منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتدى الجهاد الكفائي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=217)
-   -   قراءات استيراتيجية (بما يخص سوريا...) (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=164166)

nad-ali 17-04-2013 04:59 PM

http://www.slabnews.com/public/images/logo.png

"القرار الكبير": شهران حاسمان في بلاد الشام

http://www.slabnews.com/public/uploa...5003234744.jpg
محمود بري

ليس هو قرار بالحسم العسكري النهائي، جرى اتخاذه على أعلى مستوى داخل الدولة السورية. فهذا القرار لا يبدو قريباّ ولا مجدْوَلاً للأسابيع القليلة القادمة. إلا أن ثمة قرار كبير لا شك جرى اتخاذه بشأن تبديل "ستاتيكو المراوحة" الحالي لقلب الأمور إلى صالح الدولة السورية في الميدان، وذلك خلال فترة زمنية حدودها الصيف المقبل. وهذا ما يفسّر تحوّل الجيش السوري من تكتيكات المشاغلة بالنار لمسلحي المعارضة والاكتفاء بتطويق جيوبهم التي تغلغلوا إليها، إلى أسلوب الهجمات الصاعقة السريعة والمدمرة، سواء في جميع مناطق الغوطة الدمشقية ومختلف أرجاء ريف العاصمة، أو أبعد من ذلك باتجاه الحدود الشرقية والغربية والشمالية مع كلٍ من الأردن وتركيا ولبنان، وكل ذلك وفق تفاهم على التفاصيل مع الحلفاء ولا سيما منهم الروس والإيرانيين.

ويسود الاعتقاد أن أحد أسباب التطوّر المستجدّ في موقف دمشق بهذا الإتجاه، ناجم عن تمادي الإدارة الأميركية في مسلكها الزئبقي المتذبذب حيال الأزمة السورية. فلو جمعنا مختلف التصريحات والمواقف التي أطلقتها إدارة أوباما في هذا الصدد خلال الأشهر القليلة المنصرمة، لتجمّع لدينا كمّ كبير من التناقضات والمواقف الملتبسة، ما بين بيانات حمائمية تنادي بحل سلمي تفاوضي لإخماد الحريق السوري، من جهة، ومواقف صقورية مناقضة تماماً من جهة أخرى، يواصل عبرها الأميركي إعداد "الجهاديين المرتزقة" في الأردن وغير الأردن، ويمضي قدماً في دعم المسلحين المقاتلين على الأرض السورية عبر الحدود والأدوات التركية، كما لا يني عن مواصلة تشجيع حلفائه الغربيين من فرنسيين وإنكليز وسواهم لبذل ما في وسعهم في سبيل كسر الدولة السورية، ناهيك عن إطلاق واشنطن أيدي نواطير مشيخات النفط الخليجية ليموّلوا كل ذلك فيفرشوا بالمال والسلاح والعتاد دروب التهريب عبر مختلف الحدود السورية، ويدفعوا أثمان استقدام أفواج المرتزقة من شتى أنحاءالعالم.
يأتي ذلك كله في إطار مواصلة أوباما وإدارته تحريك واستثمار حصان طروادة المسمى بالربيع العربي لإسقاط الحكومات العربية المناهضة للسياسة الأميركية- الإسرائيلية، وإكراه الدولة السورية بعد أن وصلتها الموسى، على الشرب من الكأس ذاتها التي شربت منها ليبيا، فيتم لواشنطن كسر حلقة المقاومة والممانعة والإنقضاض من خلال كل ذلك على المصالح الروسية في المياه الدافئة.

ويشير السياق المنطقي للأمور إلى أن الإدارة السورية، وأمام هذا الواقع الذي لم تعد تفاصيله خافية، رأت ضرورة الإقدام على كسر المسلسل وإحداث تبديل نوعي في مسار الحرب، ولا سيما في ظل عمليات التحشيد المعادي باتجاه العاصمة دمشق وارتفاع نبرة التهديدات بمهاجمتها في سبيل إسقاط الدولة. ومن الطبيعي أن يقتضي ذلك توجيه ضربات نوعية ساحقة أولاً ضد المسلحين في نواحي محيط دمشق القريب والبعيد، بُغية تحطيم تشكيلاتهم العسكرية لتعطيل فعاليتها وجدواها ورفع تهديدها عن العاصمة، وهو الأمر الذي باشرته قوات الجيش النظامي وما انفكت تواصله بعزم واضح في أرجاء الغوطة كافة ومختلف مناطق ريف العاصمة، مترافقاً ذلك مع ضرب التجمعات التي "تتغذّى" عبر الحدود مع كلٍ من الأردن وتركيا ولبنان والقضاء على تحشداتها.

ولكي يكون بإمكان دمشق أن تستثمر على طاولة التفاوض أية إنجازات عسكرية تنجح في تحقيقها على الأرض، ينبغي أن تكون هناك حدود زمنية لهذا الزخم الهجومي المتصاعد، وهي، أي الحدود، تقع على ما يبدو في أوائل الصيف المقبل كما سبقت الإشارة، وتحديداً على أبواب لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما في إيرلندا الشمالية، على هامش قمة الثماني التي ستُعقد هناك أواخر حزيران المقبل.

وفي هذا السياق كان "يوري أوشاكوف" مساعد الرئيس بوتين، صرّح حديثاً أنه "من المقرر أن يجري الرئيسان الروسي والأميركي محادثات كاملة الإطار خلال انعقاد قمة ايرلندا الشمالية للثماني الكبار في نهاية حزيران". وأشار أوشاكوف إلى أن جدول أعمال بوتين يتضمن لقاءً خاصاً مع أوباما، للتباحث في القضايا الحساسة التي تهمّ البلدين (من دون أن يذكر سورية تحديداً على الرغم من أنها المقصودة في القضايا التي وصفها بالحساسة).

ويبدو أن هذه القمة المرتقبة ستكون تتويجاً لمرحلة شاقة من التواصل الروسي-الأميركي من خلال ما يمكننا تسميته بـ "الرسائل الموقعّة في الميدان"، والتي اشتملت على جملة من "الإنتصارات والهزائم" لكلا الطرفين، سواء في العراق أم في إيران أم في سورية. ومن الإنصاف القول إن معظمها في البلدين الأولين كان من نوع الهزائم التي نزلت بالأميركي وتمثّلت بخروجه الذليل من العراق، وبعجزه عن تعطيل اليد الفاعلة الإيرانية، لا على مستوى التكنولوجيا النووية السلمية في الداخل ولا على مستوى الشرق الأوسط وقضاياه الحارة ومياهه الدافئة. ومن هنا كان "الربيع العربي" لعبة شيطانية أميركية انتقلت واشنطن ومعسكرها بها من الدفاع إلى الهجوم، فحققت إنجازات في كلٍ من تونس وليبيا ومصر (باعتبار أن الدول العربية الثلاث باتت على الأقل محيّدة عن أيّ صراع مع العدو الإسرائيلي)، متوقعة لإنجازاتها أن تتواصل على طريقة الدومينو لتكتسح سورية ومختلف البلاد العربية التي هي خارج الجيب الأميركية. وهذا ما يقدّم تفسيراً يبدو منطقياً للإصرار الروسي على مساندة الدولة السورية أمام الهجمة، بعد أن اتضح المشهد تماماً أمام موسكو التي نهشت أصابعها ندماً على سكوتها عمّا تعرّضت له ليبيا، فقررت منع تكرار الخدعة ذاتها ضدّ سورية خصوصاً وأنها باتت مرتكزها الأساسي في منطقة شرقي المتوسط. لذا جاءت الرسائل الروسية الأخيرة بعناوين صارمة لا لُبس فيها، ولا سيما منها ما يتصل بالمناورات الواسعة وغير المتوقعة التي أمر بها بوتين (مستعجلاً) وهو على متن طائرته أثناء رحلتها من مدينة دوربان الجنوب أفريقية حيث عُقدت قمة مجموعة دول "بريكس"، إلى موسكو، وهي المناورات التي وصفها الناطق الرسمي الروسي بـ "المفاجئة" ، والتي "لم يُحط وزير الدفاع علماً مسبقاً بها". وقد جاءت في إطار تشديد الروس على جاهزيتهم لمساندة الدولة السورية، بعد أن ارتفعت لهجة العداء الغربية ضدّ دمشق وعلا الصوت من غير عاصمة أوروبية منادياً بضربات جوية ضد بعض قطعات الجيش السوري. وفور اختتام تلك المناورات، جرى سحب أسطول المحيط الهادي (الروسي) إلى المتوسط ونشره قبالة السواحل السورية تحديداً ، في إشارة تأكيد إضافية على الدعم الروسي الثابت للدولة السورية، والنظر بعين الرضا إلى حركة الجيش النظامي المستجدة لقلب الأوضاع في الميدان لصالح السلطة والنظام العام.

ويعني ذلك من جملة ما يعنيه أن وتيرة الهجمات النظامية ستشهد ارتفاعاً استثنائياً خلال شهري نيسان وأيار وحتى أواسط حزيران. وهذه مدة زمنية تعتبر كافية لاستكمال خطة "السحق والتطهير" ضد مسلحي المعارضة إذا سارت الأمور كما تخطط له القوات النظامية.
وبناء على ذلك لا بد من توقع أمرين متلازمين خلال الأيام والأسابيع التي تفصلنا عن أواخر حزيران: المزيد من الشدّة في تعامل الجيش السوري مع المسلحين، والمزيد من تسرّب الهاربين منهم والمثخنين بالجراح إلى الملاذات والمستشفيات المقامة عنوة على الأراضي اللبنانية، ما سيفرغ عبارة "النأي بالنفس" من آخر ما تركه فيها مسلك حكومة ميقاتي من معنى، ويرفع أمام السلطات اللبنانية تحديات جديدة غير مسبوقة لا يعلم إلا الله كيف ستجري معالجتها. فمع تيقّن جماعات المسلحين والمرتزقة على الأراضي السورية من الاقتراب الواقعي لنهايتهم، تحت غائلة التدمير الممنهج الذي ينفذه الجيش العربي السوري ضد معاقلهم وتجمعاتهم، سيتحول هدفهم من مواجهة الدولة السورية التي أعملت السيف في رقابهم، إلى محاولة تشتيت العزم العسكري للقوات النظامية بإخراج الحرب من مساراتها الراهنة وتوسيع بيكارها نحو أراضي الدول المجاورة. وتعتبر الأراضي اللبنانية هدف هؤلاء المسلحين المفضّل (وهذا ما ابتدأ بالفعل من خلال القصف الصاروخي القاتل على بلدات في منطقة الهرمل) بالنظر إلى توفر البيئة الحاضنة ومعسكرات التدريب والملاذات الآمنة التي يمولها خليجيون ويديرها ضباط أميركيون وغير أميركيين فوق الاراضي اللبنانية.

وهذه ستكون مرحلة أخرى وتحديات جديدة أمام اللبنانيين ينبغي الاستعداد لها على مختلف المستويات ولا سيما العسكرية والإغاثية منها.
وكيفما دار الأمر فسيدخل البلد في متاهة جديدة تحتاج إلى أكثر بكثير من مجرّد حكومة انتخابات أو محايدين(!)، إذ ستبلغ تداعيات الأزمة السورية على لبنان إحدى ذرواتها المُقلقة، ، ما يتطلّب بالضرورة حكومة سياسية حقيقية التمثيل تكون قادرة على الفعل لمواجهة مفاعيل كل ذلك، إلى احتمالات تحرّك الخلايا النائمة لـ"القاعدة" في لبنان، فضلاً عن إمكانية حصول عدوان إسرائيلي.
ذلك أن كسر ظهر المعارضة السورية المسلحة، إذا حصل، لن يمرّ بسلام على بلد يسيل فيه مال حرام كثيف برائحة المازوت البترول البشعة. ولا جدوى من كل التطمينات التي ينقلها الإعلام عنهم. فالحية تغيّر جلدها وليس طبعها.

nad-ali 24-04-2013 10:37 PM

http://www.aljoumhouria.com/img/user/logo.gif

ساعة الصفر لمعركة «أبواب الجحيم»


لا شيء عادياً يستدعي المخاطرة بأمن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي، ولا شك، تُحاول أجهزة مخابرات دولية وإقليمية في مقدّمها إسرائيل رصد أقل حركة له بهدف النيل منه جسدياً، فكيف إذا استقلّ طائرة وسافر إلى طهران وعاد منها، فلا بد أن يكون الأمر على أعلى مستوى من الأهمية ليستحق هذه المجازفة وهذا التحدي الكبير، ولا بدّ أن تنتج الزيارة تطوّراً غير عادي في القريب العاجل.

ويربط محلّلون استراتيجيون بين اجتماع السيد نصرالله مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي وبين قمة الثماني الكبار المرتقبة في إيرلندا الشمالية يومي 17 و18حزيران المقبل، التي ستجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي على جدول أعمالها مواجهة تهديدات الصواريخ الإيرانية والكورية الشمالية والأزمة السورية، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والعلاقات الإستراتيجية بين البلدين.

تُدرك طهران أن الحرب الدائرة في سوريا تستهدفها في شكل غير مباشر، من خلال محاولات ضرب مشروعها وتقليص نفوذها في المنطقة، وهي ترى أن النظام السوري المحاصر خارجياً وداخلياً يتلقّى الضربات ويُستنزف، ويتهاوى يوماً بعد يوم.

وبما أن طهران لم تفقد الأمل بعد في إعادة إنعاش النظام السوري، قرّرت الدفع بما تملك من قدرات عسكرية وبشرية وتقنية حديثة في المعركة لمؤازرة حليفها مهما كلّف الأمر، وحدّدت الخامس عشر من حزيران المقبل، أي عشية القمة الأميركية – الروسية، موعداً لحسم المعركة عسكرياً لكي تُسقط الورقة السورية من يَدَي أوباما، فلا يبقى أمامه على الطاولة ما قد يفاوض عليه من موقع قوة، ولا ما قد يطالب به من ثمن في عملية تسوية مرتقبة مع بوتين.

ويربط خبراء بين تزامن عودة السيد نصراالله من طهران، وبين انطلاق عمليات عسكرية نوعية، وواسعة، وضارية، ضد مسلّحي المعارضة السورية، بما يُشبه وصول كلمة السر وتحديد ساعة الصفر لفتح أبواب الجحيم على المقاتلين المناهضين للرئيس بشار الأسد.

وبالفعل، فقد استعادت القوات النظامية السورية مُعظم درعا، وتقدّمت نحو حرستا في ضواحي دمشق. وتمكّنت، للمرة الأولى منذ أشهر، وبعد معارك عنيفة في منطقة حوض العاصي وحتى القصير، من إعادة فتح الطريق الرئيسية التي يبلغ طولها نحو 160 كيلومتراً وتربط بين العاصمة ومدينة طرطوس الساحلية شمالاً، بعدما كانت قوات المعارضة تتغلغل في مناطق معيّنة منها وتقطعها.

وتقضي الخطة العسكرية للنظام، بمواصلة الهجمات الضارية لإعادة السيطرة على منطقة القصير سريعاً، والإنطلاق منها إلى حمص في مرحلة أولى، ثم إلى حلب. وقد شكّل الدخول الإيراني المتجدِّد وحلفاؤه بقوة على خط المعركة، إخلالاً في موازين القوى العسكرية على الأرض، لكن التجارب السابقة أظهرت أن السيطرة على بابا عمرو لم تحسم النزاع، وأن الطرف الثاني أيضاً لديه من يقف خلفه ويمدّه بجرعات مقاومة.

في النتيجة، لا أحد يملك ضمانة بألاّ يعود مسلحو المعارضة إلى المواقع التي خسروها أو أخلوها، وألاّ تُقطع طريق دمشق – اللاذقية مجدداً، ولا أحد يستطيع الجزم بأن الحرب في سوريا ستنتهي قبل سنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر.

وحدها دماء الشعب السوري لن تكون على طاولة المفاوضات.

nad-ali 24-04-2013 10:38 PM

http://b.vimeocdn.com/ps/325/704/3257040_300.jpg

حتمية الحرب .. هاغل في اسرائيل و نصر الله في ايران


أحمد الشرقاوي

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...xWUTkuvKGc8GLg

نهاية مرحلة وبداية أخرى

لم يعد المراهنون على الوهم يرددون اليوم شعار الحرية والديمقراطية واسقاط النظام في سورية، وهو الشعار الذي رفعه نادي “المعارضة” الخارجية اللقيطة في صالونات فنادق الدول المتآمرة على سورية، من قطر إلى المغرب جنوبا، ومن اسطنبول إلى لندن شمالا، ونظمت له العديد من اللقاءات تحت شعار “أصدقاء سورية” اجتمعت حوله 144 دولة تدور في محور الولايات المتحدة الأمريكية، وروجت له قنوات التضليل العربية ووسائل الإعلام الغربية طوال السنتين الماضيتين، فنجحت أيما نجاح في التأثير على الرأي العام العربي والغربي، من خلال التركيز على شخص الرئيس بشار الأسد، وشيطنته، وتقديمه على أنه “ديكتاتور يقتل شعبه”، ليتبين أن ما تسمى بالمعارضة لم تكت تسعى للإصلاح والحوار، بل كانت مجرد أداة تعمل جاهدة على تدمير وطنها وقتل شعبها والتآمر على جيشها.

بعد خطاب الأسد الأخير، والذي جاء عقب تحقيق الجيش العربي السوري لانتصارات ميدانية سريعة حاسمة وفعالة، أبانت عن استراتيجية جديدة مفاجأة، نجحت في تغيير كفة الصراع على الأرض لصالح القيادة والجيش والشعب في سورية، وأظهرت للعالم بوضوح أن الحرب الدائرة في الشام هي في “ظاهرها” حرب على الإرهاب بامتياز.. إرهاب تدعمه بمليارات الدولارات والسلاح والمقاتلين من مختلف أصقاع الأرض، دول إقليمية تحكمها أسر إقطاعية فاسدة ومستبدة لا تعرف للحرية أصل ولا للديمقراطية معنى. وأخرى إما متواطئة طمعا في دور إقليمي يعيد لها بعضا من أمجاد إمبراطوريتها القديمة كتركيا العثمانية، متناسية أن التاريخ لا يعيد نفسه، وأن الإمبراطوريات التي تموت لا تعود لتحيا من جديد، أو دول غربية متهالكة، كفرنسا وبريطانيا الحالمتين بجزء من الغنيمة، نظرا لما تختزنه المنطقة (سورية ولبنان) من غاز ونفط يمثل عصب الصناعة والإقتصاد لإوروبا المأزومة.. وهي جميعها أدوات تمثل جوقة التحالف الدولي المنخرط في المشروع الصهيوأمريكي.

أما الذين يحكمون على طبيعة الصراع من ظاهره، ويعتقدون أن الأمر يتعلق بحرب أهلية بين نظام وشعبه، ومن ثم يتهمون الإدارة الأمريكية بالإنتقائية وازدواجية المعايير في التعامل مع موضوع الحرية والدموقراطية بين سورية والبحرين والسعودية مثلا، فهم أناس طيبون ينظرون للأمور بنظرة أخلاقية طوباوية لا علاقة لها بالبراغماتية السياسية وحقيقة ما يجري ويدور من صراع مصالح كبرى على مستوى العالم.. وآن لهم أن يفهموا أن “أمريكا” لا تتعامل بمعايير الأخلاق في السياسة، ولا تحترم شرعية أممية، ولا تقيم وزنا لقانون انساني، ولا تلتزم بحرية أو ديمقراطية عندما يتعلق الأمر بمصالحها الاستراتيجية العليا.

صراع المحاور

أصبح واضحا اليوم، أن هذه الحرب المجنونة التي تدور بالوكالة اليوم في الملعب السوري، هي حرب بين محورين و رؤيتين للعالم.. رؤية قديمة تؤمن بأسطورة “الحق الإلهي لقيادة العالم” وتستند في ذلك إلى “لاهوت القوة” وتتعامل مع الدول باستعلاء واستكبار وتجبر.. تحتقر الضعفاء، وتسخر الأقوياء كعبيد لخدمة مصالحها، وترفض التنازل عن بعض من حدود امبراطوريتها. هذا المحور هو الذي أصبح يعرف في الإعلام الغربي اليوم بمحور “روما الجديدة”، وهو المحور الذي يمثل قمة الشر بكل المقاييس الدينية والأخلاقية والإنسانية. مقابل محور آخر صاعد، يرفض هيمنة أمريكا على العالم وينافسها على المصالح الجيواستراتيجية السياسية والإقتصادية. محور له رؤية مختلفة لأدارة شؤون العالم، يمتح من الشرعية والقانون الدولي، ومبادىء احترام سيادة الدول وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها، ويرفض التدخل العسكري لتغيير الأنظمة والسياسات بالقوة، ويحارب الإرهاب باعتباره شر مطلق لا دين ولا جنس ولا لون له.. هذا المحور هو ما أصبح يعرف اليوم بدول البريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب إقريقيا)، والذي تتزعمه روسيا الجديدة، وتتحالف معه دول أخرى، تشاركه نفس الرؤية، وتعارض منطق القوة والاستكبار الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على الشعوب المستضعفة، ومن بين هذه الدول والقوى: محور المقاومة (إيران، سوريا، العراق، حزب الله، الجهاد الإسلامي في فلسطين) بالإضافة لكوريا الشمالية.. وهو المحور الذي يمثل الخير والتدافع الإيجابي من أجل عالم أفضل تنعم فيه الدول بالإحترام والشعوب بالسلام. ومن المرجح أن يتسع ويتقوى هذا المحور أكثر مما هو اليوم، حسب تطورات الأحداث التي من المتوقع أن تعرفها سورية خلال الأشهر القليلة القادمة.. وهذا هو “باطن” الصراع وجوهره وحقيقته التي تمثل الحرب على الإرهاب في سورية اليوم ظاهره المرئي للعيان فقط.

مفاتيح للفهم

وإذا كانت الحرب بمفهوم التخطيط العملياتي، تقتضي وضع مجموعة استراتيجيات ديبلوماسية، وإعلامية، وأمنية وعسكرية بأهداف دقيقة ومحددة، تصب جميعها في تحقيق الغاية النهائية من خوضها، فإننا أصبحنا اليوم نعرف الغاية من الحرب الكونية الدائرة اليوم في الملعب السوري، والمتمثلة في الدور الذي تلعبه “إمبراطورية روما الجديدة” وفق الرؤية التي أوضحناها أعلاه.. وبالتالي، فالنقاش الدائر اليوم على مستوى التحليل الموضوعي ينصب في مجمله حول تتبع المتغيرات على مستوى الإستراتيجيات لرصد التوجهات الجديدة على مستوى الخطاب، ومن ثم توقع مسارات وتطورات الصراع .. هذا هو المنهج المعتمد اليوم من قبل المحللين الإستراتيجيين الموضوعيين والمستقلين في الغرب. ومن مزايا هذا المنهج، أنه يساعد على استشراف مآلات الصراع حتى في غياب المعلومات الدقيقة التي يمكن أن تبنى عليها الإستنتاجات. كيف؟

الغاية و الإستراتيجيات

بحكم معرفتنا بالطبيعة العميقة للعقلية الأمريكية والعقيدة السياسية الثابتة لصناع الإستراتيجيا في الإدارة الأمريكية من قبل المحافظين القداما والجدد على حد سواء، وهو الموضوع الذي تحدثنا عنه بإسهاب في مقالة سابقة من جزئين تحت عنوان (أمريكا خلقها الله لقيادة العالم) نشرت على موقع بانوراما الشرق الأوسط، نستطيع الجزم بأن التسوية السياسية للأزمة التي تم الترويج لها إعلاميا على أساس مبادىء مؤتمر جنيف، هي عبارة عن تضليل في تضليل لتمرير الوقت وبيع وهم السلام للطيبين.. لسبب بسيط ووجيه، وهو أن الصراع في جوهره، وكما كشفت عنه القناع الحرب الدائرة منذ سنتين ونيف في سورية، هو لا يهم سورية بالذات، لا كنظام ولا كشعب يطالب بالحرية والديمقراطية، فذاك آخر هم يشغل الإدارة الأمريكية. وحتى إذا افترضنا حسن نية الإدارة الأمريكية، وسلمنا جدلا برغبتها واستعدادها للتسوية السياسية في سورية، فإن فقدان أمريكا لنقط القوة التي كانت تمتلكا قبل شهر، يجعلها في موقف المفاوض الضعيف الذي لم تعد له اليوم أوراق ضغط يقدمها لفرض شروطه في المفاوضات المقبلة، مما يجعلنا ننسنتج بالمحصلة، أن لقاء أوباما و بوتن في حزيران المقبل لو تم، فسيكون بروتوكوليا واستعراضيا أكثر منه لقاء جدي لحل الخلافات الحقيقية بين القوتين.. ما دام الرهان الاستراتيجي كما سبق وأوضحنا لا يتعلق بسورية كدولة، بل بصراع الأقطاب لإعادة اقتسام النفوذ، وهو ما لا يمكن أن تقبل به الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة المبكرة من المواجهات، لأنه يتطلب الحسم في العديد من الملفات الحساسة والمعقدة في الشرق الأوسط و منطقة شرقي آسيا.

أما على مستوى الإستراتيجيات، فيمكن أن نتحدث بإيجاز عن ثلاث استراتيجيات معتمدة كروافد تخدم الدور الأمريكي في العالم وتصب في تحقيق الغاية المرسومة أو الهدف النهائي الأكبر.. وهي كالتالي: استراتيجية إعلامية، إستراتيجية ديبلوماسية و إستراتيجية أمنية. وقد استبعدنا في هذه المرحلة “مؤقتا” الإستراتيجية العسكرية لأن أمريكا نفسها استبدلتها باستراتيجية “الفوضى الخلاقة” أو “الحرب الناعمة” التي تدخل في مجال الإستراتيجية الأمنية.

ووفق هذه المنظومة المتكاملة، فإن كل من يعزف في الجوقة العالمية من مساندي وداعمي الرؤية الأمريكية، إنما يعزف نفس السينفونية وفق نفس النوتة التي وضعها المايسترو الأمريكي.. لكن، كل حسب الآلة التي يتقنها، والمقاطع المسندة إليه في تناغم تام. وليس صحيحا ما يروج له بعض المحللين العرب، من أن أمريكا أعطت لقطر والسعودية وتركيا مزيدا من الوقت حتى حزيران/يونيو المقبل لتحقيق نتائج مهمة على الأرض تستخدمها الإدارة الأمريكية كأوراق قوة خلال تفاوضها مع الروسي، لأن في الصراعات الدولية الكبرى، الاستراتيجيون الأمريكيون هم وحدهم من يتحكمون بخيوط اللعبة، ويوزعون الأدوار، ويديرون المعارك وفق خطط معدة مسبقا، يتم تحديثها بمرونة على ضوء التطورات الميدانية. أما بالنسبة للإستراتيجيات فنقول:

تداخل الإعلامي والدبلوماسي والأمني

الأمر هنا لا يحتاج لكثير ذكاء لمعرفة أن صناع الرأي القائمين على رأس إمبراطوريات الإعلام الضخمة في العالم من قنوات وفضائيات التضليل وتزييف الوعي، وكبريات الصحف ومراكز الدراسات والبحوث ومواقع الإنترنت وغيرها.. كلها تتغذى على الإشهار لتعيش وتروج لسلعة الزبون من دون إعتبار للحياد والاستقلالية والموضوعية.. هذه الشعارات انتهت من عالمنا اليوم الذي تحول إلى سوق كبير في فضاء مفتوح، يقوم على علم الماركتينغ في تسويق المنتجات من الحذاء إلى الأفكار. والذي يتعامل بأخلاق وضمير لا يكتب له النجاح بل يحارب وينتهي ويشطب إسمه من السوق. لهذا لم يعد للمثقف النزيه من دور يلعبه اليوم إلا إذا فهم طبيعة اللعبة وقبل بالإنخراط في مسرحية تزييف الوعي التي يديرها الإعلامي التاجر بإتقان ونجاح. نحن لا نتحدث هنا عن بعض الاستثناءات القليلة في عالمنا العربي والتي لا تستطيع التأثير في رأي عام أمي لا يقرأ ويفضل متابعة قنوات العهر الفضائية. كما أن مواجهة الغزو الفكري، كما قال الرئيس بشار الأسد للزفد اللبناني الذي زاره نهاية الأسبوع الماضي، يلزمه إرادة جماعية، وخطة واضحة وعملية على مستوى الأمة، وسورية جاهزة لدعم مشروع طموح من هذا النوع.

ونظرا لفعالية الاستراتيجية الإعلامية في كسب الرأي العام، خصوصا في المواضيع الحساسة التي تتعلق بأولويات أمريكا ومصالحها الحيوية في العالم زمن الحرب، كما كان الأمر بعد 11 من شتنبر/أيلول 2001 وفي أفغانستان والعراق، ثم في سورية اليوم، حيث لا يسمح للخصم أن يعزف منفردا على آلة تصدر أصواتا نساز تخرج عن الكورس فتشوش على تناغم وانسجام السينفونية التي تفرضها الإمبراطورية على أسماع العالم، وهو ما يفسر سبب قطع بث القنوات السورية والإيرانية (وقناة المنار في وقت من الأوقات)، وإغلاق حسابهم على التويتر والفيسبوك، لأن الصوت النشاز يثير الفضول ويفسد التناغم، وقد يفضح المستور ويؤثر على حسن سير الإستراتيجية.

ما نريد قوله هنا، هو أن هذه الإستراتيجية الإعلامية فشلت فشلا ذريعا، بمجرد أن سقطت شعارات الحرية والديمقراطية و’بشار’ الذي “يقتل شعبه”، وتبين للجميع أن الواقع هو عكس ما يتم الترويج له، فانقلب السحر على الساحر، وخرصت ألسن الشر، وبدأ الإعلام في الغرب وفي العالم العربي يتخبط في عجزه عن تبرير ما هو قائم مقارنة بما كان يروج له.. وبدأنا نلاحظ تطورا ملموسا على مستوى الوعي الشعبي، وأصبح الناس يدركون حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد سورية والأمة، وأصبح الرأي العام الغربي يتسائل: – إذا كانت المعارضة السورية المزعومة تحارب نظام الأسد دفاعا عن حرية وكرامة الشعب السوري، فما محل القاعدة من الإعراب في هذا “العرس الديمقراطي الدموي”، وهي التي ترفع شعار إقامة إمارات ظلامية في المناطق التي تسيطر عليها في أفق إحياء دولة الخلافة الإسلامية؟.

