منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الإجتماعي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   ورقة القصص الخمسة (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=166713)

حميد الغانم 03-05-2013 09:14 PM

طمع الدنيا

رب الاسره يملك مالا كثيرا وبيوتا وعقارات وقطع اراضي كثيره....اي كان ثريا...لكنه يسكن مع عائلته في بيت صغير وقديم يكاد يسقط فوق رؤسهم
لقد كان الاب حريصا وبخيلا الى درجه كبيره بحيث لا ينفق من ماله على عياله الا جزء قليل جدا من المال... لا يكفي قوت يومهم..ولا يكسيهم الا اذا تمزقت ثيابهم......حتى انه يجلس مهم ولا يتحدث اليهم ولا يهتم بهم مع انهم بحاجه الى حنانه وعطفه ورعايته اكثر من ماله........
الاب كان لاهيا بجمع الدرهم على الدرهم والدينار على الدينار.....تاركا ابنائه يعيشون حياة الفقر والحرمان والذله مع كل ما يملكه من اموال وغنى .......
نعم لقد حرموا من فرصه التمتع باموال ابيهم ومن رعايته وعطفه..... وان يعيشوا حياة سعيده لكثره ا موال ابيهم
نعم عاشوا حياه يائسه وصعبه ...وكثرت المشاكل في العائله....الاب وهو عمود البيت لا يهمه امرهم اكثر من حبه لجمع الاموال...
لكن هذه الاموال الكثيره هل اعطى منها لفقير!!!او ساعد بها محتاج!!!! او تبرع بجزء منها لمؤسسه خيري
مرت الايام والايام والسنين بعد السنين حالهم لم يتغير والاب لم يكف عن جمع المال....
كبر الاولاد وربوا على الحرمان والجوع والتعب والعناء والاحساس بالنقصان مقارنة باخرين
ومع هذا الحرمان تعلموا من امهم كيف يعتمدون على انفسهم وذاتهم في تحصيل رزقهم وكسب معيشتهم
اصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم واصبح لكل واحد منهم بيت واسره واطفال وعاشوا حياتهم باستقرار....وعوضوا اطفالهم ما حرموا منه في صغرهم من مال وحب واحترام ورعايه
ومع كل لعبة يشترونها لاطفالهم كان الالم وغصته تتكسر في صدورهم لان ابيهم حرمهم مما هم لم يحرموا اطفالهم منه
وفي مثل هذه الحال فان الاب كبر في العمر وبدات قواه تتخبر من جسده شيئا فشيئا وكثر ماله ولكن قلت صحته وضعفت قوته
فبقي وحيدا في بيته الكبير القديم ,حتى زوجته تركته وهربت الى بيوت ابنائها ولكن هل بداخلها هي كانت قادرة على دفن ذاك الالم في صدرها الحزين هل هي قادرة على الهروب من سنين عجاف مع زوج يابس جاف جرمها حتى من الندى فذبل بذلك عودها ووردها وضاع عطرها مع تلك الايام العصيبة
نعم تحضن احفادها وتبتسم ظاهرا وداخلا تبكي وتؤن بالحسرة
وتوصي اولادها باحفادها
يمة ديروا بالكم على اولادكم لا تحرمونهم من شي
اشتروا لهم الالعاب – اشتروا الملابس الجديدة لهم
اشتروا هدايا العيد العبوا معهم اضحكوا معهم ارسموا البسمة على قلوبهم قبل شفافههم
قالتها وهي تودع هذه الحياة الدنيا راحلة الى عالم الاخرة وخلفت في قلوب اولادها حسرة لانهم لم ولن يقدروا ان يعضوا حرمان ابيها

الم يتعض هذا الرجل بعد وفاه زوجته...........
وبذلك ظل الاب البخيل وحيدا فريدا في بيته القديم المتهالك
مريضا
لا يستطيع الوقوف على رجليه مريضا عليلا سقيما في انة وعويل لا يستطيع لنفسه نفعا ولا ضرا
وصار اولاده يتناوبون بالعناية به بين الحينة والاخرى
سبحان الله من قطع بالامس يوصل اليوم
ومن طردهم صاروا اليوم يحضنونه ويعتنون به
ويجازونه بالمعروف بعد ان جازاهم بالحرمان
ولكن
هل تنفع اموال مريضا اذ لم يكن من حب وحنان يعالج الروح قبل علاج الجسد
ويقلب ذاك الاب العجوز بصره في ارجاء بيته وهو يسمع صدى قول ائمة اهل البيت
من وسع عليه وقتر على اولاده تمنوا موته
وصدى اخر
ان الله اذا انعم على احد احب ن يرى اثر نعمته على ذلك العبد
اقول لنتعلم من ائمتنا كيف نبني اسرنا وبيتنا وقبلها طفلنا
كتبتها
ام القمرين


نورالنجف 04-05-2013 05:26 PM

طمع الدنيا ، البخل
داء فتاك كثيرا ما فرق بين الاحباب وباعد بينهم
واغلق بيوتا وزرع الحقد والغل في القلوبكما حدث هاهنا وهذه القصة
اعاذنا الله واياكم من شر هذا
اشكر العزيزة ام القمرين لرائع تواصلها
لها مني كل الود واجمل التحايا
والشكر لكم اخي حميد الغانم
وفقك الله لكل خير
تحياتي

حميد الغانم 10-05-2013 12:14 AM

العيدية
--------------------
كان ابي رجلا مزارعا بسيطا فقيرا لا يملك من الدنيا شيئا سو بيت متهالك اخذ الزمان نصيبه منه خاليا الا من جدران ترفع الاستار عن من في الدار
وكان يعمل في زراعة قطعة ارض بسيطة ليست ملكا له بل كما جرت العادة ها هنا
بالنصف
اي ان ما يرد الى الارض من الزرع يقسم بين المالك وبين ابي الفلاح البسيط
وكنا عائلة كبيرة مكونة من الاب والام والاخوة والاخوات وكنا جميعا صغارا
ولا معيل الا ذاك الاب الكاد على عياله
ولم يكن كده يكفي لسد رمق العيش
فكيف ببقية حاجيات العائلة
فكان ابي يضع كل قوته في الزرع والارض عله يطلع بغلة كبيرة تعينه على قساوة الحياة ومرارتها
وعله يحصل على فائض يمكنه من شراء ملابس جديدة لاولاده
حيث يمر كل عيد علينا بنفس الهدم المتهالكة
ولا جديد
كان ابي يرى الحسرة في عيوننا ايام العيد
فاطفال الجيران يلبسون الجديد ويفرحون ويلعبون
واولاده محرومون حتى من فرح العيد
فنذهب لنطلب من امنا ان تقول لابي ان يشتري لنا ملابس العيد هدايا العيد
ان يعطينا العيدية
فتنزل دمعات ام على خدها في حيرة منا ولا نعرف سبب نزول دمعها
تذهب الى ابي لتخبره
فيجيب بذاك القلب الكبير المؤمن
بقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب
( ليس العيد لمن لبس الجديد العيد لمن خاف الوعيد)
حقيقة لم نكن نرضى عليه حين يقول هذه الكلمات ونحن يتملكنا وجع الحرمان
وكل همنا ان نرضي انفسنا ولا نهتم بمشاعر الاب الكادح
كنا صغارا واليوم كبرا فعرفنا ما عرفنا فسالت دموعا
حبا بذاك الاب الحنون ذا القلب الكبير
وسالت دموعنا لما سببناه من الم له عصر قلبه حينها
وسالت دموعنا علها تغفر لنا خطايانا بحق القلب الكبير ابي
نعم وسالت دموعنا لانه حاول وحاول ان يمنحنا كل ما نريده فلم يكن يملك الا حنانا اعطاه كله لنا ولم يبقي شيئا
وقوة جعلته ينهض فجر كل يوم ليذهب الى الزرع والحرث وهناك يصب همومه في ارضه
وهي امه
وذات يوم
اعترض طريقه رجالات الامن الصدامي
تفضل معنا نريد ان نسألك كم سؤال
اقتادوه الى مديرية الامن
والى العصر لم يرجع
ومع اضطراب امي المكسينة
بين غياب زوجها ابو بيتها
وبين مسؤوليتها الكبيرة في تربية عيالها بدون زوجها
اخذتها الافكار يمينا وشمالا
رمتها الريح الى بحار قلق وحيرة وخوف وسط امواج عاتيات من الالم والحسرة
استفاقت امي من حيرتها على طرقات الباب
من الطارق خيرا يارب
رفيق من رفاق حزب البعث النجس
ان ابوكم في مديرية الامن فهو من الان سيكون من جنود جيش القدس
وكثيرة هي الجيوش التي شكلها صدام والغرض واحد لا غير
هو اذلال الناس باي شكل من الاشكال
اقتادوهم غصبا ما عليهم
لا ترحموهم
كل يوم جيش ورعب
جيش القدس
جيش الفدائيين
جيش عدي
جيش الصداميين
جيش وجيش وجيش
والناس خائفة مرعوبة وجلة
والرفاق تعيث خرابا ببيوت الناس
فصار صدام حسين ربهم الاعلى
ورفعوا شعار ان قال صدام قال العراق
بل لو قال صدام فان كلامه فوق كلام الله
وقوله امر لابد من تنفيذه
ومع حيرة امي ذات القلب المكسور
نهضت عمتي تلك المراة الكبيرة المهيبة في القرية
وقررت ان تذهب لترجع بابي
قالت هلموا اولادي الى ابيكم لنخرجه
مشكلة كبيرة
لا لاننا لا نريد الذهاب لاخراج ابي
بل لاننا لا نملك الا عباءة واحدة لامي
فتدبرت عمتي الامر
وذهبت الى الجيران
وطلبت منهم العباءات النسوية لاخواتي الثلاث الكبيرات
واما نحن الصغيرات والصغار فمشينا حافيين بلا نعل او حذاء
ومن اين لنا ونحن لا نملك قوت يومنا
ذهبت عمتي ونحن معها
ولازلت اتذكر بعد هذه السنين العجاف
ان اخواتي كنا طويلات والعباءات قصيرات وانا انظر الى هذا المنظر
واسير خلف عمتي
وصلنا الى الرفيق المسؤول
فصاحت به عمتي
يا هذا
من لهذا وهذا وهذا وهذه وهذه وهذه
من يربيهم
من يصرف عليهم
من يكد عليهم
من يطعمهم
واستمر كلام عمي وصحايها على الرفيق الفلاني
وهددته عمتي بان تذهب لمن هو اعلى منه
استسلم ذاك اللعين الرفيق
وذهب بسيارته واطلق سراح ابي بعد اذان المغرب
فتح الباب
ركضنا نحوه باكين
ابي لا نريد هدية العيد فانت عيدنا وهديتنا
وانت سترنا
وانت حمانا وقوتنا وطعامنا
حضننا بيده الخشنتين من العمل المملؤتين حنانا يفيض منهما
ودموع عينيه تسيل على خدي
داعيا بقلبه الكبير
ربي احفظهم
ربي احفظهم
ربي احفظهم
------------------
كتبتها رملة الحجاج
وحررها حميد الغانم

حميد الغانم 10-05-2013 12:16 AM

حياك الله ووفقك لكل الخير الاخت الفاضلة نور النجف
زادك الله نورا الى نورك
والشكر الموصول لك اولا واخيرا لاتحاحت الفرضة لهكذا موضوع هذا اولا
وثانيا لتشجعيك المستمر المتواصل في استمرار الموضوع
شكرا لك
حميد الغانم

عاشق ائمة البقيع 10-05-2013 09:14 PM

احسنتم على الطرح المميز بارك الله بكم

حميد الغانم 16-05-2013 11:15 PM

الاخ عاشق ائمة البقيع
بارك الله بكم ورفع الله من مقامكم وحفظكم من كل مكروه بحق محمد وال محمد

