت / 732 هـ ) فرائد السمطين 2 : 337 . 12 ـ اسماعيل بن علي أبو الفداء ( ت / 732 هـ ) المختصر في أخبار البشر 2 : 45 حوادث سنة 253 هـ . 13 ـ شمس الدين محمّد الذهبي ( ت / 748 هـ ) العبر في خبر من غبر 2 : 31 ط الكويت . 14 ـ صلاح الدين الصفدي ( ت / 764 هـ ) الوافي بالوفيات 2 : 336 . 15 ـ محب الدين أبو الوليد محمّد بن شحنة الحلبي الحنفي ( ت / 815 هـ ) روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر 1 : 294 ، مطبوع في حاشية مروج الذهب بمصر سنة / 1303 هـ . 16 ـ ابن الصباغ المالكي ( ت / 855 هـ ) الفصول المهمّة / الفصل الثاني عشر : 287 . 17 ـ سراج الدين محمّد الواسطي الرفاعي ( ت / 885 هـ ) صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطميّة الاخيار : 143 طبع مصر لسنة / 1306 هـ . 18 ـ شمس الدين محمّد بن طولون الحنفي ( ت / 953 هـ ) الائمة الاثنا عشر : 117. 19 ـ حسين الدياربكري القاضي ( ت / 966 هـ ) تاريخ الخميس 2 : 343 . 20 ـ عبد الوهاب الشعراني الشافعي ( ت / 973 هـ ) اليواقيت والجواهر 2 : 143 ط مصر لسنة 1378 هـ . 21 ـ أحمد الهيتمي الشافعي ( ت / 974 هـ ) الصواعق المحرقة ط الاولى ص207 ، ط الثانية ص124 ، ط الثالثة ص313 . 22 ـ أحمد القرماني الحنفي ( ت / 1019 هـ ) أخبار الدول وآثار الاول 1 : 353 الفصل 11. 23 ـ ابن عماد الدمشقي الحنبلي ( ت / 1089 هـ ) شذرات الذهب 2 : 148 في حوادث سنة 260 هـ . 24 ـ عبد الملك المكي العصامي ( ت / 1111 هـ ) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4 : 137 . 25 ـ عبد الله الشبراوي الشافعي (ت / 1171 هـ) الإتحاف بحب الاشراف : 68. 26 ـ عباس بن علي المكّي ( ت / 1180 هـ ) نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس 2 : 128 ط القاهرة . 27 ـ محمّد بن علي الصبان الشافعي ( ت / 1206 هـ ) اسعاف الراغبين :140 وهنا بعض الاحاديث سنن ابي داود / كتاب المهدي 3735 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ عَنْ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَسَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يُثْنِي عَلَى عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ وَيَذْكُرُ مِنْهُ صَلَاحًا * 3736 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ * سنن الترمدي/ كتاب الفتن 2157 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي قَالَ عَاصِمٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَلِيَ قَالَ أَبمو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ * سنن ابو داود/كتاب المهدي 3733 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُمْ ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ ح و حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ ح و حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ ح و حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ فِطْرٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ثُمَّ اتَّفَقُوا حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي قَالَ أَبمو دَاومد لَفْظُ عُمَرَ وَأَبِي بَكْرٍ بِمَعْنَى سُفْيَانَ * سنن ابن ماجة/الجهاد 2769 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ح و حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ كُلُّهُمْ عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلِكُ جَبَلَ الدَّيْلَمِ وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةَ * اخذ(صلى الله عليه وآله وسلم)بيد علي فقال(يخرج من صلب هذا فتى يملأ الارض قسطاً وعدلاً ، فاذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فانه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي ). الفتاوى الحديثية:27 لاحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي. عن انس بن مالك قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة انا وحمزة وعلي وجعفر بن ابي طالب والحسن والحسين والمهدي).ذخائر العقبى للطبري:15. قال (صلى الله عليه وآله وسلم)( من انكر خروج المهدي فقد كفر بما انزل على محمّد ومن أنكر خروج الدجّال كفر ). فرائد السمطين للشافعي. قال (صلى الله عليه وآله وسلم)( يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم كانما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي: تقدّم فصلّ بالناس . فيقول عيسى : انما اقيمت الصلاة لك فيصلي خلف رجل من ولدي ). الصواعق المحرقة:98. عن ابي سعيد الخدري قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (المهدي منّي اجلى الجبهة اقنى الانف يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ويملك سبع سنين ). مسند ابي داود:4 / 152. عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (يخرج في آخر امتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الارض نباتها ، ويعطى المال صحاحاً ، وتكثر الماشية وتعظم الامة ، ويعيش سبعاً او ثمانياً يعني حججاً ) . المستدرك على الصحيحين:4 / 557. عن أبي سعيد الخدري قال:خشينا ان يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال ( ان في امتي المهدي يخرج يعيش خمساً او سبعاً او تسعاً ) قال : قلنا : وما ذاك . قال سنين. قال : فيجيء اليه الرجل فيقول: يا مهدي اعطني اعطني . قال( فيحثى له في ثوبه ما استطاع ان يحمله).