لكن الغرب الذي خسر معركة الإعلام في الجولة الأولى لم يستسلم، وبدأ يروج لمهزلة جديدة مفادها أنه يعمل على تدريب معارضين في الأردن لمواجهة مقاتلي القاعدة والجيش النظامي معا.. هذا علما أنه لم يعد هناك شيىء إسمه معارضة سورية مسلحة، بدليل ما صرح به الرئيس الأسد لوفد من الأحزاب اللبنانية الذي زاره في دمشق نهاية الأسبوع المنصرم، حيث قال بصريح العبارة: “الجيش الحر انتهى، والقتال اليوم هو ضد الإرهاب القادم من 23 جنسية”. وهذا كلام دقيق ومسؤول يكذب مزاعم “حلف الشر” عن تدريب مقاتلين سوريين، ويوحي بأن شيئا خطيرا يحضر لسورية في الأفق المنظور، وله علاقة وثيقة بما ذكره الرئيس الأسد في خطابه الأخير عن مؤشرات وبوادر توحي بالعمل على تفجير الصراع ليشمل دول أخرى بالمنطقة ومنها على وجه الخصوص الأردن.

من هنا يفهم سبب التركيز بشكل لافت منذ حوالي أسبوعين على قضية مفتعلة إسمها “الأسلحة الكيماوية”، في محاولة محمومة للهروب من مأزق فشل مخطط تدمير سورية من الداخل من خلال الإرهاب. وذلك من خلال قلب الحقائق، وتنصل الغرب من مسؤوليته في دعم الإرهاب، والعزف على وثر الخوف من أن تسقط الأسلحة الكيماوية في يد تنظيم القاعدة في سورية حيث الدولة توجد على وشك الإنهيار وتهدد بتفجير المنطقة برمتها. وفق ما كتبه ‘ديميس روس’، المساعد الخاص السابق للرئيس الاميركي باراك أوباما، في مقالة له نشرتها مجلة “فورين بوليسي” الإثنين 22 أبريل/نيسان 2013 جاء فيها بالحرف: “مشكلة اللاجئين ليست وحدها هي التي تهدد الدول المجاورة لسوريا والمنطقة ككل، بل إن الانهيار الوشيك للدولة السورية يعني أنها لن تحافظ على سيطرتها المركزية على الأسلحة الكيميائية، فإذا لم يتم اتخاذ خطوات مسبقة للسيطرة على / أو تدمير هذه الأسلحة، فإن المصالح والقيم الأميركية أيضاً ستكون في خطر محدق”. وهذا الكلام معناه أنه لم يعد أمام الإدارة الأمريكية من حل في سورية اليوم سوى التدخل العسكري المباشر للسيطرة على السلاح الكيماوي قبل فوات الأوان.

وتناغما مع هذا الموقف الأمريكي الذي يتبنى الأطروحة الصهيونية بالكامل ويكشف عن طبيعة الصراع في المرحلة المقبلة، نلاحظ تركيز بريطانيا الجديد والمثير للإنتباه على قضية السلاح الكيماوي، وادعائها أنها تملك أدلة توثق لوقائع تفيد بأن النظام السوري استعمل هذا السلاح الفتاك ضد شعبه في مواقع بعينها. وهو الأمر الذي دفع فرنسا للاستغلال الطلب السوري الموجه إلى الأمم المتحدة للتحقيق في السلاح الكيماوي الذي استعملته المعارضة السورية ضد مدنيين بمساعدة من تركية، فضغطت (أي فرنسا) على مجلس الأمن لتوسيع مهمة لجنة التحقيق الأممية. والهدف كما فهمته سورية وحلفائها، كان عبارة عن محاولة خبيثة لإرسال مجموعة عملاء ضمن لجنة التحقيق الأممية، مهمتهم تزوير تقارير تؤكد مزاعم بريطانيا في هذا الصدد.. لذلك رفضت سورية المهمة وعادت البعثة أدراجها بعد أن كانت في الأردن تنتظر الضوء الأخضر لدخول الأراضي السورية. ومرة أخرى فشل الرهان على هذه الخطة الخبيثة، وكلنا يعرف ماذا نجم عن مثل هذه البعثات في العراق. لكن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.

غير أن مأزق الغرب، وبعد أن افتضح أمره وتواطئه مع الإرهاب، لم يعد يملك اليوم من ورقة يسوق بها وهم تدخله السافر في سورية بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بأداوته من معارضة مسلحة وفلول الإرهلبيين، سوى التركيز على المخاوف الإسرائيلية ودول الجوار من مخاطر “السلاح الكيماوي”. وهذا معطى هام جدا يؤسس لفهم ما نحن بصدده اليوم وما خططت له “روما الجديدة” في المرحلة المقبلة والتي قد تنطلق خلال شهر يونيو/حزيران 2013، بعد الإنتهاء من الإعداد الأمني والعسكري واللوجستي لها.

وعلى المستوى الديبلوماسي، يمكن القول أن اجتماع ما يسمى بـ”أصدقاء سورية” الذي انعقد في اسطنبول نهاية الأسبوع المنصرم، لم تحضره سوى 11 دولة من بين 144، الأمر الذي يؤشر إلى انفراط عقد هذا التحالف المشبوه وفشله في تسويق ما يسمى بقضية المعارضة السورية. لكن الضربة القاضية هذه المرة جائت من تقديم “معاذ الخطيب” استقالته رسميا من سيرك المهرجين وتعيين “جورج صيرا” رئيسا مؤقتا للإئتلاف. وقبل ذلك، أعلن الائتلاف عن سحب ثقته من رئيس الحكومة المدعو “هيتو”، وبالتالي سقط وهم مشيخة قطر وجامعتها العبرية بعد أن لم يعد لمقعد المعارضة السورية من معنى، وأصبح من العسير إن لم يكن من المستحيل الترويج لمشروع الاعتراف بهذا الإئتلاف الكرتوني باعتباره ممثلا وحيدا للشعب السوري المزمع تقديمه في الأيام القادمة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة كسابقة لم يعرفها تاريخ هذه المنظمة، مما يفقد المشروع القيمة و الجدوى.

وفيما له علاقة بالطبخة الأمنية السرية التي تحضر لسورية، يمكن القول، أنه وبغض النظر عما دار ويدور بين أمريكا وروسيا من مفاوضات وصفقات لا تزال في مرحلة الأخذ والرد في الكواليس، وبغض النظر عما تحاول كسبه الإدارة الأمريكية لجهة تليين موقف إيران للقبول بالمفاوضات المباشرة والتخلي عن طموحاتها النووي مقابل الاعتراف لها بدور إقليمي في إطار الحلف الثلاتي الذي اقترحه أوباما قبل أيام على أساس أن يضم (تركية – إيران – مصر)، وبغض النظر عما يجري من مسرحيات عبثية في الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها سواء تلك التي تهتم باللاجئين أو حقوق الإنسان.. كل ذلك يدخل في إطار تعويم الوقت في انتظار استواء الطبخة والمرور لمرحلة الحسم.. فإن سيناريو المرحلة المقبلة هو الذي يتم الإعداد له بسرية تامة بدأت بزيارة أوباما الأخيرة للمنطقة، وتبعتها اجتماعات الإستماع التي عقدتها لجنة الأمن والدفاع في الكونغريس، وما تلى ذلك من زيارات لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، ووزير الدفاع لإسرائيل وقادة قطر والإمارات والأردن وتركية لواشنطن. وتم الحديث عن صفقات أسلحة بقيمة 10 مليار دولار للسعودية والإمارات وصفقة أسلحة ضخمة لإسرائيل، أعلن صراحة أنها تمثل رسالة واضحة موجهة ضد ايران.

فهل معنى ذلك أن الأمر يتعلق برسالة تهديد جدي لثني إيران عن التدخل في الشأن السوري تمهيدا لتنفيذ المخطط الجديد الذي أعد لإنهاء الصراع في سورية عن طريق الحسم العسكري من المدخل الأردني؟..

خصوصا بعد اعتراف السفير الأمريكي في سورية أمام لجنة الكونجريس قبل أسبوع بأن “إيران تلعب دورا خبيثا في سورية”، والذي أعقبه تصريح من مسؤولين إيرانيين مفاده، أن إيران: “مستعدة لإرسال عشرات الآلاف من المقاتلين للدفاع عن سورية بالإضافة لمقاتلي حزب الله”. ويذكر كذلك، أن صحيفة “وورلد تريببيون” كانت قد أشارت بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2013، إلى جود أكثر من عشرة آلاف من مقاتلي حزب الله على الأراضي السورية يقاتلون بجانب نظام الأسد، فيما ذكرت مصادر إعلامية غربية أخرى أن عناصر حزب الله دخلوا سورية لحماية المزارات المقدسة والمواقع الحساسة ومساندة الجيش السوري في تطهير الأرض من الإرهابيين، وتقدر هذه المصادر عددهم بـ 20 ألف مقاتل، هذا في الوقت الذي يجهل عدد المقاتلين الإيرانيين المتواجدين حاليا في سورية. وهو ما يفسر النجاح الذي حققه هذا التحالف في القضاء على المقاتلين من “الجيش الحر” و “القاعدة” معا.

خطة الحسم القادمة

المؤكد اليوم من المعلومات المتداولة بهذا الخصوص، أن زيارة أوباما الأخيرة للمنطقة وخاصة لإسرائيل والأردن، كان الهدف منها التسويق لخطة الحسم القادمة من مدخل “الأسلحة الكيماوية” والتي تذكر تقارير أنها مخازنها موزعة على 8 مواقع بسورية.. وقد بدأت تتضح هذه الخطة معالمها الواضحة مع جلسات الإستماع التي عقدتها لجنة من الكونجريس الأمريكي وأدلى أمامها بشهادات حول موضوع السلاح الكيماوي السوري كل من السفير الأمريكي في سورية ووزير الخارجية ووزير الدفاع، حيث قدموا رؤيتهم للحسم في سورية، وركزوا جميعا على الخطر الذي تمثله هذه الأسلحة الفتاكة على أمن إسرائيل ودول الجوار في حال سقوطها بيد مقاتلي القاعدة وحزب الله تحديدا.

وكلنا يذكر في هذا الصدد، الهجوم الذي نفذته قوة جوية إسرائيلية على مركز بحث في الجنوب الغربي من سوريا قبل بضعة أشهر، ثم ادعت أن الهجوم كان على قافلة يعتقد أنها تحمل أسلحة باليستية موجهة لحزب الله في الجنوب اللبناني. حينها لم يرد الجيش السوري، لأن الهدف الحقيقي – وفق خبراء – كان يتمثل في دفع سورية للرد وكشف مقدراتها في هذا المجال، قبل أن تقرر أمريكيا بشأن إنشاء منطقة عازلة في الجولان من دون أن تتعرض لمفاجآت.

ويتبين أن الإدارة الأمريكية قد حسمت خيارها في المرحلة القادمة بالتركيز على الأردن كحصان طروادة للنفاذ إلى العمق السوري بهدف قلب المعادلات على الأرض بدعوى تدمير مخازن الأسلحة الكيماوية. من هنا يفهم قرار بعث 200 جندي من المارينز إلى الأردن لينضموا إلى 150 من الجنود المتواجدين هناك، على أساس أن يتم استكمال العدد في الأسبوعين القادمين ليصل إلى 20.000 عنصر من الكوماندوس الخاص والمدرب على التدخل السريع والمركز بالإضافة لتدريب وإعداد ما تسميهم الإدارة الأمريكية بـ”مقاتلي المعارضة السورية”. وهي الاستراتيجية التي تحدث عنها ‘ديميس روس’ في مقاله المشار إليه أعلاه، والذي جاء فيه “الانهيار الوشيك للدولة السورية يعني أنها لن تحافظ على سيطرتها المركزية على الأسلحة الكيميائية، فإذا لم يتم اتخاذ خطوات مسبقة للسيطرة على / أو تدمير هذه الأسلحة، فإن المصالح والقيم الأميركية أيضاً ستكون في خطر محدق”.

وتقتضي هذه الإستراتيجية الجديدة التركيز في المرحلة الأولى على تدريب ما يسمى بـ”المعارضة السورية غير المتطرفة” وتسليحها بأسلحة نوعية قادرة على قلب معادلة الصراع لصالها، وعند قرب انهيار النظام، تستطيع فرق الكوماندوس الأمريكية بمساندة من قوات إسرائيلية خاصة، التدخل للسيطرة على الأسلحة الكيماوية وإخراجها من سورية أو تدميرها في عين المكان.

ويشرح ‘ديميس روس’ في المقالة المذكور أعلاه المرحلة الأولى من هذه الإستراتيجية بقوله: “الولايات المتحدة بحاجة أولاً إلى التركيز على تغيير موازين القوى على الأرض، ليس فقط بين المعارضة والنظام، ولكن داخل المعارضة نفسها، كما أنها بحاجة لبذل المزيد من الجهود لحماية الشعب السوري، والعمل على احتواء الصراع ومنعه من الانتشار خارج سوريا”، موضحا ان: “الولايات المتحدة لن تتمتع بنفوذ حقيقي في سوريا إلا إذا قدمت أسلحة متطورة إلى جانب المساعدات غير القاتلة التي تحصل عليها المعارضة السورية، حيث إن السبيل لتقويض هيمنة الإسلاميين ومنعهم من الصعود للسلطة لا يكمن في المسارعة بإسقاط الأسد، وإنما في تعزيز قدرات الجماعات التي تتطلع إلى مستقبل غير طائفي وشامل في سوريا”.

وواضح أن الأردن من جهته، قد وافق على الإنخراط بالكامل في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد تلقيه ضمانات من الرئيس أوباما بالدفاع عن الأردن ضد أي هجوم خارجي مصدره سورية، وتقرر تزويده بصوارخ باتريوت لحمايته من صواريخ إيران المحتملة. وقد حملت وكالة الأنباء الدولية يوم الإثنين 22 أبريل/نيسان 2013 موافقة الأردن الرسمية على فتح مجاله للطيران الإسرائيلي بهدف جمع معلومات عن مواقع السلاح الكيماوي السوري ومراقبة احتمال نقله إلى أماكن أخرى (برغم النفي الأردني)، في انتظار انتهاء المرحلة الأولى من الخطة وبدأ مرحلة التدخل لتدمير هذا السلاح الفتاك. كما أنه خلال المرحلة الأولى سيتم تسريب جحافل الإرهابيين من الحدود التركية إلى الشمال السوري وخاصة منهم القادمين من الشيشان، حيث يعتبر هؤلاء ثاني قوة إرهابية تقاتل في سورية بعد الليبيين.. ليتسنى بعد ذلك ربط تنفيذ مرحلة الحسم الثانية بحجة خطر الإرهابيين الشيشان الساعين إلى السيطرة على الأسلحة الكيماوية، والمجتمع الأمريكي لم ينسى بعد مسؤولية الشيشانيين عن تفجيرات بوسطن. وها هي مجموعة إرهابية شيشانية أقدمت اليوم الإثنين 22 أبريل/نيسان 2013 على خطف مطرانين (بولس اليازجي و يوحنا إبراهيم) لدى عودتهما من تركية عند مدخل مدينة حلب، ليعطى للعملية بعدا إعلاميا كبيرا وخطيرا يوفر الدعم الدولي لتنفيذ المرحلة الثانية من العدوان على سورية.

غير أن القيادة السورية قد وضعت الاستراتيجية المناسبة لمواجهة هذه الخطة التصعيدية الجديدة، بحيث أنها أقامت سدا عسكريا محكما على طول الحدود الجنوبية مع الأردن، بالإضافة إلى كمائن وأفخاخ من شأنها قطع الطريق على أية محاولة لتسلل إرهابيين أو غيرهم إلى العمق السوري. أما على الحدود مع الجولان المحتل، فللجيش السوري فرقا جاهزة من النخبة لم تشارك في الحرب الدائرة على الإرهاب، وعلى رأسها الفرقة الرابعة، وتنتظر أول خطأ ترتكبه إسرائيل لتبدأ حفلة تدمير المدن والمنشئات الحساسة بالصواريخ الباليستية في عمق الكيان الصهيوني، بموازات الزحف البري من جانب حزب الله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويشار إلى أن المجال الجوي السوري مقفل بالكامل أمام الطيران الصهيوني الذي تعتمد عليه إسرائيل بشكل كبير لتدمير القدرات الجوية والصاروخية السورية تحت مسمى تدمير مخازن السلاح الكيماوي الذي يهدد أمنها وأمن المنطقة.

الموقف الروسي

روسيا من جهتها، استبقت هذه المستجدات بإرسال أسطول بحري جديد إلى ميناء بندر عباس في إيران ومن المتوقع أن ينضم خلال أيام إلى أسطولها المتواجد في البحر الأبيض قبالة السواحل السورية، لكن هذه المرة أعلنت روسيا أن الهدف هو المرابطة في المنطقة. وهو ما يعني بالتحليل العسكري أن سورية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يخطط لسورية، وأنها على أتم الإستعداد للدفاع عن سورية ضد أي تدخل عسكري محتمل، في حالة فكرت الولايات المتحدة والناتو حسم الصراع عسكريا في سورية، وبذات المناسبة ستواصل تزويد الجيش السوري بما يلزمه من أسلحة وذخائر. ويقول مراقبون أن روسيا جادة في تهديداته، وتعتبر أن سوريا تمثل خط الدفاع المتقدم عن موسكو. وهو الموقف الذي أكد ثباته الرئيس الأسد مؤخرا.

شاك هاغل في اسرائيل وحسن نصر الله في ايران

وفي الوقت الذي كان وزير الدفاع الأمريكي “شاك هاغل” يقوم بجولة مشبوهة في المنطقة تشمل اسرائيل وعمان والسعودية ومصر والإمارات للترويج لصفقة أسلحة ضخمة مع هذه الدول في رسالة موجهة لإيران، أعلن ‘هاغل’ يوم الأحد 21 أبريل/نيسان 2013 من إسرائيل، أن من حق الكيان الصهيوني الدفاع عن نفسه وحماية أمنه وسلامة مواطنيه، في إشارة ضمنية لضوء أخضر أمريكي يسمح للصهيوني بضرب أهداف سورية يعتبرها خطرا عليه.. ويذكر بالمناسبة، أن مسؤول عسكري صهيوني كبير كان قد صرح قبل يومين، أن تفجيرات بوسطن الإرهابية تخدم المصلحة العليا الإسرائيلية، لجهة كسب المزيد من دعم الشعب الأمريكي للكيان في حربه ضد الإرهابيين الذي يهددون أمنه في المنطقة.

في هذا الوقت، كان السيد حسن نصر الله يجتمع مع القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية، حيث أوضحت مصادر لصحيفة “الرأي” التي أوردت الخبر أمس الأحد 21 أبريل/نيسان 2013، أن الوضع في سورية احتل مكانة مركزية في لقاءات السيد نصر الله مع المسؤولين الإيرانيين، حيث تمت مقاربة الوضع من زوايا عدة، منها: حمايات المقامات الدينية بسورية، واعتبار المعارضة السورية أداة في يد المصالح الكبرى، وإفرازات لدول الجوار، وصدى للسياسة الاميركية.

وتم الإتفاق على التعامل مع تلك المعارضة، ما دامت رافضة للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد وموالية للغرب، وفق معادلة “اضرب الضعيف ضرباً يهتز به فؤاد القوي”. وقد بدأت الامور – وفق المصادر الإيرانية – تُترجم عمليا على الارض من خلال تمكين النظام من تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة أبهرت العالم.

كما اتفقت الاطراف التي شاركت في اجتماعات طهران، على الانتقال في سورية من موقع الدفاع الى الاجراءات الهجومية، رداً على الدعم الأمريكي – البريطاني – الفرنسي –التركي والخليجي للمعارضة.

ونقلت ذات المصادر عن جنرالات ايرانيين كبار قولهم: انه “إنفاذاً لاتفاق الدفاع المشترك مع سورية، فإن ايران في وسعها إرسال مئات الآلاف من رجالها الى سورية دفاعاً عن نظام الاسد وحماية لدوره في خط الممانعة، في حال تمادى الغرب في دعم المسلحين”.

لكن، وهذا هو بيت القصيد، وهو ما يفسر سفر السيد حسن نصر الله إلى إيران والإجتماع مع القيادات السياسية والعسكرية لتنسيق المواقف، هو أوردته المصادر عينها عن “الحرب الحتمية” مع اسرائيل في ضوء المباحثات التي اجراها الرئيس الاميركي باراك اوباما مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والملك الاردني عبد الله الثاني خلال زيارة اوباما الأخيرة للمنطقة. ففي تقويم المتحاورين في طهران ان “الحرب مع اسرائيل واقعة لا محالة، مما يوحي باستعدادات لملاقاتها”.

وهذا هو الحل الذي طالما أكدنا عليه في تحليلات سابقة، حيث قلنا أن الصراع في سوريا لن يعرف نهاية سلمية سعيدة قريبة، وأن النزاع سيطول أمدا طويلا لتدمير سورية من الداخل واستنزافها حتى تنهار قواها وتفقد دورها.. وبالتالي لا حل يبدو في الأفق سوى بتفجير الصراع ليشمل دول المنطقة، وخاصة إسرائيل والأردن الذي يبدو أنه في ورطة حقيقية بسبب الضغوط الأمريكية.. أما غير ذلك فالأمريكي ماض في مؤامرة تلو مؤامرة، وتحريض العرب ليذبح بعضهم بعضا، في الوقت الذي تتفرج فيه إسرائيل على المجازر والفتن المشتعلة، فرحة بما يجري من حولها من مشاريع تفتيت طائفية ومذهبية قائمة على قدم وساق، مستبشرة بنهاية قريبة لسورية الدولة والدور، باعتبارها آخر معاقل المقاومة والممانعة والصمود في المنطقة، ليتسنى لها التفرغ بعد ذلك لإيران.

لن يعرف العرب السلام إلا باجتثاث اسرائيل من المنطقة، هذه الغدة السراطنية المزروعة في جسدهم العليل الآيل للتفكك والإنفجار.

خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية.

nad-ali 24-04-2013 10:39 PM

http://topnews-nasserkandil.com/topn...424-115627.jpg

http://www.arabi-press.com/userfiles/7izballah.jpg

تعالت بالايام القليلة الماضية و ستتعالى بعض الاصوات بالمستقبل القريب تنديدا بدخول حزب الله على خط المواجهات الدائرة على الحدود السورية اللبنانية و بالتحديد مواجهات القصير التي تسارعت وتيرتها منذ اقل من اسبوع و التي ادت الى سيطرة الجيش السوري على ابرز مواقع المسلحين و التي اعتبرت ابرز معاقلهم هناك ..
تقول المصادر ان السفارة الاميريكية في بيروت و اسرائيل تراقبان عن كثب ما يجري على الحدود اللبنانية مع سوريا خصوصا بمنطقة الهرمل فالسفارة الاميركية تجمع معلومات من منطقة الهرمل ومن تلك المناطق عبر عملاء ارسلتهم الى المنطقة، لمعرفة حقيقة ما يجري..
المصادر نفسها اشارت ان واشنطن تفاجئت بقوة حزب الله وطريقة قتاله، كذلك قامت اسرائيل برصد كيفية تحرك حزب الله وكيفية وصوله الى المناطق واتخاذ خطوات عسكرية لا تتخذها الا جيوش محترفة..
قد يحتاج بعض الداخل اللبناني و بعض "الربيعيين العرب " الى اكثر من ما تشير اليه عبارة " قلق اسرائيلي " بخلفياتها و دلائلها لشرعنة تدخل حزب الله بالدفاع عن بلدات و قرى لبنانية و ليتاكدوا ان الامر يتعلق بنار قد تجتاح لبنان اذا لم يتم تداركها ..
هذا القلق الاسرائيلي الذي لم يكن موجودا و ما زال غير موجودا عندما يتسلل الارهابيين و المسلحين من لبنان الى سوريا و من طرابلس الى سوريا لان في هذا مصلحة حتمية لاسرائيل بزعزعة الامن السوري و الاستقرار فيها ..
حزب الله يعرف ان في عدم تدخله فتح الباب على مصرعيه للعملاء و الاستخبارات الصهيونية بالعبث و التدخل بالحدود لما في ذلك خطر كبير على سكان تلك المناطق و على قيادات وعناصر حزب الله التي تعيش بتلك المناطق بشكل طبيعي فهم ابناء هذه القرى و البلدات ..
حزب الله يعرف جيدا ان تدخله الفوري و الذي اتى بعد اطلاق المسلحين من داخل الاراضي السورية الصواريخ على قرى لبنانية حدودية في الهرمل و اوقع شهداء و جرحى و احدث بلبة في صفوف المواطنين هناك بات ضرورة لابعاد المسلحين الى الخلف خصوصا و ان الدولة اللبنانية لم تتحرك لايفقاف هذا الاعتداء ..رغم مالبة السكان بالنظر لحالهم و الا سيتدخلون بانفسهم بالدفاع عن ارضهم و حدودهم من الارهاب ..
حزب الله بالغنى عن الاتهامات القديمة الجديدة و النصح و الارشاد و اتهامه بالغنى عن
هل سيعني لحزب الله كثيرا ان يتهمه الممولين و المسلحين و المنخرطين بالازمة السورية بدخوله طرفا قد يورط لبنان حسب رؤيتهم و هم منذ اليوم الاول للازمة السورية غادروا لبنان بهدف ادارة المعارك و مساعدة المسلحين و دخلو فيها طرفا ؟
من يعرف حزب الله يعرف جيدا ان امنه و امن عناصره و امن قراه و ابعاد اسرائيل عن التمادي باستخباراتها فيها و عن مراقبة عناصره و مراقبة المواطنين و الذي يصب كله بخانة التعدي على لبنان هو هدفه الاول و الاخير..
حزب الله يعرف جيدا ايضا انهم يريدون استدراجه منذ زمن للمطالبة بقوات طوارئ دولية " يونيفيل " تشبه تلك التي بالجنوب اللبناني و ها قد علت الاصوات المطالبة بذلك ...
حزب الله "لن يسمع" و" لن يسمح" .... ..
...فاعذروا حزب الله ..

nad-ali 24-04-2013 10:41 PM

http://www.topnews-nasserkandil.com/...424-065605.jpg

- في المئة يوم ركبوا أعلى ما في خيلهم لإسقاط سوريا سياسيا وعسكريا والزمن يضيق على رقبة الأميركي كما قلنا فعام 2014 لأفغانستان وحدها
- ينقلب التوسع والتمدد العسكري في الميدان من المعارضة إلى الجيش وتتساقط ما قالوا انها قلاع لا تهتز
- آخرها العتيبة غرفة عمليات القاعدة في كل بلاد الشام
- اين هولاند وسعود وأوغلو والتهديد والوعيد ؟
- حمد حزين في لقاء اوباما و بيان من سطرين ان الرئيس إستقبل الحمدين والصورة تقول بلسان اوباما : "إسمع يا حمد إتضبضب للأبد"
- كيري يعلن إتفاقه مع لافروف على تفاوض سوري سوري
- كي مون والإبراهيمي لمراقبين ووقف النار تمهيدا لإنتخابات بإشراف دولي
- الأوروبيون : شراء النفط وصفة تصفية المعارضة لبعضها البعض بحروب آبار النفط
- لا نهاية للأزمة بمئة يوم ولا توقف إطلاق النار بل وقف قرار الحرب العالمية
- حرب الكبار تربحها سوريا بصمودها وحلفها مع الكبار وتذكروا الصواريخ النووية الكورية
- يخرج الكبار من الحرب فيبقى صغارها تتكفل بهم صلية نار ودعوة حوار
8 أيام هي ثمانية والباقون هم الزبانية

nad-ali 26-04-2013 11:08 PM

فيديو – كلمة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري لسماحة السيد حسن نصر الله

http://t.co/HHrGxBCiSl



nad-ali 07-05-2013 11:49 AM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

سوريا … أرض رباط بلا سعوديين

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...gA3bFlgi_lTzvA
فؤاد إبراهيم



حين روى مقاتل سعودي بطولاته على موقع «تويتر» في الشهور الأولى من القتال في سوريا، مشفوعة برسالة تحريضية على الهجرة إلى أرض الجهاد الجديدة، نبّه إلى تجربتيْ أفغانستان والعراق، حين كان السعوديون من التيار السلفي على وجه الخصوص ينفرون خفافاً وثقالاً للانخراط في معارك ضد الخصوم (القوات السوفياتية في أفغانستان والأميركية في العراق قبل أن تتحول إلى قتال ضد شيعته).

في أفغانستان، تمخّضت التجربة الجهادية عن ولادة تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وتمثيل سعودي وازن في طبقتي القيادة والقاعدة التنظيمية، ظهر ذلك واضحاً في نسبة المتورطين السعوديين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، كما كشفت التجربة القتالية في العراق عن حجم لافت من السعوديين، وخصوصاً الانتحاريين، حيث ذكرت سجلات سنجار غرب العراق أنّ أغلبية الانتحاريين الذين دخلوا العراق بين أغسطس (آب) عام 2006 وأغسطس 2007 هم سعوديون. نشير هنا إلى الملف الساخن العالق بين الرياض وبغداد بخصوص السجناء لدى البلدين، حيث تحتفظ السلطات العراقية بعدد كبير من السجناء السعوديين المعتقلين على خلفية المشاركة في القتال ضد الدولة العراقية.

المشهد الجهادي في سوريا بدا مختلفاً تماماً بالنسبة إلى السعوديين، وكأنما ثمة «ردّة» مفاجئة ليس عن الجهاد فحسب بل عن كل محرّكاته البشرية والإيديولوجية والمادية. وبالرغم من وجود سابق لتنظيم جهادي مثل «كتائب عبدالله عزّام» في بلاد الشام، الذي يقوده السعودي صالح بن عبدالله القرعاوي، لم يلبث هذا التنظيم أن تلاشى في بحر المقاتلين الأجانب القادمين من خلف الحدود، وعبر منافذ تركية وعراقية ولبنانية وأخيراً أردنية.