حميد الغانم 16-05-2013 11:39 PM

متناقضات
حقيقة كان في بالي هذه الليلة ان اطرح قصة جديدة لاحدى الطالبات
ولكن خرجت قليلا الى خارج البيت للراحة قليلا ولرؤية بناء عمومتي خصوصا ان الليلة هي ليلة الجمعة
حيث يقام مجلس عزاء في كلية ليلة من ليالي الجمعة
وكما يسمى عندنا العادة او القراية
وهي عادة استمرت عشرات السنين والسنين
ومنعت في زمن الطاغية صدام اللعين
الحمد لله عادت مع الايام
فما نبح كلب اهل البيت الا وجرب وما عاداهم بيت الا وخرب
الحمد لله على توفيقه
وليتذكر من يتذكر وليعتبر من يعتبر ان الطغيان مصيره جهنم والخيبة والخسران
وان العمل الحسن يبقى ويبقى
وما كان لله يثمر
بل للامانة قسم الاسبوع كله بين ابناء عمومتي
فليلة الجمعة مجلس حسيني عند فلان
وليلة السبت عند فلان
وليلة الاحد عند فلان
وهكذا يدور المجلس كل ليلة بمكان ليعود من جديد
الحمد لله
نعود لقصتنا
ما ان خرجت الى باب الدار
نادني ابن عمي ابو طه
كيف حالك الحمد لله
سارع قائلا كنت في بغداد لغرض متابعة معاملتي
سالته ما النتيجة قال ذهبت الى الوزارة بين الطابق الاول الثاني الثالث ارجع للثاني اذهب للاول ارجع للبريد المركزي
ارجع للموظف والموظفة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ضاع يوم من عمره
وضاعت امواله ووقته
على اهمال موظف لا يعلم اين معاملته
فتطرقنا الى المتناقضات في عمل الانسان
فحكى لي انه في طريق العودة الطويل وهو راكب سيارة العودة الى البيت
قال الحمد لله
وضع السائق محاضرة دينية للسيد الصافي
استمرت ساعة
قال بعدها
وضع السائق اغاني وطرب واي غناء وطرب
سبحان الله للتو دين وصار الان اين واين
هذا اول موقف
وموقف اخر من متناقضات الانسان نفسه وذاته
موظف يصلي في اوانه ووقته ومواضب على الصلاة لا يؤخرها
والمسبحة لا تسقط من يده
والذكر لا ينزل عن لسانه
ذات يوم قدم مواطن من محافظة ذي قار لينهي معاملته
اتصل هاتفيا
قال ان السيارة تاخرت
ارجو ان تتاخرون لتكملوا المعاملة لان طريق العودة طويل وصعب ومكلف
نعم بقي الموظف المسؤول عن معاملة هذا الشخص نصف ساعة فوق وقت الدوام
وطلب من صاحبنا الموظف الصلاة ان يبقى قليلا لانه من شروط معاملة الشخص من محافظة ذي قار ان يوقع على احدى اوراقها
قال نعم سابقى
ولكن ما ان دقت الساعة الثانية حتى غادر وترك ا الدوام
وبقي الموظف وحده ينتظر ليكمل معاملة ذاك الشخص القادم من بعيد
فاين الذكر واين التسبيح
وامير المؤمنين يقول
من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم
وهنا اتذكر مقولة الامام الحسن لاحد الناس حين ترك الطواف
ليقضي حاجة مؤمن
قال ان قضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف وطواف حتى وصل الى سبعين طواف
سبحان الله
الطريف في الامر
ان مدير الدائرة الاعلى
قال انا ذاهب لحاجة اطبعوا الكتاب واوقعه قبل ان ياتي الشخص من محافظة ذي قار
فشكرا لذاك المدير الذي سهل امر من جاء بعيد
وما اكثر المتناقضات في العراق والمتناقضين
ونكمل قصتنا مع التناقض الاكبر
في طريقي الى الدوام كل صباح هناك
محل للتسجيلات الصوتية
يبيع السيديات والدي في دي
الحمد لله والشكر لله
هذا المحل كان يبيع اشرطة الغناء والطرب واي غناء واي طرب عابث ماجن
ساءت الاحوال
فلم يوفق
ترك العمل وباع الادوات
وماذا جرى بعد سقوط النظام
عاد صاحبنا الى محله واشترى ادوات حديثة وكومبيوترات
وقام يبيع اللطيميات والمواليد الحسينية والاهازيج الدينية
الحمد لله
اين التناقض
امام محله رصيف وشارع
استغلها ابنه
لاي شي
نعم وضع كومبيوتره في الشارع امام محل والده
لاي شي
للسيديات والصوتيات والدي في دي
يبيع الاغاني والطرب والمجون والافلام وما شاكلها
ووصل الامر الى ان يضع شاشة تلفزيون صغيرة
ويضع المسلسلات التركية
واي مسلسلات هي
وكثير هو المجون
فمن يمر
يسمع صوتين
صوت ناع حسيني وصوت مطرب مجوني
يرى مسلسل المختار ويرى مسلسل تركي
يرى حجابا هناك ويرى شعرا وتقبيلا وشربا
يرى على واجة المحل صورا لعلماء الدين
ويرى في محل ولده صورا لابطال المسلسلات التركي والبطلات والافلام الهندية والمطربين
فسبحان الله
يحل المساء يحمل الابن اغراضها ليعيدها في محل والده ليجتمع الدين والفجور
واقول
لا يجتمع الدين والفجور في موضع الا كان صاحب الموضع والمحل هو في داخله متناقضات
واي متناقضات
ولا يطاع الله من حيث يعصى
حميد الغانم

نورالنجف 21-05-2013 05:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد الغانم (المشاركة 2007047)
متناقضات
حقيقة كان في بالي هذه الليلة ان اطرح قصة جديدة لاحدى الطالبات
ولكن خرجت قليلا الى خارج البيت للراحة قليلا ولرؤية بناء عمومتي خصوصا ان الليلة هي ليلة الجمعة
حيث يقام مجلس عزاء في كلية ليلة من ليالي الجمعة
وكما يسمى عندنا العادة او القراية
وهي عادة استمرت عشرات السنين والسنين
ومنعت في زمن الطاغية صدام اللعين
الحمد لله عادت مع الايام
فما نبح كلب اهل البيت الا وجرب وما عاداهم بيت الا وخرب
الحمد لله على توفيقه
وليتذكر من يتذكر وليعتبر من يعتبر ان الطغيان مصيره جهنم والخيبة والخسران
وان العمل الحسن يبقى ويبقى
وما كان لله يثمر
بل للامانة قسم الاسبوع كله بين ابناء عمومتي
فليلة الجمعة مجلس حسيني عند فلان
وليلة السبت عند فلان
وليلة الاحد عند فلان
وهكذا يدور المجلس كل ليلة بمكان ليعود من جديد
الحمد لله
نعود لقصتنا
ما ان خرجت الى باب الدار
نادني ابن عمي ابو طه
كيف حالك الحمد لله
سارع قائلا كنت في بغداد لغرض متابعة معاملتي
سالته ما النتيجة قال ذهبت الى الوزارة بين الطابق الاول الثاني الثالث ارجع للثاني اذهب للاول ارجع للبريد المركزي
ارجع للموظف والموظفة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ضاع يوم من عمره
وضاعت امواله ووقته
على اهمال موظف لا يعلم اين معاملته
فتطرقنا الى المتناقضات في عمل الانسان
فحكى لي انه في طريق العودة الطويل وهو راكب سيارة العودة الى البيت
قال الحمد لله
وضع السائق محاضرة دينية للسيد الصافي
استمرت ساعة
قال بعدها
وضع السائق اغاني وطرب واي غناء وطرب
سبحان الله للتو دين وصار الان اين واين
هذا اول موقف
وموقف اخر من متناقضات الانسان نفسه وذاته
موظف يصلي في اوانه ووقته ومواضب على الصلاة لا يؤخرها
والمسبحة لا تسقط من يده
والذكر لا ينزل عن لسانه
ذات يوم قدم مواطن من محافظة ذي قار لينهي معاملته
اتصل هاتفيا
قال ان السيارة تاخرت
ارجو ان تتاخرون لتكملوا المعاملة لان طريق العودة طويل وصعب ومكلف
نعم بقي الموظف المسؤول عن معاملة هذا الشخص نصف ساعة فوق وقت الدوام
وطلب من صاحبنا الموظف الصلاة ان يبقى قليلا لانه من شروط معاملة الشخص من محافظة ذي قار ان يوقع على احدى اوراقها
قال نعم سابقى
ولكن ما ان دقت الساعة الثانية حتى غادر وترك ا الدوام
وبقي الموظف وحده ينتظر ليكمل معاملة ذاك الشخص القادم من بعيد
فاين الذكر واين التسبيح
وامير المؤمنين يقول
من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم
وهنا اتذكر مقولة الامام الحسن لاحد الناس حين ترك الطواف
ليقضي حاجة مؤمن
قال ان قضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف وطواف حتى وصل الى سبعين طواف
سبحان الله
الطريف في الامر
ان مدير الدائرة الاعلى
قال انا ذاهب لحاجة اطبعوا الكتاب واوقعه قبل ان ياتي الشخص من محافظة ذي قار
فشكرا لذاك المدير الذي سهل امر من جاء بعيد
وما اكثر المتناقضات في العراق والمتناقضين
ونكمل قصتنا مع التناقض الاكبر
في طريقي الى الدوام كل صباح هناك
محل للتسجيلات الصوتية
يبيع السيديات والدي في دي
الحمد لله والشكر لله
هذا المحل كان يبيع اشرطة الغناء والطرب واي غناء واي طرب عابث ماجن
ساءت الاحوال
فلم يوفق
ترك العمل وباع الادوات
وماذا جرى بعد سقوط النظام
عاد صاحبنا الى محله واشترى ادوات حديثة وكومبيوترات
وقام يبيع اللطيميات والمواليد الحسينية والاهازيج الدينية
الحمد لله
اين التناقض
امام محله رصيف وشارع
استغلها ابنه
لاي شي
نعم وضع كومبيوتره في الشارع امام محل والده
لاي شي
للسيديات والصوتيات والدي في دي
يبيع الاغاني والطرب والمجون والافلام وما شاكلها
ووصل الامر الى ان يضع شاشة تلفزيون صغيرة
ويضع المسلسلات التركية
واي مسلسلات هي
وكثير هو المجون
فمن يمر
يسمع صوتين
صوت ناع حسيني وصوت مطرب مجوني
يرى مسلسل المختار ويرى مسلسل تركي
يرى حجابا هناك ويرى شعرا وتقبيلا وشربا
يرى على واجة المحل صورا لعلماء الدين
ويرى في محل ولده صورا لابطال المسلسلات التركي والبطلات والافلام الهندية والمطربين
فسبحان الله
يحل المساء يحمل الابن اغراضها ليعيدها في محل والده ليجتمع الدين والفجور
واقول
لا يجتمع الدين والفجور في موضع الا كان صاحب الموضع والمحل هو في داخله متناقضات
واي متناقضات
ولا يطاع الله من حيث يعصى
حميد الغانم

وقفات محزنة صراحة وفي نفس الوقت التفاتة طيبة منك اخي الكريم علها ان توّعض
التناقضات منتشرة ونشاهدها في اغلب الامكان على الاوساط
كما انها حقا امر مؤسف نسأل الله الهداية والصلاح لاحوال الجميع
شكرا اخي على هذا العطاء الرائع والتواصل المثمر

حميد الغانم 23-05-2013 11:43 PM

الشكر لله على فضله ونعمه
والشكر لك الاخت الكريمة نور النجف
زادك الله نورا الى نور
ووفقت بمحمد وال محمد

حميد الغانم 24-05-2013 12:23 AM

أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم

عطر الجنآن 30-05-2013 11:38 PM



جميل هو التمسك بالحلم وعدم اليأس
بالصبر والعزيمه يتحقق المطلب

قصه جداً جميله :)


شكر لك اخي حميد الغانم ^^


بالتوفيق

حميد الغانم 30-05-2013 11:57 PM

وفقك الله لكل الخير الاخت الفاضلة عطر الجنان
شاكر لهذه الكلمات الكبيرة
اسال الله لك الخير كله
حميد الغانم

حميد الغانم 31-05-2013 12:23 AM

هابيل وقابيل
وتمضي الايام ويقترب موعد تسليم البحث الخاصة بمسابقة الامام الحسين عليه السلام في منتديات انا شيعي
حقيقة حين بدات في كتابة هذا البحث لم اكن اتصوره ليتجاوز الخمسين صفحة
وقد اخذ وقتا كثيرا مني مع ضيق الوقت للانشغال بمشاغل العمل والحياة
وصلت الى الصفحات الاخيرة من البحث
وهناك بدات رحلتي مع ارث ادم الذي ورثه الحسين
السلام عليك يا وراث ادم صفوة الله
ووصلت الى هابيل وقابيل
والاقتتال الحاصل بين الخير والشر
الذي دام مادام واستمر الى يومنا هذا وسيستمر
وخطر في بالي شي معين فيه فكرة جديدة
وسارعت الى صديقي رئيس قسم اللغة العربية
وسالته ما معنى اسم قابيل
وما معنى اسم هابيل
قال حين اصل البيت اعطيك الجواب
ارسل رسالته التلفونية لتخبرني عن المعنى لقابيل وهابيل
واليوم تشاء الصدف ان اخرج متاخرا من بيتي الى عمل خارج نطاق الوظيفة
وقفت في موقف السيارات مع هذا الحر واللهيب
ولا ظل نحتمي به من حرارة الشمس المحرقة
الحمد لله حصلت على سيارة تقلني انا وثلاثة افراد
احدهم كان شرطيا ركب في مقدم السيارة
وجلس بجانبي شخصان اخران
وحسبما جرت العادة
ان يفتتح احد الحديث فيدور نقاش بين الراكبين مشركين معهم السائق
واليوم كان الحديث ن تعويضات الشركات النفطية
اقصد ان وزارة النفط بدات تاخذ الاراضي الزراعية لغرض حفر الابار
وتحويل تلك المناطق الى الصبغة الصناعية
فقررت الوزارة ان تعطيهم مبالغ نقدية عن تلك المناطق حتى وان لم يكن بها زرع او لم يكن بها عقد او كما يسمى بالعراق طابو
( مصطلح طابو جاء من كلمة طوبة اي الشي المدور اي ان هذه الارض عليها دائرة وهي مملوكة لشخص معين )
نعود لقصتنا فدار الحديث بين احد الركاب حول هذه المبالغ التي تصل الى
مبلغ مائة وخمسون مليون دينار
او تصل اكثر بكثير لتصل الى نصف مليار
وهكذا
فتغيرت احوال ناس من حال الى حال
ومن هؤلاء الناس
هناك شخص
قدرت تعويض الارض له ولاخيه ولابن اخيه بالمائة وخمسين مليون دينار عراقي
مبلغ كبير يسد الكثير من الحاجات في هذا الزمن الصعب
ولكن النسة القابيلية مغروسة فينا ينميها الشيطان ويربيها ويوجهها
فطمع هذا الشخص بكل المبلغ
فحصته مع الاثنين الاخرين خمسون مليون دينار
ووحده مائة وخمسون مليون
نام ليله على فراش المكر والخديعة والغدر والخيانه
فما ان اصبح الصباح الا وقد علا الصراخ
خرج اهالي المنطقة فزعين مهرولين نحو مصدر الصريخ والعويل
ماذا حدث
وجدوا
ان الاخ وابن الاخ لهذا الشخص قد قتلوا في ليلة غادرة ظلماء
وجاءت الشرطة
وعلمت بعد التحقيق ان صراعا سابقا وقع بين الثلاثة حول هذا الارث بلا مورث
مائة وخمسون مليون دينار
استمرت التحقيقات
ماذا وجدوا
ان هذا الاخ الطماع
هو القاتل هو من قتل اخيه
هو القاتل هو من قتل ابن اخيه
لاي شي - لاي سبب
لاجل المادة والطمع
اعتقلته الشرطة سريعا ودخل المحكمة
وحكم عليه بالاعدام
(مصير الطمع الندامة - ومصير القتل الندامة والخسران )
والقناعة كنز لا يفنى فلا تطمع ما في يد الاخرين
هكذا خسر الدنيا خسر اخيه وخسر ابن اخيه وخسر حياته
فاي خسران هو هذا الخسران
وهنا تكلم الشخص الجالس بجني وهو شخص ايضا قد استلم تعويضا
عن الاراضي الزراعية
والظاهر ان مبلغ التعويض كان اكثر من مائة وخمسين مليون دينار
فقال ان المبلغ الذي سبب القتل راح لاولادهم
وكل اشترى سيارة وصار يتبذه بشتى اشكال البذخ والرفاهية وانتهت المبالغ سريعا
كونها لم تستثمر بشكل صحيح
واكمل صاحبنا حديثه
قال ان الانسان حين يملك مبلغا كبيرا ليفكر كيف يستثمره ويعمره ويكبره
بدلا من ضياعه وخسرانه سريعا
وكانه يخاطب الجميع لا يخاطب فقط من كان معه راكبا في السيارة
واكمل حديثا
قائلا
انا استلمت مبلغ التعويض
فاشتريت حادلات اثنين وهي من المعدات الانشائية الثقيلة التي تحدل الارض وتضغطها لتتحمل الضغط العالي وتستخدم في اساسات البيوت والمحال التجارية وايضا في الشوارع والطرقات
وفقلت له
احسنت كثيرا فكرت واحسنت الفكير وعملت واحسنت العمل
فنعم التفكير ونعم التدبير
فعاد قائلا نعم واليوم تراها هنا تعمل لدى هذا المقاول الذي اخذ هذا الجسر ليصلحه ويرمم الطريق
وان مبلغ العمل اليومي مائتان وخمسون الف دينار عراقي
اضافة الى قلة عطلاتها وقلة استهلاكها للوقود والدهون
واكمل
قال لو عملت اسبوعا واحدا لكفتك مؤونة سنة كاملة
وصلت الى وجهتي وقلت في قرارة نفسي
سبحان الله
هذا وذاك
هذا طمع وخسر وهذا قنع فربح
هذا مكر فكفر وهذا فكر وربح
وان الانسان ان سنحت له فرصة ليغتنمها بافضل وسيلة
قال الامام علي سلام الله عليه
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
والسؤال لك ايها القارئ الكريم
اذا حصلت على هكذا مبلغ فاي اتجاه ستاخذ
اتجاه هابيل
ام
اتجاه قابيل
كتبها حميد الغانم