صحيح الترمذي:2 / 46. قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام)):المهدي من ولدك ). اربعين حديث في المهدي لابي نعيم الاصفهاني:الحديث الرابع. قال (صلى الله عليه وآله وسلم)( اذا نادى مناد من السماء ان الحق في آل محمد فعند ذلك يخرج المهدي ) . عقد الدرر للمقدسي الشافعي:الباب السابع. وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيدة تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ( اعلام الورى ج 2 ص226). عن سلمان المحمدي قال :دخلت على النبي (ص) والحسين عليه السلام على فخذه وهو يقبل عينيه، ويلثم فاه ويقول: إنك سيد ابن سيد ابو سادة، إنك إمام ابن إمام أبو ائمة، وإنك حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم (تذكرة الخواص204). قال رسول الله (ص) لن تنقضي الايام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يواطيء اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا. قال رسول الله (ص) : يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كإسمي، وكنيته ككنيتي، يملأ الارض عدلاً كما ملئت جورا، فذلك هو المهدي. قال رسول الله (ص) : لا تذهب الايام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يملأ الارض قسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وجورا. عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله (ص) يقول: الائمة من بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم. يقول العلامة أبو سالم الشافعي في مطالب السؤال : فهو من ولد الطهر البتول ، المجزوم بكونها بضعة من الرسول .. فأما مولده فبسر من رأى (سامراء) في ثالث و عشرين سنة ثمان و خمسين و مائتين للهجرة ، و أما نسبه اباً و اماً ، فأبوه الحسن الخالص بن علي المتوكل ، بن محمد القانع ، بن علي الرضا ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الحسين الزكي ، بن علي المرتضى أمير المؤمنين " مطالب السؤال : ج2 الباب 12 . جاء في ينابيع المودة قال : و منها ( أي من الروايات في المهدي ) عن حذيفة بن اليمان قال : خطبنا رسول الله (ص) فذكر ما هو كائن ثم قال : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوَّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من ولدي اسمه اسمي . فقال سلمان : يا رسول الله : من أي ولدك هو ؟ قال : من ولدي هذا ( و ضرب بيده على رأس الحسين عليه السلام ) . ينابيع المودة : من الاربعين حديثاً الذي جمعه ابو نعيم في المهدي ص 490 . الشيخ القطب الفوثي محي الدين بن العربي في الفتوحات قائلاً : " اعلموا انه لا بد من خروج المهدي و هو من عترة رسول الله (ص) من ولد فاطمة (رض) جده الحسين بن علي بن ابي طالب ، و والده الامام حسن العسكري ، ابن الامام محمد التقي ، ابن الامام علي الرضا ، ابن الامام موسى الكاظم ، ابن الامام جعفر الصادق ، ابن الامام محمد الباقر ، ابن الامام زين العابدين علي ، ابن الامام الحسين ، ابن الامام علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه " . مشارق الانوار للشيخ حسن الحمزاوي ص 112 طبع 1307 هـ . العلامة سبط ابن الجوزي حيث قال : "هو : محمد بن الحسن ، بن علي ، بن محمد ، بن علي ، بن موسى ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي بن ابي طالب ، و كنيته ابو عبدالله و ابو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي ، و هو آخر الأئمة ، انبأنا عبدالعزيز بن محمود بن البزاز عن ابن عمر قال :قال رسول الله (ص) يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي ، اسمه كاسمي ، و كنيته ككنيتي ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي ، و هذا حديث مشهور . تذكرة الخواص : ص 363 طبع 1964 م النجف . يقول ابن الصباغ : " ولد ابو القاسم محمد بن الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين للهجرة ، و اما نسبه اباً و اماً فهو : ابو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص ، بن علي الهادي ، بن محمد الجواد ، بن علي الرضا ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الحسين بن علي بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين و امه : ام ولد يقال لها نرجس " . الفصول المهمة : الباب الثاني عشر . في دفع الشبهات التي وردت في أمر المهدي (عليه السلام) الشبهة الأولى : إن طول العمر بهذه المدة مستبعد بل غير واقع عادة، كيف وقد مضى عليه الآن ما يزيد عن ألف وتسع وثمانين سنة كما مر. والجواب: أن الاستبعاد ليس دليلاً ولا يعارض الدليل، وقد عرفت قيام الأدلة العقلية والنقلية على ولادته وغيبته، فهل يجوز أن ندفعها بالإستبعاد؟ مع أنه لا إستبعاد في ذلك بعد نص القرآن العظيم على مثله في نوح وأنه (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً)(1) ونقل أنه عاش ألفاً وثلثمائة سنة.(2) وفي رواية عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه عاش ألفاً وأربعمائة وخمسين سنة، وعاش آدم تسعمائة وثلاثين سنة كما هو مذكور في التوراة، وعاش شيث تسعمائة وإثني عشرة سنة.(3) وجاءت الروايات ببقاء الخضر إلى الآن. قال الطبرسي في إعلام الورى: أجمعت الشيعة وأصحاب الحديث، بل الأمة بأسرها خلا المعتزلة والخوارج على أن الخضر موجود في هذا الزمان، حي كامل العقل، ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب، إنتهى.(4) وكذلك إلياس وإدريس. ونص القرآن الكريم على بقاء عيسى ورفعه إلى السماء.(5) وجاءت الروايات المتفق عليها بين الفريقين على أنه ينزل عند خروج المهدي ويصلي خلفه(6)، فكيف جاز بقاء المأموم طول هذه المدة وحياته وامتنع بقاء الإمام، هذا مع ما صح عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.(7) وجاءت روايات الفريقين بحياة الدجال وهو كافر معاند مضل وبقائه إلى خروج المهدي فيقتله المهدي، فكيف امتنع في ولي الله ما وقع مع عدو الله ونسب معتقده إلى الجهل وسخافة العقل، ونص الكتاب العزيز على بقاء إبليس إلى يوم القيامة وهو غاو مضل؟(9) وقد صنف أبو حاتم السجستاني كتاباً خاصاً بالمعمرين. وقد نص القرآن الكريم على بقاء أهل الكهف أحياء وهم نيام وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد، فلبثوا في رقدتهم الأولى ثلثمائة سنين وازدادوا تسعاً كما نطق به القرآن العظيم.(10) فأيهما أعجب وأغرب وأبعد بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ ويتنظف مدة طويلة؟ أم بقاء أشخاص نيام في مكان واحد لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنظفون؟ وقد نص القرآن الكريم على إماتة عزير مائة عام ثم إحيائه وطعامه لم يتسنه ولم يتغير وحماره معه،(11) فأيهما أعجب هذا أم بقاء المهدي؟ وقد نص الكتاب العزيز على بقاء أهل الجنة والنار.(12) وجاءت الأخبار بلا خلاف بأن أهل الجنة لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس والحواس.(13) ومن أراد استقصاء أخبار المعمرين فليرجع إلى كتابنا (البرهان على وجود صاحب الزمان).(14) وقد شاهدنا في زماننا بقاء الأجسام بعد الموت محفوظة بالأدوية ألوفاً من السنين في الملك الذي أخرج من صيدا وهو في تابوت مغموراً بالماء لم يفقد من جسمه شيء، ونقل بتابوته إلى القسطنطينية في عهد السلطان عبد الحميد العثماني، وتاريخه قبل المسيح (عليه السلام)، وشاهدنا في مصر أجسام الفراعنة محنطة باقية من عهد موسى (عليه السلام) أو قبله بأكفانها والتماسيح المحنطة والمعزى والحنطة والخبز وغير ذلك. وبهذه السنين استخرج في مصر أحد الفراعنة المسمى (توت عنخ آمون) وجسمه لم يبل ومائدته أمامه عليها الفواكه، فإذا جاز على الله تعالى أن يلهم عباده معرفة الأدوية الحافظة لأجسام الموتى والحيوانات وغيرها ألوفاً من السنين، أما يجوز عليه أن يطول عمر شخص ويبقيه حياً زماناً طويلاً؟ وقد ضرب السيد إبن طاوس (رحمه الله) في كتاب (كشف المحجة) مثلاً لرفع استبعاد بقاء المهدي حياً بين الناس مدة طويلة وهم لا يعرفونه حين حصلت بينه وبين بعض علماء بغداد من أهل السنة مناظرة في ذلك، فقال: لو أن رجلاً حضر إلى بغداد وادعى أنه يستطيع المشي على الماء وضرب لذلك موعداً أترى أن أحداً من أهل بغداد كان يتخلف عن ذلك الموعد؟ لا شك أنه لا يتخلف أحد، أو يتخلف النادر، ثم إذا حضر في اليوم المعين ومشى على الماء وقال إنه في اليوم الثاني يريد أن يفعل مثل ذلك، أفكان يحضر من الناس مثلما حضر في اليوم الأول؟ لا شك أن الحاضرين يكونون أقل من اليوم الأول بكثير، وإذا قال إنه في اليوم الثالث يريد أن يفعل مثل ذلك فلا شك أنه لا يحضره أحد أو يحضره النادر، وإذا تكرر ذلك منه كثيراً لا ينظر إليه أحد ولا يستغرب منه ذلك، فكذلك المهدي (عليه السلام) لما كان بقاء مثله زمناً طويلاً قليل يستغربه الناس، ولو نظروا إلى تكرر وقوعه في الأعصار السابقة يرتفع الإستغراب.(15) وأقول: أنه في زماننا ونحن بدمشق جاء خبر بأن طيارة عثمانية تريد المجيء إلى دمشق ولم تكن الناس رأت الطائرات، فلم يبق بدمشق أحد إلا خرج للنظر إليها، فلما جاءت ثانياً وثالثاً قل المتفرجون إلى أن صارت الطائرات اليوم بمنزلة الطيور لا ينظر إليها أحد ولا يستغرب أمرها. يتبع |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 12:05 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024