السؤال: ما سر ضآلة تمثيل السعوديين وسط المقاتلين العرب والأجانب في سوريا؟

على المستوى السياسي الرسمي، تبدو رغبة الحكومة السعودية هذه المرة مقوننة، وموجّهة بما يحبط أي تداعيات محتملة لانخراط مواطنين سعوديين في تجارب «جهادية» جديدة. لا شك سوف تكون السلطات السعودية مسرورة لهجرة العناصر القاعدية من كل الجنسيات الى سوريا، بمن فيهم السعوديون، وسوف تمدّهم بالمال والسلاح كيما تبقيهم في ساحة القتال أمداً طويلاً. وقد كشفت وثيقة مهرّبة العام الفائت عن اتفاق بين وزارة الداخلية السعودية ومعتقلين من عناصر القاعدة محكوم عليهم بعقوبة الاعدام على القتال في سوريا، في سياق تسوية بين الطرفين.

المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي كان قد هدّد في 25 مارس (آذار) الماضي باعتقال كل من يعود من القتال في سوريا. قرأ البعض تهديداً كهذا على أنه رسالة للمقاتلين بعدم العودة، لأن الحكومة السعودية لا تريد ظاهرة «الأفغان العرب» أن تتكرر مجدداً، ولذلك فإنها تسعى من أجل أن يصبح مواطنوها بمثابة مقاتلين دوليين، متأهبين للانخراط في معارك متنقلة متى شاءت القوى الراعية لها، على ألا يعودوا إلى الديار. لم تشأ الحكومة السعودية تكرار تجربتي أفغانستان والعراق في سوريا، ولكن وفق مبدأ النأي بالنفس على الطريقة اللبنانية. فمن جهة، أطلقت الحكومة السعودية حملات التبرع للشعب السوري تحت رعاية الملك عبدالله، وما زالت الحملات متواصلة، ومن جهة أخرى، ثمة استنفار إعلامي متواصل لتغطية الحدث السوري.

فالدعم السعودي المطلوب شعبياً هو تبرعات مالية وصخب إعلامي شعبي يضمن القدر المتيقن من مشاغلة الرأي العام المحلي عن أي استحقاقات داخلية، على ألا يصل ذلك الى مستوى تجنيد العناصر السعودية في القتال. لا يعني ذلك البتة أن سوريا لم تستقبل سعوديين خلال سنتي الأزمة، ولكن الحديث عن «قوافل المجاهدين» كما كان المواطنون يلحظون مسيرتها في ثمانينيات القرن الماضي باتجاه أفغانستان، ولحظوا مسيرتها في العراق أيضاً بعد سقوط النظام في إبريل (نيسان) 2003، وتحدّثت عنها الصحف المحلية، وأفصحت عنها معارك نهر البارد في طرابلس في عام 2007، حيث كان العنصر السعودي نوعياً وكبيراً من الناحية العددية. القتال في سوريا كان هذه المرة من نصيب مقاتلي المغرب وشمال أفريقيا، وخصوصاً تونس والجزائر وليبيا، إلى جانب الشيشان. أما العناصر السعودية، فجنحوا للسلم، وعزفوا عن القتال، ولا صلة لذلك بالضرورة بتقويم الوضع السوري، مع النظام أم مع المعارضة، بل هم أقرب إلى الأخيرة، ولكن ثمّة تطوّرات فرضت نفسها وأحدثت تغييرات دراماتيكية في الرؤية والسلوك لدى طيف واسع من السعوديين، وفي البيئة السلفية على وجه الحصر. من باب العلم بالتعبئة السلفية السعودية إزاء النظام السوري، فإن الأخير من بين الأنظمة العربية كافة، كان حاضراً بكثافة في الأدبيات المذهبية السعودية لأكثر من ثلاثة عقود، بما يجعل إمكانية تجنيد عناصر سلفية سعودية للقتال في سوريا أمراً في غاية السهولة. وأيضاً، فإن علماء المؤسسة الدينية الرسمية عارضوا الثورات العربية واعتبروها من باب الفتن، والغوغائية والفساد. ولكن في سوريا، وعلى العكس تماماً، فقد أفتى رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان في إبريل (نيسان) 2011 بجواز قتل ثلث الشعب السوري كيما ينعم الثلثان، إضافة إلى فتاوى عديدة في السياق نفسه. فلماذا لم ينعكس هذا التحشيد السياسي والديني على العنصر السعودي وسط المقاتلين العرب والأجانب في سوريا؟

لا ريب أن مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) وهبت مواطني المملكة السعودية قناة حوارية نموذجية، افتقدوها طيلة تاريخ الدولة السعودية، وتحوّلت إلى ما يشبه مختبراً للأفكار والمواقف، وكذلك إلى سوق تعرض فيه بضائع من كل الأصناف، والأهم أنّ هذه المواقع تحوّلت إلى وعاء كبير يسكب فيه مواطنون همومهم وآمالهم وآلامهم. ونتوقف هنا عند الآلام، لأن ما يلحظه المراقب بخصوص الموضوع السوري يبدو مستغرباً. أثار ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ انطلاقة أول حملة تبرعات أعلنها الملك عبدالله في آذار (مارس) 2011، سؤالاً كبيراً يلخّص طائفة أسئلة تتصل بمواقف جوهرية من المؤسستين السياسية والدينية في المملكة السعودية. السؤال يتعلق بمصير أموال التبرعات، ومقصدها، ومآلها. بخلاف حملات تبرع سابقة، فإن بعضاً تردد وبعضاً آخر امتنع وبعضاً ثالثاً انتقد، فاضطرت العائلة المالكة إلى أن تفتح أمد الحملة زمنياً، فيما تدخّل الملك والأمراء لمزيد من التبرعات من أموالهم الخاصة تفادياً لفشل الحملة. الحملات الأهلية، بإشراف المشايخ، هي الأخرى واجهت المصير نفسه، وهناك من أطلق سحباً من الشكوك حول نيات المشايخ إزاء اهتمامهم بالتبرعات، ووضعت النيات على محك الصدقية، ولذلك صلة بموضوع آخر. مثّل مشايخ السلفية السعودية من الاتجاهات السياسية كافة العنصر التحريضي الحاسم في التجربتين الأفغانية والعراقية. ببساطة، لأن ثقة القاعدة الشعبية بالمشايخ مفرطة وغير خاضعة للنقاش بحال، بخلاف التجربة السورية، حيث بدت الثقة شبه مفقودة. ويبرز هنا أيضاً دور مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً «تويتر»، إذ أطلق ناشطون حملة تطالب المشايخ بإرسال أبنائهم للقتال في سوريا قبل دعوة الآخرين. يستدعي هؤلاء الناشطون قصة «مزحة» معاذ، ابن الداعية الصحوي الشيخ سلمان العودة، الذي بعث برسالة من هاتف خلوي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 يبلغ والده بأنه عازم على الهجرة للجهاد في العراق، الأمر الذي دفع الشيخ العودة إلى الاتصال العاجل بالسلطات السعودية للبحث عنه وإرجاعه. نفى العودة حينذاك أن يكون قد حرّض أحداً على الهجرة والجهاد في العراق. على أي حال، فإن غياب أبناء المشايخ عن ساحات الجهاد أثار سؤالاً مشروعاً حول المعني والمعفى من الجهاد.

من جهة ثانية، وفّرت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة لعرض الأخبار الخاصة عن الحياة الفارهة للمشايخ، ثرواتهم، قصورهم، ما جعل قيمة التضحية بالمال والنفس موضع شك لدى من يبشرون بها ولا يعملون.

في نهاية المطاف، أطلقت التجربة السورية موجة أسئلة وكشفت عن جيل لم يعد يخضع بسهولة تحت تأثير التحريض بلغة دينية، ولسان حال كثيرين: من يدع للجهاد فليقدّم نفسه وأبناءه قبل أبناء غيره.

* باحث وناشط سياسي

nad-ali 07-05-2013 11:51 AM

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...wK1Zhw1KSR4ZgQ

الـــرد الساحـــق قـــادم .. فــلا تستعجلـــوه

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/05/mepanorama6132.jpg[/IMG]
أحمد الشرقاوي

إسرائيل تتحدى ايرن وحزب الله وتقصف سورية

من المبكر الحديث عن خلفيات العدوان الإسرائيلي على سورية، فالمعلومات لا تزال شحيحة بشأن طبيعة الهجوم والأهداف الحقيقية الكامنة من ورائه، كما أن مواقف حلف المقاومة الرسمية بشأن طريقة التعامل مع هذا الإستفزاز المتعمد والخطير لم تصدر بعد بشكل واضح وحاسم باستثناء موقف إيراني المعلن على لسان وزير خارجيتها والذي سنتطرق لفحواه ومعناه بعد قليل، في حين أن الآراء والتحليلات الأولية تبدو متضاربة بشأن الأهداف من وراء إقدام إسرائيل للمرة الثانية هذا العام على ضرب نفس الموقع (المرة الأولى كانت في شهر يناير/كانون الثاني 2013).

وفي انتظار وضوح الصورة الرسمية كاملة، فما يمكن استنتاجه حتى الساعة، هو أن الهدف المعلن من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية على لسان الرئيس أوباما، يمكن اختزاله في العبارة التالية: “من حق إسرائيل أن تقلق على أمنها وتمنع نقل شحنات الأسلحة الإيرانية المتطورة من سورية إلى حزب الله”.

هذا الكلام معناه أن إسرائيل باعتبارها “الوكيل” ما كان لها أن تغامر بالعدوان على سورية دون ضوء أخضر من “الأصيل” الذي هو أمريكا، وهو ما أكدته صحيفة “نيويورك تامز” اليوم بقولها أن الإدارة الأمريكية كانت على علم بالعملية. الخطاب الأمريكي صيغ ليوجه للرأي العام الأمريكي الداخلي والحكومات الغربية المتحالفة مع الإدارة الأمريكية، ويحمل في طياته شرعنة للعدوان تحت يافطة “حق الدفاع عن النفس”، ويبعث برسالة تحدي واستفزاز لمحور المقاومة بربطه المتعمد بين شحنات السلاح “الإيراني” التي تنقله “سورية” إلى منظمة “حزب الله” التي تعتبرها أمريكا “إرهابية”.

هل سيأتي الرد قريبا؟

واضح أن هذا العدوان يأتي هذه المرة في ظرفية خاصة جدا، اتسمت بقرب إعلان الجيش العربي السوري انتصاره الميداني على عصابات جبهة النصرة التكفيرية المدعومة أمريكيا وإسرائيليا وخليجيا، وبعد خطاب السيد حسن نصر الله الذي أكد فيه أن حلف المقاومة سيدافع عن سورية ولن يسمح بسقوطها في يد الأمريكي والإسرائيلي والجماعات التكفيرية. وهو ما جعل الشارع العربي (مناصرين لمحور المقاومة ومناوئين له على حد سواء)، يطرح السؤال التالي:

• هل سينفذ محور المقاومة وعيده ويرد على العدوان الإسرائيلي، باعتباره استفزازا متعمدا وتحديا مباشرا يضعه في مأزق أمام الرأي العام العربي والإسلامي والدولي؟

نستطيع أن نستبق الموقف الرسمي ونؤكد أن الرد هذه المرة سيكون قريبا، قويا، حاسما و قاطعا لا لبس فيه، لكننا لا نستطيع الجزم إن كان هذا الرد سيكون بداية النهاية بالنسبة لإسرائيل إلا إذا ردت إسرائيل على الرد. لأننا نتوقع أن لا يكون الرد في المرحلة الأولى جماعيا من قبل محور المقاومة، بل ستقوم سورية منفردة بالرد على قدر الإعتداء، باعتبار أن الذي أصبح اليوم في الميزان هو كرامة سورية المعتدى عليها ومن ورائها محور المقاومة والحلفاء (روسيا والصين)، وهو أمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام كما كان الحال في الماضي، خصوصا بعد دخول الإمام خامئني شخصيا على الخط، ولأول مرة، وتهديد إسرائيل بمحو حيفا وتل أبيب من الوجود، وتلاه بعد ذلك تهديد السيد حسن نصر الله الواضح والصريح الذي ربط من خلاله بين ما يقع في سورية وبقية محور المقاومة، واعتبر استهداف سورية حرب وجود تستهدف حلف المنتصرين كله، وهو ما لا يمكن القبول به.

لكن علينا أن نضع في الإعتبار أن ردا من هذا القبيل لا يخضع لقرار الرئيس بشار الأسد وحده، ولا يأخذ بالإعتبار عواطف الشارع المناصر والمناىء على حد سواء، بل يمر عبر سلسلة مشاورات تبدأ من سورية ولبنان وإيران وتنتهي في روسيا والصين. وعندما يتخذ القرار بطبيعة الرد وليس بالرد، لأن القرار بالرد قد اتخذ، فحينها يكون التنفيذ. لكن في انتظار ذلك، توضع الجيوش في حالة تأهب قصوى، وتنصب الصواريخ، وتزود الطائرات بالوقود، وتحرك الغواصات والبوارج، وتخرج الأسلحة النوعية من المخازن، ويتم تحديث خرائط الدفاع وخطط الهجوم.

لكن، ما الذي قصفته إسرائيل في سورية.. بحكم أن الرد يفترض أن يكون بحجم الإعتداء؟

المؤكد وفق شهود عيان وما نقله مراسلو الفضائيات من عين المكان، أن ما تم قصفه من قبل الطيران الإسرائيلي هو مخزن سلاح وذخيرة في قلب ثكنة عسكرية، ومركز صناعي لإعداد الغداء للجيش السوري، بالإضافة لمزارع دواجن لفلاحين بالمنطقة. المعلومات الأولية تؤكد أن لا وجود لصواريخ متطورة كانت تنقل لحزب الله كما ادعت إسرائيل. لكن ما يثير الشك والريبة، هو أن المتمردين كانوا على علم بالغارة وتوقيتها بالضبط، حيث تمكنوا من تصوير الإنفجار مباشرة أثناء وقوعه وبثه على وسائل الإعلام الإلكترونية. وما يؤكد هذه الفرضية كذلك، أن مجموعات إرهابية سارعت إلى الهجوم على نقط حراسة عسكرية عديدة، في محاولة منها للتسلل إلى دمشق من عدة محاور في نفس الوقت، وهي العملية التي أفشلها الجيش السوري بسرعة ونجح في صد المهاجمين وإلحاق خسائر فادحة في صفوفهم.

هذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن العملية تمت على مستوى التخطيط، بتنسيق كامل بين “الموساد” الصهيوني ومخابرات “بندر بوش” بضوء أمريكي واضح. وعلى مستوى التنفيذ، فالعملية العسكرية تمت بتنسيق بين الجيش الصهيوني والعصابات الإرهابية التي تتحكم فيها المخابرات السعودية والأمريكية على الأرض. وهو ما يؤشر إلى أمرين هامين: الأول، أن اسرائيل متورطة في الصراع السوري بشكل مباشر، سواء من خلال تزويد المتمردين بالسلاح النوعي (وفق ما تمت مصادرته من قبل الجيش العربي السوري)، أو من خلال توفير غطاء جوي لتمكين العصابات الإرهابية من اختراق الحواجز المقامة على مشارف العاصمة وخصوصا في محيط جبل “قسيون”، والتسلل إلى دمشق، سواء من أجل التسريع بمعركة الحسم والمصير على مستوى العاصمة، وهي المعركة التي فشلت فيها العصابات الإجرامية أكثر من مرة، أو من أجل تنفيذ مخطط ما.. لم تتضح معالمه بعد.

خصوصا بعد أن اتضح أن الرئيس السوري يغامر في تنقلاته وظهوره واختلاطه بآلاف المواطنين، بشكل يمثل خطرا كبيرا على حياته، وتحديا غير مقبول من مسؤول في مستواه ووضعه، ضدا في االإجراءات الأمنية الواجبة الإتباع في الحالة السورية الراهنة.. نقول هذا لأن خطورة العدوان تكمن في أنه تم عبر الأراضي الأردنية، وكلنا يعلم ما يحضر في الأردن من مؤامرات ضد الرئيس شخصيا. كما أن هذا العدوان أكد ما كانت تنفيه السلطات الأردنية فيما له علاقة بالسماح لإسرائيل باستعمال أجوائها للعدوان على سورية. ما يحتم أن يشمل الرد السوري المنظور الأردن كذلك.

لم يكن الهدف المعلن إذن من قبل إسرائيل والولايات المتحدة هو الذي دفع جيش العدو لقصف ما قيل أنه مركز للبحوث العلمية بريف دمشق.. لأن المركز في حد ذاته لم يتعرض للقصف، كما أن حزب الله وعلى لسان السيد حسن نصر الله، سبق وأن أكد في خطابه الأخير، أن الحزب ليس بحاجة لسلاح من خارج لبنان، وأن له ما يكفي ويفيض عن حاجاته ويغطي كل عدوان إسرائيلي مستقبلا على لبنان. كما أن إيران نفت رسميا أن يكون القصف قد طال شحنة صواريخ بعثتها إلى سورية بهدف نقلها إلى حزب الله.

وحيث أن حزب الله لا يكذب.. وإيران لا تكذب.. فإن إسرائيل وأمريكا يكذبان.. هذا ما يقوله التاريخ وتدعمه شواهد سابقة عديدة. ما يعيد طرح السؤال حول الهدف الحقيقي من وراء العدوان، والذي سيتضح قريبا لا محالة.

الموقف الإيراني: اسرائيل تسعى لتفجير المنطقة

إيران هي أول من أصدرت مجموعة من التصريحات على لسان مسؤولين كبار سواء في السياسة أو العسكر. وفي الوقت الذي قال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الإيرانية: “أن الهدف من الهجوم على سورية هو ضرب أمن المنطقة وزعزعة استقرارها” مضيفا “أن إيران لن تسمح لإسرائيل بالعبث بأمن المنطقة”. هذا كلام سياسي كبير، يضع الهجوم الإسرائيلي برسم الإنفجار الكبير الذي تدفع إسرائيل في اتجاه حدوثه. ويفهم منه أن إسرائيل تحاول توريط الجميع في حرب إقليمية طاحنة ضد سورية وإيران وحزب الله. بمعنى، أن إسرائيل بضربها لسورية التي تمثل محور المقاومة، تكون كمن ضرب إيران وحزب الله في نفس الوقت. هذه الرسالة فهمتها إيران وفضحتها وحذرت من تداعياتها على إسرائيل وعلى كل من يقف ورائها لدفع المنطقة إلى الإنفجار.

قائد سلاح البر الايراني الجنرال أحمد رضا بورداستان قال أن “إيران مستعدة لتدريب الجيش السوري”، وهذا الكلام يترجم سياسيا بما معناه، أن إيران مستعدة لبعث قوات عسكرية للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش العربي السوري. لأن ما دفع إسرائيل للعدوان على سورية هو الخطورة الحقيقية والمضاعفة التي أصبح عليها الجيش العربي السوري من قدرة وحنكة ومهارات، بسبب انخراطه خلال أزيد من سنتين في حرب قاسية طاحنة ضد عصابات الإرهاب والإجرام التي تقاتل من أجل أن تموت (وهذه أخطر عقيدة مخيفة لكل جيوش العالم)، وهو ما شكل تدريبا ميدانيا حقيقيا ومتواصلا، الأمر الذي أكسبه جهوزية لا يتمتع بها اليوم أي جيش في المنطقة بما في ذلك الجيش الصهيوني.

رئيس البرلمان سعيد لاريجاني قال: “أن الأزمة السورية هدفها بالمحصلة إضعاف محور المقاومة” وأن إيران لم يغب عنها هذا الهدف وستواجهه بما يلزم من حسم. وهو ما يعني أن محور المقاومة يتصر على أن الغارة الصهيونية تعتبر “عدوانا” على محور المقاومة وليس “إعتداءا” على سورية، كما تروج لذلك بعض وسائل الإعلام المدفوعة الأجر، وبالتالي، فلا يمكن أن يمر من دون رد مناسب.

لكن الموقف الأخطر على الإطلاق، هو الذي عبر عنه وزير الخارجية الإيراني، والذي جاء فيه: “هناك رد ساحق سيزيل كل أنواع الظلم في المنطقة”. هذا التصريح قلب كل المعادلات، وجعل الجميع يراجع حساباته من جديد. لأن كلاما من هذا الحجم والمستوى الرسمي الذي صدر عنه، يعني أن الرد المقبل قادم في المدى المنظور، وسيركز أساسا على تحرير فلسطين من الظلم التاريخي الذي فرض عليها، وسيضع حدا نهائيا لتآمر الغرب وعربان الخليح. هذا ترجمة حقيقية لما كان قد قاله السيد حسن نصر الله ذات خطاب، بأن الحرب المقبلة مع إسرائيل، ستغير وجه المنطقة إلى الأبد.

وهنا لا بد من السؤال: هل ورط باراك حسين أوباما إسرائيل لتفجير المنطقة برمتها، ليتخلص من خبثها وتآمرها وينتقم منها بطريقة غير مباشرة بسبب الإنهيار الذي أوصلت إليه الولايات المتحدة على المستوى السياسي والإقتصادي والإنحسار على المستوى العسكري؟.. سؤال ستجيب عنه الأيام القليلة الماضية بعد الرد السوري.

موقف حزب الله

لم يصدر بعد موقف رسمي من حزب الله، لكن “غسان بن جدو” من قناة “الميادين”، نقل عن مصدر بالحزب لم يسميه، قوله: “ما وقع هو إعلان حرب والرد قادم قريبا جدا”. وهو ما يؤكد أن محور المقاومة قد اتخد قرارا حاسما ونهائيا بالرد. وفي رأي “بن جدو” أن حزب الله قد أعلن حالة الإستنفار القصوى، ولا يهتم لما يقوله الفرقاء في لبنان أو غيره. وأن الحزب يرى أن الرد هذه المرة لن يكون موضعيا فقط، بل ستكون حربا مفتوحة على كل الإحتمالات، لأن محور المقاومة ينظر إلي هذا الإعتداء باعتباره تهديدا وجوديا، فإما أن ينتصر محور المقاومة ويكون أو لا يكون. هذه هي المعادلة الجديدة وفق منطق حزب الله وحلفائه.

الموقف السوري

وبالنسبة لسورية، يعتبر هذا العدوان انتهاكا للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، ويضع حدا نهائيا لإتفاقية فك الإشتباك الموقعة مع إسرائيل عام 1974. وتعتبر دمشق أن العدوان عليها هو عدوان على كل المقاومة ويدخل في إطار مؤامرة دولية لتغيير المعادلة على الأرض، خصوصا بعد نجاح الجيش العربي السوري في نحقيق انتصارات سريعة وواضحة على الأرض، الأمر الذي أقلق معسكر العدوان الغربي، فأوعز لإسرائيل بالتدخل لمساندة عصابات الإجرام الإرهابية وإعادة خلط أوراق الصراع في المنطقة، قطعا للطريق أمام أية إمكانية للإستقرار أو الحل السياسي المرتقب. وهذا ما كانت قد خذحذرت منه روسيا واعتبرت أن إدارة أوباما تخدعها بالحديث عن الحل السياسي في الوزقت الذي تدفع فيه الأمور نحو الإنفجار العسكري.

الموقف الإسرائيلي: العدوان رسالة ردع لإيران وحزب الله

وسط صمت رسمي إسرائيلي مريب، خرج وزير الحرب الصهيوني الأسبق، ورئيس حزب كاديما، “شاؤل موفاز”، ليقول: “إن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران”. وهو ما دفع محللون إسرائيليون إلى التحذير من اللعب بالنار ومن عواقب دخول إسرائيل في الحرب الدائرة في سوريا واحتمال اندلاع حرب إقليمية.. وهذا هو المغزى السياسي العميق للتصريح الإيراني. كما قال ساسة صهاينة أن الهدف من العملية هو منع “حزب الله” من التدخل في الصراع الدائر في سورية، في إشارة منهم للصراع الدائر على مشارف مدينة القصير التي توشك أن تسقط في يد الجيش العربي السوري، باعتبارها آخر أكبر مخازن السلاح ومعاقل الإرهابيين، وما سينتج عن هذا النصر الكبير من قطع لطرق الإمداد بين لبنان وسورية.

آخر الأخبار تتحدث عن أن رئيس الحكومة الصهيونية “نتنياهو” ألغى زيارته المقررة إلى الصين، وعقد اجتماعا أمنيا موسعا ومغلقا، سيضل مفتوحا إلى أجل غير مسمى. الأنباء الواردة من إسرائيل تتحدث عن أن القيادة العسكرية استشعرت تحركا عسكريا في لبنان وسورية وإيران، وأن شيئا خطيرا سيحدث في المنطقة، وأن الأمر قد يخرج بالكامل من يدها، وأن الصواريخ نصبت وتم توجيهها للمدن الإسرائيلية، وكل المؤشرات تؤكد أن شيئا خطرا داهما يربص بها. في ذات الوقت، وضع الجيش في حالة تأهب قصوى، ونصبت بطاريات القبة الحديدة في محيط حيفا وعدد من المواقع الحساسة، وأغلق المجال الجوي فوق سماء حيفا وفي الشمال على الحدود مع لبنان، وأعطيت أوامر لتعزيز الأمن في السفارات والقنصليات والمصالح الصهيونية في العالم.. هذا معناه، أن الرد المنتظر سيكون بحجم الكارثة.. الديبلوماسية الإسرائيلية نشطت على الخط الدولي في محاولة للضغط على روسية لامتصاص الصدمة والضغط على محور المقاومة ليضبط نفسه.

المحلل العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت) ألكس فيشمان، أشار الأحد إلى أن الغارات الإسرائيلية ضد سوريا لن تردعها وتشكل خطرا حيال احتمال نشوب حرب إقليمية. وأشار فيشمان إلى أنه “ليس الجميع في الإدارة الأميركية يحبون هذا الاستقلال (الإسرائيلي بشن هذه الغارات) وربما هذا هو السبب للتسريبات التي تدعي أن هذه غارات إسرائيلية قد جاءت من جانب موظفين أميركيين”. وهو ما يعتبر تحديا للرئيس أوباما الذي أعلن عن أن مصلحة أمريكا وأمنها القومي لا يسمحان ببعث جنود أمريكيين إلى سورية.

لكن محلل الشؤون العربية في (هآرتس) تسفي بارئيل، رأى أن الغارات الإسرائيلية في سوريا في الأيام الأخيرة تشير إلى وجود “مصلحة مشتركة لإسرائيل والمتمردين”، وأن “إسرائيل قد توسع عملياتها الجوية في سوريا من أجل منح مظلة لحماية المتمردين أيضا”. لكنه خلص إلى التحذير من أن “تدخلا إسرائيليا كهذا من شأنه أن يمنح الشرعية لتدخل من جانب إيران وحزب الله في القتال الدائر في سوريا وحتى أنه قد يؤدي إلى فتح جبهة أخرى من جهة لبنان”.

وكان لافتا حدا أن تشير (هآرتس) في هذا السياق إلى أقوال الكولونيل الأمريكي “لورانس ويلكرسون”، الذي تولى منصب مدير مكتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولين باول بين الأعوام 2002 – 2005، بأن إسرائيل هي التي استخدمت سلاحا كيميائيا في سوريا، في إطار عملية تضليل غايتها تجريم النظام السوري وجر المجتمع الدةلي لشن حرب لإسقاطه. وكان الكولونيل الأمريكي قد وصف هذه العملية بأنها “عَلم مزيف” وهو مصطلح مأخوذ من القتال البحري ويعني أن أحد جانبي القتال يتنكر بأنه الجانب الآخر من أجل تضليل عدوه أو الابتعاد عن تحمله مسؤولية عمليات عسكرية. ونقلت الصحيفة عن ويلكرسون تبريره لفرضيته هذه بالقول: “يحكم في إسرائيل نظام يفتقر للقدرات في المجال الجيو – استراتيجي والجيو – سياسي”. وأردف ويلكرسون: “قد شاهدنا أدلة مثيرة على ذلك عندما تعين على الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما أن يقول لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: أجر محادثة مع أنقرة، أيها الغبي، وأخرج نفسك من العزلة التي تتواجد فيها” في إشارة إلى اتصال نتنياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وتقديم اعتذار على مهاجمة أسطول الحرية التركي.

في انتظار الكارثة

أنباء غير مؤكدة تتحدث عن أن الرئيس السوري أمهل الرئيس بوتن 6 ساعات لموافاته بموقفه النهائي. لم يصدر بعد موقف رسمي عن سورية والصين، لكن الجميع منهمك في دراسة العدوان وأوجه الرد في جلسات أمنية مغلقة. هذه الليلة قد يظهر الخيط الأبيض من الأسود، ونسمع تصريحات رسمية روسية وصينية وسورية تفصح عن الموقف النهائي بشأن الرد المرتقب، وقد يأتي الرد قبل الموقف، عملا بمقولة “إضرب واشرح بعد ذلك”.

وفي انتظار ذلك، نحن الآن أمام حادثة لها هدفان: هدف ظاهر يقول أن الهجوم هو لمنع شحن صواريخ متطورة لحزب الله، وهو الهدف المخادع الذي تختبأ ورائه إسرائيل، وهناك هدف باطن كبير تسعى إسرائيل لتحقيقه من خلال تفجير المنطقة وتوريط أمريكا والغرب في الحرب على سورية وحزب الله وإيران وربما روسيا كذلك. لأن إسرائيل لا تستصيغ أن يبقى الرئيس الأسد في السلطة وتخرج سورية منتصرة ليبقى محور المقاومة قويا يهدد كيانها ووجودها ويفشل كل مخططاتها للسيطرة على مقدرات المنطقة.

لكن إن كان للعدوان الإسرائيلي الجديد على سورية من مزية، فإنه كشف للمضللين إعلاميا وكل من كان لا يزال لديه شك في حقيقة الحرب الكونية الدائرة اليوم في سورية، أن خيوط المؤامرة بدأت تنكشف علنا، ولم يعد الحديث لا عن ثورة ولا من يحزنون، فتدخلت إسرائيل مباشرة في الحرب على سورية بعد أن وصلت إلى قناعة مفادها، أن عصابات الإرهاب الصهيو – وهابية تقهقرت في معظم الجغرافية السورية، وفقدت عديد المواقع التي كانت تسيطر عليها.. وفشلت فيما كانت تسميه بمعركة الحسم في دمشق، لذا تحرك الحليف الصهيوني بطلب من أبناء عمومته عربان الخليج لينقد ماء وجوههم البئيسة الكالحة، ويبعث في قلوبهم المريضة المنافقة بصيص أمل يعيشون على وهمه قبل أن يبدأ العد العكسي لنهايتهم وانهيار نظمهم العميلة.. غير أن مكرهم ارتد عليهم وجائت النتائج عكسية تماما.. حيث يمكن القول اليوم أن هذا التدخل الإسرائيلي السافر في الصراع السوري، إنما سيعجل بانفحار المنطقة وسقوط أنظمة العهر والبورديل والخيانة، وسيرفع الظلم عن فلسطين وكل الشعوب المستضعفة في الوطن العربي.