نورالنجف 03-06-2013 08:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد الغانم (المشاركة 2010075)
أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم

قصة مؤثرة
الارادة القوية تحطم القيود والعوائق اياً كانت
الرائع هنا ماشهدناه في هذه القصة انه رغم المواجهات الصعبة التي اعترضت الفتاة تجل الاصرار خير واروع تجليه تحديا لبلوغ الحلم

شكرا للقصة اختي العزيزة ام القمرين ~
حفظكِ الله وسلمك
والشكر للأستاذ حميد الغانم على التواصل الطيب

عفتي فاطمية 04-06-2013 07:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد الغانم (المشاركة 2010075)
أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم

حقا لها اراده قويه
وحسنا فعلت بطلاقها

شكرا اخي حميد على هذه القصص
الرائعه
:)

حسين ال دخيل 04-06-2013 08:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بمن كتب ومن نشر ومن قرأ
أحسنتم

عفتي فاطمية 04-06-2013 08:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد الغانم (المشاركة 2012671)
هابيل وقابيل
وتمضي الايام ويقترب موعد تسليم البحث الخاصة بمسابقة الامام الحسين عليه السلام في منتديات انا شيعي
حقيقة حين بدات في كتابة هذا البحث لم اكن اتصوره ليتجاوز الخمسين صفحة
وقد اخذ وقتا كثيرا مني مع ضيق الوقت للانشغال بمشاغل العمل والحياة
وصلت الى الصفحات الاخيرة من البحث
وهناك بدات رحلتي مع ارث ادم الذي ورثه الحسين
السلام عليك يا وراث ادم صفوة الله
ووصلت الى هابيل وقابيل
والاقتتال الحاصل بين الخير والشر
الذي دام مادام واستمر الى يومنا هذا وسيستمر
وخطر في بالي شي معين فيه فكرة جديدة
وسارعت الى صديقي رئيس قسم اللغة العربية
وسالته ما معنى اسم قابيل
وما معنى اسم هابيل
قال حين اصل البيت اعطيك الجواب
ارسل رسالته التلفونية لتخبرني عن المعنى لقابيل وهابيل
واليوم تشاء الصدف ان اخرج متاخرا من بيتي الى عمل خارج نطاق الوظيفة
وقفت في موقف السيارات مع هذا الحر واللهيب
ولا ظل نحتمي به من حرارة الشمس المحرقة
الحمد لله حصلت على سيارة تقلني انا وثلاثة افراد
احدهم كان شرطيا ركب في مقدم السيارة
وجلس بجانبي شخصان اخران
وحسبما جرت العادة
ان يفتتح احد الحديث فيدور نقاش بين الراكبين مشركين معهم السائق
واليوم كان الحديث ن تعويضات الشركات النفطية
اقصد ان وزارة النفط بدات تاخذ الاراضي الزراعية لغرض حفر الابار
وتحويل تلك المناطق الى الصبغة الصناعية
فقررت الوزارة ان تعطيهم مبالغ نقدية عن تلك المناطق حتى وان لم يكن بها زرع او لم يكن بها عقد او كما يسمى بالعراق طابو
( مصطلح طابو جاء من كلمة طوبة اي الشي المدور اي ان هذه الارض عليها دائرة وهي مملوكة لشخص معين )
نعود لقصتنا فدار الحديث بين احد الركاب حول هذه المبالغ التي تصل الى
مبلغ مائة وخمسون مليون دينار
او تصل اكثر بكثير لتصل الى نصف مليار
وهكذا
فتغيرت احوال ناس من حال الى حال
ومن هؤلاء الناس
هناك شخص
قدرت تعويض الارض له ولاخيه ولابن اخيه بالمائة وخمسين مليون دينار عراقي
مبلغ كبير يسد الكثير من الحاجات في هذا الزمن الصعب
ولكن النسة القابيلية مغروسة فينا ينميها الشيطان ويربيها ويوجهها
فطمع هذا الشخص بكل المبلغ
فحصته مع الاثنين الاخرين خمسون مليون دينار
ووحده مائة وخمسون مليون
نام ليله على فراش المكر والخديعة والغدر والخيانه
فما ان اصبح الصباح الا وقد علا الصراخ
خرج اهالي المنطقة فزعين مهرولين نحو مصدر الصريخ والعويل
ماذا حدث
وجدوا
ان الاخ وابن الاخ لهذا الشخص قد قتلوا في ليلة غادرة ظلماء
وجاءت الشرطة
وعلمت بعد التحقيق ان صراعا سابقا وقع بين الثلاثة حول هذا الارث بلا مورث
مائة وخمسون مليون دينار
استمرت التحقيقات
ماذا وجدوا
ان هذا الاخ الطماع
هو القاتل هو من قتل اخيه
هو القاتل هو من قتل ابن اخيه
لاي شي - لاي سبب
لاجل المادة والطمع
اعتقلته الشرطة سريعا ودخل المحكمة
وحكم عليه بالاعدام
(مصير الطمع الندامة - ومصير القتل الندامة والخسران )
والقناعة كنز لا يفنى فلا تطمع ما في يد الاخرين
هكذا خسر الدنيا خسر اخيه وخسر ابن اخيه وخسر حياته
فاي خسران هو هذا الخسران
وهنا تكلم الشخص الجالس بجني وهو شخص ايضا قد استلم تعويضا
عن الاراضي الزراعية
والظاهر ان مبلغ التعويض كان اكثر من مائة وخمسين مليون دينار
فقال ان المبلغ الذي سبب القتل راح لاولادهم
وكل اشترى سيارة وصار يتبذه بشتى اشكال البذخ والرفاهية وانتهت المبالغ سريعا
كونها لم تستثمر بشكل صحيح
واكمل صاحبنا حديثه
قال ان الانسان حين يملك مبلغا كبيرا ليفكر كيف يستثمره ويعمره ويكبره
بدلا من ضياعه وخسرانه سريعا
وكانه يخاطب الجميع لا يخاطب فقط من كان معه راكبا في السيارة
واكمل حديثا
قائلا
انا استلمت مبلغ التعويض
فاشتريت حادلات اثنين وهي من المعدات الانشائية الثقيلة التي تحدل الارض وتضغطها لتتحمل الضغط العالي وتستخدم في اساسات البيوت والمحال التجارية وايضا في الشوارع والطرقات
وفقلت له
احسنت كثيرا فكرت واحسنت الفكير وعملت واحسنت العمل
فنعم التفكير ونعم التدبير
فعاد قائلا نعم واليوم تراها هنا تعمل لدى هذا المقاول الذي اخذ هذا الجسر ليصلحه ويرمم الطريق
وان مبلغ العمل اليومي مائتان وخمسون الف دينار عراقي
اضافة الى قلة عطلاتها وقلة استهلاكها للوقود والدهون
واكمل
قال لو عملت اسبوعا واحدا لكفتك مؤونة سنة كاملة
وصلت الى وجهتي وقلت في قرارة نفسي
سبحان الله
هذا وذاك
هذا طمع وخسر وهذا قنع فربح
هذا مكر فكفر وهذا فكر وربح
وان الانسان ان سنحت له فرصة ليغتنمها بافضل وسيلة
قال الامام علي سلام الله عليه
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
والسؤال لك ايها القارئ الكريم
اذا حصلت على هكذا مبلغ فاي اتجاه ستاخذ
اتجاه هابيل
ام
اتجاه قابيل
كتبها حميد الغانم

الكثيرون يتحولون الى قابيل
حين يحصلو على المال
ينسون انهم بشر


ربما سمعتم ماحصل بكركوك
حسب ماقالو حتى الان حصل ثلاث حالات مثل هذا
ربما سمعتم بها


ياسيدي العزيز
الكل سيقول نتخذ طريق هابيل
ولكن الامتحان الحقيقي عند الحصول على هذه الكمية من الامال


شكرا على هذه القصه
الرائع بسردها
ولكن الانسان يحزن على هؤلاء الناس
يخسرون اكثر مما يتصورون
وبعدها يقولو نحن نادمون



لي طلب اخير اخير منك
اذ لم يكن لك مانع

مامعنى هابيل وقابيل
(اذا ماكو زحمه عليك)
صار عندي فضول حتى اعرفه:c018:


شكرا مره اخرى:)

حميد الغانم 05-06-2013 06:42 PM

حياك الله ووفقك لكل الخير الاخت الفاضلة عفتي فاطمية
وشكرا على هذا المرور الطيب الكريم وهذه الكلمات النيرة
اما هابيل وقابيل
فهم اولاد ادم ابونا سلام الله عليه
وهنا قابيل حين طمع وحقد وكره الخير لاخيه هابيل
قام بقتله
وهذا الصراع الاول بين بني ادم
اذ انقسمت الدنيا الى قسمين
الاول قسم قاتل وقسم مقتول
قسم خير يحب الخير حتى لعدوه ويبكي عليه
من هنا نرى ان الحسين سلام الله عليه بكى على اعداءه
قال يدخلون النار بسببي
ومن هنا
نقسم الناس الى خير محب للبشرية والوئام والالفة
ونوع شرير طمع حقود بغيض
حياك الله

عفتي فاطمية 05-06-2013 10:43 PM

اخ حميد
قصدت معنى الاسمين فقط
واعتذر على السؤال

حميد الغانم 06-06-2013 11:38 PM

حيك الله ايتها الفاطمية العفة
اعتذر انا عن عدم فهمي للسؤال
ولكن هناك من قرا القصة معي في العمل وطلب شرح المعنى
فشرحته
حياك الله
وهذا معنى اول لهابيل وقابيل
و لهذين الاسمين ايضا معنى مفهوم باللغة العربية الفصحى،كما ان هذا المعنى يطابق صفة كل منهما ، فقايين من فعل اقتنى العربي يدلنا ان آدم قد طلب من الله عز وجل ولدا ، فأعطاه اياه و اطلق عليه آدم اسم قايين لانه طلبه ثم إقتناه
أما هابيل فإن الله تعالى قد وهبه الى آدم دون ان يطلبه لذلك أطلق عليه آدم اسم هاب ايل هبة الله

حميد الغانم 07-06-2013 12:22 AM

الوداع الاخير

هي البنت الكبرى لابيها حلت محل امها المتوفاة
ترعى ابيها وترعى اخوتها واخواتها صارت لهم والدة واختا
وفرتهم لهم ذاك الحنان الذي فقدوه بفقدهم امهم
وصارت اما لابيها تداريه وتحن عليه وتواسيه
ومرت الايام
وخطبت تلك البنت ورفضت
وقالت لا يمكن حتى يتزوج اخوتي واخواتي كلهم
ومن يبقى لابي يداريه
ويمسح عرق التعب عنه وخصوصا ان مهنته جدا متعبة وتتطلب جهدا عضليا كبيرا
ومرت الايام وتزوج اخوتها واخواتها
وبقيت هي وحيدة مع ابيها
تكسر الم الوحدة بحنانها الكبير نحو ابيها
تنير ظلمة وحشة فراق الاحباب والاحبة
فصارت كل عالمه
وحان وقت زواجها
وفقها الله لكل الخير وتزوجت من شاب بسيط مؤمن
وبقيت في بيت ابيها
ومع السنين
اشترى ذاك الاب بيتا لابنته الكبرى
قال بنية
انت ضحيتي لاجلي الكثير الكثير وتعبتي
وحنانا من قلبي يا بنية هذه الهدية البيت لك
قبلتها مع مرارة فراق الاب
قبلتها وقلبها مفجوع ببعدها عن ابيها
وكانت كل يوم تاتي لابيها
تطبخ له تداريه تغسل ملابس وتنطف بيته وملبسه
واستمر الحال هكذا
وتزوج الاب من امراة اخرى
وهذا حقه الشرعي
ولكن مع هذا الزواج بدا
الفراق بين تلك البنت وذاك الاب
وهبت صوبهم رياح المشاكل
تعصف بصفاء ذاك البيت الكبير
ليغبر جوه ويصفر ويعلوه نسيج العناكب
ومع الايام اخذ هذا الخلاف بين البنت وزوجة الاب يكبر ويكبر
حتى استمر سنينا
ورزقت تلك البنت صبيانا وبنات
وانشغلت هي الاخرى باولادها وبناتها وزوجها
ولكن قلبها مع ابيها
ولم يصفى ذاك الجو الاسري حتى اصيب ذاك الاب بجلطة دماغية
اسكنته الفراش عاجزا عن الحركة
مصابا بفقدان ذاكرة وصعبة النسيان
نسي كل شي
الا اسم بنته الكبرى
فكان دائما في مرض يهلوس ويصيح باسم ابنته الكبيرة
فكان بجنبه
نعم ابي قل وامر
ودموع العين تنزل على خديها باكية حزينة على ذاك الاب العزيز الغالي
والاب
فاقد غائب يكاد يكون جسد بلا حياة
واستمر حاله هكذا سبع سنوات طوال
ومع تحسن ذاكرته رويدا رويدا
الا ان جسده بقي عاجزا
وكما قلنا سابقا ان عمله كان يتطلب جهدا عضليا كبيرا
انهكته الايام
وصار حبيس الفراش
وفي السنة السابعة من مرضه
وكان الوقت وقت امتحانات
ولانشغال تلك الام ببناتها وبنيها وتوفير بيئة دراسية لاولادها
رن الهاتف قارعا اجراس الرحيل
نادها اخوها ان ابي في حالة صحية تعبة جدا فقد ساءت حالته فجاءة
وهو يصرخ باسمك عاليا
ولا يريد احدا غيرها
تناوشت عباءتها مسرعة راكضة وضعتها على راسها
وهي تبكي
وتنادي ابي ابي
وطول الطريق هي تصرخ ابي
وطول الطريق هو يصرخ ابنتي
عجيب لهذا الزمان
وصلت ودمع العيون هطال
قالتها بصوت يكسر القلب
اي بوية
كول بوية
شنو تريد بوية
وهو يصرخ بنية اخرجيني من هذا البيت
بنية خذيني الى المستشفى
لا اريد هذا البيت
وحدها اختارها من بين اخوتها الذكور
وهي البنت
اخذته بسرعة الى المستشفى
وهنالك وضعوه في ردهة الانعاش
ومضى يوم وحالته من اسوا الى اسوأ
وبقيت هي خارج الردهة تبكي وتبكي
وفي اليوم الثاني
اخذت الاغماءات نصيبها منه
فساعة يستفيق زساعة يغمى عليه وبدأ الورم ياخذ برجليه معلنة لحظات الوداع
وطالت اغماءته الاخيرة
ولم يستفق منها
دخل ابناءه واحدا بعد واحد ما افاق
وبقيت هي للاخير
فدخلت
وما ان دخلت حتى فتح عينيه
ونظر بعينيها
نظرة اخيرة وودع هذه الدنيا وداعا ابديا
----------------------------
وكان عينيه تقولان
بقول رسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله
رفقا بالقوارير
رفقا بالقوارير
فاحيانا تكون البنت بنتا
واحيانا تكون البنت بنتا واما وابا واختا
----------
هدى المالكي