هناك مؤشرات إيجابية تدل على أن الشارع العربي بدأ يتحرك بكثافة، رافضا هذا العدوان الغاشم على سورية، ومن شأن تنامي هذا الحراك وخروج المظاهرات في الوطن العربي والدول الأوروبية حيث يتحضر المجتمع المدني المناهض للحرب لمسيرات مليونية ضد العدوان الصهيوني، أن يقلب كل المعادلات السياسية والحسابات العسكرية، ويعطي لمحور المقاومة دعما معنويا قويا. لأن البوصلة هذه المرة هي فلسطين التي توحد الأمة، لا سورية التي كانت ضحية مؤامرة إعلامية وإرهابية وإقتصادية وعسكرية لأزيد من سنتين.

أتى أمر الله فلا تستعجلون…

خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية

nad-ali 07-05-2013 11:52 AM

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...Vo2aoIGRNGfmpw

سورية بين التسوية الدولية وحافة القيامة

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...J6cAHFJ-KpW8Dw
محمد صادق الحسيني

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/05/mepanorama51808.jpg[/IMG]

غارات اسرائيلية على ريف دمشق تقول تل ابيب انها ردا على ايران ومنع تعاظم قوة حزب الله وانباء عن القبض على طيارين واقتربت ساعة الهاوية او تكاد!

سباق ماراتوني غير مسبوق تعيشه الدوائر الامريكية بين الاعداد للتسوية اذعانا لوقائع الميدان وبين التهويل بتصعيد الحرب المفتوحة على سورية!

تخبط غير مسبوق تعيشه الادارة الامريكية بين الاذعان للتفاوض مع الروس بالنيابة عن وكلائها الاقليميين الذين خسروا رهان اسقاط الاسد ودخول دمشق فاتحين؛ وبين منح تل ابيب ضوءا اخضر لخلط الاوراق ومحاولة تغيير معادلة الميدان !

‘في هذه الاثناء فان اصابع موسادية اتخذت لنفسها منحى تصعيديا من خلال التمادي في عمليات العبث بقبور الاولياء والصالحين من صحابة النبي الاعظم ومن آله ومن والاه متجاوزة كل الخطوط الحمر بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في محاولة واضحة لتأجيج الفتن المذهبية المتنقلة لتؤكد ذلك التخبط واضطراب العقول والموازين لدى قادة الروم !

وحده ‘السيد’ من بين زعماء العرب لم تضطرب لديه الموازين وقرر إعارة جمجمته لله وغرس قدميه في عمق الارض العربية ورمى بصره في اقصى القوم من الروم والصهاينة محددا اتجاه بوصلته التي لا تخطئ بكلام لا يقبل التأويل او التفسير: لن نسمح لسورية ان تسقط بيد امريكا او اسرائيل او التكفيريين!

‘بالمقابل فانهم سيظلون على بؤسهم ويأسهم اولئك ‘المرجفين في المدينة’ عندما يحاولون ‘التفنن’ بالتحليل و’اللعب’ على وتر الطائفية والمذهبية احيانا وعلى نبض ‘الحرية’ احيانا اخرى عندما يتهمون السيد بالوقوف مع الظلمة مقابل الشعب السوري العظيم !

بينما هم اكثر من يعرف بان اصطفاف السيد وانصاره انما هو في جوهره ضد الظلم والطغيان الدولي المتربص بقضية فلسطين وما الساحة السورية الا ميدان اختبار جديد بين من انصار الوعد الصادق وبين عملاء حاكم العالم الظالم والطاغية الاكبر الذي يريد تطويب ‘ اسرائيل ‘ بالتحايل على جمهور الامة مرة باسم ‘مبادرة السلام العربية’ ومرة ثانية باخرى ‘معدلة’ وكأن ارضنا واوطاننا وقيمنا وديننا براميل نفط وغاز او بضاعة بتروكيماوية تخضع لاسعار البورصة

من هنا تأتي اهمية تحذيرات سيد المقاومة وندائه للمنازلة ‘وقوله فماذا لو تدحرجت الامور؟

‘وقوله انى من يقاتل مثلث الاستكبار العالمي والرجعية الاقليمية والاسلام الامريكي حتى الان هو الجيش العربي السوري كما تؤكد وقائع الميدان، فماذا لو دخلت قوات دول وكتائب احزاب مقاومة وجحافل متشوقة للشهادة دفاعا عن اصحاب نبيها واهل بيته ؟

‘وهنا ثمة من قرأ تحذيرات نصر الله باحتمالات التدحرج على الشكل التالي :

لو تدحرجت الامور ولم يذعن اوباما للتفاوض والقبول بقواعد اللعبة الجديدة ومعادلات الميدان الفعلية على الارض السورية عليه ان يستعد لدفع اثمان باهظة.

لو تدحرجت الامور وركب اوباما رأسه وقرر التصعيد على مستوى المنطقة فانه قد يستفيق من نوم احدى لياليه ليقرأ رسالة عاجلة من احدى بوارج حربيته بانه كلما ينظر في المنظار لا يتمكن من رؤية الجيوبوليتيك الخليجي كما اعتاد ان يراه قبل التدحرج !

هذا امر عمليات جدي اتخذ من جانب القيادة العليا و’امر النار’ اصبح بيد القادة الميدانيين ولن تكون هناك حاجة لديهم بعد الان للعودة لغرفة العمليات كما تؤكد المعلومات المسربة من مطبخ العمليات المشتركة!

يتحدثون في اعلامهم عن غرفة عمليات مشتركة بين رجال المقاومة على امتداد محورهم الذي بات يضم روسيا والصين ايضا ويقولون انها هي التي منعت سقوط الاسد وسورية وفتح دمشق!

الجواب كان واضحا لدى سيد الكلام: حتى الان لم تدخل القوات الايرانية ولا كتائب حزب الله وان الجيش العربي السوري هو من يقاتلكم لوحده فان اردتموها حربا مفتوحة على المقاومة فنحن اهلا لها!

‘يؤكد متابعون جيدون بان رياحهم ستصبح في مهب عاصفة الكرار وما ادراك ما الكرار لانه سيكون يوما ليس له ما يشبهه في تاريخ حروب المنطقة الحديثة !

هكذا يقولون وهكذا يعدون وهكذا يتأملون مشهد يوم القيامة الموعود !

انها ساعات الصبر والتأني والتأمل والدعاء للجيش العربي السوري لوحده بالتمكن من وقف سفك الدم السوري عند الحدود الراهنة وعدم زج المنطقة والعالم في ما لا يحمد عقباه!

ثمة عقلاء وحكماء من بقايا العالم القديم يقفون صفا يتوسلون تسويات دولية واقليمية للخروج من منزلق او كوريدور التدحرج وهم يتجولون في عواصم المنطقة في الظل لعلهم ينجحون في لجم عطش بقايا الحرس القديم من حزب بوش ممن لا يزالون يعششون في بيت اوباما!

nad-ali 11-05-2013 01:34 PM

http://www.aljoumhouria.com/img/user/logo.gif

واشنطن تُنفّذ انعطافتها : طائف سوري


جوني منيّر



بعد طول تردّد حسمت الولايات المتحدة الأميركية خيارها وأدارت محرّكاتها باتجاه تحقيق التسوية السياسية في سوريا، فيما يشبه ترجيح وجهة نظر الأمنيين على السياسيين والدبلوماسيين الذين كانوا يراهنون على الحسم العسكري. فأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب اجتماعه بنظيره الأميركي، الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا.

لا بل أكثر فإنّ التبدل الأميركي الحاسم كانت بشائره قد وصلت إلى الدول الخليجية، وهو ما دفع قطر الدولة التي شكلت رأس حربة الهجوم على النظام السوري، ومن خلاله على النفوذ الإيراني، إلى طلب موعد لرئيس وزرائها لزيارة طهران.

وقبل ذلك زار الموفد الشخصي للرئيس الروسي إلى المنطقة الدبلوماسي الخبير ميخائيل بوغدانوف لبنان في جولة موسعة شملت جهات سياسية كثيرة، قبل أن تختتم بلقاء مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. وبدا للذين التقوا موفد بوتين أن الزيارة لا تحمل مهمة واضحة سوى استطلاع الآراء وترداد العناوين المعروفة، وهذا ما دفع المراقبين إلى الاعتقاد بأن الهدف الفعلي ربما كان اللقاء مع السيد نصرالله، إذ كان بوغدانوف معظم الوقت مستمعاً إلى أمين عام حزب الله العائد لتوه من طهران، حول الموقف من الأوضاع اللبنانية والتداخلات مع الأحداث العسكرية في سوريا والتأثيرات الإقليمية وسط المشاريع المطروحة. وتردّد أن الموفد الروسي سمع ما كان يريد أن يسمعه قبل أن يقفل عائداً إلى بلاده.

لكنّ الضربة الجوية الإسرائيلية التي حصلت بعد أيام، بدت للوهلة الأولى وكأنها لحن شاذ في سمفونية التسوية السلمية، ليعود ويظهر لاحقاً أنها تهدف لفصل الخيوط المتشابكة وربما للتمهيد لاقتراح المؤتمر الدولي الذي جرى الإعلان عنه بعد أيام قليلة في لقاء كيري- لافروف في موسكو.

وعلى رغم التكتم الذي ما يزال يحيط بحقيقة الهدف الذي استهدفته إسرائيل في جبل قاسيون، فإنّ المعلومات الشحيحة التي تسربت تحدثت عن استهداف مخزن للصواريخ المتطورة والقادرة على الوصول إلى صحراء النقب وتحقيق إصابات دقيقة. وارتكزت هذه المعلومات على صور الأقمار الصناعية التي تعدّ أدلّة حاسمة.

وصحيح أن جميع الأطراف المعنية بالضربة (سوريا، إيران، إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية) تعمدت عدم الإفصاح عن حقيقة الهدف الذي جرى استهدافه كل لأسبابه الخاصة وتحاشياً للمواجهة الشاملة الممنوعة على الجميع، إلا أن ما لفت كان الكلام الصادر عن الرئيس الأميركي قبل أيام معدودة من الغارة، والذي أعلن فيه التزام واشنطن أمن إسرائيل وعدم السماح لأي طرف كان بتهديده.

ومن المنطقي عندها الاستنتاج بأن توقيت حصول الاعتداء الإسرائيلي قد يكون مناسباً أكثر فيما لو انطلقت مفاوضات التسوية لاحقاً برعاية دولية.

لكن هنالك من يورد هدفاً إضافياً لواشنطن ويتعلق باختبار قدرات الدفاع الجوي السوري والتي جرى تحديثها بمساعدة روسية، إذ كان رئيس هيئة قيادة الأركان الأميركية مارتن ديمبس قد اعتبر أن الدفاع الجوي السوري يشكل عامل إعاقة أساسياً أمام أي تدخل أميركي للسيطرة على الأسلحة الكيميائية السورية، كما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقد تكون مسألة إبقاء السيطرة على هذا السلاح إحدى نقاط “المصالح المشتركة” لواشنطن وموسكو في سوريا كما ورد بعد لقاء كيري – لافروف، إضافة إلى نقاط أخرى تتعلق بعدم إطلاق يد إيران بالكامل في سوريا ومنع التنظيمات الإسلامية المتطرفة من إنشاء مناطق واسعة تحت سيطرتها المطلقة.

وتكشف المعلومات في هذا الإطار أن العاصمة الأميركية أرسلت برقية إلى سفارتها في لبنان تحمل طابع العاجل والسري، وتطلب فيها من فريقها الدبلوماسي القيام بالتحركات اللازمة مع السلطات اللبنانية لضمان عدم تسرّب أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية إلى الأراضي اللبنانية، إن باتجاه حزب الله أو باتجاه التنظيمات الإسلامية المتطرفة والتي يتزايد حضورها بين شمال لبنان والمخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب. وتركز واشنطن على السبل لضبط الحدود اللبنانية – السورية بشكل يمنع من تسرّب هذه المواد لكن بدون إيجاد حلول جدية.

وما زاد من الخوف الغربي لهذه الناحية المعلومات حول استعمال جبهة النصرة للسلاح الكيميائي في حلب، والذي كان مصدره ليبيا، ما دفع واشنطن إلى الطلب من تركيا مساعدتها الميدانية لاكتشاف القنوات التي استخدمت لتهريب هذا السلاح واحتمال وجود المزيد منه.

كل هذا الوضع المعقد والمأزوم لعب لمصلحة ترجيح وجهة نظر الدوائر الأمنية الغربية على حساب وجهة نظر السياسيين، والقائلة بأن مصالح الغرب باتت مهددة فعلياً مع التطورات التي تشهدها الساحة السورية.

وجاء تهديد القاعدة في المغرب العربي والذي يعدّ أقوى فروع القاعدة مالياً وتنظيمياً للمصالح الفرنسية، ليزيد من الحاجة إلى الدخول في تسوية سياسية حول سوريا تمنع الوضع من الانزلاق أكثر ناحية الفوضى والجنون.

وبدا كلام وزير الخارجية الأميركي واضحاً في هذا المضمار، وهو ما يعني إعادة إحياء اتفاق جنيف وعلى أساس تسوية سياسية تؤدّي إلى “طائف سوري”، ويقوم على حكومة جديدة تضم وجوهاً من المعارضة التي ترتاح لها واشنطن، وعلى قاعدة إبقاء الحقائب الأمنية والعسكرية بيد النظام الحالي، ولكن وفق بروتوكول جديد ينظّم العلاقة بين الدولة والشعب من جهة، وبين الدولة والعواصم الغربية من جهة أخرى.

يبقى أن نشير إلى أن ألمانيا التي خالفت السياسة الفرنسية، كانت قد فتحت قناة اتصال مباشرة مع دمشق خلال الأسابيع الماضية لتكسر بذلك قرار مقاطعة النظام السوري ومحاصرته.

nad-ali 11-05-2013 01:44 PM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

المقاومة تستعد لردع إسرائيل : مواجهة محسوبة أو حرب شاملة


ابراهيم الأمين



ليست طويلة جداً تلك الأيام التي مرت منذ هجوم العدو على مواقع في سوريا. لكنها كافية لتفريغ الصدور. قال الكل ما يريدون قوله. من الذين تباهوا بأن نظام بشار الأسد يتعرض لضربة عسكرية قاسية، إلى الذين اعتبروا الأمر فاتحة لموجة جديدة ونوعية من حرب التدخل الخارجي لإسقاط الأسد، مروراً بالموالين والمعارضين الذين أُتيح لهم التبارز مراراً وتكراراً حول النقلة التالية للاعبهم المفضل.

طبعاً، ليس لطيفاً الطلب إلى كتلة كبيرة من المعلقين المتحمسين أو المحبطين، أن يقفلوا الأفواه. لكن من المفيد لفت انتباه هؤلاء إلى أن ضجيجهم لا يفيد في شيء. لا حماسة معارضي محور المقاومة المفرطة من شأنها تعديل وقائع الميدان المتبدلة منذ أربعة أشهر إلى الآن، ولا فورة غضب أنصار بشار الأسد من شأنها إفقاد الرجل لأعصابه. علماً أن مفارقة بارزة لناحية أن جمهور محور الشر الأميركي ـــ الخليجي أكثر وعياً من قيادته، بينما يفوز محور المقاومة بقيادة أكثر حكمة من جمهوره. مع العلم، أننا في مواجهة وقائع بسيطة، وسهلة على الفهم، وكل نفخ لأحداثها سيتحول نكتة، كتلك المملة المستمرة منذ 26 شهراً في سوريا: سيسقط النظام خلال أسابيع!

ماذا حصل؟

منذ أربعة أعوام، أدخلتنا إسرائيل في مفردة جديدة لنظامها الردعي، وهي بعنوان: ممنوع وصول «السلاح الكاسر للتوازن» إلى حزب الله في لبنان. وخلال كل السنوات الماضية، كنا نسمع عن أنواع مختلفة من هذا السلاح الكاسر للتوازن. تارة هو منظومة المضادات الجوية اس اس 300، ثم صار صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل كميات كبيرة من المتفجرات، ثم صار الحديث عن صواريخ فاتح 110 الدقيقة الإصابة، فجديد تحت عنوان السلاح الكيميائي.

أرسل الإسرائيليون عشرات الرسائل السياسية والدبلوماسية والأمنية إلى سوريا لمنعها من مواصلة تسهيل حصول حزب الله على هذه الأسلحة. وفي مرات عدة، قدم الإسرائيليون معلومات للجهات الغربية والعربية فيها صور ووثائق عن مصانع صواريخ يديرها حزب الله داخل الأراضي السورية، ثم بعثوا مرات بالطيران فوق الحدود اللبنانية ـــ السورية لتنفيذ غارات وهمية يراد منها القول لحزب الله وسوريا: نحن نراكم. ومع ذلك، لم يجرؤ مسؤول في إسرائيل على إعطاء الإذن بشن هجوم مباشر على المصانع، ولا على الطائرات الإيرانية، ولا على شحنات مفترضة إلى لبنان. كذلك لم يجرؤ أي مسؤول في إسرائيل على توجيه ضربة، ولو خاطفة، إلى مخزن أو منصة في لبنان نفسه. وعندما كانت القيادات العسكرية في إسرائيل تتوجه إلى القيادة السياسية، مطالبة بفسح المجال أمام التحرك، كانت تواجه بمعطيات استخبارية وأخرى عسكرية، بأن الوقت ليس مناسباً للدخول في مواجهة مع لبنان. وعندما تتسرب الأنباء إلى الصحافيين أو رجال السياسة، ويعمد هؤلاء إلى سؤال حكومة العدو عن الوضع، يأتيهم الجواب: هذه ليست صواريخ، إنها أنابيب مرسلة للبنى التحتية في جنوب لبنان!

الذي حصل منذ عامين، هو أن سوريا تبدلت. انفجرت الأزمة الداخلية، وسرعان ما تجمع العالم على سرقة مطالب وشعارات شعبية نحو معركة بأهداف عدة، ليس بينها على الإطلاق بناء سوريا القوية والديموقراطية. وخلال أشهر قليلة، عاش قسم من السوريين، وغالبية عربية ودولية، وهمَ إسقاط بشار الأسد على غرار ما حصل في مصر وتونس وليبيا. وسرعان ما أظهرت التطورات أن الأمور ليست على هذا القدر من البساطة، وأن سوريا دخلت في حرب وطنية موسعة، اختلط فيها النضال الشعبي لأجل تغييرات في الحكم، بمصالح الدول المعادية لقوى المقاومة في المنطقة. وتدحرجت الأمور إلى حدود باتت سوريا في مواجهة حرب كونية يقودها كل كلاب العالم، هدفها تدمير سوريا والعودة إلى النهش في جسم العراق الجريح، وتدفيع لبنان ثمن إلحاقه الهزيمة بإسرائيل وأعوانها، وعزل إيران ودفعها إلى معارك داخلية باسم الإصلاح.

ولما لم يعد خافياً على أحد أن سوريا لم تعد في وضع سياسي أو عسكري أو اقتصادي يمكنها من ادعاء خوض المعارك الكبرى، كان لا بد من مدها بالدعم المباشر من جانب قوى ودول محور المقاومة، مضافاً إليها الدور الناجم عن تبدل في رؤية روسيا والصين للواقع العام والمواجهة مع أميركا والغرب.

ببساطة، وفي ظل تقدير إسرائيلي مدروس بدقة تحتمل المغامرة، وجد أهل القرار في تل أبيب أن هناك إمكانية لإدخال تعديلات على قواعد اللعبة على الجبهة الشمالية. وقررت إسرائيل أنه ما دام ليس هناك من استعداد لخوض معركة جديدة مع حزب الله، وأن الحرب مع إيران هي على سبيل المزاح لا أكثر، فإن هناك إمكانية لاختبار مسار جديد. وكانت البداية باختبار مركز البحوث العلمية في جمرايا قرب دمشق، وهو المركز الذي بات الكل يعلم أن القيادة السورية قد وضعته منذ سنوات بعيدة في خدمة برامج المقاومة وحاجاتها في لبنان وفلسطين. وحاولت إسرائيل أن تعطي صفة «العملية الموضعية» على تلك الغارة. لكنها استعجلت خلال الأسابيع القليلة الماضية رفع مستوى الاختبار، وأن تنتقل إلى مرحلة تحول فيها العملية الموضعية إلى سياسة ثابتة. وقامت بالإغارة على أهداف قرب دمشق تخص الجيش السوري، لكنها تحوي أسلحة إيرانية موضوعة بتصرف المقاومة في لبنان.

العراضة

ومع أن إسرائيل لجأت إلى سياسة حافة الهاوية من خلال عدوانها، إلا أنها درست الشكل بطريقة دقيقة. فهي اختارت، على صعيد الأهداف، أسلحة إيرانية تخص حزب الله ومخزنة في سوريا. واختارت على صعيد التنفيذ، طريق اللصوص، بأن استخدمت حديقة الجار للسطو على المنزل المجاور، فكان أن وجهت الضربات العسكرية من أجواء لبنان. وهي لا تدفع ثمن خروقاتها الجوية على لبنان أصلاً. وبالتالي، قالت إسرائيل إنها أنجزت عمليات عسكرية ناجحة، ولمزيد من النشوة، عادت إلى الحديث عن السلاح الكاسر للتوازن وعن شحنات مرسلة إلى لبنان.

قد يكون صعباً على عاقل، تصور ضابط إسرائيلي رفيع يشرب نخب هذه الغارات. فأي واحد من هؤلاء يعرف أن ما حصل لا يمثل عملاً بطولياً من شأنه هزّ الجبهة المقابلة. وما ضرب من صواريخ لا يمكن احتسابه في معادلة ما تملكه المقاومة وتخزنه في لبنان، لا في سوريا فقط. وأن «التشاطر» على الأسد في وضعه الحالي، لا يعكس قوة إسرائيل، بقدر ما يعكس استغلالها لضعف الأسد أو لتبدل أولوياته.

ومع ذلك، فإن إسرائيل تصرفت كمن ارتكب ذنباً كبيراً وينتظر العقاب. فهي أولاً، لم تستطع المفاخرة بما قامت به. وهي بادرت إلى البعث بكمية هائلة من الرسائل السياسية والدبلوماسية والميدانية التي تقول بأنها لا تريد حرباً. وهي مستمرة حتى هذه الساعة، تنتظر تقويماً كل عدة ساعات من جانب الجهات المعنية، من دون حسم الجواب الأصعب: ماذا قرر الطرف المقابل؟

التقديرات المتقابلة

يعني هذا ببساطة، أن إسرائيل انطلقت في قرار شن العدوان على سوريا، من فرضية أن الاسد ومع الحلفاء في إيران ولبنان ليسوا في وارد الانشغال في جبهات جديدة، ما يعني أن إسرائيل تفترض أن الجهة المقابلة لن تقوم بأي رد يمكن أن يقود إلى حرب، خشية أن يدمّر الجيش الإسرائيلي قدرات يحتاجها الجيش السوري في أماكن أخرى. وهذا التقدير يعني أن إسرائيل لا تريد حرباً، بل هي تريد القيام بأعمال منتقاة تهدف من خلالها إلى إدخال تعديلات على قواعد اللعبة.

في الجهة المقابلة، باتوا يجيدون قراءة عقل العدو. وفي العقل البارد لقيادة محور المقاومة من يعرف حقيقة التقدير الإسرائيلي. وبالتالي، إن الجسم العام لمحور المقاومة سيتصرف على أساس أنه ليس قادراً اليوم على الدخول في مواجهة كبيرة مع إسرائيل، بينما هو يعمل على تعزيز موقعه في الحرب القائمة على سوريا وفيها.

لكن في هذه الجهة أيضاً من يطرح السؤال: إذا كانت إسرائيل لا تريد حرباً، وهي تتكل على أن محورنا لا يريد الانجرار إلى حرب، أفلا يتيح لنا ذلك القيام برد مدروس من شأنه منع العدو من فرض قواعد اللعبة الجديدة، وساعتها إسرائيل لن ترد بما يقود إلى حرب؟

حافة الانفجار

لكن هذا السؤال يحتمل الكثير من العناصر المعقدة. صحيح أن إيران وحزب الله ليسا في وضع يجبرهما على القيام بعمل متسرع ضد إسرائيل رداً على الغارات على سوريا. لكن النظام في دمشق، وإن كان شريكاً حقيقياً في كل انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، لا يملك في رصيده ما يعفيه من الإجابة عن سؤال جمهوره: لماذا لا تردّ على إسرائيل؟

ومع ذلك، فإن الواقعية تقتضي الإشارة إلى الآتي:

أولاً: إن طبيعة العدوان الإسرائيلي جعلت سوريا في مركب واحد مع إيران وحزب الله. وبالتالي إن أي قرار بالرد على العدوان سيكون حصيلة تفاهم وتشاور وحسابات الأطراف الثلاثة.

ثانياً: إن الحسابات السورية اليوم، وتطلعات إيران وحزب الله من الرئيس الأسد، تقود إلى أن المهمة الرئيسية اليوم هي القضاء على محاولة تقسيم سوريا ونقل الحكم فيها من ضفة المقاومة إلى ضفة جماعة إسرائيل. وما دامت إيران وسوريا وحزب الله تصنف خصوم الأسد اليوم بأنهم أتباع إسرائيل أو حلفاؤها، فإن توجيه الضربات لهم سيكون في حقيقة الأمر توجيهاً للضربات إلى إسرائيل نفسها.

ثالثاً: إن إسرائيل تحاول فرض قواعد لعبة جديدة، لكن من الغباء الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق النتيجة من جولة واحدة كالتي حصلت. وإذا كان محور المقاومة لن يقبل بهذه القواعد، فهذا يعني أنه يدرس خيارات الرد التي تفهم العدو أن القواعد الجديدة مرفوضة. وهذا يقود إلى احتمال اندلاع جولة من المواجهة تكون شبيهة في حدها الأدنى بما حصل أيام تموز 1993 أو نيسان 1996، تقود عادة إلى فرض قواعد جديدة، وفي حدها الأقصى، تقود إلى حرب شاملة، لا أحد يعرف حجمها ومداها وقسوتها ولا حتى نتائجها.

الحرب المقبلة

وفق ما تقدم، يمكن استخلاص النتائج الآتية:

ـــ من كان يريد رداً مباشراً وموصوفاً على غارات إسرائيل، فليتوجه إلى العنوان الصحيح، أي إلى إيران وحزب الله. وثمة مناخ يكفي للتقدير، بأنّ هناك رداً آتياً لا محالة.

ـــ من كان يريد الرهان على ما تقوم به إسرائيل لتعديل موازين القوى في الحرب السورية الداخلية، فما عليه إلا انتظار نتائج المواجهات المحتدمة والمقبلة على جولات أكثر عنفاً.

ـــ من يعتقد أن واقع المنطقة يتيح لإسرائيل المبادرة دون تلقي الجواب، وبالتالي يتوقع تراجعاً في خطط محور المقاومة أو مواقفه، يكن مرة جديدة غير قادر أو غير راغب في معرفة كيفية تفكير عقل هذا المحور، وآليات عمله.

ـــ إن المؤشرات العملانية، والمحسوسة، تقود إلى أن مؤشرات الحرب الواسعة تزداد يوماً بعد يوم، وأن كيفية أو توقيت اندلاعها رهن أشياء كثيرة وإرادات عدة.

شيء أخير يجب الإشارة إليه، هو أن ما يجري في سوريا اليوم لم يعد له أي علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، بشيء اسمه ثورة وطنية. إنه تمرد مسلح مدعوم من قوى معادية لسوريا الدولة والهوية والوجهة. إنه الحماقة الكبرى.

nad-ali 11-05-2013 01:46 PM


إسرائيل في سوريا



‏السبت‏، 11‏ أيار‏، 2013


أسعد أبو خليل

ليس التدخّل الإسرائيلي في سوريا مستجدّاً أو فريداً، إذ إنّ الدولة العدو تتدخّل في كل صراع داخلي وكل حرب أهليّة في الوطن العربي (وخارجه) منذ إنشاء الدولة في عام 1948. تدخّلت في صراع اليمن وفي مجازر أيلول وفي حرب ظفار وفي الحرب الأهليّة في السودان وفي الصحراء الغربيّة وفي الحرب الأهليّة في لبنان وفي تحرّك الأكراد شمال العراق، وفي الحرب العربيّة الباردة في صفّ آل سعود. (حتى في نيجيريا، افتضح أخيراً دور لشركة إسرائيليّة متعاقدة مع الحكومة للتجسّس على الشعب النيجيري). هذا هو التاريخ الحقيقي لدور الدولة العدوّ في شؤون العالم العربي. وعلى عكس ما يرد في إعلام النفظ والغاز (وإعلام تدوين الغاز القطري مُنتشر في زمن الثورة السوريّة المسخ)، فإن العرب لم يفرطوا في تحميل إسرائيل أوزار الكثير من مصائبهم. على العكس، قلّلنا من تأثير العدوّ الإسرائيلي في شؤوننا، وساعد البعض على إخفاء هذا التدخّل عبر إسقاط نظريات عنصرية واستشراقية عن مسؤولية تخلّف العرب عما يحلّ بهم من مصائب (هل هذا هو سبب احتفاء الاستشراق الإسرائيلي بكتاب صادق جلال العظم الاستشراقي المُبتذل، «النقد الذاتي بعد الهزيمة»؟). العدو يتدخّل في كل شأن في العالم العربي، وفي التفاصيل، ويعطي المشورة لحكّام العرب حول التعاطي القمعي والدموي مع شعوبهم المقهورة.
إسرائيل موجودة في الصراع السوري قبل أن يبدأ. ننسى أن العدو أنشأ شبكات تجسسية إسرائيلية في سوريا (وكانت تضمّ لبنانيين ومصريين لأن اللبناني _ يقبر أمه _ رائد في خدمة العدو الإسرائيلي) منذ الستينيات، كما كشفت التحقيقات في قضية إيلي كوهين (الذي بالغ الإعلام الغربي _ وجريدة «النهار» _ في تصوير «منجزاته» التجسسية). وهذه الشبكات تتوالى في كل الدول العربية. إن قدرة حزب الله (كفانا كلاماً عن قدرات استخبارات الجيش وجهاز المعلومات الذي توقف فجأة، وحرداً عن إصدار بيانات توقيف عملاء العدو) على كشف شبكات التجسّس والإرهاب الإسرائيلي أظهرت الامتداد والانتشار الواسع للاستخبارات الإسرائيليّة على أنواعها، وعلى تغلغلها في الدولة والمجتمع في لبنان.
يريد إعلام النفط والغاز المُتحالف جهاراً مع العدو الصهيوني (والـ«صنداي تايمز» نشرت مقالة عن استعداد آل سعود وآل نهيان وآل الصهاينة الهاشميّين في الأردن لعقد اتفاق أمني _ عسكري مع إسرائيل وبرعاية أميركا) أن يتجاهل الدور الإسرائيلي في سوريا. وعندما تكون الدولة العدوّ غارقة حتى ما فوق الأذن في صراع عربي ما، فإنها تتعمّد الصمت إزاء ذلك الصراع مع بعض الاستثناءات. كما أن أميركا _ الحريصة حتى الشغف على مصلحة إسرائيل _ تجهد كي لا تتكلّم إسرائيل كثيراً في صراع عربي هي متورّطة فيه. في أيّار 2005، طلبت الإدارة الأميركية رسمياً من الحكومة الإسرائيلية التزام الصمت حول الدور الإسرائيلي في صنع القرار 1559 وفي الصراع الداخلي الذي أعقب اغتيال (السيّئ الذكر) رفيق الحريري في لبنان. وفي سوريا، كانت الإشارات إلى الدور الإسرائيلي عارضة في التغطية الصحافيّة الغربيّة: بضع مقالات تحدثت عن عناصر من الـ«موساد» تسرّبت إلى سوريا بضيافة «الجيش السوري الحرّ» _ وهذا الجيش مضياف لإسرائيل كما هو مضياف لحكومات النفط والغاز التي تلهمه ديموقراطياً _ لأسباب لا تتعلّق بنشر الديموقراطيّة، وخصوصاً أن مبرّر وجود دولة إسرائيل يعتمد على بنيان مرصوص يحوط بها من أنظمة الطغيان. كما أن الصحافيّين الإسرائيليّين تسرّبوا تحت جنح النهار إلى المناطق «المُحرّرة» من سوريا لنصرة «النصرة» وأخواتها.
لكن هناك ما هو أخطر من ذلك. ما فتئ الإعلام الغربي يتحدّث وبصراحة عن خطة إسرائيلية لإنشاء جيش على غرار جيش لبنان الجنوبي في لبنان، وذلك من أجل حماية الحدود مع فلسطين المحتلّة من سوريا. وعندما سُئل نتانياهو عن الموضوع قبل أيّام على محطة «بي.بي.سي» رفض الاستفاضة أو النفي أو التأكيد. ولا يحتاج المُحلّل إلى التكهّن لمعرفة طبيعة ذلك الجيش الرديف لجيش الاحتلال: هي مهمّة أخرى لـ«الجيش السوري الحرّ»، وخصوصاً أن ألويته _ مثل عشائر العراق وأفغانستان _ مرشحة للإيجار بسعر مُحترم.
وللمرّة الثالثة في غضون السنة الحاليّة، قامت إسرائيل بشن غارات قصف على مواقف داخل سوريا. إسرائيل أعلنت بذلك وبقوّة دخولها الحرب رسمياً إلى جانب القوى المسلّحة المعارضة، التي تتلقّى الرعاية والتمويل والتسليح من الدول العربيّة المُتحالفة مع إسرائيل. حاول إعلام النفط والغاز إخفاء ارتباكه: كيف يخفي دخول الجيش الإسرائيلي الحرب في سوريا إلى جانبه؟ «العربية» قرّرت أن تتجاهل الخبر وأن تركّز _ على عادتها _ على التدخّل الإيراني والشيعي الخارجي الذي لا ترى سواه. وعند الإعلام النفطي وبعض مثقّفيه، فإن لواء أبو فضل العبّاس وحزب الله هما الفريقان الوحيدان اللذان ينغّصان على الشعب السوري هناء الحرب الأهليّة المحضة، التي لا يعكّر صفوها أي تدخّل خارجي آخر، إلا من يتدخّل إلى جانب النظام. نشرة الأخبار في محطة صهر الملك فهد، «العربية»، تبدأ بالحديث العرضي عن القصف الإسرائيلي ثم تسارع إلى التركيز على تدخّل الدولة الصفوية (في الحديث عن «الصفوية» في الإعلام النفطي والطائفي يظهر جهل عميق بالتاريخ).
لكن بعض الصحافة السعودية كانت أصرح من محطة صهر الملك فهد. الناطق الأمين باسم آل سعود، عبد الرحمن الراشد، الذي عمل لسنوات في مضرب الأمير سلمان، «الشرق الأوسط»، قبل أن ينتقل إلى إدارة «العربية» لم يخف «سروره» بالتدخّل العسكري الإسرائيلي. المجاهرة بالصهيونية سائدة هذه الأيام. «الجزيرة» تغطّي القصف الإسرائيلي ثم تغيّر الموضوع لتتحدّث عن مجزرة كفر قاسم في محاولة مصطنعة لتمييز نفسها عن إعلام النفط السعودي، وكي تكسب ثقة الجمهور العربي الذي هجرها، كما أظهر أكثر من استطلاع (حتى لا نتحدّث عن استطلاعات داخلية في داخل مؤسّسة «الجزيرة»).
أما مثقّفو النفط والغاز من الذين يتصنّعون عداء لإسرائيل فأصيبوا _ هم وأهل المعارضة السورية في المنفى، بالارتباك الشديد. لعلّ ذلك يفسّر التلاعب الذي حدث في تدوينات أحمد معاذ الخطيب (عدوّ الـ«فايسبوك» و«العادة السرية» حسب كتاباته التي سبقت تعيينه من قبل هيلاري كلينتون في قيادة دكّان جديد للمعارضة بعد إفلاس الدكّان السابق له) وبرهان غليون. غليون أزال تعليقاً طويلاً كتبه على صفحته على «فايسبوك»، وأبدله بتعليق قصير وموجز. في التعليق الأوّل، استنكر غليون بكلام عام الاعتداء، وعتب على العدوّ لأنه لم «ينسّق» مع المعارضة المسلّحة (سؤال برسم غليون: هل يظنّ غليون أن أي كلمة يكتبها عن الديموقراطية ستتمتّع بصدقية بعدما حوّل نفسه إلى أداة بيد الحكومة القطرية؟ إن وقفة غليون في الدكّان المُسمّى «المجلس الوطني السوري» مَحَت كل كتاباته في مديح الديموقراطية). أما معاذ الخطيب، فإنه كان قد اعترض على العلاقة بين بعض الفرق المسلّحة وإسرائيل، لكنه قرّر أن يزيل ما كتبه لرصّ الصفوف وتنفيذاً _ على الأرجح _ لأوامر خارجية عليا. أما العصابات المسلّحة، فلم تستطع أن تخفي بهجتها واحتفلت على طريقتها بالتكبير والهتاف على مدار زمن القصف الإسرائيلي. هو زمن الإسلام الجهادي الصهيوني الذي شرح معنى جهاد الإخوان والسلفيّين في مصر، حيث تقوم الحكومة المصرية بفرض حصار على غزة أقصى من حصار حكم حسني مبارك. أسوأ من ذلك، استعان قادة معارضة المنفى (الإخوانجية والعلمانية على حدّ سواء) بخطاب بشير الجميّل وأبيه عن التحالف مع إسرائيل فأطنبوا بضرورة قبول المساعدة من «الشيطان» لتحرير الوطن _ و«الشيطان» في الخطاب الصهيوني العربي هو إشارة ودّ إلى العدوّ. الجيش السوري الحرّ كعادته يقول الشيء وعكسه: ناطق يثني على العدوّ، فيصدر نفي لكلامه مع أن الناطق الرسمي المعتمد، لؤي المقداد، كاد أن يدعو إلى تقديم الشاي والبرازق إلى جيش العدو.
لكن لم يُصب بالارتباك كل صف مثقّفي النفط والغاز: كتّاب سلالة الحريري لم يخفوا ابتهاجهم. كاد فارس خشّان أن يصيح مرّة أخرى (كما صاح من قبل في عام 2008 أثناء العدوان على غزة): «كلّنا إسرائيليّون». ومديرة أخبار في تلفزيون الحريري (وهي تكتب أيضاً في جريدة الأمير سلمان _ أهلية بمحلية) عاتبت وانتقدت من يُطالب المعارضة السورية بإدانة عدوان إسرائيل. استنكرت إدانة عدوان إسرائيل. لكن ماذا تتوقّع من هؤلاء الذين واللواتي صفّقوا للعدو في عدوان تمّوز؟ فضحتهم وفضحتهن «ويكيليكس».
أما نظام الممانعة، فلم تبد عليه علائم الممانعة. خطاب الممانعة لم يقع على جواب واحد لتفسير وتسويغ غياب الردّ على عدوان العدو: واحد يقول إن النظام كان قد ردّ في السابق على إسرائيل، لكن أحداً لم يعلم بذلك. أي إن الردّ كان فائق السرية، يا محسنين ومحسنات. آخر يقول إن النظام ردّ على العدو عبر التمنّع عن الرد، أي إن عدم الرد كفيل بتحرير الأرض أيضاً. لو أن المقاومة في لبنان علمت بذلك، لاكتفت بعدم الرد حرصاً على حياة المئات من مقاتليها. آخر يقول إن النظام لا يزال _ كعادته منذ 1974 _ يسعى لتحديد زمان المعركة ومكانها _ أو الرد. يبدو أن عملية التحديد عويصة وتحتاج إلى عقود طويلة كي تثمر. الصبر (غير) جميل. لكن دعاية الممانعة اكشتفت حسنات في إعلام الأنظمة في حرب 1967: لاحظت سقوط طائرات العدو، الواحدة تلو الأخرى، فوق سوريا من دون أن تكون قد أُطلقت طلقة واحدة عليها، لكنّ مسؤولاً عسكرياً سورياً تصنّع العنفوان وجزم لجريدة «الأخبار» بأن القصف الإسرائيلي لم يكن عبر طائرات عبرت الأجواء السورية. وماذا يعني لو عبرت أو لم تعبر إذا كانت قد نجحت في قصف مواقع في سوريا؟ وهذه الأجواء خُرقت من قبل العدو نفسه. هل الممانعة هي في ممانعة تقبّل الحقائق حتى لو حلّت واضحة أمام ناظريك؟
لكن إعلام الممانعة لا يزال غارقاً في أوهام دول الـ«بريكس»، ومحلّلو إعلام الممانعة يهلّلون لما يرونه من صعود لتكتّل سياسي لا دور له «بنوب» على الساحة الدولية. والأسد يرسل مبعوثة عنه لحثّ دول الـ«بريكس» على التدخّل في سوريا، موازنة لتدخّل الحلف الأميركي، غير أن دول الـ«بريكس» تحتفظ بعلاقات أكثر من وديّة مع الدولة اليهودية. ونتنياهو أمر بقصف سوريا وغادر إلى الصين التي استقبلته استقبال الفاتحين، كما أنه تهاتف «ودياً» مع بوتين بعد قصفه لسوريا. لكن سوء قراءة خريطة العلاقات الدولية تقليد بعثي قديم.

إن دخول إسرائيل العمل الحربي العلني والمباشر (لأن إسرائيل مثلها مثل أميركا موجودة على الأرض وغير بعيدة عن عمليّات اغتيال جرت وعن عمليّات تدمير ممنهجة للبنية التحتية السورية) كان قراراً أميركياً. وقد تسارعت الأحداث في الأسبوع الماضي لسبب بسيط: لقد حقّقت قوات النظام السوري تقدّماً ميدانياً ملحوظاً على أكثر من «جبهة»، وقد اضطرّت قوّات المعارضة إلى الانكفاء في أكثر من منطقة. وفي الأسبوع نفسه، جمع مسؤول عسكري رهطاً من الصحافيين الغربيين وأعلمهم أنه متأكّد من أن النظام السوري استعمل الأسلحة الكيمائية. أضاف أنه لا يستطيع أن يكشف مصدره (مُلّمحاً إلى كون المعارضة المسلّحة أمدّت إسرائيل بنماذج عن التربة) وقال إنه رأى في فيديو على الإنترنت سورياً يرغي من فمه (استعمال السلاح الكيميائي لا يتأكّد إلا بعد فحص مخبري لعيّنة من التربة). وفي اليوم التالي لذلك التصريح الإسرائيلي، قرّرت إدارة أوباما فجأة أن النظام السوري استعمل السلاح الكيميائي. وفي رسالة رسميّة إلى الكونغرس، قال أوباما إن وكالات الاستخبارت الأميركية (وعددها بلغ نحو خمس عشرة وكالة) توصّلت بناء على «درجات متفاوتة من اليقين» إلى اقتناع بأن قوات النظام السوري استعملت أسلحة كيمائية، لكن الإدراة عادت وأوضحت أن الفحوص مستمرّة (على طريقة عنوان الفيلم العربي «ولا يزال التحقيق مستمرّاً») وأن الاستعمال كان محدوداً وعلى نطاق ضيّق، لكن هذا النوع من السلاح لا معنى له إلا إذا كان على نطاق واسع وغير محدود. لماذا يلجأ أي كان إلى قتل شخص بالسلاح الكيميائي إذا كان الرصاص متوافرا،ً إلا إذا أصرّ المرء على الوقوع في دائرة الحظر الأميركي.
إن الغارات الإسرائيلية كانت إيذاناً بدخول أوباما الحرب في سوريا، لإنقاذ العصابات المسلّحة من الهزيمة، أو من الانكفاء الدراماتيكي. وأوباما، ضعيف سياسياً، ولا يقوى على الدخول في حرب، أو حتى على المبادرة بعمل عسكري غير مباشر، خارج نطاق التسليح والتمويل، وحثّ الأنظمة المُطيعة في الخليج. عوّل عرب كثيرون على أوباما، إذ غرّهم اسمه الثلاثي، متناسين أنه أهمله في حملته الانتخابية عام 2008، لكن هل هناك رئيس أميركي لم يعوّل العرب الكثير عليه، وخصوصاً في ولايته الثانية عندما يحلم العرب بأنه سيطيح اللوبي الصهيوني من أساسه؟ قرّر أوباما أنّ إسرائيل تستطيع أن تتعامل مع الواقع السوري كما تشاء، وأن تقصف في العالم العربي متى تشاء وأنّى تشاء، لكن أبو مازن يعوّل على «عملية السلام»، وهو تعهّد عدم مقاضاة إسرائيل دوليّاً على جرائمها كما أنه تعهّد السماح للعدوّ بالحفاظ على ما يريده من 22% من فلسطين، إضافة إلى كل الـ78% من فلسطين.
الأنظمة الخليجيّة ظهرت على حقيقتها: هناك حلف أميركي _ إسرائيلي في المنطقة العربية، وهو يقود الثورة العربية المضادة، فيما يُطلب من دول الخليج التصفيق والتمويل والتسليح فقط. والأمير القطري والملك الأردني حظيا بلقاء وجيز في البيت الأبيض: هذا أكثر ما يطمح إليه طغاة العرب.
دخلت إسرائيل الحرب وبقوّة، فيما يجهد الليبراليّون وحتى بعض اليساريّين في تعداد كل قتيل يسقط لحزب الله على مدار الساعة. هناك من يرى تدخّل حزب الله وحتى لواء أبو فضل العبّاس ولا يرى تدخّل إسرائيل وأميركا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا ودولة الإمارات والأردن وقطر والبحرين والكويت إلى جانب المعارضة الُمسلّحة. يستطيع إعلام النفط والغاز، وخصوصاً مواقع النفط والغاز التي تستقطب اليساريين السابقين الساعين إلى تلقّي دعوة لمهرجان الجنادريّة المُقبل، أن ينسى الغارات الإسرائيليّة في اليوم التالي، لكن واقع الحرب الإقليمية _ الدولية في سوريا يتناقض مع سرديّة الصراع الداخلي المحض. إن أميركا وإسرائيل تديران الحرب في سوريا من جانب واحد، وإيران وحزب الله وروسيا تدير الجانب الآخر، على الأرجح. طريف جدّاً أن محطات النفط والغاز لم تكلّ: في كل يوم جمعة تحاول إقناع المشاهد بأن التظاهرات الشعبية السلمية لا تزال تعمّ المدن السورية، وأن «الإخوان» والسلفيّة لا علاقة لهما بما يحدث في البلد.لم تعد القضية _ كما بدأت _ في يد الشعب السوري المُحتجّ. خرجت الأمور عن السيطرة. في «الثورة الأميركية» (وهي لم تكن «ثورة» لكن الأميركيّين لا يحبّون الثورات الحقيقيّة، لذا أطلقو كلمة «ثورة» على حربهم _ الماليّة _ ضد الاستعمار البريطاني) كان الشعب الأميركي ينقسم ثلاثة أقسام: «الموالون» وهم الذين حافظوا على ولائهم للعرش البريطاني، و«الوطنيّون» الذين حاربوا الاستعمار، والقسم الأكبر من الشعب الأميركي، على الأقل وفق المؤرّخ الأميركي ناثانيل فيلبريك في كتابه الجديد عن «الثورة الأميركية»، وقف على الحياد، ينتظر جلاء الموقف، أو صعود منتصر. قد ينطبق هذا التصنيف على الواقع الحالي للشعب السوري.
دخلت إسرائيل رسمياً وعلنياً في الصراع السوري. المقاومة مُطالبة بالردّ (ولتذهب كل احتجاجات حركة 14 آذار، أو اللوبي الإسرائيلي في لبنان، إلى الجحيم). أما الممانعة: فهي غير مُطالبة بشيء لأن أقصى ما يمكن أن تفعله هو تشكيل لجنة من أجل... تحديد زمان المعركة ومكانها. لا تحبسوا أنفاسكم وأنفاسكنّ.

الاخبار

nad-ali 26-05-2013 02:59 PM

http://www.assafir.com/Images/Logo.png

بشار الأسد رئيساً خط أحمر .. فليستمر القتال

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...QyRcrCRGWqtuEw
سامي كليب



حين يقتلع سوري قلب سوري آخر لا يتأثر أصحاب المصالح الكبرى في العالم، فيستمر التفاوض ويستمر القتال. حين يذبح سوري سورياً آخر لا ينتبه أولئك الذين يعقدون الصفقات تحت جنح الليل فلا بأس إن استمر القتال. حين تدمر سوريا وتصبح بلدات وأحياء كثيرة فيها ركام ولا ينقطع حبل المصالح فليستمر القتال. بات الدم السوري بخس الثمن إلى أقصى حد. لا شيء يوازي قتل البشر وتدمير الحجر، سوى الحقد الذي قد لا تمحوه السنون.

من يتسنى له الوصول إلى وثائق التفاوض أو إلى بعض الغرف المغلقة، يخرج يائساً أكثر من أي وقت مضى، ومقتنعاً بأن الحل ما يزال بعيداً، وأن دماً كثيراً سيراق قبل أن تصل المصالح إلى مرحلة الصفقة الكبرى التي يجب أن تشمل ملفات كثيرة.

الآن وقد تجدد الكلام عن «جنيف 2»، قد يفرح رب عائلة سوري بأن من بقي من أولاده ورزقه قابل للنجاة. قد يرقص قلب أم بأن ابنها الجندي في الجيش أو المقاتل في إحدى المجموعات المسلحة المعارضة سيعود يوماً بغير كفن. لكن الواقع في مكان آخر. لا تزال الحرب في أوجها، والمعركة شرسة وطويلة.

بالأمس قالت موسكو إن دمشق وافقت مبدئياً على «جنيف 2»، لكن في كلمة «مبدئياً» كل التعقيدات. والطريق للتفاوض لا يزال مزروعاً بالألغام.

فعلى أي أساس مثلا سيتم التفاوض بشأن موقع رئيس الجمهورية الذي يشمل أيضاً قيادة الجيش والقوات المسلحة؟ هل يظن أحد فعلا أن الرئيس بشار الأسد سيسلم الموقع للشيخ احمد معاذ الخطيب أو لغسان هيتو أو لرياض الشقفة؟ دمشق رافضة رفضاً تاماً أي تنازل عن صلاحيات الرئيس. ومن يرد مفاوضتها تنصحه بالاعتماد على الصلاحيات الحالية التي ينص عليها الدستور. روسيا تساندها في ذلك، وتقول إن من يقرر مصير الرئيس هو الشعب (بالأحرى من نجا من هذا الشعب)!.

دمشق ترفض، ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يجرجر خلفه اللجنة الوزارية العربية والأمين العام لجامعة العرب ليقولوا في القاهرة قبل يومين: «لا بد للحكومة الانتقالية من أن تتمتع بسلطة تنفيذية كاملة، بما في ذلك السيطرة على القوات المسلحة»… في تلك الأثناء بالضبط كانت القوات المسلحة تتقدم في القصير لتحسم على الأرض ما تؤمن بأنه سيغير قواعد اللعبة.

يريد خصوم الأسد من «جنيف 2» أن يساهم في تنحيته بالسياسة ما داموا عجزوا عن ذلك بالقوة. وهو مصمم على البقاء بالقوة ما دامت السياسة خضعت لرياح الخارج، وأن جزءاً كبيراً من هذا الخارج فرح بتدمير سوريا.

من هنا يأتي الشرط السوري الثاني للذهاب إلى «جنيف 2». لا بد من وقف العنف أولا، ووقف تصدير السلاح إلى الجماعات المسلحة، لا بل لا بد أيضاً من وضع آلية تمنع الدول التي تصدر السلاح من الاستمرار في ذلك.

ثم مَن يفاوض مَن؟

معظم المعارضة كان قال بعدم التفاوض مع الأسد وطالب برحيله أو بإسقاطه أو بقتله. جزء من هذا «المُعظم» قبل الآن بالتفاوض شرط أن يكون ذلك مقدمة لنقل الصلاحيات إلى الحكومة. حتى الآن لا تعترف السلطة السورية فعلياً بالمعارضة ككيان موحد. وزادت قناعتها بأن المعارضة معارضات مع تفكك المعارضة إلى أجنحة داخل أجنحة، كما أن السلطة السورية تعتقد أن المعارضة ما عادت تمون على المسلحين وأن «جبهة النصرة» هي صاحبة الشأن الأبرز، ولا بد إذاً من القضاء عليها لأنها «إرهابية».

المعلومات تفيد بأن دمشق تقبل بحضور «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ولكنها تشترط حضور الأطراف المعارضة الأخرى وأطياف من المجتمع السوري ورجال دين، وتصر على أن يكون مستقبل سوريا واضحاً لجهة التعددية والمدنية. أما الحكومة الانتقالية المؤقتة فهي مرفوضة رفضاً تاماً. تردُّ اللجنة الوزارية العربية بالقول إن «الائتلاف» محوري في التفاوض المقبل.

حين يتم التشديد على «الائتلاف» وبمن فيه من «مجلس وطني»، ففي خلفية التشديد إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. واضح من النقاشات الداخلية لـ«الائتلاف» أن القلق كبير من إضعاف «الإخوان» ومن توسيع المعارضة لكي تشمل أطرافاً لا توافق «الإخوان» رؤيتهم للحل.

ثم من هي الدول التي يجب أن تحضر مؤتمر «جنيف 2»، روسيا ودمشق تريدان إيران، وبعض الدول الأخرى تجاهر بالرفض، كفرنسا مثلا، لكن المعلومات تفيد بأن واشنطن أبلغت سراً إيران بقبول حضورها، وطهران تريد أصلا الحضور. كما أن دمشق وموسكو ترغبان بإشراك دول «البريكس» لكي يكون في المؤتمر ما يوازي «أصدقاء سوريا».

لماذا إذاً أعلنت موسكو قبول دمشق المبدئي للمشاركة في «جنيف 2»؟

أهمية الإعلان أنه جاء قبل موقف المعارضة. فـ«الائتلاف» كان ينتظر أن ترفض دمشق ذلك، خصوصاً أنه غير متحمس للذهاب لاعتقاده بأن ثمة صفقة تطبخ بين الأميركيين والروس. في الإعلان الروسي ما يحمل المعارضة مسؤولية عدم تلبية شروط السلام، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي فاقت تصريحاته في شهر واحد كل ما صرح به وزير الخارجية السورية وليد المعلم منذ عام. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف ونظيريه الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس سيلتقون في باريس الاثنين المقبل. وكان لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي، أمس، «الموقف في سوريا في سياق مؤتمر دولي لتسوية سلمية في البلاد».

المعارضة محرجة تماماً في الوقت الراهن. فالتقدم العسكري للجيش السوري يؤثر على المعنويات. والفراغ في رئاسة «الائتلاف» بات يعمق الخلاف، وتجميد «الحكومة المؤقتة» جاء بضغوط كبيرة من بعض الدول، الأمر الذي يدفع المعارضة للاعتقاد بأن ثمة مناخات دولية وعربية تتغير.

تقول مصادر شاركت في النقاشات الداخلية لـ«الائتلاف» مؤخراً إن المعارضة محرجة حيال جنيف، فإن هي شاركت من دون الحصول على ضمانات بأن لا يكون للأسد ورموز النظام وقياداته «المتورطة في الدماء»، على حد قولها، أي دور، فسوف تزيد الغربة بين المعارضة ومؤيديها في الداخل، وإن لم تذهب فسوف تواجه إحراجاً دولياً كبيراً. ألم يقل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بضرورة تأسيس معارضة أكثر قوة ومصداقية في الداخل السوري؟ أليست وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من قرر وقف «المجلس الوطني» وإذابته في «الائتلاف»؟.

ثمة شعور لدى بعض المعارضة بأن بوادر إنشاء تيارات بديلة قد بدأت فعلياً، وإلا فماذا يعني «المؤتمر التأسيسي للقطب الديموقراطي في القاهرة»؟، وماذا يعني «اللقاء التشاوري في مدريد»، وماذا يعني المؤتمر المقبل في دمشق؟. وبعض هذه المعارضة يتساءل عن سر الذهاب إلى السعودية بدل قطر ما دامت الرياض ما كانت يوماً متحمسة فعلا للإخوان المسلمين.

وفي الأوراق السرية التي تجمعت عن الأميركيين والروس بشأن مؤتمر «جنيف 2»، فإن «الائتلاف» المعارض يضع شروطاً عدة للمشاركة في المؤتمر، أبرزها «المعارضة هي التي توافق على الأسماء التي يرسلها النظام للتفاوض، الحكومة الانتقالية تكون كاملة الصلاحيات، المفاوضون من النظام يجب أن يتمتعوا بصلاحية القرار داخل المؤتمر، والأهم من كل ذلك الحصول على ضمانات مسبقة بأن لا مكان للأسد ولا للمقربين منه أو المسؤولين عن المجازر في أي تركيبة سياسية مقبلة».

يبدو من خلال الشروط والشروط المضادة، أن عقد «جنيف 2» لا يزال بحاجة إلى ضغوط هائلة من قبل موسكو وواشنطن، ولكن اجتماع «أصدقاء سوريا» في عمان، ثم سعي أميركا وقطر وتركيا لتحريك لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، كل ذلك يضيف إلى العقبات، عقبات كثيرة، ناهيك عن أن «جبهة النصرة» لا تعرف أصلا لا «جنيف واحد» ولا «جنيف 2».