حميد الغانم 14-06-2013 12:16 AM

التكامل اللحظي

من درس الرياضيات واخذ مادة التكامل الرياضي يجد ان هنالك انواع من التكاملات فمنها البسيط والمعقد ومنها الحجمي ومنها الخطي ومنها الاحادي والثنائي والثلاثي
ولكن من درس الرياضيات
لم يدرس التكامل اللحظي هذا التكامل الذي يجعل من لحظة واحدة تساوي حياة انسان كاملة بل حياة عائلة باكملها
وتكون العاقبة لتلك اللحظة البسيطة عاقبة وخيمة
ومن هنا ننطلق في قصتنا اليوم
والتي تشمل في طياتها ثلاث قصص بسيطة لا قصة واحدة
وعبرة في الاخر
---------------
القصة الاولى
طفل صغير او شاب او رجل كبير
طفلة صغيرة او شابة او امراة كبيرة
ايا كان منهم فقد اشترى اصبع موز له او لولده في السوق
اكله وما ان انتهى منه رمى القشر في الشارع
من غير تفكير ولا تدبير ولا عقلانية او اهتمام بالاخرين
لانه في نظره هذا شي بسيط لا يسوى شي
رجل شيخ كبير بالسن خرج من بيته وصته امراته ام عيالة
حجي بلكي وياك خضار للبيت
صار تدللين هذه اخر كلمات قالها وخرج من بيته يحمل كيسه
وصل الى السوق وتشاء الاقدار ان يكون محط رجله على ذلك القشر
اقصد قشر الموز وينزلق الحاج وتشاء الاقدار ان يقع راسه على حافة الرصيف الحادة
ويحصل له نزيف داخلي
وما هي الا ايام حتى فارق الحياة هذا الشيخ الكبير
--------------------
لحظة واحدة لو ان من رمى القشر فكر فيها ورماه في موضع الازبال لما صار ما صار
---------------------------------------
القصة الثانية
شب في الثلاثين من عمره موظف والحمد لله راتبه جيد
متزوج لها اولاد صغار وزوجة حنونة مطيعة
فشكر الله على ما انعم عليه
ابواه واخوته الحمد لله متمكنون حالتهم جيده
وموضوع قصتنا مرتبط بهذا الشاب
والتي تمتد في جذورها الى التسعينات من القرن الماضي حين وقعت حرب الكويت وقصف الامريكان ومن كان معهم محطات الكهرباء
وما بين ظلم صدام وقصف الامريكان انقطعت الكهرباء
واليوم نحن في عام 2013 اي بعد 23 سنة والعراقيون لم يروا يوما لم تنقطع فيه الكهرباء
الحمد لله دخلنا موسوعة كينيس للارقام القياسية بقطع الكهرباء
ما الحل
هي المولدات الكهربائية
واسال اي عراقي بسرعة البرق يجيب ما هي المولد سعر الامبير كيف ايصال السلك الكهربائي حتى ان الزرازير فرحة لانه اينما تذهب تجد محط رجل لها من كثرة اسلاك المولدات
وطبيعي فان المولد بعيد عن البيت بمائة متر او اكثر
ومن هنا يجر السلك ويشد على اعمدة الكهرباء الى ان يصل للبيت
واهل هذا البيت الذي جرت فيه احداث قصتنا اكملوا التسليك الى ان ربطوا السلك على قمارة الحديد الخاصة بوقوف سيارتهم
وتمر الايام وبسبب احتكاك السلك مع حديد القمارة حصل به زلغ او قطع بسيط
ولكن هذا البسيط يسبب صعقة كهربائية
كل فرد في البيت اتكل على الاخر في تصليح السلك او احاطته بعازل
عملية لا تستغرق ربع دقيقة فقط
ربع دقيقة من الزمن
مر يوم - يومان - ثلاثة - اسبوع - عشرة ايام
والسلك على حاله لم يصلح
وذات يوم
صاحبنا الشاب بدأ بغسل السيارة وطبيعي والسيارة تحت القمارة وصارت الارضية مبللة وهو مبلل وتشاء الاقدار ان يضع يده على حديد تلك القمارة ويصعق بالكهرباء
صررررررررررررررررررررررخ صرخة عظيمة
فزع الاب الاخوة الام الزوجة اولاده نحوه
وجدوه خشبة يابسة
حملوه الى المستشفى الى الطوارئ
هنالك قال لهم الطبيب
عظم الله لكم الاجر بوفاة ابنكم
اخذوا بالصراخ ولات الحين حين صراخ
وكل بعينيه يعاتب الاخر على اهماله في عدم اصلاح السلك
----------------------------
لحظة او دقيقة كان من الممكن ان تنقذ حياة وروحا وعائلة والا تحرم اطفالا صغار من ابيهم
------------------------------
القصة الثالثة
شاب بمقتبل العمر له 17 عاما
من الله عليه بذكاء قوي وكثيرا ما كان ابوه يعاتبه بني لما لا تدرس
الحقيقة هو كان يقعد من النوم فجرا مع اذان الفجر
يصلي ويقرا للامتحان وحتى وقت الامتحان اي ثلاث ساعات
ثلاث ساعات كفيلة بهضم المادة عنده والنجاح
وبتفوق حتى اعجب المدرسون بذكاءه وفطنته
وفوق هذا كان يعين ابيه في عمله
فهاجر ابوه يعمل في احدى السفن البحرية ومن المعروف ان هذه السفن تستغرق اشهرا حتى تعود الى محطته الاولى
وكان هذا الشاب يعمل عاملا في البناء
او كما يسمى في العراق العمالة وهو عمل مرهق متعب جدا
ولكنه كان يعين امه في معيشتها هي واخوانها حتى ياتي ابي
دائما يقول الى حين يرجع ابي
الحمد لله رجع الامر وتحسنت الاحوال
وسافر الاب مرة اخرى واخرى
واخر مرة قرر الاب عدم السفر والبقاء في بيتهم الذي بنوه للتو
الا ان الاقدار شائت ان تعطل احدى رافعات السفن ولابد من سفر الاب الى الخارج بالطائرة لاصلاح تلك السفينة
موعد السفر بالليل والمطار بعيد
خرج الاب وقد وصى ابنه ذو السبعة عشر عاما بان يدير باله على اخوته وامه
وتشاء الاقدار ان ينقطع سلك المولد
ولكن هنا كان القطع بسبب صاحب سيارة حمل قد جلبت ترابا الى احد البيوتات المجارة
وهذا صاحب سيارة الحمل قد قطع سلك الكهرباء
نفض حمله من التراب ولم يهتم بالسلك الذي قطعه مع معرفته بذلك
ولم يهتم بان تدورس قد طفل حافي على ذلك السلك فيتكهرب او يصعق او يموت
لم يقدر كما لم يقدر من رمى قشر الموز ولم يقدر من اهمل تصليح السلك
كما في قصتنا الثانية
ونسينا ان نذكر ان هذا الشاب فاهم في امور اللحام والحداة والكهرباء والبناء وكثير من الامور التي تعلمها من ابوه
ذهب الى صاحب المولد اخبره ان يفصل الكهرباء ولا يعيدها الا اذا اخبره بذلك
عاد الى البيت اخذ السلم وصعد على عمود الكهرباء
وبالفعل شد السلك واحاطه بعازل بلاستيكي
اراد ان ينزل
جاءه احد الجيران قال له ممكن ترفع لي هذه الاسلاك
لانه هو صاحب البيت الذي جلب له صاحب سيارة الحمل التراب
وقال اريد ان ارفع بنائي ولابد من رفع الاسلاك الى الاعلى
رفع السلك الاول
ثم السلك الثاني
ثم الثالث اصيب بصعقة كهربائية خفيفة
وهو في اعلى السلم
قال يا عم 0 مخاطبا جاره . ان هذه السلك صعقني
قال اتركه واعمل على السلك الرابع
وتشاء الاقدار ان تعود يده الى ذات السلك الى نفس الموضع ويصعق هنا ويلتصق بالعمود فعلا الصراخ والعويل
حملوه الى المستشفى
حاول الطبيب ساعة كاملة ان يسعفه ما نفع
قال عظم الله لكم الاجر بوفاة ابنكم
------------------------------
وكثيرة هي الحوادث بسبب الكهرباء
وضمير المسؤول غائب لا يفكر ولا يقدر
-----------------------------------------
اقول كل انسان عليه ان يفكر بان اللحظة او الثانية او الدقيقة لا تعني نفسها بل ممكن ان تعني عمرا او حياة او عائلة او فرحة طفل ممكن ان يتيتم بسبب هذه اللحظة
وممكن ان تنقلك هذه اللحظة من حال الى حال
لذا علىينا ان نكامل لحظاتنا لنرى مستقبلنا ولا نخسر حياتنا و اهلينا او احبتنا
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
--------------
كتبها حميد الغانم