وسط استمرار هذا التأزم على المستوى السياسي، وبروز اختراقات في بعض الاتصالات السورية الرسمية مع عدد من الدول الغربية والعربية، يسود اعتقاد بأن السلطة السورية ليست على عجلة من أمرها للحوار أو التفاوض، ما دامت شروط هذا الحوار لا تلبي الشروط السورية. الحسم العسكري سيبقى إذاً سيد الموقف. الدم السوري بخس الثمن.

nad-ali 26-05-2013 02:59 PM

http://s13.postimg.org/vr0b9ly2f/Hajar.png

كتب الشيخ المنار في أحد ردوده الأخيرة:

هناك فرق بالموقف بين أوربا (على راسها فرنسا وبريطانيا) وبين موقف الولايات المتحدة ، بل نستطيع القول بان هناك صراعا خفيا في الملف السوري ، والجهة الاولى تريد تخريب اتفاق الجهة الثانية مع الروس ، والسبب واضح كما كتبت سابقا بان اتفاقية سايس بيكو فقدت مضمونها ويوجد تحضير لاتفاقية جديدة ليس فيها مساحة لبريطانيا وفرنسا.
على كل حال كل اللاعبين عدا ثلاثة (امريكا – روسيا – ايران) هم لاعبون ثانيون ليس بيدهم القرار النهائي بينما القرار النهائي بيد الثلاثة . والغريب هو استطاعة ايران ان تدخل في هذا الملف كلاعب رئيسي وليس كمقاول ثانوي كما تفعل اسرائيل وتركيا وغيرها من البلدان.
وسنرى النتائج خلال حوالي شهر ، وفي الاخير سيقبل الجميع الجلوس على طاولة مفاوضات للحل مع بقاء الاسد واجراء انتخابات تقرر من سيكون الرئيس مستقبلا لسوريا؟ كما قررت ايران وروسيا ولا يكون غير هذا مطلقا ، والوضع الحالي يشير الى اختيار الرئيس بشار الاسد وليس غيره ، ولو اختاروا غيره فهو من اركان نظام بشار الاسد .
وهذه النتيجة هي التي لا يقبلها المعارضون فما سيقولون لشعب سوريا حينما يختار بشار الاسد؟ فلماذا قاتلوا؟ ولماذا دمروا سوريا بدعوى عدم رغبة الشعب ببشار؟ وهذه كارثة وسقوط كبير لجميع المعارضة اولا وللمعارضة المسلحة بالخصوص ثانيا. فان الاحداث ستبيّن انهم كانوا يخدمون مشروعا اجنبيا لا علاقة له باصلاح ولا علاقة له برفض بشار الاسد . وان جميع هذه الدول من تركيا الى الولايات المتحدة الامريكية كانت تكذب في سلة اهدافها المتغيرة ، والواقع هو انها خسرت رهانها ومصالحها الخاصة واذعنت ان الشعب السوري كان يريد بشار وليس غيره . وهذا من اهم المشكلات التي تواجه مؤتمر جنيف2 .

nad-ali 26-05-2013 03:01 PM

http://topnews-nasserkandil.com/topn...526-085627.jpg

النص الكامل :
زمن التحولات الكبرى
- تخطو سوريا والمقاومة بسرعة نحو انجاز التحولات الهيكلية الكبرى في مسار جغرافيا الشرق الأوسط
- تم كسر معادلة القدرة الإسرائيلية على تنفيذ غارات جوية مؤذية معنويا وعسكريا داخل سوريا بخلق اسباب القناعة الروسية بفرص ملء الفراغ الإستراتيجي العسكري في آسيا ما بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان
- خسرت أميركا وإسرائيل إنجاز منع تسليح سوريا بما يحقق لها الردع فوصل أخطر وأقوى أنواع السلاح
- تم تعديل قواعد الإشنباك بفرض فتح جبهة الجولان تحت مظلة الردع الجديد فسقط فك لإشتباك الموقع في ال74 الذي أرادوا إسقاطه لمنح غسرائيل ميزات فشلت يومها بفرضها
- أعلن قائد المقاومة قبول السلاح الكاسر للتوازن من سوريا و الدخول على خط القتال في الجولان فسقط ال1701 الذي أرادوا إسقاطه بتحويله لتطويق المقاومة ونشر اليونيفيل من حولها
- أعلن قائد المقاومة أن خيار المقاومة مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي تقاتل القاعدة تحت لوائه لتدمير سوريا والمقاومة لن تتردد في القتال العلني ضدهما في سوريا إلى جانب الجيش والشعب في سوريا فسقطت سايكس بيكو التي أرادوا إسقاطها لنقل سم الفتنة من سوريا إلى لبنان و نقل السلاح والمسلحين من لبنان إلى سوريا فنقل الترياق في الإتجاهين
- اليوم تسقط الحدود بين لبنان وسوريا ويصير مصيرهما واحدا كما كان عشية الإحتلال الفرنسي رئيس واحد هو بشار الأسد وقائد مقاومة واحد هو السيد حسن نصرالله
- غدا كتائب الطلائع القومية العربية للقتال كما ايام جمال عبد الناصر تتمركز في الجولان وتقاتل لمنع زمن الردة الذي يقوده الأخوان
- مصير تونس ومصر وليبيا يتقرر في سوريا و قدر أحرارها أن يكونوا جزءا من حربها كما كانوا مع الجزائر في الخمسينات
- غدا تعلن حكومة العراق توحيد جهود جيشها مع الجيش السوري لمواجهة العدو المشترك و تسقط ضفة سايكس بعد سقوط ضفة بيكو
- بعد غد يتدفق فلسطينيو الشتات إلى جبهة الجولان فيسقط وعد بلفور
- أرادوها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة هكذا قال السيد والرئيس
- أرداوا تغيير سوريا لتتغير المنطقة فكان لهم أن تغييرا عكسيا من سوريا وفي سوريا ستتغير المنطقة كلها
- لن تنفع وصفات التهدئة في جنيف بمنع مسارات التغيير لأنهم أجبن من دفع فاتورة سلامنا ولن تنقع تفجيراتهم وتهديداتهم لأنهم أجبن من أن يدفعوا فاتورة حربنا
- سنخوض جنيف لنربح ونراكم الأرباح في محفظة سندات الشرعية والدعم الروسي لحربنا وسنخوض الحرب لنعطي فرصا واقعية لمشروعنا السياسي في جنيف
- ديمقراطية شعبية تنتخب من يمثلها بحرية و حرب مفتوحة على حلف القاعدة وإسرائيل ومن من السوريين واللبنانيين والعرب واحرار العالم يجدها حربه فله الساحة
- انه زمن التحولات الكبرى لن تغيره تحرشات في لبنان

الملخص :
زمن التحولات الكبرى
- تخطو سوريا والمقاومة بسرعة نحو انجاز التحولات الهيكلية الكبرى في مسار جغرافيا الشرق الأوسط
- تم كسر معادلة القدرة الإسرائيلية على تنفيذ غارات جوية وخسرت أميركا وإسرائيل إنجاز منع تسليح سوريا
- تم تعديل قواعد الإشنباك بفرض فتح جبهة الجولان
- أعلن قائد المقاومة أن خيار المقاومة مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي تقاتل القاعدة تحت لوائه
- اليوم تسقط الحدود بين لبنان وسوريا ويصير مصيرهما واحدا كما كان عشية الإحتلال الفرنسي رئيس واحد هو بشار الأسد وقائد مقاومة واحد هو السيد حسن نصرالله
- مصير تونس ومصر وليبيا يتقرر في سوريا و قدر أحرارها أن يكونوا جزءا من حربها كما كانوا مع الجزائر في الخمسينات
- غدا تعلن حكومة العراق توحيد جهود جيشها مع الجيش السوري لمواجهة العدو المشترك و تسقط ضفة سايكس بعد سقوط ضفة بيكو
- بعد غد يتدفق فلسطينيو الشتات إلى جبهة الجولان فيسقط وعد بلفور
- أرادوها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة هكذا قال السيد والرئيس
- أرداوا تغيير سوريا لتتغير المنطقة فكان لهم أن تغييرا عكسيا في سوريا سيغير المنطقة كلها.

***



من يتابع خطب السيد حسن نصر الله يرى أنه في كل مرة أنه أمين عام لحزب الله إلا في خطب الانتصار فهو قائد للمقاومة ويتحرر من حزبيته ولا يتطرق لأي موضوع ليس على صلة إلا بالصراع مع العدو الاسرائيلي:



ولمن يحب أن يقرأ بدلاً من السمع:


حديث الأستاذ ناصر قنديل للفضائية السورية


من يتابع خطب السيد حسن نصر الله يرى أنه في كل مرة أنه أمين عام لحزب الله إلا في خطب الانتصار فهو قائد للمقاومة ويتحرر من حزبيته ولا يتطرق لأي موضوع ليس على صلة إلا بالصراع مع العدو الاسرائيلي.


-هذا العيد هو عيد لكل من يحتفل بالمقاومة مع العدو الاسرائيلي وأن يخصص هذا الخطاب في هذا العيد لطرح مسألة الفكر التكفيري وربطها باستعدادات اسرائيل وما يدبر ويعد لنا عن طريقهم فهذه هي معركتنا ونحن لها
-سماحة السيد لم يخرج عن دأبه في مثقل هذا اليوم من أن تكون قضية خطابه في عيد المقاومة والتحرير وأن يخصص هذا الخطاب للحديث عن المشروع التكفيري في المنطقة يعني أنه ليس بين هذا الموضوع وبين الصراع مع العدو أي فاصل
-بلغ لدى السيد حسن نصر الله ما لديه من حجج ووقائع ومعطيات ومعلومات ويأخذ معلوماته فلا يطلق هذا الحكم إلا من خلال وقائع تدل على أن العلاقة العضوية بين القاعدة واسرائيل أكبر من أن تكون مجرد تقاطع محاور وهي نقطة غير مسبوقة للمرة الأولى يتحدث بها
-هناك كمية شجاعة أدبية مرعبة في خطاب السيد حسن فمهما امتلك من يقين بهذا الربط بين المشروعين ومهما تيقن من الموقع السوري فيبقى هناك حرج أن يقف ويقول أحد من خارج سوريا أننا جزء من هذه المعركة ولقد أخذنا خيارنا
-السيد حسن نصر الله كان يحرص على تسوية الازمة ويستخدم مكانته المعنوية لدى الرئيس الأسد من أجل إقناعه بشيء مما يقوله الأطراف المعارضة وهو صرف لا يقل من 1000 ساعة من العمل المضني في محاولة أن يفعل شيئ لحل الازمة سياسياً
-القوى التي تتهم السيد حسن نصر الله بالخيانة لم يعرفوا جيداً السيد حسن ولم يعرفوا جيداً الرئيس الأسد وكانوا ينوون احراج السيد حسن نصر الله لأن ينحاز لهم أدبياً وقد تفاجؤوا بأن ما وعدهم به السيد حسن جاء بأكثر منه
-الرئيس الأسد كان عنده يقين وإيمان بأن هناك مشروع استعماري يريد الخراب لسوري وهو مع المقاومة في مركب واحد لمواجهته وأن هذا المشروع يريد أن يستغل الازمة في سوريا لضرب المقاومة
نحن الآن نشهد مرحلة مختلفة كلياً جعلت فرائص الكثيرين اليوم ترتعد الأميركي والاسرائيلي والتركي في أن يصل السيد حسن نصر الله بشجاعة أخلاقية عندما قال أننا منحازون حيث الدولة تقف مع المقاومة ونعرف كلفة هذا الخيار ومستعدون لدفع كلفتها وكما وعدتكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا
-سماحة السيد حسن من النوع الذي يمضي الساعات في قراءة مخرجات مراكز الدراسات الأميركية ومناقشتها وتحريرها
واحدة من هذه الدراسات تقول بأن الهزيمة الاسرائيلية في حرب تموز لم تعد لأسباب تقنية من تأخر السلاح والعداد وهذه الدراسة تخلص للقول : بأننا نريد نصراً بدون دماء بينما نقاتل رجالاً لا يبخلون بتقديم الدماء
-الاسرائيلي كان يبحث عن من يبذل عنهم الدماء وكان يخشى من ذلك السيد حسن نصر الله وكان يحسب حساباً لأن يصل لمرحلة صدام مع هذا العدو التكفيري
السيد حسن نصر الله أبلغ الدولة اللبنانية أنكم غير مستعدون لتسليح الجيش وأنكم نمتم بعد حرب تموز أما المقاومة فنحن الحصرم في عين العدو الاسرائيلي
-اسرائيل كانت دوما الحرب بالنسبة لها هي الطريق الأقصر وكل هذا شهدناه في سوريا لا داعي له إن كانت قادرة على القيام بحرب تعتبرها نزهة وأن تحمل نفسها تبعات كل ذلك
أنا أعرف ان الشيخ البوطي يملك من النقاط الكثيرة المختلفة مع المذهب الشيعي ولكن موقفه الوطني لا علاقة له بالهوية المذهبية والطائفية
-اغتيل الشيخ البوطي جاء لأن المطلوب إخلاء الساحة الاسلامية أمام فتاوى التطبيع والانتهاء من هذا النموذج الوطني
لا يوجد من يستسهل الدم فكل من يملك هوية سياسية ودينية يحاول ان يتفادى الطرق التي تؤدي إلى سفك الدماء حتى لو يعلم أنه يقاتل أيدي اسرائيلي لهذا بذلت جهود هائلة لتفادي الوقوع في الفتنة
كان المطلوب في العلاقة مع تركيا وقطر أن يكسر في وعي العرب الحدية التي توصف بها مبادئ واخلاق السيد حسن والرئيس الأسد فقط لدرء الفتنة
-درء الفتنة جعلنا نرفع لافتات شكرا قطر مع معرفتنا بأننا نشكر دولة تقيم علاقات مع اسرائيل ودرء الفتنة جعل الرئيس الأسد يستقبل وليد جنبلاط ودرء الفتنة دفعنا للصلح مع السعودية
مشروعنا هو مواجهة اسرائيل وكل الجبهات الجانبية التي تؤدي إلى استنزافنا من الطبيعي أن نسعى لتفاديها وأن لا نتورط في اشتباكات جانبية عن الاشتباك مع اسرائيل
-المعادلة اليوم إما أن يسقط النظام السوري ويثبت أن هذا الخيار الذي انتصر في 2000 وجدد انتصاره في 2006 وهماً دفع ثمنه السيد حسن والرئيس الأسد وإما أن تنتصر سوريا وتسقط بقية الأنظمة العربية بعد أن يثبت أن الطريق الوحيد للصراع العربي الاسرائيلي هي المقاومة
هناك كوادر استشهدت لحزب الله في العراق وكانت تقاتل من قبل قيادات وكوادر على رأسها سماحة السيد حسن نصر الله
-من لم يفهم مضمون ما قاله السيد حسن نصر الله اليوم لن يفهم شيئاً وللمرة الأولى يصل لوصف الطرف الداخلي بأنه طرف اسرائيلي بعد 7 سنوات من المساعي لابعاد التيار التكفيري عن الفتنة بات يقيناً لديه أن هذا التيار يديره الاسرائيلي
-أعرف شباب من حزب الله في بعض القرى على الحدود اللبنانية السورية ضبطوا بعض المعدات الاسرائيلي ورصدوا بعض الاحاديث باللغة العبرية
-الرئيس الأسد كان يفعل خلال الأزمة ما كان يفعله سماحة السيد في ذلك الملف من خلال لقاءه بالزعران والأميين وحاول تحييدهم عن الصراع وإقناعهم ببطلان خياراتهم
-إذا الشق الأول هو خوض معركة الوعي فمن يربح الحرب هو من يربح العقول والقلوب بوجه التطرف والتكفير والرئيس الأسد وصل لقرار الكي وضميره الادبي مطمئن أنه لم يبقي وسيلة الا واستخدمها
نحن أمام عقليتين متشابهين في كمية الشجاعة وزالحكمة والاخلاق وهم يديرون معركة أولويتها اسرائيل
-قصة السلاح النوعي مع روسيا معروفة والرئيس الأسد كان قد درسها بشكل دقيق ماذا تعني هذه الصفقة وهو الذي كان يمضي 65% من وقته لإعادة هيكلة جيشه
والرئيس الأسد يشرف على برنامج تدريبه على مستوى سرية فهو لا يبني هذا الجيش لقتال معاذ الخطيب أم لقتال اسرائيل
-الرئيس الأسد لم يزر موسكو إلا بعد أن تيقن أن اموسكو سوف توقع على هذا القرار وتم إيقاف الصفقة في 2009 بعد تعهد نتنياهو بعدم قصف سوريا وقصفت سوريا والرئيس الأسد يمتص الصدمة
-صاروخ S300 يخل بالتوازن والاسرائيلي يعرف أن الذي يطلب الـ s300 وأن من يطلب الياخونت والذي يمنع السفن الحربية من الاقتراب والذي يطلب اسكندر A الذي يبلغ مداه 300 كيلو متر فهذا ليس له تفسير إلا أنه يحضر لحرب
-الاسرائيلي عرف أن الحرب الذي يحضر لها الرئيس الأسد لا تشبه حرب تشرين في شيء لذا يجب كسر سوريا وإسقاط النظام وقطع هذا النظام قبل عام 2015
-من أجل أمن اسرائيل تمت التضحية بزين العابدين وحسني مبارك ورمي كرة النار في المنطقة لأخذ سوريا على حين غفلة وأخذها من الحضن الروسي
-الرئيس الأسد مكان عليه أن يخوض معركة الوعي ضد شعبه وبين أن يبرئ ضميره ممن يريد استهداف البلد في الداخل وبين أن يقنع الروسي بأنه لا علاقة لما يجري في سوريا بالربيع العربي
فالمرحلة الأولى كانت لفك الاشتباك بين الحرب على سوريا وبين الربيع العربي للقول بأن لا دخل لما يجري في الدول العربية وبين الحرب على سوريا بصفتها حرب على آسيا
-فالمرحلة المقبلة كانت اثبات أن هذه الحرب هي حرب على آسيا وهي تهديد لأمن روسيا المباشر وأمن الصين المباشر وربط المعركة بالجغرافيا السياسي وبمشاريع روسيا والصين فهي المحور الوجودي للعمالقة الثلاثة ايران وروسيا والصين
-وهذا الربط قد نجح بامتياز ودخلنا في المرحلة الثانية بأنه لا يمكن الدخول في الحرب على سوريا وعلى القاعدة في آن واحد
فإذا الغرب وضع أمام خيارين إما أن يدعم القاعدة ويقبل بها بديلاً للنظام في سوريا وتحمل تبعات ذلك وإما أن يعتبر حرب سوريا على القاعدة من ضمن الحرب العالمية على الإرهاب وقد بدأت بوادر ذلك في لقاء لافروف وكيري
-لا يوجد دولة اليوم قادرة على خوض حرب على الإرهاب من خلال القدرة والكفاءات والخبرة كسوريا
-ما يقوله الأميركي لمجموعته هو نوع من البروباغاندا الإعلامية وما قاله أردوغان بعد لقاء أوباما بأنه بدأنا نعيد نظرنا بالازمة في سوريا
لا يجب الأخذ بما يتكلم الاميركي عن سوريا بل عما يقوله في مناطق آخر فالحل السياسي في سوريا محوره الرئيس الأسد قد بت واتفق عليه ويتم البحث بالتفاصيل
-الأميركي يعتبر بأنه فشل في اسقاط سوريا ولكنه نجح في نقاط لم يكن لينجح بها لولا لاحرب على سوريا وأهمها إخراج سوريا من الجامعة العربية وبالتالي من المبادرة العربية للسلام وهناك فرصة لتمرير التسوية
-التحول التالي الذي حصل عليه الاميركي هو خروج المقتاومة الفلسطينية من حضن سوريا إلى حضن أعداءه وجد فيه الاميركي فرصة لاقفال ملفات المنطقة مع خروجه من أفغانستان
جاءت الغارة الاسرائيلية على سوريا لاختبار هذا التحول وكان الرد السوري بطلب السلاح والرد في القصير وفتح جبهة الجولان ليعيد انجاز دور سوريا في الصراع العربي الصهيوني انطلاقاً من جبهة الجولان
-السوري بفتح جبهة الجولان جعل سياسياً بأن كل من يطلق النار في الجولان هي فصائل مقاومة وأبطل مفعول حصرية المقاومة في غزة والضفة وبيد طرف معين
-اسرائيل التي عملت حرب 1982 من أجل محاولة اغتيال فاشلة لسفير لها في لندن وشنت حرب تموز من أجل جنديين لم تجرؤ على الرد على قتل 5 جنود في مدرعة لهم في الجولان برد خجول جدا
الرئيس الأسد فرض معادلة جديدة أن هناك مقاومة تحتضنها دولتها وتحميها ولتقول بأن قواعد اللعبة في القضية الفلسطينية لم تنتهي وأن الحساب لم يغلق
-الرد الاسرائيلي كان بمزيد من الدعم للتكفيريين والانخراط بدعمهم فر حربهم بصورة أكبر والجواب كان بأننا نحن من سنتكفل بهم
الرهان على تدخل خارجي فشل والرهان على إنجاز قوى مسلحة معتدلة فشلت والتهمهم الجيش السوري عند أول وجبة والرهان على السفارات وخلق شرعية معينة سقطت باعتراف نبيل العربي بأنه ليس صحيحاً أن مقعد سوريا بيد المعارضة بل هو للدولة السورية ولكنه معطل مؤقتاً
-الأميركي يطلب أن يكون ميشيل كيلو رئيساً فهو يخوض لعبة أخرى فالمعارضة تقول يقولون بأننا لو قبلنا بإضافة الـ 31 عضو لسقطت الأغلبية وإذا لم نقبل سيتم تقسيمنا إلى أربع اقسام متصارعة
-الاتئلاف السوري لا يواجه مأزق بل هو بحد ذاته مأزق فهم إن شكلوا حكومة في مأزق وإن لم يشكلوا حكومة في مأزق أكبر
-كل أدوات الاشتباك مع سوريا في حال انهيار فالمورد البشري يتناقص وتنظيم القاعدة في المغرب العربي بدأ بالانسحاب إلى مكان آخر
-وفي الميزان التسليحهم هم فقدوا كل قوتهم ومهما امتلكوا من سلاح لا تعادل ربع ما يمتلكه الجيش العربي السوري الذي لم يزج بثقله الحقيقي في المواجهة لأن له مهمة أخرى
-المخزون البشري لقوات المعارضة تتناقص بينما سوريا تعتمد على قوات الدفاع الوطني التي لم تكن موجودة إضافة لكلام السيد حسن اليوم والذي هو إعلان غير مباشر عن الزج بـ 30 أو 40 الف في المعركة في سوريا فهم رصيد احتياطي وبهذا نجد أنه لا نسبة مقارنة في المخزون البشري والعسكري بين الطرفين
-وفي الطرف المعنوي عندما نجد الائتلاف يتفكك مقابل تماسك الدولة السورية ونحن حتى مطلع ايار نحصي الخسائر وبعد هذه الفترة أصبحنا نحصي الخسائر
-الأهمية فيما قاله السيد حسن نصر الله أنه اسس لهذا التحول النتوعي في الموازين
-هناك ثلاث عوامل يجعلونني متفائلاً في لبنان الأول أن معركة طرابلس مع حزني على كل ما يسقط فيها أنها هامشية في اللعبة المركزية لأنها لا يوجد فيها نقطة تماس مع الجسم الذي يوجع حزب الله
-البقاع اللبناني متداخل مع سوريا وكان اليوم واضح كلام السيد حسن نصر الله بأننا لن تسقط
-وفي صيدا فإن الوعي العام ووطنية أهل صيدا حالتا دون تورط المجتمع الصيداوي في صراع مع المقاومة برغم كل المحاولات
-القصير خطرة في معركة دمشق لأنها عقدة التوزيع في معركة دمشق فهم كانوا يأتون من عرسال إلى وادي خالد إلى عرسال إلى القصير إلى وادي بردى وإلى دمشق فكانت عقدة لإدارة المعركة على دمشق
-قطع هذا المعبر الالزامي المسمى بالقصير قطع ظهرهم وعلى الاقل بغض النظر عن النتائج فهي معطلة كمعبر وكممر لغرفة عمليات لجبهة النصرة
-القصير بالمعنى الاستراتيجي عطلت وغرفة العمليات التي وضعها الاستراتيجي لمراقبة حزب الله بعد أن اعتقد الاسرائيلي أن حزب الله وقع في خطأ أنه رمى بثقله الاستراتيجي في الظهير السوري
-ففي القصير نجد أن التركي والاسرائيلي والنصرة يرمون بثقلهم في هذه المعركة فطبيعي أن تستمر فترة من الزمن ولكن وظيفة القصير الاستراتيجية عطلت
-الاميركي لا يملك أي بديل إلا النزول من الشجرة فهو غير قادرة على المراهنة على التركي وعلى الاردني وغير قادر على أن يعمل حرب وغير قادر على المراهنة على الاسرائيلي والزمن ينفذ من امامه لهذا خياره أن يرمي بذنه لإنجاح جينيف وهي أن يجمع أكبر قدر من المعارضة بوجه الحكومة لتحقيق اكبر قدر من المكاسب وإقناعهم الن جينيف هو استمرار للحرب على سوريا
-التفاوض الحقيقي ليس في جينيف لأنو الاطراف التي تفاوض على الجانب المعارض لا تملك قرارها والاميركي يعتبر أن دولة سورية قوية يمكن أن تفي بالتزاماتها فهو وصل إلى قناعة أنه طالما أنه غير قادر إنجاز نظام تابع فإن نظام الرئيس الاسد افضل من يمكن الاتفاق معه والتفاوض يتعثر عند نقطة أمن اسرائيلي واليوم السيد حسن نصر الله دخل هذا الاشتباك
-الاميركي لا يلعب مع أحد ساذج في السياسة فهو يستطيع أن يأخذ مكاسب إذا كان لديه فائض قوة لم يكتسبها فهو لا يملك فائض قوة يمكنه من اخذ مكاسب وهو يواجه قيادة على أعلى مستوى
الاميركي يريد حصة في السلطة الداخلية لسوريا للمجموعة التي راهنت عليه من أجل أن يحفظ ماء وجهه ويريد أن يكمل النظام في سوريا على القاعدة وأن يتنازل في الموضوع الفلسطيني
-من الواضح أن المرحلة الاولى من العقلية الاميركية هي جمع طيف واسع من المعارضة السورية عبر التصعيد الكلامي للدخول في جنيف لأن الاميركي لن يستطيع أن ياخذ ضمان لأمن اسرائيل فسيطول مؤتمر جينيف مع اسمرار الجيش في عمليات التطهير التي اصبحت اقصر طريقة للحل السياسي
-برأيي أن جينيف سوف يستمر على إيقاع أمرين تنامي قدرة الجيش على الحسم وتنامي وتصاعد وتيرة التوتر على جبهة الجولان وبرأيي أن الاسرائيلي لن تحتمل حتى 2015 لتكون أمام مشهد شبيه بالانسحاب من جنوب لبنان
-الدول التي ذات عضوية دائمة في مجلس الامن كافية لمؤتمر جينيف فمن وجهة نظر سوريا بأن السعودية وقطر لا داعي لحضورها بل إبلاغها والتفاوض معها لوقف التسليح واللتمويل
-الاميركي يقول أن حكومة ائتلافية تحوي جزء من المعارضة مع غطاء شرعي دولي عندما تشتبك مع القاعدة تكون الخسارة أقل ولكن سوريا لن تدفع هذا الثمن من ثوابتها
-هناك اشكاليات أبسط نقاش منطقي لها يفككها فوقف العنف أبسط طريق للحل السياسي فالدولة السورية قادرة على ايقاف اطلاق النار بمجرد إشارة من الرئيس الاسد بينما في الطرف الاخر لا يمكن ذلك
-المبادرة الحقيقية الوحيدة التي طرحت هي مبادرة الرئيس الأسد والتي أول بند فيها وقف إطلاق النار والكل يعرف أن 75% من الكتلة المقاتلة هي للقاعدة ومن يقاتل القاعدة غير الجيش فهل تجرؤ المعارضة على تغطية قتال القاعدة مقابل المشاركة في حكومة
-سماحة السيد يدرك أن المقاومة ستكون عرضة للتخوين وحملات الاشتباك والخطة الاميركية كانت تقضي احراج حزب الله من هذه الناحية لمنع الزج بفائض قوته في الحرب على سوريا
-حزب الله يعرف أن تداعيات هذا القرار كبيرة وهو كان يستعد في الفترة الماضية لها ونحن نعرف أن عقل المقاومة جاهز لكل الفرضيات وقد أعد لكل سيناريو سيناريو مقابل لذلك ختم بالقول كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجدداً.

nad-ali 28-05-2013 04:37 PM

http://image.almanar.com.lb/edimg/20...er/manar_1.jpg

الحرب في القصير : مكره أخاك , وبطل…

نضال حمادة

لم تكن مدينة القصير الواقعة على نهر العاصي في أسوأ توقعاتها تتوقع ما حصل لها منذ عامين تقريبا، ولم يكن أهل القصير هذا النسيج المختلط الذي تعايش بسلام وود منذ مئات السنين يتصورون في أسوأ كوابيسهم النكبة التي حلت بهم، بسبب وصول آلاف التكفيريين الآتين من وراء البحار ومن خلف الضباب ليفرضوا عليهم نمط حياة وتفكير ليس من تاريخهم ولا يتناسب مع النسيج المتعدد للمدينة و طبيعة القرى والبلدات المنتشرة حول المدينة على ضفاف العاصي والتي تشكل بتركيبتها بيئة مناهضة لكل التكفيريين من الصومال وليبيا وتونس وداغستان وجماعات القاعدة الذين اتوا القصير وجعلوا منها إمارة تكفيرية ، وكان وجودهم لسبب خاص بهم وهدف عقائدي طائفي استئصالي حملوه معهم بعيدا عن المطالب في الديمقراطية والحرية وكل الشعارات التي حملت منذ بدء الحرب في سوريا وعلى سوريا.

القصير هذه المدينة التي شهدت انتعاشا اقتصاديا في الثلاثين السنة الماضية خلافا لجوارها السوري حظيت بهذا الانتعاش والتطور بفضل جوارها لمدينة الهرمل حيث يدخل في كل صباح اكثر من الف عامل من القصير للعمل في الهرمل ، فيما تحولت المدينة وأسواقها الى سوق تبضع لأهالي الهرمل الذين يتمتعون بمداخيل اعلى بكثر من نظرائهم في القصير بسبب الفارق في مستوى المعيشة وكانت سوق القصير تقفر عند تأخر معاشات الموظفين في الهرمل او عند اغلاق الحدود لسبب من الأسباب ، كما ان العلاقات بين المدينتين تطورت الى حالات زواج مختلط ومصاهرات بين عائلات المدينتين ، ويتواجد حاليا في قرى ( المصرية، حوش السيد علي ، المعيصرة ، زيتا،) الاف السكان من أقرباء لقيادات في الجماعات المسلحة التي اجرمت خلال العامين الماضيين، وهؤلاء الناس يعيشون مع عائلات الهرمل لم يمسهم أحد بسوء رغم عدد الشهداء الذي سقط ورغم التهجير الذي حصل وهذا كله يعود الى نفوذ حزب الله في المنطقة الذي شكل في هذه الحالة مظلة حماية من الانتقام الطائفي وحافظ على وجود مئات العائلات السنية في هذه المنطقة.
اكتب عن الحرب في القصير المدينة التي اعرفها منذ صغري كونها جارة مدينتي الهرمل التي ينبع منها نهر العاصي ليروي القصير وريفها قبل ان يمر عبر الجمهورية العربية السورية من الجنوب الى الشمال ليصب في تركيا، وقد يأتي يوما اروي فيه الكثير من الأخبار التي لم تعلن ولم تنشر عن سيطرة المد التكفيري بدايات العام 2012 على المدينة في تزامن مع العمل الطائفي المنظم الذي بدأ في حمص، التي عايشت بداية العمل الطائفي فيها عبر تواصل من بعض الذين تم اختطاف أبنائهم في المدينة والذين طلبوا مني ايصال أسماء أبنائهم المختطفين لبعض المراجع في المعارضة السورية التي اعرفها و كان يومها اسم (محمد صقر خليف) يتردد في المسؤولية عن عمليات الخطف الطائفي في حمص ولكن خليف هذا بعد الاتصال به اخبر الوسطاء أن اولاد عائلة (دوم) الذين خطفهم تم تنفيذ حكم الشرع بهم وبكل من لا يغادر المدينة من الكفار والمرتدين ، كان (محمد صقر خليف) أول زعيم مجموعة تكفيرية شكلت في حمص وضواحيها قبل الذبح الطائفي الكبير منتصف 2012 والتهجير الطائفي الكبير الذي شهدته المدينة نهاية 2012 . وأذكر يومها اني التقيت في مؤتمر صحافي في فرنسا (برهان غليون) الذي هو ابن محافظة حمص وكان يومها رئيسا للمجالس الوطني السوري وسالته عن اعمال التطهير الطائفي في حمص فرفض ادانتها .

في القصير كان الوضع اخطر وادق فالمدينة التي يوجد فيها خليط ديني ومذهبي محاطة بقرى سورية موالية للنظام بتركيبتها وقرى سكانها لبنانيون شيعة ولكنها داخل الأراضي السورية بفعل التقسيم الذي فرضته فرنسا في اربعينات القرن الماضي ولا أخفي سرا إن قلت ان كاتب هذه السطور له في هذه القرى أقرباء واملاك وبيوت تعود الى مائتي عام خلت.

منذ بداية العام 2012 خرجت مدينة القصير عن سلطة الدولة السورية وبدأت ملامح الإمارة التكفيرية تظهر عليها مع توافد المئات من التكفيريين الغرباء عن بلاد الشام الى المدينة التي شهدت يومها أول عملية تهجير طائفي عبر حرق صيدلية لشخص سوري من آل (حمادي) بسبب رفضه اغلاق صيدليته والمشاركة في التظاهرات ضد النظام، وما لبثت هذه الحالة ان عممت على المؤيدين للنظام او على الحياديين من المسيحيين والشيعة الذين هجروا من المدينة بعد توسع عمليات القتل ضدهم .
بعد تنظيف المدينة طائفيا اتجهت العناصر التكفيرية التي شكل الغرباء غالبيتها وهم من (صوماليين ، توانسة ، ليبيين ، داغستانيين ، شيشان) اتجهت هذه العناصر الى السيطرة على ريف القصير خصوصا الريف الغربي لنهر العاصي الذي يتواجد فيه لبنانيون من أهالي الهرمل، وتم تهجير القرى التالية وافراغها من أهلها وهي: ( ابو حوري، ، الحمام، الأظنية، الفاضلية، عين الدمامل ، سقرجة ، النهرية) وهذه القرى على تماس مباشر مع مدينة الهرمل ، وقد أقام المسلحون التكفيريون منظومة عسكرية متكاملة في كل من (النهرية وسقرجة ) التي أصبحت خط اشتباك يومي مع اهالي منطقة الهرمل حتى شهر نيسان الماضي تاريخ طرد هذه الجماعات من هذه القرى.

في تلك الفترة بدأت عمليات خطف وقتل طائفي بحق أبناء من الهرمل من الذين يعملون في التجارة او سائقي نقل عمومي على طرفي الحدود وكان أول ضحاياه شاب من الهرمل اسمه (محمد سمير بليبل) من الذين ينطبق عليهم مقولة (على باب الله) خطف في ريف القصير ولم يعرف مصيره الا عند عملية تبادل بين ال جعفر والمسلحين، عندما اعترف مخطوفون من القصير أن من خطفه زعيم الجماعات المسلحة (مصطفى صالح عامر) المعروف بعمليات الذبح والقتل، يومها تدخل حزب الله في الهرمل بشكل حاسم ومنع فتنة طائفية كبرى في البلد خصوصا ان في الهرمل حوالي 600 عائلة سورية ومن الانصاف القول ان عشرة بالمائة فقط منها مسلمون شيعة فضلا عن علاقات (مصطفى العامر) في مدينة عرسال اللبنانية التي كان يتردد عليها دوريا.
ولم تتوقف هذه الأعمال حيث تم اختطاف جعفر مدلج وقتله و محمد عبد العباس الذي اختطف وتمت تصفيته، ومن ثم اختطف شخص من آل زعيتر وهذا الرجل ارسل الى أهله مقطعا في كيس من البلاستيك ، وطوال هذه الفترة كان حزب الله عامل التهدئة الوحيد في المنطقة التي كانت ستشهد حملة ثأر طائفي غير مسبوقة لولا تدخل حزب الله الذي كان له اكثر من دور في لجم هذه الفتنة في عمليات التبادل التي تمت أكثر من مرة بين آل جعفر والمسلحين في سقرجة أو في عملية الاختطاف الأخيرة لشخص من آل جعفر في بلدة عرسال شمال البقاع التي تشكل قاعدة دعم وامداد للمسلحين في القصير وحمص.

تزامنت كل هذه التعديات مع وصول عدد المسلحين التكفيريين على حدود مدينة الهرمل الى ما يقارب 17 الف مسلح غالبيتهم من القادمين من خارج منطقة الشرق الأوسط ، وبدأت معالم جبهة تتشكل على حدود الهرمل وكان الأهالي يسمعون عبر اللاسلكي المسلحين بلهجات تونسية وليبية وخليجية حوارات بين المسلحين الذي كانوا يتوعدون اهالي الهرمل باقتحام مدينتهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم، ومن الاتصالات التي رصدت في شهر رمضان الماضي حديث عن نية المسلحين الافطار في مدينة الهرمل.
وتحولت المنطقة خلال العام الماضي الى جبهة حرب حقيقة بين اهالي الهرمل والمسلحين فيما كان موقف حزب الله لأهل القرى المواجهة ان من يريد ان يترك هو حر ومن يريد البقاء له الحرية، في وقت كانت الاشتباكات بين اهالي المنطقة والمسلحين الغرباء تستمر يوما بعد يوم.

في شهر نيسان الماضي حصل التطور الكبير والمرعب في تلك المنطقة بتمكن المسلحين التكفيريين من السيطرة على تل النبي مندو الاستراتيجي الذي يشرف على كل منطقة حوض العاصي وقد أعدمت الجماعات المسلحة حامية التل من جنود الجيش العربي السوري بدم بارد وبدأت عملية تحصين في التل وأتت بمئات المسلحين اليه في استمرار للهجوم نحو قرى شيعية أخرى ( حاويك، زيتا، الديابية) كانت مهددة بالتهجير، وبالتالي يصبح المسلحون يمسكون بجبهة تشكل طوقا من اربع جهات حول الهرمل من جهة سوريا في القصير ومن جهة الشمال اللبناني حيث كانت تدور من وقت لآخر معارك بين ال جعفر ومسلحين في اكوم السورية وثالثة في منطقة عكار ورابعة عبر الطريق المؤدية لبعلبك والتي انتشر فيها مسلحون من الجيش الحر في مزارع سيطر عليها ناشطون سلفيون من عرسال على امتداد سهل راس بعلبك التي تعتبر طريق وصل الهرمل بمدينة بعلبك وبالبقاع.

بعملية تل مندو اكتملت عملية عزل مدينة الهرمل وأهلها، تزامنا مع عملية خطف حسين جعفر التي تطورت الى عمليات خطف مضادة هددت بفتنة طائفية شاملة في لبنان و معها بدت سياسة الصبر والنأي بالنفس سياسة انتحارية بكل معنى الكلمة في وقت انخرط فيه الكثيرون في لبنان من قوى 14 اذار والجماعات السلفية في المعركة التي تحولت الى حرب تهجير وإبادة طائفية ليس لها علاقة بأية مطالب اصلاحية في سورية.
مكره أخاك لا بطل… هذا هو حال المقاومة واهلها في حرب فرضت عليهم ، لم يريدوها ولم يسعوا لها، لكنهم قرروا خوضها حتى الحسم الكامل القريب ومهما كلف الثمن.

nad-ali 28-05-2013 04:38 PM

http://www.tlaxcala.es/images/auteur_129.gif

باي باي سايكس بيكو!


محمد صادق الحسيني

قوية وحازمة هي اشارات الدعم والمساندة للصديق وقاسية و لاذعة هي لمنتقديه:

‘كن حيث شئت انت اما نحن في حزب الله لا يمكن ان نقف في جبهة فيها امريكا والكيان الصهيوني والتكفيريون’ مفتتحا من قمر البقاع اللبناني ‘مشغرة’ فصلا جديدا من فصول نضال حزبه تحت ضغط تحولات ما بعد حرب السنتين على حليفته سورية بالقول:

‘ بعدما كنا ننظر جنوبا فقط صار لابد لنا ان ننظر شمالا ايضا هكذا اجبرونا للاسف’!

نطقها نصر الله بلسانه لكن روحه واحاسيسه كانت لا تزال الى القدس مشدودة لانه سرعان ما استدرك:

‘ ان سقوط سورية لا سمح الله يعني سقوط لبنان والمقاومة وغزة وفلسطين والقدس′!

معلنا بدء مرحلة جديدة سماها مرحلة:

‘تحصين المقاومة وحماية ظهرها… ‘ واعدا جماهيره بالنصر الاكيد في هذه المرحلة ايضا بالقول:

‘ كما كنت اعدكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا’ !

بدا وكأنه وحده بين زعماء العرب من لا يزال يتقن لغة ‘الوفاء للصديق عند الضيق ‘ لكنه كان’ القائد الذي سيحسدنا اولادنا واولاد اولادنا على اننا عشنا زمنه المتألق ‘ كما صرح حليفه من قوى 8 مارس الوزير والنائب اللبناني سليمان فرنجية وهو يحدث طيفا واسعا من اللبنانيين احتشدوا للمناسبة نفسها !

مرحلة قال عنها السيد ان جماهيره ‘سبقته اليها بعام ونصف ومندفعة فيها اكثر مما يتصور العالم، ذلك العالم الذي لم يفهم ثقافة المقاومة والمقاومين ولن يفهمها’ كما اكد نصر الله.

فماذا اراد هذا الرجل الذي بدا وكأنه يغرد خارج سرب العرب وهو يتحدث في عيد المقاومة والتحرير عن هذه المرحلة الجديدة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني؟

اكاد اجزم انه كان يحمل في جعبته قرارا اتخذه مع حلفائه في المشهد الدمشقي لم يرد التفصيل فيه بهذه المناسبة لكنه اراد ان يشي من خلال عنونته للمرحلة الجديدة باهم ما فيه : وداعا لحدود سايكس بيكو.

بمعنى اخر اذا كانت المقاومة في كل من لبنان وفلسطين وايران وسورية والعراق تقاتل حتى الان الصهاينة او الامريكيين فحسب لطردهم من حدود الجغرافية الوطنية فانها من الان فصاعدا وبعد كل الذي حصل من جانب المعسكر الاخر وتحشيده العابر للقارات ضد المقاومة فان المقاومة من جهتها ايضا باتت في حل من اي التزام بجيوبوليتيك سايكس بيكو الاستعمارية.

وهكذا يكون نصر الله بنظر المتابعين قد دشن انطلاقا من ‘مشغرة عماد مغنية’ مقاومة عابرة للطوائف والمذاهب والقوميات والاقطار عنوانها الفقهي : مقدمة الواجب واجب.

وهو ما يعني بالسياسة والممارسة على الارض بان حماية سورية من السقوط بأيدي الاغيار باتت اولوية عاجلة لابد منها على طريق تحرير فلسطين.

وهي دعوة غير مباشرة ايضا لاشعال جبهة الجولان بأيد عربية واسلامية عابرة للجغرافية السورية.

الجغرافية الجديدة التي سيسجل التاريخ بان ‘القصير’ لم تكن سوى الشرارة التي رسمت اولى معالم سورية الجديدة العابرة لحدودها ودورها التقليدي الذي لطالما اعتدنا عليهما!

وكما نصر الله كذلك هي القيادة العليا في طهران فهي من وجهة نظر عارفيها ومتابعيها باتت هي الاخرى ترى ما يراه نصر الله في ان الدفاع عن سورية اليوم بات جزءا لا يتجزأ من الامن القومي الايراني لا بل جزءا لا يتجزأ من مواصفات الرئيس المقبل وهي التي تستعد لاستحقاق الجولة الحادية عشرة لانتخابات الرئاسة عندها !

من يقرأ البرقيات القادمة من طهران على خلفية الترشيحات والترشيحات المضادة لمنصب الرئيس وبرامج المرشحين ويريد ترجمتها على ارض بلاد الشام في خضم تجاذبات الحرب على سورية لا يمكنه الا ان يقرأ تطابقا بين صانع القرار الايراني الاول و غرفة عمليات قيادة حاركة حريك!

فطهران هي الاخرى قررت الخروج على ‘المألوف’ وفتحت ‘بازار’ معركة الرئاسة بناء على ترمومتر معادلات الميدان في سورية السند والظهير للمقاومة اللبنانية والفلسطينية’ واضيفت ميزة جديدة لمواصفات اي رئيس ايراني عليه ان يتمتع بها وان يتقن فنها اذا ما اراد تحقيق الفوز الا وهي ميزة القدرة على مواكبة الحدث المقاوم على حدود فلسطين المحتلة!

nad-ali 28-05-2013 04:39 PM

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...o-XDplPYNURwR5

السيد نصر الله أطلق معركة ما بعد القصير…


أنطوان الحايك

حفلت عطلة نهاية الأسبوع بأكثر من حدث مفصلي أرخى بظلاله الثقيلة على الساحة الداخلية، ففي وقت كان فيه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يعقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، العائد حديثاً من جولة راعوية استمرت حوالي الشهر، في محاولة منه لامتصاص نقمة الشارع المسيحي الذي شكا من خطواته التي أدت إلى اجهاض مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي، وأعادت التوتر إلى الساحة المسيحية، كان أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله يحدد معالم المرحلة، ويطلق معركة ما بعد القصير، وهي معركة تحمل أبعاداً استراتيجية بعيدة كل البعد عن الاستحقاقات الداخلية، وتتمحور حول اعلان الحرب على ما وصفه السيد نصر الله بالفكر التكفيري.

وفي غمرة الحدث السياسي، عاد الوضع الأمني ليتصدر الاهتمامات الرسمية والشعبية من بوابة الضاحية الجنوبية، التي تلقت الرد المباشر على الرسالة التي كان السيد نصر الله قد وجهها قبل ساعات معدودة إلى الخارج قبل الداخل، بيد أن الحزب نفسه اعتبر أن اطلاق الصاروخين وانفجارهما في الضاحية رسالة رد وصلت بوضوح، وبالتالي فإن شيئاً لن يغير من قناعات الحزب ولا من سياساته الخارجية والداخلية، لا سيما في هذه المرحلة البالغة الحساسية، والتي يتم خلالها عزل الحزب اقليمياً تمهيداً لتوجيه ضربة قاضية ليس فقط له، بل للمحور الاقليمي الذي يعمل من خلاله.

وبالعودة الى رسالة السيد نصر الله، اعتبرت مصادر قريبة من الحزب أنه اراد افهام من يعنيهم الأمر أنه بات واحداً من الأرقام الاقليمية الصعبة، وأن دوره في المرحلة المقبلة لن يقتصر على الداخل اللبناني، ولا على الحدود مع اسرائيل، إنما على طول المنطقة العربية باعتباره تحول إلى خط دفاع ثان بعد أن انهيار مقاومة حركة “حماس” وخروجها عن منظومة الردع الاقليمية، وانضمامها إلى قائمة التنظيمات التي تدور في فلك حركة “الاخوان المسلمين” وامتداداته المصرية والسعودية والقطرية بحسب التعبير، وما تأكيد السيد على مشاركة حزبه في حرب القصير الا مقدمة لرسم الأدوار الاقليمية الجديدة التي ستبرز بعد مؤتمر جنيف 2 والتي لن يكون لبنان ولا الحزب بمعزل عن تداعياتها.

ويبدو بحسب المصدر أن فريق 14 آذار استوعب الرسالة جيداً وفهم مضمونها، ولهذا سارع إلى الرد العنيف على لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اعتبر بدوره أن نصر الله اعلن عن وفاة المقاومة في عيدها، مستعيداً المشهد عينه الذي ساد الساحة اللبنانية في أعقاب حرب تموز الماضية، وما هذا الكلام الا تأكيداً على أن مشاركة “حزب الله” في معارك القصير ساعدت على تغيير المعادلة العسكرية، ليس فقط من وجهتها الميدانية بل بوجهها السياسيي أيضاً، وذلك انطلاقاً من معادلة جديدة وهي ابعاد الكأس المرة عن الحزب في لبنان طالما أنه قادر على شربها في سوريا.

بدوره اتهم قيادي في تيار “المستقبل” السيد نصر الله باستقدام الحرب السورية إلى لبنان، فصحيح أن التيار يدعم المعارضة السورية منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة، ولكنه لم يدخل الحرب الميدانية بشكل مباشر ، فيما فعل “حزب الله” العكس، فدخوله الميدان السوري بهذا الشكل الاستفزازي، بحسب تعبيره، من شأنه أن يدفع بالتنظيمات السلفية والأحزاب اللبنانية الدائرة في فلكها إلى “الجهاد” انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وبالتالي فإن الساحة تحولت بعد خطاب أمين عام “حزب الله” إلى أرض خصبة للفتنة السنية الشيعية التي تزداد حدة استعارها يوماً بعد يوم.

nad-ali 28-05-2013 04:41 PM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

نصر الله: لكم لبنانكم ولي لبناني


ناهض حتر



إنها مرحلة نوعية جديدة من الصراع الدموي المديد في المشرق، تلك التي أعلن عنها الأمين العام حسن نصرالله. لسنا، فحسب، أمام قرار حزب الله بالمبادرة ـــ المتأخرة، بنص كلام نصرالله، سنة ونصفاً ـــ إلى كسر فكّي الكمّاشة اللذين يكادان يطبقان على وجوده: إسرائيل جنوباً والإرهاب شمالاً، وإنما، بالأساس، انتقال الحزب، كقوّة مقاتلة، من المحلي اللبناني إلى المشرقيّ، وتالياً العربيّ والدوليّ. بذلك، تحوِّلُ المقاومةُ لبنانَ الصغيرَ إلى لاعب إقليمي رئيسي في نتيجةٍ، تحدث كمعجزة تاريخية، جرّاء حساباتٍ خارج الماديّ، بل بحسابات الإرادة والدمّ.

وراء جبران، يكرر نصرالله: «لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع، ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني». لكنها، اليوم، أحلام تتجسّد في إرادة فاعلة، وأماني يسندها العزم والدم… لبناني ـــ أنا نصرالله وصحبي ـــ مجيد كبير، بحجم استقلاله ودوره.

يليقُ بلبنان هذا الدور لثلاثةٍ: أنه الرائد في العروبة الحضارية، والرائد في الثقافة التقدمية، والرائد في المقاومة الحقيقية. وها قد جاء الوقتُ لكي تصبّ الرياداتُ في المعجزة التي كسرت الشروط الموضوعية وموازين القوى، ووضعت لبنان الصغير، استراتيجياً، في حجم الكبار من دمشق إلى بغداد إلى طهران إلى موسكو، لا بل حوّلته إلى دينامو هذا الحلف المتكوِّن في لهيب الضرورة التاريخية لنشوء العالم المتعدّد الأقطاب.

■ ■ ■

في قلب كل ذلك، فإن حزب الله لا يغامر، ولا يستثمر الدم في دورٍ؛ فالمهمة، بالنسبة إليه، هي، بالدرجة الأولى، مهمة دفاعية بامتياز. ذلك أن المشهد المتكوّن حوله، هو، بالفعل، مشهد الكمّاشة: من الشمال هجمة الجيش التكفيري للحلف الأميركي الخليجي الإسرائيلي، تطلّ على لبنان من غربيّ العاصي، وتكاد تعطّل أهم خطوط الإمداد للمقاومة، ومن الجنوب، تستعد إسرائيل ــــ مستغلةً ضغوط الحرب السورية على الحزب والموجة المتصهينة في المنطقة العربية التركية ــــ لشن عدوان انتقامي على جنوب لبنان، لا يثأر، فحسب، لهزيمة 2006، وإنما يطمح إلى تنفيذ مشروعه القديم ــــ الجديد، أي اجتثاث المقاومة وتأديب حزب الله، واستعادة ذلك اللبنان الضعيف الأسير في قبضة الردع والتدخل الإسرائيليين، بل ربما إلى استعادة الشريط الحدودي وجيش لبنان الجنوبي أو اتفاقية أكثر اذلالا من اتفاقية 17 أيار. هكذا تغدو المعركة ضد الإرهابيين في قصير حمص، هي نفسها المعركة ضد الإسرائيليين في الجنوب اللبناني؛ إنها معركة واحدة، لا بالمعنى الاستراتيجي فقط، بل بالمعنى التكتيكي أيضا. في القصير يقاتل حزب الله عن مارون الراس.

بلا فتوى، و«بكلمتين»، يستطيع حزب الله أن يجمع حوله عشرات الألوف من المقاتلين المتطوعين لخوض الحرب على الجبهتين، الشمالية والجنوبية. ليس في ذلك محض استعراض للقوة، بل إقرار لواقع يتمثل في قدرة المقاومة على القتال، في آن واحد، ضد التكفيريين والإسرائيليين معا، بل قل ضد الوهابية ـــ الصهيونية، بجناحيها؛ فليحذر الجناحان من الخطأ القاتل في الحسابات. إلا أن المعركة الراهنة الآن، هي معركة تأمين ظهر المقاومة وظهيرها. والانتصار في هذه المعركة، ضروري، فهو، إذاً، حتميٌ بالنسبة لأولئك الذين علّموا التاريخَ أولوية الإرادة، مستعدين، دائماً، لتسديد أتاوته. وهو انتصار سيحفظ لكل اللبنانيين، وطنهم قوياً مستقلاً تعددياً قادراً على استغلال امكاناته وثرواته وتحقيق الأرضية اللازمة للثورة الاجتماعية الداخلية.

■ ■ ■

لكن لمعركة حزب الله في سوريا، بعدٌ لبناني مشرقي. إنه الدفاع عن روح المشرق التعددي في مواجهة الحملة الهمجية لإلغاء الآخر، بإخضاع السنّي غير الوهابي، بل غير القاعديّ، إلى خيار أن يكون وهابياً قاعدياً قاتلاً أو مرتداً مقتولاً، واجتثاث أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى بالذبح الحلال، وتهجير المسيحيين، وتحريم العلمانية واليسار والقومية، واستعباد النساء من كل الملل.

هذه المعركة، معركة المقاومة ضد الهمجية، وحدها، جديرةٌ بأن تُخاض، لا دفاعاً عن الشيعة، بل عن السنّة أولا، والمسيحيين ثانياً؛ وبذلك فهي معركة الدفاع عن لبنان، الصورة المصغّرة للمشرق التعددي. وقد وهبنا الله الرحمن الرحيم، حزبه المستعدّ ليخوض المعركة، نيابةً عنا جميعاً، جنباً إلى جنب مع جيش المشرق الباسل، الجيش العربي السوري. وطالما أن الهجمة الهمجية من سوريا إلى العراق إلى فلسطين والأردن، تمضي في خط واحد، هو الخط الوهابي الصهيوني، فإن إرادة حزب الله ووعيه وقدراته، تحوّله، اليوم، إلى قوة مشرقية.

■ ■ ■

على المستوى الإقليمي ــــ الدولي، معركة حزب الله المزدوجة، تحوّله الحجرَ الكريمَ الثمينَ الذي يسند جداراً يُشادُ لحرية الشرق كله من الاستعباد الأميركي ــــ الصهيوني، ويكتب، بالدم، دور لبنان الاستثنائي في ولادة العالم المتعدد الأقطاب.

nad-ali 03-06-2013 11:06 PM

http://www.alahednews.com.lb/desimages/jimages/anws.png

كسر قواعد اللعبة في سوريا: إما جنيف -2 أو حرب شاملة

لؤي توفيق حسن *
(نحن نثق في قوتنا دون التباهي بها، ونحترم قوة الآخرين دون الخوف منها)
توماس جيفرسون

جاءت كلمة كيري في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في عمان قبل أيام بمثابة الماء البارد على الرؤوس الساخنة. وكان من بينهم وزير خارجية الأردن ناصر جودة. ففي دردشةٍ له مع الإعلامين قبل ساعات من انعقاد المؤتمر، أكد لسامعيه وجود اتفاق روسي أمريكي على "مرحلة انتقالية من غير الأسد ". فاجأ كيري المجتمعين في عمان، حيث لم يأت على ذكر رحيل الأسد كما درج المسؤلون الأمريكيون. اقصى سقف بلغه في هذا الشأن عبر عنه في قوله: "ندعو الرئيس الأسد إلى اظهار نفس الالتزام من اجل احلال السلام في بلاده"..

لعل المفاجأة مبعثها أن الوزير كيري سبق وأن قال خلال لقائه الوزير جوده في روما في الثامن من ايار /مايو : " الأسد ينبغي أن يتنحى كجزء من أي حل سياسي للأزمة في سورية ". وفي معرض حديثه عن أهمية توصل أطراف الصراع إلى حكومة انتقالية قال كيري في اليوم المذكور :" إن الرئيس الأسد ينبغي أن لا يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية". نلفت الى أن هذا الكلام الأمريكي جاء بعد لقاء كيري ـ لافروف في موسكو، اللقاء الذي وصفه المراقبون بأنه كان ناجحاً.

http://www.alahednews.com.lb/uploade...rfriends02.jpg

فماذا وراء الأكمة حتى أخذ الأمريكيون في تغيير لهجتهم؟ لكن قبل ذلك من المفيد أن نتذكر أن واشنطن لم تكن على عجلة بعد أن فرغ أملها ممن تصفها بـ"المعارضة المعتدلة" في أن تكون بديلاً حقيقياً عن النظام الحالي، ثم ومع تنامي نفوذ "جبهة النصرة " بوصفها القوة الفعالة على الأرض في سوريا، تأكد لواشنطن أن الخيار الأنسب هو استنزاف طرفي الصراع بفوضى مفتوحة من قتال دام. وفي هذا السبيل ولكي تبقى عجلة الفوضى على دورانها ظلت أمريكا تمني المعارضة بالوعود، حتى بعد لقاء موسكو! ووفقاً لعبارات مدروسة: حظر الأسلحة المتطورة للمعارضة خشية وقوعها بيد القاعدة، مع دعم لوجستي واستخباري لها متى أخذت الكفة تميل لصالح الجيش السوري؛ تبديد أي مخاوف لدى المعارضة عبر إغداق الوعود التي تؤكد جديّة الغرب في إزاحة الأسد تولاها الكومبارس الفرنسي والبريطاني الذي كان يتحدث مع المعارضة عن الجهود المبذولة " لإقناع باقي الشركاء الأوروبيين " لرفع حظر تزويدها بأحدث بالأسلحة! فيما كان الإيعاز الأمريكي (للحلفاء) الخليجيين هو في دفع المال كنوع من المسكنات للحفاظ على الروح المعنوية للميليشيات المعارضة! الحال ذاته مع معارضات الخارج والتي تبدى الانهيار في معنوياتها بانكفاء العديدين منسحبين من صفوفها أمثال سهير الأتاسي، وليد البني، كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي وأحمد العاصي الجربا ويحيى الكوري وغيرهم وغيرهم من قائمة طويلة فيما أخلى معاذ الخطيب (الساحة) مستقيلاً بعد أن أدرك أن (محله من الاعراب) لا يتعدى المفعول به أو الاسم المجرور بحرف جر !!!.

ماذا حدث حتى غيرت أمريكا خطابها لتعيد حساباتها بسرعة وبشكل ملحوظ وخلال فترة زمنية قصيرة ؟! والجواب عن ذلك أن قواعد الاشتباك قد اخذت تتغير. روسيا تعلن أنها ستزود سوريا بصواريخ س س 300، أو زودتها بها..يُقال إن المنطقة الساحلية باتت مغطاة بها. سوريا من جهتها تسلم حزب الله "سلاحاً كاسراً للتوازن"، وهو أمرٌ لا يمكن أن تقدم عليه القيادة السورية من غير موافقة الجهة المصنعة أي روسيا؛ وتلك رسالة لها مدلول كبير. بالإضافة إلى ما سبق قدم سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الذي القاه بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس إذاعة النور، حزمة من المفاجآت وهي أيضاً من النوع الكاسر لقواعد الاشتباك وهذه عناوينها:

1ـ حزب الله مطمئن لقدراته في ردع العدو عن أية مغامرة باتجاه لبنان وهو ينقل بعض مقاتليه إلى سوريا، وبالأخص منطقة القصير الإستراتيجية. للتذكير هنا نلفت أن سيد المقاومة ألمح إلى هذا الأمر وفهمه كل المتابعين لخطابه في المناسبة المذكورة ،وذلك قبل أن يعلنه صراحة وبوضوح في خطابه في عيد التحرير، بل لعل الجديد في هذا الأمر جاء في الإشارة للمدة الزمنية التي مضت على مشاركة مقاتلي المقاومة في القتال الدائر في سوريا . ـ"منذ عدة أشهر"ـ . هذه المشاركة التي قلبت موازين القوى راساً على عقب.

2 ـ المقاومة تعلن عن دعمها للمقاومة في الجولان تدريباً، وعن مشاركة مباشرة، وهي في هذا قد التقطت طرف الخيط بعد أن أعلن الرئيس الأسد خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني "أن الجولان سيصبح جبهة مقاومة" . من الصحيح أنه تلا هذا التصريح إعطاء ضوء أخضر للهيئة الشعبية لتحرير الجولان لتشكيل كتائب مسلحة، لكن اللافت ما كشف عنه علي اليونس عضو اللجنة المركزية للهيئة المذكورة قبل أيام من أن الهيئة "ستنسق مع حزب الله في هذا المجال لمواجهة الكيان الغاشم لأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة".