حميد الغانم 21-06-2013 12:30 AM

التوفيق

نعم هي قصة لا اعرف ان عكست الارادة او التفاني او التضحية او الحب او الاخوة او الظلم او او العدل الالهي او الاجحاف
نعم هي قصة حملت معان كثيرة وكبيرة
اذا تخرج هذا الرجل المؤمن من الاعدادية بمعدل اهله ان يدخل كلية الهندسة
علامات الذكاء بارزة عليه وعلى الرغم من فقره وعمله في ارضهم الزراعية وخصوصا زراعة النخيل حيث السعف والشوك حيث الرطب والتمر
حيث الليف والجذعة
وسنة بعد سنة قضاها في نجاح الى نجاح انهى كلية الهندسة وتخرج منها
التحق بالخدمة العسكرية
كان لا يملك الكثير من المال بل كاد ان يكون معدما
ولا يملك حتى سعر كوب الشاي الرخيص
وتشاء الاقدار وهو في خدمته العسكرية ان يكون مسؤولا عن مشروع بناية معينة
ومع فقره وتعبه وعدم امتلاكه للمال
عرض عليه ذاك المقاول مبلغا كبيرا في جينها
كي يتغافل عن الاخطاء او اقول الغش في البناء
الا انه رفض وبقوة هذا الامر
وبقي على نقاءه وصفاء
وبالفعل اعيد بناء الاجزاء المغشوشة من البناء
طبعا مع نقمة ذاك المقاول على صاحبنا المهندس
انهى خدمته العسكرية الحمد لله وتوفيقه تعين ذاك الرجل وبدات الامور المالية تتحسن شيئا فشيئا
وتزوج من امراءة عفيفة شريفة طيبة
الحمد لله
سعادة بدات تغمر بيتهم بمولودهم الاول
والثاني والثالث والرابع
وهبت رياح الغدر والخيانة لتعصف بهم وتشل احوالهم وتمرمر حياتهم باقسى انواع المرارات
نعم حاله من حال غيره من خيرة شباب العراق
من انظف شباب العراق من اشرف شباب العراق
من انزه شباب العراق من اتقياء واوفياء العراق
اعتقل بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية في
حينها وتاييده للشهيد الصدر الاول
نعم وما هي الا اشهر حتى اعدم هذا الرجل الشريف
على يد رجالات الامن الصدامي
صدر قرار بمصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
اربع اطفال صغار واخرهم رضيع وزوجة وحيدة
طردوهم شر طردة من بيتهم
حتى ان الابن الاكبر يروي تلك الحادثة ودموع الحسرة على خدوده تسيل
ووجع الغدرة الكفرة في قلبه يحفر
قال ما لحقنا الا نقلنا بعض الاغراض والذهب الى جيراننا جزاهم الله الف خير
حتى طبت علينا سيارات الصداميين تحمل ريح الحقد والغدر والكره والبغضاء
طردونا بملابسنا التي علينا
وحيدين اطفال ايتام اربع
مع امنا ماذا تفعل
هب لها اخوها الذي بقي هو ايضا وحيد فاخوته الاثنين ايضا اعدمهم رجالات البعث الصدامي
وتستمر مسيرة القوافل التي اعدمت من شبان العراق وخيرته ونبعه الصافي
وايام مرت وعرض البيت الى البيع علنا بعد ان صادره ازلام البعث الصدامي
والذي يبكي ويدمي القلب
ان اناسا كثير جاءوا ليزايدوا على هذا البيت
اي وفاء عندهم
اعجب لهذا الزمان الاغبر
اذ يقول كثير
ياليتنا كنا معكم
ولكن قسما من هؤلاء يذهب ليسلب ارض من جاهد ضد الطغيان الصدامي ولياخذ بيت من جاهد وقارع هذا النظام
اليس هؤلاء على نهج الحسين
اليس هؤلاء على درب الحسين
فما بالكم تغدرون بهم
لم تنفع الكلمات
بيع البيت وصارت الزوجة والاولاد في بيت خالهم
ساعة تبكي وتنوح وساعة تربي اولادها الصغار تطعمهم تكسوهم
وتستمر الفاجعة
اذ ذات يوم تنفجر قنينة الغاز على امهم وهي في المطبخ لتحترق تلك الام وتموت وهي في طريقها الى المستشفى ومع بكاء اطفالها ووجعها
اخر كلمات قالتها اولادي اولادي اولادي من لكم من بعدي من لكم من بعدي
فارقت الحياة تلك الام ودموعها بين الم الحريق وبين حريق فقدان اولادها ومصيرهم المجهول
رحمها الله تلك الام الوفية لزوجها والمضحية لاولادها
عاد الصغار الى بيت جدهم في احدة مناطق الريف
قليلي الكلام معزولين عن الناس والوحدة والوحشة توجعهم تبكيهم تذيقهم مرارات ما بعدها من مرارات
وكبروا شيئا فشيئا
وحالهم من حال ابيهم
برزت عليهم علامات الذكاء
انهوا الابتدائية ووصلوا الى الاعدادية
تخرج الاول فدخل كلية التربية
وتخرج الثاني ودخل كلية الطب
والثالث والرابع لا زالوا في الاعدادية
ونتيجة لعدم امتلاكهم اي اموال فالفقر لباسهم وجلبابهم رحلوا الى المدينة قرب كلياتهم وانتقل الصغيران معهم الى مدارس اعدادية قريبة
وصاروا يدرسون ويعملون
يدرسون في النهار وعصرا يعملون في حرارة الشمس ولهيبها في مطر الشتاء وبرده
يعملون ويجمعون المال ليدفعوا ايجار غرفة الفندق التي سكنها الاربعة
ومع هذا صارت قوات الامن الصدامي تتابعهم تضع الوكلاء الامنين ورائهم تلحقهم اينما ذهبوا
ومن مكان الى مكان يتشردون مضطهدين
وضرب الحصار العراق فساءت الامور من سئ الى اسوأ
وما عادوا يملكون الايجار
وضاقت الدنيا برحبها عليهم
وحن عليهم رجل له فندق قديم مهجور وقال اسكنوا فيه كحراس بلا مقابل
هو سكنكم مقابل حراستكم
كنت امر عليهم احيانا فكان كل عشائهم وغدائهم وافطارهم هو الطماطمة وقطعة خبز بسيط
لا تغني ولا تسمن من جوع
وايام يبقون بلا اكل يعصرون بطونهم من الم الجوع واجسادهم النحيلة الخاوية قد هدها ذاك الجوع
يذهب واحد وياتي واحد يعملون ويجمعون الفلس مع الفلس ليكملوا دراستهم
واستمر البلاء اذ فتحت احدى دوائر الامن قرب ذاك الفندق
ومع ماضيهم المرير الذي يصل الكفر في نظر الصداميين
صدر الامر ايضا لا بد من اخلاء الفندق
حقيقة خلال هذه الفترة انقطعت عنهم
لذات اسبب اذ وصل الامر بنظام البعث والامن بملاحقتي وغيابي عن اهلي شهرين لا يعرفون خبر مني وكنت مختبئا عند صديق من مطارادات البعث
هي قصة اخرى نرويها غير يوم

فانقطعت اخبارهم عني وهم ايضا قطعت اخباري عنهم
ولكن توقعي نفس الشي من مكان الى مكان مطاردين منبوذين مهجورين بنظر اغلب الناس مجروبين مريضين حقراء لا يجوز لهم العيش ولا الحياة
وهي كلمة كثيرا ما قيلت لي ولاخوتي
نكمل قصتنا
تخرج الابن الاكبر من كلية التربية بمعدل بسيط خمسين وبضع درجات
وتخرج الطبيب بمعدل متوسط
وبنظري الخمسين تساوي مائة مع ما مروا به
فلا تقاس الدرجة بالورقة وحدها
بل بما حولها من ظروف وحصار وجوع وخوف واضطهاد وظلم وقهر ومرارة
وبقي الاخ الثالث يدرس معهد اعداد المعلمين
والرابع دخل كلية التربية مع توقع اغلب الذين يعرفونه برسوبة لقلة قراءته
نعم ولكن الدرجة ليست بالقراءة بل هي الفكر
وكما قال الشهيد الصدر الاول
ان محمد باقر الصدر صار 10 بالمائة يقرا وتسعون بالمائة يفكر
فلا نبقى جامدين خامدين لا نفكر بما نقرا بل نقرا ونفكر
انهى الاخوان الكبير الخدمة العسكرية
والطبيب الحمد لله تعين
وذلك لحاجة الدولة في حينها الى الاطباء
اما الاكبر خريج كلية التربية
فمنع من التعيين
كون التعيين في اي وظيفة يتطلب شي
يسمى بالموافقة الامنية
اذ من اراد التعيين في زمن صدام
ترفع تقارير حولة من منطقته الى مديرية الامن العامة ومنها تعمم الى الدوائر
فان كان صدامي الهوى موالي للحزب والثورة كان بها وهذا الحال لا اقول لكل من تعين ولكن الاعم الاغلب كان هكذا
ومن هنا تدرجت مسميات حزب البعث فقسم صار مؤيد وقسم نصير وقسم نصير متقدم وقسم عضو عامل وقسم عضو منظمة وفرقة وشعية
وتعدت الاسماء والحزب واحد واحد
واستمر حال الاكبر هكذا بلا تعيين يعمل ببيع قناني الماء على السيارات وما شاكلها من اعمال
واستمر هذا الحال اعواما واعوام وتخرج الاخ الثالث من معهد اعداد المعلمين
وايضا لم يحصل على الموافقة الامنية ومنع من التعيين اما الاخ الرابع فبقي طالبا في كلية التربية
وصار سقوط النظام الصدامي في عام 2003
ولاختصار القصة كي لا تطول
تعينا انا والاخ الاكبر في ذات اليوم
فكلانا ممنوع من التعيين لنفس الاسباب
الحمد لله تعينا وبدانا بالدوام في الجامعة
وصار هذا لاخ الاكبر معيدا
واما الاخ الطبيب فبدا باكمال دراستة للحصول على شهادة البورد العربي والعراقي في الطب
اختار اختصاص الانف والاذن والحنجرة
ومضت الاعوام والاعوام
بدات الاحوال تتحسن شيئا فشيئا
استعادوا بيتهم القديم
صحيح متهالك اصلحوه
وعاشوا فيه مع حاجته الى كثير من الاغراض
جاءوا باغراض الطفولة التي حملوها وامنوها عند جيرانهم يحملونها من بيته الى بيتهم والدمع بعينهم
ذكرى ابوهم المعدوم
ذكرى امهم المحروقة
ذكرى مرارة عيشهم
ذكرى وجع وذكرى حزن وذكرى جوع وذكرى شبع وذكرى ظلم وطغيان ونبذ الناس اليهم
والحمد لله ذهبت اليهم ذات يوم وحقيقة دخلت الى بيتهم ما بين الحزن وبين الفرح
وذكرى كفل صغير مع ابي مررت الى بيتهم كان مليئا بالسعادة والفرح
وبين ما مروا به من فجائع تهتز له الجبال ويشيب لها الصبي الصغير
وهناك ذكرى اليمة لي في بيتهم
حيث نخلة البرحي وعمرها العشرون عاما
اهديت من والدي الى والدهم
وبقيت تلك النخلة شاهدة على تلك الصداقة بين ابوينا مع رحيلهما ولم يتم العثور على جثتهما الى يومنا هذا دفنوا وصاروا اهل المقابر الجماعية
حان وقت الصلاة والغداء
جاء الاكبر هل تصلي ام تتغدى قلت لا
اصلي ومن ثم الغداء
انتهينا بحمد الله ووضع السماط والطعام
الحمد لله اين كانوا واليوم اين صاروا
الحمد لله
تزوجوا وصاروا اباءا لاولاد وبنات
وبنوا بيوتهم بانفسهم وحر مالهم
وصاروا يحكون لابناءهم عن بطولات جدهم وخالهم وحالهم
ان الذي دعانئ ان اكتتب هذه القصة
فقبل ايام اكمل الاخر الاكبر الماجستير في علوم الفيزياء بدرجة جيدا جدا
واتجه الى ان يكمل الدكتوراه
وقبل ايام اكمل الاخ الطبيب شهادة البورد في الطب
واما الاخر الاصغر فاكمل الماجستير في علوم الكيمياء وهو اليوم يتجه الى الدكتوراه
واما الاخ الثالث فهي حكاية مفجعة استمرت بعد سقوط النظام
يحين وقت حكايتها ومرارتها
نعم لنتعلم منهم كيف صبروا وجاهدوا واحتملوا وارادوا وصمدوا وحققوا ما يصبون اليه وما سيحققونها
فان غيرهم لو مر بظروفهم لانكسر وانهار
الحمد لله الذي جعلهم نموذجا للارادة والقوة
كتبها حميد الغانم

حميد الغانم 28-06-2013 01:11 AM

قسم صغير
ولد في الخمسينيات من هذاالقرن الماضي هو اول اولاد ابيه
ابوه يمتهن الخياطة ملتزم الدين والاخلاق ورع صبور شكور
نعم هكذا حال ابيه وابنه احمد الابن البكر
تربي بكنف ابيه الذي علمه الدين والاخلاق والصلاة في سني عمره الاول
بدت عليه علامات الذكاء والنباهة منذ نعومة اظافره
وكان يذهب للمدرس يقرأ يكمل واجبه ويسرع الى مساعدة ابيه في محل الخياطة
وينهض من الصباح الباكر يصلي ويقرا القران الكريم ويذهب بعدها الى ارضهم الزراعية يحش الاعشاب الخضراء لحيوانتهم
ونجح بتفوق ومن الاوائل في الابتدائية
الى ان وصل الى الصف السادس الابتدائي
وذات يوم
عاهد نفسه امام الله عز وجل الا يقسم او يحلف في ذاك اليوم
نعم مر الدرس الاول والثاني
وكان احمد يقرا بكتابه في حديقة المدرسة
وصادف ان الوقت هو ربيع حيث الازهار الموردة المتفتحة بعطرها
وكان بعض الطلبة قد عبثوا بالحديقة وقطعوا بعض اورادها واوراقا
جاء فراش المدرسة وامسك بالصغير احمد
قال انت من قطعت الورود والاوراق
قال لا لم افعل
فقال له ذاك الفراش احلف بالله انك لم تفعل
قال لا اقسم
كررها الفراش مرة اخرى
قال اقسم
قال لا اقسم
ولكنني اقول الصدق
قال اقسم بالله
قال لا انا قلت الحقيقة ولم اقطع الورد
فما كان من صاحبنا الفراش الا ان ضرب ذاك الصبي احمد
اي ضربة موجعة كرر الضربة عدة مرات ومرات
واحمد لم يقسم
عاد في اليوم التالي الى الفراش الذي ضربه
قال له اقسم بالله العظيم انني لم اقطع الوردات او الورقات
بل كنت اقرا
فتعجب الفراش حينها
قال لما لم تحلف
قال لانني عاهدت الله الا اقسم في هذا اليوم
وكان الله اختبرني بك وبعقوبتك فما نكثت عهدي مع ربي
منذ نعومة اضافرة وصباه تعلم قوة الارادة والصمود
عاد الى البيت كعادته صلى الظهر نام قليلا اكمل واجبه ذهب الى السوق ليساعد والده في الخياطة وكسب قوت معيشتهم الصعبة وخصوصا انه صار لديه اخوة واخوات
ومرت الايام وتخرج من السادس الابتدائي وكان من الاوائل على محافظته
وتمر الايام والسنين
ويكمل امتحان البكالوريا
ويتخرج منه بمعدل عال جد جعله من العشرة الاوائل على المحافظات الجنوبية في العراق
ودخل كلية الطب
وهناك كان مسؤولا عن القسم الداخلي في كلية الطب
وكان دائما ما يوقظ الطلاب لصلاة الصبح
ويشد عزمهم على الصلاة والصوم
ويعظهم وينصحهم باسلوب ابوي اخوي
وتقبله كل اهل القسم
وكان يجالس اصحابه ويشرح لهم كتاب فلسفتنا للسيد الشهيد الصدر
وحوله كثير من الطلبة ملتفون
واكمل سنينه الست في كلية الطب وتخرج منها
وكان لا بد له من ان يصل الى سنة الممارسة الطبية
في هذه السنة
اعتقله ازلام النظام الصدامي البعثي
وسجن فترة من الزمن
واخرج
وعاد الى ما كان عليه
من وعظ وارشاد وصلاة وصوم
وطلب منه ان يكون بعثيا فرفض
ولم يقبل هذا الفكر
وصار يحاكي الناس عن ابعاده النتنة العفنة
عن بلاءه القادم عن حكمه
فما كان من النظام المقبور الا ان يعتقله
حيث كان احمد مسؤولا عن اخوته واخواته
بعد اعتقال والده من قبل النظام البعثي
وكان الوقت بداية السنة الدراسة الجديدة
فاخذ اخوته الثلاث الا الاخ الرابع الذي تاخر قليلا
فتبعهم الى السوق
لحق بهم
وجد اخوته الثلاث الصغار بيدهم ملابسهم الجديدة
ولم يجد اخوه الاكبر احمد
حار سؤالا
فطبع الناس ان تفرح بملبسها الجديد
الا اخوته كانوا يحملون المالبس مرعوبين خائفين وجلين
سالهم اين اجد احمد ليتشري لي ملابس مدرسة
قالوا بدمع العين
ان احمد اعتقله رجالات الامن واقتادوه الى مكان مجهول
وبقي هذا المكان المجهول مجهولا حتى وقتنا هذا ويمنا هذا اي عام 2013
معدوما مقتولا لا جثة ولا قبر ولا ضريح ولا شاهد
الا من ذكريات موجعة
وبقي ذاك الاخ الاصغر سنتها يداوم مدرسته بملابسه القديمة الممزقة البالية
نعم
هو احمد
اخي الاكبر
نعم
والاخ الاصغر الذي بقي بلا ملابس جديدة للمدرسة هو كاتب هذه القصة حميد الغانم
---------------------
لنتعلم الارادة القوية وتحمل الاوجاع والصبر من قسم الصغير احمد
وحفاظه على عهد
فلنتعلم كيف نعاهد انفسنا على الصلاح والفلاح والقوة والاراده
ومن حكايات احمد في السجن قبل ان يعدم
انه حين علقوه بالحبال ليعذبوه
وكان ازلام السجن من الوحوش الذين لا يوجد بقلبهم ذرة رحمة
كان بني امية رجعت من جديد في عهد صدام والبعث
وهو معلق الى سقف الغرفة بالحبال
ضربوه ليس بالسياط بل باسلاك الكهرباء
او كما تسمى عندنا الكيبل
مرة ومرتين وثلاث
ومائة ومائتين والف
وهو كان قد عاهد نفسه امام الله عز وجل الا يقول كلمة اخ
نعم
وكان من معه بالسجن يسمع صراخ ووجع من كان يعلق بالحبال ويضرب
وحين يصل الامر الى احمد كان يسكت
فلا يقول اي كلمة انما يسبح الله عز وجل بلسانه
فساله من كان معه
لما لا تصرخ
فقال اخاف من ان كلمه الاخ او الاه
تجر كلمة اخرى واخرى
فاضعف
لنتعلم ان نضعف امام الصعاب
من قسم طفل صغير اسمه احمد