بناءً على ما سبق فإن دخول مقاتلي حزب الله إلى ساحات المواجهة في سوريا يتخطى التصدي للقوى التكفيرية ليصل إلى خربطة اللعبة من أساساتها!! أي نقل المعركة من القصير لتصل الى مشارف هضبة الجولان. محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية يقول "عندما قال الأسد هذا‏..‏استقبل المسؤولون الإسرائيليون ذلك بالسخرية‏.‏ لكن عندما يوجه الأسد ونصر الله نفس التهديد فينبغي أن يؤخذ على محمل الجد "، واضاف يمكن أن يبدأ حزب الله في العثور على موطئ قدم على الحدود السوريّة الإسرائيلية التي تتسم بالفوضى في غياب حكومة مركزية في دمشق.‏

بناء على كل ما سبق باتت أمريكا و(حلفاؤها) الغربيون أميل لحل سلمي في سوريا. غير أن هذا سيضع أمريكا أمام سؤال كبير: كيف يمكن اقفال الملف السوري مع وجود الأسد؟! أما العودة إلى البدء فقد باتت صعبة مع كسر قواعد اللعبة كما أسلفنا، والعودة إلى المربع الأول قبولاً بالأسد سيفقد أمريكا هيبتها، ومصداقيتها،وسيضع حلفاءها في أصعب الحالات.. هل هذا الاستعصاء ينتظر أمراً ما في جنيف ـ2 ؟؟! أو حرباً على جبهة واسعة؟!!. السيد وعد بالنصر كما وعدنا به على أبواب حرب صيف 2006 . وعد وصدق.
(كاتب من لبنان)

nad-ali 03-06-2013 11:06 PM


النص الكامل

كيف تنتصر سوريا -2 - ؟
- ما دامت الحرب على سوريا سقطت كقرار وما بقي منها ينتظر الإقرار وما دامت الموازين قد تعاكست عما كان قبل نهاية ال100 يوم سياسيا وعسكريا داخليا وخارجيا فهل للنصر طريق سريع ؟
- العنوان الراهن للخروج من الحرب هو الذهاب للتفاوض وعنوان التفاوض هو جنيف فهل سنشهد عبره الحلول ؟ كيف ؟ وما هي آلياتها ؟ وما هو زمانها ؟
- الواضح أن الذهاب للتفاوض من سيد قرار الحرب الأميركي جاء بعد إستنفاد كل البدائل الحربية و لا قيمة إذن لتهديداته وإدعاءاته مع توابعه بالحديث عن معادلة ما لم يتم التوصل لتفاهمات فالبدائل موجودة فبديل الفشل في جنيف هو مواصلة جنيف
- عندما يسقط قرار الحرب لغياب القدرة ولا يتقدم خيار السلام لإرتفاع الكلفة تتموضع الجيوش خارج دائرة الإشتباك بالتدريج و يطول أمد صناعة الحلول السياسية
- في هذه الحالة تصبح السقوف العالية للتفاوض سبيلا وحيدا لتبرير القبول بالتفاوض دون شروط مسبقة و يتحول ما كان إسمه شرطا للتفاوض إلى تمنيات كما هو حال الحديث عن تنحي الرئيس بشار الأسد ولا قيمة للكلام هنا في السياسة إلا مساعدة الآتين من حلفاء واشنطن للتفاوض على تجرع مرارة الهزيمة
- في هذه الحالة يصبح العودة للحديث عن تسليح المعارضة نوعا من مؤانسة النفس المهزومة بإقامة توازن مع أفعال حقيقية قامت بها روسيا لتشكيل توازن ردع إستراتيجي بإطلاق كلمات تقول أنهم أيضا يسلحون لكنها لن تغير بالوقائع
- المرحلة الأولى من النزول عن الشجرة لدى سيد قرار الحرب في واشنطن تتمثل بالتخلي عن تنحي الرئيس الأسد كشرط مسبق للتفاوض وتحويله لشعار سياسي بلا آلية ولا مرجعية ومعلوم سلفا أنه عندما يتحول إلى موضوع تفاوضي غير قابل للفرض بل ينتظر موافقة الدولة ورئيسها جوابه الإحتكام للصناديق فهو هدف غير قابل للتحقق ولغو فارغ بينما كان في الواقع هدف الحرب الرئيسي لتضمنه كل معاني التغييرات المطلوبة من سوريا فهو التحول الكبير نحو الإقرار بالهزيمة
- المرحلة الثانية من الخروج من قرار الحرب تتمثل بتجرع واشنطن لسم السلاح الروسي الكاسر للتوازن وإعلان فتح جبهة الجولان وهما إعلان إستحالة لمقايضة سوريا بمعادلة الإعتراف بشرعية رئيسها ونصره مقابل خروجه من الصراع العربي الإسرائيلي وفرض قواعد إشتباك كانت هي الهدف من الغارات الإسرائيلية فأنتجت قواعد عكسية لمستقبل الصراع في المنطقة ومحوره فلسطين
- جنيف هي عنوان تجميع المعادلات لإعادة ترتيب الأوراق وتوضيبها و سنشهد حتى إنعقادها جوائز ترضية أميركية للحلفاء الذين وضعوا كل رصيدهم لإسقاط سوريا و صار مستقبل حكوماتهم مرتبطا بإنتصار الحرب عليها
- معادلتان تحكمان عجز جنيف عن إنتاج حل سياسي رغم إطلاق عملية سياسية الأولى تتصل بالبعد الإقليمي والثانية بالبعد الداخلي
- إقليميا كلما حشدوا دول الحرب على سوريا في المؤتمر وإستبعدوا اصدقائها مثل إيران والعراق صارت سوريا مرتاحة في تحويل المؤتمر لعنوان وقف تمويل وتسليح الحرب كشرط لا بد منه لوقفها حيث تجتمع في المؤتمر مع مصادر التمويل والتسليح والتحريض و كلما تراجعوا عن عنادهم وقبلوا وجود حلفاء سوريا توازن المؤتمر وصار إعترافا بمشهد إقليمي ودولي جديد لرسم شرق أوسط جديد فيه روسيا والصين مقابل الأطلسي وفيه إقليميا السعودية وإيران وتركيا ومصر وسوريا وليس فيه إسرائيل و في الميدان تعطلت بالتوازنات الجديدة آلات المشاغبة والتفلت الإسرائيلية لفرض حضور يستدعي ربط الحل في سوريا بحل في المنطقة ولذلك سيستمر الضجيج الإسرائيلي يظلله الإرتباك الأميركي
- داخليا كلما جمعوا اطراف المعارضة الأوسع تمثيلا وإنتشارا صار السؤال عن مدى قدرتهم على الخروج بإدانة جبهة النصرة وتوابع القاعدة مصدرالخطر الداهم لأمن اوروبا وأحد مبررات التهرب من فواتير مواصلة الحرب بعد ثبات إستحالة الجمع بين حربي إسقاط سوريا ومنع القاعدة من الوصول لساحل المتوسط وكلما تشددوا في هذا المعيار القائم على إستبعاد كل توابع القاعدة بتمثيل المعارضة وقعوا في السؤال الصعب وهو مدى قدرة هذه المعارضة على وقف العنف و صياغة وقف جدي لإطلاق النار
- الدولة السورية تذهب وأوراقها بيدها ولكل سؤال جواب ففي السياسة جوابها على كل ما يقال من الرئاسة إلى الدستور إلى الحكومة هو صناديق الإقتراع والإحتكام إلى ما يقوله الشعب السوري وما دام عنوان الحرب هو دعم الديمقراطية فمن يملك القدرة على رفض الإحتكام لصناديق الإقتراع ؟
- مشروع سوريا سهل وبسيط ما يملكه المجتمعون هو وقف العنف لإطلاق يد السوريين في قول كلمتهم بشفافية ونزاهة في تقرير مصيرهم والدولة جاهزة لكل الضمانات التي تحقق إنتخابات نيابية ورئاسية تعددية نزيهة بما فيها الرقابة الدولية على هذه الإنتخابات وبالتالي ليخرج المؤتمر بوقف شامل للعنف وكل شيئ يصير ممكنا عبر قول السوريين لكمتهم الفاصلة
- مشروع سوريا يرتكز لسؤال مقابل وهو إذا كنتم تسلمون بوجود القاعدة وتوابعها وتعلنون عجزكم عن ضمان وقف العنف فهل انتم جاهزون لإعلان وقف القتال بين المجتمعين بصفتهم حكما ومعارضة متفقون ومعهم كل المجتع الدولي والإقليمي على مكافحة الإرهاب ؟ وبالتالي تعالوا لترتيبات وقف النار وحددوا اين تقدرون و أين لا تقدرون ؟ ولتعلن الدول مباركتها ووقف التسليح والتمويل والتحريض وليعلن المؤتمر وقفا للنار وموعدا للإنتخابات وإعتبار كل مخالفة جزءا من تخريب للحل يقوم به إرهابيون لا حل معهم إلا ما يفعله الجيش العربي السوري في ميادين القتال
- عملية سياسية في جنيف طويلة ومعقدة سيتقرر إيقاعها بعجز حلف الحرب عن تقديم شيئ و إرتباكهم بين خيارات كلها مرة من جهة وعلى ما يفعله الجيش السوري في الميدان ووضوح رؤيا وسهولة وبساطة وقوة الخيارات التي تملكها الدولة من جهة أخرى فماذا سيحمل المعارضون إلى جنيف ؟
- هذا ما سنجيب عنه في الحلقة القادمة

الملخص

- الحرب على سوريا سقطت كقرار وما بقي منها ينتظر الإقرار
- عنوان التفاوض هو جنيف فهل سنشهد عبره الحلول ؟
- السقوف العالية سبيل لتبرير القبول بالتفاوض
- تسليح المعارضة إقامة توازن كلامي مع أفعال حقيقية قامت بها روسيا
- التخلي عن تنحي الرئيس الأسد كشرط مسبق للتفاوض هو التحول الكبير نحو الإقرار بالهزيمة
- السلاح الروسي و فتح جبهة الجولان أفشلا مقايضة الإعتراف بنصرسوريا مقابل خروجهه من الصراع العربي الإسرائيلي
- كلما حشدوا دول الحرب على سوريا في المؤتمر صار العنوان وقف تمويل وتسليح الحرب و كلما قبلوا وجود حلفاء سوريا صار المؤتمر إطارا لنظام إقليمي دولي جديد بلا إسرائيل
- كلما وسعوا تمثيل المعارضة وقعوا بمنح المقاعد للقاعدة وكلما ضيقوا التمثيل صار السؤال من يوقف إطلاق النار
- الدولة السورية تذهب ولكل أسئلة السياسة جواب وهو صناديق الإقتراع
- سؤال سوريا إما قادرون على وقف العنف والإحتكام للصناديق وإما انكم عاجزون وتعترفون أن الإرهاب هو من يقاتل
- عملية واجهتها سياسة لكن من يقرر مصيرها هو الجيش السوري في الميدان

nad-ali 03-06-2013 11:07 PM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

الحرب المشرقية

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...C8WvYnexCRQLwk
ناهض حتر



بعد الحرب السورية، يشعر كل منّا، بالغريزة أو بالوعي غير المكتمل بعد، أن معتقداته السياسية الراسخة لفترة ما قبل الحرب، لم تعد صالحة للاستعمال بعدها. لقد اهتزت الأرض من تحت أقدامنا جميعاً. بعضنا أخذته الحماسة والتطورات اليومية، فلا يدرك أنه تغيّر تحت وطأة الاكتشافات المدهشة لدوافعه ومصالحه الحقيقية، والأهم لإحساسه الوجودي العميق بالحضور والأمان، وبعضنا يتبنّى مواقف لا تعبر عن توجهاته لما قبل الحرب، وبعضنا حائر، وبعضنا دائخ.

في الحروب الكبرى، تولد الاتجاهات الكبرى في التاريخ الاجتماعي للأمم، ما يحكم، تالياً، سيرورة موت أفكار ومعتقدات وأحزاب وهياكل سياسية، وولادة أُخرى جديدة، تستجيب لتجربة الحرب واحتياجات السلام وآفاق التطوّر اللاحق.

الحرب السورية حرب كبيرة، ليس بسبب امتدادها وشمولها وحجم العنف غير المسبوق فيها، ولا بسبب حجم التدخلات الإقليمية والدولية فيها، وإنما، بالأساس، بسبب كونها مثلت وتمثل حصيلة للصراعات المتداخلة (الاجتماعية والطائفية والكيانية والثقافية) في المشرق، وبين المشرق وجيرانه في الخليج وتركيا ومصر، ومع العدو الإسرائيلي والقوى الاستعمارية. وهذه الصراعات التي طالما انفجرت هنا وهناك في بلدان المشرق، لم تعرف شموليتها وذراها إلا في الحرب السورية. يكشف ذلك عن حقيقة أولى هي مركزية سوريا في المشرق، ففي هذه الحرب (التي تشاهدها المجتمعات العربية في الخليج ومصر والمغرب على الشاشات، أو ينسلّ منها تكفيريون للمشاركة فيها) انتهينا، في المجتمعات المشرقية، إلى الانخراط الجماعي فيها، ليس فقط من باب التضامن مع فريق من فريقي الحرب، وليس فقط من باب المشاركة في القتال داخل سوريا، وإنما بمجيء الحرب إلينا، كل في عقر داره، في أشكال مختلفة من العنف الدموي كما في العراق ــــ وجزئيا في لبنان ــــ أو العنف السياسي كما في لبنان والأردن، والأهم تعطُّل السياسة المحلية، والاضطراب العام، والوقوف على حافة الانزلاق نحو انفراط الأمن، وعلى هاوية الاقتتال الداخلي؛ نتوعّد بعضنا بعضاً، وفقا لمآل الحرب السورية. هذه الحرب هي حربنا، الحرب المشرقية.

نخبئ رؤوسنا في الرمال، أو نتجاهل ما نحدسه ونراه ويدور في العقول والقلوب، لكننا نعرف، في دواخلنا، أننا اصطدمنا مع حقيقة أننا نشكّل، في هذا المشرق، أمةً. ولئلا ندخل في سجال بلا معنى ولا جدوى مع القوميين العرب التقليديين، يمكننا القول إن المشرق هو مجال قومي مترابط وخاص. وقد كشفت الحرب السورية، وجوده الفعلي وخصوصيته الباهرة.

نحن ـــ يساريين وقوميين ووطنيين و«مدنيين» ـــ لم نتوصل بعد إلى بلورة هذا الاتجاه الذي نحدس ونرى، نتهرّب منه، بينما عدوّنا الداخلي المركزي، أي التيار السلفي التكفيري الإرهابي، توصّل إلى موقف واضح حول وحدة المشرق، تحت راية «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وبغض النظر عن مضمون هذه «الدولة» ودوافعها الطائفية والمذهبية وسعيها الرجعي التدميري، فإن النظر إلى العراق والشام كمجال واحد، هو استجابة صحيحة لما كشفت عنه الحرب، سبقنا إليها، غريزياً، السلفيون التكفيريون. وبالاتجاه المضادّ، أي في جبهتنا وخندقنا، حيث حزب الله يتقدم الصفوف، توصل الحزب إلى أن الحرب في سوريا هي «معركتنا»، و«سنخوضها» و«ننتصر فيها».

في الواقع، وعلى مدار السنتين الماضيتين من الصراع الدامي، سقطت الحدود السياسية بين دول المشرق، أمام متطلبات الحرب المشرقية. هل يمكن للبنان أن ينفصل بالفعل عن سوريا؟ هل بينهما حدود فعلاً؟ هل يمكن للحدود بين المملكة والجمهورية أن تتحدى وحدة سهل حوران في وقت الحرب؟ هل كان يمكن للعراقيين أن يستمروا في العملية السياسية المحلية في منأى عن اشتعال سوريا؟ الجواب واضح. وأخيراً، هل يوجد ما هو أكثر سخفاً من التفكير بإمكانية التوصل إلى حل سلمي مع الإسرائيليين أو مقاومتهم من دون سوريا؟ وهل يمكن احتمال سذاجة المعارضة السورية الديموقراطية التي تتوهّم إمكانية بناء دولة ليبرالية محلية مسالمة في سوريا التي تنعقد عليها كل صراعات المشرق؟

هذه هي، في قلب كل السجالات، خلاصة المشهد: المشرق واحد. وهو منشقٌ، في وحدته، على نفسه (وحدة وصراع الأضداد) بين محور يتشكل من قوى اجتماعية وسياسية وثقافية تؤيّد النظام السوري، وبين محور مضادّ يتشكل من قوى أخرى، تريد اسقاطه. وفي قلب هذا الانشقاق، بالطبع، دوافع طائفية ومذهبية، ولكنها ليست هي الحاكمة؛ ففي سوريا نفسها يصطف قسم أساسي من السُنّة مع النظام، وفي الأردن السُنّي، تنزع الأغلبية بين العشائر إلى هزيمة أعدائه.

دعونا، إذاً، نفكّر في المحطة التالية: صيغة ديموقراطية للاتحاد المشرقي.

nad-ali 28-06-2013 12:08 PM

الفيصل: سورية أرض محتلة ولن نقف مكتوفي الأيدي

قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الثلاثاء إن المملكة تعتبر "أن تدخل إيران وحزب الله في الصراع السوري خطير، وأن السعودية لا يمكنها السكوت عن التدخل الإيراني".

الفيصل وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي يزور جدة، قال "سورية الآن أرض محلتة والسعودية لن تقف مكتوفة الأيدي في الدفاع عن الشعب السوري"، كما ثمن الفيصل القرار الأميركي الداعم لتسليح المعارضة السورية.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن مؤتمر جنيف 2 يمثل أفضل الفرص للحل في سورية، معتبراً أن لا مقاتلين سعوديين أو قطريين يقاتلون في سورية إلى جانب المعارضة.

http://www.almayadeen.net/ar/news/syria-P3ueGMfMDkW44KHoAOO_QQ


طيب يا وزير سورية أرض محتلة و البحرين ليست كذلك!!!
ولا عجب عندما تصبح سوريا مُحتلة و فلسطين ليست كذلك بالنسبة للنظام السعودي المتصهين .

لا عجب عندما يبرر النظام السعودي دخوله إلى البحرين بحجة وجود إتفاقية بين البلدين و يحرم دخول الجيش الإيراني - كما يزعمون - إلى سوريا رغم وجود إتفاقية بين البلدين كذلك .

لا عجب بأن ينطبق على النظام السعودي : رمتني بدائها و أنسلت . حيث إنها تتهم إيران بالتدخل العسكري في حين إنها هي المتدخلة منذ عامين حتى اليوم عسكريًا عن طريق عشرات الآلاف من التكفيريين الإنتحاريين الذين سلحتهم و سهلت عملية دخولهم إلى سوريا عن طريق الحدود الأردنية و التركية وفق مشروع صهيوأمريكي .



nad-ali 28-06-2013 12:12 PM

الزعبي: العنف في سورية سببه سلاح سعودي وأموال سعودية وإرهابيون تابعون للسعودية

شنَّ وزير الإعلامِ السوري عمران الزعبي هجوماً عنيفاً على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي وصف سورية بالأرضِ المحتلّة.

وقال الزعبي إنَّ الدبلوماسية السعودية المرتجفةَ خوفاً منَ إنتصارات الجيش السوري لا محلَّ لها في أيِّ حلٍّ سياسي.

وأضاف الزعبي ردا على تصريحات وزير الخارجية السعودي اليوم انه لا تثريب على سعود الفيصل، إذا اعتبر أن سورية أرض محتلة وفلسطين محررة وذاكرته المثقوبة وأحلامه الموهومة تسيطر على خطابه.

وأوضح وزير الإعلام أن العنف في سورية سببه سلاح سعودي وأموال سعودية وإرهابيون تابعون للسعودية والفيصل غارق بدم السوريين، ولفت الزعبي إلى أن ظنون الفيصل عن مستقبل سورية ودور حكومته فيها وهم كبير واذا كان يعتبر بلده بلدا صغيرا فسورية كبيرة بشعبها وجيشها.

nad-ali 28-06-2013 02:17 PM

روسيا تطالب السعودية بوقف تمويل و تسليح المجموعات الإرهابية

إنتقد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش موقف المملكة العربية السعودية من القضية السورية، وطالبها بوقف "الافعال الخطيرة" مثل تمويل وتسليح المجموعات الارهابية الدولية والمتطرفين.

جاء ذلك في تعليق المتحدث باسم الخارجية الروسية الذي نشر على موقع الوزارة الرسمي، على تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي اتهم روسيا ضمنيا بالمساهمة في "الابادة الجماعية" التي تتعرض لها سورية.

وقال لوكاشيفيتش في تعليقه ان "الامير السعودي اتهم روسيا، في جوهر الأمر، بدعم عسكري غير محدود للقتل الجماعي في سورية وطالب بوقف تسليح النظام السوري والقوى الخارجية الداعمة له، والذي تقوم به موسكو على حد الزعم".

وتابع لوكاشيفيتش قائلا: "من الواضح بالنسبة الينا أن تصريح سعود الفيصل كان يهدف، قبل كل شيء، إلى عرض نتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالصورة المطلوبة، ولكن لشرف شركائنا الامريكان الذين يسعون إلى البحث سوية مع روسيا عن سبل وقف النزاع الدموي والمدمر الدائر بسورية، فان هذه المحاولة لم تتكلل بالنجاح".

واكد المتحدث باسم الخارجية الروسية:" نحن بالطبع لا ننوي تبرير اعمالنا أمام أحد، وإن موقفنا المبدئي من الأزمة السورية معروف جيدا. ومنذ البداية تبذل روسيا جهودا من أجل وقف أي أعمال عنف بأسرع ما يمكن وتحقيق تسوية سياسية سلمية في البلاد".

ولفت لوكاشيفيتش إلى أن "في هذا يكمن الفرق الجذري بين موقفنا وبين موقف بعض القوى في المنطقة التي تسعى إلى تحقيق طموحاتها الجيوسياسية على حساب دماء ومعاناة الشعب السوري، ولا تتورع بعض العواصم، بما فيها الرياض، في اللجوء الى أكثر الاساليب اثارة للشبهة، بما في ذلك تمويل وتسليح الارهابيين الدوليين والمجموعات المتطرفة. ويجب وقف هذه الاعمال الخطيرة، ومنح السوريين امكانية ان يقرروا مستقبلهم بأنفسهم في اطار عملية التفاوض، وهو الامر الذي دعا اليه وزيرا الخارجية الروسي والامريكي في موسكو يوم 7 مايو/ايار الماضي".

nad-ali 29-06-2013 04:51 PM

سعود يلفظ انفاسه

http://www.topnews-nasserkandil.com/...629-082447.jpg

- كان واضحا أن تسارع المواجهة حول سوريا محكوم بسقف محدد هو شهر أيلول موعد قمة الرئيسين الروسي والأميركي لرسم موازين القوى التفاوضية وسقوفها
- كان واضحا ايضا أن فترة ما بين مطلع حزيران موعد سقوط القصير بيد الجيش السوري من جهة وموعد محدد يسبق قمة بوتين وأوباما ، هي حقبة القيادة السعودية المباشرة للحرب بعد تنحي قطر و بعد تنحي تركيا وفشل مصر ، بسبب العجز عن تحقيق الوعود
- نقلت كل الأرصدة للحساب السعودي ونقلت الإمرة لسعود فيصل لإحداث ما تمت تسميته إعادة التوازن بين الجسم المسلح التابع لتحالف الحرب بوجه الجيش السوري تحت سقف الإدعاء ان هذا طريق الحل السياسي التفاوضي
- رحل امير قطر ورئيس وزرائه بعد تسليم أمانة القيادة و انصرف كل من رئيس مصر وتركيا لمواجهة إستحقاقاتهما الداخلية الداهمة و قام الفرنسي والبريطاني والأميركي بوضع ما يلزم لتنفيذ خطط بندر التي يرعاها ويشرف عليها سعود
- لا مكان للتنفيذ إلا لبنان والباقي عناصر إسناد فإنتقلت ساحة المواجهة فورا وبلا مقدمات لبنانية تفسره إلى لبنان
- عطلت مشاريع حكومة توافقية كانت السعودية قد أعطت عبر الأمير مقرن بلسان السفير عواض العسيري الموافقة على ولادتها ، وجرى النفخ ببوق الأسير لجعل صيدا منطقة خارج السلطة تعيد التوازن بوجه حزب الله في لبنان بدلا من سوريا
- خطة سعود وبندر تقوم على معادلة سقفها جعل صيدا رهينة تقوم بدور السكين الموغل في جسد حزب الله بين نصفيه البيروتي والجنوبي ، وصولا لتفجير شامل على اساس مذهبي يفجر لبنان وعبره المنطقة ، ويفتح الباب لرسم تشكيل الحكومات والدول على اساس توزيع السلطات بين الطوائف ، فستقط سوريا في الحضن السعودي على قاعة عراق شيعي وسوريا سنية ولبنان متعدد ، هذه معادلة الحل السياسي التي سوقها سعود وتبناها كيري في الدوحة
- فشلت الخطة بالضربة القاضية في مواجهة الأسير مع الجيش اللبناني ، و كان البديل الخطة رقم إثنين ، وهي السعي لإطلاق حمى السعار المذهبي بوجه الجيش وحزب الله لرسم معادلة للمقايضة ، خروج حزب الله من سوريا وخروج الجيش من المواجهة شرطان لولادة حكومة جديدة وشرط وقف التصعيد وإلا لتكن الفتنة
- الخطة الإنتحارية أنتجت في يومها الأول بدء تصفية تيار الحريري الذي يشكل الرصيد السعودي الأميركي الأبرز في لبنان لحساب التيارات السلفية المتطرفة ، فصار الشهال زعيما في مسجد الزعتري وخالد بن الوليد يفتح بوابات عبرا ، بينما السنيورة والمفتي سوسان شاهدي زور يطردان ويحاصران ، وفي طريق الجديدة خرجت الهتافات تصف الحريري بابي رغال الذي ترك الكعبة تسقط بيد جيش ابرهة ، والكعبة هي عبرا ، و في طرابلس أحرقت أعلام المستقبل ونزعت يافطاته ، لتحل مكانها أعلام القاعدة وشعاراتها
- سعود يعلم أن مواصلة خطة الإنتخار ستفضي لتسليم السلفية المتطرفة الساحة السنية في لبنان ، و ربما يكون لسان حال الحقد داخله علي وعلى أعدائي ، حيث لا مكان للسياسة حين يتملك الحقد دور القرار ، لكن الأميركي اللاعب الرئيسي خلف الستار له حسابات أخرى
- الصفارة الأميركية تحدد موعد الوقت الممنوح لسعود ب 30 حزيران يونيو موعد بدء المواجهات المنتظرة في كل من مصر وتركيا ، والصفارة الأميركية مرتبطة بضوابط عنوانها، نريد إعادة التوزان دون تحقيق مكاسب جديدة لإمتدادات القاعدة وتوسيع مدى سيطرتها في الجغرافيا
- بدأ الغليان في مصر وفوران البركان ينذر بما لا يمكن توقعه ، فقد حشد الأخوان عشرات الألوف من المناصرين والسلفيين في دوار رابعة العدوية بالقاهرة ، بينما وصل مئات الألوف لميدان التحرير تحضيرا ليوم الوعد المستحق لثورة تمرد المطالبة بتنحي مرسي وشهدت كل المحافظات المصرية طوفانا شعبيا غير مسبوق وخرج الجيش من الثكنات
- تركيا تتهيأ لموعد الغد ومصر قد دخلته مبكرة و وفقا للمصادر الإسرائيلية أن الخطة بعدما كانت إرباك حزب الله بثلاث جبهات يدوخ فيها بين سوريا ولبنان وإسرائيل فإذ الأميركي أمام جبهات ثلاث مدعو للمفاضلة في أولوياتها تركيا ومصر وسوريا
- طبعا لا يمكن خوض الحرب على الجبهات الثلاث معا والتحسب لمخاطر مصر وتركيا يستدعي التطلع لدور خاص تتولاه الجيوش هناك ، لمنع التفكك والتدهور والفلتان والفوضى، إذا ثبت أن حكم الأخوان أضعف من السيطرة في الساحتين الإستراتيجيتن الأهم مصر وتركيا، و طالما للجيوش دور هناك فلماذا لا يكون للجيش اللبناني دور في لبنان ؟ امام عجز خطة سعود عن تحقيق المراد ، وطالما وطالما هي الجيوش تصبح عنوان المرحلة ، وقد ثبت أن الجيش السوري أقوى من المحن والحروب فلماذا لا يكون هو ايضا في قلب رؤية المرحلة القادمة خارج أوهام المواجهة مع نظام الرئيس بشار الأسد
- المهم ان الصفارة بنهاية حقبة سعود جاءت من واشنطت بلسان الجنرال ديمبسي رئيس اركان الجيوش الأميركية ، بأن واشنطن ستسلح وتدعم الجيش اللبناني وتعزز الجيشين العراقي والأردني والمشترك هنا هو مواجهة خطر التطرف
- لن تسلح واشنطن الجيش اللبناني باسلحة تزعج خاطر إسرائيل طبعا ، ولا يعيش الأميركي وهم الإعتقاد بتحويل الجيش سلاجه نحو حزب الله طالما لا يملك الأميركي جعل الجيش حاميا بديلا للبنان من التهديديات والإنتهاكات الإسرائيلية ، حيث حزب الله هو قوة الدرع وقوة الدفاع ، و طالما قضية الجيش الأساسية في حماية الحدود لا تجد شريكا حقيقيا غير حزب الله
- التسليح هنا هو كلمة مفتاح للسياسة وليست شيئا عملانيا حقيقيا ، فما ستسلحه واشنطن هو ما سلحته في الماضي لا يسمن ولا يغني من جوع ، لكنه كلام رمزي لمن يجب أن يفهم ، أن اللعبة إنتهت أو تكاد ، وان اللعب بالنار اللبنانية بمفهوم شمشمون سعود الفيصل غير مسموح ، طالما انه يصطدم بمهلة 30 يونيو من جهة و يؤدي لتعزيز نفوذ القاعدة من جهة اخرى
- سعود رجراج العقل والرقبة واليدين لكن الرجرجة تطال مشروعه بسقوط الأسير وها هو يلفظ انفاسه ، ومع إرتعاشات الإحتضار كثير من الإنتفاض لكن بلا حول ولا قوة


الملخص

- كان واضحا أن تسارع المواجهة حول سوريا محكوم بسقف محدد هو شهر أيلول موعد قمة الرئيسين الروسي والأميركي لرسم موازين القوى التفاوضية وسقوفها
- لا مكان للتنفيذ إلا لبنان والباقي عناصر إسناد فإنتقلت ساحة المواجهة فورا وبلا مقدمات لبنانية تفسره إلى لبنان
- سلمت العهدة القطرية والتركية والمصرية في الحرب على سوريا للسعودية
- خطة سعود وبندر تقوم على جعل صيدا رهينة لتفجير الفتنة المذهبية لتعم المنطقة واعادة تشكيل الحكم فيها طائفيا
- فشلت الخطة وسقط سعود
- مواصلة خطة الإنتخار ستفضي لتسليم السلفية المتطرفة
- التحسب أميركيا اهم لمخاطر ما يجري في مصر وتركيا و التطلع لدور خاص تتولاه الجيوش هناك
- لماذا لا يكون للجيش اللبناني دور ؟
- تعلن واشنطن انها سستسلح وتدعم الجيش اللبناني وتعزز الجيشين العراقي والأردني والمشترك هنا هو مواجهة خطر التطرف
- التسليح هنا هو كلمة مفتاح للسياسة وليست شيئا عملانيا حقيقيا
- تركيا ومصر أولا لسان حال واشنطن والمهلة لسعود انتهت
- سعود رجراج العقل والرقبة واليدين لكن الرجرجة تطال مشروعه بسقوط الأسير وها هو يلفظ انفاسه

29/6/2013


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:46 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024