حميد الغانم 12-07-2013 01:01 AM

الغفلة

نعم هو معلم يربي الاجيال ويعلمهم الاخلاق الطيبة الكريمة والالفة والمحبة قبل ان يعلمهم القراءة والكتابة
يعلمهم المواضبة على الدوام والاجتهاد في العمل والصدق والامانة
هكذا كان درسهم
ولكن خارج الدرس ماذا يفعل
يعمل بالربا فقد اغوته الاموال وجرته الى عالم العصيان والمكابرة والحرام
فصار يعمل بالربا والاموال الحرام وصار يتستغل حاجة الناس دون مراعاة لضيقهم وحاجتهم ودون عطف اي يناقض نفسه بنفسه يناقض ما يعلمه الى طلبته ويعمل عكس ما يقول
لما تقولون ما لا تفعلون
وطبيعي زادت الاموال التي بين يديه ويزداد معها الربا والسحت اكثر فاكثر
نصحه ناس معه ما نفع النصح
وعظوه وقالوا كفى واقنع فان ما لديك يكفي ويزيد فارضى برزقك ورزق عيالك
غرته الدنيا وتكابر اكثر فاكثر مع عناده المتزايد يوما بعد يوم
وطبيعي مع كثرة الاموال وكثرت المتداينين منه وكثرة الربا والحسابات
اهمل بيته شيئا فشئيا
فما عاد يجلس مع اولاده كثيرا
وما عاد يبقى في بيته الا القليل
ليس كالسابق
وكثرت طلعاته الى خارج بيته
نعم من ياكل الناس سوف ياتي يوم وياكلونه لانه حين يخرج لياكل لحمهم سوف يبقى بيته بلا حماية
هكذا مع بعض الحوادث الدنيوية البسيطة والمتوسطة التي ترادفت عليه مع الايام
رحمة من الله وتنبيها اليه بان ينهض من غفلته وسباته العميق
مر الحادث الاول ما انتبه
مر الحادث الثاني ما انتبه
كر الحادث الثالث ما انتبه
بقي على طمعه جشعه تكبره عناده
وامواله قد لفت قيودها حوله فانى له بقوة ان يقطع ذاك القيد
وذات يوم
وقلناها مرارا اخ والف اخ من ذات يوم
كانت زوجته مع ابنها لصغير في البيت وهو بجنبها
فانشغلت عن ابنها لحظات بسيطه
واي لحظات بسيطة كانها بطول الدهر
انتبهت بعد هذه اللحظات
اي ابني اين ابني
صرخت باسمه
علا صوتها صرخت لطمت
ركضت الى كل غرفة
خارج البيت
في الحديقه
وقلبها يشتعل نيرانا ولهبا وصدرها ضيقا فلا تكاد تتنفس
وقلب الام دليل على ابنها المسكين
ركضت صوب حوض ماء كبير كان عندهم في البيت
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأأأأأبتي
صرختها صرخه عظيمة
فقد وجدت ابنها غارقا في حوض الماء
قد امتلات رئتاه بالماء وانقطع النفس وتوقف القلب
وصعدت الروح الى خالقها عز وجل
وبقيت سكرة الحزن والهم تعصف بقلب الام
وهي تنظر بعينيها الباكية الى ذاك الاب الجشع الطمع الذي
اخذت الدنيا منه اعز ما كان له
ووضع الاب امواله كلها امامه عدها جمعها
وهو يقول لنفسه
يا نفس لو وضعت هذا المال كله بكفة ميزان ووضعت كلمة بابا من فم ابني بميزان
لكانت كفة كلمة بابا اثقل بملايين المرات
ولات الحين حين مندم
وهذا درس من دروس الدنيا وعبرها الكبيرة والكثيرة
ان الرزاق هو الله فلا تطلب رزقك بالحرام
وان ابنك اغلى ما تملك فلا تبيع الغالي بالرخيص
والاهم
ان لحظة غفله تساوي حياة باكملها
فلا تحتقر يا ابن ادم لحظة بسيطة لانها تعني الكثير الكثير
ولا تنظر الى ذنبك بل انظر الى من عصيت
كتبتها احدى طالبات قسم اللغة العربية
وحررها حميد الغانم



زخات مطر 13-07-2013 12:40 AM

اعاذنا الله واياكم من مال الحرام ومن الغفلة
وهدانا لما يحب ويرضى
ان كان حكيم فليتعظ بعد هذا التنبيه
شاكرة للكاتبة ولك استاذنا الكريم

حميد الغانم 19-07-2013 02:05 AM

الشكر لله اولا واخيرا
وحقيقة انا لا اعرف اسم الطالبة للامانه
لانه عندي مجموعة من الاوراق القصصية للطالبات
وقسم يكتب اسمه
وقسم لا يكتب لانه لا يقبل ان ينشر اسمه
وهذه القصة من ضمن الوريقات التي بلا اسم
اسال الله لك الخير كله
حميد الغانم

حميد الغانم 19-07-2013 02:52 AM

أوجاع حسن
============
وثق بباب ردهة الولادة رفع يديه الى السماء
مى ذهابا وايابا
قلق هو
علامات الخوف بادية على محياه
لم يستقر خالإ مرعوب
هو حسن
طفل بلغ الثانية من عمره
نبه ذكي فطن
قد يستغرب البع

حميد الغانم 19-07-2013 03:33 AM

أوجاع حسن
============
وثق بباب ردهة الولادة رفع يديه الى السماء
مى ذهابا وايابا
قلق هو
علامات الخوف بادية على محياه
لم يستقر حاله مرعوب
هو حسن
طفل بلغ الثانية من عمره
نبه ذكي فطن
وقبل ان نكمل لنعود قليلا الى الوراء
حسن يتيم
نعم هو يتيم
اذ اعدم صدام اللعين وازلامه ابوه وهو صغير
وترك له اختين
مع هموم كبيرة وكبيرة
ومع اعدام والده فقد حضن والده الطيب الذي كان يرعاه
فقد الذي كان يحميه ويدافع عنه
فقد من كان ياخذه للسوق ليشتري ولده
وفقد كثير
طثيرا من الناس تصوروا ان حسن صغير لا يحس لا يشعر لا يتالم
ولكن انى لهم ذاك
وقلبه اكبر من قلبهم
كان يرى دموع امه تسيل على خدها تبكي حزنا وفقرا وجوعا
فلا معيل ولا مال ولا هدم
راح صوب امه جلس في حصنها
امي
سادرس واصير طبيبا
ساشتري لك الملابس ولاخواتي
امي ساشتري الطعام
امي ساشتري لك بيتا
امي ساشتري لحاف لك ولاخواتي
ساشتري لك عباءة جديده
حتى يرى البسمة على شفاه امه الحزينة وهي تمسح بيديها على شعره الاسود
وزاد الهم على قلب حسن اكثر واكثر واكثر
فالناس قلوبهم قلوب بعث مجرم لا يرحم
قلوبهم مع صدام وازلامه
كان قارون ظهر من جديد وماله يداعب ايديهم
والمجتمع بربري همجي لا يرحم
هذا ابن المعدوم
هذا ابن الخائن
هذا ابن كذا وكذا
وحسن يكبر همه وهمه
وتمر الايام
ويتزوج عمه اخو ابوه من امه
كما جرت العادة هنا في المناطق الريفية ان يتزوج الاخ من زوجة اخيه ليرعى اولاد اخيه
فهو الاحن والاقرب
وهكذا وصلنا الى ردهة المستشفى
وحسن واقف ينتظر الفرج بولاده امه لاخ او اخت من عمه زوج امه لا من ابيه
فابوه راحل منذ الامس
خرجت الممرضة لتبشرهم بان امه انجبت اختا صغيرة جميله
نعم
كتن حسن جميلا جدا
اعطاه الله من الجمال والذكاء والفطرة نصيبا وافرا
وتمر الايام
ويكبر حسن
ويدخل المدرسة
ويبرز بذكاءه بين اقرانه من الطلبة
حتى ان النسوة كن ياتين لامه
ويخبرنها
بانه لو كان عندهن ولد مثل حسن ذكي شاطر نبه لسجدن لله الف سجده شكر
وام حسن تستبشر خيرا
وتدعوا الله ان يحفظه من كل شر ة ومكروه
ولكن
هم حسن
وخوفه
ووجعه
المكتوم في قلبه
قد ظهر عليه في السابعة من عمره
فبان الشيب على شعر راسه الاسود
استغرب الناس
طفل في السابعة من العمر
يشيب
ما يحمله من وجع وهم
نعم هو صغير بالسن
ولكنه كبير جدا بالقلب والعقل
كان ذاك القلب الابيض يجمل وجعا ما بعده وجع
حزنا ما بعده حزن
اه ممتدة بطول الدهر
هو حسن
ونجح حسن من الابتدائية بتفوق
مع مساعدته لاصحابه بالدرس
كان حسن حنونا على اخوته
يزرع البسمة على شفاههن
ومع اصحابه
يتواصل معهم
يفتقد من غاب
يعود من مرض
يصالح بين هذا وذاك
وكان حسن كبير قومه
وتمر الايام
ويبرز شي اخر في حسن اضافة الى شعره الابيض
يبرز دينه
فهو كما هو والده كان
مصليا صائما تقيا ورعا
كانما زرع الله في قلبه الايمان زرعا
نعم
يصلي في اوقات الصلوات
وتشاء الاقدار ان يكون يوم النتائج
وهو الان في الثالثة عشر من عمره
وقد حصل على معدل عالي في الصف الاول المتوسط
ركض الى امه
فرحان
يمة يمة يمة
ترى نجحت
ورحت للصف الثاني متوسط
حضنته امه بحضنين
حضن ام حنون
وحضن ابيه المعدوم
وعادت تلك الضحكة الى قلب امه الحزين منذ زمان وزمان
ركض صوب اخواته
خواتي تعالن شوفن اخوجن نجح وبمعدل عالي
حسن مبتسم
حسن ضاحك
ساعد الله قلب امه التي كانت تتمنى ان تراه ضاحكا للدوم لا لوقت بسيط
خرج حسن الى الجامع ليصلي المغرب
قلنا انه مؤمن تقي مع صغر سنه
صلى صلاة المغرب
والعشاء
وعاد لوحده بشعره الابيض الاشيب
ومع فتح الباب لم يسمع الا دوي صوت اطلاقة مزقت ظهره لتخرج من صدره
استدار حسن لم يصرخ
استدار باسما صوب من رماه
ليجده هو ابن عمه الصغير ذو العشرة اعوام
نعم هو ذو عشرة اعوام
هو ابن عمه الذي ذهب والده عم حسن للصيد في مناطق الاهوار
وكانت هنالك اطلاقة في تلك البندقية لم تخرج او لم يستطع اخراجها
وحي عاد ذاك العم الى بيته وضع بندقية الصيد
لتجدها يد بن عم حسن
نعود
فما كان من هذا الطفل ذو العشرة اعوام
الا ان وجه البندقية صوب ظهر حسن من باب المزاح
ولكن
شاءت الاقدار ان تمزق قلب حسن
التفت اليه حسن
لم يصرخ
لم يبكي
لم يقل اه
تبسم وهو يرى ابن عمه هو من رماه
لم يستطع الوقوف
سقط على الجدار وهو ينزف
خرجت تلك الام الفزعة لترى ما جرى
التفت لترى ابنها حسنا مبتسما بعينيها
امي لا تحزن انا بخير
انا بخير
والى خير
صرخت تلك الام
صرخة مزقت احشاء الدهر
صرخة فزع لها اهل الدنيا
خرجت اخوات حسن
يمة يمه يمة
شنو صار
فوجدن حسن في حضن امه وهي تضع يديها على نزف قلبه
فزع اهل الحي
اركبوه السيارة
سرعان ما وصلوا الى المستشفى
حملوه من بين يديها
ولك يمة حسن وين جانت لك هاي
ولك يمة حسن
منعوها من الخروج من السيارة
لانه بلا عباءه
لا نعال
حافية
والدم على صدرها وملابسها
اخذته الممرضة منها
تركض صوب الطبيب
اخذته من بين يدين راجفتين
وهي تصرخ بمه
وتلطم الخدود
يمة حسوني
يمه حسوني
يمه حسوني
سارعت به الممرضة
ارادوا بطل دم
وضعت اخواته كل ايديهن
خذوا ما شئتم من الدم
خذوا روحنا
خذوا كل دمنا
حذوا وخذوا
ووتلك ام حسن
ياراد يوسف ليعقوب ردلي ابن حسوني
وصوتها الحزين يمزق الارجاء
ولكن هيهات هيهات
وقد علا صراخ اخوات حسن في المستشفى
معانا موت حسن ورحيله الى جوار ابيه
واما الام
فرحل عقلها الى دار اخرة
ولم يبقى الا الجنون
وبسمة حسن وهو ينزف دما
امي انا بخير امي بخير لا تبكي
طتبتها احدة طالبات قسم اللغة العربية حررها حميد الغانم

حميد الغانم 19-07-2013 03:53 AM

موجعة هي
=================
حقيقة قبل ان ابدا بكتابة هذه القصة لا بد من ان اشير الى شي مهم
وهو ان السنة الدراسية ونجح من نجح
واكمل بدرسين او ثلاث من اكمل
ورسب من رسب
والدموع كانت هي القاسم المشترك
دموع فرح
ودموع حزن للرسوب او الاكمال
واخرها دموع وداع
وخصوصا لدى الطالبات اذ سيفارقن بعضهن البعض ثلاثة اشهر او اكثر
حسب بداية السنة الدراسية
من هنا فان القاسم المشترك
الا وهو
ان من استجاب لطلبي وكتابة القصص المعبرة ذات الطابع الانساني الذي يهدف لبناء بشري نامي العقل والفكر
هو
الطالباااااااااااااااااااااااااات
ومن هنا ينعكس حديث رسول الله
صلوات ربي عليه وعلى اله
رفقا بالقوارير - رفقا بالقوارير

وتشاء الاقدار ان اخر ورقة قصص هي الليلة
ولم اقراءها سابقا للانشغال بالامتحان وتصحيح الدفاتر وما شاكلها
ولكن حقيقة حين قراءت هذه القصة نزلت دموعي وابكتني
وقد اسمت الكاتبة هذه القصة باسم
( في يوم من الايام كنا انا وصديقتي جالستين في الكلية)
ولكن
قررت ان ابدل اسمها الى موجعة
او اوجاع حسن
وكاتبة القصة كتبتها وهي تسمعها من فم خالة حسن تحكي وتبكي
فساعد الله قلب الام
التي فقدت ولدها
---------------------
ان بلاء ام حسن واخوات حسن
نتيجة اهمال شخص لبندقية او اي شي
يتصوره بسيط
مثل ترك بندقية صيد بدون قفل او ترك اطلاقة صيد في تلك البندقية
ام اعطاء طفل اشياء قاتله
هي نتيجة حتمية كما حصل
لليتيم
حسن
ونراه حتى في اخر لحظة من لحظات حياته
مبتسما بوجه حتى من قتله هو ابن عمه
نراه اقصد حسن
حنونا على امه المسكينة
وهو ينازع
وروحه تخرج من جسد
وهو يقول امي انا بخير
لا تبكي لا تحزن
وحقيقة اننا نحن الباكون على هكذا قلب حنون هجرنا
وترك لنا الاحزان
فان كان عندك من تحب
فلا تهمل كما اهمل عم حسن
حميد الغانم

حميد الغانم 26-07-2013 09:44 PM

المجالس مدارس
--------------------
تمتاز منطقتنا او ديرتنا او حينا فتعددت الاسماء والبيت واحد
تمتاز بكثرة المجالس الحسينية
فلا يكاد يمضي يوم واحد الا وهناك عشرات من هذه المجالس والتي زاد عددها بعد سقوط النظام الصدامي
ومعروف السبب فمحاربته وعداءه للامام الحسين
وحقده على اهل بيت النبي الاكرم محمد
كان واضحا بينا
ويوم من الايام قبل السقوط اصدر صدام اللعين
ورجالات امنه وبعثه المقيت الكافر
امرا يمنع هذه المجالس خلال شهر رمضان الكريم
وهذا يذكرني اليوم بخبر قراءته عن تفجير سيارة مفخخة في ديالى اسفر عن مقتل اطفال نساء شيوخ شباب
لا ذنب لهم
وسبحان الله نفس ملة الكفر واحدة هناك صدام واليوم الوهابية والقاعدة والتكفيرية وغيرهم من ولد الشيطان
نعود لامر المنع الصدامي
ولولا ان احد اقاربنا كان خياطا وكان له علاقة بضابط الامن في منطقتنا ومع دفع مبلغ مالي ومع العلاقات
حصلت الموافقة على المجلس ولكن بسكوت ولا مكبر صوت ولا ولا
الحمد لله
وهكذا جرت العادة منذ سنين وسنين
ان نتوجه بعد الافطار الى المجلس
ولازال حال المجلس بسيطا
جذوع نخل يتكئ عليها الحاضرون
وفراش بسيط وماء وشاي
واضيف شئ جديد لم يكن موجودا سابقا عندنا
وهو ان يتبرع احد افراد المنطقة من اولاد عمنا واقاربنها بان يوزع لبنا او تمرا او عصيرا او قطعة حلوة او ما شاكلها
ويختم القارئ بالصلاة على محمد وال محمد
وقراءة سورة الفاتحة الى النبي محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وشيعة امير المؤمنين

والى اموات الباذلين
هذا الامر زاد من عدد الاطفال الصغار الحاضرين لهذا المجلس
ما ان يسمعوا هنالك شئ او كما نسميه مزاحا بيننا
فعالية
الا ويحضر كثير من الاطفال
لا يزيد العدد على خمسين او ستين شخصا بسبب كثرة المجالس
اليوم جلس شيخنا على المنبر
وابتدأ مجلسه الحسيني بالقراءة
ووصل به الامر ان يحكي عن ام فقدت احدى عينيها
وكان لها ابنا واحد فقط
تحبه حبا جما وكانت تاخذ بيمينه الى المدرسة وتنتظر بباب المدرسة
ما ان ينتهي الدوام حتى تمسكه بشماله عائدة به الى البيت خوفا عليه
وهكذا سنة بعد سنة وسنة
استمرت تلك الام الطيبة على حالها
ولكن هل استمر هذا الابن على حاله
فصار هذا الابن يستنطف من امه
كونها عوراء فقدت عينا من عيونها وتشوه شكلها
فصار الابن بتثاقل من امه
شيئا فشيئا
وصار يغضب عليها ويصرخ ويشتم احيانا
والام صابرة محبه لابنها
وكبر الولد او قل الرجل
وهجر الولد امه بعد ان كبر
ونسي حنان الام وقلبها الكبير
كتبت رساله لابنها لتطمئن عليه
اجابها بحروف اثقل من الجبال
وعلى الرغم من ذلك
بقيت تواصله
وايضا اثقل عليها بالكلمات والحروف
وبخل عن امه بسطر او سطرين يسعدانها ويفرحان قلبها المسكين الوله المحب له والداعي له
ومرت الايام والايام
وقطع ذاك الابن حتى خيط الرسائل الضعيف الذي كان يربطه بامه
ومر يوم اسبوع شهر سنة فلا رسائل ترد من ابنها
والام تكتب وتكتب فلا مجيب فقلب قاس اقسى من الحجر الجلمود هو قلب ابنها فسبحان الله
كتبت رساله اخيرة عجنتها بدمع عيونها وحلتها بحنانها وحفظتها بقلبها الدافي
وارسلت تلك الرساله الاخيرة
اي بني
اعلم انك تستنكف من امك ومن وجهها وعينها العوراء
اي بني اعلم
انه في طفولتك وقع حادث لك ضاعت عينك بسببه
وتبرعت لك بعيني التي ضاعت
فجمال عيونك اليوم بسبب عيون امك
اي بني ان الام مهما كان شكلها مشوها مفزعا فانها ترى جمالها في ابنها في ولدها فلذة كبدها
ومهما كان سوادها فانها ترى بياضها في ابنها

اي بني اودعك الوداع الاخير
فامك مريضة راحلة الى عالم الاخرة
ولست غاضبة منك بني
فانا امك وقلب الام لا يمكن ان يكره ابنها
فقلب الام حب في حب في حب
--------------
وصلت تلك الرسالة الى الابن كان ضاحكا فرحا بين اصحابه واصدقاءه
حين استلم الرساله ضاقت صدره قبل ان يعرف محتواها
رماها بعيدا بين اوراق اخرى
واخر الليل قال لارى ماذا تريد هذه المراة
ولم يقل امي
سبحان الله
قرا الرساله
صرخ صرخة واي صرخة
امي امي امي
ولات الحين حين صراخ
فامك رحلت ولن تجد بعد اليوم مثل امك ابدا ابدا
----------------
نعم
انتهت قصتنا واكمل القارئ الحسيني مجلسه الحسني بالنعي على الامام الحسين سلام الله عليه
واقول
ان صحت القصة او كانت بها عبره
فلكل ام حق علينا وانى لنا الا نوفي حقوق امهاتنا
والا نحكم على الاشياء بمضهرها
والا نستعجل في الحكم على الاخرين قبل ان نسمع منهم
وان نتواضع
فمن تواضع لله رفعه
حميد الغانم

نور القمرين 29-07-2013 12:31 PM

احسنت استاذ على هذه القصص الجيدة التي كلها عبر و مواعظ
وبارك الله فيك

حميد الغانم 01-08-2013 11:55 PM

بارك الله فيك يا نور القمرين
زاد الله في نورك
ووفقك لكل الخير بحق محمد وال محمد
شاكر لك هذه الكلمات الطيبة

حميد الغانم 02-08-2013 12:10 AM

لحظة قرار
-----------------

انقضت منذ شهرين امتحانات نهاية السنة
وحقيقة كثيرة هي المواقف التي يتعرض لها الطالب
وطبيعي ان يتعرض لها الاستاد بدوره وخصوصا ان كان مدرسا لتلك المادة او يكون مراقبا او مشرفا على قاعة الامتحان
وهنا اخط موقف احد الطلبة في قسم علوم الحياة المرحلة الاولى
اذا كنت مراقبا على القاعة الامتحانية
والقانون الامتحاني ينص على ان الطالب لا يجوز له الخروج من قاعة الامتحان
الا بعد نصف ساعة من الامتحان
وهذا الحال معمول به في كل الكليات الاهلية والحكومية
احيانا يصدر قرار من العمادة الا يخرج الطالب الا بعد خمس واربعين دقيقة
وذلك بسبب الظروف الامنية وكثرة السيطرات العسكرية التي تسبب تاخيرا
للطالب وعدم حضوره في وقته المحدد
وهو من باب التسامح القانوني الذي لم يسنه القانون
وحقيقة لم تمضي الا بضع دقائق
طلب احد الطلبة الخروج من القاعة
حقيقة موقف كان يستدعي الاستغراب
كون هذا الطالب من المجدين المؤدبين والمواظبين على درسه ودروسه
اقتربت منه
قال
اريد ان اخرج من القاعة
نظرت الى دفتره كان ابيضا
لم يخط ولا حرفا واحدا
سالته لماذا
وانت لم تجب على شي من الاسئلة
قال استاد
لم اقرأ جيدا البارحة
ودرجة السعي السنوي عالية
وامتحان العملي جيد ايضا
لذا لا اريد لدرجتي ان تنزل
قلت
تنبه الى شئ معين وهو ان الطالب يخصم من درجته عشر درجات او اكثر
اذا لم ينجح او اجل امتحانه الى الدور الثاني
مهما كانت درجتك التي تريدها
فانها طبيعي ونتيجة حتمية سوف تنزل ولن يكون معدلك عاليا فيها
تنبه وفكر قبل اي قرار
اعطيته فرصه للتفكير واخبرته انه لا يجوز ان يخرج الا بعد نصف ساعة
فعليك ان تستغلها بالتفكير
فهذا مستقبلك ولحظات قصيرة لا تؤثر
سالته
قل اعلم بعض الاسئلة وحلها
ولكن
مع النصيحة التي هي حق المؤمن على المؤمن
وهي
حق الطالب على مدرسه
مضت نصف ساعة
فقرر الخروج من القاعة وتسليم دفتره الامتحاني الابيض
بلا جواب
ومرت الايام
واعلنت نتائج الامتحانات
وجاء نحوي بعد ان استلم نتيجته
قال لم اسمع نصيحتك وليتني سمعت النصيحة
خيرا انشاء الله
قال
كان درجة السعي جيدة ودرجة العملي عاليه
لذا فان النتيجة كانت هي قريبة من النجاح
وحيث
انه هنالك خمس درجات او عشرة تعطى من قبل اللجنه الامتحانية لمن كان قريب النجاح
ونعم حصل هذا
ومنح هذه الدرجات
ونجح
وكم كان سعيه
خمسون درجة
فبدل ان يكون سعيه عاليه كما قدر وفكر
صار
خمسون وهي اقل درجة للنجاح
وقال
تندمت كثيرا
لو امتحنت
فهذا قرارك
-----------------
ليكن قرارنا حكيما مدرسوا مبنيا على كل الحيثيات ولا نستعجل في اتخاذ اي قرار نلاقي الندم بعده
وهنا ضاعت كم درجة
ولكن فكر حين يكون مستقبلك بيتك اهلك
هم من يسمهم القرار
حميد الغانم

نور القمرين 06-08-2013 01:14 PM

يجب ان نقف لحظة قد لا تتجاوز الدقائق عندما نقرر في شي قد يحدد مستقبل الحياة. شكرا لك استاذنا على هذه القصة الجميلة

نورالنجف 07-08-2013 05:02 AM

شكرا لكل حرف تخطه أخي الكريم لِما يشتمل من موعظه ونصائح قيمة من كل تلك القصص التي تدرجها لنا ..
أسأل الله لك التوفيق الدائم


حميد الغانم 09-08-2013 01:42 AM

وفق الله الاختين الفاضلتين
نور القمرين
ونور النجف
وتقبل الله صيامكم وقيامكم واستجاب دعائكم بمحمد وال محمد
وكل عام وانتم بالف الف خير
حميد الغانم

حميد الغانم 09-08-2013 02:06 AM

مصائب قوم عند قوم فوائد
--------------------
المصيبة الاول
منذ كم يوم سالني صديقي ايهم افضل للارضية بحكم انه يبني بيتا جديد
قلت استخدم السيراميك لانه رخيص واسرع بالعمل ولانه صقيل ولا يحتاج الى عمال كثير ولانه يعكي لمعان وبريق وايضا ثبت علميا ان البكتريا لا تنمو بكثرة كما هي على السطوح الخشنه
لذا فالفوائد كثير

قال لا لانه لو وقع عليه الماء سوف ينزلق اهل البيت كلهم وتنكسر يدهم
قلت لك الامر
مضى كم يوم ذهبت اليه لزيارته في بيت اهله تاخر قليلا
خيرا
فاذا به ويده مكسورة ومجبرة بالجبس
هااااا
خيرا يا صديقي
قال غسلنا البيت ولانه موزائيك ( كاشي بالعراقي )
وقد حمقت وتعصبت على ابني واردت ان اضربه برجلي
فانزلقت ووقعت وانسكرت رجلي

مصيبة الاب كسر الرجل فائدة الابن السلامة من الضربة
( والمغزى )
ان الحذر واجب فقد تحتقر شيئا صغيرا مثل كمية الماء هذه ولكن قد تكون بها التهلكة

-----------------------
المصيبة الثانية
تململ تعصب حمق كثيرا وصاح ووعلا صوته
لعنة الله على الكهرباء
والمولدات
متى نرتاح من هذا الضيم
متى نرى يوما لا تنقطع به الكهرباء
متى ننام ومكيف الهواء يعمل
متى نتغطى في الصيف
اخ لو اشوف يوم ما تنقطع الكهرباء شلون يكون
طبعا هذا الحال في العراق
حيث الكهرباء ومصائبها وضميها
هذا الاخ صاحبنا
صدفة كان يصلح مضخة الماء ( الماطور بالعراقي )
والكهرباء واصلة الى المضخة
اكمل السلك الاول وبدا بالسلك الثاني
وفجاءة تكهرب وتيبس بمكانه
الا
ان الكهرباء في لحظتها انقطعت
والحمد لله عاش وسلم من هذه الصعقة
ولولا انقطاع الكهرباء لكان فارق الحياة

وصار صاحبنا
الف رحمه على والديه الذي قطع الكهرباء
الله يخلي الذي قطع الكهرباء
اهم شي بهذا الوقت هي قطعة الكهرباء
سبحان مغير الاحوال من حال الى حال
( المغزى )
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
والاقدار بيد الواحد
القهار
-------------------------------
المصيبة الثالثة

رجل يعمل سائق لخزان كبير من الاسفلت
( او كما نسمية تنكر زفت بالعراقي )
وحيث ان المنطقة الذاهب اليها هذا السائق كانت لا يتم الوصول اليها
الا باستخدام عبارة
( بالعراقي نسميها طبكة )
وبالفعل وصل السائق الى العبارة
ولحظة الصعود بالسيارة في العبارة جاء رجله على دواسه البنزين بدلا من الكابح ئ( البريك )
فاذا به مباشرة الى الماء العميق
ولان حموله الزفت كانت ثقيله
لم يستطع السائق ان يخرج من السيارة وانتقل الى رحمة الله
نزل الغواص
والثاني
وهكذا
قالوا ان الباب لا يفتح
لانه مقفول من الداخل
تبرع رجل قال انا افتحه
غاص الرجل
وبالفعل اخذ سلكا معه واستطاع فتح الباب
واخرج جثة الغريق من الماء قبل ان تتفسخ او تتشوه
وما ان خرج
القت الشرطة القبض عليه
تعال قل لنا كيف استطعت فتح باب السيارة
وبات ليلته في السجن
( المغزى)
ان البعض لا يقدر مساعدة الاخرين لانه اما ان يكون موتى بلا شعور
او
جهلة مثل الشرطة

----------------------------

وكل عام وانتم بالف الف خير
حميد الغانم

حميد الغانم 23-08-2013 04:45 AM

قلب أم

تشاء الاقدار اننا وابن عم لي ان نذهب الى احدى اقضية محافظة البصرة لمسالة تهم ابن عمي في محكمة بداءة تلك القضاء
وكون القاضي في تلك المحكمة كان من المعارف
مررنا به وكان وقت الظهيرة وتقريبا انتهى جلسات المحكمة كلها وبقيت اخر شي عقود الزواج والمصادقة عليها
وما ان انتهى من المصادقة على عقود الزواج
حتى تكلم بقصة غريبة قال وقعت هذا اليوم
اذ تقع احداث القصة في نفس القضاء حيث هنالك عائلة انجبت ولدا في مستشفى تلك المنطقة او الحي وكان كادر التوليد قرر ان يضع الطفل في حاضنات الخدج
ولكن العائلة صعقت تماما حين اخبرتهم الممرضة ان الطفل لم يستطع النجاة وانه قد توفي وانتقل الى جوار ربه
وبالفعل غسلوه وكفنوه ودفنوه
لا غريب في القصة لحد الان
الاغرب
ان الام التي انجبت طفلها بقي قلبها متعلق بابنها وكانت دائما تقول ان ابنها حي لم يمت
وهذا حليبي قد در
ان ابني الان جائع
يضطرب قلبها
ان ابني الان خائف
تسهر لا تنام
ان ابني لم ينم
ترجف ترتعب تأن
تقول ان ابني الان مريض
وبالفعل صدق قلبها
اذ اكتشف ان الممرضه قد خانة مهنتهما وضميرها
وباعت كل معنى للانسانية برخيص
اذا انها قد خطفت طفلهم وباعته الى عائلة من محافظة اخرى ولا تعرف من أي محافظة
اسماء وهميه اهم شي كان عندها المادة
وكانت قد جلبت طفلا اخر ميتا للام الحقيقة
وتمر الايام
والشهور
والسنين
وبعد عشرين سنة قضتها تلك الام المسكينة تأن وتبكي وتنوح على ابنها المخطوف
على الرغم من انها لديها اطفال بنين وبنات
الا ان قلبها بقي موجوعا لفقد صغيرها الذي لم يعد صغيرا
ومضت عشرون عاما
نعم عشرون عاما واكثر والام تقول
يا من ارجعت يوسف ليعقوب ارجع لي ولدي
بحق عبدالله الرضيع بن الحسين ارجع لي ولدي
بحق علي الاكبر ارجع لي ولدي
وهكذا دعاءها مستمر
ودائما تقول
ولدي سيعود يوما
ولدي قطعة مني وسيحن الي
ولدي روحي التي بين جنبي وسيهتدي الي وياتيني يوما
هكذا كانت مؤمنه بالله عز وجل
وتمضي الايام
ويموت ابو الطفل طبعا الاب الخاطف وليس الحقيقي
وبدا المرض والشيخوخة يعصفان بالام المزيفة الخاطفة وليست الحقيقة
وهي على فراش الموت
وابنها المخطوف يبكي عليها وينوح
امي امي امي
هنالك
اخرجت من صدرها ما كان مكتوما ومدفونا ومضموما
قالت بني
انت ابني وربيتك ابني واحبك ابني
ولكنك
لست ابني
صعق الشاب
اماه اتهولسين انت
ما تقولين
امي
أي شي كبير نطقتي
أي عظيم مرعب قلتي
قالت اريد ان اموت وابرئ ذمتي
واي ذمه يا خاطفة ستربين وقد كسرتي قلب طفل وام واب وعائلة
اخبرته بالقصة وانها اعطت الرشى للمستشفى في المنطقةالمعنية من محافظة البصرة
بعد ان اكملت القصة
كان ذاك الشاب وفيا
اعتنى بامه الخاطفة له أي عنايه
داراها أي مداراة
وماتت ودفنها واقام عزائها
وبعد ان انتهى
حكى لكبير المنطقة
قال لها ذاك الكبير
بني لا اعرف الا فلانا له علاقة باهل المنطقة الفلانية
نعم ذهبوا اليه
قال سبحان الله غدا متوجه الى عزاء هناك اذ توفي رجل قريب لي
وساذهب واخذك معي
الغرابة
ان المتوفي هو جده الحقيقي
وذاك الشاب لا يعرف
ان جده مات قبل ان يراه
ذهبوا صباحا باكرا الى البصرة
الى المنطقة الفلانية
وصلوا العزاء
قراءوا سوؤة الفاتحة
هنالك
كان ابوه واعمامه حاضرون ولكن غائبون
لا يعرفهم ولا يعرفونه
ولكن الاب تعلق قلبه بذاك الشاب
بين حزنه على فقد ابيه
وبين قلبه الذي تعلق بذاك الشاب
فتكلم الرجل
قال لي طلب منكم
من يعرف عائلة هنا
له طفل خطف قبل عشرين عاما وصفاته كذا وكذا وقص القصة
قفز الاب باكيا وهو يسمع القصة
قال هو والله ولدي ولدي
ركض الابن صوب ابيه
والاب يرتجف وهو يحضن ابيه
ولا ندري أي دمع نزل حينها
دمع على الجد الذي لم يرى حفيده
دمع على الاب
دمع على الابن
دمع على قلب تلك الام الصادق الكبير الملئ بالايمان بالله عز وجل
اخذوه الى امه قبلته حضنته
سجدت لله عز وجل
ووصل الامر الى القاضي وهو يحكي لنا اذ رفعوا له دعوة لاثبات نسب الولد لابيه من خلال تحليل DNA
-------------
اقول
أي تحليل ادق من قلب ام ومشاعر ام وحنين ام
-------------------
وهكذا
نرى ان خيانة المهنة من قبل الممرضة عظيمة ومفجعة في ذات الوقت
وان
علينا ان نكون دقيقين في وضع الناس الاكفاء المخلصين في موضع المسؤوليه
لا السارقين العابثين
الجنة تحت اقدام الامهات
وان
مشئية الله عز وجل وتدبيره غالب علينا
فالحمد لله والشكر له
حميد الغانم

حميد الغانم 30-08-2013 12:26 AM

حيوانية العقل


عنوان غريب لاول وهلة ويبدو صعب الربط مع قصص التنمية البشرية
ولكن في الحقيقة هي ربط لثلاث مواقف مررت باحداها وحكي لي عن الاثنين الاخرين
الموقف الاول
اذا رواه لي احد استاذة كلية الطب البيطري حيث العودة من الدوام الى البيت وطول الطريق الذي يستغرق احيانا ساعة وربع او اكثر اذا قال ذات يوم وبحكم مهنته كطبيب بيطري ذهب الى منطقة الاهوار حيث يكثر الجاموس لدى الاهالي هناك وصادف ذهابه في ذاك اليوم الى رجل يمتلك اربعين جاموسه او اكثر وهو قطيع كبير وله وارد مالي ممتاز
ولكن الذي حصل هو ان احدى الجاموسات كانت حامل وهي على وشك الولادة وتاخرت ولادتها مما اضطر هذا الطبيب البيطري الزميل الى اعطاء الادوية والاجراءات المعهودة في مثل هكذا حالات تصيب الحيوانات
والحمد لله
ولدت تلك الحيوان ولكن الجاموس حديث الولادة كان مشوها ومريضا
وحين راه ذاك الرجل صاحب الاربعين جاموسة
ذهب الى سب وشتم الله عز وجل
نعم
صعقنا نحن الجالسين بالسيارة اذ نسمع ذاك الزميل يحكي
ويروي كيف تفنن هذا الرجل بسب وشتم الله باللسان والحركات
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
مع ما اعطاه الله من نعم وحيوانات كثيرة ومال وفير
الا ان تلك النعمة لم تجعله شكورا عاقلا
بل ان سكنه ومبيته وماكله مع الحيوان
جعله حيوانا بمعنى الكلمة مع شكله البشري
اولئك كبهيمة الانعام بل هم اضل سبيلا
الموقف الثاني
صادف ذات يوم ان اذهب لحضور اجتماع مع مساعد رئيس الجامعة الامر الذي تطلب ذهابي الى هناك من الصباح الباكر وحيث ان الطرق مقطوعة اما للصيانه او انشاء الجسور او السطرات الامنية
لم يستطع سائق سيارة النقل ان يدخلني الى الجامعة
مشيت الى مكان الاجتماع وصادف مروري بدورة مياه قررت الدخول لغسل الوجه بالماء البارد
وصادف ان دخل معي مجموعة من الشباب الذي لا يرتدون الزي الرسمي للدوام بل الدشداشة وهذا يعني انهم من خارج الجامعة ويجوز امكانية حضورهم للعمل مع احد المقاولين او اشياء اخرى
وما ان وضعت قدمي في باب المغاسل حتى سمعت من الكلام البذئ بين هؤلاء الشباب والسلوكيات اللاخلاقية الى ابعد ما يتصور الانسان
بحكم انهم من مجتمع غير مجتمع الجامعة وكانوا يرون من مظاهر لا توجد في غيرها
عدت وقررت اكمال المسير الى مقر الاجتماع
وانا امشي بعيدا عن المغاسل واسمع هؤلاء الشباب ينبحون كنباح الكلب صاروا كلهم ينبحون
نعم
نبح الاول فاجابه الثاني كنباح الكلب
والثالث وهكذا استمر نباحهم
وما انقطع ذاك النباح حتى غاب صوتهم عني
اسف غاب نباحهم عني مسمعي
فعجيب للانسان كيف يتحيون احيانا وينسى انسانيته لظرف طارئ او عرض زائل
هذا الموقف
رواه لي احد المقربين من والدي
قبل اعدامه من قبل النظام الصدامي المقبور
اذ صادف ذات يوم
انه كان لديه عامل يكري قطعة ارض له وينظفها ويوسع انهارها ويغرس اشجار النخيل
ومن المعروف ان وجبه الغداء تكون على صاحب الارض
حمل والدي الاكل من بيتنا الذي يبعد مسافه عشر دقائق سيرا على الاقدام
وحيث ان زمن الحادث قديم لم يكن من شوارع ولا تبليط ولا سيارات
بل سيرا على الاقدام
حمل مواعين الاكل وصادف مروره على بيت يملككون كلبا شرسا قد اذى العالم بشراسته وكثرة عصاته فتفاداه الناس
وصاروا يسلكون غير طريق
( نعم هكذا الحياة تجبرنا احيانا ان نسلك طريق اطول طلبا للامان وخوفا من شر الاشرار)

وما ان وصل والدي الى باب ذاك البيت حتى هاجمه الكلب بنباحه راكضا يريد عضه
انزل والدي قطعة الطعام واخذ قطعة لحك صغيرها وجلس على الارض ووضعها امام الكلب
ماكان من ذاك الكلب الا ان صار هادئا لا نباح ولا شراسه ولا عض
فقط ياكل بقطعة اللحم الصغيرة
مر والدي بسلام
وحمل الطعام الى العامل واكمل طريقه
ورجع مع بقية المواعين الفارغة بعد ان تغدى ذاك العامل مع والدي وصلى وعاد الى عمله
وفي طريق العودة
كان ذاك الكلب ينتظر والدي فرحا وهو يهز ذيله استقبالا له
حينها قال للراوي
ان قطعة لحم صغيرة دفعت شر وبلاء كلب وجعلته صديقا
فما بال البشر اليوم ياكلون لحم اخوانهم ولا يصونونهم ولا يحمونهم
حميد الغانم


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:34 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024